إن البيعة الخاصة من جماعة لا تكفي لإقامة الخلافة ، بل لا بد من بيعة أهل الحل والعقد في الأمة ، وهم اليوم العلماء الثقات وقادة الجهاد ووجهاء الأمة ، والإتصال بهؤلاء متاح أكثر من أي وقت مضى ، وما جاء عن بعض العلماء من أن الخلافة تنعقد ببيعة خمسة لأن عمر رضي الله عنه جعل الأمر شورى في الستّة ، فهذا لا يستقيم اليوم إلا إذا جئنا بمثل عمر يختار ستة مثل هؤلاء يجتمع على رأيهم المسلمون ، فالفاروق والستة كلهم من المبشرين بالجنة ، وكلهم من الصحابة الكبار ، وكلهم من الفقهاء ومن وجهاء الأمة ، وكلهم قُبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ ، وكلهم يرضاه المسلمون ، وكان الإختيار في عاصمة الخلافة الإسلامية وبين الصحابة وكبار رجالات الأمة ، فإن كان الأمر كذلك فلا شك أن هذا مشروع ، أما أن يأتي اليوم خمسة رجال يبايعون رجلاً سادساً
Category: Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Wait, Leaders of Jihād"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد …
فقد استمعت للكلمة التي ألقاها الشيخ أبي محمد العدناني الشامي – حفظه الله – والتي هي بعنوان “عذراً أمير القاعدة” ، وأعجبني ما اقترحه من مبايعة رجل صالح مؤهّل رشيد يختاره المسلمون ليكون خليفة تتوحد خلفه الأمة المجاهدة ، فهذا أمر لا يخطر على بال كثير من المسلمين في هذا الزمان ، ولو أن المجاهدين اتفقوا على رجل لكان في هذا من الخير ما لا يعلمه إلا الله ..
ولي على كلمته بعض الملاحظات التي أرجو أن يتسع لها صدر الشيخ حفظه الله :
الأمر الأول : مطالبته الشيخ الظواهري بإعلان كذا وكذا ، مما يخالف رأي الشيخ واجتهاده ، وهذا لا ينبغي ، فالإجتهاد في كثير مما ذكر له حظ من النظر ، وبعضه من السياسة التي فيها سعة ، ولا ينبغي إلزام قادة الجهاد – خاصة أهل السابقة والفضل – بإجتهاد يرون غيره أقرب للمصلحة بحكم تجربتهم وخبرتهم وعلمهم .
الأمر الثاني : استخدامه بعض الألفاظ في حق بعض الأشخاص يسعه الإستغناء عنها أو استبدالها بغيرها ..
الثالث : حصر الحكم في بعض الأمور في اجتهاد واحد وإلغاء ما سواه جزماً قاطعاً ، وقد قال الإمام الشافعي ، وهو من هو : رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ..
الرابع : الإيحاء بأن الدماء لن تتوقف ما لم يستجب الآخر للرأي الواحد ، وهذا إلزام ليس في محله ..
الخامس : الإنتقاص الضمني من الشيخ الظواهري على الملأ رداً على ما قال الظواهري في خطابات سابقة ..
بناء على ما ذكر أعلاه فإني أعيد وأكرر موجهاً كلامي هذا لقادة الجهاد ، فأقول :
لقد كنا ننتظر بياناتكم بفارغ الصبر لنعرف أحوالكم وأحوال الجهاد والإنتصارات والبشائر ، وصرنا الآن نشفق منها ومن محتواها وما يترتب عليها من ردود ومواقف ، وكلما جاء الإعلان عن بيان : وضع كثير منا يده على قلبه وأغمض عينيه وسأل الله السلامة !!
أيها الأحبة : يسعكم مناقشة مشاكل الجهاد في السر ، وليس من الحكمة ولا من العقل إعلان مثل هذه الأمور على الملأ فإن ذلك لا يخدم الجهاد في شيء ، بل يخدم أعداء الأمة الذين اندسوا بين المسلمين عامة – والمجاهدين خاصة – للتحريش والتفريق بينهم ، واذا استمرت هذه البيانات وهذه الكلمات فنخشى أن تصل إلى خط اللارجعة ، وهذا ما يريده أعداء الأمة ، فبالله عليكم أوقفوا هذه البيانات العلنية ، ولتكن المراسلات سرّيّة ، واكتموا أمركم عن عدوكم فلا ينال منكم غرّة ، فلا تنشروا إلا ما يغيظ العدو ويفرح الصديق {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} (الفتح : 29) ..
أقول للشيخ الظواهري حفظه الله : ليس من الحكمة الرد على بيانات الدولة علناً ، ولتكن المراسلات في السر حتى لا يحصل تشهير ، وحتى لا يدخل بينكم شياطين الإنس ، ولا تغرنّك تعليقات هنا واستفزازات هناك ، فأنت أعقل وأحكم من أن تُستفزّ ، ولتكن علاقتك بالمجاهدين علاقة الأب بأبناءه ، فالأب أرأف وأرحم من الأخ أو الصاحب ، وهذا ما وصف الله به نبيّه صلى الله عليه وسلم ، فقال {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة : 128) ، فلتكن أحرص عليهم وأرأف بهم وأرحم من أنفسهم لأنفسهم ، وقد أنزلك الناس منزلاً لا ينبغي معه غير هذا ..
وأقول للأمير البغدادي حفظه الله : اعمل جاهداً على وقف الإقتتال الداخلي في الشام ، فإنك موقوف مسؤول (وغيرك) أمام الله تعالى عن كثير من هذه الدماء المعصومة ، واجتهد في تطوير وإعمال الجانب الإعلامي لكسب قلوب المسلمين في العراق والشام وغيرهما ، فإن خسارة القلوب خسارة الحروب .. انظر أمراء السرايا في الشام واجعل عليهم العيون فإن الأخبار التي تصلنا تجعلنا في شك من بعضهم ، وعدوّكم النصيري ماكر خبيث وأنتم أهل فطنة وذكاء .. أوقفوا هذا التراشق وأصدروا الأوامر بالتزام الأدب مع الكبار ، خاصة أهل السابقة من المجاهدين ، فإن حسن الخلق من صميم الدين ، وخيركم أحسنكم أخلاقا ، “إن أحبّكم إليّ ، وأقربكم مني يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقاً ، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني ، أساوئكم أخلاقاً الثرثارون والمتشدّقون والمتفيهقون” (حسّنه الألباني في المشكاة) ..
