New article from Ḥussām al-Amawī: "Take Advantage of the Experiences For You, Not Upon You: The Journey Between Afghanistan and al-Shām"

(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)

أمر رباني يبين قيمة التجارب وأهميتها في استخلاص العبر والاستفادة من أخطاء من سبقونا، وعدم تجريب المجرب، والغرق في تفاصيل أثبتت التجارب الصح والخطأ منها، فنحذر من الخطأ ونعمل على الصحيح.

هذا الأسلوب القرآني في سرد القصص دعوة لهذه الأمة جماعات وأفراد إلى الاستفادة من مجريات الأحداث التاريخية، فالذي يريد أن يكون إلها من دون الله ويسعى ليكون الناس عبيداً له عليه أن يتعظ أن فرعون قام بهذا الشيء ثم كانت النتيجة أن أغرقه الله وجعله عبرة وآية، والدول التي تشرعن للظلم والفساد متباهية باقتصاديها وحنكة قادتها عليها أن تدرك أن عاداً قالت من أشد منا قوة فأخذها الله نكال الآخرة والأولى، والجيوش التي يتباهى أفرادها بعدتهم وعددهم وينسون فضل الله ورحمته عليهم أن يفهموا أن الله قال لمن هم خير القرون ويوم حنينإذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا.
هذه حقائق قرآنية لو لم يكن الهدف منها اتخاذ العبرة والاستفادة من أحداثها لعدم تكرار الخطأ ذاته ومعرفة النتائج مسبقاً لمن أصر على الاستمرار على نفسه الخطأ فما الهدف إذا..!

إقراء التاريخ ففي التاريخ العبر    ضل قوم ليس يدرون الخبر

اليوم هناك من يعتقد أنه فوق النصيحة، وأن مستواه وفهمه أكبر من أن ينظر في تجارب التاريخ وبالتالي يعمل على عدم تكرار الأخطاء، بل يصر على الخطأ وهو يعرف أين وصل بغيره هذا الخطأ.

غيرك من الجماعات دفعوا الثمن من الدماء والجهود والأموال نتيجة تلك الأحداث والسياسات العقيمة، فلماذا الإصرار على دفع هذه التكاليف مجدداً، ولما لا تحفظ تلك التكاليف من خلال الاستفادة من تجربة غيرك الذي كلفته وكلفت الأمة الشيء الكثير.
عندما ترى ما يجري على أرض الشام المباركة من تعدد الجماعات واعجاب كل ذي رأي برأيه، تعود بك الذاكرة إلى الجهاد الأفغاني، ثم تنصدم أن كل الأحداث التي كانت تحصل في أفغانستان تعاد وتكرر بنفس الأخطاء في الشام، مع تغيير بسيط في الأسماء واللاعبين، ولا يمكن الاعتقاد أن من في الشام من الجماعات لم تطلع على ما حدث في أفغانستان.

كل شيء يحدث قد حدث من قبل من ارتهان الأحزاب والجماعات إلى الدول الصديقة، ومن الاقتتال الداخلي وتمزيق الصفوف والحظوظ النفسية، حتى موضوع الخلافة كان حاضر أيضاً في أفغانستان، فقد ظهر تنظيم الخلافة في بيشاور وأعلن تكفير كل من لم يبايع الخليفة وعين حكاما من طرفه في عدد من البلاد الإسلامية، بل إن الخليفة أرسل إلى فلسطين يعلن أنه قادم لتحريرهم، وما عليهم إلا قطع شجرة الغرقد حتى لا يختبئ خلفها اليهود ثم أنتقل بكل فكره إلى أفغانستان، يقول صاحب كتاب 15 طلقة في سبيل الله “ثم بعد ذلك بسنوات أن عاد الخليفة إلى بريطانيا التي يحمل جنسيتها بعد ما فشل مشروعه، وخذلته الأمة الإسلامية ورفض الجميع مبايعته، من الأحزاب الأفغانية إلى القبائل إلى حركة طالبان إلى أسامة بن لادن، فعاد إلى الدولة الأم بريطانيا التي لم توجه له أي تهمة، حتى عن جرائم القتل التي ارتكبها في عهد خلافته.!!”

إن حركة التأريخ تعيد الأحداث والأدوار ولكن المصيبة ألا يعيرها الأشخاص والجماعات أي اهتمام.

