فُجع المسلمون بوفاة النبي – بأب هو وأمي ونفسي – صلى الله عليه وسلم ، وارتدّت العرب ، وأصبحت الدولة الإسلامية كالقارب الصغير في بحر متلاطم
Category: Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Call From Tal Abyaḍ"
بسم الله الرحمن الرحيم
انحاز جنود الدول الإسلامية قبل أيام من مدينة “تل أبيض” الشامية المحاذية للحدود التركية ، وتكمن أهمية هذه المدينة في كونها منفذاً شمالياً للدولة الإسلامية إلى تركيا ، وكونها قريبة من عاصمتها الرقة ، وهي ذات أهمية استراتيجية لمرتدي الأكراد كونها تربط مناطق نفوذهم في العراق بعين العرب الشامية التي احتلوها قبل أشهر ، وبات الطريق مفتوحاً لهؤلاء الخبثاء إلى شمال غربي الشام فيحققوا حلمهم بالوصول إلى البحر المتوسط وإقامة دولة الأكراد القومية الإشتراكية الصهيونية من فارس مروراً بجنوب تركيا وشمال العراق وشمال ووسط الشام ..
بينما كان الإخوة المجاهدون نيام في الشام يتقاتلون فيما بينهم ويتصارعون على مناطق النفوذ وبعضهم على تحقيق مصالح الداعمين ، وتشاغل البعض بالتكفير والتصنيف والعراك الداخلي : كان الأمريكان والصهاينة ومرتدو الأكراد يخططون لاحتلال المدن الإسلامية ، ويهيؤون السبل ويذللون العقبات ويزيدون نار الفتنة اشتعالاً بين الفصائل المجاهدة حتى تنشغل بنفسها عن حقيقة ما يُدبَّر لبلاد الإسلام ..
بدأ الصهاينة العمل في مناطق الأكراد قبل أكثر من ثلاثين سنة ، ولم يكن أشأم على الأكراد في تأريخهم من “البارزاني” و”الطالباني” اللذان نشرا الإلحاد الشيوعي في البلاد الكردية ابان الحرب الباردة ، ثم عملوا مع الصهاينة على نشر القومية بكل قوة حتى نشأ جيل لا يعرف غير الصنم الكردي ديناً ومذهباً ، وانتشر الإنحلال الخلقي وتفشى الزنا وشرب الخمر والمخدرات بين عناصر هذه الأحزاب التي ربوها منذ الصغر على التفسّخ ، ونشأت عداوة كبيرة بين هؤلاء المرتدين وبين العرب والدين الإسلامي الذي يرونه دخيلاً عليهم ومحتلاً لبلادهم ومثلاً للتخلف والرجعية ..
الخطأ التأريخي الذي وقع فيه المسلمون هو ترك هذه المناطق دون تدخّل يحميها من التغوّل الصهيوني الذي استغل محنة الأكراد في إيران والعراق وتركيا وسوريا ، وزاد الطين بله ما فعله صدام حسين بالأكراد في حلبجة وغيرها ، وسكت عنها حكام العرب والغرب الذين أهدوا صدام الأسلحة الفتاكة التي قتل بها الأكراد ..
استغل اليهود هذه الحوادث لبث الحقد والكراهية لكل ما هو عربي أو إسلامي في المناطق الكردية ، وعبثاً حاول بعض الدعاة الأكراد صد هذه الموجة الشرسة التي أودت بدين جموع كبيرة من الأكراد المسلمين ، ورغم المكر الذي تزول منه الجبال ، ورغم الكيد العظيم ، ورغم التضليل والتشويه والحرب المعلنة على الدين : بقي أغلب الشعب الكردي محتفظاً بهويته الإسلامية ، وخرج من الأكراد جماعات مجاهدة في العراق والشام انضم كثير منهم إلى الدولة الإسلامية ، فلله الحمد والمنة ..
ينبغي أن لا نخلط بين الأكراد المرتدين وبين الذين بقوا على إسلامهم ، فالغالبية العظمى لا زالت متمسكة بدينها وعقيدتها رغم انتشار الجهل فيهم بسبب قلة الدعاة ومحاربة زعماء الأكراد لهم ، أما هذه الجماعات التي تقاتل المجاهدين في الشام والعراق فهي جماعات كفر وردّة صريحة ، وولاءها للدولة الصهيونية عقدي وعلاقتها مصيرية ، وسياستها مع الجميع مصلحية بالدرجة الأولى ، ولا شك في عدائها لكل ما هو عربي أو مسلم ..
بعد القصف المركّز على “تل أبيض” : اختار مجاهدوا الدولة الإسلامية الإنحياز منها والانتشار حولها .. وفور دخول المرتدين إليها قاموا بما يلي :
1- منعوا جميع المظاهر الدالة على إسلامية المدينة ، وأولها الأذان ..
2- قاموا بتهجير كل من ليس كردي من المدينة والقرى التي حولها ونهبوا بيوتهم وحرقوا محاصيلهم في عملية تطهير وإحلال وتهجير جماعي ..
3- قاموا بإهانة الرموز العربية التي في هذه القُرى وفي المدينة ..
4- قاموا بإذلال وإهانة العناصر المرتدّة في الجيش الحر الذين اشتركوا معهم في احتلال تل أبيض !!
5- أعلنوا نيتهم احتلال الرقة ، اغتراراً بانحياز الدولة من تل أبيض وعين العرب ..
6- أعلنوا نيتهم الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ، ما يعني : احتلال جميع الأراضي التي فيها المقاومة السورية بغض النظر عن اتجاهاتها ، فما دامت عربية أو مسلمة فهي عدوّة ، وهي في طريق هدفهم المنشود ..
