New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Clarifying Something Is Not a Call For Help"

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت رسالة كتبها الشيخ عبد الله المحيسني – شفاه الله وعافاه – عنوانها “الإبانة في أحوال الفصائل في باب الإستعانة” ، ولا أدري متى كتب الرسالة لأنها غير مؤرخة عندي ، وقد أنكر على من قال بأن “الإستعانة” بغير المسلمين في المسألة السورية كفر ، وآثرت أن أخاطب الشيخ عبد الله مباشرة لأن الخطاب المباشر أبلغ وأوقع في القلب ، فأقول مستعيناً بالله :

أيها الأخ الفاضل : تعلم أكثر من كثير من الناس بأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، وقبل الكلام عن مثل هذه المسائل لا بد من تصور الواقع تصوراً حقيقياً ليكون تنزيل كلام العلماء عليه صحيحاً ، فالمسألة التي نحن بصددها اليوم ليست مسألة استعانة بكافر على مسلمٍ باغٍ ، بل هي تمكين للكفار في بلاد المسلمين تحت مظلّة هذه المسألة الفقهية التي لا تمت للواقع بصلة ..

لا يخفى عليكم بأن احتلال السوفييت لأفغانستان كان تحت مظلة هذه المسألة ، وأقصد مسألة الاستعانة بالكفار على الباغيين ، فحاكم أفغانستان هو من طلب من السوفييت “التدخّل” في أفغانستان .. ولا يخفى عليكم بأن هذه المسألة كانت حجّة من دخل تحت الراية الصليبية الأمريكية في أفغانستان ، فقالوا بأن الطالبان فئة باغية يجوز الاستعانة بالكفار في حربها .. ولا يخفى عليكم بأن مسألة “الاستعانة” بالكفار على قتال الكفار كانت السبب في احتلال الأمريكان لجزيرة العرب في الحرب الخليجية الأولى ، وقد بح صوت كثير من طلبة العلم والعلماء آن ذاك يبيّنون للمشايخ بأن الأمر احتلال وليس استعانة ، وكتب بعض الكتب في ذلك وجاء بالأدلة الدامغة ، فرحم الله المشايخ الذين لم يأخذوا بكلام هؤلاء حتى احتل النصارى جزيرة العرب .. ومسألة الاستعانة بالكفار على أهل البغي سبب تدخل الصليبيين في الصومال ، وتدخل الروس في الشيشان ، وتدخل الفرنسيين في مالي ، وتدخل الأمريكان في العراق والشام وباكستان واليمن ..

واقعنا اليوم ليس فيه استعانة ، فالحلف صليبي ، والراية صليبية ، والحكم للصليبيين ، وتركيا دخلت تحت هذا الحلف الصليبي ، والحكومة التركية تُعلن العلمانية ، والجيش التركي علماني حتى النخاع ، وحتى لو كانوا مسلمين فهم تحت راية صليبية ، فالراية الصليبية هي الحاكمة وهي المستعينة بهذه الطوائف لقتال المسلمين الذين يدّعي البعض “بغيهم” أو”خارجيتهم” ، فالمسألة برمتها خارجة عن بحث الإستعانة وليس لها أي ارتباط بها إلا إن كنا نريد الكذب على أنفسنا ، فالكل يعرف معنى “الإستعانة” وحقيقتها ، وإنما العبرة للمعاني لا المباني ..

الدولة الإسلامية : على اسمها دولة مسلمة ، وتمكينها من سائر الشام خير من تمكين الصليبيين تحت بند “الإستعانة” ، وأنتم تعلمون يقيناً حال الجماعات التي تتلقى “المساعدات” من هنا وهناك تحت باب “الاستعانة الغير مشروطة” ، فهذا كسابقه باب من أبواب الضحك على الذقون لا يُصدّقه من له أدنى معرفة بهذه الحكومات .. الواجب على هذه الجماعات أن تكون جماعة واحدة ، تحت راية واحدة ، وهذا ما دعتهم إليه الدولة الإسلامية ، وهو ما تقاتلهم عليه اليوم ، ونحن نعتب على الدولة بعض سياساتها في هذا الصدد ، ولكن الأمر عندها – كما هو عندنا – لا يحتمل التأخير ولا التسويف ولا المجاملات ، ونعجب من جماعات ترفض الدخول تحت راية الدولة الإسلامية المجاهدة وترضى بالدخول تحت الراية العلمانية الأتاتوركية الكافرة الداخلة تحت الراية الصليبية الحاقدة !!

ليس كل خلافٍ جاء معتبراً ، والمسألة هذه لا يُتصوّر فيها خلاف إلا إذا غيّرنا الواقع وقلنا بأن الحلف ليس صليبي ، وأن تركيا ليست داخلة في هذه الحرب تحت الراية الصليبية ، وأن الجيش التركي ليس علماني أتاتوركي صرف ، وأن الدول العربية المانحة : صادقة في “مساعداتها” ، وأن مصالحها تتقاطع مع مصالح الجماعات المقاتلة دون مصالح أمريكا التي تشترط على مندوبيها : عدم قتال بشار ، وقتال الدولة الإسلامية حصرياً .. كل هذا يكذّبه الواقع الذي يفضح هؤلاء كل يوم ويُظهر مظاهرتهم للنصيرية على المسلمين وضحكهم على الجماعات المقاتلة التي يريدونها فقط لقتال المجاهدين ثم يدخلون بعض قادتهم في عملية سياسية تحفظ حدود يهود من كل مكروه وتضمن قيام دولة لا دينية فاشلة كما فعلوا في أفغانستان وليبيا والصومال وغيرها من البلاد !!

إن كنتم قرأتم لنا أي شيء فإنكم تعلمون يقيناً بأننا أبعد ما نكون عن تكفير الجماعات فضلاً عن الأعيان ، وهداية مسلم واحد أحب إلينا من فتح بغداد ودمشق ، ونحن أحرص ما نكون على صفاء الراية ونقاءها ، وأحرص على سلامة المجاهدين من سلامة فلذات أكبادنا .. لقد عشنا أحداث العقود الماضية بكل قلوبنا وجوارحنا ، وعرفنا مداخل الأعداء علينا ومخارجهم ، ونحن إذ نحذّر من هذه الردّة – وهي ردّة – فإننا لا نحرص على تكفير إخواننا بقدر ما نطمع في هدايتهم وتحذيرهم من هذا المنزلق الخطير الذي يُصبح أحدهم فيه مجاهداً صادقاً ، ويمسي حليفاً للصليب مرتداً !!

لقد أحسنتم بإيرادكم نصاً من كتاب الشيخ العقلا – رحمه الله – والذي هو بعنوان “القول المختار في حكم الاستعانة بالكفار” ، وفي هذا الكتاب ما يُغني عن الشرح والاستدلال ، ولو أنكم طبعتم هذا الكتاب وقمتم بتوزيعه على المجاهدين لرجوت أن يكون في ذلك خير كثير ، فهو من أجود ما كُتب في الباب على صغر حجمه ..

أخي الفاضل : البغي معلوم ، وقد ذكر حدّه الشيخ العقلا – رحمه الله – في كتابه ، والاستعانة معلومة ، والمسألة هنا غير ما ذكرتم ، فلا وجه لنقل كلام العلماء في مسألة الاستعانة بالكفار على البغاة وإن ذكر الشيخ العقلا – رحمه الله – إجماع العلماء في المسألة فقال : “وقد اتفق من يُعتدّ بقوله من علماء الأمة وفقهائها على أنه لا يجوز للحاكم المسلم أن يستعين بالدولة الكافرة على المسلمين بأي حال من الأحوال” ، إلى أن قال : “وقد ذهب بعض العلماء إلى أن من صور الاستعانة بالكفار على أهل البغي ما يكون كفراً” (انتهى) ، وذكر في الحاشية : “وذلك في حالة ما إذا كان حكم الكفار جارٍ على المستعين لهم وغالب عليه” (انتهى) ، فقل لنا بالله عليك : أي هذه الجماعات حكمها جارٍ على أمريكا والحلف الصليبي ، هذا إذا كانت المسألة استعانة !!

ثم نقل الشيخ العقلا – رحمه الله – كلام الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله (من مجموع الرسائل والمسائل النجدية) فقال : “أما استنصار المسلم بالمشرك على الباغي فلم يقل بهذا إلا من شذ واعتمد القياس ولم ينظر إلى مناط الحكم والجامع بين الأصل وفرعه ، ومن هجم على مثل هذه الأقوال الشاذة واعتمد في نقله وفتواه فقد تتبع الرخص ونبذ الأصل المقرر عند سلف الأمة وأئمتها

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Turkish Question"

بسم الله الرحمن الرحيم
ليس العجيب أن تنجر تركيا إلى هذه الحرب بعد خسارة حزب أردوغان في الانتخابات وعدم حصوله على الأغلبية التي تمكنه من التفرّد بالسلطة ، وبعد الضغط الأمريكي لسنوات ، وتهديدها له بالأكراد ، فهذا كان متوقعاً ، وقد ذكرناه في مقالة سابقة ، ولكن الغريب أن تصدر الفتاوى من أناس – نحسبهم على خير – يقولون بجواز الدخول تحت الراية التركية لقتال الدولة الإسلامية بحجج واهية ضعيفة تحكي قِصر النظر وقلّة الصبر والجهل بالمآل !!

