Audio:
Abū Ḥamzah al-Muhājir: “The Decision Is Only For God”
Transcript:
بسم الله الرحمن الرحيمبسم الله الرحمن الرحيم
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ*مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فيا أمة الإسلام, أمتي الغالية,
لقد جاء اليوم الذي وعدناك بأسرع مما نرجو، وأعجل مما نظن، فهذا هو الفتح المبين، هلّت بشائره تشرح الصدور وتبهج النفوس وتفرح الصديق وتغيظ العدى، فها هي دولة الإسلام, ها هي دولة الإسلام في بلاد الرافدين يشد بنيانها وتشخص ساريتها وترفرف رايتها بعز عزيزٍ أو بذل ذليلٍ، وها هو عدوك اليوم يترنح من هول ما ذاقه من مصائب وأهوال وكروب كالجبال يعجز أن يحمل وزرها أو يخمد نارها، وإنه اليوم يحمل متاعه لا يروم غير الفرار، فقد مالت خيمته وانكسر قِدره واقتلعت عواصف المجاهدين جذوره، وهدمت أركانه وحطمت على رأسه أحلامه فصار على الرحيل عازمًا وعلى الهزيمة قابضًا وعلى المكوث غير صابرٍ وعلى البقاء غير قادرٍ؛ فلا يسعني، أمام كل هذا، إلا أن أشكر أغبى وأشأم رئيس عرفته دولة العبيد والمخدرات، أمريكا عبر عصورها، الذي سمح لنا بهذه الفرصة التاريخية العظيمة، فأتى بجنوده وخبرائه إلى حالة القتال المباشر فالتقى الجمعان في صورة لم نكن نحلم بها أو نتخيلها فاستطاع بحول الله وقوته فلاحٌ عراقي موحدٌ بصيرٌ لا يحسن في كثير من الأحوال القراءة والكتابة أن يفجر بعبوته الناسفة الحضارة الأمريكية المزيفة فيتطاير مع أشلاء جنودها وخبرائها أحلام العم سام في بلاد النفط والماء.
كما أني أحب أن أذكر هذا الأحمق المطاع أنه قد استطاع في فترة وجيزة جداً أن يعيد مجد الامبراطورية الفارسية القديمة فكان أشأم على بلاده من جورباتشوف على اتحاده فبسط نفوذ فارس في أفغانستان بعدما كانت صخرة كؤوداً أمامهم ثم ثنى على العراق ففتح كنوزها لهم بعدما كانوا لا يحلمون بشربة ماء فإذا بهم يمتصون نفطها وينهبون كنوزها ويستعبدون رجالها ثم ثلَّث ببلاد الشام فأرهب طاغيتها الرافضي النصيري وما زال عليهم الحصار حتى اضطره إلى فتح بلاده أمام مئات بل آلاف الفرس ليتجنسوا فيها فيكونوا ردءاً لعميل الدجال نصر اللات المسمى بنصر الله الخارج لتوه من نصر مزعوم على قمة الآلة العسكرية الرومية، فاكتملت بذالك الإمبراطورية الفارسية القديمة الممتدة من بلاد ما وراء النهر إلى إيران ثم مروراً بالعراق حيث المدائن انتهاءً بالشام.
فهل يا ترى يستطيع الفرس المجوس أن يوفوا حق هذا الأحمق بوش الذي أعاد مجدهم التليد دون أن يضربوا طلقة واحدة أو يضحوا بجندي واحد؟. وهل يا ترى يدرك عقلاء الروم أنهم صاروا عبيدًا لفارس ومرتزقة يقاتلون بلا أجر؟ فها هو الشعب الأمريكي وضع قدمه على أول الطريق الصحيح لخلاصه من مأزقه وبدأ يدرك خيانة وعمالة رئيسه وزمرته لإسرائيل فصوت لصالح شيء من العقل في انتخاباته الأخيرة. وهل يا ترى سيوفّي الساسة بما وعدوا به مواطنيهم فيَجبُرون قلوب الأمهات بانتزاع أبنائهن من ثنايا الأسود في بلاد الرافدين تمامًا كما يَجبرون العجز الرهيب في الميزانية التي أُهدرت في حرب غبية خاسرة خائبة ويدركون أن دافعي الضرائب يدفعون ثمن الطلقة التي يقتل بها أبناؤهم في مستنقع العراق. وأقول للبطة العرجاء لا تتعجلي الفرار كما تعجل وزير دفاعك الأعرج القزم فإنا لم نرتوِ بعد من دمائكم واصبر في أرض النزال يا جبان فإنا نعلم أن الروم لا يستحيون من هزيمة.
