New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Minnah al-Bārī in Advice of the Supporters"

بسم الله الرحمن الرحيم

اطلعت على مقال كتبه أخ كريم يدعى “أبو عزام الأنصاري” عنونه بــ “الإنصاف المفقود في مقالات الشيخ حسين بن محمود” ، فجزاه الله على كلماته ونصحه خير الجزاء ، واسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ..

قبل عقد من الزمان كنا نعجب من مناصر للمجاهدين يسيء أدبه في ردّه على إخوانه ، واليوم نعجب من ردٍّ يخلوا من سوء الأدب حتى من بعض طلبة العلم ، ولذلك جاء العنوان “منّة الباري” لأن النصيحة جاءت – بمنّة الله وفضله – خالية من الطعن واللعن والهمز واللمز والفحش والبذاءة ، فهي نصيحة تحمل هماً ونقداً بناء يستحق النظر والتأمّل ، فلتكن الردود بهذا المستوى – أو أرقى – وإلا فلا تكن .. الغريب أن مثل هذه الكلمات لا تنتشر ، وما ينتشر هو ما فيه المحذورات الشرعية ، مما يجعلنافي شك كبير في كثير ممن ينشرون هذه المواد في الشبكة والبرامج الإجتماعية ..

نقلت كلام الأخ الكريم كاملاً – إلا بعض الإطراء الذي يسع تركه – حتى يرى البعض أن الردود تكون بأكثر من أسلوب ، وقمت بالتعليق على بعض الفقرات باختصار ، وصدّرت ذلك بكلمة “التعليق” ..

قال الأخ الفاضل رحمه الله : الحمد لله ولي الصالحين وناصر المستضعفين ومجيب دعوة المضطرين .. والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين .. وبعد:-
فقد تابعت مقالة الشيخ حسين بن محمود الأخيرة .. والتي نحى فيها منحى جديداً في حديثه عن الصراع الدائر بين “الدولة” والنصرة.

التعليق : لعل الأصل ليس جديداً ، لكن إذا طرأ طارئ فلا بد من معالجته وفق الأصول ..

وبعيداً عن الاتهامات والسباب والتعدي والطعن في النيات … [إلى أن قال] …. ولكن هذا لا يعني على الإطلاق ألا يخطئ الشيخ، ولا يعني ألا نقول له أخطأت إذا رأينا أنه أخطأ، بل هذا واجب وحق له علينا، وقد تابعت كثيراً من الردود على الشيخ .. ولا أدري لعلّه اطلع على كثير منها أيضاً .. ولكنّي أحببت أن أدلي بدلوٍ ، والله يعلم أن ما دفعني لأكتب ما كتبت إلا الحبّ للشيخ والتقدير له، والمكانة التي يحتلها من قلبي، فلعل الشيخ أن يكون كلامنا أخف وطأة عليه من كلام غيرنا.

التعليق : أحبكم الله الذي أحببتموني فيه .. أما الردود : فإذا كانت بهذا المستوى فإننا نحرص على الاطلاع عليها ما أمكن ..

وسأحاول أن يكون كلامي على شكل ملاحظات رغم تشعُّب الكلام وطوله –وأنا آسِفٌ لذلك- لكني لم أجد بداً من الإطالة، ولن أحصر ملاحظاتي على المقال الأخير .. بل أجد نفسي مضطراً للتنقل بين عدد من النقاط في عدد من المقالات:-
أولاً :- اتهامات هنا وهناك
نسي الشيخ في خضم حديثه وهو الذي يبحث عن التثبت ويدعوا إلى التريث في الأحكام وإطلاقها والحرص على الدقة وعدم التساهل في أمر الدماء والتسبب في إراقتها ولو بشطر كلمه .. وهو كله كلام جميل سديد نؤيده عليه ونشد على يديه .. غير أن الشيخ لم يلبث أن خالف عادته في النصح وفارق دعوته للناس سريعاً .. فبدأ كما هو واضح من سلسلة مقالاته الأخيرة ينتقل تدريجياً من ضفة إلى أخرى .. دون وجود الأدلة الكافية الصريحة التي تساعده في انتقاله هذا .. بل لو قال القائل بأن كثيراً من الأدلة يدل على عكس هذا ما كان مبالغاً ..
نحن لا ننكر أن بعض التهم التي ترمى بها الدولة –بل كثير منها- كذب وزور وافتراء .. ولسنا في مجال بحث التهم .. وإنما الكلام في الإنصاف بين الدولة وخصومها، فكثير أيضاً من التهم التي يرمى بها خصومهم كذب وافتراء وتزوير، فالحقّ أن نعدل وألا نطفّف في الموازين حين نحكم على طرف ضد آخر.

