الحمدُللهِ القائل: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65]
والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آله وصحبه ومن والاهُ وبعد:
فإن الأمةَ اليوم تمر بلحظاتٍ عصيبة، وإن الجهادَ اليومَ في الشامِ يمر بمفترقِ طرقٍ خطيرٍ، ولئن لم يتداعَى المصلحونَ لجمعِ الكلمةِ وإصلاحِ ذاتِ البينِ، فليدخلنَّ الجهادُ في الشامِ في غياهبِ دماءٍ ونزاعاتٍ لا يعلمُ منتهاها إلا الله.
وإن نبيَّنا صلى اللهُ عليه وسلم قد تركَنا على المحجةِ البيضاءِ، ليلُها كنهارِها، لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ، ولقد بينَ اللهُ سبيلَ المؤمنينَ حالَ وقوعِ النزاعِ، ألا وهو الردُّ إلى كتابِ اللهِ وسنةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، إذ يقولُ عزَّ مِن قائلٍ: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65]
وإن الأمةَ اليومَ لتطلبُ من أهلِ العلمِ بيانَ الموقفِ الشرعيِّ مما يجري في الشامِ مِن نزاعٍ، والذي يتجلى في التحاكمِ لشرعِ اللهِ دونَ قيدٍ أو شرطٍ، كما ذكرَ ذلك جمعٌ مِن أهلِ العلمِ.
قالَ في ظلالِ القرآنِ في تفسيرِ قولهِ تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:9]
“فالقرآنُ يكلفُ الذينَ آمنوا من غيرِ الطائفتينِ المتقاتلتينِ بالإصلاحِ بينَ المتقاتلتينِ، فإن بغتْ إحداهُما برفضِ الصلحِ أو برفضِ القبولِ بحكمِ اللهِ في المسائلِ المتنازعِ عليها فعلى المؤمنينَ أن يقاتلوا البغاةَ إذًا حتى يرجعوا إلى حكمِ الله”.
فالفيصلُ إذاً في تحديدِ من الظالمِ من المظلومِ هو بالتحاكمِ إلى شرعِ اللهِ تعالى.
وقدِ التقيتُ بجميعِ الأطرافِ المتقاتلةِ اليومَ، وسمعتُ منهمْ تقارُباً في وُجَهاتِ النظرِ، وإقراراً بوجوبِ التحاكمِ إلى شرعِ الله.
ومِن هنا جاءتْ هذه المبادرةُ لتضعَ النقاطَ على الحروفِ ولتكونَ باسمِ مبادرةِ الأمةِ.
حيثُ راجعْنا فيها علماءَ الأمةِ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها عسى اللهُ أن يجعلَها سبباً لحقنِ دماءِ الموحدينَ وجمعِ كلمتِهم .
وقد كان مما استبشرنا به ورأيناه علامة خير بإذن الله؛ أن حكيم الأمة: الشيخ المجاهد الدكتور أيمن الظواهري قد أصدر كلمته صبيحة هذا اليوم؛ يدعو إلى ما عزمنا على الدعوة إليه، فقلنا: كأن الله يبشر بعاقبة خير ..
بنودُ مبادرةِ الأمةِ:
1- وقفٌ فوريٌ لإطلاقِ النارِ يسريْ في كافةِ مناطقِ الشامِ.
2- تشكيلُ محكمةٍ شرعيةٍ من قُضاةِ مستقلينَ ترتضيْهِم جميعُ الأطرافِ .
3- تلتزمُ جميعُ الكتائبِ العاملةِ في الساحةِ والموقّعةِ على هذهِ المبادرةِ بأنْ تكونَ هي الضامنُ لتنفيذِ قرارِ المحكمةِ الشرعيةِ.