فهل يجهل هؤلاء ما أحدثته الدول الصديقة للجهاد الأفغاني على ساحة أفغانستان؟ وكيف أفسد التمويل والدعم مستقبل أفغانستان وحرف مسار ثورتها وجهادها ضد الروس؟

إن الجهاد الأفغاني فيه العبر لو نظر إليها وتفحصها من في الشام لما جربوا الأخطاء، ولا يدري المرء هل الغباء مسيطر أم العمالة.

الدور الذي قامت به باكستان في الجهاد الأفغاني وشرائها لرموز وجماعات كانت تقاتل النظام الشيوعي تقوم به تركيا في الجهاد الشامي، فهناك من طار مسرعاً إلى أحضان النظام التركي، وهو يؤمل أنه صديق الثورة السورية وما عرف أن باكستان كانت تظهر نفسها بأكثر من مجرد صديق للجهاد الأفغاني، ثم لما حانت اللحظة حاربت باكستان الذين لم يقبلوا دعمها بالجماعات التي كانت تدعمها، وحصل الاقتتال الأهلي، وخانت باكستان المجاهدين العرب، فسلمت منهم الأعداد إلى أمريكا.

لا يوجد في هذه الأنظمة صداقة بل يوجد مصلحة، وإذا انتهت مصلحة هذه الدول ستكون أول من يناصبك العداء، ولكننا نرى في الشام من انتقل من كون العلاقة صداقة بينه وبين تركيا إلى درجة أن أصبح جندي لها في حرس الحدود، لمهمة تأمين الحدود القومية لتركيا!

لقد استخدمت باكستان الأحزاب وزعمائها الذين كانوا يقيمون في بيشاور من أجل محاربة الجهاد الأفغاني الذي يقوده العلماء أمثال مولوي يونس خالص والمولوي جلال الدين حقاني في ولاية باكتيا وكان العلماء قد التفوا حول هؤلاء وكان الجهاد ديني وليس مصالح سياسية ثم شن زعماء الأحزاب في بيشاور من المنتمين لجماعة الإخوان والذين استطاعت حكومة باكستان ترويضهم باسم الدولة الصديقة والسياسة الشرعية، فشنوا حرب ضد هؤلاء العلماء وكانوا ينادوهم بالمولوية استخفافاً بهم، وتزعم هذه الحرب رباني وسياف وحكمتيار.
فإن كانت باكستان هي صديقة الجهاد الأفغاني فإن تركيا اليوم هي صديقة الجهاد الشامي عند البعض، وإن كان زعماء الأحزاب يسخرون من العلماء بتسميتهم المولوية فاليوم نفس هؤلاء يسخرون من العلماء بتسميتهم المناهجة تارة والغلاة تارة أخرى، وإن كانت بيشارو تمثل وكر هؤلاء فإن إسطنبول تمثل وكر الآخرين اليوم.

وقد سجل مصطفى حامد تلك الأحداث وتفاصيلها، ومما كتبه أن أمريكا ركزت في الجهاد الأفغاني على استبعاد القيادات الدينية عن جهاد أفغانستان، وفضلت أمريكا كالعادة استخدام تيارات سياسية وقيادات لا تتمتع بمصادر قوة داخل أراضيها بل تعتمد كلياً على تلك المصادر التي تأتيهم من الخارج.

فلم يكن بلاء الساحات الجهادية هو تلك الجماعات التي تستقل بالرأي والتمويل، إنما التجارب شاهدة أن الجماعات التي قبلت الدعم من الأنظمة بمسمى الدول الصديقة للثورة أو للاستقلال هي من أفسد ساحات الجهاد، أمامكم التجارب من أفغانستان إلى العراق واليوم يحدث الأمر في بلاد الشام.

يقول مصطفى حامد عن دور الدول الصديقة: “وقد أخبرني السيد عبد الله نورى فى حديث خاص، أن إحدى الدول الإقليمية الصديقة لحزب لنهضة جاءت، تماشيا مع الرغبة الأمريكية، تطلب من النهضة بإلحاح أن تقبل بالتفاوض مع حكومة “دوشنبه” فى طاجيكستان وتوقف العمليات العسكرية وتشارك فى السلطة وتعيد المهاجرين إلى ديارهم. وأنه لما لاحظ ذلك الإلحاح الضاغط ، قال لهؤلاء الأصدقاء :” أنتم لم تساعدونا بشئ حتى الآن، فساعدونا أولا وإعطونا شيئا حتى يمكنكم الضغط علينا”.