لو سألك سائل : ما معنى قولهم “ومن المعضلات توضيح الواضحات” ، فإنها هذه المسألة !! إذا كان “الحكم على الشيء فرع عن تصوره” ، فلنتصور المسألة لنعلم حقيقة هذه الفتوى المضحكة المُخجلة :

عندنا دولة تُعلن إسلامها وقادة يُعلنون إسلامهم ويقودون جيشاً يُعلن إسلامه يُقاتل النُّصيرية والنصارى والرافضة والملاحدة دفاعاً عن المسلمين ، وفي المقابل : رئيس يُعلن إيمانه بالمبادئ العلمانية ويعلن علمانية حكومته ويقود جيشاً يُعلن علمانيته وإلحاده وعبوديته لأتاتورك الذي أحل لهم الحرام وحرّم عليهم الحلال فأطاعوه !! لو عندك طفل مسلم يعقل ، اسأله : جيش يعبد أتاتورك ، وجيش يعبد الله ، مع من تكون ؟ إذا كان الطفل الصغير – الذي لم يتجاوز الخامسة – يعرف بفطرته حقيقة هذه المسألة ، فما بال البعض يفسد على المسلمين دينهم !!

العلمانية لمن لا يعرفها : هي “إقامة الحياة بعيداً عن الدين ، أو الفصل الكامل بين الدين والحياة” (مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب) ، والمعنى الصحيح “للعلمانية” من ترجمتها اللاتينية والانجليزية والفرنسية هي “اللادينية” ، وإنما تُرجمت عندنا بـ “العلمانية” حتى تكون أخف وطئاً على مسامع المسلمين .. قال الشيخ سفر الحوالي : “والتعبير الشائع في الكتب الإسلامية المعاصرة هو “فصل الدين عن الدولة” وهو في الحقيقة لا يعطي المدلول الكامل للعلمانية الذي ينطبق على الأفراد وعلى السلوك الذي قد لا يكون له صلة بالدولة ، ولو قيل : إنها فصل الدين عن الحياة لكان أصوب ، ولذلك فإن المدلول الصحيح للعلمانية : إقامة الحياة على غير الدين ، سواء بالنسبة للأمة أو للفرد” (العلمانية) ، وقال : “إن العلمانية تعني – بداهة – الحكم بغير ما أنزل الله ، فهذا هو معنى قيام الحياة على غير الدين ، ومن ثم فهي -بالبديهة أيضاً- نظام جاهلي لا مكان لمعتقده في دائرة الإسلام ، بل هو كافر بنص القرآن الكريم : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (المائدة : 44)” (نقلاً عن كتابه : “العلمانية”) وكتاب العلمانية للشيخ سفر – شفاه الله – أجمع وأفضل كتاب كُتب باللغة العربية في هذه النظرية الكفرية الخبيثة ، فليطالع الكتاب من يشك في كفر معتنق العلمانية ، خاصة الفصل الأخير تحت عنوان “حكم العلمانية في الإسلام” (ص 669) ..

فليعلم كل من يحمل السلاح بأن الجهاد لا يكون إلا “ضد الكفار غير المعاهدين ، ولإعلاء كلمة الله” ، فقتال الدولة الإسلامية ليس جهاداً ، والدخول تحت راية علمانية أتاتوركية كافرة ملحدة تأتمر بأمر الصليبيين : ردّة وخروج عن الملة اتفاقاً ، فالمسألة ليست خلافية ، ولا تحتمل الخلاف ، ولا يُتصوَّر فيها الخلاف لمن علم الحال وعلم أقوال علماء السلف في مثل هذه المسألة : قال ابن حزم رحمه الله : “صَّح أن قوله تعالى {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار ، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين” ( المحلى : ج11) ، وقال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي رحمه الله : “أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يُعتدّ بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا” ، وقال الشيخ علي الخضير : “أما مسألة مظاهرة الكفار فأعظم من بحثها هم أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله واعتبروا ذلك من الكفر والنفاق والردة والخروج عن الملة ، وهذا هو الحق ، ويدل عليه : الكتاب ، والسنة ، والإجماع” ، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز : “وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ مَن ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم” (مجموع الفتاوى : ج1) ، فانظر قول الشيخ ابن باز “بأي نوع من أنواع المساعدة” ، وقارنه بمن يريدون من المجاهدين سفك دماء إخوانهم لصالح الصليبيين !!

البعض بلغ من الكذب مكاناً ومن الجهل مبلغاً فقال بأن هذه النازلة من باب “الاستعانة بالكفار” ، وهذا من أعظم الجهل ، فليست نازلتنا هذه من “مسألة الإستعانة” بشيء لأن الراية ليست للمسلمين ، بل الراية صليبية ، والصليبيون هم من يستعينون بالحمقى والمغفلين من أبناء المسلمين وغيرهم ليقاتلوا دونهم ، فأمريكا هي التي استعانت بالرافضة والأكراد الملاحدة والعرب والأتراك ليقاتلوا الدولة الإسلامية ، فالقيادة أمريكية ، والقول قول أمريكا ، والحرب حربها ، والجميع تبع لها ، والأمر لها ، فكيف تكون المسألة استعانة !! أمريكا أرادت تقليل خسائرها في الأرواح فقدّم هؤلاء جنودهم قرابين لها كما كان الكفار يقدّمون القرابين لهُبل .. هل يجهل أحد على وجه الأرض أن أمريكا هي قائدة هذا التحالف الصليبي ضد المجاهدين !! هل يجهل أحد على وجه الأرض أن أمريكا هي التي أقامت هذا التحالف الصليبي !! تحالف صليبي أنشأته دولة صليبية تقوده لحرب المسلمين ، كيف تكون مسألة استعانة !!

إن تفلسف أحدهم وقال بأن تركيا دولة مسلمة ، فنقول : رئيسها يعلن إيمانه بالمبادئ العلمانية ، وحكومتها تُعلن العلمانية ، وجيشها يُعلن حراسته للعلمانية الأتاتوركية ، وقد سُئل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف عن دولة الخلافة العثمانية فقال : “من لم يعرف كفر الدولة ، ولم يفرّق بينهم وبين البغاة من المسلمين لم يعرف معنى لا إله إلا الله ، فإن اعتقد مع ذلك أن الدولة مسلمون ، فهو أشد وأعظم ، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله وأشرك به ؛ ومن جرّهم وأعانهم على المسلمين بأي إعانة فهي ردة صريحة” (الدرر السنية 10/429) ، هذا في زمن الخلافة ، والأتراك كانوا يُعلنون الإسلام آن ذاك مع وقوعهم في بعض الشركيات ، فكيف بالجيش الذي يُعلن علمانيته وأتاتوركيته مع بقاء الشركيات التي كفّرهم من أجلها العلماء !!

قد يقول البعض : أردوغان له مواقف محمودة في نصرة بعض قضايا الأمة ، فنقول : “أبو طالب بن عبد المطّلب” كانت له مواقف أعظم بكثير في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما لم يُعلن إسلامه وأعلن بقائه على دين عبد المطلب : كان في النار مع الكفار .. أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كفل رسول الله صلى الله

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Bombing of the 'Asīr Emergency Building"

بسم الله الرحمن الرحيم

تبنت “ولاية الحجاز” المبايعة للدولة الإسلامية تفجير مبنى لقوات الطوارئ بمنطقة عسير ، وهذا التفجير جاء – في نظرهم – رداً على ما تقوم به هذه القوات من مداهمات لبيوت أنصار المجاهدين وتتبعهم لهم لصالح حكومة الرياض ، وبناء على مشاركة حكومة الرياض للصليبيين والرافضة والنصيرية في قصف بلاد المسلمين ، واستناداً على الرأي بتكفير جيش وشرطة حكومة الرياض ..

لنا مع هذه العملية وقفات ، منها :

أولاً : ينبغي للدولة الإسلامية انتقاء الأهداف خارج الثغور بعناية فائقة ، وما حصل في “عسير” لم يكن عملاً موفّقاً ، وكما حذّرنا “قاعدة الجهاد” قبل سنوات من عواقب تفجير “مبنى الأمن” في الرياض ، فإننا نحذّر الدولة الإسلامية من عواقب مثل هذه الأعمال ، فهناك أهداف كثيرة في جزيرة العرب لا ينتطح عليها تيسان ..

ثانياً : قتل الجنود في مصر يختلف تماماً عن قتلهم في بلاد الحرمين من الناحية الإعلامية والشرعية (عند أكثر المسلمين) ، وقد أحجم النبي – صلى الله عليه وسلم – عن قتل المنافقين كي “لا يقول الناس” ، فكيف بالمسلمين .. الرأي العام من الأهمية والخطورة على الدعوة بمكان ، فلا بد من الحكمة في مثل هذه العمليات ، وإن كانت الدولة تكفّر أعيان هؤلاء ، فالغالبية المطلقة في بلاد الحرمين لا يكفرونهم ، فمثل هذه العمليات في مثل هذه الظروف تضر كثيراً بشعبية الدولة الإسلامية المتنامية ..

ثالثاً : هذه العملية سيستغلها آل سعود لسنوات في تشويه صورة المجاهدين عامّة – والدولة الإسلامية خاصة – كما حصل في تفجير مبنى الأمن الذي استطاعوا به هز صورة “قاعدة الجهاد” عند العامة ، وسينسجون القصص ويختلقون الأكاذيب ويستصدرون القوانين ليستفيدوا قدر الإمكان من هذا “الهولوكوست” ..