التعليق : الأخبار التي تصلنا ليست قليلة ، وهي من مصادر كثيرة بعضها موثوقة ، ولكننا مع ذلك نشخلها شخلاً ونقلّبها ظهراً وبطناً حتى نستخلص منها التصوّر ، ولو أننا صدّقنا كل ما يقال عن الدولة وخصومها لكفّرناهم جميعاً ولأعلنا الحرب عليهم ، ولكننا نحاول التثبّت قدر المستطاع ، فما عدنا نصدّق كل المنقول لكثرة الكذب ، ولا نزعم اليقين في كل أمر .. أما التنقّل من ضفة لأخرى فإننا نرى بأنها ضفّة واحدة ونحاول أن نبقيها كذلك رغم الخلافات ، فكيف ننتقل من ضفة إلى ذات الضفة ؟

ثم من عدم إنصاف الشيخ أنه يجمع كل خصوم الدولة في كفة واحدة فيجمع التهم التي يلقيها الجميع عن الدولة في قالب واحد .. ليتصور القارئ كأنّ الجميع يتهمون الدولة بكل هذه التهم المتناقضة المتباعدة وهذا فيه نوعُ تضليلٍ للقارئ .. فليس معنى أنّ الدولة متهمة بكل هذه التهم أنّ كلّ جنس من خصومها يرميها بها جميعاً .. فادّعاء التناقض لا يلزم في الحقيقة.

التعليق : نفرّق بين خصوم الدولة وقد أعلنا مراراً بأن هناك فصائل مجاهدة مخلصة ، منها النصرة والأحرار ومن كان مثلهم أو قريب منهم ، والعملاء معروفون ، ولا نستطيع التفصيل في كل مسألة في كل وقت ، بل نعتمد في الغالب على علم القارئ وفهمه ..

وأمّا كون الغرب والشرق دأبوا على كيل التهم للمجاهدين .. فهو لا يعني بالضرورة أن كل ما يتهمونهم به محض افتراء وكذب .. بل منه ما هو حق ومنه ما ليس تهمة أصلاُ .. وأكثره افتراء وكذب عليهم .. ولكن لا يمنع من وجود الخطأ كون أعدائنا اتهمونا به .. فليس إنصافاً ولا عدلاً أن نرفض كل التهم التي تلقى علينا بهذه الحجة، ونغمض أعيننا عن الأخطاء تحت ذريعة أنها عادة اتهامات الأعداء .. والذي يلاحظ على الشيخ حسين أن من أبرز الأسباب التي تجعله يرد التهم الملقاة على الدولة مثلا: أنّ هذه شنشنة الأعداء ضد المجاهدين .. ويستدل بهذا على بطلانها .. والإنصاف والعدل يقتضي منا البحث في هذه الاتهامات دون النظر إلى مطلقها فإن ثبتت أثبتناها ولو كان مطلقها أعدى الأعداء.

التعليق : أقررنا بوجود الخطأ في الجميع دون استثناء ، ونصحنا الجميع وحذّرنا الجميع ، وأما الشنشنة فهي صحيحة ولكن ليس في جميع ما ينسب إلى الفصائل ..

وقد قال الشيخ بأن دفاعه هذا ليس عن الدولة .. بل حقنا لدماء المسلمين فاعلم يا شيخ حسين أن الحرص على حقن دماء المسلمين لا يكون البتة بالانحياز لطرف ضد آخر .. ما دمت لا تملك الدليل على خطئه .. بل الحرص على حقنها يكون بالتنبيه على أخطاء الجميع .. وليس بجلد من يخطئ من جهة وإهمال أخطاء أكبر منه من جهة أخرى!.

التعليق : ليس جلْداً ، بل نصحاً وعتَباً على الإخوة المجاهدين الذين نحبهم أكثر من أبناءنا وأهلينا ، ونراهم طرفاً واحداً رغم اختلافهم ..

ولا أدري هل يأخذ الشيخ أخباره من المصادر الموثوقة أم يأخذها من الصحف ومواقع التواصل .. أم يتعامل بميزانين مختلفين فيأخذ أخبار الدولة من المصادر الرسمية لها فحسب.. ويأخذ أخبار غيرها من أي مصدر كيفما اتّفق؟!. من خلال مقالات الشيخ الأخيرة نجد أنه يأخذ مصادر أخبار الجماعات من كل من هب ودب .. ولو عامل الدولة بمثل هذا لكان أقسى عليها من كثير من خصومها

التعليق : لأن الدولة نالت القسط الأكبر من التشويه كان الدفاع عنها أكثر ، ولو أن النصرة أو غيرها نالها من التشويه ما نال الدولة لكان الدفاع عنها بنفس الكم ، ودليل هذا : كمّ دفاعنا عن “قاعدة الجهاد” لما نالها من التشويه في السابق ..

شهادة الخصوم على بعضهم .. وهذه نقطة أخرى كان الشيخ يرد بها التهم الملقاة على الدولة .. بأن من يطلقها خصمٌ لا يعتد بقوله ولا يؤخذ برأيه .. وليت الشيخ طرد هذه القاعدة في أحكامه .. أما أن يأخذ بتهم خصم .. ويترك اتهامات خصمه الآخر .. فما هذا بعدل ولا إنصاف

التعليق : نحن نريد إنهاء هذه الخصومة ، وإنهاء التكفير والتصنيف ، ونرى المجاهدين إخوة اختلفوا فتقاتلوا ، ونريد إرجاع مفهوم الأخوّة الإيمانية بينهم ، ونحاول قدر المستطاع أخذ الأخبار ممن نثق بهم ، ومع ذلك لا نقبل أكثرها في أكثر الفصائل لأسباب كثيرة ..