وأقول للشيخ العدناني حفظه الله : يسعك السكوت عن كثير من الأمور ، وليس هذا بالأمر الهيّن ، ومثلك لا يعجز ، ونعلم أنك تركت الكثير ، ونأمل منك المزيد .. احرص على جمع كلمة المسلمين ، وانظر ما اقترحته من اختيار خليفة للمسلمين واعمل على تحقيقه فإن هذا من أعظم الواجبات على الأمة ، واستعن بالله ولا تعجز ، ولا تستعجل الأمر ، وليكن ممن يرضاه أكثر أهل الجهاد في الأرض .. راسل جميع الجبهات سراً وتشاوروا وأجمِعوا على رجل مسلم بالغ عاقل قرشي أمين عادل قادر جريء على إقامة الحدود واقتحام الحروب عالم بالشريعة ضالع في السياسة عارف بالناس ذو دهاء وحكمة ، فإن لم تجدوا فسددوا وقاربوا ، ولا يكون الإعلان عن مثل هذا إلا بعد موافقة جميع الجبهات المقاتلة المعتبرة ، وبعد استشارة أهل الحل والعقد في الأمة ليحصل المقصود من جمع كلمة المسلمين ..
أيها القادة الكرام : إن لكم علينا حق النصح ، وهذا واجبنا تجاهكم ، ونحن نبذل ما نستطيع ، وما نراه اليوم من بيانات ونسمع من تصريحات ، لا تخدم الدين ، ولا تصب في صالح المسلمين .. وددنا أن الأمر يحتمل المجاملات لكان كلامنا أقل وضوحاً وأقرب إلى التلميح ، ولكن الأمر لا يحتمل ذلك ، فالله الله في هذه الأمة ، والله الله في دماء المسلمين ..
تصافحوا ، وتصالحوا ، ورصّوا الصفوف ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ويداً على من سواكم من الكفار والمرتدين ، ولا تعينوا الشيطان عليكم في التحريش بينكم .. انظروا إلى حمص الجريحة كيف سقطت لاشتغالكم عنها ، وانظروا إلى المسلمات الأسيرات في سجون الكفار : بم انشغلتم عنهن ، وانظروا إلى هذه الدماء البريئة التي تسيل في الأرض : ما شغلكم عنها ..
والله إن الصلح لا يزيدكم إلا رفعة ، وإن الوحدة لا تزيدكم إلا قوة ، وإن التنازع لا يزيدكم إلا فشل ، فلا تسلكوا غير سبيل الإعتصام بحبل الله ، فأنتم خيرة هذه الأمة ، وفي اختلافكم ذهاب ريحها .. أقلّوا العثرات ، واصفحوا عن الزلّات ، وتجاوزوا الخصام ، ولينوا في أيدي بعضكم ، وتراحموا وتعاونوا ولا تختلفوا ، وسارعوا إلى جمع الكلمة ، وخيركم الذي يبدأ بالسلام ، خيركم الذي يبدأ السلام ..
أسأل الله تعالى أن يجمع كلمتكم ، ويوحد صفوفكم ، ويرفع راياتكم ، ويعز بكم الإسلام وأهله ، ويمكّنكم من رقاب أعداءه ، وأن يصرف عنكم كيد الكائدين ومكر الماكرين ، وأن يشفي جرحاكم ، ويتقبّل في الشهداء موتاكم ، ويفك أسراكم ، وتكونوا يداً واحدة على من سواكم ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
13 رجب 1435هـ
_________
Source: https://shamikh1.info/vb/showthread.php?t=223037
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "And Fell the [Islamic] State"
نعم ، الدولة أخطأت لأنها لم تركّز كثيراً على الإعلام ، ولم توثّق صلتها بشكل أكبر مع بقية الجماعات المجاهدة ، ولكن هذا لا يعني أن يكون الناس على هذه الدرجة الغريبة من السذاجة بحيث تنطلي عليهم هذه الأكاذيب !! جنود الدولة الإسلامية من المسلمين من أهل السنة والجماعة ، وكثير منهم من طلبة العلم ، وكثير من هؤلاء من حفظة القرآن ، وهؤلاء تركوا نسائهم وابنائهم وآبائهم وخرجوا للدفاع عن نساء المسلمين وأعراضهم ، أيُعقل أن يقوم هؤلاء ببقر بطون المسلمات وقتل الأجنّة !!
New article from Shaykh Ḥusayn bin Maḥmūd: "Letter to the Amīr al-Baghdādī"
فإن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن مما يجري في الشام من سفك للدماء وإهدار للجهود والأرواح ، وبغض النظر عن التفاصيل الكثيرة التي تعرفونها ونعرفها ويعرفها المتابعون فإن الأمور أخذت بُعداً لا يُحمد عواقبه ..
أخي الكريم ..
كنتُ من أوائل من وافق على “مبادرة الأمة” التي أطلقها الشيخ المحيسني وفّقه الله ، وقد دعاكم إلى أمر لا يعدو الخير ، وليس مثلي يبيّن لكم ما ارتضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية ، والحكمة التي غابت عن جلّ الصحابة ، وتلك الشروط المجحفة ، فهذا مما لا يغيب على أمثالكم ، ولكن ما أردناه من قبولكم المبادرة أن يعلم الناس مسارعتكم إلى جمع الكلمة وحرصكم على وحدة الصف ، وإيجاد أرضية مشتركة بينكم وبين الفصائل المجاهدة الصادقة ، وأن تكون هذه المحكمة الجامعة نواة للحكم الإسلامي في الشام ، فالأمر كان – ولا زال – أعظم من صلح بينكم وبين بعض إخوانكم ، وكشف ستر بعض الجماعات المحسوبة على الجهاد ..
كلماتي هذه تلبية لوصيّة نبينا صلى الله عليه وسلم “الدين النصيحة” ، تلك النصيحة الواجبة علينا ، والتي هي حقكم نؤديه إليكم ، فأرجو أن يتسع لها الصدر ، ويمحصها العقل ، فقد جمعت لبّ ما قرره أكثر العلماء والقادة في الأمة ..