دخل الأكراد الإسلام في بداية الفتوحات الإسلامية ، وكان منهم الكثير من العلماء والفاتحين الذين اشتهر منهم شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام المحدّث ابن حجر والقائد المظفّر صلاح الدين الأيوبي ، فهؤلاء ، وكثير من الأكراد ، كانت لهم مساهمات جليلة في الإسلام .. ونكاية بهم ، وخاصة بصلاح الدين فاتح القدس ، عمل الإحتلال الأوروبي على تفريق الأكراد وتوزيع بلادهم بعد أن دوّخ الأكراد الأوروبيين وكانوا حجر عثرة في طريق كثير من مخططاتهم ، فمشكلة الأكراد – في الحقيقة – ليست مع المسلمين ، بل مع الأوروبيين ، ولكن استطاع الأوروبيون عن طريق العملاء الأكراد والصهاينة أن يقلبوا الحقائق ويوغروا صدور بعض الأكراد السذّج على العرب والمسلمين ..
إن القتال تحت هذه الرايات الكردية المتصهينة تعد من الردّة عن الدين بلا شك ، وكذلك من يُعينهم على حرب المسلمين في الشام والعراق فهو مرتد عن الدين ، ومن ظن أن هؤلاء لهم عهد ووعد كونهم أبناء صلاح الدين ، فنقول له : إن صلاح الدين بريئ من المرتدين والخونة المتصهينين الموالين لليهود والنصارى ، فهؤلاء ليسوا من صلاح الدين ولا هو منهم ، وليس تاريخه تاريخهم ولا عقيدته عقيدتهم ، فالإسلام وحده هو تاريخ صلاح الدين ، والإسلام وحده هو عقيدته ، ومن فرّط في الإسلام ووالى أعداء الدين فلا تاريخ له في هذه الأمة ولا ارتباط له بها ..
ما حدث في تل أبيض في بضعة أيام هو صورة مصغّرة لما سيحصل في بقية البلاد التي سيدخلها الأكراد مستقبلاً : فلا مكان للإسلام فيها ، ولا مكان لمسلم ، ولا موطئ قدم لعربي ، وكل من يدخلها من هؤلاء سيجد الإذلال والقمع وربما القتل ، وسيستبيح الأكراد أموال ونساء وبيوت العرب المسلمين في كل قرية أو مدينة يدخلونها ، سواء كانت تابعة للدولة الإسلامية أو لغيرها من الفصائل ، فكل هؤلاء عند مرتدي الأكراد : من العرب أو المسلمين الأعداء للقومية الكردية ، ومن ظن أنه في مأمن بتعاونه مع الأمريكان فلينظر إلى هؤلاء الصليبيين كيف تحوم طائراتهم فوق مرتدي الأكراد ليشكلوا منطقة عزل جوي نادى بها السوريون لأربع سنوات دون جدوى ، وكيف تم قصف المجاهدين في عين العرب وحول إربيل وتل أبيض بينما يدخل جنود حزب اللات والنصيرية المدن السورية دون قصف ليقتلوا المسلمين ويهتكوا أعراضهم ..
لعل ما حصل في “تل أبيض” : إنذار إلهي للمجاهدين في الشام ، وتحذير وبيان من الله تعالى لما سيحصل بهم إن هم بقوا على نزاعهم واختلافهم ولم يجتمعوا على راية واحدة ولم يعتصموا بحبل الله جميعا وينبذوا الفرقة ، فالله
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Islamic State is a Necessity of the Time"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، والصلاة السلام على عباده الذين اصطفى .. أما بعد ..مما تناقلته وسائل الإعلام المحلية والعالمية قبل أيام : خبر استهداف التحالف الصليبي لجنود الدولة في حلب تزامناً مع قتال جبهة النصرة والأحرار لها على الأرض ، وعنونت الصحف ساخرة بالتالي : “التحالف الدولي يساعد القاعدة في حربها ضد الدولة الإسلامية” !!نسأل قادة قاعدة الجهاد وجنودها : ألمثل هذا اليوم أيد المسلمون قاعدة الجهاد طوال السنوات الماضية !! ألمثل هذا اليوم قُتل الشيخ أسامة رحمه الله تعالى !! أبمثل هذا اليوم يفرح المؤمنون !! لعل الدعوات التي انطلقت تطالب جبهة النصرة بالإنفصال عن قاعدة الجهاد لها وجه ، وإن كنا لا نؤيدها ، فالبطن خير من ظهر أرض تقاتل فيه “قاعدةُ الجهاد” المسلمينَ تحت ظل طائرات الصليب !! هل تقاطعت مصالح قاعدة الجهاد والصليبيين إلى هذه الدرجة !! أي دين يبيح لنا قتال المسلمين تحت طائرات الصليبيين والكفار وبالتعاون مع الأكراد المرتدين ومرتدي الجيش الحرّ !! في شرع مَن يُقتل مَن لا يقاتل المسلمين ، ويُمتحنُ من لا يريد سفك الدم الحرام !! في شرع من يكون قتال المسلمين أولى من قتال النصيرية ومرتدي الأكراد والرافضة ..إن هذا الإعلان له ما بعده ، ونخشى أن يكون بداية مكر وانحراف بالجهاد إلى ما لا يُحمد عقباه ، فما رأيناه في أفغانستان والصومال يحتّم علينا وضع أسس وثوابت متفق عليها الآن قد تصير في المستقبل القريب من المتغيرات ..
لنقطع الطريق على أعداء الإسلام ونعلن المتفق عليه حتى لا يقول متقوّل في الأيام القادمة ، وحتى لا يخرج لنا من أصحاب اللحى (كربّاني وسيّاف وشيخ شريف) من يقاتل تحت راية الصليب باسم صدّ البغي والعدوان ومحاربة الإرهاب والعمالة .. لنتّفق على أمر نعرِف به الكافر والمرتدّ في معادلة سوريا على ضوء قول الله تعالى {ومن يتولّهم منكم فإنه منكم} ، وعلى حقيقة الحرب في الشام ، والتي هي بين الكفر والإسلام :
1- من يتعاون مع الأمريكان أو مرتدي الأكراد أو أيّ من الكفار – بأي نوع من أنواع التعاون – ضد جماعة مسلمة فهو كافر ..
2- من يتعاون مع النصيرية ضد جماعة مسلمة فهو كافر ..
3- من يتعاون مع أجهزة استخبارات يهودية أو نصرانية أو كافرة (معلوم كفرها) ضد جماعة مسلمة فهو كافر ..