ثانياً:- مَن سبب الفتنة؟
ذكر في أحد مقالاته أنه حين حدث الخلاف وحاولت القاعدة رأب الصدع ولم ينجح ذلك .. ما كان من الدولة إلا أن اكتسحت الجهة الشرقية .. والعجيب أنه ذكر هذا ولم ينكره ؟؟ فما الذي يجيز للدولة أن تفعل ذلك فتقتل مئات المجاهدين بسبب خلاف على أمور اجتهادية وتسفك دمائهم.. فكيف مثل هذا الفعل لا يستنكر .. وهو كان أول خطوة مسلحة في الصراع بين الفريقين، وسببا أولياً في إراقة الدماء .. ومَن أمر بهذا الهجوم .. هل هي قيادة الدولة؟ أم الأصابع الخفية والأيدي الخارجية؟!

التعليق : بل نصحنا الدولة في وقتها بالرجوع إلى العراق وترك الجبهة الشامية للنّصرة ، ولعلنا قلنا هذا قبل الشيخ الظواهري حفظه الله ، ونحن نرى اليوم أن في بقائها مصلحة إذا اتّحدت معها القوى الأخرى أو نسّقت على أقل تقدير ، فجميع الفصائل المقاتلة الأخرى لن تستطيع دحر النصيرية لوجود داعمين من الخارج (حزب اللات والفرس والروس والأمركيان ومرتدي الأكراد والعرب) ، لا بد لهم من سند مستقل لا يأتمر بغير أمر الله ..

من يرفض الاجتماع بل وحتى الهدنة حتى الآن فهم قادة الدولة “المظلومة” وكان من آخر ما جرى التصريح به من قبل الثقات الذين ليس بينهم وبين الدولة خصومة: صلاح الدين الشيشاني .. الذي قابل “مندوب الدولة” في محاولة للتفاوض على الهدنة مع النصرة والأحرار .. فجاءه الرد صريحا أننا نعتبرهم كفار .. وأننا لن نهادنهم .. فهل بعد هذه الصراحة صراحة، وهل بعد هذا الوضوح وضوح . وهل المنهج الصحيح أن نتغاضى عن تكفير الدولة للنصرة وما يترتب عليه من إراقة للدماء تحت باب قتال المرتد .. وننشغل بردة الفعل وهي إطلاق وصف الخوارج على الدولة بسبب فعلتها .. فننبري للتأكيد على أنَّ وصف الخوارج إطلاق غير صحيح . ووصف غير علمي ..!! فهل كان تكفير الفصائل الأخرى هو الاجتهاد الشرعي الذي يثاب عليه بين الأجر والأجرين .. حتى لا ينتقد أو يُتَعَرَّض له بشيء ذي بال، والمؤسف أن الشيخ صرّح في بعض مقالاته أنّ الدولة تكفر بعض الفصائل لا بسبب فكر الخوارج بل بسبب اجتهاد يرونه، كأنّه يبرر لهم هذا التكفير.

التعليق : معاذ الله أن نبرّر تكفير المسلمين !! صرّحنا مراراً وتكراراً وحذّرنا من التكفير في مقالات كثيرة جداً كتبناها على مدار السنين ، وأشرنا إليها وإلى موضوع التكفير كثيراً في المقالات السابقة القريبة ، ونحن لا نؤيد الدولة في تكفيرها لبعض الجماعات ، خاصة النصرة والأحرار ومن كان مثلهم ، وكتبنا هذا بكل وضوح ، نسأل الله أن يهدي الجميع .. نصحنا الدولة مراراً وتكراراً بالجلوس مع الإخوة ومحاولة رأب الصدع ، كما نصحنا غيرها ، ولا زلنا ، وسنبقى ندعوا لذلك حتى يقضي الله أمراً من عنده .. نسأل الله أن يهدي الجميع لما فيه خير وصلاح وعزة المسلمين ..

قال الشيخ:- للجماعات ما قال لهم أمير الدولة “كفوا عنا نكف عنكم” فأين أنت من أن هذه الجماعات أرسلت وسيطا مقبولا من الطرفين ليعقد “هدنة” مع الدولة فأخبره “مندوب الدولة” في المفاوضات بالرفض ثم زيادة على ذلك بأنهم يرونهم كفار .. ما قيمة قول أمير الدولة إذاً؟ وما الذي أعماك عنه .. ومن صرّح به ليس خصماً للدولة .. –ولم تعلّق عليه الدولة أو تنفيه- مما يدل على صحّته فإنّ الدولة “صمتها كلام” أيضاً!! ومن هنا فأنت تنصحهم بما لا طائل من ورائه .. فقد بحثوا هم عن الهدنة فرفضتها الدولة .. ثم تلقي أنت باللائمة عليهم بدل أن تلوم الدولة؟! وتتلمس لها المعاذير في حكمها عليهم بالتكفير بما لا تتلمّس بعضه في حكمهم هم على الدولة بأنهم خوارج. ولا أدري كيف يقول الشيخ .. “لا يهمنا من بدأ الفتنة” ؟! فما الذي يهم إذاً؟ وكيف يمكن إطفاؤها؟! .. وكيف “لا يهم من هو مظلوم ومن هو ظالم” أهذا عدل وإنصاف. فكيف نأخذ على يد الظالم إذاً.