ويا أيها المسلمون الموحدون, أيها المجاهدون في أقطار الأرض:
إننا اليوم نعلن انتهاء مرحلة من مراحل الجهاد وبدء مرحلة جديدة هامة نضع فيها أول لبنةٍ من لبناتها لندشن مشروع الخلافة الإسلامية ونعيد للدين مجده.
أيها المؤمنون, أيها المجاهدون:
لسنا أبناء سايكس – بيكو؛ نحن أبناء محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – الذي ابتدأ دولته المباركة في تلك البقعة الطاهرة طيبة القابعة في قلب الصحراء حيث لا مورد ولا ماء إلا ما يجود به عليهم رب الأرض والسماء، فهل كان يسعى – صلى الله عليه وسلم – إلى تقسيم وتفتيت جزيرة العرب حينما أعلن دولته بالمدينة وحارب أهله بمكة؟!.
أيها الموحدون:
أبشروا؛ فوالله لن نستريح من جهادنا إلا تحت أشجار الزيتون في رومية بعد أن ننسف البيت الأنجس المسمى بالبيت الأبيض، وإن ما حدده إخوانكم من مكان لدولتهم إنما هو من باب قول رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – : “ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن”، وإلا فهي وقفة لوثبة، وحصن لكرّة، وهل تظنون أننا سكبنا دماءنا لندع أهلنا في كردستان فريسة لبني علمان أو في الجنوب لقمة سائغة ليهود أصفهان؟!.
فأحسنوا يا عباد الله بنا الظن إنما هو حمى ولا بد لكل حمى من حد.
ثم إني أقول:
ما بال أقوام يطعنون ظهورنا ثم يتبسمون في وجوهنا؟.
يلقاك يحلف أنه بك واثق ** وإذا توارى عنك فهو العقربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ** ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
ولهؤلاء نقول:
إنه لا يمكن أن نقتل شرطياً ذهب ليتدرب على أيدي زبانية شيطان الأردن ثم نحن ندع أولئك الذين اتخذوا الطاغوت نفسه صديقًا وراعيًا واعتبروه ذا مصداقية ونزاهة فالتفوا حول دماء الشهداء وأطراف المعوقين سراً، فعقدوا اتفاقيات مع المحتل الأمريكي. وإني لأعلم هؤلاء النفر الذين جالسوا عبد الله الخائن سراً ثم يكفرونه أمام السذج علناً وعندنا الأدلة والشهود على ذلك فيا عباد الله توبوا, توبوا ولا تخونوا دينكم وإخوانكم وجهادكم فإن الشيطان -أعني شيطان العلم والسلطان- يلبّس عليكم.
عباد الله:
معلوم أن كل أمرٍ واجب لا يتم إلا بالاجتماع عليه؛ فالجماعة له واجبة كما قرر أهل الأصول بقولهم: “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”؛ فرد كيد المعتدين وحفظ حوزة المسلمين وأهم من ذلك إقامة شرع الله المتين لا يكون والقوم يقاتلون مختلفين بغير راع يوحّد صفوفهم ويجمع شملهم فَيَصْدرون عن رأي واحد وقلب واحد وإن اختلفت الأذرع بين الطول والقصر والشدة والضعف.
دع عنك أخي المسلم القول القائل: “إن المهم اتحاد الرؤى أو الأفكار لا اتحاد السيوف والأوتار”؛ فإن ذلك مخالف لبداهة العقول وهدي الرسول وما عليه أهل الرؤى والعقل، ولأنه قد حان وقت الصدق والحسم، أقول للشيخ المفضال والبطل المغوار الهاشمي القرشي الحسيني النسب أمير المؤمنين أبي عمر البغدادي:
بايعتك على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله وأن نقول الحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.
معلناً ذوبان كل التشكيلات التي أسسناها بما فيها مجلس شورى المجاهدين، وبالنيابة عن إخواني في المجلس تحت سلطة دولة العراق الإسلامية.
واضعًا تحت تصرفكم وإمرتكم المباشرة اثني عشر ألف مقاتل هم جيش القاعدة، كلهم قد بايع على الموت في سبيل الله, وأكثر من عشرة آلاف لم تستكمل عدتهم المادية أعينهم تفيض من الدمع حزنًا أن لا يجدوا ما ينفقون.