رابعاً : بالرغم مما تناقلته وسائل الإعلام ، فالظاهر أن التفجير لم يحصل في المسجد ، والشواهد أكثر من أن تُحصر : فالصُّور الأوليّة ليس فيها تفجير في المسجد وإنما تدل على تأثر المسجد بتفجير خارجه ، والشهود على أن التفجير حصل بعد صلاة الظهر بساعة ونصف ، ولعل أظهر الأدلة هي مقابلة قناة “الإخبارية السعودية” مع إمام المسجد ، فصور اللقاء تدل على أن المسجد لم يُفجّر من الداخل ، وقد حاولت القناة إدراج بعض اللقطات في اللقاء (انظر الدقيقة التاسعة من اللقاء) ولكنها افتقدت الحرفية ، وقد جزم “أهل الذّكر” المختصين في الإعلام بأن هذه اللقطات مُدرجة يقيناً وبغباء شديد ، والمدقق في اللقاء يجزم بأن هذا الإمام لم يجاريهم في كذبهم بحصول التفجير في المسجد ، فقد كان يورّي في كلامه ويتحرّز من الكذب ، وربما غيّر وجهة السؤال هرباً من تلميحات المذيع في مسألة التفجير داخل المسجد ، فنسأل الله أن يحفظه من دجل وكذب الإعلام السعودي ومسؤوليه وأن لا يغيّر أقواله بسبب ضغطهم عليه ..

خامساً : لا أدر لم سلّم الكثير من الناس برواية الإعلام “السعودي” والسلطات السعودية التي يعلم الكل كذبها ودجلها وتزييفها للحقائق ، وها هم يُفجّرون بيتاً من بيوت الله ويلطّخون المصاحف بالدماء (أو الأصباغ) ويمزقونها بأيديهم (وفي الصور مصحفاً يظهر التمزيق باليد جلياً) ويقلبون الفرش التي لم تحترق بالتفجير ، فلما فُضحوا برروا ذلك بأن التفجير كان خفيفاً لم يحرق السجّاد مع أنه قتل وجرح العشرات ، وقتلى الرافضة قبل أشهر كان أقل ، والتفجير أشدّ !! فجأة أصبح هذا الإعلام العلماني الخبيث الفاسق : إعلاماً صادقاً مُصدّقاً ، ونسي القوم أن هذا الإعلام كان ينافس الإعلام المصري في الكذب والدجل في حربه على الإسلام والمسلمين قبل أشهر قليلة !!

سادساً : الإدعاء والتركيز على التفجير في المسجد هو لتشويه صورة المجاهدين ، ولكن الأمر الذي غاب عن الناس هو أن قتل المسلم أعظم عند الله من تفجير ألف مسجد ، بل أعظم عند الله من هدم الكعبة ونقضها حجراً حجراً ، فلماذا التركيز على المسجد دون الأرواح التي أُزهقت !! ألا يعلم العلماء والدعاة – الذين تكلموا في هذه الحادثة – هذه الحقيقة !! الفقهاء يقولون بوجوب هدم المسجد المبني على قبر لحرمة القبر ولوجوده قبل المسجد ، فالمسجد جماد ، والإنسان روح ، والمسلم أعظم قدراً من حجارة المساجد !!

سابعاً : سبب عدم التركيز على القتلى والاكتفاء بالمسجد هو كون “آل سعود” يقتلون المسلمين بقصفهم في العراق والشام ، وبدعمهم لابن اليهودية في مصر ، وللخبيث حفتر في ليبيا ، وللصليبيين في الشام والعراق والسودان وأفغانستان وباكستان والصومال ، ولعله تحضير للتعاون العلني مع بشار (أقول العلني لأنههم ما زالوا يدعمونه بالمال سراً) ، فكل هؤلاء القتلى من المسلمين الذين شارك آل سعود في قتلهم يجب أن يُحجَبوا عن عقول المسلمين ويكون التركيز فقط على مبنى المسجد لا معنى القتل ، لعلمهم بأن العامة تقدّس المباني ولا تُدرك المعاني في الغالب ..

ثامناً : من الغريب أن ترى رجلاً مثل “الشيخ عائض القرني” يسارع في تصديق الإعلام والمسؤولين السعوديين في مثل هذه الأمور ، وهو من أعلم الناس بكيفية تشويه الأعلام في هذا الإعلام ، ولعل الشيخ نسي أن هؤلاء الخبثاء هم الذين سجنوه قبل سنوات بتهمة “اللواط” ، فهل مثل الشيخ يصدق هذا الإعلام !!

تاسعاً : ومن غريب ما قرأت ، قول “الشيخ العرعور” بأن الدولة الإسلامية تركت مطار دير الزور الذي يبعد عنها أمتاراً وفجرت مسجداً في عسير !! نقول للشيخ الفاضل : السعودية – التي تدافع عنها – تنطلق طائراتها من قواعدها المتاخمة لحدود فلسطين ، وتطير فوق قصر بشار بدمشق وبمحاذاة فلسطين ، فتتجاوز النصيرية والرافضة واليهود لتقصف المسلمين في الحسكة وحلب وحمص والرقة ودير الزور لتمنع الدولة الإسلامية من الهجوم على مطارات بشار التي يقصف منها السوريين .. إن لم يكن الإسلام ، فعلى الأقل “الوطنية” التي تؤمنون بها ، فقتلى طائرات آل سعود هم من أطفال سوريا ..

عاشراً : ومن غريب ما قرأت : ما كتب “إبراهيم السكران” تعليقاً على هذا التفجير (بعنوان : مكتسبات تفجير مساجد أهل السنة) ، فقد ذكر في ثنايا كلامه (ثمان مرات) بأن الدولة الإسلامية تبنت التفجير في المسجد ، والحقيقة أنها لم تتبنى التفجير في المسجد ، وإنما في مبنى الطوارئ ، فتكرار “الخطأ” بهذه الجرأة أمر عجيب لم نعهده منه ، ولعلها العجلة ..

أظهر هذا التفجير خللاً كبيراً في عقلية كثير من الناس ، وأظهر أمراً عجيباً في بعض العلماء : فكثير من الناس يتباكى قتلى الطوارئ ، وفي نفس الوقت يغضّ الطّرف عن قتلى المسلمين في الشام والعراق ، ولعله يبكي على بعضهم بإنتقائية !!

ربما يبكي البعض إذا قتل الرافضة والنصيرية بعض المسلمين ، ولكنهم لا

New book from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Giant Man: The Mujāhidīn Mullā Muḥmmad 'Umar, Second Edition"

Click the following link for a safe PDF copy: Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd — “The Giant Man- The Mujāhidīn Mullā Muḥmmad ‘Umar, Second Edition”
_________________

To inquire about a translation for this book for a fee email: [email protected]

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "How the Enemies Are Fighting Us"

بسم الله الرحمن الرحيم

قامت بعض الجماعات الرافضية – في بداية الإحتلال الأمريكي للعراق – بقتال الأمريكان ، فذهب الأمريكان إلى السستاني بملايين الدولارات واستصدروا منه فتوى حرمة قتال المحتلين ، فتوقف الرافضة عن القتال بأمرهم إلههم الفارسي .. بقيت بعض الجماعات العراقية تقاتل المحتل ، وحمل كِبر هذا القتال أهل السنة من العرب والأكراد ، فقامت أمريكا بصد هؤلاء بقوة ولم تستطع كسرهم ، وخسرت الكثير من الجنود ، فلجأت إلى الحيلة الأولى : ضرب السنةَ بالرافضة ، فأعطت الرافضة القوة والحكومة وأمرتهم بمواجهة السنة ، وكانت بداية “الفتنة الطائفية” التي أججتها أمريكا في المنطقة ..

قام الرافضة بقتل وتهجير أهل السنة بدعم كامل من الشيطان الأكبر ، لكن المقاومة ازدادت ، وسطّر أهل السنة ملاحم كبيرة في العراق ، وأظهروا شجاعة منقطعة النظير ، وبدأ الرافضة في التراجع أمامهم والهرب من لقائهم ، فعمد الأمريكان إلى الخطة الثانية : فل الحديد بالحديد ، فكانت “الصحوات” التي أسسها الأمريكان من القبائل “السُنّيّة” ليقودوا الحرب ضد المقاومة عامة ، والمجاهدين خاصة ، ودولة العراق الإسلامية على وجه الخصوص ..

استطاعت “الصحوات” تشويه صورة الدولة الإسلامية بشكل كبير ، وساعد ذلك ما قام به بعض “العلماء” من خارج العراق بعد ان تقاطر عليهم بعض العراقيين لينقلوا لهم الأكاذيب ، وعملت “الصحوات” على التفريق بين الدولة وبين حاضنتها الشعبية والجماعات المقاتلة ، فانهارت قوة الدولة بسرعة نتيجة الصدمة التي لحقتها جراء محاربة الأقارب لها ، وهي التي تدافع عنهم وتقف حائلاً بين الرافضة وبينهم !!

قامت “الصحوات” بقتل المجاهدين وأسرهم وبيعهم للرافضة والأمريكان ، حتى أن بعضهم كان يدل الرافضة على نساء المجاهدين ليأسروهن ، وتمكّن الرافضة من زيادة نفوذهم وتسلطهم على أهل السنة وهتك أعراضهم وسفك دمائهم ليحصل قادة الصحوات على بضعة ملايين من الدولارات باعوا من أجلها ضميرهم وشرفهم وكرامتهم وعرضهم ودينهم وأهليهم وأمتهم !!