التعليق : تأخذ على يد الظالم بعد دحر العدو الصليبي الرافضي الصهيوني الأمريكي العربي المرتدّ ، أما الآن فعلى الجميع نبذ الخلافات والحوار والعودة إلى وحدة الصف والعمل المشترك .. هذا هو المطلوب الآن في ظل هذه الظروف ، ولو كان الأمر بأيدينا لأجلسناهم معاً بالقوة ، ولكن ليس لنا حيلة غير النصح والدعاء ..

تناسى الشيخ وتغافل عن كل تلك الفتن التي ثارت في اليمن وليبيا وأفغانستان والشيشان ليصب جام غضبه في مقاله الأخير على جبهة النصرة وقاعدة الشام !! .. وعلى افتراض أن النصرة على خطأ محض .. أيسرّك تلك الفتن التي جرت في مختلف البقاع وهذا التفريق للصف الواحد وإراقة الدماء –التي أصبحت أمراً هيناً لدى الكثيرين- ألا تتحمل الدولة عبئاً ثقيلاً من جراء ذلك؟! .. أم أن على الدولة أن تعلن التمدد .. وعلى الآخرين أن يسمعوا ويطيعوا؟! ومن لم يفعل يقطع رأسه ويفصل عن جسده .. كما ذكر العدناني لجنوده!!. ويكون المعترض على الدولة هو المخطئ المجرم المتسبب في الفتنة، الواقف في صف الحملة الصليبية وتحت ظل طائراتها؟! تالله ما هذا بعدل ولا إنصاف!!.

التعليق : لا تسرني الفتنة في أي مكان ، وجميع المقالات السابقة جاءت لوأد الفتنة ، وقد نصحت “البغدادي” بإصدار أوامره لمبايعيه في اليمن وخراسان والشام وليبيا وغيرها بعدم قتال الجماعات المقاتلة ، وأن يعملوا جميعاً على قتال العدو المشترك ، ولا زلت أنصحه بذلك كما نصحتْه القيادة الأفغانية في خراسان أعزها الله ..

يحاول الشيخ حسين الدائمة تبسيط قضية الخلاف بين الدولة وخصومها “والنصرة على وجه التحديد بجعل السبب فيه هو المخابرات والعملاء و..و.. في تعامٍ شديد عن الرسائل التي بين الشيخ أيمن وبين البغدادي وقادة الدولة والتي تؤكد وجود الخلاف والنزاع مِن قَبلِ إعلان دولة العراق والشام .. وهي رسائل قد أقرّ بصحّتها الطرفان فلم يعُد هناك شكٌّ فيها.

التعليق : هل من أراد إزالة الخلاف يعقّد الأمور لإزالتها أم يحاول تبسيطها ؟ ليس هناك تعامٍ ، ولكن ليس كل ما يُعلم يُقال ، ولا كل ما يُقال حضر أوانه ، ولا كل ما حضر أوانه حضر رجاله ، ولكل مقام مقال ، وما نعرفه أكثر بكثير مما نكتبه ، وكما أن الرسائل “تؤكد” وجود الخلاف والنزاع فإنها تؤكّد وجود المحبة والأخوّة في الله ، فلم التركيز على الخلاف فقط ؟

ثالثاً:- بين الخوارج والمرتدين
إلقاء التهم بالغلو .. ونحوه .. هذا معروف أن المجاهدين كانوا ولا زالوا يعانون منه منذ عقود .. وأنها التهمة الجاهزة لهم جميعاً .. لكن ذلك لا يعنني بحال من الأحوال أنه لم يكن في صف أهل الجهاد من حمل راية الغلو وسف الدماء على إثر ذلك؛ وتجربة الجزائر المريرة ماثلة للعيان .. ثم من بعدها تيارات الغلو في مصر ..الخ .. فالمقصود أنهم بالفعل يرموننا جميعا بهذه التهمة .. ولكن هي بالفعل موجودة في بعض من رفعوا راية الجهاد .. هذا أمر لا يمكن إنكاره .. فرفضه لمجرد أن العدو يرمينا به جميعاً –إغماض للعيون ودس للرؤوس في الرمال– ..

التعليق : لم نُنكر وجود الغلو في بعض الناس ، بل أنكرناه عليهم ، ونصحناهم وحذّرناهم في مقالت كثيرة لا نحصيها ، فنسأل الله لنا ولهم الهداية ..

والذي يختلف الآن في أمر الدولة هو أنَّ ممن يرميها بهذه التهم ، ويصفها بتلك الأوصاف أناس لا يشك في منهجهم وعقيدتهم وسبقهم وجهادهم –أقدم من الدولة جهاداً، وأسبق منها على الطريق-.. ثم لهم عليها دلائل واقعية ثابتة لا تقبل مجالاً للتشكيك فيها، فمن يمكنه التشكيك في مجلة دابق التي بلغ بها الغلو أنها لم تترك أحداً من رموز الجهاد ممن يخالفها إلا وطعنت في “عقيدته”، ومن يختلف على رسائل العدناني الطافحة بالعداء لقادة الجهاد والمتبرئة من مناهجهم والمزورة للحقائق.

