Two new articles from Abū Sa'd al 'Āmilī on Anṣār al-Sharī'ah in Yemen


Anṣār al-Sharī’ah in Yemen: They Distorted Fighting and Biased to a Category:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين وناصر المستضعفين وعدو الظالمين وقاهر المستكبرين، والصلاة والسلام على نبي المرحمة ونبي الملحمة وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره وسار على هديه إلى أن يبعث الله خلقه فينال كل واحد جزاءه، ثم أما بعد

ما يحدث على أرض اليمن أو جنوب جزيرة العرب في الفترة الأخيرة يلفت أنظار العدو والصديق، وبخاصة تسارع الأحداث فيها بعد الفترة التي أعقبت ما سمي بالربيع العربي.
فأرض اليمن لها موقع جغرافي متميز على أكثر من صعيد وكذلك جانبه التاريخي لا يمكن أن ينكره أحد وله ثقل كبير وتأثير عظيم على مجريات الأحداث فيه حاضراً ومستقبلاً كيف لا وهي على مرمى حجر من مهبط الوحي والرسالة الخاتمة ومن أرض الحرمين الشريفين.
فأعداؤنا قد أجمعوا أمرهم من أجل حسم المعركة هناك في أسرع وقت ممكن حتى لا تستفحل الأمور وتخرج عن السيطرة، وتتوسع المعارك لتشمل أرض الحجاز، وهو أشد حرصاً على ثرواتها من حرصهم على أراضيهم، لأنها تشكل الخزان الذي لا ينفذ ولا يمكن الاستغناء بحال، حاضراً ومستقبلاً.
هذه الحقيقة لا يمكن أن يواروها، وهذا الحرص والجشع يترجمونه على أرض الواقع بإعلانهم الولاء المطلق لحكام اليمن والجزيرة كلهم ودعمهم اللامحدود لهذه الأنظمة في مواجهة أي تغيير محتمل، فقد رحل العبد الوضيع عبد الله صالح وخلفه عبد حقير جديد يلقى نفس الدعم ونفس التأييد من قبل حكام الغرب الصليبي وعلى رأسهم أمريكا، كل هذا لمواجهة المد الجهادي الجارف الذي انطلق على أرض اليمن السعيد بقيادة تنظيم قاعدة الجهاد أو ما بات يُعرف بأنصار الشريعة.
التصعيد الأخير على أرض النزال بين معسكر الحق المتمثل في أنصار الشريعة وبين معسكر الباطل الذي يمثله الغرب الصليبي والأنظمة المرتدة في الجزيرة وعلى رأسها نظام آل سعود الخائن العفن، قلت إن هذا التصعيد الحاد يعتبر مؤشر واضح على أن الأحداث قد أخذت منحى خطيراً لم يكن بحسبان المعسكر المعادي، حيث أن أنصار الشريعة استطاعوا تثبيت أقدامهم في أكثر من ولاية ومنطقة من أرض اليمن، وعملوا على عدة جبهات بشكل موازي وموزون أذهل الجميع، خاصة في ميدان الدعوة والتبليغ ثم ميدان التنظيم والتسيير وأخيراً في الميدان العسكري، وحققوا انتصارات متتالية وكسبوا مواقع عديدة واستقطبوا آلاف من الأنصار سيمثلون الدعم البشري والمعنوي لمسيرة الجهاد المباركة، والخزان الاستراتيجي الحقيقي للحرب ، هذه الحرب التي تتسم بخصلتين أساسيتين طول الأمد والشدة، ولدى إخواننا في أنصار الشريعة وقاعدة الجهاد الدواء المضاد لهما وزيادة.
فالمجاهد يعتبر نفسه في عبادة متواصلة لا تتوقف حتى يلقى إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة ، { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ}، وهو يجاهد دون انتظار جزاء دنيوي ولا يكلف جماعته أي رصيد مادي يُذكر، بل على العكس من ذلك فهو الذي يمول جهاده ويتكلف بمصاريف هذه المسيرة الجهادية من بدايتها إلى نهايتها، وأما الشدة فتقابلها الشدة وزيادة ، وهو تجسيد لقوله وأمره تعالى، في مدح ووصف أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه { أشداء على الكفار رحماء بينهم} .