بقيت بعض قوة في الدولة الإسلامية متمثلة في بعض قياداتها التي ذابت وسط هذه الأمواج العاتية من الفتن ، وخسرت الدولة الكثير من القيادات الفذّة والأفراد المخلصين بسبب “الصحوات” ، وانحازت هذه القوة إلى الصحراء وتغلغلت بين الثقات القلائل في المدن ، وكانت سنوات عجاف لا يأمن المجاهد على نفسه وعرضه بين عشيرته .. استيقضت قيادة الدولة من الصدمة وأخذت تعيد ترتيب صفوفها وتصنّف الناس بين : صديق وعدوّ ، ومسلم وكافر موالٍ لأعداء الله ، فقامت بالاتصال بالأصدقاء هنا وهناك ، وقامت ببعض العمليات النوعية حتى جاء “الربيع العربي” على قدر من الله سبحانه وتعالى ..

نجحت بعض الشعوب – وبحركة عفوية – في إسقاط المتسلطين عليها ، وقامت للمسلمين قائمة في تونس ومصر وليبيا ، وكادت الأمة تمسك بزمام الأمر ، وبينما كانت الجموع ترقص احتفالاً بربيعها ، كان الشياطين يعملون في الخفاء على وأد هذه الثورات التي أحيت بعض الأمل في الشعوب .. بدأ المكر وإعمال الحيَل حتى نجحت الثورة المضادة في اسقاط مصر ، وكانت ضربة كبيرة للشعوب التي كادت تعيش حلم الحريّة ، فأتتها ضربة أعداء الإسلام بمطرقة الحقيقة : “دون الحريّة أنهار الدماء وجبال الجماجم والأشلاء” ..

لو أن هذا الربيع العربي نجح وتسلم المنتَخبون السلطة في هذه البلاد لربما كانت ضربة كبيرة للجهاد ، ولكن الله تعالى أبى إلا أن تكون سنّة التغيير بما فرض على العباد ، فلا تغيير في الأرض بلا جهاد .. الغرب أدرك هذه المعادلة منذ زمن ، وأوصى حكام العرب بإجراء بعض الإصلاحات الدستورية والإجتماعية والإقتصادية كي لا يفقد الشباب الأمل في العيش الكريم ، وأخطر إنسان من يعيش بلا أمل ، وحاول الغرب إقناع الحكام بضرورة إفساح المجال لبعض الحريات ، ولكن أعمى أعين هؤلاء الحكام الذين لم يكونوا ليتنازلوا عن السحت الذي يأكلونه من أموال الشعوب ، فأقنعوا الغرب بأن الحريات معناها الإسلام الذي يحاربونه مع الغرب ، ومما زاد يقين الغرب بذلك ما آلت إليه انتخابات مصر ، فعمل الغرب مع العرب على وأد الثورات بشكل دموي لتكتب هذه الدماء أبلغ رسالة إلى شباب الأمة ..

قامت المظاهرات ضد الحكومة الرافضية في العراق ، ونجح بعض المسلمون في ترتيب صفوفهم على مدار سنة ، وعملوا مخيمات ومؤتمرات ، وهتفوا ضد حكومة المالكي “الطائفية” ، فعجز الرافضة عن ثني هؤلاء عن مطالبهم حتى سنّ لهم السيسي طريقة التعامل مع المتظاهرين : فانقض الرافضة على الخيام ، وقتلوا المتظاهرين ، وأدرك أهل السنة في العراق أن لا مكان للسلمية بين الضباع ، وأن مصير رابعة ينتظر القواعد والمتخلفين عن الجهاد ، فانتفضت الأُسد تتقدّمهم الدولة الإسلامية التي أعملت أنيابها في الموصل وغيرها من المدن العراقية لتُجدد في الأمة سنّة التغيير بالفتح ..

هُزمت الأرتال الرافضية تلو الأخرى ، وفتح المجاهدون المدينة بعد الأخرى ، وانضمت فصائل مجاهدة للدولة الإسلامية من العرب والأكراد المسلمين الذي علموا أخيراً أن الدولة الإسلامية كانت على حق في قتالها للرافضة والصحوات ، وأنها حرب وجود للدين والنفس والعرض ، وبايعت العشائرُ العراقية المسلمة الدولةَ الإسلامية بعد أن يئست من العملية السياسية ، ودارت الدائرة على الرافضة والأمريكان ، فكان المخرج أن يضربوا الدولة الإسلاميةَ بعنصر آخر غير الرافضة والصحوات ، وكان الخيار : ملاحدة الأكراد ، فأعملوا إعلامهم ، وتقاطر مسؤولوا الرافضة والأمريكان على اربيل ، فكانت النتيجة : دخول الأكراد بكل ثقلهم في مواجهة الدولة الإسلامية لإنقاذ الحكومة الرافضية في بغداد ، ولضمان بقاء سلطة الصليبيين في العراق من غير حاجة لإرسال الجنود الأمريكان ..

ظن الأمريكان أن الأكراد مع الرافضة والأسلحة الأمريكية والأوروبية المتطورة كفيلة بهزيمة الدولة الإسلامية ، ولكن إنغماسيوا الدولة كان لهم رأي آخر ، فجُن جنون الغرب ، وعقدوا المؤتمرات واللقاءات التي أسفرت عن تحالف ستين دولة غربية وعربية تحت راية الصليب لقمع أهل السنة في العراق ، وبدأت هذه الدول بالقصف الشديد والعنيف ، واستطاعت الدولة الإسلامية امتصاص هذه الضربات ، ثم تدخّل الإيرانيون بطائراتهم وجنودهم وجنرالاتهم فلم يُغنوا عن الكفار شيئاً ..

حاول الغرب كسب أي معركة ضد الدولة الإسلامية : فعمدوا إلى قصف بعض المدن بكثافة وقوة حتى دمروها عن بكرة أبيها (كما حصل في عين العرب) ليحققوا نصراً معنوياً لقوات التحالف ، ثم جمعوا عشرات الآلاف من الرافضة والأكراد مع سلاح الجو العالمي ليقصفوا تكريت وينتزعوها من يد الدولة ليحققوا

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "For All Shrines An Article"

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد ..

قرأت مقالاً بعنوان : “قتل الأهل والأقارب عند تنظيم الدولة ، قراءة في الوثائق الرسمية للتنظيم” (بتاريخ 27 رمضان 1436هـ) للأخ الفاضل “أبي عمر إبراهيم السكران” – حفظه الله – وهو كاتب له نشاط دعوي جيد ، ومواقف محمودة ، وله مؤلفات نحرص على اقتناء كل جديد منها لسلاسة أسلوبه وقوة تعبيره وتنظيم أفكاره وجودة أطروحاته ، خاصة ما يتعلق بالقرآنيات ، والرد على الليبراليين ، وكل جديد يتحفنا به حفظه الله ، فنسأل الله أن يزيده من فضله ..

سبب العنوان هو ما يجري الآن في الفلوجة والزبداني وغيرهما من الثغور : من قصف ودكّ لبيوت المسلمين من قبل الرافضة والنصيرية والنصارى وغيرهم ، فنحن أحوج ما نكون – في مثل هذا الموقف – إلى شد أزر المدافعين عن دماء وحرمات المسلمين ، فالرافضة والنصارى إذا دخلوا الفلوجة الكل يعلم ما سيحصل لأبناء ونساء المسلمين ، وكذلك الزبداني وما سيفعله النصيرية والرافضة بالمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..في مثل هذا الموقف الحرج : يخرج علينا هذا الأخ الفاضل بمقال طويل يدعوا فيه جنود الدولة الإسلامية للخروج من “الدولة” وتركها ، فهل يُدرك ويعي هذا الأخ الكريم ما يقول ، وهل يستحضر المشهد !! “لا أشك أن المرء يتمنى الموت قبل أن يرى هذا المشهد ، فكل من كان بين جنبيه ذرة رجولة لا يستطيع تصور هذا فضلاً عن أن يتقبله” !! أيُدرك هذا الأخ الفاضل بأنه إذا انسحب الجنود الآن من الدولة الإسلامية فإن ما افترضه من سبي نساء المسلمين في جزيرة العرب بمآلات أقوال قادة الدولة الإسلامية سيكون واقعاً حتمياً خلال ساعات – بل دقائق – من انسحاب جنود الدولة من الخطوط الأمامية في الفلوجة !! “أيرضى الكاتب على ديانته ورجولته بذلك على أهله وإخوانه في العراق والشام ؟ فإن قال لا أرضى ، وهو المظنون فيه إن شاء الله ، فلينظر بالله عليه أين وصل الانحراف في العقيدة والدماء لدى من يقول مثل هذا القول” (هذا كلامه في ورقته مع تصرف بسيط) !!