أدعوكم أخي الكريم إلى أمور :
أولها : قبول التحكيم لما فيه من مصالح للأمة عامة وللمجاهدين خاصة ، ولما فيه من تفويت الفرصة على بعض الجماعات والأحزاب المشبوهة ، ولما فيه من اجتماع الإخوة ، ولا أعرف عالماً صادقاً إلا وهو يؤيد هذا الأمر ويحض عليه ، وما يضركم : إن كان الحق لكم أخذتموه ، وإن كان عليكم بذلتموه ، فأنتم طلاب حق كما عهدناكم ..
ثانياً : إننا نُطلق على البقية لقب جماعات ، وأنتم تُطلقون على جماعتكم لقب “دولة” وليس من شأن الدول أن يكون لها متحدثون يلقون البيانات المتضاربة ، فهذا مما يضر بكم ، والمصلحة تقتضي توحيد البيانات عن طريق إيجاد فريق يجمع طلبة العلم مع إعلاميين ، ويكون للدولة متحدّث رسمي يجمع بين الحكمة والأداء ، وأن يمتنع البقية عن إصدار بيانات مشوّشة يستغلها الأعداء ، وتحيّر الأنصار ..
ثالثاً : أرجو إصدار بيان عام لأتباعكم وأنصاركم بالكف عن النيل من علماء الإسلام ودعاتهم ، وأن تبينوا في هذا البيان الخطوط العريضة لمنهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع المخالفين ، وأن تُلزموا الأتباع والأنصار بهذا المنهج حتى لا تحدث فوضى ، فبعض العلماء الناصحين قوبلوا بأمور جانبت العدل والأدب ..
رابعاً : ينبغي أن تكون هناك لجنة شرعية من أهل العلم والدراية والعقل تُستَفتى في الأمور الهامة المُبهمة ، فأمر الإقتتال الداخلي لا يجتهد فيه إلا الراسخون في العلم ، ولا يصلح أن يجتهد قائد سرية أو كتيبة بمفرده ، فالأمر أعظم من ذلك “لا يزالُ المؤمنُ في فسحةٍ من دينِه ، ما لم يصبْ دمًا حرامًا” (البخاري) ، وضرر مثل هذا الإجتهاد يعود على الأمة كلها ..
خامساً : لا يمكنكم تصوّر فرحة الأمة بعملكم العظيم في العراق من اقتحامٍ للسجون وتخليص للمسلمات من الأسر ، ولكن مَن للمسلمات في سجون النصيرية وقد اشتغل المجاهدون عنهم !! من لحمص وحلب واليرموك !! من يدكّ معاقل النصيرية في الساحل ويذيقهم بأس جند الإسلام !! كم من مسلمة أسيرة تستصرخ إخوانها ولا من مجيب ، وماذا نقول لهذه الطاهرة العفيفة التي أحاط بها كلاب النصيرية وقد انشغل عنها إخوانها بخلافاتهم !!
سادساً : نعلم الهجمة الإعلامية الشرسة عليكم ، ونعلم ما في ذلك من تضليل وتهويل ، ولكن بعض ما يُنسب إليكم هو نتاج أعمال واجتهادات بعض الإخوة ، فهناك أخطاء يجب التعامل معها بحزم وقوة ، فالأمر ليس أمر جماعة ولا فئة ، بل أمر الأمة ، فالله الله لا تؤتى الأمة من قبلكم ..
سابعاً : لا أعرف عالماً ولا عاقلاً فرح بما يحدث في الشام من اقتتال ، الكل مُستاء ، وكثير منهم حيران ، وبغض النظر عن الحقائق ، فلا بد أن يتوقف هذا الإقتتال ، وأن يعود الأمر إلى قتال النصيرية .. لعلكم تبادرون إلى عمل أو رأي يرضاه من تعرفون دينه وتثقون به من الجماعات ، فيحصل إتفاق الأغلبية ، وتكسرون بهذه الأغلبية شوكة العملاء ، وهم قلة حقيرة لولا اختلافكم ما أطلوا برؤوسهم .. كونوا من يبدأ بالسلام ، وتألّفوا إخوانكم ، وضعوا أيديكم في أيديهم وقاتلوا أعداء الله صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ، فهذا والله مما يُعجب المؤمنين ، ويُغيظ الكافرين ، ويُعلي شأنكم بين المسلمين ..
ثامناً : أدعوكم وإخوانكم من القادة إلى إعادة النظر في طريقة التعامل مع الخلافات ، فلا يصلح أن تكون النقاشات علنيّة ، بل يجب أن يحتوي القادة هذه الخلافات بينهم ، وأن تحيطها السرية التامة ، فمثل هذه الأمور إذا خرجت للملأ تناهشها السفهاء ، واستغلها الأعداء ، وطار بها من يريد تصفية بعض الحسابات من مرضى القلوب ..
تاسعاً : إن كان الأمر يستدعي انحياز جنود الدولة إلى العراق وتركهم الثغر الشامي في أيدي النصرة ، وبقاء مَن شاء من الجنود في الشام ، فليس في هذا ضير على المجاهدين ، فما استجد في العراق يحتاج إلى وقفات ، وقد رميتم النصيرية بسيف الدولة الجولاني ، وهو من تعرفون ، ولعل في قرب الجنود منكم مصلحة لهم وللأمة .. لعلكم تتركون ما يحتاج الجولاني في الشام وتلتفتوا للعراق بثقلكم لتُنهوا حكم الرافضة وترجع حاضرة الخلافة العباسية إلى المسلمين ، وان استنجد بكم الجولاني فقد سننتم للناس إلغاء الحدود بين الأقطار الإسلامية ..
إن العاقل لا يأنف أن يخطو خطوة إلى الوراء لينظر إلى موطئ خطويته القادمتين إلى الأمام ، وخالد بن الوليد رضي الله عنه انحاز في مؤتة بجنوده ليرجع إلى اليرموك ويُنهي اسطورة دولة الروم .. الحرب كرٌ وفرّ ، والإنحياز لا يعني الإنهزام بقدر ما يعني إعادة انتشار وتمركز ، وحربنا اليوم إعلامية بقدر ما هي عسكرية ، وقضية كسب الرأي العام هو شغل الإعلام الشاغل ، وأهل الجهاد أحق من يشتغل بهذا الأمر ، فالحاضنة الشعبية لا تقل أهمية عن السلاح والذخيرة ، ومن خسر هذه الحاضنة فعليه أن يراجع أمره ليقع على موطن الخلل في عمله ..