إذن الرجل أدرك بذكائه ، واحدة من قواعد “لعبة الأرض الصديقة” وهى قاعدة: “المعونات مقابل الضغوط”. فلا يمكن لأى طرف أن يمارس ضغطا جافا “على الناشف”

New article from Ḥussām al-Amawī: "With Ḥussayn bin Maḥmūd"

بعد أن أصدر الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله الكلمة الصوتية انفروا للشام خرج حسين بن محمود معلق على كلمة الشيخ أيمن بنقاط ونحن لن نحاكمه إلى نيته الطيبة وإن كان الشيخ حسين ليس مقبولا حتى عند جماعة الدولة نفسها فهو لا زال يقر بإسلام الشيخ أيمن ويدعو له بالمغفرة ويسأل الله أن يحفظه، بينما جماعة البغدادي تعتبر الشيخ أيمن كافر مرتد وتدعوا جنودها في خورسان أن يقتلوه!
فإما أن الشيخ حسين بن محمود يتكلم عن منهجه هو أو أنه يعتبر هذا من الخلاف السائغ!

تكلم حسين بن محمود بقوله: إن الطعن في الدولة الإسلامية من قبل الشيخ علانية فيه تفريق للأمة عامة، وللمجاهدين خاصة، وليس في ذلك مصلحة للمسلمين.

في نفس الوقت نسي أو تجاهل الإصدارات المرئية من كل ولايات جماعة البغدادي ضد المجاهدين وإرسال الرسائل إلى كل فروع القاعدة، وفيها كل ما يستحي المرء ذكره من اتهام وتزييف للحقائق، وسوء ألفاظ من تسفيه الشيخ الظواهري على لسان متحدثهم، ثم إنهم اجتهدوا واطلقوا على قاعدة الجهاد يهود الجهاد!

هذا لا يراه حسين بن محمود طعن في المجاهدين، إلا إذا كان يرى أن التكلم عن حال الدولة بألفاظ شرعية وبأخلاق وأدب هو تفريق للمجاهدين وليس في مصلحة المسلمين، بينما الطعن والتشويه وتكفير المجاهدين من قاعدة الجهاد وغيرها هو سبب لتوحيد المجاهدين، وفي مصلحة المسلمين!

 ثم علق على وصف الشيخ أيمن لهم بالخوارج الجدد بقوله :هذا مناقض لكلام أهل العلم ومخالف لصريح قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من التقوّل عليه صلى الله عليه وسلم ، وهذه أحاديث الخوارج في صحيح مسلم فليراجعها الشيخ مع شرح النووي أو شرح ابن حجر في الفتح أو غيرهما ، وقد نقلنا الأحاديث وكلام العلماء في مقال “بحث في الخوارج” ومقال “الدولة الخارجية” فليراجعهما الشيخ .

ولا عجب فحسين بن محمود يضع الحكم بما يرى هو وليس بما هو على الواقع، فليسمي لنا الجماعات المجاهدة التي ابقتها جماعة البغدادي في رحاب الإسلام ولم تكفرها؛ فإن عدم رضاء أي جماعة بمشروعك وقرارها بعدم مشروعية خلافتك حتى قتالها لك لا يعني وقوعهم في أحد نواقض الإسلام.
فهل حسين بن محمود يعجز أن يرى التكفير الصريح لجبهة النصرة ووصفها في مجلة النبأ التابعة لجماعة البغدادي بجبهة الردة، ولم يقرأ مجلة دابق من تكفير واعتبار زوجات المجاهدين زانيات لأنهن باقيات مع أزواجهن المرتدين!

ثم يقول إن  تهمة الخارجية كانت تقال على قاعدة الجهاد وكان يدافع عنها، كنت تدافع عنها لأن منهج القاعدة كان واضح للجميع، فهل تقارنه مع من كفر جميع المجاهدين في الشام، وأستحل دمائهم، وفجر مقراتهم وأغتال قادتهم!

وعلق حسين بن محمود على وصف الشيخ أيمن بأنها “بيعة مجاهيل”  بقوله: فقد جاء الثناء على هؤلاء المجاهيل بلسان الشيخ قبل إعلان الخلافة ، وكذلك على لسان الشيخ أسامة رحمه الله ، فكيف يكون المعلوم بالأمس مجهولاً اليوم !!

لقد اثنوا على مشايخ وقادة من الشيخ أبي حمزة المهاجر إلى أبي عمرالبغدادي، ولكن هل تعرف اليوم أنت أهل الحل والعقد الذين عقدوا للبغدادي الخلافة؟!
أم ستقول مجهولين!