المقالة التي كتبها فيها بعض من الحق ، ونحض قادة الدولة الإسلامية أن يقرؤوا هذه المقالة بعد أن تهدأ الثغور قليلاً ، وقد نصحنا الدولة الإسلامية مراراً وتكراراً – كما نصحها غيرنا ، وكما نصحنا قاعدة الجهاد من قبل ومناصريهم – بالكف عن الخوض في مسائل التكفير لأنها مزلة أقدام ، فلا بد من ضبطها ضبطاً علمياً من قبل علماء راسخين يدرسون النصوص الشرعية وأقوال العلماء وينزلونها على الواقع وفق ما تقتضيه الأصول والقواعد الشرعية ، ووفق ما يحقق المقصد الكلّي من جلب للمصالح ودرء للمفاسد ، فمآلات التكفير والتوسّع فيه أمر لا يُحمد عقباه إن لم يكن تأصيل دقيق ، وهذا المزلق تاهت فيه أكثر الجماعات الإسلامية : بين متشددة ومتساهلة ، فنسأل الله أن يقيّض للمجاهدين من ينزل الأمور منازلها ..

أما الأخ الفاضل صاحب المقالة ، فنقول له : لا بد أنك تعرف بعض أسباب التشدد في التكفير ، خاصة من قبل شباب بلاد الحرمين ، فما لاقوه من تعذيب في سجون “آل سعود” ، وما قيل لهم وما سمعوه من سجّانيهم ، وما حصل للبعض من تعذيب وأمور لا يفعلها المسلمون (من إدخال العصيّ في الدبر ، والتهديد بهتك أعراض الأخوات والزوجات بل وحتى الشباب ذاتهم ، وتعليق الشباب بالحبال لأيام وضربهم وكيّهم بالسجائر وصعقهم …) جعلهم يوقنون بأن هؤلاء ليسوا مسلمين .. أنتم تكلّمتم عن أسر الأخوات ، وناشدتم السلطات ، ولم يزدهم ذلك إلا غياً ، فهل تتوقعون ممن استثرتم غيرتهم – باسم النساء – أن يعتقدوا إسلام هؤلاء !!من ينفر إلى الدولة الإسلامية من الشباب – اللاتكفيريين – ويسمع هذه القصص من المسجونين سابقاً ، لا يشك في كفر “الدولة السعودية” ، فكيف وهو يرى بأم عينه طائرات “آل سعود” تحلّق في سماء العراق والشام تقصف أطفال المسلمين ونسائهم وشيوخهم وتقطّع أشلاءهم !!

ماذا تنتظرون من أهل العراق الذين يرون طائراتكم تحت طائرات الصليب تقصف مدنهم وقراهم وهم يقسمون عليكم بالله كل يوم أنهم مسلمون موحّدون وأن الواجب عليكم مناصرتهم في الدين لا قتلهم نصرة للصليبيين والرافضة والنصيرية وملاحدة الأكراد !! هل تنتظر من هؤلاء أن يتوقفوا في تكفيرك دولتكم أو تكفير من يسكت على هذا ، فضلاً عمن يخوض في المجاهدين المدافعين عن أعراضهم ودمائهم !!

الدولة الإسلامية هي السد الوحيد الذي يقف بين الرافضة وبين هتك أعراض نساء المسلمين في العراق ، وحكومتكم “الرشيدة” تقصف هذا السد وتحاول كسره ليلج الرافضة مدن المسلمين فيهتكوا الأعراض كما فعلوا من قبل في جميع مدن العراق ، أم أنك لم تسمع عن السجينات اللاتي اسمهنّ عائشة واللافتات على أبواب السجون (تمتّع بعائشة) ، أم أنّك لم تسمع عن النساء اللاتي اغتُصبن في المساجد ومكبّرات صوتها التي صدَحت بصراخ العفيفات اللاتي مزّق الرافضة فروجهنّ !! أم أنك لم تسمع عن الأبناء الذين أُجبروا على هتك أعراض أمهاتهم ، والإخوان أخواتهم ، والآباء بناتهم !! أم أنك لم تعلم عن الرجال الذين فُعلت بهم الفاحشة !! هل تريد أن تسمع عن أخواتك اللاتي اغتُصبن في الطرقات والمعسكرات وفي المستشفيات وداخل العربات وفي المزارع والبيوت والمحلات !! هل أزيدك ، أم يكفي هذا لتكفير أهل العراق “ولاة أمرك” !!

لا تلُمهم أخي الفاضل ، فلو رأيتَ رُبع عُشر ما رأوا ، أو نالك ربع ربع عُشر ما نالوا لكفّرت الدنيا بأسرها ، فالظلم الذي وقع على أهل العراق بسبب دعم “ولاة أمرك” للرافضة والصليبيين جعلهم يوقنون بكفرهم ، وبعض العلماء الذين أفتوا بعدم جواز قتال الرافضة والحكومات العراقية من بلادك ، والطائرات تنطلق من بلادك ، والدعم من بلادك ، والطيّارين من جنود جيش بلادك ، ووقود الطائرات أكثره من بطن أرض بلادك ، وقيمة الصواريخ تدفعه بلادك ، والدعم “اللوجستي” (الإمداد) يوصله جنود بلادك من البحرية والمشاة ، والشرطة والداخلية الذين يحرسون القواعد الأمريكية التي لازالت موجودة في بلادك في البر والبحر ..

ليس “التشدد” في شباب بلاد الحرمين فقط ، بل “التشدد” في أهل أفريقية (تونس) أكثر بكثير من شباب بلادك ، فالظلم الذي وقع على هؤلاء الشباب أعظم ، وردة الفعل عندهم أكبر ، والذي سام شباب تونس سوء العذاب لعقود وحارب دينهم ووهتك أعراض أخواتهم وكفّره علماء بلادك : ضيف على ولاة أمرك !! لا تسألني عن “غلوّ” شباب مصر الذين دفع ولاة أمرك المليارات لحرق أهلهم أحياء ولاغتصاب أخواتهم .. لا تسألني عن الشام التي دفع ولاة أمرك ثلاثمائة مليون دولار (هذا المُعلن فقط) لبشار لقتل المسلمين .. لا تسألني عن اليمن التي أفسد

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Foreign Affairs of The Islamic State"

بسم الله الرحمن الرحيم

الخارجي ليس كائناً نزل من القمر ، أو سراً كونياً لم يطّلع عليه أكثر البشر ، وليس الخارجي لغزاً لا يفكّه غير عباقرة الزمان .. الخارجي إنسان من لحم ودم ، كل ما يميّزه عن بقية المسلمين أنه متنطّع جاهل مغرور يرى نفسه على حق دون غيره ، فجهله هو سبب تنطّعه ، وتنطّعه جرّأه على سفك الدم الحرام ، وصيّره مارقاً عن الدين كما يمرق السّهم من الرميّة ، وبسبب خطره على المسلمين – كونه متهوّر ومقاتل شرس ومستبيح لدمائهم – جاء التحذير منه في النصوص ..

من هو الخارجي ؟ وكيف نميّزه عن غيره ؟

سؤال يخالج صدر كثير من الشباب اليوم لكثرة الآراء والاجتهادات التي صبّها الناس صباً على قارعة الفكر ليقرر أكثرهم “خارجية” بعض المجاهدين والعلماء والمفكرين في زماننا هذا وقبله حتى يَفُضّوا الجموع من حولهم فلا يسمعوا لهم ولا يتبعوهم ويقللوا من جاذبيتهم ومن جاذبية دعوتهم التجديدية في الغالب .. فمن محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة النجدية ، مروراً بحسن البنا ، وسيد قطب وجاعة الإخوان ، ثم عبد الله عزام وأسامة بن لادن وقاعدة الجهاد ، حتى وصلنا إلى “الدولة الإسلامية” ، كل هؤلاء خوارج بغاة مارقة حرورية أهل تنطّع وغلوّ وضلال ، والجامع المشترك بين هؤلاء هو خروجهم عن المألوف في البيئة المحيطة بهم أو ما هو غالب على الأمة في زمانهم : فمن محارب للقبورية ، إلى الداعي للفكرة الإسلامية ، والمطالب بالإستعلاء الإيماني على الكفر العالمي ، ومن محرّض على الجهاد في الأمة ، ومن مُعلنٍ للجهاد العالمي ، ثم الطامة الكبرى والمصيبة العظمى : عدم الاكتفاء بالدعوة والتنظير لقيام الخلافة الإسلامية !!الخروج عن المألوف خارجية بلا شك ، ولكنها ليست الخارجية التي عنتها نصوص خير البريّة صلى الله عليه وسلم ..

هناك خارجيتان : خارجية إبليسية سببها الكِبر والعُجب والجهل بالله تعالى وبأمره والتي كانت نتيجتها {فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} (الحجر : 34) ، وخارجية نبوية شرعية على هذا الكفر والكِبر والجهل الذي صيّر المنكر معروفاً {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ} (الحج : 40) ، وتجلّت محاربة هذه الخارجية في أغرب صورة لها على يد الشواذ جنسياً وعقلياً {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (النمل : 56) ، فـ “الخوارج” – بالمعنى اللغوي – هنا هم آل لوط عليه السلام الذين بقوا على الفطرة البشرية السويّة التي لم تستسغها العقول المنحرفة !! الخوارج الذين جاء وصفهم في الأحاديث النبوية شابهوا كثيراً الخارجي الأوّل (الشيطان) في صفة العُجب والكِبر والجهل بالله عز وجل وبحقيقة أمره ، فقد جاء وصفهم في الأحاديث النبوية بأنهم ” يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم” ، “سفهاء الأحلام” ، “قوم يتعبدون ويتدينون حتى يعجبوكم وتعجبهم أنفسهم” ، فهذه الصفات هي التي أخرجت إبليس من رحمة الله تعالى ، فأبى أن يسجد لآدم واستكبر وقاس قياساً فاسداً {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (ص : 76) معارضاً به أمر الله الصريح الذي امتثلت له الملائكة دون تردد ، ولفهم هذه النفسية الغريبة المتكبّرة المتعجرفة العجيبة ينبغي أن نفهم نفسية “ذو الخويصرة التميمي” – أخزاه الله – الذي أتى سيد ولد آدم فقال له : “اعدل ، فإنك لم تعدل” !! أو ذاك الشاب صاحب الزهد والعبادة الذي مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه فقال له رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم : “أَنشُدُكَ اللهَ هل قلتَ حين وقَفتَ على المجلس : ما في القومِ أحدٌ أفضَلُ مِنِّي أو خيرٌ مِنِّي ؟ قال : اللهمَّ نَعَمْ” فهذا الجاهل المغرور اعتقد في نفسه أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة رضوان الله عليهم بسبب اغتراره بعبادته ، ولم يُدرك عقله الصغير أن العُجب والكِبر هما سبب هلاكه لا رفعته !!كثير من الناس اليوم يخلط بين الخارجيتين بسبب اختلاط المفاهيم ، وبسبب الجهل الكبير بالأحكام الشرعية الذي هو نتاج الحملة الصليبية على الثوابت الإسلامية ..

