New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "My Message to My Brothers of the Mūwaḥidīn From the Armor of the Jihādī Media in Detention and Prison"

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
اعلموا أن الله تعالى قد ابتلانا بالشر والخير فتنة، فهذه الدنيا دار بلاء وامتحان والآخرة دار جزاء، فطوبى لمن فقه هذه الحقيقة ورضي بما قسمه الله له، وسعى إلى إرضاء ربه ولو سخط الناس جميعاً ، ويتجنب سخط ربه ولو أرضى الناس جميعاً.

فأعداء الله أجمعوا أمرهم منذ خلق الله آدم وإلى قيام الساعة أن يحاربوا أهل الحق وأن يقفوا في طريقهم مثلما يفعل سلفهم الأول إبليس لعنه الله واخزاه، فهذه سنة الله المتواصلة والتي لن تتبدل ولن تتغير، مهما اجتهد الإنسان وادعى أنه سيكون استثناء، فيظن أنه سيكون مؤمناً دون أن يطاله شيء من هذا البلاء أو يناله شيء من هذا العداء.

أنظروا إلى مسيرة الأنبياء والرسل والصالحين من قبلكم، كلهم نالهم هذا الشرف فصبروا ورفعهم الله على أعدائهم بل ونصرهم عليهم، حينما لم يستطيعوا إطفاء نور عقيدتهم وإدخالهم في طاعتهم، فهذا يعتبر من أكبر النصر الذي يحققه المؤمنون في هذه الحياة الدنيا، بينما يُمنى أعداؤهم بشر هزيمة حينما يفشلوا في تركيع المؤمنين لأهوائهم وقوانينهم.

لقد عهد الطغاة الظالمون على سلك وسيلة المحاكمات والاعتقالات الظالمة لإخواننا من حين لآخر، كوسيلة منهم لمنع دخول الشباب في دين التوحيد ونبذ قوانينهم الكفرية، فاجتهد هؤلاء الظالمين في نسج الأكاذيب والمسلسلات البوليسية التي يقوم على إخراجها بعض جنود الأجهزة الأمنية الفاشلة ، فيؤلفوا قصصاً فيها جزء من الصدق و99 جزءاً من الكذب الصراح مثل الكفر الذي غرقوا فيه حتى النخاع.

فنسمع بين حين وآخر اعتقال خلية أو مجموعة إرهابية كانت تحاول قلب نظام الحكم ، وبحوزتهم مجموعة من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية وأفكار إرهابية كانوا ينوون تطبيقها على أرض الواقع، ويلاحظ المتتبع أن أغلب التهم التي يحاكم من اجلها هي مجرد نوايا ومخططات كانت مسودة أفكار في رؤوس أصحابها، وبها يستحقون عشرات السنين من السجن والحرمان من أبسط حقوق الحيوان فضلاً عن حقوق الإنسان.

فهكذا يتهمون ويحاكمون ويعفون عمن شاءوا ومتى شاءوا وكيفما شاءوا، وهكذا دواليك إلى أن يشاء الله تعالى أن يبعث عباداً له أولى قوة وبأس شديد ، وأصحاب عزائم وهمم عالية وإيمان لا يفتر ، ينطلقون لتحرير العباد من عبادة هؤلاء الطواغيت وقوانينهم ويكسرون قيود الذل والتبعية والخوف والإحجام، ليحل محلها العزة والشجاعة والإقدام، مثلما كان سلفنا الصالح عليهم الرضا والرضوان.

كان آخر السلسلة الخلية التي حوكمت في المغرب الأقصى والتي تتكون من ثلاثة إخوة اتهمتهم السلطات الطاغوتية بتدبير مخططات كبيرة تتمثل في الرغبة في تصفية بعض رموز الأمن والمخابرات وبعض الشخصيات الفاعلة في الدولة بالإضافة إلى ربطها علاقات وطيدة وتنظيمية بجماعات إرهابية في المنطقة مثل قاعدة المغرب الإسلامي والقاعدة في السمن والشباب المجاهدين في الصومال وغيرها من جماعات وتنظيمات الجهاد التي ترعب أعداء الله الصليبيين واليهود وأذنابهم من حكامنا المرتدين.

