من منا لا يعرف “أبو عدس” ؟ الرجل الذي خرج عقب اغتيال الحريري ليعلن مسؤولية “جماعة النصرة” عن حادثة الاغتيال في سلسلة من التمثيليات التي درج النظام السوري على إخراجها بنفسه في فروع مخابراته أو عن طريق صفقات تُعقد مع السجناء الإسلاميين في صيدنايا وغيرها
فمروراً من “أبو عدس” إلى “ياسر العناد” إلى “نديم بالوش” وبدران .. والقائمة طويلة .. مسرحيات كان يقدمها النظام السوري للعالم في سبيل تحقيق مكاسب دعائية أو لابعاد الشبهات عنه حول دوره في العمليات الارهابية التي كان ينفذها في سوريا ولبنان والعراق .
وإن كانت هذه الأساليب القذرة ماركة مسجلة باسم النظام السوري إلا أننا نشهد اليوم تكرار لتلك الممارسات والمسرحيات من قبل جماعات كانت محسوبة على ” التيار الجهادي” إلى وقت قريب .. ليعاد اجترارها بما يخدم مصلحة تلك الجماعات وأجنداتها .
فقد تناقلت بعض القنوات والمُعرفات قبل يومين بيان منسوب لمجموعة تطلق على نفسها اسم ” سرية أبو جليبيب” تبنت فيها الهجوم على دوريات ومقار أمنية تتبع لهيئة تحرير الشام غرب محافظة ادلب ومنطقة جسر الشغور .. في مسرحية مفضوحة تذكرنا بمسرحيات “أبو عدس وبالوش ” قديماً
وقد تواصلنا مع مصدر في “حراس الدين” وجماعة “أنصار الإسلام ” و مجموعات من المستقلين وكلهم نفوا أي صلة لهم بتلك المجموعة المزعومة أو معرفتهم بها، بل أكدت لنا مصادر في المنطقة عدم وقوع أي من الهجمات التي ذكرها بيان المجموعة تلك !
وبالنظر إلى مصدر البيان وهو قناة باسم ” ابن القاعدة” وهي قناة نفت القاعدة صلتها بها بل حذرت منها وشككت في عمالتها فإن صورة من يقف خلف تلك المجموعة المزعومة والمستفيد منها باتت واضحة الآن !
والهدف بلا شك هو خلق ذريعة جديدة للهيئة لإكمال مشروعها في القضاء على الجماعات الجهادية واستمرار سياسة البطش والاعتقال بحقهم، بعد أن نفدت الحجج السابقة التي ساقتها الهيئة لتبرر قتال الحراس والأنصار وبقية الجماعات من قبيل ( الغلو ، التكفير ، قضايا فساد ، وتقويض أمن المحرر )
إضافة إلى حجة جديدة ذكرها الجولاني في لقاءه مع الأمريكي وهي “النية في استهداف الوجود التركي في ادلب ” وكل تلك الحجج ساقها الجولاني لجنوده لتبرير قتال الفصائل، فقاتل بها الحراس والأنصار والأحرار والجيش الحر وجميع فصائل الثورة، ثم خرج بوقاحة ليقول إنه لا يفتخر بما حصل من اقتتال !
طبعاً قاتل جميع الفصائل ماعدا الفصائل المحسوبة على “الإخوان” السوريين .. فتحالف معه “فيلق الرحمن ” في الجنوب وتحالف معه “فيلق الشام” في الشمال، والموضوع هنا لا يتعلق بالايديولوجية بقدر ما يتعلق “بلقمة العيش”
بالعودة لموضوع ” سرية أبو جليبيب” فمن الواضح أن الهدف من وراءها هو تسويق مبررات لجولة جديدة في قتال الفصائل والجماعات الجهادية و إكمال مشروع التضييق على “المهاجرين” الأجانب، وهو شرط أساسي في مسعى الجولاني لتبييض صفحته خارجياً وتطبيق بنود الاتفاقيات الدولية .
الأمر لم يبدأ من هنا .. فقبل مدة أيضاً سمعنا بمجموعات جديدة، مثل ( سرايا أنصار أبو بكر ، كتيبة خطاب ، سرايا الخلافة ، كتائب القصاص ) وهي المجموعات التي تبنت الهجمات ضد القوات التركية في ادلب في الفترة الماضية
ثم طار الجولاني بها فرحاً ليقول للخارج بأن هذه الهجمات تقف وراءها جماعات الحراس والأنصار وأجناد الشام والقوقاز، وعليه لابد من القضاء عليهم والحفاظ على أمن المناطق المحررة ! رغم أن كل تلك الجماعات ليس في خططها – سابقاً أو لاحقاً -شن أي هجمات ضد الأتراك
والجولاني يعلم تماماً من أين خرجت آخر سيارة مفخخة ضربت الرتل التركي قرب معرة مصرين، ويعلم من جهزها ومن سهل لها المرور على حواجز الهيئة ! و أيضا هوية العناصر التي قنصت الجنود الأتراك في بنش ! لكنه كمثل الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته !
وما ستكشفه الأيام المقبلة أن كل تلك المسرحيات ( سرية أبو جليبيب ، كتيبة خطاب ، سرايا الخلافة ، كتائب القصاص .. الخ ) كلها مسرحيات من إنتاج الهيئة، التي تخرج قادتها من “المدرسة العراقية” المنحرفة التي تبيح القتل والكذب بدعوى المصلحة .
توضيح فقط : جماعة النصرة التي ذكرتها أول التغريدات هي “جماعة أبو عدس” وليست جبهة النصرة التي ظهرت بالثورة
_________________
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]