كثير من الناس لا يعرف حقيقة الجهاد ويظن أن السِّلم والسّلام والسِّلمية أصول شرعية باطلٌ ضدّها ، وطامة البعض مع الجهاد : اعتقاده ضرورة موافقته للقوانين الدولية التي جاء الجهاد ليكسرها ويمحوها من الوجود !! كثير من الناس لا يعرف حقيقة “الولاء والبراء” فيظن أن القومية والوطنية من الدين فيدعوا لنبذ الطائفية !! وكثير من الناس لا يعرف حقيقة “الحكم بما أنزل الله” فيظن أن الناس يسعهم ترك تحكيم شرع الله أو يسعهم الاستفتاء على ذلك أو يسعهم اختيار نظام الدولة المدنية بالمفهوم الغربي ، بل كثير من الناس لا يعرف حقيقة “أُلوهية الله تعالى” فيصرف العبادة لغير الله عن طريق الإستغاثة والدعاء والخوف والرجاء والاستعانة !! الخوارج المارقة الذين جاء ذكرهم في الأحاديث النبوية أفضل – من الناحية العلمية – من كثير من الناس اليوم ، فالخوارج الأوائل كان جهلهم في فهم بعض النصوص وتأويلها على غير المراد بها ، ولكنهم كانوا منضبطين في الثوابت أكثر من كثير من الناس اليوم ، فلم يكن عندهم انحراف في التوحيد ولا في الولاء والبراء – في الجملة – ولا في أصل الحاكمية ، وإنما انحرافهم كان بسبب تأويل فاسد في حكم مرتكب الكبيرة جرّهم إلى تكفير واستباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والردّة ، ولذلك لم يكفّرهم جمهور العلماء ، واتفق الصحابة على عدم تكفيرهم وأجازوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم والصلاة خلفهم ، بينما كثير من الناس اليوم يُنكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة ويقعون في الردّة من حيث لا يشعرون : كمن يدعوا إلى ترك أحكام أهل الذمة وعدم الزام الكفار بالجزية ومساواتهم مع المسلمين في الحقوق والواجبات باسم الوطنية ، والبعض يدعوا إلى تغيير مفهوم الولاء والبراء ، أو إلغاء جهاد الطلب من التراث الإسلامي وإلغاء أحكام السبي والرقّ في الإسلام بزعم وجود قوانين دولية تحرّم هذه الأمور ، وهذا من أعظم المنكرات كونه اعتقاد بجواز نسخ حكم الله بقوانين وضعها الكفار !!

ومما نراه اليوم من بعض طلبة العلم : الفجور في الخصومة ، واستخدام الألفاظ النابية والكلمات البذيئة ، والإكثار من التنابز بالألقاب ، وإنزال النصوص غير موضعها ، ولمز المجاهدين والكذب عليهم والافتراء المفضوح والتلاعب بالنصوص ، وابتداع حدود لمصطلحات حدّها علماء الأمة قبل ألف سنة !! قال الأشعري في مقدمة “مقالات

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "With Shaykh al-Maqdisī"

بسم الله الرحمن الرحيم

نقل بعض الإخوة الأفاضل تعليق الشيخ أبي محمد المقدسي – وفقه الله – على كلام كتبته في المقالة السابقة بعنوان “نصيحة الجاني على كلمة العدناني” ، وقد كتب الشيخ أبو محمد – وفقه الله – التالي :

1- التعصّب جعل أحدهم يُرقّع لتكفير العدناني كل من يقاتله فتمسّك بقوله (تقع في الكفر) فجعل مقالة العدناني تكفيراً للعمل واتهم من جعلها للأعيان بالتدليس!
2- فركّز على ما ظنّه يرقّع إطلاق العدناني وباطله وأغضى عن قوله الصريح الذي لا يترقّع قبلها : (إنك تكفر بذلك) فمن الذي دلّس ومن الذي جداله لا يساوي فلساً؟
3- ويصف المجادل طامة العدناني بقوله : (جملة صغيرة) ومن انتقدها (شرّق وغرّب). لا تنظر إلى صغر الجملة ولكن انظر إلى تطبيقات الحمقى لها في الميدان.

وهذا تعليق على كلامه ، وفقه الله لما فيه الخير :

1- لم يكن كاتب هذه الكلمات يوماً متعصّباً لغير دينه ، فهو من أشد الناس تحذيراً من التعصّب للأشخاص والجماعات ، وقد نال في سبيل ذلك ما نال ، فالله المستعان ..
2- ولم يكن كاتب هذه الكلمات يوماً مرقّعاً لأحد ، ولو كان كذلك لوافق قاعدة الجهاد على كل ما كانت تقول وتفعل ، ولوافق الدولة الإسلامية على كل ما تقول وتفعل ، ولكنه يوافق ما يراه الحق ، وينصح فيما يراه مجانباً للحق ، ويشهد بهذا من تابعه ومن انتقده لمخالفته لقاعدة الجهاد وللدولة الإسلامية في بعض الإجتهادات ..

أما كلام العدناني : فنعجب من رجل كأبي محمد – حفظه الله – كيف يفوته صياغ الكلام !! قال العدناني في كلمته التي أوردها الشيخ وفقه الله للخير : “ثم اسأل نفسك : ما حكم من يستبدل أو يتسبب باستبدال حكم الله بحكم البشر ؟ نعم ، إنك تكفر بذلك” (انتهى) ، فهذا من بيان حكم حالٍ معيّن ، وهو : حكم استبدال الشرع بغيره ، ولا شك أننا نكفّر عيناً من يستبدل أو يتسبب باستبدال شرع الله بغيره عالماً مختاراً ، وهذا مما قرره الشيخ في كتاباته السابقة ..

أما الجملة الأولى فكانت في قتال الدولة : “فإنك بقتال الدولة الإسلامية تقع بالكفر من حيث تدري أو لا تدري” فجاءت الصيغة عامة (تقع بالكفر) وليست للعين ، وهذا ظاهر .. إن مما لا يغيب على مثل الشيخ – حفظه الله – أن الكلام الصريح مقدّم على غير الصريح ، والمفسَّر مُقدَّم على المُبهَم ، والمنطوق مقدَّم على المفهوم ، وللعدناني كلام صريح في هذه المسألة بيّن فيه منهج الدولة ، فكيف نأخذ بهذه العبارات التي لا تحتمل ما حمّلها البعض ونترك عباراته الصريحة الواضحة الجليّة !!

إنما جاء التركيز على الجملة الأخيرة لأنها التي أورد البعض ودندن عليها ، ولو أنهم تكلموا عن الجملة التي أوردها الشيخ لتكلمنا عنها وبيّنّا أنها لا تخالف التقريرات التي أوردها الشيخ في كتاباته الكثيرة ورسائله ، فتكفير المعيّن المُستبدِل لشرع الله تعالى ليس محل خلاف بيننا إن شاء الله ، وإنما النقاش في حكم من يقاتل الدولة الإسلامية وهو يعلم أن البلاد ستُحكم بغير شرع الله إن خرجت من يد الدولة ، فهذا هو الحكم الذي بيّنه العدناني في الجملة الأولى وحكم على هذا العمل بالكفر ولم يحكم على المعيّن ..

لا يضرني إن أخطأ العدناني أن أقول له : أخطأت ، وأبيّن له الصواب ، فالرجل عندي غير معصوم ، وحقه عليّ النصيحة ، ولكن لما لم يُخطئ الرجل هنا ، وأخطأ من طار بجملته : بيّنا لهم الصواب ، ونصحنا العدناني بالعدول عن التركيز على مسألة التكفير في ذات المقالة وفي كثير من المقالات ، ونصحناه نصائح أخرى نسأل الله أن تلقى منه أذناً صاغية وقلباً واعيا ، ولا زلنا نأمل أن تختفي ظاهرة التكفير أو يتقلل منها المجاهدون أو لا يستخدموها إلا مع من ظهرت ردّته للناس وبانت :كالحكام الموالين للصليبيين أو الحاكمين بغير شرع رب العالمين أو الجماعات الداخلة – علناً – تحت راية الصليبيين والنصيرية والرافضة والملاحدة وأشباههم ..