لقد كسبت الأمة حربها العسكرية في أفغانستان والعراق والصومال والبوسنة ، ولكنها خسرت الحرب الإعلامية ، وهذه الخسارة كلّفت الأمة الكثير من الأرواح والتضحيات ، فلا يجوز إهمال هذا الجانب الخطير من الحرب ، ولا ينبغي تكليف غير أهل الخبرة والدراية والحنكة والحكمة والدهاء بهذا
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Fitnah Episode"
لعل رؤوس كثيرين من أنصار الجهاد دارت مع تلك الحلقة التي انتهت من حيث بدأت : تزكية الأمير الظواهري للأمير البغدادي ، ثم إعلان البغدادي ضم جبهتي الشام والعراق في “دولة العراق والشام” ، ثم إعلان الأمير الجولاني الإعتذار عن هذا الضم ، ثم مبايعة جبهة النصرة للأمير الظواهري !!
هذه الحلقة رُسمت في أيام معدودات ، وفي كلمات خاطفة ، لكنها أظهرت خللاً كبيراً في الفكر الذي يتبناه بعض أنصار المجاهدين هنا وهناك ، ثم أظهرت خللاً لا يقل عنه عند بعض العلماء والدعاة وطلبة العلم وخواص المناصرين لأهل الجهاد !!
لا بد من إعادة النظر في تأثير هذه الحلقة على كثير من الشباب الذين لم يعهدوا مثل هذه الإشكالات في العمل الإسلامي : فصُدم البعض ، وأخذ البعض موقفاً ، وتعصّب البعض ، وحصل تنافر وتشاحن وتشويش ، فتغيّرت الألفاظ ، وتباعدت القلوب ، ووقف البعض بعيداً يراقب الحال دون تدخّل في أمل أن تنجلي الغمة ، وهي كذلك ..
قد يكون الأمر كبيراً عند البعض ، وقد يكون عند البعض أصغر مما نتصوّر ، فهو عند المتفائلين : سوء تنسيق بين بعض القيادات ، وعند المتشائمين : أموراً ذكروها في كتاباتهم ومقالاتهم وتصريحاتهم .. سنحاول مناقشة بعض المفاهيم التي نعتقد أن بها غبش عند البعض ، وهي المشار إليها في العنوان بالفتنة ، لأنها كذلك ، فمنها :
أولاً : معنى قول الله تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا …} (العنكبوت : 69) ، هذه الآية يظلمها البعض ، فالهداية هنا لا تعني العصمة بأي حال من الأحوال ، فالمجاهدون بشر ، وقادتهم بشر ، وهم يُخطؤون وليسوا بمعصومين ، وإنما معنى الآية أنهم أقرب إلى الهداية العامة من كثير من المسلمين لأنهم في موطن إخلاص وعمل جليل وفي عبادة مستمرة ، وقد فسّر بعض العلماء هذه الآية بأنها في أهل القتال ، وقال البعض بأنها في من يجاهد بأي نوع من أنواع الجهاد . فمن جاهد نفسه أو الشيطان أو العدو الداخلي أو الخارجي ولم يكن خاملاً متكاسلاً متقاعساً يدخل في هذه الآية عند بعض علماء التفسير ، وظاهر الآية أنها في أهل القتال لأن العلماء قالوا بأن كلمة الجهاد إذا أطلقت فإنها تعني القتال في سبيل الله ما لم يصرفها صارف عن ذلك ..
الشاهد أن الهداية هنا لا تعني العصمة ، فلا ينبغي أن نلطم بهذه الآية وجه كل من يناقش قراراً أو عملاً للمجاهدين بزعم أنهم هم المهتدون ، ومخالفوهم ضالون ، فخالد بن الوليد – رضي الله عنه – قتل بني جذيمة وتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من صنيعه ، ونزل الرماة من جبل أحدٍ وكانوا من الصحابة المجاهدين وتسببوا في هزيمة المسلمين ، والأمثلة كثيرة .. قد يكون رأي بعض المجاهدين أهدى من بعض ، وقد يكون رأي بعض القاعدين أصوب من رأي بعض المجاهدين ، فالأمر نسبي وليس على إطلاقه ..
ثانياً : سوء الظن بالمسلمين .. وهذا أمر عظيم أنزل الله فيه قرآناً يُتلى ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ …} (الحجرات : 12) ، وقال تعالى {وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ..} (النجم : 28) ولعلنا لا نجد كلمة الظن معرّفة في القرآن إلا في موضع ذم !! نحن نسأل هؤلاء : ما هو الأصل في المسلمين ؟ ولماذا سوء الظن ؟ وأين حمل كلام المسلم على أحسن محمل ؟ وماذا يفيد سوء الظن غير الخصومة والضغينة !!
ثالثاً : بالرجوع إلى كتاب الله تعالى نجد أن الله تعالى ذكر نهياً عظيماً قبل آية الظن في سورة الحجرات فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (الحجرات : 11) ، وقد رأينا كيف أن سوء الظن أدى إلى اللمز والتنابز والسخرية بين الإخوة !! ورأينا الطعن واللعن والبذاءة والفحش في القول !! فأين آداب الإسلام ؟ وهل نحن أنصار قضية إسلامية أم قضية سوقيّة !! وأين نحن من قول نبينا صلى الله عليه وسلم “ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء” (الترمذي ، وصححه الألباني) ، وهل يعتقد أحد بأن سبيل النصر هو انتفاء صفة الإيمان !!
رابعاً : عمِل البعض على تفريق المجاهدين وتمزيقهم من حيث لا يشعر ، فقد تعصّب البعض لرأي فلان ، وتعصّب آخرون لرأي فلان ، وأصبحت عندنا فرقتان ورأيان بعد أن كنا جبهة واحدة على قلب رجل واحد ، والله تعالى قد بيّن بياناً واضحاً جليّاً ليس فيه أي مجال لتأويل فقال سبحانه {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال : 46) ، هذه حقيقة لا تقبل الجدال ، فالتنازع مآله الفشل وذهاب الريح ، وهو مناقض لطاعة الله ورسوله المذكورة في أوّل الآية ، فالواجب الصبر وتحمّل بعض الأمور في سبيل اجتماع الكلمة حتى تتحقق معيّة الله ويحصل النصر بفضله ، فمن تدبّر الآية جيداً علم هذا يقيناً .. كلنا يحفظ هذه الآية : {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصفّ : 4) ، والسؤال هنا : إذا كان الله تعالى يحب هذا ، فهل يحب نقيضه !! وهل ننتصر بما لا يحبه الله تعالى !!
