New statement from Jabhat al-Nuṣrah: "Liberating the Checkpoints Surrounding al-Khazānāt Military Camp in Khān Shaykhūn and Occluding of the Siege Upon It"

VH641
Click the following link for a safe PDF copy: Jabhat al-Nuṣrah — “Liberating the Checkpoints Surrounding al-Khazānāt Military Camp in Khān Shaykhūn and Occluding of the Siege Upon It”
__________

To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Stance on the Charter of Honor"

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

فيما يلي ملاحظات بخصوص ميثاق الشرف الذي وقعت عليه فصائل مقاتلة في الشام:

أبرز الفصائل الموقعة عليه هي الجبهة الإسلامية. وبمقارنة هذا الميثاق بميثاق الجبهة الذي صدر عند تشكيلها قبل حوالي ستة أشهر فإن الميثاق الجديد أقل وضوحا من الناحية الشرعية وأكثر حملا للعبارات المحتملة والمفاهيم المشكلة، خاصة فيما يتعلق بوصف الدولة المرادة بأنها دولة العدل والقانون والحرية واعتبار القرار السياسي والعسكري سوريا خالصا، وموقفه من جماعة الدولة في سياق موقفه من (الأطراف الإقليمية والدولية).

هذا مع تقدير أن الميثاق جعل ضوابط العمل الثوري مستمدة من أحكام الدين الحنيف. لكن الميثاق السابق كان أوضح في اطراد مبدأ سيادة الشريعة ونفي الأفكار المنافية لها في بنوده.

ندرك تماما شدة الضغوطات الإقليمية والدولية الساعية إلى تضييق الخناق على الفصائل الإسلامية المقاتلة في الشام.

ومع ذلك فإن وضوح الطرح وتحصين منهج الثورة الشامية من الانحراف التدريجي ضرورات مقدَّمة، خاصة لمن اختار (اللقاء والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية).

كما أكدنا سابقا أن منهج جماعة الدولة فاقد للحصانة من الاختراق بما يحمله من غلو، فإننا نرى في المقابل أن إشكاليات الميثاق مدخل يهدد الحصانة المنهجية للجماعات الموقعة عليه ويعرضها لخطر الاستدراج والاحتواء.

ينبغي للمواثيق أن تكون خطا مستقيما يحاكم أصحابها إليه أنفسهم خوفا من حصول حيود مع طول الطريق ومشقته وكثرة الدعاة على أبواب جهنم. بينما العبارات المحتملة تجعل الاعوجاج في نظر صاحبه مستقيما.

لا يكفي التصريح بضوابط في ميثاق الجبهة الأول ثم إغفالها في الميثاق الجديد. فليست هذه الضوابط نصا تبرأ الذمة بتقريره مرة واحدة، بل يحتاج أصحابها التعاهد على إلزام أنفسهم بها كل مرة.

لا ينبغي تقبل نقاط الضعف والإشكالات في الميثاق ثقة فيمن يوقع عليه من القادة وفي نيتهم إقامة الشريعة وثقة في استعصائهم على الاحتواء. فالحي لا تؤمن عليه الفتنة وهم ليسوا على درجة واحدة من الحصانة المنهجية. ثم إنا قد نشهد حملة تصفيات أو تهميش لهم وتبوؤ من ليس بعدالتهم لمكانهم ليستمر في قيادة القطار نحو المجهول، بعد أن يكون القادة قد شرعنوا ما يُسَهل الانحراف وظنوا أنهم باقون ليمنعوه.

ثم إن المواثيق أدبيات ملزمة لمنتسبي الجماعات الموقعة عليه وقيادات الصف الثاني والثالث فيها. وهؤلاء لم تسمح ظروف الثورة الشامية التي فُرضت على أهلها على عجل بأن يتشربوا ثوابت القادة. فوجود المحتملات مظنة حصول تباين منهجي في طبقات الجماعة الواحدة.