هنا نوجّه كلمة بسيطة للشيخ أبي محمد وفّقه الله للخير وأعانه عليه :

إن لكم قدم سبق في هذا الأمر ، وكنا نأمل من أمثالكم أن يكونوا الصدر الذي يسع أهل الجهاد إذا ألمّ خطب ، وأنتم ترون الفتنة التي أطلّت ، وتعلمون أن الأعداء هم القاطفون ثمارها ، فلو أعملتم أقلامكم وبذلتم علمكم في سبيل التقريب بين المجاهدين وتهدئة الأمور وبيان مآل لاتنازع ، ففي تراص الصفوف ونبذ الخلاف مصلحة الأمة ، وفي واليأس والقنوط من رحمة الله الخسران .. ما الجدال أردنا ، ولكن الإصلاح ما استطعنا ، والصلح بين الناس خير ، فكيف بين أهل الجهاد في مثل هذه الأوقات .. نسأل الله أن يشرح صدورنا جميعاً لما فيه خير الإسلام والمسلمين ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه محبكم في الله
حسين بن محمود
19 رمضان 1436هـ

_____________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Advice to the Offended on the Words of al 'Adnānī"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد ..

فقد استمعت – كما استمع كثير من المسلمين – لكلمة أبي محمد العدناني الشامي المتحدث باسم الدول الإسلامية بعنوان {يا قومنا أجيبوا داعي الله} ، والتي هي في قرابة النصف ساعة ، حرّض فيها على الجهاد في رمضان ، وحذّر من تولي الكفار ، وأنذر العملاء ، وتوعّد الصليبيين ، وأعلن قبول بيعة القوقازيين ، وأعطى الأمان للعراقيين ، وبيّن لهم حقيقة الروافض ، وحذّر المخالفين ، وشد على أيدي المجاهدين ، وأثنى على “الدولة الإسلامية” وحذّر من قتالها ، وتكلّم على نوع من العلماء ، وتكلّم عن “الصحوات” ، وحرّض المسلمين في بعض الدول على حكامهم وعلى نصرة أنفسهم والمسلمين ، وتكلم عن خراسان … كل هذا تركه البعض وجعل نصب عينيه جملة صغيرة قالها العدناني ، فأقام بها وأقعد ، وشرّق بها وغرّب ، وأرعد لها وأزبد !!

هذه جملتهم التي قالها العدناني : “فإنك بقتال الدولة الإسلامية تقع بالكفر من حيث تدري أو لا تدري” ..

هذه هي الجملة الخطيرة التي طار بها البعض فكتب المعلّقات ، والبعض صار عصفوراً من كثرة التغريدات ، وتنهّد البعض الصعداء وكأنه فتح القدس وحرر الأندلس !! فما حقيقة هذه الكلمة ، ولم كل هذا الاحتفال !!

هذه الجملة جاءت في صياغ كلامٍ نُقل بالحرف من المقطع الصوتي مباشرة ، وهو في الدقيقة الخامسة عشر ، وصياغ كلام العدناني الآتي :

“وكما نجدّد دعوتنا لجنود الفصائل في الشام وليبيا ، ندعوهم ليتفكّروا مليّاً قبل أن يُقدموا على قتال الدولة الإسلامية ، التي تحكم بما أنزل الله ، تَذكّر أيها المفتون قبل أن تُقدم على قتالها : أنه لا يوجد على وجه الأرض بقعة يُطبّق فيها شرع الله والحكم فيها كله لله سوى أراضي الدولة الإسلامية ، تذكّر أنك إن استطعت أن تأخذ منها شبراً أو قرية أو مدينة : سيُستَبدل فيها حكم الله بحكم البشر ، ثم اسأل نفسك : ما حكم من يستبدل أو يتسبب باستبدال حكم الله بحكم البشر ؟ نعم ، إنك تكفر بذلك ، فاحذر ، فإنك بقتال الدولة الإسلامية تقع بالكفر من حيث تدري أو لا تدري ، ثم تفكّر بجميع الذرائع التي يتذرّع لك بها الدعاة على أبواب جهنّم لتقاتل الدولة الإسلامية ، تجد أنها كلها ذرائع باطلة …” (انتهى النقل) ..

كم هي شنيعة صنعة التدليس التي أتقنها البعض ، وكم هي الغفلة في نقل البعض للكلام في غير الصياغ ، وكم هو الظلم الذي جعل البعض يصيب الدولة بجهالة نتيجة عدم التثبّت في النقل ، فكل هذه الأمور تجعلنا نزيد من شكوكنا حول بعض الأشخاص وبعض الجماعات التي لا تلتزم النقد العلمي ، والتي تتعلقّ بالقش الوهمي ، فإن كان مثل هذا دليل على خارجية الدولة أو تكفيرها ، فهذا هو الفجور بعينه ..

أما كلمة العدناني : فلا يحتاج من سمعها أو قرأها كاملة كثير نظر ليُدرك حقيقة الأمر ، فالقصد فيها لا يغيب عن طالب الحق المنصف ، فالرجل يقصد بأن الذي يُعين على أخذ بلاد تُحكم بشرع الله ليُستَبدل شرع الله بغيره فهذا كفر والعياذ بالله ، ولا أدري ما كنا نتحدّث عنه طوال العقود الماضية إن لم يكن هذا هو الكفر !!

هل كان قتال المجاهدين إلا لتحكيم شرع الله عز وجلّ ، فأي خطأ وقع فيه العدناني وهو يبيّن أمراً اتفق عليه المسلمون ، اللهم إلا إن كان قصد البعض بأن المقاتِل قد لا يقصد هذا بقتاله ، فقد يقاتل عداوة للدولة أو جهلاً أو تأويلاً أو غيرها من الأعذار التي قد تكون مشروعة ، فلا يقع في الكفر ، ونقول : كان العدناني دقيقاً عندما قال “فإنك بقتال الدولة الإسلامية تقع بالكفر من حيث تدري أو لا تدري” فهنا كفّر العمل ولم يكفّر المعيّن ، فالعدناني يرى بأن الفعل – وهو قتال الدولة التي تحكم بشرع الله ، وتمكين من لا يحكم بشرع الله في بلد – يوقع في الكفر ، وهذا ظاهر معلوم ، أما المُقاتل فقد لا تكون هذه نيته فيكون فعله كفراً دون شخصه ..

فقول العدناني “تقع بالكفر” ليس من تكفير المعيّن ، بل من بيان الكفر وحكم الفعل ، وهذا لا يحتاج كثير نظر لمن عرف كلام العلماء وتقريرهم في المسألة .. فالعدناني قرر مسألة وذكر واقعاً وبيّن حكمه الذي هو مُجمَع عليه ، ثم حذّر من يقاتل الدولة من الوقوع في هذا الكفر ، فالكلمة ليس فيها تكفير أشخاص ولا جماعات ولا هي من صفات الخوارج ولا فيها إثبات عصمة للدولة ولا تنزيه لها ، وإنما هي حكم على حال ، فكل هذا الشغب لا يساوي فلساً أمام هذه الحقيقة الواضحة التي يراها كل من تجرّد للحق ، فينبغي للبعض التنزّه عن مثل هذا الفعل الذي لا يليق بطالب الحق ، والابتعاد عن الفجور في الخصومة .. كما ينبغي للعلماء وطلبة العلم أن يُعملوا علمهم وأقلامهم فيما فيه صلاح المسلمين من جمع الكلمة ، فهذا هو المطلوب منهم شرعاً في مثل هذه الظروف ..

ننتهز هذه الفرصة لنقدّم بعض النصائح لأخينا العدناني ، عل الله ينفع بها :

1- أنصح العدناني بعدم التعرّض للعلماء ، فمهما اختلفنا مع البعض فإن الأخوّة الإسلامية باقية بأحكامها ، وفضل العلماء لا يجهله أمثالكم ..
2- عليك بالرفق الذي ما كان في شيء إلا زانه ، والشدّة والبأس على الكفّار دون المسلمين ..
3- ينبغي الحذر الشديد من قضية التكفير ، فهي مزلة قدم ، وليتها تغيب من أبجديات المجاهدين ..
4- ينبغي التفريق بين الجماعات المقاتلة في الشام وعدم حشرها جميعاً في زاوية واحدة ، فهناك جماعات مخلصة مجاهدة يجب كسبها بكل وسيلة مشروعة ..
5- لا ينبغي استعداء أي جماعة في أي مكان ، وعليكم بتحسين العلاقات مع الجماعات المجاهدة في خراسان وليبيا واليمن والشام وغيرها ، فالعالم رماكم عن قوس واحدة ، وأنتم في غنىً عن الأعداء الجدد ، ومهما أوتيتم من قوة فإن القتال في جبهات كثيرة يُنهك القوة ويشتتها ، وأنتم أقوياء – بعد الله – بإخوانكم ..
6- الحلم والأناة صفتان يحبهما الله في العبد ، والعفو عند المقدرة دليل قوة ، ولا ينبغي للإنسان أن يتكلّم وهو غضبان ، خاصة من يتحدّث باسم غيره ..
7- ينبغي حفظ مقام أهل السابقة في الجهاد ، فقد تصبحوا أنتم كذلك يوماً ، فلا يليق بمن يأتي بعدكم الانتقاص منكم ، فالله الله في هؤلاء فإنهم الأصول التي تفرّعتم عنها ، ولعلكم جزء من حسناتهم ، ولا يمنع الخلاف حفظ المقام ، وتوقير أهل السابقة من صفات أهل الإيمان ..