خامساً : هل يسعنا مخالفة رأي قادتنا !! هذه معضلة عند البعض ، ويتحرّج منها البعض ، فلا بد من بيان الأمر ووضوحه .. هناك فرق بين مخالفة رأي القادة ومخالفة أمرهم في غير معصية .. لا ينبغي للإنسان أن يلغي عقله أو يرهنه لغيره ، فالصحابة كانوا يراجعون النبي صلى الله عليه وسلم في بعض قراراته ويناقشونه ، ولم ينههم النبي صلى الله عليه وسلم بل كان يطلب مشورتهم وهو أغنى الناس عن ذلك ، فغيره من باب أولى .. قادة الجهاد ليسوا طغاة ، الطاغية هو من يرفض أن يخالف الناسُ رأيَه ، ولذلك تجد سجناء الرأي بالآلاف في البلاد الدكتاتورية ..
إذا أمر قادة الجهاد أمراً فعلى الجنود السمع والطاعة في غير معصية ، قد يكون الجندي غير محب للرأي أو غير مقتنع به ، ولكن عليه أن يسمع ويطيع ، ولا إثم عليه إن لم يعجبه الرأي ، ولكن قد يأثم إذا شغب على القادة وأبدى إعتراضه على الرأي في بعض المواقف التي لا تحتمل ذلك : كأن يعلن ذلك في معركة أو في موقف يحصل فيه انشقاق في صفوف المسلمين أو وهن ، عندها يكون السكوت هو الواجب ..
قد لا يعجبني أن يعلن البغدادي “دولة العراق والشام” ، أو لا يعجبني اعتذار الجولاني عن الإنضمام إلى هذه الدولة ، وأرى أن رأيي هو الصواب ، وهذا حقي الطبيعي والشرعي أحتفظ به كرأي
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Dear Egypt: Are You Stupid?"
شاهدنا في جنازة الجنود كيف جمع الطنطاوي الفلول الذين اعتدوا على بعض رموز المجتمع المصري وهددوا الرئيس
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "What Is Going On In ash-Shām (Syria)"
ومنها أن البلاد العربية تريد التخلّص من بعض أفرادها فتسمح لهم بالدخول إلى سوريا ليموتوا فيها ، وقد دخل بعض الشباب المجاهد من الدول العربية تلبية لنداء القرآن {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} (التوبة : 72) ، ونحن نسأل الله تعالى أن يكونوا كما قال سبحانه {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Logic of the Absurd"
غريب أمر الشعب المصري .. هل من المعقول أن هذا الشعب يُصدّق ولو للحظة واحدة أن “أحمد شفيق” يحصل على (24%) من أصوات الناخبين في مصر !! هل يُعقل أن يصدّق المصريون هذا !! رجل قَتل أبنائهم وساهم في تدهور اقتصاد بلادهم وتمدير حياتهم ويخرج عليهم مخموراً على الهواء مباشرة ويخاطبهم بمنطق إستعلاء “حسني” وأبناءه ، ثم ينتخبه ربع الشعب المصري !!
لقد علمنا إرادة الخيانة والتزوير في إنتخابات مصر منذ أن أوصى “المجلس العسكري” بضرورة قبول نتائج الإنتخابات الأولى ، وكأنه أعلنها سلفاً بأن الإنتخابات ستزوّر وعلى الجميع قبولها !! هل من المعقول أن المجلس العسكري سيُعلن مثل هذا لو ظن – ولو للحظة واحدة – أن “الإخوان المسلمين” سيكتسحون الإنتخابات الرئاسية كما اكتسحوا المجالس !!
لقد ظهرت أدلة كثيرة جداً على تزوير الإنتخابات ، وما زال الشارع المصري يتأرجح في مكانه ينتظر نتائج الإنتخابات القادمة !! كنا نظن أن الشارع المصري سيخرج عن بكرة أبيه ويقتحم قاعة “المجلس العسكري” ويقبض على البقية الباقية من فلول النظام السابق ، ولكن هذا النظام أثبت أنه أذكى من الشعب المُستَغْفَل !!
لنُعيد رسم الصورة من جديد حتى نتعرّف على اللامعقول :
اللجنة التي أشرفت على الإنتخابات هي من بقايا الفلول ، فجميع المسؤولين الكبار عيّنهم حسني مبارك .. والمجلس العسكري الذي يحرس الإنتخابات هو من بقايا الفلول ، وهذا المجلس اختاره حسني مبارك .. ومرشح المجلس واللجنة “أحمد شفيق” هو من بقايا الفلول ، فهل من المعقول أن تكون نتيجة مثل هذه الإنتخابات غير مرشّح بقايا الفلول !! هل من المعقول أن تكون الكذبة بهذا الوضوح وهذه الوقاحة ثم تنطلي على الشعب المصري !!
لو أن جميع النصارى وجميع الفلول وجميع العلمانيين والليبراليين والشوعيين (اللادينيين) وأمثالهم انتخبوا أحمد شفيق فإنه لن يتجاوز الـ (10 %) على أكثر تقدير ، وسيكون في هذه العشرة الكثير من التزوير .. الشعب المصري مسلم على الفطرة ، وهو محب لدينه ، ولا يمكن أن ينتخب أي مصري مسلم هذا المجرم السكّير القاتل المحارب لدين الله تعالى .. ها قد أعلن أحمد شفيق نفسه أنه “يجب القبول بنتيجة الإنتخابات في الجولة الثانية” ، فهل يقول مثل هذا لو لم يكن ضامناً لفوزه ، وبالتزوير ، كما في المرة الأولى !!
أيها الشعب المصري .. هناك أمور تستطيعون فعلها لضمان عدم التزوير الوقح والمكشوف والمستخفّ بالعقول ، منها : أنه في حال تزوير الإنتخابات وإعلان فوز هذا الحقير فإن الشعب المصري سيقيم مسيرات مليونية في مدينة رفح الحدودية .. إذا أعلن الشعب المصري هذا الإعلان فأنا ضامن لنزاهة الإنتخابات وسهر أعضاء “المجلس العسكري” وجميع القائمين على الإنتخابات لضمان النتيجة التي يريدها الشعب ، حفاظاً عى أمن يهود ..