فإن قيل إن المقصود به توجيه رسائل. فنتساءل: رسائل إلى من تحديداً؟ إن كان إلى سائر الفصائل المقاتلة فهذه تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

–       قسم هو مشترِك مع الموقعين على الميثاق حاليا في القتال ضد العدو المشترك، فلن يغير الميثاق من واقعه شيئا.

–   قسم معلوم التبعية للخارج. وهذا القسم إن كان ممنوعا –من قِبَل الخارج- من التعاون مع الموقعين على الميثاق سابقا لاختلاف الأهداف فإن الخارج لن يسمح له بالتعاون معهم إلا إن فهم الميثاق الجديد على أنه تنازل عما قُرر في الميثاق السابق من ثوابت.

–       قسم تزيده إشكاليات الميثاق بعدا عن موقعيه لما يرفعه هذا القسم –بصدق أو ادعاء- من شعارات المفاصلة.

وإن كان المقصود بالميثاق توجيه رسائل إلى الخارج المتربص والمهدد بالتضييق فإنا على يقين أن هذا الخارج ينتظر أية بادرة للتهاون ليطالب بغيرها ويدخل من خلالها لإحداث تصدع في الصف الإسلامي.

بل إننا على يقين أن هذا الخارج يدفع باتجاه التنازلات من جهة ويغذي الغلو الموجود لدى جماعة الدولة من جهة ليؤجج بذلك محرقة الاستقطاب.

لذا فإن كل شر من طرف الخارج يتجنبه الموقعون على الميثاق يتوقع أن يحل محله شر مثله وأكثر منه بتعميق حالة الاستقطاب والفرقة في الصف المسلم وإعطاء ذرائع الغلو بمثل هذا الميثاق.

ولهذا فلا يقولن أحد أنا بتحفظاتنا نُنَظر بمثالية بعيدة عن الواقع وضغوطاته وضروراته الملجئة. فليست المسألة هنا أخذا بالعزيمة تورعا وإيثارا للآخرة، بل نرى أن التهاون لا يزيد النصر إلا بعدا والمشاكل تعقيدا.

لو أن الميثاق تكلم عن إسقاط النظام فحسب كهدف مرحلي مشترك يُقبل ضمنه التباين المنهجي لكنا أقل تحفظا، ولقلنا إنه لا يتعارض مع ميثاق الجبهة الأول. لكن حديثه عن شكل الدولة المستقبلي بعبارات محتملة قد يُفهم على أنه تنازل عن الوضوح في مسالة سيادة الشريعة في مقابل التجميع على الهدف المرحلي، وهنا يكمن الخطر.

لأجل ما سبق جميعا فإنا نعتبر أن ميثاق الشرف كان خطوة إلى الوراء.

كنت في تعليقي على ميثاق الجبهة الإسلامية قد قلت: (اجتماع كلمة المجاهدين مطلب شرعي، واتحاد فصائل متفرقة في كيان واحد هو خطوة في طريق هذا المطلب، شريطة أن تسير هذه الفصائل بسير أنقاها منهجا وأبعدها عن مواطن الريبة، لا أن يدخل على أنقاها الخلل من جهة من عندها نقص). ولا نرى هذا الشرط قد تحقق في ميثاق الشرف.

لذا فيهمني هنا أن يُفهم موقفي بوضوح من الجبهة الإسلامية وسائر الموقعين على ميثاق الشرف: أني لا أدافع إلا عن منهج واضح المعالم، وقد كنت وضعت ملاحظاتي على الميثاق الأول راجيا أن يحقق الإخوة موازنة بين استعداء من يمكن تحييده وفي الوقت ذاته الوضوح في القضايا التي يسهل فيها الزلل. أما وقد عدنا خطوة إلى الوراء فإني أبين بوضوح أن هذا ليس منهجا أدافع عنه ولا أتحمل نتائجه.