التعليق : هدانا الله وإياهم للحق .. لا نقرّ أحداً على مثل هذا ، سواء كان العدناني أو غيره ، وقد كتبنا في هذا الشأن كثيراً في المقالات السابقة ونصحنا الأخ العدناني خاصة بالترفّق بالمسلمين وخفض الجناح ، وهذا مثبت في بعض المقالات ..

وقد صب الشيخ تركيزه في أحد مقالاته على تهمة الخوارج .. وحذر بناء على هذا الأمر من أن يكون المسلم وقودا لحملة صليبية كافرة .. فأين هو أيضاً مِن أن هذه الحملة تستهدف القاعدة بما لا يشك فيه شاكّ .. أم أن قتال القاعدة لا يدخل ضمن وقود الحرب الصليبية !! بينما قتال الدولة يدخل!!.

التعليق : سبحان الله !! ألم نكتب آلاف الصفحات عن قاعدة الجهاد ، ورددنا جميع التهم الموجّهة لها ، ونافحنا عنها لسنوات طوال !! لا زلنا نحبها ونجلها وندافع عنها ، لم يتغيّر شيء من ذلك ..

وقال إن الجماعات التي رمت الدولة بالخارجية أسدت خدمة كبيرة للأعداء .. ونسي أن الدولة التي رمت هذه الجماعات بالكفر والردة والصحوية أسدت خدمة أكبر للأعداء .. لكن أخطاء الدولة عند الشيخ حسنات .. وردود أفعال الآخرين عليها هي الجرائم التي أسدوا بها خدمات للأعداء.

التعليق : كيف تكون الأخطاء حسنات ؟ بل هي أخطاء ، وأكبر خطأ هو هذا الخلاف بين المجاهدين الذي اذا انتهى ينتهي معه التكفير والتصنيف ..

ثم حذر الشيخ من التركيز على مصطلح الخوارج من قبل خصوم الدولة وأنه يجب ألا ينخدع به المسلمون فيقعوا في الدماء المحرمة دون تمحيص وتثبُّت،، وكلامه صحيح لا أخالفه فيه .. لكن أين هو أيضاً من استغلال مصطلح المرتدين والصحوات من قبل الدولة ضد خصومها .. أليس هذا أدعى للتنبيه له من مصطلح الخوارج؟! أم هو الكيل بمكيال للدولة ومكيال لخصومها؟

التعليق : لم نقر الدولة على تكفيرها ولا قولها صحوات إلا للجماعات المستحقة التي ليس منها جبهة النصرة والأحرار وأخواتها ، ولا زلنا لا نقرها على ذلك وننصحها بالعدول عن مثل هذا ومحاولة رأب الصدع ..

من العجيب أن الشيخ يبرر ويتساهل مع من يكفر المسلمين بحجة أنه ليس كل تكفير منطلقه فكر الخوارج .. فيتساهل في تكفير الدولة لخصومها .. وفي نفس الوقت يشنّع ويهاجم من يتهم هذا المكفّر بأنه من الخوارج؟! والعدل والإنصاف كان يقتضي من الشيخ بما أنه غير ملمٍّ بتفاصيل الأحداث أن ينكر بنفس الدرجة على الفريقين .. وألا يجعل الاتهام بالخوارج سببا في إراقة الدماء وفتح باب القتال بينما لا يكون “التكفير” سبباً أشد وجاهة في ذلك ..

التعليق : لو راجع الأخر الكريم ما كتبت عن الخارجية والتكفير فسيجد بأن قضية التكفير نالت الحظ الأوفر من المقالات ، والكتابة عن الخارجية جاءت قديما دفاعاً عن قاعدة الجهاد في بضع مقالات وأتت اليوم دفاعاً عن الدولة في بضع مقالات لعلها أقل مما جاء في قاعدة الجهاد ، ولا زال الأمر يحتاج مزيد بيان لأن هذا التصنيف من أسلحة أعداء الله لضرب المسلمين بعضهم ببعض ، وتنفير المسلمين من المجاهدين ، كما أن التكفير يُستغل لنفس الغرض ..

رابعاً:- طائرات الصليب .. أم طائرات النصيرية؟
رأى الشيخ في مقدمة مقاله الأخير أن قيام قوات التحالف بقصف الدولة أثناء قتالها مع النصرة والأحرار أمراً بشعاً مستنكراً .. في إلماحة خطيرة.. ونسي أن هذا الفعل –قصف التحالف للدولة- ليس فعلاً قامت به الجماعات بذاتها فتحاسَب عليه .. بل هو –إن حدث- استغلال العدو للمعركة .. فما جوابك عن تقصّد الدولة بنفسها لهذه الفصائل وقت قتالها مع النصيرية.. فإن كان قصف التحالف جرما تحاسب عليه النصرة والأحرار .. فما الجواب عن قيام الدولة بنفسها بمباشرة قتال هذه الفصائل وقت حربها مع النصيرية؟! أهذا عدل في الموازين؟! وإحقاق للحقّ .. أليس الإنصاف يستدعي أن ينكَر المنكر الأكبر أشدّ مما ينكر غيرُه .. أم أنّ منكر الدولة معروف؟! .