كانت الأحكام جائرة وطويلة المدى تتراوح بين 25 سنة و20 سنة أي ما مجموعه 70 سنة سجنا نافذة في حق الإخوة الثلاثة، ولم تحرك هذه الأحكام الظالمة الجائرة أي جهة تُذكر في بلاد المغرب الأقصى، سواء رسمية أو شعبية وخاصة من قبل الحكومة الجديدة التي يمثلها ويقودها الإسلاميون الجدد، وبخاصة وزير عدالتهم المحامي المهنة الذي كان يصدع رؤوس الناس بأنه من المدافعين عن الإسلاميين الذين ذهبوا ضحية أحداث عام 2003 الشهيرة.

فأين هذا الوزير وحكومته من إظهار حقيقة هذا الملف والمحاكمات المخابراتية الجاهزة سلفاً في حق الإخوة الثلاثة، وهم يشكلون آخر حلقة من سلسلة القرابين للنظام الدولي الجديد الذي يتربع على عرشه اليهود وأكابر المجرمين في العالم وطبعاً بحجة محاربة الإرهاب ومحاولة تجفيف منابعه وتصفية رموزه وجنوده.

أقول للإخوة لا تهنوا ولا تحزنوا، وارضوا بما قسمه الله لكم، فأنتم والله شهداء أحياء في مسيرة الجهاد الإعلامي إن شاء الله تعالى ، فكما يسقط إخوانكم في ميادين القتال شهداء ويضحون بدمائهم، فأنتم يا مجاهدي الإعلام والدعوة تقدمون أعماركم وأمنكم ومستقبلكم قرباناً لبلوغ رضا الله عز وجل، فاصبروا وصابروا ورابطوا، وسوف يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً ويرزقكم حياة العزة والكرامة ولو كنتم في قيودكم، بينما جلاديكم سيظلون يذوقون الذل والمهانة، ويعيشون الرعب والهلع وحياة الاأمن بالرغم من امتلاكهم القوة والعتاد كما يدعون.

فأنتم الأقوياء والأعلون بفضل إيمانكم ويقينكم في ربكم، أن هذه المرحلة ستمر بحلوها ومرها، ويسرها وعسرها، وان الله تعالى قد اختاركم بعدما أديتم ما عليكم، ليقويكم ويعطيكم فرصة ملئ الفراغ والضعف الذي فيكم لكي تخرجوا أقوى وأقدر على تحمل المسئوليات التي تنتظركم في مستقبل الأيام، فيوسف عليه السلام صبر في السجن وعانى ما عاناه ليتسلم زمام الحكم في مصر، فليكن قدوتكم ولا تتركوا للشيطان فرصة ولا ثغرة يدخل منها إلى قلوبكم ليثبطكم أو ينقص من أجوركم مثقال حبة خردل.

وأقول للطغاة الظالمين، لا تظنوا أنكم بأفعالكم هذه تحققون نصراً أو تهدمون حقاً، بل إنما تهدمون عروشكم وتحفرون قبوركم بأيديكم، وتعطون لأهل الحق قدم السبق في كسب الناس وتعاطفهم، وتثقلون ميزان حسابكم عند الله وعند هذه الشعوب المسلمة المظلومة.

أفلم تعتبروا بأسلافكم من حكام الكفر والجور؟ ألم تروا ما فعل الله بإخوانكم وجيرانكم؟ منهم من هلك ومنهم من هرب ومنهم من احترق ومنهم من ينتظر موتاً بطيئاً ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.

اصبروا وصابروا أيها الإخوة، فإن غد الحق قريب وفجره وشيك، وليل الظلم إلى زوال ونجمه في أفول، عزاؤكم أن لكم إخوة سيواصلون المسير فاهنأوا حيث أنتم ووثّقوا صلتكم بربكم وأعدوا أنفسكم لما هو آت، ونحن بعون الله نكفيكم ما كنتم تنوون عمله ونواصل ما بدأتموه، والله يحفظكم ويرعاكم، فهو نعم المولى ونعم النصير.

أخوكم/ أبو سعد العاملي – جمادى الأولى 1433هـ

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]