– هذه رسالة هامة أكتبها على عجل وسط هذا المنعطف الخطير الذي يمر به الجهاد الشامي والمحنة الخطيرة التي تعصف بالثورة الشامية عامة وبجماعة الهيئة خاصة، أوجهها إلى جنود وكوادر الهيئة الشرفاء الذين لا زلنا نتوسم فيهم خيرا ونعلم حرقتهم ورفضهم لهذا الحال المخزي الذي وصلت إليه قيادتهم الفاسدة الضالة والتي كانت آخر طاماتها ثبوت تهمة العمالة على القيادي في الصف الأول أبو ماريا القحطاني..! فأقول مستعينا بالله:
– يا جنود الهيئة الذين بقيتم في صفوف الهيئة حتى يومنا هذا رافعين شعار نصرة الدين والرباط والادعاء بأن البقاء في الجماعة من باب إسقاط فرض العين لا أكثر، وإنني سأخاطبكم هنا بلسان الشرع والعقل والواقع: إلى متى ستبقون تحت إمرة هذه القيادة الضالة وما هي المصيبة الأكبر التي تنتظرون اكتشافها حتى تنفضوا عنكم غبار التعصب لجماعتكم فتفتحوا أبصاركم وبصائركم على هذه الحقيقة التي باتت واضحة لكل ذي لب وصاحب مسحة من الفهم والإدراك وفطرة سليمة في التفكير، لكي تدركوا بأن قيادتكم الحالية ليست سوى معول هدم للجهاد الشامي وأحد أكبر أسباب تراجعه وانحساره..! ماذا كان ردكم على طامات جماعتكم، وهل استطعتم الإصلاح من داخلها والإنكار على قيادتكم في أي منكر كانت تقوم به؟! ولنسترجع معا بعضا من هذه الطامات لننشط ذاكرتكم:
– ما الذي فعلتموه..؟! بعدما أدخلت قيادتكم الجيش التركي العلماني وكذبت على الجميع وقالت بأنها ثلاث نقاط، ثم أصبحن ١٢ نقطة ثم أصبحن عشرات القواعد وبات الجيش التركي يأمر والفصائل كلها -دون استثناء- تطيع وتنفذ..؟! فتجمدت الجبهات وتم تطبيق الاتفاقيات والتفت الجولاني لضرب الفصائل برها وفاجرها وإضعاف شوكة أهل السنة الحقيقية التي تتكون من كل الجماعات الصادقة التي قام الجولاني بتفكيكها وإغراق الساحة بالدماء والأحقاد والثارات، حتى بتنا نرى هذا المشهد القاتم الذي نعيشه اليوم..!
– ما الذي فعلتموه..؟! عندما قام الجولاني بإدخال الدوريات الروسية الكافرة إلى مناطق إدلب المحررة منذ سنين بدماء آلاف المجاهدين ومئات الاستشهاديين والانغماسيين، بعدما كان الجولاني يصرح برفض إدخال تلك الدوريات إلا على جثته، ولكنه أدخلها وأرسل معها الأمنيين لحمايتها وترفيقها ومنع استهدافها، والنتيجة كانت صمتكم عن هذه الكذبة المشينة والخيانة العظيمة التي ارتكبها الجولاني على رؤوس الأشهاد الغائبين عن الواقع الغارقين في بحر التبريرات الواهية حتى يبقوا تحت إمرة قيادة نقضت العهود وخانت الله ورسوله والجهاد الشامي..!
– ما الذي فعلتموه..؟! عندما قام الجولاني بقتال جماعة حراس الدين وباقي الجماعات الصادقة واعتقل قادتهم وعناصرهم وعذبهم وسرق سلاحهم وسلب مقراتهم، بينما كنا نسمع وعود الكثير من أتباع الهيئة بأنه لو قام الجولاني بقتال الحراس فسيقوم بترك الجماعة فورا والالتحاق بالصادقين ونصرتهم أو الاعتزال في المنزل على أن يرضى بهذا العار، ولكن للأسف مرت تلك الطامة بسلام وسكت الجميع وأطاعوا الجولاني على منكره وإجرامه وسفك الدماء وذهبت كل الوعود أدراج الرياح..!