سائلين الله أن نكون قد استكملنا عدة النصر المادية والإيمانية ومصداقاً لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما عند الحاكم في المستدرك: “خير الصحابة أربعة وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة”.
وأقول لأميرنا وشيخنا الحبيب:
امض حيث أمرك الله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فوالذي رفع السماء بلا عمد لو خضت بنا البحر لخضناه معك وما تخلف منا رجل واحد، فنحن منذ اليوم جنودك الغيارى، ورجالك المخلصون، فخض بنا ما شئت من مصاعب وأهوال، فلن تجد منا إلا السمع لما تقول، والطاعة لما تأمر، ولقد عرفت ساحات الوغى صولاتنا وبأسنا وشدتنا؛ فاجعلنا في نصل سهمك ثم ارم بنا عدوك نفتك بكبده ونأتك بخبره بحول الله وقوته.
إخواننا المجاهدين الأكارم أصحاب المنهج والخلق والعمل:
لقد أذقتم الكافر الأهوال ومرغتم أنفه بالأوحال فداكم والله نفسي، لقد كنتم نعم الظهر والسند، ونعم الساعد والمدد، ولقد أفرحتم قلوبنا بجهادكم ونكايتكم بعدوكم فبارك الله فيكم.
إخواني وأحبابي:
ألستم خرجتم للذي خرجنا لأجله؟!
ألستم تسعون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى؟!
ألستم تهرقون دماءكم لإقامة دولة الإسلام في الأرض؟!.
فلئن كان ديننا وهدفنا واحداً وعدونا واحداً فما الذي يمنع أن نكون صفًا واحدًا؟ (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ).
فيا أبطال جيش أنصار السنة، ويا أسود الجيش الإسلامي، ويا فلذات أكبادنا في جيش المجاهدين، يا من كنتم الشوكة التي أدمت العدو، وأمالت رايته وطمست هيبته، وأذاقته من البأساء ما أثخن فيه الجراح، وأسال منه الدماء.
يا من نغصتم على العدو أيامه، وأنسيتم جيوشه أوهامه، يا قادة الأنصار وجيش المجاهدين وبقية المخلصين:
فقد اشتاقت أنفسنا إليكم وحنت أحضاننا لودكم فإن إخوانكم يدعون الله أن يحفظكم وأن تبشروهم باليوم الذي تعلنون فيه ما عودتموهم عليه من صفاء المنهج ووضوح الهدف فتباركون دولة العراق الإسلامية وتبايعون الشريف أميراً، فلسنا بخير منكم حتى نقدم وتبطئون فأنتم أسبق منا جهاداً وأزهد إمارة وأطوع جنوداً ونحسبكم أخلص لله دينا، فلقد علمتم أن ذلكم مما يغيظ العدى ويفرح الصديق ويفوت على العدو فرصة شق الصف وتفريق الكلمة ويرد خنجره في صدره وصدر من جالسه سراً وضيع دينه وأهله.
وأذكّر إخواني جنود الدولة بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ).
فإياكم ودار الغرور وعليكم بدار الخلود يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم.
وإن أكثر الناس كالأنعام السائبة لا يعرفون لماذا وجِدوا وإلامَ يصبون، وتذكروا أنكم تقاتلون لتخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فغاية ما تصبون إليه شهادة في سبيل الله فإن موضع صوت أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها، واعلموا أنكم بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين؛ فالله الله في أهلنا أهل السنة، اعرفوا لهم حقهم علينا وأنزلوا الناس منازلهم وخاصة العلماء وشيوخ العشائر والوجهاء، فإن للفلاح في مزرعته والعامل في مصنعه والمدرس في مدرسته حق النصرة علينا، نحمي أعراضهم ونحفظ أموالهم ونمسك ألسنتنا عنهم حتى ولو لم يكونوا من الجهاد وأهله فلا يمكن أن يستغني الرجل عن أهله أو يستغني أهله عنه، وعليكم بالرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لاسيما وأن البعث الكافر قد لبَّس على الناس دينهم.
قال عليه الصلاة والسلام: “إن الله يحب الرفق في الأمر كله”. وإن أعرابياً بال في مسجده فنهاه الناس فقال عليه الصلاة والسلام: “لا تزرموه – أي لا تقطعوا عليه بوله – ثم دعا بدلو من ماء فأهرق عليه”، فإن دين الله يسر، وإياكم والإفراط والمبالغة. قال صلى الله عليه وسلم: “ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه”.
وقال الله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
الجندي أبو حمزة المهاجر