بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
وبعد؛
وبعد؛
فإن المراقب للوضع، و المتغيرات للواقع السريع، في سنّة الصعود والانهيار الأممي؛ يجد أنّ هناك عدّاً تنازليّاً في انهيار الحضارة الأمريكية، وعلى يد من كانت أمريكا سبباً من أسباب سقوطها بالأمس (روسيا)، ذلك الاسم الذي كان صُداعا مُزمناً لأمريكا حتى زمنٍ قريب، خفَّ هذا الصُداع لفترة، ولكن سرعان ما عاد بعدما تغلّبت روسيا على بعض أزَماتها، وبدأت تعود وبقوة للساحة بسياساتها في قرقيزيا وجورجيا وألبانيا، ومواقفها نحو ليبيا وسوريا، فقد طالبت مؤخّراً بفتح باب للتحقيق لانتهاكات الناتو في ليبيا، وهذه تمثّل نظرةَ الانتقام، وسياسة الهيمنة على الأعداء .
وإن تورّط أمريكا في أفغانستان والعراق؛ كان سبباً في صعود روسيا لأنْ تلعب دور شبه تغيير القرار الدولي، وخاصة في القرارات التي تصبّ في زعزعة أمريكا سياسياً واقتصادياً .
ومن هذه السياسات الروسية؛ هي سياسة الارتباط بالدول المؤثرة في المنطقة، مثل الترابط مع إيران، الذي هو ترابط شبه مصيري ضد أمريكا، وقد حاولت أمريكا أن تتسايس مع هذا الوضع، الذي يعتبر من الأسباب المؤدّية لسقوطها، والذي تحاول روسيا عن طريق إيران أن يحدث السقوط من خلال فتح جبهة جديدة مع إيران في أهمّ مناطق المصالح الإستراتيجية لأمريكا (الخليج)، وإن روسيا تعلم يقيناً أن وصول أمريكا إلى هذه المرحلة من الضعف الاقتصادي الذي قد مرّتْ به من قبل في أفغانستان قبل سقوطها، وبالرّغم من أنّ روسيا كانت في ذلك الزمان (الاتحاد السوفييتي)، الذي يمتدّ من شرق أوروبا إلى غرب آسيا، وكانت تلك الحرب تستنزف أغلب مقدراتها الوطنية، حتى أصبح الاتحاد السوفييتي اليوم (روسيا)، وهذا ما تمر به أمريكا الآن .
وما نشاهده على الساحة الأمريكية من أصوات تطالب بالتقسيم (للولايات المتحدة الأمريكية)؛ لتحافظ كل ولاية على أسباب البقاء المعيشي، وما زال هذا الصوت ينادي ويلاقي شيئا من القبول في الشارع الأمريكي، ولذلك كان أول وعود أوباما عند الانتخابات هو سحب الجيش الأمريكي من العراق، وإلغاء جبهة قتالية؛ بهدف إخفاض الميزانية العسكرية المنفقة، والتي كانت تقريباً أكبر ميزانية تُنفق من خزينة الدولة للبتناغون، وقد تم هذا الوعد الأوبامي، ولكن ليس برجوع الجيش إلى أمريكا، وإنما بذهابه وتركيزه على الجبهة الأم (أفغانستان)، وبعد مرور سنتان تقريباً؛ تم سحب القوات المتبقية من العراق، ولكن إلى جبهة جديدة؛ وهي جبهة لحماية (إسرائيل) على الأراضي الأردنية من سوريا؛ خوفا من رد متوقع سوري على (إسرائيل)؛ إذا ضربت (إسرائيلُ)إيران، وهذا ما جعل الحكومة السورية تضطر للقيام بمناورات عسكرية على الحدود وبالذخيرة الحية؛ حماية لنفسها، وتهديدا (لإسرائيل) إذا حدث لإيران أي شيء، وهذا التحرك الأخير ليس لأمريكا فيه سوى حماية (إسرائيل)، وتهيئتها كخلفية لها إذا نشبت الحرب مع إيران، وقد يكون تهيئة للحرب المقدسة بحسب العقيدة النصرانية وهي (حرب هرموجدون) في الشام، ولكن روسيا ستفتح على أمريكاالجبهة المصيرية في الخليج مع إيران، وقد حاولت أمريكا تهدئة الوضع بإعطاء العراق لإيران بدلا عن الخليج، وتسليم حكومة العراق إلى الرافضة أتباع إيران، فزادت قوة إيران إلى قوتها، واتسعت أطماع إيران السياسية إلى أطماعها العقدية، التي تتمثل بأخذ أرض الحرمين وضمها إلى إيران؛ لوجود مكة والمدينة فيها، وهذا ما ظهر في الآونة الأخيرة في بعض التصريحات والخطب الدينية التي تحرض على ذلك .