التعليق : ليس هناك إلماح في الكلام على عكس ما فهم البعض ، وإنما هو تحذير لمكر يريده الأعداء بنا مستعينين بطرق خبيثة في نشر هذه الأخبار .. هناك جماعات متحالفة مع الجبهة وتقاتل فعلياً تحت إشراف الصليبيين ، وهذا معلوم ، وقد حذرنا من خطورة هذا الأمر لأنه يُسيء إلى قاعدة الجهاد .. أما قتال الدولة لمن يباشر قتال النصيرية في وقت القتال فهذا ننكره ، ونقول للدولة ولغيرها : اتركوا من يقاتل النصيرية أو أعينوهم على قتالهم أو افتحوا جبهة أخرى لقتال النصيرية لإضعافهم فهم العدو المشترك ..

وإذا كنت تتهم قاعدة الجهاد بأنها تقاتل المسلمين تحت ظلّ طائرات الصليب و إذا كان ضرب الصليبيين للدولة وقت قتالها مع الفصائل يسمى قتالا للمسلمين تحت ظل طائرات الصليب .. فماذا يسمى قتال الدولة في القلمون لجيش الفتح وقت قتاله مع النصيرية والروافض .. أم أن عين الشيخ الأخرى عميت عن رؤية هذا الخبر .. وانتبهت الأخرى للخبر الآخر ؟

التعليق : لم يأت جزم بهذا وإنما جاء في صياغة نقل الخبر من باب التحذير والعتب ، وعلى قدر المحبّة يكون العتب ، ولعل الكلمات لم تكن واضحة ، فعذراً للجميع .. وهنا ملاحظة : البعض يقتطع بعض الكلمات ويجعل لها عناوين تخالف الفحوى والمغزى ، والبعض يغيّر عناوين المقالات لينصر رأيه ، وهذا كله عمل غير مقبول ، فالكلمات ليست للتشفي ولا لنصرة جماعة مسلمة على جماعة مسلمة ، بل هي لنصرة جميع المسلمين ولنصحهم ومحاولة وأد الفتنة ..

يقول الشيخ : في شرعِ مَن يكون قتال المسلمين أولى من قتال النصيرية؟! .. إنه يا شيخ في شرع الدولة التي تكفِّرهم وترى قتال المرتد أولى من قتال الكافر الأصلي، في شرع الدولة التي قاتَلتهم غير مرّة وفي غير مكان ابتداءً وقت قتالهم مع النصيرية.!.

التعليق : نصحنا الجميع بعدم الاقتتال ، وأن القتال يكون ضد العدو النصيري والرافضي ، والكل مُخطئ في هذا ، وعلى الجميع الرجوع للحق .. إن أخطأت جماعة فلا يعني هذا أن يقابلها الآخرون بخطأ مثله ، فهذا ليس من العقل ولا من الشرع .. وقد أعلنت بعض الجماعات صراحة بأن قتال الدولة أولى من قتال النصيرية ، وكل من يُعلن مثل هذا فهو مُخطئ ..

وأما قولك .. لنتفق على أمر نعرف به الكافر والمرتد في معادلة سوريا .. فإن جبهة النصرة وأحرار الشام –فضلاً عن غيرهم- مرتدين عند الدولة .. فعلى أي شيء نتّفق بعدها.

التعليق : ليس المقصود هنا الجبهة والأحرار ، وقد بيّنا رأينا في المسألة ، وإنما المقصود من يثبت تولّيه لأعداء الله ، وستبدي الأيام هؤلاء ، وإن لم يخب الظن : فإن بعض حلفاء الجبهة والأحرار سيعلنون قتال الجماعات المجاهدة التكفيرية الغالية الغريبة الدخيلة على الشام ، وسيبدؤون بالنصرة ثم بالأحرار .. ولعله قريب ..

خامساً:- الإنصاف عزيز
قال الشيخ:- ليس هناك جماعة تلقت كل هذه الضربات-التي تلقتها الدولة- وصمدت وتمددت … وهذا غير صحيح واقعاً فالطالبان فعل بهم الغرب الأفاعيل ولا يزال؛ وهم بحمد الله منصورون غالبون .. والقاعدة عليها حرب ضروس عالمية إن كانت الدول المشاركة ضد الدولة 60 فالمشاركة ضد القاعدة هي كل دول الأمم المتحدة .. ورجالها المطلوبين أكثر .. والسجون حول العالم ملأى من قادتهم وجنودهم .. والحرب عليهم لم يخلُ منها قطر ولا مصر ولها عقود .. وهي مع ذلك صامدة بفضل الله .. مستمرة في جهادها .. قائمة بأمر الله .. فلم هذا الحصر بأن الدولة وحدها –دون سواها- هي التي تحارب بهذه القوة والصفة .. ونحن لم ننكر أن الدولة محاربة مستهدفة استهدافاً بليغا لكن لها أنداداً وأشباهاً لو قال أحد بأنهم فاقوا الدولة في صمودهم لما كان كاذباً .. فكم من مدينة حوربوا فيها وصب العدو عليهم العذاب صباً .. فهذه قندهار .. وتلك وزيرستان وقبلها تورا بورا .. وبعد ذلك الفلوجة وأخواتها .. وهناك اليمن .. والأمثلة لا حصر لها فالإنصاف حلة الأشراف.