وأمر آخر : أنه في حالة فوز “جرو مبارك” فإن الجيش المصري سيكون “الجيش المصري الحر” على غرار “الجيش السوري الحر” وسيحرر هذا الجيش مصرَ من بقية الفلول ..
وفي حالة لعب المجلس العسكري ولجنة الإنتخابات على عقول المصريين واستغفالهم فإن الشعب المصري سيقتحم قصور بقية الفلول ويجرجر كبرائهم ويسحلهم في شوارع مصر ..
لا بد من الجد ، فالأمر أخطر من أن يُترك لهؤلاء الخونة .. نادوا في ميدان التحرير قبل التزوير : “موعدنا رفح” ، ” الجيش المصري الحر” ، “الموت للفلول” ..
ومن اللامعقول : ما حدث في اليمن !! هل يُعقل أن الشعب اليمني – الذي أُخبرنا بأنه شعب الحكمة – تنطلي عليه ما سُمّي بالمبادرة الخليجية !! “علي صالح” قتل الأبناء وسرق الأموال ولا زال أبناءه وإخوانه وأبنائهم يحكمون البلاد باسمه ، ومع ذلك انطلت على أهل اليمن خدعة أنه تنحّى عن الحكم طوعاً ، ورأفة بشعبة ، ومنّة منه !!
إن كانت هذه المهزلة قد انطلت على هذا الشعب فيؤسفنا أن نقول بأن هذا الجيل ليس جيل حكمة ، بل هو جيل “تيه” كما حصل لبني إسرائيل ، فبنو إسرائيل اصطفاهم الله على خلقه في وقتهم ، ولكنهم لمّا رفضوا الإنصياع لأوامر ربّهم وجبنوا عن لقاء عدوّهم تاهوا في سيناء أربعين سنة واستبدلهم الله بجيل آخر ، فلعل هذا الجيل اليمني هو جيل تيه لا ينطبق عليه الحديث ، وكيف ينطبق عليه الحديث وقد صدّق هذه المسرحيّة الركيكة الهزيلة التي لا تنطلي على مجنون !!
لقد خذل الشعب اليمني جميع الشعوب العربية بهذا الموقف المُشين .. نعم موقف مشين ، فالشعب الليبي قبض على القذافي وقتله ، وصاحب تونس فرّ منها لا يلوي على شيء ، وصاحب مصر في السجن يُطالب المصريّون بإعدامه ، ونحن نرى إصرار الشعب السوري على قتل بشّار ، وها هو الإعلام يقول بكلّ وقاحة أن “التجربة اليمنية” قد تُفعّل في سوريا !! أصبح القاتل المجرم الخائن له حق الخروج من البلاد بعد سرقة خيراتها وقتل أبنائها وهتك أعراض نسائها محاكاة “للتجربة اليمنيّة” !! هل يرضى الشعب اليمني أن تُنسب إليه هذه الوقاحة وهذه الخسّة وهذه الدناءة !! هل يرضى الشعب اليمني أن يقول الطغاة لشعوبهم : اقبلوا الكذبة التي كذبناها على الشعب اليمني ، وكونوا حمقى ومغفّلين كما كان الشعب اليمني !!
الشعب اليمني شعب ذكيّ ، بل حادّ الذكاء ، ولا تنطلي عليه الأكاذيب ، والعالم الإسلامي كله انصدم بهذا المقوف .. لم يتصوّر أحد أن يكون أهل اليمن بهذه السذاجة !! ولكن البوادر مطمئنة ، والميادين بدأت بالإمتلاء مرة أخرى ، ولا بد هذه المرة من القبض على علي صالح وأبنائه وأعوانه ، وعلى رأسهم نائبه السابق الذي أتى به السفير الأمريكي ليحكم اليمن نيابة عن أمريكا .. لا بد من كنس اليمن مرّة واحدة من جميع الأوساخ وجعلها يمناً سعيدة إيمانية حكيمة رقيقة القلب والفؤاد ..
ومن اللامعقول ما ينادي به البعض في سوريا ، حيث يقولون بأنه : لا ينبغي للشباب دخول سوريا والجهاد ضد النصيريّة !! يقولون بأن في شباب سوريا الكفاية !! هذه والله
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Other Narrative"
كثير من الناس يعصي الله من حيث لا يشعر ، فالأوامر الإلهية في الكتاب المُنزّل لم تأت عبثاً أو توحي بحرية اختيار تجاوزها ، بل هي دستور رباني شرعي يجب الإمتثال له قدر المستطاع ، فالمسلم مُكلّف بأوامر وضوابط لا بد من تفعيلها وفق ما هو مقرر في النصوص .. ومن النصوص التي يتجاوزها الكثير من المسلمين في هذا الزمان قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات : 6) ..
لم يكن دين الله تعالى يوماً مبنيّ على التكهّنات ولا على الإشاعات ، بل على حقائق ، وهذا البناء الصلب لا بد له من عقول تدبّ فيها الحياة وفق منهجه ، ولا يمكن أن يكون قلب المسلم كالريشة المتطايرة في الهواء ، فالحقيقية هي مبتغى الإنسان السويّ ، فضلاً عن المسلم أو المؤمن ..
نحن أمام عملية معقّدة كبيرة لتغييب الحقائق تشترك فيها أكثر وسائل الإعلام في الأرض وأشدها تأثيراً على الجموع ، ولا تُغيّب هذه الوسائل من الأخبار إلا ما يكون في إخفائه مصلحة لمالكي هذه الوسائل أو المسيطرين عليها أو الموجّهين لها ..
إن ذكر الخسائر في الحرب أمر غاية في الخطورة ، فهو يؤثّر بشكل كبير على معنويات الجنود ، وعلى الدعم المحلّي لمثل هذه الحرب ، ويرفع من معنويات العدو بدرجة لا يتصورها من لا معرفة له بالحروب ، وقد كان المهلّب بن أبي صفرة من المشهورين بهذا حتى كان جنوده إذا رأوه قالوا : “جاءكم المهلّب بكذبة جديدة” ، وكان يفعل ذلك لرفع معنويات جنده في قتاله ضد الخوارج ..