4- قامَ إخوانُكم في مركزِ دعاةِ الجهادِ بترشيحِ عشرةِ أسماءٍ من شرعيّيْ الفصائلِ التي اعتزلتْ الفتنةَ، كصقورِ العزِّ والكتيبةِ الخضراءِ وكتائبِ جندِ الأقصى، وغيرِهم وهُمْ جميعاً مجاهدونَ مرضيوُ العقيدةِ فيما نحسبُهم. وسنعرضُ الأسماءَ على كلِّ فصيلٍ من الأطرافِ المتنازعةِ ليختارَ منها أكبرَ عددٍ يرتضيهِ، ويبينَ أسبابَ رفضهِ للأسماءِ الأخرى.
وفي حال لم يتم التوافق على من تم ترشيح أسمائهم فإن المتفاوضين يقومون بترشيح غيرهم، ولن تُعدم الساحة الشامية من علماء وطلاب علم أكْفَاء، من مهاجرين وأنصار .
وقد رأينا أنه لا بدَّ من هذه الآليةِ وإلا لتطاولَ الزمانُ قبلَ الاتفاقِ على محكَّمِين.
5- تُحدَّدُ خمسةُ أيامٍ من تاريخِ إطلاقِ مبادرةِ الأمةِ لإعلانِ مَن قَبِلَ بالتحاكمِ للمحكمةِ الشرعيةِ، لتبدأَ المدةُ من تاريخِ نشرِ هذا البيانِ في هذا اليومِ الموافق (22/3/1435 – 26/3/1435 هـ )
6- يتمُّ إنشاءُ مركزٍ إعلاميٍّ عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ ( تويتر – وفيسبوك ) لإعلانِ ومتابعةِ مجرياتِ سيرِ التقاضي .
7- تُخوِّلُ كلُّ جهةٍ مفوَّضاً مِن قِبَلِها للترافعِ عنها والتفاوضِ .
8- تحديدُ مدةٍ زمنيةٍ للانتهاءِ من البتِّ في جميعِ القضايا، بحيثُ يحددُها القُضاة، وفي حالِ حصلتْ مماطلةٌ من أيٍّ جهةٍ فسيُضطرُّ القُضاةُ إلى الإعلانِ عنها والاستعانةِ بأهلِ الخيرِ على ردِّها إلى الاحتكامِ والصلح.
9- كما نأمُلْ من الجماعاتِ التاليةِ : الدولةِ الإسلاميةِ في العراقِ والشامِ – الجبهةِ الإسلاميةِ – جيشِ المجاهدينِ – جبهةِ ثوارِ سوريا ، إصدارَ بيانٍ بالموافقةِ من عدمِها خلالَ هذه المدةِ، وكذا مِن جبهةِ النصرةِ وسائرِ الجماعاتِ الموجودةِ في الساحةِ الشاميةِ بيانَ موقفِها من هذهِ المبادرةِ، وكذلك من علماءِ الأمةِ ومجاهدِيها وكُتّابِها وإعلاميِّيها دعماً لهذهِ المبادرة.
وختاماً :
فإننا نطلبُ من الأمةِ جميعاً الحشدَ والتأييدَ لهذه المبادرةِ والتوقيعَ عليها عبرَ الموقعِ المدرَجِ المخصصِ لذلك، ونطلبُ من قادةِ المجاهدينَ أن يُغلِّبوا مصلحةَ الأمةِ على مصلحةِ الجماعةِ، ونقولُ للجميعِ: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:73]
إلا تفعلوهُ يدخلِ الشامُ في دوامةِ صراعٍ لا يعلم منتهاها إلا اللهُ .. إلا تفعلوه فأينَ شرعُ اللهِ الذي خرجنا نقاتلُ مِن أجلِه .. إلا تفعلوه فقدْ خالفتُم أمرَ ربِّكم إذ يقولُ :
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65]
واللهُ غالبٌ على أمرهِ ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون .
لمتابعةِ مُجرياتِ سيرِ المبادرةِ يتابَعُ حسابُ تويتر وفيسبوك باسمِ مبادرةِ الأمةِ
___________
To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]