أسأل الله عز وجل أن يحفظ جميع المجاهدين في كل مكان ، وأن يجمع كلمتهم ، ويوحّد صفوفهم ، ويجعل نكايتهم في أعداء أمتهم ، ويرد عنهم كل كيد ومكر ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
7 رمضان 1436هـ

_______________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Minnah al-Bārī in Advice of the Supporters"

بسم الله الرحمن الرحيم

اطلعت على مقال كتبه أخ كريم يدعى “أبو عزام الأنصاري” عنونه بــ “الإنصاف المفقود في مقالات الشيخ حسين بن محمود” ، فجزاه الله على كلماته ونصحه خير الجزاء ، واسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ..

قبل عقد من الزمان كنا نعجب من مناصر للمجاهدين يسيء أدبه في ردّه على إخوانه ، واليوم نعجب من ردٍّ يخلوا من سوء الأدب حتى من بعض طلبة العلم ، ولذلك جاء العنوان “منّة الباري” لأن النصيحة جاءت – بمنّة الله وفضله – خالية من الطعن واللعن والهمز واللمز والفحش والبذاءة ، فهي نصيحة تحمل هماً ونقداً بناء يستحق النظر والتأمّل ، فلتكن الردود بهذا المستوى – أو أرقى – وإلا فلا تكن .. الغريب أن مثل هذه الكلمات لا تنتشر ، وما ينتشر هو ما فيه المحذورات الشرعية ، مما يجعلنافي شك كبير في كثير ممن ينشرون هذه المواد في الشبكة والبرامج الإجتماعية ..

نقلت كلام الأخ الكريم كاملاً – إلا بعض الإطراء الذي يسع تركه – حتى يرى البعض أن الردود تكون بأكثر من أسلوب ، وقمت بالتعليق على بعض الفقرات باختصار ، وصدّرت ذلك بكلمة “التعليق” ..

قال الأخ الفاضل رحمه الله : الحمد لله ولي الصالحين وناصر المستضعفين ومجيب دعوة المضطرين .. والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين .. وبعد:-
فقد تابعت مقالة الشيخ حسين بن محمود الأخيرة .. والتي نحى فيها منحى جديداً في حديثه عن الصراع الدائر بين “الدولة” والنصرة.

التعليق : لعل الأصل ليس جديداً ، لكن إذا طرأ طارئ فلا بد من معالجته وفق الأصول ..

وبعيداً عن الاتهامات والسباب والتعدي والطعن في النيات … [إلى أن قال] …. ولكن هذا لا يعني على الإطلاق ألا يخطئ الشيخ، ولا يعني ألا نقول له أخطأت إذا رأينا أنه أخطأ، بل هذا واجب وحق له علينا، وقد تابعت كثيراً من الردود على الشيخ .. ولا أدري لعلّه اطلع على كثير منها أيضاً .. ولكنّي أحببت أن أدلي بدلوٍ ، والله يعلم أن ما دفعني لأكتب ما كتبت إلا الحبّ للشيخ والتقدير له، والمكانة التي يحتلها من قلبي، فلعل الشيخ أن يكون كلامنا أخف وطأة عليه من كلام غيرنا.

التعليق : أحبكم الله الذي أحببتموني فيه .. أما الردود : فإذا كانت بهذا المستوى فإننا نحرص على الاطلاع عليها ما أمكن ..

وسأحاول أن يكون كلامي على شكل ملاحظات رغم تشعُّب الكلام وطوله –وأنا آسِفٌ لذلك- لكني لم أجد بداً من الإطالة، ولن أحصر ملاحظاتي على المقال الأخير .. بل أجد نفسي مضطراً للتنقل بين عدد من النقاط في عدد من المقالات:-
أولاً :- اتهامات هنا وهناك
نسي الشيخ في خضم حديثه وهو الذي يبحث عن التثبت ويدعوا إلى التريث في الأحكام وإطلاقها والحرص على الدقة وعدم التساهل في أمر الدماء والتسبب في إراقتها ولو بشطر كلمه .. وهو كله كلام جميل سديد نؤيده عليه ونشد على يديه .. غير أن الشيخ لم يلبث أن خالف عادته في النصح وفارق دعوته للناس سريعاً .. فبدأ كما هو واضح من سلسلة مقالاته الأخيرة ينتقل تدريجياً من ضفة إلى أخرى .. دون وجود الأدلة الكافية الصريحة التي تساعده في انتقاله هذا .. بل لو قال القائل بأن كثيراً من الأدلة يدل على عكس هذا ما كان مبالغاً ..
نحن لا ننكر أن بعض التهم التي ترمى بها الدولة –بل كثير منها- كذب وزور وافتراء .. ولسنا في مجال بحث التهم .. وإنما الكلام في الإنصاف بين الدولة وخصومها، فكثير أيضاً من التهم التي يرمى بها خصومهم كذب وافتراء وتزوير، فالحقّ أن نعدل وألا نطفّف في الموازين حين نحكم على طرف ضد آخر.

التعليق : الأخبار التي تصلنا ليست قليلة ، وهي من مصادر كثيرة بعضها موثوقة ، ولكننا مع ذلك نشخلها شخلاً ونقلّبها ظهراً وبطناً حتى نستخلص منها التصوّر ، ولو أننا صدّقنا كل ما يقال عن الدولة وخصومها لكفّرناهم جميعاً ولأعلنا الحرب عليهم ، ولكننا نحاول التثبّت قدر المستطاع ، فما عدنا نصدّق كل المنقول لكثرة الكذب ، ولا نزعم اليقين في كل أمر .. أما التنقّل من ضفة لأخرى فإننا نرى بأنها ضفّة واحدة ونحاول أن نبقيها كذلك رغم الخلافات ، فكيف ننتقل من ضفة إلى ذات الضفة ؟

ثم من عدم إنصاف الشيخ أنه يجمع كل خصوم الدولة في كفة واحدة فيجمع التهم التي يلقيها الجميع عن الدولة في قالب واحد .. ليتصور القارئ كأنّ الجميع يتهمون الدولة بكل هذه التهم المتناقضة المتباعدة وهذا فيه نوعُ تضليلٍ للقارئ .. فليس معنى أنّ الدولة متهمة بكل هذه التهم أنّ كلّ جنس من خصومها يرميها بها جميعاً .. فادّعاء التناقض لا يلزم في الحقيقة.

التعليق : نفرّق بين خصوم الدولة وقد أعلنا مراراً بأن هناك فصائل مجاهدة مخلصة ، منها النصرة والأحرار ومن كان مثلهم أو قريب منهم ، والعملاء معروفون ، ولا نستطيع التفصيل في كل مسألة في كل وقت ، بل نعتمد في الغالب على علم القارئ وفهمه ..

وأمّا كون الغرب والشرق دأبوا على كيل التهم للمجاهدين .. فهو لا يعني بالضرورة أن كل ما يتهمونهم به محض افتراء وكذب .. بل منه ما هو حق ومنه ما ليس تهمة أصلاُ .. وأكثره افتراء وكذب عليهم .. ولكن لا يمنع من وجود الخطأ كون أعدائنا اتهمونا به .. فليس إنصافاً ولا عدلاً أن نرفض كل التهم التي تلقى علينا بهذه الحجة، ونغمض أعيننا عن الأخطاء تحت ذريعة أنها عادة اتهامات الأعداء .. والذي يلاحظ على الشيخ حسين أن من أبرز الأسباب التي تجعله يرد التهم الملقاة على الدولة مثلا: أنّ هذه شنشنة الأعداء ضد المجاهدين .. ويستدل بهذا على بطلانها .. والإنصاف والعدل يقتضي منا البحث في هذه الاتهامات دون النظر إلى مطلقها فإن ثبتت أثبتناها ولو كان مطلقها أعدى الأعداء.

التعليق : أقررنا بوجود الخطأ في الجميع دون استثناء ، ونصحنا الجميع وحذّرنا الجميع ، وأما الشنشنة فهي صحيحة ولكن ليس في جميع ما ينسب إلى الفصائل ..

وقد قال الشيخ بأن دفاعه هذا ليس عن الدولة .. بل حقنا لدماء المسلمين فاعلم يا شيخ حسين أن الحرص على حقن دماء المسلمين لا يكون البتة بالانحياز لطرف ضد آخر .. ما دمت لا تملك الدليل على خطئه .. بل الحرص على حقنها يكون بالتنبيه على أخطاء الجميع .. وليس بجلد من يخطئ من جهة وإهمال أخطاء أكبر منه من جهة أخرى!.

التعليق : ليس جلْداً ، بل نصحاً وعتَباً على الإخوة المجاهدين الذين نحبهم أكثر من أبناءنا وأهلينا ، ونراهم طرفاً واحداً رغم اختلافهم ..

ولا أدري هل يأخذ الشيخ أخباره من المصادر الموثوقة أم يأخذها من الصحف ومواقع التواصل .. أم يتعامل بميزانين مختلفين فيأخذ أخبار الدولة من المصادر الرسمية لها فحسب.. ويأخذ أخبار غيرها من أي مصدر كيفما اتّفق؟!. من خلال مقالات الشيخ الأخيرة نجد أنه يأخذ مصادر أخبار الجماعات من كل من هب ودب .. ولو عامل الدولة بمثل هذا لكان أقسى عليها من كثير من خصومها