التعليق : قلنا بأنها صمدت وتمدّدت ، وبقية الجماعات انحازت وتراجعت وبقيت ولله الحمد .. ليس هذا بخساً لحقّها ، وإنما لبيان واقع لا أكثر .. نسأل الله أن يحفظ الجميع ..

وأما الخبرات التي تتغنى بها لقادة الدولة مع أهميتها .. هناك من يمتلكون أضعافها بفضل الله وإذا كانت الدولة عمرها عقد من الزمن .. فإن القاعدة وطالبان عمرها ربع قرن .. وإن كانت الدولة قد اكتسبت من خبرات من قبلها .. فكذلك الأمر مع الآخرين .. على أنّ غالب الخبرات السابقة والكفاءات والقيادات الكبرى القديمة ليست في صف الدولة .. ثمّ هل يقاس الحق والباطل والصواب والخطأ بمثل هذا .. وهل هذا مبرر للتغاضي عن الأخطاء وإهمالها، وهل القوة وحدها مبررٌ لكل هذا الانحياز .. الله المستعان. وكل ما قاله الشيخ في الحرب العالمية على الدولة ينطبق وأشد منه على القاعدة .. ولكن ..!!

التعليق : الأمر ليس مغالبة أخي الكريم ، فنحن نحب الدولة ونحب الطالبان ونحب قاعدة الجهاد ونتمنى للجميع الخير والقوة والظهور والثبات ، وإنما ذكرنا واقعاً نراه ويراه الجميع ، فالدولة ظاهرة لها حدود شاسعة وبلاد كبيرة تحت سلطانها تجهر بظهورها وتحكم فيها وتفتح البلاد ، وليس هذا للجماعات الأخرى ، ونحن ندعوا الله أن يمكّن لقاعدة الجهاد والطالبان وجميع المجاهدين في جميع الأرض ، ونسأل الله أن يجمع كلمتهم ويوحّد صفوفهم ..

قال بأنّ البغدادي أرسل الجنود إلى الشام وهذا وقع حقاً وصدقاً .. ولكن أيضاً من الحق والصدق أن ذلك كان بتوجيه وأمر من أميره الظواهري وقادته وأمرائه في خراسان .. فلهم أيضاً الفضل في ذلك ..لا أن يجعل الأمر كأنه منقبة للبغدادي ومن معه من القادة لوحدهم .. ولو فُرِضَ ذلك فهم فرع عن أصل أحقُّ بنسبة الفضل إليه .. وإن كان الفضل لله وحده على الجميع، ولكن بما أنك ذكرت هذا الفعل في موضع التفضل عليهم فكان الأولى أن تذكر كل من له فضل .. فإن قلتَ إنّ في الأمر خلافاً ولم يتبن وجه الصدق فيه .. فلمَ رجَّحْتَ أنت جانباً على آخر مادام الأمر غامضاً مختَلَفَاً فيه.

التعليق : ليس من باب التفضّل ، فلله المنّة وحده كما تفضّلتم ، وإنما هذا من باب ذكر الوقائع ..

من عجيب ما في مقالة الشيخ الأخيرة أنه لم يكن يرى في مقالاته السابقة إعلان الخلافة إعلانا شرعيا مكتمل الأركان وكان يلمح بالتغاضي عن هذا النقص .. وعدم قياسها على الخلافة الراشدة التي على منهاج النبوة .. ثم قال في هذه المقالة بأن الدولة نصبت خليفة لا يعلم على وجه الأرض قرشياً يصلح لها غيره!! .. فالله المستعان إذا حصل للبغدادي شيء لن يوجد على وجه الأرض من يصلح لها من بعده !!، وكأن الشيخ له معرفة تامة بالبغدادي حتى يصدر هذا الحكم وتلك التزكية في حقّه،، وهذا والله فيه من الجرأة ما فيه..

التعليق : إذا كنت تعرف قرشياً فيه شروط الخلافة مثل البغدادي أو أفضل منه فأسعفنا باسمه .. أما الخلافة ذاتها فقد قلتُ مراراً بأن رأيي القاصر أن الأمر يتعلّق بأهل الحل والعقد في الأمة ، وعلى رأسهم اليوم الشيخ الظواهري والملا عمر وقادة الجهاد في الجبهات ، فإن اتفقوا على أمر فالناس لهم تبع ، ولا زلت على هذا الرأي .. المقصود : إن اتفق هؤلاء – أو أكثرهم – على البغدادي فلا أعرف في الأرض قرشياً يصلح لها مثله .. وأنا لا أعرف قريشاً كلها ، فلعل فيها من هو أصلح من البغدادي ، وان اتفقوا جميعاً على غير البغدادي فنحن لهم تبع ، فالمقصود هو اتفاقهم ..

