يقول تعالى: { مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:23].
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
فهذه بعضُ تفاصيل الملحمة التي وقعت بين جُند الله وأولياء الرحمن وبين جند الطاغوت وأولياء الشيطان في مقرّ ما يسمّى بمديريّة مكافحة “الإرهاب” بولاية بغداد، والتي جهد الرّافضة وآلتهم الإعلاميّة في تشويه حقائقها والتّغطية على حجم الهزيمة التي مُني بها رأس النّظام الأمنيّ لحكومة المنطقة الخضراء في هذه العمليّة الفريدة المُباركة..
فقد قدّر الله لمجموعة من أبطال الإسلام الأسرى الاستقرارَ في المحبس الانفراديّ لهذا المقرّ المحصّن التابع لوزارة الدّاخليّة المرتدّة في رصافة بغداد، وكان على رأس هذه المجموعة الأخ المجاهد الغيور البطل أبو حُسين حُذيفة البطّاوي، والذي أنِفَت نفسُه الموحّدة الأبيّة ذلّ الأسر ومَهانة السجن فسعى أكثر من مرّة لكسر قيده، لكن يقدّر الله بحكمته أمراً عظيماً آخر..
فقد يسّر الله للمفارز الأمنيّة بولاية بغداد اختراقَ المنظومة الأمنيّة للبناية على مدى أسابيع والاتّصال بالمجموعة الأسيرة للاطّلاع على خطّتهم في الهروب، وتمكّنوا بفضل الله وتوفيقه من إدخال ثلاث مسدّسات لمحاجر الإخوة في السجن الانفرادي، واكتملت جميع أركان العمليّة في الدّاخل والخارج لتأتي لحظة التّنفيذ، وذلك حين قرّر المرتدّون نقل هذه المجموعة لمكان آخر واستعراضها في وسائل الإعلام على أنها من انتصاراتهم في مكافحة “الإرهاب” تغطيةً لفشلهم الذّريع في وقف نزيف القيادات الأمنيّة التي تُدحرجُ رؤوسها في شوارع بغداد يوميّاً، واستغلالاً للحملة الإعلاميّة لأسيادهم الأمريكان ضدّ المُجاهدين بعد حادثة مقتل الشّيخ المجاهد أسامة بن لادن رحمه الله..
وبدأت العملية بعد العاشرة ليلاً بوجود المُجرم مدير مكافحة الإرهاب ومعاونيه، فما أن فُتح باب المحجر على البطل حذيفة حتى انقضّ على الحارس وقتله على الفور، ونجح في تحرير باقي المجموعة التي تحركت فوراً لتصفية القيادة الأمنيّة للمديريّة، وتمكّنوا بفضل الله من تصفيتهم جميعاً بضمنهم مدير المكتب المجرم العميد مؤيّد صالح وسبعة من كبار الضبّاط وعتاة المجرمين من أعوانه، إضافة لمقتلة عظيمة بالحرس المكلّف بأمن المقرّ من الداخل بحسب رواية الأسد حذيفة البطّاوي الذي تمكّن من الاتصال بالإخوة في خارج السجن بعد أن تحرّر هو وإخوته..
تسارعت الأحداث بعد ذلك، وكانت الخطّة تقضي الاستيلاءَ على عجلة عسكرية والخروج من المبنى باقتحام نقاط التفتيش مستغلّين عنصر المفاجئة، ولكن قدّر الله أمراً آخر حيث لم يتمكّن الإخوة من الخروج بالعجلة بسبب كثافة النيران الموجّهة إليهم، وعادوا مرة أخرى للبناية التي فرّ كلّ من بقي حيّاً فيها بعد أن ملأ الرعب قلوبهم وظنّوا أنّها عمليّة اقتحامٍ للمقرّ من الخارج.. فتمكّن الإخوة من السيطرة على مبنى المديريّة بالكامل وبدأ الاشتباك مع القوات التي وصلت للموقع بعد الاستيلاء على بعض الأسلحة الموجودة في المبنى، واستمرّت الملحمة والاشتباك إلى نهار ذلك اليوم، لم يجرؤ فيها أحدٌ على دخول مقرّهم، وكان آخر اتّصال للأخ حذيفة قال فيها أنّهم قرّروا القِتال حتى القتْل في سبيل الله واختاروا المنيّة على دنيّة الاستسلام وذلّ الأسر، وهذا ما نالوه بفضلِ الله بعد أنْ نفد عتادهم وقد أنكَوا في قوات المرتدّين ما شاء الله لهم أن يفعلوا.. فرحمهم الله رحمةً واسعة وحشرهم مع النبيّين والصدّيقين وتقبّلهم عنده في الشهداء إنّه وليّ ذلك والقادرُ عليه…
سترتقب الجنان بكلّ فجرٍ*** عروجَ الباذلين الى جناها وتشتاق الحواري في حبورٍ *** لمن ركب المنيّة واشتراها نذرنا للرّزايا كلّ يومٍ *** نفوساً قتلها أغلى مُناها
فنم قريرَ العين يا أسامة الإسلام وشيخ المجاهدين، ” فلسْنا من يذرف الدّموع, ويبكي قاعداً مثل النّساء, فما كانَ ولنْ يكونَ هذا سبيلُنا“…
_____