فليس هناك إذن أي مجال للتردد والريبة فيما يخص استمرارية الجهاد على أرض اليمن، وهو العنصر الذي يراهن عليه أعداء الله بهذه الحملات المسعورة والضربات الأخيرة وهي أشبه ما تكون بجهود الوقت الميت، لكي يؤثروا على معنويات إخواننا المجاهدين حتى يوقفوا جهادهم ويغيروا مسار عملهم كأن يدخلوا في متاهات المسار السياسي مثلاً.
إن المرحلة القادمة التي تنتظر أعداء الله تعالى في بلاد اليمن هي بمثابة نفق مظلم طويل، سيُستدرجون إليه من قبل قادة المجاهدين الفطناء، لم يستطيعوا الخروج منه إلا مولين الدبر أو أشلاء على وقع ضربات المجاهدين الأبرار.
هذا بالإضافة إلى توسيع دائرة القتال، ونقلها من والولايات التي انسحب منها المجاهدون إلى الولايات التي تعتبر القواعد الثابتة للأعداء مثل العاصمة صنعاء مثلاً وغيرها من المدن التي يتمتعون فيها بنوع من التحصين والأمان.
إن ما قام إخواننا في أنصار الشريعة من انسحاب من المدن يُعتبر قمة في الدهاء والذكاء والفطنة، وهو تنفيذ لأمر الله جل وعلا { إلا متخرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة}، وهي استراتيجية عسكرية ناجحة ومحيرة للعدو، يحسبها انتصاراً وفتحاً بينما هي حقيقة الأمر كمين محكم، واستهلاك للإمكانيات وإحباط لهمم جنوده لأنهم لم يمسكوا سوى السراب.
فإخواننا انسحبوا لكي ينقلوا المعركة إلى ساحات جديدة بعدما تركوا وراءهم مناهج ونماذج من التطبيق العملي لشريعة الله عز وجل، وأبناء هذه المدن سيواصلون الحفاظ على تلك الثمار بعدما ذاقوا حلاوتها، فلن يفرطوا فيها بسهولة. والفئة التي انحاز الإخوة هي قواعدهم المتنقلة غير الثابتة وهذه الشعوب المتعطشة إلى دينها وهي متواجدة في كل مكان من أرض اليمن ، أرض الإيمان والحكمة إن شاء الله. 
فبعد اليوم لن يكون هناك أمن ولا أمان ، وستتحول أرض اليمن كلها إلى ساحات قتال وكمائن نائمة وخفية، تنتظر ساعة الحسم لتقطف رؤوس الكفر والطغيان في اللحظة المناسبة. فهل بعد هذا النصر من نصر لعباده المجاهدين؟ أم هل هناك خزي وثبور أكبر من هذا لأولياء الشيطان وعبيد البيت الأبيض ؟ 
ما أود التركيز عليه في نهاية هذه المقالة هو أن ثمة عنصر ثالث لابد أن يدخل إلى حلبة الصراع، وهو عنصر حسم وعنصر يعتبر موضع صراع بين كلا الطرفين الأساسين، ويتعلق الأمر بالشعوب المسلمة التي ينبغي أن تفقه مجريات الحرب القائمة وأبعادها، وبأن أنصار الشريعة قد منحوا لهم تجارب عملية على أرض الواقع وعينات تطبيقية عاشوها وعاينوها بأعينهم، لكي يأخذوا قرارهم النهائي بنصرة أهل الحق والنهوض من أجل نصرتهم، والوقوف على حقيقة أهداف وغايات أعداء الدين وهي استغلالهم واستعمالهم كمادة للاستهلاك لا أكثر ولا أقل، فمن يا ترى أحق بالاتباع والنصرة والموالاة ؟ ومن أولى بالعداء والحرب والمعاداة ؟
ألا هل بلغنا اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وكتبه نصرة لإخوانه في أنصار الشريعة في بلاد اليمن – أبو سعد العاملي -25 رجب 1433هـ.

Anṣār al-Sharī’ah in Yemen: Oh Scholars of Yemen of Faith and Wisdom Support Them Until Persecution is No More:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، أرسله الله رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً وداعيا إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ثم أما بعد،
فإنه من دواعي الحزن والأسى أن تجد صاحب الحق مطارد ومكذب من طرف الناس الذين يسعى إلى إسعادهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ويضحي بنفسه وماله وأهله في سبيل تحقيق هذا المراد.