في الوقت ذاته ما نشرته وسأبقى أنشره –بإذن الله- هو التأكيد على أن هذه المؤاخذات لا تعني أبدا استحلال قتال الإخوة في الجماعات الموقعة على الميثاق كما ينادي أهل الغلو والحول النفسي والفكري! فهم في النهاية مسلمون وليس في الميثاق مناط تكفير.

دفع الصائل له أحكامه. أما المشاكل المنهجية فليست مبررا أبدا لقتال المسلمين في مثل الحالة الشامية. وكما أننا نرى ابتداء الغلاة بقتال لمجرد ما عندهم من غلو انحرافا وحرفا لبوصلة الصراع، فكذلك نرى ابتداء من لديه تفريطٌ بقتالٍ انحرافا وحرفا لبوصلة الصراع.

كنت ولا زلت أبين انحراف منهج جماعة الدولة. ومع ذلك فقد زل الميثاق زلة كبيرة حين جمع بين الصراحة في مواجهة الجماعة عسكريا مع الترخص في اعتبار “أطراف إقليمية ودولية متضامنة مع محنة الشعب السوري”. فعامة الأطراف الإقليمية والدولية هي أصلا صاحبة أدوار سلبية خبيثة في تأجيج الصراع مع الجماعة. وشرعنة الانفتاح على التعامل معها في ذات الوقت الذي يعلن فيه قتال جماعة الدولة كهدف مشروع هو مدخل لها لمزيد تأجيجٍ لهذا الصراع الذي لم يكن أصالةً هدفا لجهاد الشام.

ثم

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Is It a Charter of Honor?"

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأ أمير جماعة أحرار الشام أبو عبد الله الحموي – غفر الله لنا وله – بياناً في وسائل الإعلام بعنوان “ميثاق شرف ثوري للكتائب المقاتلة” مؤرخ بيوم السبت 18 رجب 1435هـ ، وقد جاء في أحدعشر بنداً طارت به وسائل الإعلام ونشرته وقامت بتحليله والترحيب به على أو سع نطاق ، وبما أن التحليلات الإعلامية معروفة التوجّه ولا تبالي بالجانب الشرعي ، كان الرأي أن يتم التعليق وفق هذا الإتجاه ، فمما جاء في البيان :


البند الأول “ضوابط ومحددات العمل الثوري مستمدة من أحكام ديننا الحنيف بعيداً عن التنطّع والغلو” ، وهذا أمر لا غبار عليه ولا يرتضي أحد غيره ، فكل جهاد لا بد يستمد ضوابطه ومحدداته من الأحكام الشرعية بعيداً عن التنطّع والغلو ..



البند الثاني :”للثورة السورية المسلحة غاية سياسية هي إسقاط النظام برموزه وركائزه كافة وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة بعيداً عن الثأر والإنتقام” ..
هذه الجملة حصرية ، فإن كانت هذه هي الغاية من هذا الجهاد ، فأين إعلاء كلمة الله الذي هو غاية كل مجاهد !!


ثم ذكر الحموي – غفر الله لنا وله – في البند الثالث أن الثورة السورية ” تستهدف عسكريا النظام السوري الذي مارس الإرهاب ضد شعبنا بقواه العسكرية النظامية وغير النظامية ومن يساندهم كمرتزقة إيران وحزب الله ولواء أبي الفضل العباس ، وكل من يعتدي على أهلنا ويكفّرهم كداعش ، وينحصر العمل العسكري داخل الأرض السورية …” 
هذا البند ساوى بين النظام السوري ومرتزقة إيران وحزب الشيطان ولواء أبي الفضل العباس وبين الدولة الإسلامية في العراق والشام ، وهذا من الإجحاف والظلم الذي لا يقع من أناس ضوابطهم ومحدداتهم الأحكام الشرعية ، فالدولة تقاتل النصيرية والرافضة في العراق والشام ، والغلو من بعض قادة السرايا وبعض الأفراد وليس من القيادة ، وتكفير الشعب السوري والإعتداء عليهم من قبل الدولة أمر يعرف بطلانه من تابع الجهاد السوري وتابع تصريحات القيادة العليا في الدولة ، وإنما جاء التكفير لبعض الفصائل التي رأت الدولة أنها خانت الجهاد بتعاونها مع أعداء الأمة ، وقد نصحنا الإخوة في الدولة مراراً وتكراراً بعدم الخوض في مسائل التكفير لأنها لا تخدم الجهاد وتحتاج إلى فتوى جماعية من العلماء وليس اجتهاد بعض الأفراد ، وهذا ما وقع فيه بعض الإخوة في الدولة غفر الله لنا ولهم ، وبعض هؤلاء مندوسون في الدولة يزيدون الأمور اشتعالاً نسأل الله أن يستأصل شأفتهم ويرد كيدهم في نحورهم ..