– ما الذي فعلتموه عندما قام الجولاني بتسليم الطفل المسلم إلى عائلته الإيزيدية الكافرة عبر أداته المفضوحة التي تسمى “حكومة الإنقاذ” ليعيدونه إلى ملة الكفر بعد أن منّ الله عليه بالإسلام..؟! وما الذي فعلتموه عندما قام الجولاني بإلغاء جهاز الحسبة في إدلب وريفها وأوقف فرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من باب تحسين صورته أمام الغرب وكسب رضاهم بغضب الله، وكلما علت الأصوات المطالبة بإعادة تفعيل الحسبة يقوم الجولاني وعطون بتخدير العقول ونشر الكذبة المفضوحة التي يدعون من خلالها بأنهم سيقومون بتفعيل الشرطة الإسلامية أو الأخلاقية والتي لم نرى نشأتها بعد مرور سنين من تعطيل الحسبة..! مما أدى لعودة مظاهر الفساد والمنكرات على العلن وفي الشوارع وانتشار الكثير من المنظمات العلمانية الفاسدة وازدياد نشاطها في مناطق إدلب وخاصة المنظمات النسوية التي تهدف إلى إفساد النساء المسلمات العفيفات وحرف أفكارهن والتمرد على أحكام الإسلام وشريعة الله..!
– ما الذي فعلتموه عندما قام الجولاني بإرسال العميل ابو ماريا القحطاني ورفيقه ابو احمد زكور الى ريف حلب لعقد التحالفات والاتفاقيات مع بعض فصائل الجيش الوطني المرتزقة وأكثرها فسادا وقذارة، العمشات والحمزات والتي كانت مقراتكم لا تخلو من تكفيرهم واستقذار أفعالهم..؟! فبدأ تبادل الهدايا والولائم ثم تطور ذلك الانحدار حتى قام الجولاني والقحطاني بإرسالكم إلى عفرين للقتال هناك دفاعا عن الحمزات والعمشات فقاتلتم صفا بصف مع أقذر الفصائل وسمعتم بآذانكم الكفر والشتم ورأيتم ترك الصلاة وتناول المنكرات، ويا للعار فقد قتل منكم الكثير هناك ولا أدري في سبيل ماذا نقول؟؟ في سبيل أبي عمشة والحمزات..! وبعد كل هذا ما الذي فعلتموه؟! لا شيء يذكر..!
– واليوم ماذا أنتم فاعلون بعدما اكتشفتم بأن القيادي في الصف الأول أبو ماريا القحطاني عميل للتحالف الأمريكي ويقف خلف قتل الكثير من المشايخ وقادة المجاهدين وساهم وحرّض على قتال وتفكيك الكثير من الفصائل الصادقة بقرار من الجولاني الذي ساهم بشكل مباشر بتنفيذ مخططات أبي ماريا التي كانت بالنهاية أوامر من التحالف الأمريكي لإضعاف الجهاد والمجاهدين، وهل بعد ذلك سنستبعد فرضية وقوع الجولاني بالعمالة بعدما أخرج القحطاني من السجن وكرّمه ووضعه في بيت مرفّه ومنع مسؤولي ملف التحالف من متابعة التحقيق معه..؟!
– فكيف ستأمنون على دينكم وأنفسكم وأنتم تشاهدون قادة الصف الأول بعضهم عميل للتحالف والبعض الآخر لا زال يدافع عن هذا العميل ويمتدحه، فالجولاني يحميه ويكرمه، وأبو أحمد زكور يدافع عنه علنا ويحاول حاليا تجميع الجنود من حوله لرفض محاسبة القحطاني، ومظهر لويس يغلق القبضات والجوالات ويقاطع الجلسات والاجتماعات ويهدد ويتوعد رافضا سجن ومحاسبة العميل القحطاني..! وبات العميل مختلف في أمره هل يوقفونه عن العمل ويضعونه في منزل فاره تحت إقامة جبرية صورية أم يطلقون سراحه ويغلقوا ملف عمالته لأنه أخوهم العميل القحطاني..! فأسألكم بالله يا جنود وكوادر الهيئة هل هؤلاء قادة يمكن أن نستأمنهم على الجهاد الشامي ويستحقون منكم السمع والطاعة أم أنهم شلة من المفسدين والمجرمين وزعماء المافيات والعصابات بعضهم أولياء بعض ويحاولون التغطية على أكبر عميل للتحالف تم اكتشافه منذ بداية الجهاد الشامي وحتى يومنا هذا..؟!
– يا جنود الهيئة الشرفاء إني لكم ناصح ومذكّر ومن هذا الطريق محذّر..! لم يبقى من الموبقات شيء إلا وارتكتبه قيادتكم وليس بعد العمالة والجاسوسية والتغطية عليها