وإن روسيا هي من يقف وبكل إمكانياتها ومقدراتها العسكرية والسياسية مع إيران لأخذ الخليج؛ لما سيرجع لروسيا من المصالح النفطية والغازية، وأعظمها سقوط أمريكا، ويتجلّى هذا في المواقف المضطربة لروسيا مع أمريكا بشأن المفاعل النووي الإيراني .
كذلك علاقة روسيا بسوريا؛ هي علاقة قوية، حيث أن لروسيا مصالح كثيرة ومن أهمها منفذ بحري عن طريق سوريا ينفذ إلى أفريقيا وغيرها، وهو منفذ استراتيجي ومهم لروسيا في المنطقة .
ثم إن سوريا تتبع لإيران سياسياً وعسكرياً، فقد كانت إيران قبل زمن قريب تريد أن تجعل من سوريا أرضاً نووية لها، وما حدث للمفاعل النووي السوري من قصف (إسرائيلي) جعل إيران تنقل هذه الفكرة إلى أرضها، ولقد كان لسقوط صدام دور في ذلك، وموافقة روسيا الأمم المتحدة على الوضع في سوريا كان سلاحاً ذو حدين؛ حيث أنها اتهمت الثوار المعارضين والحكومة على حدّ سواء، وذلك يجعل لروسيا خطوط رجعة عند اتخاذ القرارات في الأمم المتحدة؛ لفرض العقوبات الغير عسكرية .
وإن ما يحدث اليوم في باكستان ضد أمريكا، وتوتر العلاقات بين الحكومتين بخصوص الحرب ضد (الإرهاب) في أفغانستان؛ يجعلنا نشاهد أن مواقف الحكومة الباكستانية تصبّ لصالح إيران؛ حيث أن الحكومة الباكستانية بعد التوتر مع أمريكا وقطع إمدادات التحالف عن طريق باكستان إلى أفغانستان سيجعل أمام أمريكا خيارين وهما :
البحث عن حليف آخر مجاور لباكستان وأفغانستان، ومن المتوقع أن يكون هذا الحليف هو الهند، مع العلم أن هناك تنافس بين روسيا وأمريكا لكسب ولاء الهند؛ حيث أن علاقة الهند بروسيا تكمن في قرب حدودها الجغرافية، الذي يجعل مصالحهم شبه مرتبطة، وخاصة أن روسيا تعاني من وجود جماعات (إرهابية)، ودخول الهند معها كحليف ضد باكستان وأفغانستان لن يكلفها تكاليف الحرب في الجبهات ضد (الإرهابيين)، بينما ستقوم أمريكا بتقديم باكستان كهدية للهند لكسب ولائها، كما قدمت العراق لإيران، وذلك سيتم خوفاً من وقوع الأسلحة النووية بأيدي من تصفهم بالجماعات الإسلامية المتشددة، وهذه الخطوة هي خطوة الغباء للسياسة الأمريكية، فقد كان دخول أمريكا مع إيران ضد العراق وأفغانستان؛ لصالح روسيا، حيث أن اتساع الجبهات على أمريكا هو السبب المؤدّي لانهيارها، وجهل أمريكا بالمسلمين وخاصة في العراق وأفغانستان هو السبب الذي أطال الحرب إلى عقد من الزمن، ولن يكون هناك حلّ في أفغانستان لأمريكا سوى الفرار، كما فرّت روسيا بالأمس .