وجاء في البند الرابع “انطلاقاً من وعي هذه القوى للبعد الإقليمي والدولي للأزمة السورية فإننا نرحب باللقاء والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية المتضامنة مع محنة الشعب السوري بما يخدم مصالح الثورة” ..
لا ندري من يقصد الحموي –غفر الله لنا وله – بالقوى الإقليمية ، فإن كان يقصد بعض الممولين – كالسعودية وأخواتها – فإن هذا يدل على سطحية كبيرة لهذه القوى الثورية وجهلاً كبيراً بالتاريخ الحديث للأمة عامة وللجهاد خاصة ، وأما “القوى الدولية” فإن كان يقصد أمريكا وأوروبا فهذا أمر غاية في الغرابة أن تجد من يعلن في بنده الأول أنه يستمد ضوابطه ومحدداته من الأحكام الشرعية ثم يتعاون مع النصارى الصليبيين المتصهينين في الوقت الذي يعلن فيه الحرب على إخوانه المسلمين !! من هو أولى بالتعاون : أناس خرجوا من ديارهم ومن بين أهليهم لينصروا الإسلام في الشام ويذودوا عن حرمات المسلمين أم النصارى والمرتدين والمنافقين والمتصهينين !!


وجاء في البند السادس : “قوانا الثورية تعتمد في عملها العسكري على العنصر السوري ، وتؤمن بضرورة أن يكون القرار السياسي والعسكري في الثورة سورياً خالصا ، رافضة أية تبعية للخارج” .. وهذه قومية ووطنية وقطرية ما أنزل الله بها من سلطان ، وهي تنافي البند الأوّل وتعارضه ، وكان الأولى أن يقال “قوانا الثورية تعتمد في عملها العسكري على العنصر الإسلامي ، وتؤمن بضرورة أن يكون القرار السياسي والعسكري في الثورة إسلامياً خالصا” فهذا هو اللائق بمن يعلن الإسلام ضابطاً ومحدداً لعمله ..

لقد أعز الله تعالى وأكرم أهل الشام بالجهاد ، وهذا الجهاد إن لم يكن خالصاً في سبيل الله فلا خير فيه ، فإن الله تعالى لا يرضى من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه ، “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” (متفق عليه) ، وإن ظن الحموي – غفر الله لنا له – أن هذا البيان يُرضي الأطراف الإقليمية والدولية فهو واهم ، وقد جرّب غيره أكثر من هذا ولم ترض عنه القوى الإقليمية والدولية ..

كان الأولى بالحموي – غفر الله لنا وله – أن يكسب ود إخوانه المجاهدين من المهاجرين وغيرهم ، وأن يتحالف مع القوى المجاهدة لصد العدوان النصيري الرافضي النصراني على الشام ، ومما لا شك فيه أن أهل الشام ستكون لهم مواجهة مع القوى الصليبية ، جاء الخبر على لسان خير البرية ، ولكن السؤال المطروح : أي القوى المجاهدة ستكون في مواجهة هذه القوى الصليبية !!