فالدعاة الربانيون يكتوون بنار التكذيب والحسد والاستهزاء أكثر مما يكتوون بنار الحرب المستعرة في ساحات القتال، فالأولى يكون وقعها أشد على النفس خاصة حينما تأتي من الأقربين، بينما الثانية تكون أهون على المجاهد لأنه يعتبرها باباً من أبواب الشهادة ورفعة لدرجته عند ربه حتى لو لم يعلم به أحد من خلقه.
هذا حال إخواننا من أنصار الشريعة في اليمن، فقد باعوا أنفسهم ووهبوا كل ما يملكون لنصرة دينهم والسعي الحثيث والصادق لتطبيق شريعة رب العالمين في ربوع اليمن، ساعين إلى هداية الناس إلى طريق الحق بالحسنى والخلق الإسلامي الرفيع، وحرصوا على أموال الناس وأعراضهم وأنفسهم أكثر مما يحرصون على أنفسهم وأهليهم، ولاقوا في سبيل ذلك ما لاقوا من تهجير ومطاردة وحرب مستعرة مفتوحة وشرسة، شارك فيها العدو القريب والبعيد، حملة صليبية كبيرة بقيادة أمريكا وبالتحالف مع قوات الردة والخيانة في الداخل، سُخرت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتطورة وبخاصة سلاح الطيران الفتاك سواء الطيران التقليدي بقصفه الرهيب للبنيان والإنسان أو بالطيران بدون طيار المتطور الذي يستهدف قادة الجهاد ومجاهدينا الأبرار في كل ربوع اليمن، وتستهدف معهم أطفال ونساء اليمن الأبرياء وهم في بيوتهم.
لقد اضطر المجاهدون من أنصار الشريعة للانسحاب من الولايات التي كانوا يبسطون فيها الأمن والأمان ومعالم الشريعة الغراء، وهذا حقناً لدماء الشعب اليمني وتفادياً لتدمير بيوته وبنياته التحتية، وهي خطوة حكيمة سحب بها البساط من تحت أقدام الجيش اليمني المرتد والخائن لدينه وشعبه، ليجد هذا الجيش الغبي نفسه أمام مدنيين عزل لا خيار أمامه سوى خدمتهم كالحمير وهو الشيء الذي لم يأت من أجله أو بسط نفوذه والتمركز في هذه المدن وهو أمر مكلف ولا مكاسب عسكرية من ورائه . 
سيعاين الشعب اليمني بأم عينيه الفرق الشاسع بين عيشه تحت حماية أنصار الشريعة وهذه الأيام التي يعيشها تحت سيطرة الجيش المرتد، وها قد بدأت النداءات التي تطالب بعودة أنصار الشريعة بعدما ذاقوا حلاوة ثمار تطبيق الشريعة الإسلامية ولو لمدة قصيرة، فكيف إذا كانت حياتهم كلها وفق أوامر الله ونواهيه وهو أعلم بمصالح خلقه سبحانه وتعالى؟!
النداء موجه إلى علماء اليمن الشرفاء بقول كلمة الحق، والإدلاء بشهادتهم – وسيسألون عليها أمام الله – في حق أنصار الشريعة وتقييم الحياة اليومية بهم وبدونهم، ليبصروا الشعب اليمني المسلم بهذه الحقيقة العظمى، ويدعوا هذا الشعب إلى الوقوف في المكان المناسب خلال هذه الحرب القائمة، عليهم أن يحثوهم على نصرة الحق وأهله، فليس ثمة مجال للسكوت والتراجع في هذا الوقت العصيب.
أيها العلماء الأبرار،
أنتم سراج لهذه الأمة، تنيرون الطريق للحائرين وتهدون التائهين وتوجهون المترددين، فمن لهذه الجموع الحائرة التائهة غيركم أنتم يا ورثة الأنبياء ؟ ومن لهؤلاء المجاهدين الأبرار غيركم لنصرتهم وتأييدهم بل وحتى قيادة مسيرتهم الجهادية بما آتاكم الله من علم وحكمة، ومسئولية لا يمكن النكوص عنها إلا إذا سقط عنكم إيمانكم.
إن الله تعالى ضرب مثلاً للعالم الذي تنكر لعلمه وواجبه اتجاه ربه ودينه وأمته في قوله تعالى 
{ واتْلُعَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَافَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَالَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ

هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