وأن الانسحاب من أفغانستان قبل المدة المحددة هو الخيار الثاني، وهذا ما ظهر من تصريح (جون بايدن) بأن الطّالبان ليست جماعة (إرهابية)، وهذا هو مبرر الانسحاب، وعدم الحاجة للبقاء، وهذا ما سيؤمن ظهر إيران إذا اتخذت أمريكا هذا الخيار، وستكون روسيا وحليفتيها الهند وباكستان هما ظهر إيران إذا حدثت الحرب في الخليج -إذا لم تحدث حرب بين باكستان والهند-، علماً بأن أمريكا قد اتخذت إجراءات وقائية لهذه الحرب؛ وهي الانسحاب من العراق، وتكثيف وجودها في البحر، وتقليل وجودها على البر عدا الكويت؛ حتى إذا ما كان هناك صِدام، يكون براً عن طريق أرض العراق، ولا تكون أمريكا مضطرة للدخول فيه، ولهذا قامت إيران بمناورات بحرية لمدة عشرة أيام، كما أعلن عنها، في إشارة إلى أمريكا بأن أي تدخل لها في البر سينقل المعركة إلى البحر .
فما هي الفرص أمام أمريكا لتجنب الصّدام مع إيران بحراً ؟
وهل سنشهد ارتباطاً روسيّاً هنديّاً في المرحلة القادمة، بما يتعلق بالقرارات حول باكستان وأفغانستان ؟
وهل ستخوض أمريكا هذه الحرب بمفردها مع دول الخليج، أم سيدخل معها حلفاؤها وخاصة بريطانيا ؟
وفي الختام أوجه نصائح عامة لأنصار الجهاد :
1- إن الوضع القادم؛ هو وضع تغيّر جذريّ للواقع وسياساته القديمة، وهي سريعة جدًا، ولذلك لا بد أن تتغيّر نظرتنا وأفكارنا المستقبلية للواقع؛ سواء في الطرح أو التحليل .
2- إن أي إستراتيجية لا يكون أساسها فكرة مرتبطة بعقيدة؛ سيظهر عليها الفشل، سواء في الزمن القريب أو البعيد .
3- إن إيصال المعلومة بطريقة التحليل أو الطرح؛ لا بد أن تراعي فهم الناس وعقولهم؛ حتى نستطيع أن ننشئ جيلا ذا قدرة نفسية على فهم الواقع، ولا يكون عنده عوارض الفهم من حب الذّات والثقة بالرأي المخالف وإن كان خطأً، مما يسبب رفض رأي الآخر والاستزادة منه، وهذا لن يكون؛ حتى يكون الكاتب ملمّاً بواقع الأمة واحتياجات فهم وقدرات الشباب المرحلية، ومتقياً لله فيما يطرح .
4- الواجب علينا أن يكون الواقع ومتغيراته محفزاً ومقوياً لكل نفسية عندها شيء من الضعف أو الخوف من المستقبل؛ لأن الواقع الآن يصبّ في الخلافة الإسلامية ودولة الإسلام القادمة، فلا بد أن نتعايش مع هذا، ونقدم لهذا قدر الاستطاعة على تحقيقها .
5- إن لكل أرض واقع معيّن على جميع الأصعدة اجتماعياً واقتصاديا وغيرها، ولن يستطيع المتابع أن يفهم واقع الأمة الإسلامية وأراضيها واجتماعياتها إلا عن طريق الكتّاب؛ فلا بد أن يكون عندنا مرجعية عن أحوال الأمة الإسلامية، كمقالات تكتب، أو بحوث لكل أرض وواقعها من قِبل ثقات أهل تلك الأرض، حتى نسلم من الأخطاء والتجاوزات عن واقع قد يُعرف من جهة واحدة، ويُجهل من عدة جهات .
6- إن سلامة الفهم إذا ارتبطت بسلامة النية والمقصد؛ لن ينتج عنها إلا الأُلفة والمحبة والترابط بين الكتّاب أنفسهم والقرّاء لهم؛ حتى لا يكون سوء الفهم سبباً في انشغالنا عن المقصود والمطلوب للعمل .
اللهم يا رب العالمين اجمع قلوبنا على الحق، وسدد اللهم الأقوال وثبت الحجج فيما تحب وترضى ..
اللهم انفعنا وانفع بنا دينك وعبادك، اللهم وفقنا لأن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر ..
اللهم انصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان ..