جاء في البند السابع مصطلح “دولة العدل والقانون والحرية” ونحن نعتقد بأن الشيخ الحموي يقصد بهذا “العدل”: الإسلام ، و”بالقانون” : الشريعة ، و”الحرية” : وفق الضوابط الشرعية ، ونعتقد بأن ما جاء في البند الثالث من أن نظام ورموز النظام السوري سيقدمون إلى “المحاكمة العادلة” أنها وفق الشريعة الإسلامية لا غير ..هذا ما نعتقده وفق ما جاء في البند الأول من هذا الميثاق ..


أما البند الثامن

Check out my new article co-authored with Jonathan Prohov for Lawfare: "Proactive Measures—Countering the Returnee Threat"

LawfareLogo

Editor’s Note: The conflict in Syria has attracted an unprecedented number of foreign fighters, with Muslims streaming in from the Arab world and Europe to take up arms against the regime of Bashar al-Asad. Mindful of the Afghanistan experience, where foreign fighters returning home from the anti-Soviet struggle often formed the nuclei of terrorist groups, governments are preparing for grim times ahead. Aaron Y. Zelin and Jonathan Prohov, researchers at the Washington Institute for Near East Policy, describe the many steps taken by governments around the world to guard against this potential danger and assess the implications for the United States.

***

Fears that foreign fighters traveling to Syria might return home once the conflict is over and engage in terrorism have prompted an unprecedented level of proactive measures by countries around the world. In the past, many countries only changed their laws after an attack occurred, but this time around many states are trying to get ahead of the issue.

Compared to the number of foreigners who fought against the United States in Iraq or the Soviets in Afghanistan, the number of foreigners fighting in Syria has exceeded both of those cases—and in less than half the time. Around 9,000 individuals from more than 80 countries have joined the fight against the Asad regime, with the majority coming from the Arab world and Western Europe. U.S. intelligence officials told the Los Angeles Times in February that at least 50 Americans had joined the fight in Syria, and FBI director James Comey recently stated that the number of Americans who had either traveled to Syria or tried to do so had grown by a few dozen since the beginning of 2014.

Click here to read the rest.

al-Furqān Media presents a new video message from the Islamic State of Iraq and al-Shām: "Clanging of the Swords, Part 4"

UPDATE 6/1/14 2:29 PM: Here is an English translation of the below Arabic video message and transcription:

___________


UPDATE 5/19/14 8:28 AM: Here is an Arabic transcription of the below video message:
bnr20
Click the following link for a safe PDF copy: Islamic State of Iraq and al-Shām — “Clanging of the Swords, Part 4” (Ar)
___________


NOTE: For earlier parts in this video series see: #3#2, and #1.

saleelsawarim_soon


__________

Minbar at-Tawḥīd wa-l-Jihād presents a new video message: “Series on the Biography of the Life of Abū Muḥammad al-Maqdisī #16: Spreading the Da'wah In the Courts"

NOTE: For the previous parts in this series see: #15#14#13#12#11#10#9#8#7#6#5#4#3#2, and #1.



_________

To inquire about a translation for these video messages for a fee email: [email protected]

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Question of the Caliphate"

