مرثية الشهاب في رثاء البطل الشهيد تيمور عبد الوهابْ
حزن على نفسي عارم اجتاحني لما سمعته بعملية البطل الهمام تيمور عبد الوهاب رحمه الله و تقبله في الشهداء و أعلى منزلته في عليين.
إحساس عريب انتابني و لم يفارقني إلى اللحظة، ما صنعه البطل و الله ملحمة قادمة كان هو أول فصولها، ماقام به البطل كبير كبير،
لا إلــه إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين. إلى روح الحبيب الطاهرة أهدي هذه القصيدة. ———————– عَبْدُ الوَهــّاب يـَا أحبَـابْ مثلُ سـَنَا القـَمــَرْ لا يطْرُقُ الأبــْوابْ كيْماَ يـُضـيئ للبَـشَرْ يمـُرُ فِي الثقـُوبْ و يمْـنــَحُ المَسجُـونَ فِي السِّرْدَابْ منْ نعـْمـَة البصرْ يخترقُ القـُلـُوبْ وَ يسلُـبُ الألبَــابْ . . عَبْدُ الوَهــّاب يـَا أحبَـابْ لا أعرِفُـهْ لـكِنّـَنـي لَمَّــا رَاَيْتُ صـُورَتهْ أحبَبْـتُـهُ عَشِقْـتُـهُ و طَلعَتَـهْ ما أجملكْ ما أروَعَكْ ما أخجلكْ يـَا زينةَ الشَّبـَابْ . . عَبْدُ الوَهــّاب يا أحبَـابْ هو اليَقـِينُ و الصـّلاحْ و دَربُـهُ دَربُ الفلاحْ للمُسلـمِ المـُرْتَـابْ أخـَالـُهُ مـثـلَ الشّهَابْ يُطــَاردُ الأشبَـاحْ يـُزيـِّنُ ضَفـَائرَ السّحابْ بنـُورِهِ اللـَّوّاحْ حتىَّ إذَا انتَـهىَ و رَاحْ و أيْقَـظَ الأروَاحْ يبقَى اسمهُ دَومـًا شٍهـَابْ . . عَبْدُ الوَهــّاب يـَا أحبَـابْ حَجَرَةٌ كَريمَـةٌ و جَوْهَرَة نـَاذرةٌ يَطـْلـُبـُهـَا الطـُّلابْ يـَاقـُوتـَة مُعـَطـَّرَة بالمـِسكِ المُستَطـَابْ أَتَتْهُ الدُنـيـَا سَافـِرَة بخيلِـهاَ وَ رَجـْلـِهَا أحْضَانـُهـَا عـِذَابْ فاختَـارَ عَيشَ الآخِرَة و ذلـَّلَ الصـِّعـَابْ لوَحْدِه مَضَى وَ العينُ ظلَّتْ سَاهِرَة مثلُ أبي ذَرِّ الذِي يومَ تبوكَ ذلـَّلَ الصـِّعـَابْ لوَحْدِه مَضىَ خَلفَ الجباَل الساَئرَة ليـَشهَدَ الضرابْ و يقطـَعَ الرّقـَابْ رقابَ الـرّوم الفجَـرَة . . عَبْدُ الوَهــّاب يا أحبـابْ مَحـْظـُوظـَةٌ الأرضُ فيه و السـّمـَاءْ كلٌّ لهـَا منْ أمرهِ نَصِيبْ كمثلِ كلّ الشّهــدَاءْ فالرُّوحُ طـَارَتْ نحْوَهــَا أعـْنـِي السـّمـَاءْ في جَوْف طـَيرٍ أخضَرِ
و الأرضُ رَوَّتْ تـُرْبهاَ
من دَمّ طـُهرٍ أحْمَـرِ
و جـَسدُ الحِـبِّ الحبيبْ
لَسَوفَ يـَطويهِ التـُرابْ
نهــَايــَـةٌ جــَمـيلـَـةٌ
كـَلـَوحـَة زَيـْتـِيـّةٍ
فيهـَا الحـَيـَاةُ اختُصِرَتْ
مَرْسُومَة بالطـِّينِ و الدمّـَاء
و اليومَ هـَا قدْ عُلقتْ
عـَلىَ جـِدَار العـِّزِّ وَ الإبـاَءْ
.
.
عَبْدُ الوَهــّاب يا أحبَـابْ
إنّـي رَأَيـْتُ خلفهُ
ملْحَمـَةً حُبْـلــَى بـِهـَا الأيــَّامْ
هـُو ابتداءُ فـَصـْلـِهـَا
و هْوَ وقـُودُ حربهـَا
و حَانَ وقتُ وضعـِهاَ
لتنتهِي الأحلامْ
أحلامَ قـَوم زَرَعُـوا
فِي أرضِنـَا الأحزانْ
و اليـومَ آنَ دَورُهُمْ
ليـَحـْصُدُوا الآلامْ
و هذه الملحـَمَـةُ مـَلحـَمةُ الزّمانْ
تمتدُ من بـَاريسْ
عـَاصِمة العـُطـُورْ
ومَوطـنِ بـَاستورْ
فلا تسلْ عَن هـَولهَا
تمرُّ مـِن برلينْ
عـَاصـمَة المَتـَاحفْ
ليَسْتَضـيءَ ليلـُهـاَ
بلهَبِ القـَذائفْ
قـَذائف الإيمانْ
مَوقُوتةٌ مأمُورةٌ أنىَّ تـَشَـاءُ تنفجـِرْ
فِي برِّهـَا أو بحرِهَـا
و أمـّا كُوبَنْهَاجن
حِسـَابـُهـَا عـَسـِيرْ
لا أستطيعُ وَصفهُ
دمَارُهـَا كبيرْ
كلُّ دمَـار تَحْتَـهُ
وبعدَهـَا نعودُ لسْتُوكهُولم
عـَاصِمة الثلـُوجْ
و أجمل المـُرُوجْ
و موطن نوبلْ
فودّعُوا السَّلامْ
قد انتهَى الكلامْ
أورُوبـَا يا أمَّ الكلابْ
تناكَحتْ معَ الذّئـَابْ
فأنجَبَتْ نسلَ الخَرَابْ
لقدْ مضَى زمنُ العِتـَابْ
أقولُ مـَا قالَ مَطرْ
زادَ الحِسـَابُ عنِ الحِسـَابْ
و آنَ تسديدُ الحِسـَابْ فلتسْتَعِدِّي للعقـَابْ يا ويلهَـا دُولُ الفُجُورْ مـِن لعنـَة التيمورْ
و غَضْبَة أصحـَابـِه النـُّمُورْ
عليهـَا تسعَةَ عَشرْ قَصيدَتي مـُشَفّـرَة و أحْرُفـِي مُزَمْجِرَة فلتقرؤوا بينَ السُّطـُورْ حتىّ تفـُكـُّوا لـُغْزَهـَا يـَا أمَّة البقـَرْ أميرُنـَا أبُو عُمرْ مَضى شهيدًا سيّدَا مَضَى و خَلَّى عُصبَةً مـِنْ بـَعـْدِهِ طـَيـّبـَةً طـاهـرَةً و كُلّـهُـم لقـدْ عَبرْ حُدُودَكُم و أرضَكُمْ لهـُمُ فيـهـَا مُسْتَـقَرْ حَتى إذا آن الأوانْ سَـتـَنفجرْ فـِي أرضِكـُمْ فـِي بـَرّكـُمْ فـِي بحـْركـُمْ فـِي جـَوّكـُمْ مُنجـِزةً لوَعْـدِهٍ وَ لا مــَفَــرْ