اللهم فك أسرانا أجمعين النساء منهم والرجال برحمتك يا أرحم الراحمين ..
اللهم كن لإخواننا في ثغر الجزيرة عوناً وناصرا، اللهم افتح عليهم فتحاً من عندك، وسخّر لهم البلاد والعباد في طاعتك، وفي إقامة شريعتك، إنك وليّ ذلك والقادر عليه ..
وإن تورّط أمريكا في أفغانستان والعراق؛ كان سبباً في صعود روسيا لأنْ تلعب دور شبه تغيير القرار الدولي، وخاصة في القرارات التي تصبّ في زعزعة أمريكا سياسياً واقتصادياً .
ومن هذه السياسات الروسية؛ هي سياسة الارتباط بالدول المؤثرة في المنطقة، مثل الترابط مع إيران، الذي هو ترابط شبه مصيري ضد أمريكا، وقد حاولت أمريكا أن تتسايس مع هذا الوضع، الذي يعتبر من الأسباب المؤدّية لسقوطها، والذي تحاول روسيا عن طريق إيران أن يحدث السقوط من خلال فتح جبهة جديدة مع إيران في أهمّ مناطق المصالح الإستراتيجية لأمريكا (الخليج)، وإن روسيا تعلم يقيناً أن وصول أمريكا إلى هذه المرحلة من الضعف الاقتصادي الذي قد مرّتْ به من قبل في أفغانستان قبل سقوطها، وبالرّغم من أنّ روسيا كانت في ذلك الزمان (الاتحاد السوفييتي)، الذي يمتدّ من شرق أوروبا إلى غرب آسيا، وكانت تلك الحرب تستنزف أغلب مقدراتها الوطنية، حتى أصبح الاتحاد السوفييتي اليوم (روسيا)، وهذا ما تمر به أمريكا الآن .
وما نشاهده على الساحة الأمريكية من أصوات تطالب بالتقسيم (للولايات المتحدة الأمريكية)؛ لتحافظ كل ولاية على أسباب البقاء المعيشي، وما زال هذا الصوت ينادي ويلاقي شيئا من القبول في الشارع الأمريكي، ولذلك كان أول وعود أوباما عند الانتخابات هو سحب الجيش الأمريكي من العراق، وإلغاء جبهة قتالية؛ بهدف إخفاض الميزانية العسكرية المنفقة، والتي كانت تقريباً أكبر ميزانية تُنفق من خزينة الدولة للبتناغون، وقد تم هذا الوعد الأوبامي، ولكن ليس برجوع الجيش إلى أمريكا، وإنما بذهابه وتركيزه على الجبهة الأم (أفغانستان)، وبعد مرور سنتان تقريباً؛ تم سحب القوات المتبقية من العراق، ولكن إلى جبهة جديدة؛ وهي جبهة لحماية (إسرائيل) على الأراضي الأردنية من سوريا؛ خوفا من رد متوقع سوري على (إسرائيل)؛ إذا ضربت (إسرائيلُ)إيران، وهذا ما جعل الحكومة السورية تضطر للقيام بمناورات عسكرية على الحدود وبالذخيرة الحية؛ حماية لنفسها، وتهديدا (لإسرائيل) إذا حدث لإيران أي شيء، وهذا التحرك الأخير ليس لأمريكا فيه سوى حماية (إسرائيل)، وتهيئتها كخلفية لها إذا نشبت الحرب مع إيران، وقد يكون تهيئة للحرب المقدسة بحسب العقيدة النصرانية وهي (حرب هرموجدون) في الشام، ولكن روسيا ستفتح على أمريكاالجبهة المصيرية في الخليج مع إيران، وقد حاولت أمريكا تهدئة الوضع بإعطاء العراق لإيران بدلا عن الخليج، وتسليم حكومة العراق إلى الرافضة أتباع إيران، فزادت قوة إيران إلى قوتها، واتسعت أطماع إيران السياسية إلى أطماعها العقدية، التي تتمثل بأخذ أرض الحرمين وضمها إلى إيران؛ لوجود مكة والمدينة فيها، وهذا ما ظهر في الآونة الأخيرة في بعض التصريحات والخطب الدينية التي تحرض على ذلك .