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد … تكلم البعض عما ورد في المقال السابق بعنوان “مهلاً قادة الجهاد” والذي جاء فيه موافقة الشيخ العدناني – حفظه الله – على فكرة “مبايعة رجل صالح مؤهّل رشيد يختاره المسلمون ليكون خليفة تتوحد خلفه الأمة المجاهدة ” ، ولم ينتبه البعض لحدود الكلام في هذه الجملة ، والجملة الأخرى التي جاءت بهذه الصيغة “احرص على جمع كلمة المسلمين ، وانظر ما اقترحتَه من اختيار خليفة للمسلمين واعمل على تحقيقه فإن هذا من أعظم الواجبات على الأمة ، واستعن بالله ولا تعجز ، ولا تستعجل الأمر ، وليكن ممن يرضاه أكثر أهل الجهاد في الأرض .. راسل جميع الجبهات سراً وتشاوروا وأجمِعوا على رجل مسلم بالغ عاقل قرشي أمين عادل قادر جريء على إقامة الحدود واقتحام الحروب عالم بالشريعة ضالع في السياسة عارف بالناس ذو دهاء وحكمة ، فإن لم تجدوا فسددوا وقاربوا ، ولا يكون الإعلان عن مثل هذا إلا بعد موافقة جميع الجبهات المقاتلة المعتبرة ، وبعد استشارة أهل الحل والعقد في الأمة ليحصل المقصود من جمع كلمة المسلمين” (انتهى) .. بعض الناس – غفر الله لنا ولهم – حملوا الكلام على غير محمله ، وقالوا بأن هذا من الموافقة المطلقة على رأي فيه افتئات على المسلمين ، ولا أدري من أين جاء هذا الفهم ، فالكلام واضح ، والشرط في الجملة الأولى “يختاره المسلمون” وفي الثانية “موافقة جميع الجبهات المقاتلة المعتبرة ، وبعد استشارة أهل الحل والعقد في الأمة ليحصل المقصود من جمع كلمة المسلمين” ، ونحن إذ نخاطب قادة الجهاد وطلبة العلم فيهم فإنه يغلب على ظننا أنهم يعرفون الحدود الشرعية والقواعد السياسية المرعية ، فهم أهله ، وأمر الإمامة أعظم من أن يحيطه الإنسان بجملة أراد اختصارها مخافة سىآمة القارئ .. الكلام على الإمامة الكبرى – أو الخلافة – هو كلام عن إقامة دين الأمة ودنياها نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا الأمر الخطير لا يمكن أن نعبّر عنه – أو يكفي النصح فيه – بجملة أو جملتين ، فالأمر أعظم مما يتصور البعض ، ونحن إذ نخاطب أناساً نظن فيهم العلم والدراية والحرص على المتابعة وعلى مصلحة المسلمين – نحسبهم كذلك والله حسيبهم – فإننا لا نحتاج إلى إطالة ، وحسبنا وحسبهم الإشارة .. الكل يعلم بأن الإمامة الكبرى واجبة الإنعقاد في الأمة ، وتأثم الأمة بعدم وجودها ، ويكون الإثم أكبر على أهل الحل والعقد فيها ، وللإمامة شروط ، منها : أن يكون المرشّح لهذا المنصب الخطير في الأمة رجلاً مكلّفاً حراً سليماً قرشياً مجتهداً تقيّاً عادلاً شجاعاً عالماً بالسياسة والحروب قوياً في نفسه وفي الحق ، وغيرها من الشروط التي وضعها العلماء ، والتي اختلفوا في بعضها ، وأن اختيار هذا الإمام لا بد أن يكون من أهل الحل والعقد في الأمة فترضاه ، وهؤلاء ينبغي أن يكونوا أهل رأي وحكمة ونصح ووجاهة في الناس ، والبعض اشترط فيهم الإجتهاد أو في أحدهم ، وبعد تتبع واستقراء آراء العلماء وكتب التاريخ تبيّن أن هؤلاء لا بد أن يكونوا متبوعين في الناس ، والناس يرضون رأيهم ، ويطيعونهم ويثقون بهم .. إذا علمنا هذا ، عرفنا أن الإمامة اليوم لا تنعقد لأي إنسان تبايعه جماعة بعينها دون سائر الأمة ، أو فلنقل : دول أهل الحل والعقد في الأمة .. ومما لا شك فيه أنه يدخل في أهل