ثم يقول حسين بن محمود أنه دعا في ذلك اليوم إلى عدم إعلان الخلافة لما فيه من المفاسد واختلاف المجاهدين!

ثم لا يرى أن جماعة البغدادي بهذا الإعلان أفسدت الجهاد ومزقت الصفوف وأفسدت الساحة الجهادية، ولا يزال يقر بشرعيتها!

ويقول عند حديث الشيخ أيمن عن عمالة السعودية لبريطانيا، كيف تدعوا لوحدة المجاهدين مع هذه الجماعات التي تدعمها السعودية وشاركت في مؤتمرات الرياض وجنيف!

وكأن حسين بن محمود يريد من الشيخ أيمن أن يصدر خطاب يدعو لقتال تلك الفصائل، وأن الساحة السورية تحتاج لمزيد من سفك الدماء لأخطاء وقع فيها قادة بعض تلك الجماعات، إن دعوة الشيخ أيمن هي لتوحيد الجهود مع الصادقين من الأمة وقبول المخطئ وتصحيح المفاهيم وإقالة العثرات، أما من ارتهن بقراره إلى النظام العالمي أو النظام الإقليمي فهو مستمر بما رسم له النظام، وهذا بيان وإعذار إلى الله.

ويتحدث حسين بن محمود عن دعوة الشيخ أيمن لتوحيد الجماعات لإقامة الدولة المسلمة، بقولة كيف يدعوا لوحدة الجماعات في ضل وجود الدولة الإسلامية!

الدولة التي يتحدث عنها حسين بن محمود لن تقبل بهذه الجماعات وبالمجاهدين قبل إعلان الاستتابة والإقرار بأنهم كانوا مرتدين!
فكيف تريد منا أن نجتمع مع من يرانا كفار مرتدين؟!

على حسين بن محمود أن يدعو جماعة البغدادي أن تصحح منهجها وتترك شراهة التكفير والتخوين، وتترك مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي!
وإن حالها اليوم وسقوط مدنها واحدة بعد أخرى وشراسة المعارك مع الرافضة، جدير بأن تراجع تفكيرها، وتقدم مصلحة الجهاد على مصلحة الأطماع الشخصية!
وتترك قتال المجاهدين وإسقاط رموز الجهاد، وقتال جنود طالبان بتهم الردة فإنهم في معركة شرسة مع أمريكا.

يبدو أن حسين بن محمود خارج واقعنا تماماً!

__________________


To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Ḥussām al-Amawī: "Welcome Marines: Here is al-Qā’idah in Yemen"

fNiu_EaA

– عندما يعلن  البنتاجون -في اليومين الماضيين- أنه قتل عشرة من القاعدة في اليمن عبر قصف جوي لم يحدد مكانه ولا طبيعة الأشخاص المستهدفين فاعلم أن وزارة الدفاع الأمريكية تبحث عن نصر ولو كان رخيصاً.

– عندما يصرح قائد القوات الإماراتية التي قادت الحملة على ساحل حضرموت بأن القاعدة “خبيثة و ذكية” فاعلم أنه يتميز غيضاً لأن القاعدة أفشلت مخططاً ما.

– عندما تصرح قوات التحالف بأنها قتلت أثناء الحملة على مدينة المكلا 800 عنصر من القاعدة ثم تعجز عن نشر صور لعشر جثث منهم فاعلم أنك أمام كذبة إبريل ليس لعام 2016 ولكن لعشر سنوات إلى الأمام.

– عندما تعلن وزارة الدفاع الأمريكية أنها نشرت جنوداً وفرقاً عسكرية أمريكية في حضرموت فهذا يعني أن القاعدة تكسب المعركة الشرعية والإعلامية.

– عندما تنسحب القاعدة من ساحل حضرموت في غضون ساعات دون حدوث كوارث تصاحب مثل هذه الانسحابات فاعلم أن القاعدة كانت تضع خطة الانسحاب قيد التنفيذ منذ أول يوم من سيطرتها على ثالث أكبر المدن اليمنية.