وإن روسيا هي من يقف وبكل إمكانياتها ومقدراتها العسكرية والسياسية مع إيران لأخذ الخليج؛ لما سيرجع لروسيا من المصالح النفطية والغازية، وأعظمها سقوط أمريكا، ويتجلّى هذا في المواقف المضطربة لروسيا مع أمريكا بشأن المفاعل النووي الإيراني .
كذلك علاقة روسيا بسوريا؛ هي علاقة قوية، حيث أن لروسيا مصالح كثيرة ومن أهمها منفذ بحري عن طريق سوريا ينفذ إلى أفريقيا وغيرها، وهو منفذ استراتيجي ومهم لروسيا في المنطقة .
ثم إن سوريا تتبع لإيران سياسياً وعسكرياً، فقد كانت إيران قبل زمن قريب تريد أن تجعل من سوريا أرضاً نووية لها، وما حدث للمفاعل النووي السوري من قصف (إسرائيلي) جعل إيران تنقل هذه الفكرة إلى أرضها، ولقد كان لسقوط صدام دور في ذلك، وموافقة روسيا الأمم المتحدة على الوضع في سوريا كان سلاحاً ذو حدين؛ حيث أنها اتهمت الثوار المعارضين والحكومة على حدّ سواء، وذلك يجعل لروسيا خطوط رجعة عند اتخاذ القرارات في الأمم المتحدة؛ لفرض العقوبات الغير عسكرية .
وإن ما يحدث اليوم في باكستان ضد أمريكا، وتوتر العلاقات بين الحكومتين بخصوص الحرب ضد (الإرهاب) في أفغانستان؛ يجعلنا نشاهد أن مواقف الحكومة الباكستانية تصبّ لصالح إيران؛ حيث أن الحكومة الباكستانية بعد التوتر مع أمريكا وقطع إمدادات التحالف عن طريق باكستان إلى أفغانستان سيجعل أمام أمريكا خيارين وهما :
البحث عن حليف آخر مجاور لباكستان وأفغانستان، ومن المتوقع أن يكون هذا الحليف هو الهند، مع العلم أن هناك تنافس بين روسيا وأمريكا لكسب ولاء الهند؛ حيث أن علاقة الهند بروسيا تكمن في قرب حدودها الجغرافية، الذي يجعل مصالحهم شبه مرتبطة، وخاصة أن روسيا تعاني من وجود جماعات (إرهابية)، ودخول الهند معها كحليف ضد باكستان وأفغانستان لن يكلفها تكاليف الحرب في الجبهات ضد (الإرهابيين)، بينما ستقوم أمريكا بتقديم باكستان كهدية للهند لكسب ولائها، كما قدمت العراق لإيران، وذلك سيتم خوفاً من وقوع الأسلحة النووية بأيدي من تصفهم بالجماعات الإسلامية المتشددة، وهذه الخطوة هي خطوة الغباء للسياسة الأمريكية، فقد كان دخول أمريكا مع إيران ضد العراق وأفغانستان؛ لصالح روسيا، حيث أن اتساع الجبهات على أمريكا هو السبب المؤدّي لانهيارها، وجهل أمريكا بالمسلمين وخاصة في العراق وأفغانستان هو السبب الذي أطال الحرب إلى عقد من الزمن، ولن يكون هناك حلّ في أفغانستان لأمريكا سوى الفرار، كما فرّت روسيا بالأمس .
وأن الانسحاب من أفغانستان قبل المدة المحددة هو الخيار الثاني، وهذا ما ظهر من تصريح (جون بايدن) بأن الطّالبان ليست جماعة (إرهابية)، وهذا هو مبرر الانسحاب، وعدم الحاجة للبقاء، وهذا ما سيؤمن ظهر إيران إذا اتخذت أمريكا هذا الخيار، وستكون روسيا وحليفتيها الهند وباكستان هما ظهر إيران إذا حدثت الحرب في الخليج -إذا لم تحدث حرب بين باكستان والهند-، علماً بأن أمريكا قد اتخذت إجراءات وقائية لهذه الحرب؛ وهي الانسحاب من العراق، وتكثيف وجودها في البحر، وتقليل وجودها على البر عدا الكويت؛ حتى إذا ما كان هناك صِدام، يكون براً عن طريق أرض العراق، ولا تكون أمريكا مضطرة للدخول فيه، ولهذا قامت إيران بمناورات بحرية لمدة عشرة أيام، كما أعلن عنها، في إشارة إلى أمريكا بأن أي تدخل لها في البر سينقل المعركة إلى البحر .