أعتقد بأن هذا من المتفق عليه بين الفصائل المقاتلة المنتمية للإسلام في وقتنا هذا ، ولنتفق جميعاً على تكفير وقتال من ثبت عليه مثل هذا : الآن وفي المستقبل ، تحقيقاً لقول ربنا جل وعلا {لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ} (آل عمران : 28) ، فإن لم يكونوا {من الله في شيء} فليسوا منا في شيء ..
لنتّفق ، لأن المكر لن يتوقف عند هذا الحد ، بل سيطول بعض الجماعات التي تتساهل في قتال المسلمين مع جماعات لا خلاق لها ولا دين ( كما حدث في أفغانستان) ، فالتساهل يجر أخاه ، والشيطان يخطوا بالإنسان خطوات ولا يقفز ، وإن لم يتدارك العقلاء الأمر ويتّعضوا بالجبهات السابقة فإن المآل معلوم لذوي البصيرة ، والكل خاسر : خسران دنيا أو خسران آخرة أو الاثنين معاً ، وستخسر أمة الإسلام جيلاً من المجاهدين وأنهاراً من الدماء وجبالاً من الأشلاء بسبب هذه التخبطات وهذه النزوات ، وبسبب معصية الله تعالى في عدم التكاتف والتراصّ ووحدة الصف ، وبسبب الخلاف والتنازع والشقاق ، ولو حضر الإخلاص وغاب حظ النفس : صلح الحال ، فالله المستعان ..
إن اجتماع الدول الكافرة على حرب “الدولة الإسلامية” تكملة لمشوار طويل في حربها على الإسلام : فالدولة الإسلامية ليست المقصودة بعينها ، وإنما المقصود الإسلام كله ، ونظرة واحدة على الواقع تنبئنا بخطورة غياب الدولة الإسلامية – لا قدّر الله – عن الساحة : فالدولة الإسلامية شتتت قوة الأعداء ، وتركيزهم عليها جعلهم يغضون الطرف عن غيرها أو يؤخرون أمرهم ، ولو لم توجد الدولة الإسلامية اليوم لكان التركيز في الشام على الأحرار وجبهة النصرة وأخواتهما من قِبل الفرس والرافضة والصليبيين والنصيرية ومرتدي العرب ، فالدولة الإسلامية أرغمت جميع هؤلاء بصرف جهدهم في قتالها ، ورغم ذلك تستميت بعض الجماعات في الشام لكسر هذا الدرع وهذا الحصن ليتفرّغ لهم العدو ، وهذا من أعجب الأمور !!
انظر إلى مرتدي الأكراد كيف استطاعوا تكوين دولتهم (الصهيونية) وكشّروا عن أنيابهم بعد انحياز الدولة عن بعض الأماكن ، وانظر كيف بقي النصيرية أقوياء في الغرب بسبب الاقتتال الداخلي الذي كانت الدسائس من أعظم أسبابه ، وانظر إلى استماتة البعض في صرف نظر الجماعات المقاتلة عن القرى النصيرية وعن الدروز بجرها لقتال الدولة الإسلامية في حلب بعد أن اعتدت هذه الجماعات على الدولة وأعلنت ذلك للكفار وتبجّحت به في صحفهم لتكسب ودهم وتأييدهم ثم أعلنت ذات الجماعات أن الدولة غدرت بها لتسنتفر الجماعات المقاتلة التي باتت قريبة من القرى النصيرية فتشتت قواها وشملها ، والبعض قال بأنه اتفاق مع قادة هذه الجماعات ليبرووا لجنودهم عدم التوغل في القرى النصيرية ، وهذا مستبعد إن شاء الله !!
لنتخيّل بأن الدولة الإسلامية لم تُشغل أعداء الأمة – من الرافضة والنصيرية والصليبيين ومرتدي العرب – بحربها ، كيف تكون الأمور : أليست إيران تكون لها حدود برية مباشرة مع الشام !! أليس تتفرغ إيران للحوثيين والعراق ولبنان والنصيرية بالدعم بدل الإنفاق والاستنزاف في حربها ضد الدولة في العراق والشام وحمايتها “لمقدساتها” في النجف وكربلاء !! ألن تقصف الطائرات الصليبية النصرة والأحرار وغيرهما في الشام إن كانوا حقاً يمثلون مشروعاً إسلامياً معتدلاً “لا راندياً” ، وهل تقبل أمريكا بغير الرانديّة اعتدالاً !! ألا يلتهم مرتدوا الأكراد شمال العراق وسوريا لصالح المشروع الصهيوني الصليبي العلماني القومي الإشتراكي !! ألا يبقى آلاف مؤلفة من نساء ورجال المسلمين في السجون إلى الآن !! ألا يتفرّغ حكام العرب لضرب الإسلام في كل مكان بدل انشغالهم بالخطر المحدق بهم من الدولة ، ومحاولة التقرّب إلى شعوبهم خوفاً من استقطاب الدولة لها !! هل يكون عند أي جماعة مسلمة اليوم حيّز للمناورة السياسية إن لم تكن الدولة موجودة ونحن نرى الهجمة الشرسة على المسلمين في كل الأرض !! ألم تتوقف بعض الحكومات عن استئصال بعض الجماعات الإسلامية خشية انضمام شبابها للدولة الإسلامية !! هل سيقابل أي مسؤول عربي – أو أي قناة إخبارية – أي قائد فصيل مقاتل إن لم تكن الدولة موجودة !!
البعض من شدة غباءه وجهله يقول بأنه : لولا الدولة الإسلامية لتحررت سوريا منذ زمن !! فنقول لهذا المسكين وأمثاله : انظر إلى
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: “About the al-Jawlānī Interview #2"
Click here for the first part in this article series.
—
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد ..
فقد شاهدت لقاء الجولاني مع مراسل قناة الجزيرة اليوم ، وكان اللقاء جيداً كسابقه إلا في قضية الخلاف مع الدولة الإسلامية الذي ناشدناه وغيره من قادة الجهاد أن لا يُبرزوه للناس ، ففي إبراز حيثيات الخلافات بين المسلمين مفاسد كثيرة على المسلمين ومصالح لا تخفى لأعداء الدين ، فلا يوجد عاقل على وجه الأرض يكشف ستره لعدوّه ويدله على عوراته ، فهذا من أعجب ما نرى – وما رأينا سابقاً – من بعض قيادات العمل الإسلامي على وجه العموم ، والمجاهدين على وجه الخصوص !!