لست مبالغاً إن قلت أن مشروع أمريكا في اليمن قد مني بنكسات كبرى خلال السنتين الأخيرتين وهو ما يفسر المحاولات الحثيثة التي تتبناها وزارة الدفاع الأمريكية لإثبات أي نصر فيما يتعلق بالحرب على القاعدة في اليمن، ونستطيع القول أن الضغوط الداخلية والخارجية التي تثقل كاهل الإدارة الأمريكية جراء فشلها في مواجهة قاعدة اليمن هي التي دفعت بها إلى مغامرات غير مدروسة تمثلت بشكل واضح  في  لعب أدوار سياسية لإيقاف الحرب بين دول الخليج والحوثيين، والمباشرة في حرب عسكرية عبثية ضد القاعدة استناداً على تحالفات هشة البنية والأمر الملفت اليوم هو التبني الرسمي من قبل وزارة الدفاع الأمريكية لكل الخطوات التي تقوم بها على خلاف ما كانت تنتهجه في السنوات الماضية حيث كانت تلتزم الصمت غالباً.

يبدو أن القاعدة –على الأقل- بالنسبة للإدارة الأمريكية صارت هي الرقم الأول في المعادلة في الشأن اليمني وباتت هي المركز الذي تبنى عليه الترتيبات السياسية والأمنية والعسكرية وهذا ما يجعل القاعدة تتحكم في المشهد بشكل غير مباشر وهذه هي إحدى عوامل قوتها في الساحة اليمنية وهو ما يدفع خصومها لاتهامها بأنها تتحرك في الساحة لأجل خدمة كل الأطراف!.

 فالحوثيون يتهمونها أنها تتحرك في الساحة لصالح قوات التحالف وما يعرف بالحكومة الشرعية وما يتبعها من أحزاب وشخصيات مثل حزب الإصلاح، بينما يتهم التحالف تنظيم القاعدة بأنها يتحرك لصالح الحوثيين والمخلوع علي صالح وهكذا يستمر التراشق ليس من أجل المناكفة بين هذه الأطراف فحسب ولا لأجل تشويه صورة القادة  فحسب بل لأن القاعدة في اليمن باتت رقماً صعباً يصعب كسره ويصعب تجاوزه وربما يصعب على غير المتخصصين فهم تحركاته وقراراته وحدها الإدارة الأمريكية هي التي تفهم ماذا يعني فرع القاعدة في اليمن وما هو حجمه لكنها مع كل ذلك تفشل كل مرة في تقويض قوته.

الحملة العسكرية الأمريكية على المكلا التي خطط لها على مدى 3 أشهر متواصلة في غرف عمليات شارك فيها قرابة 120 ضابط أمريكي وخليجي ويمني * لم تفلح في النيل من التنظيم الذي كان يعد لمثل هذه الأحداث بشكل جيد فمنذ اللحظة الأولى لسيطرته على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بدأت تنظيم القاعدة في الترتيب لوضع نموذج جيد لتطبيق الشريعة وفي ذات الوقت بدأ الترتيب لانسحاب محتمل وتعدت نظرة قيادة التنظيم الرقعة الجغرافية التي يسيطرون عليها وتجاوزت الخطة أسر اللحظة الحاضرة والبهرجة التي تلازم مثل هذه المتغيرات.

ويبدو أن المتابع للوضع اليمني يدرك أكثر من أي وقت مضى أن السيطرة على مكان هنا أو هناك من قبل أعداء وخصوم القاعدة لا يعني الكثير خصوصاً والقاعدة تخوض حرباً غير تقليدية ضد خصومها، والمتابع اليوم بات يدرك كذلك أن مرحلة قادمة هي الأصعب بالنسبة لخصوم القاعدة وهذا ما أشار إليه مراقبون ومحللون كما نشرت صحيفة الأهرام المصرية.

لكن ما يهمنا هنا أن نسلط الضوء على نتائج الخطوات المفاجئة التي انتهجتها القاعدة في المعركة الأخيرة وتبعاتها:

أولا: الحوثيون كانوا يراهنون على أن القاعدة ستستميت في قتال التحالف ما يعني فتح جبهة جديدة لاستنزاف التحالف عسكرياً وإعلامياً وسياسياً؛ لكن ذلك لم يحدث حسب ما كان يظن الحوثيون وحليفهم صالح ويبدو أنهم تلقوا صفعة لم تكن في الحسبان.

ثانياً: الأمريكان والإمارات بالتحديد تفاجئوا بأن القاعدة قد رتبت أمورها بشكل يسمح لها بالانحياز دون وقوع خسائر تذكر، وبالتالي فات عليهم الهدف الأصيل للحملة وهو ضرب بنية القاعدة البشرية والعسكرية والمالية بعد أن انتعشت خلال العام الماضي وحققت مستويات عالية من التقدم في البناء التنظيمي والتدريب والتأهيل وجمع أكبر قدر من الإمكانات اللوجستية إضافة للعلاقات الاجتماعية الكبيرة بنيت خلال السنة الماضية.