والعجيب الغريب أن الشيخ يخالف في مقالاته وكتاباته كثيراً من أطروحات الدولة ومواقفها الرسمية المعلنة تجاه عدد من الجهات الإسلامية المعاصرة كحماس والإخوان المسلمين وطالبان “وربما القاعدة أيضاً” .. لم يدفعه هذا الخلاف إلى تنبيه الدولة على أخطائها فيها سوى بكلمات خجولة هنا وهناك في طيّات مقالاته .. وهو خلاف تعتبره الدولة خلافاً في الأًصول وتعقد عليه الولاء والبراء –كما هو واضح من موقفها من الظواهري الذي كان ثمّ بان- .. والغريب العجيب أن الدولة وأنصارها تنتقد على كل من يسير على طريقة الشيخ بخصوص الجماعات والأحزاب وترميه بشتى التهم من الانحراف إلى العمالة .. حتى لحقت هذه التهم بكبار القادة ومشاهير المجاهدين لكنّها لم تلحق بالشيخ حسين بن محمود ؟!!.

التعليق : أبشّرك بأن التهم لحقت بأخيك حفظك الله ، ونال منها الحظ الأوفر ، فنسأل الله أن يغفر لإخواننا المناصرين والمخلصين ، وأن يهدينا وإياهم لطريقه القويم .. أما تصحيح جميع المفاهيم في جميع الأوقات وعلى كل حال فهذا لا يستطيعه بشر ، والآراء مبثوثة منشورة يستطيع من شاء الحصول عليها بأقل جهد ..

وأهمس في أذن الشيخ أن مثل هذه الطريقة الوردية التي تتخذها حلاً للمشكلة قد تجاوزها الواقع بمراحل .. ونحن أمام خيارات حاسمة .. ولم يعد موقف الحياد الذي –كان- يدعوا إليه ممكناً وأن الأمر تجاوز هذه المرحلة ..وكان الواجب عليه بما أنه يرى أخطاء موجعة من الجميع أن يتصدى لأخطاء جميع الأطراف بغية توجيهها للحق بصدق ووضوح .. أما محاولات الترقيع والتغاضي عن الأخطاء تحت دعوى أنه ليس مهما أن نعرف المخطئ من المصيب؟!! فلا يزيد الطين إلا بله.. والحال إلا سوءاً..

التعليق : دونك أخي الكريم الشبكة العالمية بيّن فيها الأخطاء وكن عوناً لأخيك على بيانها .. أما الوردية فلا أعرف معناها ، وأما الترقيع فلست من أهله – إن شاء الله – إن كان الأمر يتعلّق بالمفاهيم الشرعية ، وأما الإصلاح بين المسلمين فيسعنا فيه الترقيع ، بل وحتى الكذب .. وأما الحيادية : فلسنا محايدين ، بل نحن مع جميع المجاهدين على اختلاف جماعاتهم التي نحاول أن نجعلها جماعة واحدة ..

ثمّ أختم بجزء من مقال للشيخ حسين بن محمود كتبه قبل عام واحد من الآن “أي قبل إعلان الخلافة بأيام” في 16/ شعبان / 1435 هـ .. وأدعو الشيخ وغيره أن يطيل التأمّل فيه فهو في غاية الأهمية قال فيه :-
((إن الإعلام الغربي يدندن حول إعلان الدولة الإسلامية وقيام الخلافة في محاولة خبيثة لجر المجاهدين لإعلان شيء من هذا دون الرجوع لبقية المسلمين المعنيين بالأمر، وقد ذكرت سابقاً بأنه لا يمكن إعلان الخلافة اليوم دون أخذ رأي أهل الحل والعقد في الأمة، وعلى رأس هؤلاء اليوم : الملا محمد عمر، والشيخ الظواهري ، وقادة الجهاد في الشيشان والصومال والمغرب واليمن ، فلا بد من اجتماع الكلمة على هذا الأمر الخطير حتى يستقيم ويستقر ، وإلا كان الإعلان افتئات على الأمة وتفريق لها ، والمسلمون أمرهم شورى بينهم .. اعلموا – رحمكم الله – أنكم في بداية الطريق ، وأن العراق والشام لكم إن صدقتم الله ، واتبعتم هدي نبيّه ، ورصصتم صفوفكم ، وتصالحتم مع إخوانكم ، وقاتلتم العدو كالبنيان المرصوص ، أما إذا تنازعتم – والعياذ بالله – فإن مآل التنازع : الفشل وذهاب الريح)). انتهى كلامه.

التعليق : وقد حصل ما كنا نتوقع من فتنة بعد إعلان الخلافة ، ولذلك نقول لقادة الجهاد : تحاوروا وتناقشوا واجتمعوا على رأي تكون الأمة لكم فيه تبع ، فهذا الكلام لم يتغيّر ولم يتبدّل ، ولا زلنا نقول بأن التنازع مآله الفشل ، وندعوا الجميع لتقوى الله ورص الصفوف وإقالة العثرات ، وعدم تتبّع الزلات ، ونطالبهم بالحكمة وتقديم المصلحة العليا للأمة ..

نسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه / أبو عزام الأنصاري

التعليق : آمين .. جزاكم الله خيراً على هذه النصائح القيّمة والملاحظات الدقيقة ، ونسأل الله أن يوفقكم لكل خير ويستخدمكم لما فيه صلاح الأمة ، ويجعلكم سبباً لإصلاح ذات البين واجتماع كلمة المسلمين ..


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

علّق عليه
حسين بن محمود
6 رمضان 1436هـ

_________________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]