الذي ذكره الأمير الجولاني في شأن إيران ، والذي أخذ حيزاً كبيراً من اللقاء ، هو عين ما ذكرنا في مقالات سابقة ، ولعل مقالة “نحن وإيران” تلخص جميع ما قال الجولاني ، وما قاله في عاصفة الحزم هو عين ما قلناه في مقالة “لا ترقصوا بعد” ومقالة “فهم عاصفة الحزم” ، وليس هذا عجيباً : فنحن كنا – وما زلنا – على فكر قاعدة الجهاد واجتهادها السياسي ورؤيتها لقضايا الأمة ، وهذه الرؤية موروثة عن الشيخين : أسامة وعبد الله عزام رحمهما الله ، وهي رؤية كثير من المفكرين والدعاة المصلحين في القرن المنصرم قبل أن تتغير المفاهيم وتتبدّل تحت ضغط الحكومات العميلة التي استعبدتها أمريكا ، فالمشكاة واحدة ، والمنبع واحد ، والأصول واحدة ..
النظرة السياسية التحليلية لم تتغير ولم تتبدّل ، ولولا الخلافات الأخيرة ، ولولا تلك الأحداث المتسارعة التي قسمت المجاهدين وقصمت ظهورهم لفترة تنفّس فيها النصيرية والرافضة الصعداء ، لولا تلك الفترة لكانت جبهة النصرة والدولة ، أو القاعدة والدولة : جماعة واحدة في الشام والعراق تقاتل النصيرية والرافضة معاً في خندق واحد .. هي ثغرة تغلغل عن طريقها الشيطان واستغلها الأعداء لبث الفرقة فآتى عملهم ثمره في غفلة منا وسوء إدارة لخلافنا بنشره على الملأ ..
أما ما قال الجولاني عن الخلاف مع الدولة الإسلامية : فهو مقصود قناة الجزيرة ومن ورائها من لقاءه ، فقناة الجزيرة لم تكن يوماً محايدة كما يظن البعض ، وها هي تلتقي بالجولاني في الشام وتُظهره بمظهر الحكيم المعتدل في الوقت الذي تحارب فيه “قاعدة الجهاد” في اليمن وتُظهرها بمظهر العميلة لعلي صالح !! كل ما كان يريده أعداء الأمة من لقاء الجولاني هو : إعلان عداوة جبهة النصرة للدولة الإسلامية ، لا أكثر ولا أقل ، أما رأي الجولاني في الأحداث الأخرى فهذا تحصيل حاصل عند أعداء الأمة ، وإن كان الجولاني يعلم ذلك فتلك مصية ، وإن لم يعلم فالمصيبة أعظم ، ولينظر الجولاني كيف يستغل أعداء الأمة كلامه عن الدولة مع إهمال كل ما قال عن الأمور الأخرى ليعلم أنه وقع في فخ الإعلام الخبيث عن حسن نيّة أو جهل .. وهذه بعض التعليقات على كلماته بشأن الخلاف مع الدولة :
أولاً : ظهر الجولاني بمظهر اليائس من الصلح ، وليس هذا شأن المؤمن ، فالله تعالى نهانا أن نقنط من رحمته ، ورحمته وسعت كل شيء ، والله تعالى يحب الصلح ويُبغض الخلاف بين المسلمين ، وقد رتّب على الخلاف الفشل وذهاب الريح ، فلا ينبغي للمسلم أن ييأس ، بل لا بد من الصبر على تحقيق المصلحة ، وهذا الصبر أشد من صبر المعارك ، هو يحتاج إلى عزيمة كبيرة وإيمان وحسن ظن كبير بالله تعالى ..
ثانياً : مسألة الخارجية لا ينبغي ذكرها من قريب أو من بعيد ، كما أن مسألة التكفير يجب أن تختفي من أبجديات المجاهدين ، ونقصد : تكفير المخالف أو المقاتل على إطلاقه ، فالتساهل في الأمرين مذموم ، فالتكفير إن لم يكن صحيحاً : حار على صاحبه ، والتصنيف بالخارجية إن لك يكن دقيقاً وفق منهج سليم – وليس هوى أو فجور في الخصومة أو ليٍّ لمعاني النصوص لإنزالها على جماعة – فإنه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توعّد صاحبة بتبوؤ مكانه في النار ، فالأمرين أخطر مما يظن البعض ..
لقد تتبعت الفتاوى التي حكمت على الدولة الإسلامية بالخارجية ، وجميعها لا تتعدى البتر والترقيع بشكل مقزز ، ومثال ذلك أنهم يذكرون حديث “يَقتُلون أهل الإسلام” ولا يُكملونه ، وكماله “ويدَعون أهل الأوثان” (والحديث عند ابي داود وهو صحيح) ، فإن أكملته لهم قالوا : كان من الخوارج من يقاتل الكفار مع قتاله للمسلمين ، فنقول لهم : هلمّوا ننظر إلى سبب تسمية العلماء لهؤلاء بالخوارج ، فيقولون : نحن لا نأخذ إلا بالحديث وليس بأقوال العلماء ، وسبب قولهم هذا أن العلماء جمعوا ما اتفق عليه الخوارج من صفات واعتقادات فأدخلوا من وافقها في زمرة الخوارج وأخرجوا من لم يوافقها من الوصف ، فحكموا على هؤلاء بالخارجية لكونهم يدخلون تحت حدودهم التي وضعوها والتي يستدركها عليهم اليوم بعض المتعالمين ليأتوا بحدود جديدة على مقياس “الدولة الإسلامية” زعموا أنهم استشفوها من النصوص الشرعية ، وكأن ابن حزم والبغدادي والأشعري والشهرستاني وابن حجر وابن تيمية وغيرهم من كبار علماء الأمة أخذوا تعريف الخوارج من التوراة أو الإنجيل !!