ثالثاً: السعودية أسقط بيدها بعد أن تفردت الإمارات بالمشهد وليس هذا فحسب بل أصبحت الإمارات تنفذ الخطة الأمريكية في اليمن بحذافيرها وبكل تفاصيلها ما يعني عدة أمور:

  1. فرض التقسيم في اليمن عبر فصل الشمال عن الجنوب واستحداث إقليم وسط ربما يكون من نصيب السعودية.
  2. فرض أولوية الحرب للتوجه ضد القاعدة وليس إلى الحوثيين.
  3. ظهور الإمارات كقوة بديلة عن السعودية فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب لتصبح هي البندقية المستأجرة بينما تكون السعودية في مرتبة ثانوية.
  1. استخدام عدن والمكلا كمرتكزات للقوة الإماراتية مقابل النفوذ السعودي في اليمن، وبالتالي تخرج السعودية من المولد بلا حمص كما يقال.

رابعاً: القاعدة تركت فراغاً كبيراً خصوصاً بعد انسحابها من أبين لا تستطيع قوى الشرعية ملئه؛ بما يعني أن البلد في الجنوب سيدخل في دوامة خارجة عن السيطرة، وبما يعني أن هذه المناطق خصوصاً أبين منطقة رخوة قد يخترقها الحوثي إلى عدن بدون أي مقاومة تذكر من قوى الشرعية التي لم تقدر على ضبط الأمن في شوارع عدن فكيف بغيرها، ومدينة كرش في لحج التي تعتبر بوابة عدن أصبح الحوثي متواجد فيها، وبشكل عام فالإمارات والمليشيات التابعة لها أمام ثلاثة أخطار قاتلة:

  1. الفوضى في المناطق الفارغة.
  2. الهجوم الحوثي.

بما يستدعيها وبشكل ملح إلى الانتشار وبشكل كبير في مناطق شاسعة وعرة وفي عمق قبلي بالغ المحافظة والتعقيد فإن فعلت ذلك منحت القاعدة الفرصة لضرب هذه القوات المنتشرة على رقعة كبيرة يصعب تأمينها، وهنا يظهر الخطر الثالث:

  1. الاستنزاف عبر حرب العصابات التي ستشنها القاعدة؛ حيث توقن القاعدة أن العدو إما أن ينتشر في رقعة جغرافية كبيرة وبالتالي يصبح العدو ضعيفاً وتكثر طرق إمداده ونقاط ضعفه ما يسهل استنزافه وضربه بتكتيك العصابات والأدهى من كل ذلك هو أن البلد في حال حدوث أي اهتزاز فستكون أسلحة العدو وعدته غنيمة باردة بيد القبائل والمجاهدين، وإما أن يبقى العدو في مرحلة انكماش في محاولة للحفاظ على الذات بما يتيح للمجاهدين الحركة والتنقل في المناطق الفارغة.

خامساً: تعتقد القاعدة أن من يعمل في الساحة من خصومها شركاء متشاكسون يجب أن تترك لهم الفرصة ليتناحروا وينقسموا على أنفسهم أكثر فأكثر، ولم يمر على انسحاب القاعدة سوى اسبوع حتى ظهر للعيان انقسام الحراك الجنوبي إلى قسمين قسم يتبع السعودية وقسم يتبع الإمارات، ولم يمر على انسحاب القاعدة من حضرموت وأبين سوى اسبوعين حتى بدأت القوى المحسوبة على الإمارات بإجلاء المواطنين الشماليين من الجنوب ويبدأ الفرز على الهوية ما يستدعي ظهور الصراع السعودي الإماراتي على السطح مرة أخرى وبشكل أكبر، وستشهد الأيام القادمة انقسامات أكبر لم تكن لتحدث لو أن هؤلاء “الشركاء المتشاكسون” اجتمعوا للحرب على القاعدة في حضرموت وأبين.

سادساً: الأمريكان وسط هذا الواقع المعقد سيكتفون بلعب دور استخباراتي

New article from Ḥussām al-Umawī: "How al-Qā’idah Succeeded in Foiling America's Plans in Yemen?!: Complete Reading of the Event"

______
Click the following link for a safe PDF copy: Ḥussām al-Umawī — “How al-Qā’idah Succeeded in Foiling America’s Plans in Yemen?!- Complete Reading of the Event”
_________________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]