إن أمر الكذب في الحرب غاية في الفاعلية والخطورة في نفس الوقت : فيكون فاعلاً إذا كانت في الجنود ثقافة عامة وثقة بالقيادة ووضوح في الهدف ، ويكون خطراً إذا كانت الحرب بلا هدف مع غياب الثقة بين القيادة والجنود وانعدام الثقافة العامة في صفوف الجند ، ولا بد لمثل هذا الكذب أن يكون قصيراً ، لا ممتداً لفترة طويلة ، لأن في ذلك خطر على مصداقية الأخبار ، وبالتالي : انعدام فاعليتها ، وهذا ما حصل للألمان في الحرب العالمية ..
ما يفعله الإعلام العربي والعالمي في الحرب الصليبية ضد المسلمين هو من هذا الباب : حيث تغيب الحقائق في زحمة القنوات الإعلامية ، وتغيب الشفافية وتنعدم المهنية في سبيل الحفاظ على معنوايات الجنود في ساحات القتال ، وفي سبيل التخفيف من حدة المعارضة للمغامرات الأمريكية في البلاد الإسلامية ، وفي سبيل التقليل من شأن الجهاد الإسلامي ضد القوى الصليبية ، وفي سبيل زرع اليأس في قلوب المسلمين بإقناعهم بعدم جدوى القتال ضد القوى العالمية المحتلة لبلاد الإسلام ، والمثال الذي نحن بصدده هو من أوضح الأمثلة على دور الإعلام في خوض هذه الحرب الصليبية ضد الإسلام المسلمين ..
جاء في موقع “الجزيرة” على الشبكة العالمية ، يوم الاثنين 25/5/1433هـ – الموافق 16/4/2012م ، خبر بعنوان “إنهاء هجمات طالبان على كابل” ، وهذه الهجمات هي ما تسمّى ببداية “الربيع الأفغاني” حيث أن المجاهدون الأفغان يكونون في ما يشبه البيات الشتوي طيلة فصل الشتاء البارد في بلادهم ، وما أن تبدأ الثلوج بالذوبات حتى يهيج المجاهدون وتشتعل الحماسة في صدورهم ويبْدون في ما يشبه السباق مع المياه المنحدرة من سفوح الجبال ، فيشنون هجماتهم الخاطفة الكبيرة على الغزاة .. وفيما يلي نص الخبر كما جاء في موقع “الجزيرة نت” :
“أعلنت الداخلية الأفغانية اليوم أن كل مقاتلي حركة طالبان الذين شاركوا بهجمات منسقة جرت أمس في كابل واستهدفت البرلمان وحي السفارات –بالإضافة إلى مناطق أخرى من أفغانستان- لقوا حتفهم جميعا، وأن المعارك قد انتهت.
وقال الناطق باسم الوزارة صديق صديقي “كل المهاجمين البالغ عددهم 36 عنصرا قتلوا، والمعارك انتهت.. والمبنيان اللذان تحصن فيهما المقاتلون بالحي الدبلوماسي وقرب البرلمان بكابل أصبحا آمنين”.
وكان مصدر بالشرطة أعلن أن قوات الأمن شنت الليلة الماضية هجوما على مقاتلي الحركة الذين شنوا أمس سلسلة هجمات متزامنة وسط العاصمة، وفي مناطق أخرى من البلاد.
وكان مقاتلو طالبان قد نفذوا ست هجمات مفخخة متزامنة في أنحاء البلاد إيذانا بانطلاق ما أسمته الحركة “موسم هجمات الربيع”.
قتلى
وأسفرت الهجمات عن مقتل 19 شخصا بصفوف الحركة، بينما جرح 14 شرطيا وتسعة مدنيين، وفق حصيلة رسمية للداخلية الأفغانية.
واستهدفت الهجمات عدة مواقع بحي السفارات حيث تم استهداف سفارتي ألمانيا واليابان وألحقت بمبنييهما أضرار بسبب إطلاق صواريخ، دون أن يصاب أحد من موظفي السفارتين بأذى.
كما حاول مهاجمون يرتدون سترات ناسفة دخول البرلمان لكن قوات الأمن تصدت لهم، كما ذكرت الشرطة.
وفي حي آخر استولى المهاجمون على مبنى مجاور لفندق “كابل ستار هوتيل” الذي يبعد أقل من مائة متر عن مدخل مجموعة سفارات منها الفرنسية، وقاعدة للقوة التابعة لحلف شمال الأطلسي (ايساف).
كما أكدت إيساف أن ممثليات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا تم استهدافها، بينما استهدفت هجمات أخرى مباني للحكومة والشرطة وقاعدة أميركية بولاية لوغار جنوب كابل، ثم مطار جلال آباد (شرق) الذي يضم واحدة من أهم
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "To Disappear From the Mountains"
من أراد أن يعرف حقيقة قول الله تعالى {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} (إبراهيم : 46) فلينظر إلى ما آلت إليه هذه الثورات العربية ، وكم أُعمل فيها من مكر وكيد حتى أضحت هذه الجموع الغفيرة من الشعوب العربية التي خرجت في هذه الثورات كالقطعان يسوقها أناس رضعوا الخبث من ثدي إبليس ..
كم قلنا وكم حذّرنا إخواننا في سوريا من عدم الوقوع في فخ الحل السلمي والخطط الأممية التي لم – ولن – تأتي بخير لأن الله تعالى يقول في كتابه العزيز {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (البقرة : 105) ، فهذه المنظمات نصرانية يهودية ليس فيها أي خير للمسلمين ، ومن زعم بأن الخير قد يأتي منها فقد كذّب الله تعالى !!
لقد دخل “المراقبون الدوليون” سوريا بموافقة الحكومة النصيرية ، والمرء يعجب من حماقة البعض حين يصدّق بأن النصيرية سيُدخلون مراقبين عليهم في مثل هذه الأوضاع !! هؤلاء المراقبون دخلوا للتجسس لصالح النصيرية الحارسة للصهيونية ، وهل نحتاج إلى دليل لحقيقة هؤلاء ونحن نرى كل من يلتقي بهم من الثوار يُقتَل في نفس اليوم أو بعده بأيام !! هل من المعقول أن يكون الشعب السوري بهذه السذاجة وهو يعاين المذابح التي تحصل على مرأى ومسمع من المراقبين الأممين النصارى واليهود !!