مثال آخر على التخبّط : مسألة التكفير ، فهم يزعمون أن الدولة الإسلامية تكفّر عموم المسلمين – وكذبوا في هذه – فالدولة لا تكفّر عموم المسلمين وإنما تكفّر – باجتهادها – بعض الجماعات والأفراد ، ويقولون بأن الدولة تكفّر بالكبائر ، بل حتى بالصغائر أو بما ليس معصية ، وهذا كله كذب ، ولكن لنفرض جدلاً أنهم صادقون ، وأن الدولة تكفّر عموم المسلمين بما قالوا ، فأين في النصوص الشرعية بأن من يُكفّر عموم المسلمين فهو خارجي ؟ سيقولون : العلماء أجمعوا بأن هذه صفة للخوارج ، فنقول لهم : مَن من العلماء قال بذلك !! سيقولون فلان وفلان ، فنقول : هل تأخذون بتعريفهم للخوارج ؟ الجواب قطعاً : لا ، لأنهم إن أخذوا بتعريف هؤلاء العلماء للخوارج انتفت صفة الخارجية عن الدولة ..
لا يأخذون من أقوال العلماء والنصوص إلا ما يوافق أهوائم ، ثم يقولون بأن أفراد الدول الإسلامية “يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم” !! من أولى بهذا الوصف ؟!
ومن المضحك ما صنع البعض في مسألة “سيماهم التحليق والتسبيد” ، فهم يضحكون على من يستشهد بهذا الحديث في وصف الخوارج ، ولا ندري كيف يضحك مسلم على استشهاد بحديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم !! ليس هذا هو المضحك ، المضحك أن هؤلاء ذاتهم يستشهدون بأثر “ضعيف جداً” في وصف جماعة تخرج في آخر الزمان “شعورهم مرخاة كشعور النساء” فينزلونه على جنود الدولة ، ويستشهدون بحديث “كلاب أهل النار” وهو مختلف في ثبوته فيصفون به الدولة جهلاً وبغيا ، ويستشهدون بحديث “حتى يخرج في عراضهم الدجال” وهو مختَلَف في صحته ،
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "About the al-Jawlānī Interview"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد ..فقد اطلعت على لقاء الأمير الجولاني مع الإعلامي “أحمد منصور” بتاريخ (9 شعبان 1436هـ) ضمن برنامج “بلا حدود” على قناة الجزيرة الإخبارية ، فألفيته لقاءً جيداً في الجملة ، وضع بعض النقاط على الحروف ، وشرح وجهة نظر الجبهة في الشام وعلاقتها مع مكونات الشعب السوري ، ولي على اللقاء بعض التعليقات التي أرجوا أن تتسع لها الصدور :أولاً : الذين صدّعوا رؤوس الأمة بمطالبتهم الأمير البغدادي بالخروج على الملأ بشخصه ، وأقسموا بأنه مجهول أو غير موجود ، وصرّح بعضهم أمام الملايين – بأسلوب المتحدي – أنه إن ظهر فسيبايعه ، ثم لما ظهر البغدادي في الموصل لم يبايع !! نحن نرى الجولاني اليوم لم يظهر على الشاشة بوجهه ، فلمَ لا يطالبون الجولاني بالظهور على الشاشات حتى يعرفه الجميع ، أم أن أحكام الجهالة لا تكون إلا للمخالف !! وهذا رابط لهذا التحدي الذي حذفت الكثير من روابطه على الشبكة :
(https://www.youtube.com/watch?v=3xxEbRy_CrQ) ..
لا نطالب بالجولاني بالظهور العلني ، بل ننصح جميع القادة بعدم الظهور الإعلامي المصوّر ، ولكن الذي ننكره هو الكيل بمكيالين من بعض الناس ، وتقريرهم بأن في عدم الظهور العلني تأثير على أمور ادعوها : مثل أن البيعة لا تكون إلا برؤية المُبايَع ، وهذا خطأ ، فلو كان كذلك للزم جميع جنود جبهة النصرة رؤية وجه الجولاني ورؤية قادة بقية الفصائل !! أكثر المسلمين في الأرض لم يروا الخلفاء الذين بايعوهم ، بل هم تبع لأهل الحل والعقد ، فلا تُشترط الرؤية الشخصية في البيعة ، ولا تؤثر الجهالة على البعض إن كان المُبايَع معلوماً عند أهل الحل والعقد ، وليس الكلام هنا عن “بيعة البغدادي” ، وإنما تقرير مسألة شرعية حاول البعض تحريفها لمخالفتها أهوائهم ..
ثانياً : إذا كان الجولاني يقول بأنهم لا يستهدفون من لا يبدأهم بالقتال سواء كانوا نصارى أم نصيرية أم دروز ، والمسلمون من باب أولى ، والبغدادي يقول “كفوا عنا نكف عنكم” : فكيف يبدأ القتال بين الطرفين في بعض الأماكن !! من الذي يخرق أوامر قادته بالكف عن الغير !! هل هناك عصاة في الطرفين أو مندسين يرون بقاء القتال بين الجانبين مصلحة لمموليهم .. نستبعد أن تكون هذه الأوامر – من الطرفين – مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي ، فكيف يبدأ القتال ؟
ثالثاً : الجولاني قطع كل أمل في أحلام البعض بدعوته الإنفصال عن “قاعدة الجهاد” ، وذكر أنه يأخذ الأوامر والتوجيهات من الشيخ “أيمن الظواهري” حفظه الله ، فهل سيكف البعض عن مطالبته بالإنفصال ، أم سيكون الجولاني عندهم : “خارجي” “قاعدي” “تكفيري” “إرهابي” “عنيف” “تفجيري” “ضال” بعد إصراره على البقاء تحت كنف “قاعدة الجهاد” وزعيمها “التكفيري الأول ورأس خوارج العصر” أيمن الظواهري !! هل سيرضى المخالفون لقاعدة الجهاد عن “جبهة النصرة” أم أنه لا بد للجولاني أن يتبع منهجهم !!