فما هي الفرص أمام أمريكا لتجنب الصّدام مع إيران بحراً ؟
وهل سنشهد ارتباطاً روسيّاً هنديّاً في المرحلة القادمة، بما يتعلق بالقرارات حول باكستان وأفغانستان ؟
وهل ستخوض أمريكا هذه الحرب بمفردها مع دول الخليج، أم سيدخل معها حلفاؤها وخاصة بريطانيا ؟
وفي الختام أوجه نصائح عامة لأنصار الجهاد :
1- إن الوضع القادم؛ هو وضع تغيّر جذريّ للواقع وسياساته القديمة، وهي سريعة جدًا، ولذلك لا بد أن تتغيّر نظرتنا وأفكارنا المستقبلية للواقع؛ سواء في الطرح أو التحليل .
2- إن أي إستراتيجية لا يكون أساسها فكرة مرتبطة بعقيدة؛ سيظهر عليها الفشل، سواء في الزمن القريب أو البعيد .
3- إن إيصال المعلومة بطريقة التحليل أو الطرح؛ لا بد أن تراعي فهم الناس وعقولهم؛ حتى نستطيع أن ننشئ جيلا ذا قدرة نفسية على فهم الواقع، ولا يكون عنده عوارض الفهم من حب الذّات والثقة بالرأي المخالف وإن كان خطأً، مما يسبب رفض رأي الآخر والاستزادة منه، وهذا لن يكون؛ حتى يكون الكاتب ملمّاً بواقع الأمة واحتياجات فهم وقدرات الشباب المرحلية، ومتقياً لله فيما يطرح .
4- الواجب علينا أن يكون الواقع ومتغيراته محفزاً ومقوياً لكل نفسية عندها شيء من الضعف أو الخوف من المستقبل؛ لأن الواقع الآن يصبّ في الخلافة الإسلامية ودولة الإسلام القادمة، فلا بد أن نتعايش مع هذا، ونقدم لهذا قدر الاستطاعة على تحقيقها .
5- إن لكل أرض واقع معيّن على جميع الأصعدة اجتماعياً واقتصاديا وغيرها، ولن يستطيع المتابع أن يفهم واقع الأمة الإسلامية وأراضيها واجتماعياتها إلا عن طريق الكتّاب؛ فلا بد أن يكون عندنا مرجعية عن أحوال الأمة الإسلامية، كمقالات تكتب، أو بحوث لكل أرض وواقعها من قِبل ثقات أهل تلك الأرض، حتى نسلم من الأخطاء والتجاوزات عن واقع قد يُعرف من جهة واحدة، ويُجهل من عدة جهات .
6- إن سلامة الفهم إذا ارتبطت بسلامة النية والمقصد؛ لن ينتج عنها إلا الأُلفة والمحبة والترابط بين الكتّاب أنفسهم والقرّاء لهم؛ حتى لا يكون سوء الفهم سبباً في انشغالنا عن المقصود والمطلوب للعمل .
اللهم يا رب العالمين اجمع قلوبنا على الحق، وسدد اللهم الأقوال وثبت الحجج فيما تحب وترضى ..
اللهم انفعنا وانفع بنا دينك وعبادك، اللهم وفقنا لأن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر ..
اللهم انصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان ..
اللهم فك أسرانا أجمعين النساء منهم والرجال برحمتك يا أرحم الراحمين ..
اللهم كن لإخواننا في ثغر الجزيرة عوناً وناصرا، اللهم افتح عليهم فتحاً من عندك، وسخّر لهم البلاد والعباد في طاعتك، وفي إقامة شريعتك، إنك وليّ ذلك والقادر عليه ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه راجي عفو ربه
أبو أسماء الكوبي
9 صفر 1433 هـ
جزيرة العرب
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه راجي عفو ربه
أبو أسماء الكوبي
9 صفر 1433 هـ
جزيرة العرب
__________