لقد سقط المسلمون في مصر لأنّهم لم يكملوا المشوار ، وقد كانت عندهم فرصة ذهبية وقت أن خرج أربعون مليون مصري إلى الشارع .. كان لزاماً على هؤلاء أن يقبضوا على جميع الفلول ويودعوهم السجون ويقطعوا رقاب قادتهم ، ولكنهم انخدعوا لأهل المكر إذ أعلنوها سلميّة وأبقوا على هؤلاء المجرمين ليخرجوا عليهم من جديد في مسرحية الإنتخابات !!
أدخلت الفلول “عمر سليمان” ليسحبوا به “خيرت الشاطر” و”حازم صلاح” ، ثم أتوا بـالمجرم “أحمد شفيق” – الذي ليست عليه أية جناية ولم تُقدّم ضده أية شكوى – ليترشّح للرئاسة !! ثم قاموا بتزوير الأوراق والتلاعب في الإنتخابات لصالح “شفيق” بكل وقاحة وجرأة ، والشعب المصري لا زال ينتظر النتائج !! صباح الخير يا شعب مصر ..
في اليمن ، وما أدراك ما اليمن : أعطوا فتاة من الثوار جائزة نوبل ليضحكوا على عقول الرجال ، ثم جاؤوا بمبادرة إبليسية تُخرج “علي صالح” من الصورة دون السلطة ، ورجع الشعب اليمني إلى بيته مزهوّاً بهذا النصر التأريخي الذي لم يكن ، وأتوا بصديق وزميل ونائب علي صالح الذي كان معه ثمانية عشر سنة – شاركه فيها سرقة الأموال ودمار البلاد وقتل الثوار وقمع الثورة – ليكون حاكماً صورياً لليمن ، ثم قام هذا البطل المنقذ للثورة بالتحالف مع النصارى الأمريكان علناً لقتل اليمنين ، وهكذا انتصرت الثورة اليمنية على شعبها وأصبحت أثراً بعد عين ..
ومن الكيد الجديد لليمن أن أظهرت شاشات التلفاز أبناء اليمن في مجاعة وفقر مدقع ، ثم تكالبت المنظمات الدولية لتستغيث الناس وتصرخ في الأرض وتتباكى حال اليمن وفقره ، واجتمعت المنظمات والحكومات لإنقاذ الشعب اليمني من الموت المحقق بسبب المجاعة والفقر ، فكان أن هبّ البعض في لفتة إنسانية ليهب اليمن مليارات الدولارات من المساعدات العاجلة !! هكذا برروا هذه الأموال التي ستذهب إلى الخبيث “عبد ربه منصور” الذي أثبت عمالته للأمريكان بجدارة ليشتري السلاح والذخيرة التي سيقتل بها أبناء المسلمين في اليمن !! هذه هي المجاعة التي يأكل أهلها طلقات الرصاص ، وهذا هو الفقر الذي سيقدّمون لأهله القنابل .. أين هم من ثلاثين سنة من الجوع والفقر والبطالة أيام “علي صالح” ، لماذا يتباكون هذه الأيام فقط !! ولم لا يتحفظون على المليارات التي عند “علي صالح” بدل التسوّل هنا وهناك !! أليست هذه الأموال ملك للشعب اليمني وحقّه الذي بسبب سرقتها أصابه ما أصابه من الجوع والفقر !! ما أحرص المنظمات الدولية النصرانية اليهودية على مصلحة المسلمين !!
أما تونس ، فقد أمسك الفرنسيون بزمامها مرّة أخرى ، وأوهموا الناس بأن الثورة قد نجحت ، وجاؤوا ببعض الشخصيات المعروفة ليخدعوا الناس بهم ، ولكن الحقيقة أن الأمر بقي على ما هو عليه ، وأن “ابن علي” لا زال طليقاً حراً يلعب بمليارات الشعب التونسي ، وهو ضيف شرف في أرض الوحي والرسالة !! تونس لم يتغيّر فيها إلا الأشخاص ، أما الأدوار فهي باقية ، والمنظومة باقية ، والتأثير الفرنسي باق ، فعلى الشعب التونسي أن لا يغتر بهامش الحرية الوهمية التي هو فيها ، وعليه أن يعي حجم المؤامرة التي تحاك ضده ، فالمشكلة لم تكن في “ابن علي” بل المشكلة في منظومة الحكم والدور الفرنسي في البلاد ..
لعل الثورة الوحيدة التي لقيت بعض النجاح هي الثورة الليبية ، ولكن المكر الغربي والعربي لم يتوقّف لحظة عن هذا البلد ، ويكمن هذا المكر في التحريش بين الليبيين وإشعال الصراعات الداخلية ، والذي حمى الشعب الليبي إلى هذه اللحظة – بعد الله تعالى – هو : وعي بعض القيادات الشبابية لمكر الأعداء ، ثم كميّة الأسلحة التي عند هؤلاء الشباب الذين وقفوا لمكر العدو بالمرصاد .. لا زال الأعداء يساومون الشباب على أسلحتهم ، ومتى ما سلّم هؤلاء السلاح فقد خسروا كل ما حققوه في الثورة .. عليهم الإمساك بهذا السلاح ، بل الإكثار منه ومن أنواعه ، ويعضّوا عليه بالنواجذ ، ثم عليهم باللحمة الإسلامية التي تعرف حق المسلم على المسلم ، وحرمة الدم المسلم ، وحقيقة الأخوّة الإسلامية والرابط الإسلامي الذي هو فوق كل رابط ..
إن التأريخ يعيد نفسه ، ومكر المتنفذين والمتسلطين والأكابر كان – وما زال – في كل بلد وفي كل وقت ، وهو مكر مستمر ، ولكنه مكر يعود على أصحابه بالوبال من حيث لا يشعرون ، قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (الأنعام : 123) ، فالشعوب متى ما انتبهت لهذا المكر فإنها ستنقلب على هؤلاء وسيكون مصيرهم في أيدي الشعب الغاضب الموْتور ..
لقد مكرت الأمم من قبل ، وحكى الله لنا في كتابه دقائق هذا المكر وحيثياته ، فهؤلاء قوم صالح – عليه السلام – الذين قال