رابعاً : أقر الجولاني بما بينا في مقالات سابقة : أن بعض حلفاءه في “جيش الفتح” يأخذون مساعدات من بعض البلاد ، وحذرهم – كما حذرناهم – مغبة سلوك هذا الطريق ، والسؤال هنا : ألا يعلم الأمير الجولاني بأن هذه الدول المموّلة حرب على “قاعدة الجهاد” قبل “الدولة الإسلامية” !! ماذا لو أمرت الدول المموّلة هذه الجماعات بقاتل “جبهة النصرة” ؟ وستفعل إن لم تفك الجبهة ارتباطها بقاعدة الجهاد ..ننصح “جيش الفتح” بقطع العلاقة مع هؤلاء إن كانوا جماعات صغيرة لا تأثير لها في الساحة العسكرية ، أما إن كانت جماعات كبيرة فلا أقل من إبعادها عن غرف العمليات العسكرية وعن القرار السياسي ، والأفضل قطع العلاقات معها ما دامت مصرة على العلاقات المشبوهة ، وإن أصر جيش الفتح على بقاء هؤلاء فإن الخيانة ستحصل ، وبريق المال عند ضعاف النفوس أقوى من نور الإيمان في قلوبهم ، وهذا ما عرفناه بعد دروس طويلة قاسية في كثير من الجبهات ، وآخرها العراق التي كان الجولاني فيها .. مخطئ من ظن أنه يستطيع خداع الممولين ، فهؤلاء تمرسوا على الغدر والخيانة وطعن الأمة في كل محفل ..
خامساً : ذكَر الأمير الجولاني بأن “جبهة النصرة” ترسل مبعوثين (دعاة) إلى الدروز والنصيرية – لشرح عقيدة المسلمين وبيان الأخطاء التي وقعوا فيها – لإرجاعهم إلى الإسلام ، وهذا عمل جليل كبير مبروك – إن شاء الله – لكونه من أهم أسباب الجهاد ، والسؤال هنا : لماذا نرسل الدعاة للدروز والنصيرية ولا نرسلهم للنصارى ؟ ولماذا الصبر على إرسال المبعوثين للدروز والنصيرية وعدم الصبر على إرسال المبعوثين “للدولة الإسلامية” لإصلاح ذات البين !! أيهما أولى بالمبعوثين ؟
سادساً : ذكر مذيع الجزيرة أنه يريد لقاءً آخر مع الجولاني للحديث عن العلاقات بين الجبهة والدولة ومناقشة طبيعة الخلافات بينهما ، وهنا أذكّر الجولاني وغيره من قادة الجهاد بما قلنا مراراً وتكراراً : لا ينبغي نشر غسيل المجاهدين على حبال الإعلام ، فالعدو يريد كشف ستر المسلمين بمعرفة طبيعة الخلافات ليتغلغل من خلال الفجوات فيحرّش بين المجاهدين بعد أن يئس من هزيمتهم عسكريا ، فلا تُعينوا أعدء الأمة علينا ..
إن كان ما في هذه المقابلة – والمقابلة الأولى مع الأخ “تيسير علوني” – هو فكر الأمير الجولاني ورأيه ، فالرجل عاقل ، والأمور الشرعية عنده منضبطة ، وإن كنا نخالفه في بعض الاجتهادات السياسية ، ولعل عقله وانضباطه جعل “الأمير البغدادي” يختاره دون غيره لقيادة فرع “الدولة الإسلامية” في الشام ، وقد قال الجولاني في مقابلته مع “علوني” بأن الخلاف مع الدولة الإسلامية “ضُخّم ، وأخذ أكبر من حجمه” مما يجعلنا نجزم بأن الخلاف كان تنظيمياً واجتهاداً في النظر للمصلحة العامة كما بيّنا سابقاً : فالجولاني رأى بأن مصلحة الشام تقتضي فصل الجبهة السورية عن العراقية ، والدولة رأت بأن المصلحة تقتضي دمج الجبهتين ، والظواهري رأى بأن المصلحة في الفصل ، وقد نصحنا بالفصل في البداية لسهولته ولكونه أقرب للمصلحة ودرءاً للفتنة ، أما الآن فنرى أن الدمج هو الحل الذي لا مفر منه ، وذلك لسببين :
الأول : أن الدولة الإسلامية تسيطر على نصف الشام ، وهي متغلغلة في كثير من المناطق الغربية والشمالية والجنوبية ، وعدم الدمج قد يؤدي إلى التصادم ، خاصة مع وجود فصائل مدعومة من أجهزة استخبارات ، وبعض هذه الفصائل تعمل في “جيش الفتح” باعتراف الجولاني ، وستعمل على التحريش بين الجانبين ..
الثاني: الدمج هو الموافق للأمر الإلهي بالتراص والقتال صفاً واحداً ، وفي التنازع والتفرقة
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Fitnah in al-Shām"
بسم الله الرحمن الرحيم
قام الجهاد الأفغاني ضد الإتحاد السوفييتي ، وأعلن السوفييت وقتها أنهم أتوا بناء على طلب الحكومة الأفغانية لتحميها من الإرهابيين !! كان من مصلحة أمريكا والدول الغربية إغراق السوفييت في المستنقع الأفغاني ، ولذلك أذنت أمريكا لحكومات الدول العربية بمساعدة المجاهدين ، فحرّض العلماء المسلمين على الجهاد ، وتطاير الشباب إلى أفغانستان يلبون نداء الإيمان ، وهبّت الأمة كلها تجاهد بالمال وباللسان ، ثم حدث ما لم يكن متوقعاً : استطاع المجاهدون في أفغانستان إلحاق هزيمة نكراء بالسوفييت ، واجتمع في أفغانستان خيرة شباب الأمة الذين اكتسبوا خبرات عسكرية وسياسية وشرعية ، وكانت دعوتهم : “نقاتل في أفغانستان وعيننا على فلسطين” .. انتبه الغرب الصليبي ، وولول اليهود في المحافل الدولية : “لقد أيقظتم المارد الإسلامي” ..