الحل والعقد في الأمة : العلماء المعروفون بالصدق والعلم والنصح ، وهؤلاء كثير في الأمة – ولله الحمد والمنة – وقد سهّل الله تعال الإتصال بهم بواسطة وسائل الإتصال الحديثة ، ولا شك أن قادة الجهاد – الذين عرف القاصي والداني صدقهم ونكايتهم في العدو وبلائهم – هم من أهل الحل والعقد في الأمة ، وعلى رأس هؤلاء اليوم : الأمير الملا محمد عمر مجاهد ، والشيخ الأمير أيمن الظواهري ، وأمراء المجاهدين في العراق والشام والشيشان والصومال وبلاد المغرب واليمن وغيرها من البلاد ، فهؤلاء – وغيرهم – من أهل الحل والعقد الذين لا بد من مشاورتهم وأخذ رأيهم في هذا الأمر العظيم .. إننا حينما نقول لطالب علم شرعي أن يسعى في مثل هذا الأمر الجلل ، فإنه يغلب على ظننا أنه يعلم هذه الأمور ، ويعرف هذه الأحكام ، ويُدرك خطورة هذا الأمر ، ولا نظن أن مثل هذا يجهله أهل العلم والدراية والنظر .. لقد عانت الأمة الإسلامية كثيراً من هذا الأمر ، حتى في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ، فهذا الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما وكلت إليه الخلافة خالفه بعض الصحابة في اجتهاد وخرجوا إلى العراق ، هذا مع علمهم أنه أهل للخلافة وأنه أفضلهم وأنه قادر على أداء هذه الأمانة ، ولكن لما التبس الأمر وظنوا أنهم مكرهون عليه وأن قتلة عثمان هم من بيدهم الأمر خرجوا يبتغون نصرة الدين ومقاتلة البغاة الذين قتلوا الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه ، فحصل ما حصل ، وتقاتلوا في معركة الجمل ، وافترقت الأمة من تلك الساعة إلى يومنا هذا .. لو نظرنا إلى هذا الموقف العجيب لرأينا أن علياً رضي الله عنه لم يطلب الخلافة ، ولم يرغب بها ، وأنه شبه مكره عليها ، وقد أصرّ على أن يبايعه كبار الصحابة ، والصحابة يعرفون علمه وعقله وزهده وورعه وتقواه ، ويحفظون له سابقته ومكانته ، ومع ذلك خرجوا على البغاة في جيشه ، وخرج هو في طلبهم ، وكانت فتنة عظيمة ، وحرباً طاحنة قُتل فيها خيار أهل الأرض ، فكيف بنا نحن اليوم !! ذكر ابن كثير في تاريخه بإسناد جيّد أن الصدّيق رضي الله عنه لما ولي الخلافة نظر في وجوه المبايعين فلم يرى الزبير وعلي فدعاهما وخاطبهما على رؤوس الأشهاد فلامهما على تأخر بيعتهما ، فاعتذرا وبايعا ، وما فعل ذلك إلا لمكانتهما ، ولتجتمع كلمة المسلمين ، وهذا من فقهه وعلمه رضي الله عن الصحابة أجمعين ..

إن البيعة الخاصة من جماعة لا تكفي لإقامة الخلافة ، بل لا بد من بيعة أهل الحل والعقد في الأمة ، وهم اليوم العلماء الثقات وقادة الجهاد ووجهاء الأمة ، والإتصال بهؤلاء متاح أكثر من أي وقت مضى ، وما جاء عن بعض العلماء من أن الخلافة تنعقد ببيعة خمسة لأن عمر رضي الله عنه جعل الأمر شورى في الستّة ، فهذا لا يستقيم اليوم إلا إذا جئنا بمثل عمر يختار ستة مثل هؤلاء يجتمع على رأيهم المسلمون ، فالفاروق والستة كلهم من المبشرين بالجنة ، وكلهم من الصحابة الكبار ، وكلهم من الفقهاء ومن وجهاء الأمة ، وكلهم قُبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ ، وكلهم يرضاه المسلمون ، وكان الإختيار في عاصمة الخلافة الإسلامية وبين الصحابة وكبار رجالات الأمة ، فإن كان الأمر كذلك فلا شك أن هذا مشروع ، أما أن يأتي اليوم خمسة رجال يبايعون رجلاً سادساً