بدأ المكر سنوات قبل دخول المجاهدين كابل ، وبدأ التحضير للتحريش بين المجاهدين عن طريق نشر الشائعات من قبيل : الأفغان قبورية ، والعرب وهابية ، الأفغان مبتدعة حنَفية ، والعرب حنابلة أتوا ليغيروا المذهب الحنفي ، العرب يسْبون نساء الأفغان ويهتكون أعراضهن وخاصة نساء الطاجيك والأوزبك ، والقائد الفلاني عميل لأمريكا ، والقائد فلان عميل لفرنسا ، ثم دخلت الدولارات الأمريكية والأموال النفطية لتشتري ذمم بعض القادة ، واستطاع القوم اغتيال العقلاء والعلماء بمساعدة بعض العملاء ، ثم بدؤوا بالتحريش العملي الذي انتهى بالاقتتال الداخلي ..
لم ينسَ الغرب أثناء هذا المكر أن يسِموا المجاهدين العرب بالإرهاب ، وكان رأس الإرهاب العالمي “الشيخ عبد الله عزام” ، فاغتيل رحمه الله وأبناءه ، وتفرق بعده العرب ، وأمر الأمريكان الحكومات العربية بسجن كل عائد من أفغانستان بتهمة الإرهاب بعد أن كانوا مجاهدين أبطال ، فاشتغلت الآلة الإعلامية الغربية والعربية على وتر الإرهاب الإسلامي ، وحدثت أحداث كثيرة يطول ذكرها إلى أن ظهر الشيخ أسامة بن لادن – رحمه الله – في الساحة وأعلن الجهاد العالمي ، فكان رأس الإرهاب في العالم ، وأتباعه كلهم إرهابيون لأنهم أعلنوا نية قتال أمريكا “هبل العصر” ..
لم تألُ الآلة الإعلامية العربية جهداً في تشويه صورة “قاعدة الجهاد” ، فتارة يسمونهم “خوارج” وتارة “فئة ضالة” ومرة “أهل غلو وتنطّع” وتجرأ بعض الساسة فقال “عملاء أمريكا” وبعضهم ذهب أبعد من ذلك فقال “عملاء للصهيونية العالمية” ورماهم البعض “بالجهل” وآخرين “بالغرور” وغيرهم “بالمفتئتين على الآمة” ، وكان أسامة هو رأس الخوارج المارقين الغلاة المتنطعين الضالين المُضلّين المفتئتين على الأمة ، ثم أتتنا تحليلات أخرى كثيرة : منها أن “الشيخ الظواهري” هو من غرر بأسامة ، وأن أسامة مجرّد صورة ، والظواهري هو الحقيقة ، وأن أسامة ألعوبة في يد الظواهري ، وأن أسامة مسكين وعلى نياته ، والظواهري هو المنظّر الأول للإرهابيين ، وأن المصريين المتعصبين التكفيريين استولوا على قيادة “قاعدة الجهاد” وهمشوا “الخليجيين” المسالمين المعتدلين ، وأن “قاعدة الجهاد” انحرفت عن فكر ومنهج “عبد الله عزام” ، وأن “قادة الجهاد الحقيقيين” من أمثال “رباني” و”سياف” تبرأوا من “قاعدة الجهاد” ، وغيرها كثير من الدعاوى التي عجّت بها الساحة الإعلامية والسياسية والعلمية ..
بدأت الحرب في العراق ، وكان صدام حسين وقتها في الإعلام الغربي هو رأس الإرهاب في العالم ، ورأس الشر في كل مكان ، ويملك أسلحة دمار شامل ، أما في الدول العربية فقد كان “صدام حسين” بعثي كافر مُجمع على كفره ، يعذّب المسلمين ويقتلهم ، وفتحوا ملفات صدام القديمة كحلبجة وغيرها ، رغم كونهم حلفاء صدام أيام مجزرة حلبجة .. ثارت ثائرة الشعوب على صدام بسبب الإعلام ، وأفتى العلماء بجواز “الإستعانة” بالصليبيين لقتال البعثيين لأنهم أشد ضرراً على المسلمين ، وعبثاً حاول بعض العقلاء بيان مخططات الأمريكان لاحتلال جزيرة العرب وتدمير العراق من أجل عيون اليهود ، وضاعت هذه الأصوات وسط صخب الإعلام ، وسُجن أصحابها ..
دُمّرت العراق ، وأعلن الشيخ أسامة الحرب على أمريكا التي احتلت جزيرة العرب ، وقام الرافضة وبعض المنتسبين لأهل السنة بمساندة الأمريكان ليدمروا بلادهم ، ثم اتفق الأمريكان مع الرافضة على تولي الأخيرة حكم العراق والنكاية بالمسلمين فيها والمحافظة على المصالح الأمريكية ، ودخلت إيران على الخط ، وقُتل صدّام ، وقامت بعض الجماعات المسلحة بالقتال ، وأُعلن الجهاد في العراق ، فاشتغل الإعلام الصليبي الرافضي العربي على وتر الوهابية والإرهاب والسنيّة والقاعدة وغيرها من التصنيفات ..
دخل الزرقاوي العراق ، وبدأ بالعمل سراً ، وجمع حوله الرجال ، وقام بعمليات نوعية ظهر فيها كقوة عسكرية عالية الكفاءة ، وقام بنحر بعض الأمريكان ونشر ذلك على الملأ ، ثم بايع “قاعدة الجهاد” ليكسب زخماً كبيراً وليلتف حوله المجاهدون ، فكان الزرقاوي هو الإرهابي الأول في العالم ، وهو الذي يشوه صورة الإسلام ويقوّض جهود الأمريكان والرافضة لبناء عراق ديمقراطي حر ، ثم قُتل الزرقاوي رحمه الله ، ولكنه قبل مقتله نشر سياسة بين أتباعه مفادها : أرهب عدوك ثم أرعبه وزلزل الأرض تحته حتى يفرق من لقاءك ، ومشى أتباعه وجنوده على هذه السياسة الزرقاوية الشرعية القرآنية المستمدة من قول الله تعالى {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (الأنفال : 57) ..
قامت الدولة الإسلامية في العراق فأذاقت الأمريكان والرافضة الويلات ، وفتحت بعض الولايات ، وسيطرت على بعض المحافظات ، وخاف القوم من بطشها وقوتها رغم الفارق الكبير في العدد والعتاد ، ورغم القصف والمجازر والتنكيل والتضييق ، أخذت هذه الدولة في التمدد ، وازدادت قوة ، فأدرك الأمريكان بأنه لا مجال لمقاومة الدولة إلا بأهل السنة ..
اشتغلت الدعاية الإعلامية على الدولة في أوساط السنة : وهابية تكفيرية خوارج غلاة همج رعاع لا يريدون الخير للعراق ، يريدون خلق فتنة طائفية بين السنة وإخوانهم الشيعة ، رجعيون سلفيون لا وطنيون ، إقصائيون غرباء دخلاء بعثيون عملاء للأمريكان والصهيونية !! بهذه الشعارات استطاع بعض زعماء القبائل استنهاض أفرادها لقتال الدولة الإسلامية في العراق ، فقام هؤلاء بالمهمة خير قيام ، وعبثاً حاولت الدولة ثنيهم عن القتال : فالدولارات النفطية والأمريكية أتخمت جيوب زعماء القبائل وأعمت عيونهم ، فاستطاع هؤلاء الحد من انتشار وتوسع الدول الإسلامية الوليدة
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "My Brother the Mujāhid: Verily I Love You In God"
من حسين بن محمود إلى أخيه المجاهد .. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد : فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو ، وأصلي وأسلم على سيد المجاهدين وإمام المرسلين رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أخي الكريم ..
لك إخوة في سائر أقطار المعمورة يغبطونك أشد الغبطة ، وكثير منهم ودّ لو باع كل ما يملك ولحق بك وكان عندك .. لقد فضلك الله علينا إذ نفرت وتثاقلنا ، وقمت وقعدنا ، وجاهدت وتخلفنا ، فأين نحن منك ، وأين الثرا من الثريا ، هنيئا لك أخي ، هنيئا !!
إني أحبك في الله .. لا أعرفك ، ولم أرك ، ولم أسمع صوتك ، ولكنني أعرف أنك تجاهد في سبيل الله ، وأن ساعتك خير من حياتي ، وأن لحظاتك خير من عمري ، وأن نومك وجلوسك وخطواتك وضحكك وابتسامتك ومشيك وجميع أمرك خير وأجر وثواب ، وأنا لا أدري ما أفعل هنا ، لا أدري ما أصنع ، وما الله صانع بي ؟
إني أحبك في الله ، أردت أن أقولها لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاني بإعلانها لمن أحب ، قال صلى الله عليه وسلم “إذا أحب الرجل أخاه ، فليُخبره أنه يُحبه” (أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح) .. لستَ من أهلي ، ولا من قرابتي ، ولكنك مقدّم على مَن هو مِن صلب أبي .. ربما أنسى أخي أو ابن عمي أو حتى نفسي ، ولكن أنت !! هيهات أنساك !!
كم من أخٍ لك لم يلده أبوكا … وأخٍ أبوه أبوك قد يجفوكا
كم إخوة لك لم يلدك أبوهُمُ … وكأنما آباءهم ولدوكا
لو كنت تحملهم على مكروهةٍ … تخشى الحتوف بها لما خذلوكا
وأقاربٌ لو أبصروك معلّقا … بِنِياط قلبك ثمّ ما نصروكا
لا أنتهي من صلاة إلا وأدعوا الله أن يحفظك ، ولا أتذكر الدعاء في سجود أو مطر أو منزل إجابة إلا ونصيبك من الدعاء الأوفر ، إني أدعوا الله لك قبل أن أدعو لنفسي ، وأدعوا الله لك وربما نسيت نفسي ، ربما لأنني لست ذا قيمة في الأمة ، وأنت جوهر الأمة وكنزها ، والقلوب مجبولة على التعلق بالغالي والنفيس ..
والله ما طلعت شمس ولا غابت … إلا وذكرك متروك بأنفاسي
لست وحدي ، كل مَن أعرف ههنا يحبك ، بل كل من أخاطب أو أجالس أو ألتقي يحبك حبا عجيبا لا يعلم كنهه إلا الله ، ولا يعلم مداه إلا الله .. لولاك أخي ما رفعنا رأساً ، ولا خاطَبنا إنساً ، ففعلك أنطقنا ، وعزيمتك سبب عزّنا ، نحن بدونك أذلة ، وبغيرك قلة ، كغثاء السيل ، أنت البعيد القريب ، الغريب الحبيب ..
إن يفترق ماء الوصال فماؤنا … عذب تحدَّر من غمام واحد
أو يفترق نسبٌ ، يؤلف بيننا … دين أقمناه مقـام الوالد
لا أدري أين أنت الآن : أأنت في الشيشان تحت شجرة خضراء !! أم أنت في جبال سليمان تحت صخرة صماء !! أأنت بين ثلوج كشمير !! أتصلي الآن في المسجد الأقصى !! أم أنك ترشف من ماء الفرات أو دجلة !! أو في سهول حمص أو حماة أو الرقة !! قد تكون في الفلبين أو في جنوب تايلاند أو شمال غرب الصين !! أو في المغرب الأوسط أو الأقصى !! أنا لا أدري أين أنت الآن ولكن : كن حيث شئتَ فأنت ههنا معي :
ما غاب عن عيني خيالكَ لحظة … ولا زال عنها والخيال يزول
أراك الآن وقد توسّدت الأرض وأسندت ظهرك للجدار بعد غزوة مباركة تلتقط هذه الورقات لتقرأ هذه الكلمات ، وقد أسند رشاشك ظهره معك .. كم أغبط ذاك الرشاش الذي يصاحبك .. لا أظنك وحدك .. فأنت لا تخلوا من إخوة الطريق .. لله درهم كم أحبهم .. بالله عليك أخبر من جنبك بأني أحبه في الله ، وأني مشتاق لرؤيته ..
مَن مُبلغ الرفقاء أني بعدهم … أُمسي رفيق كواكب الجوزاء !!
أتدري من أغبط أكثر !! أغبط أخاك الذي بجنبك ، هذا الذي يراك ويجلس معك .. لا أدري كم يحبك في الله !! إن كنت أنا البعيد هكذا ، فكيف القريب الذي معك !! أتعرف أخي سبب غيرتي ممن معك ؟ قال نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي “قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور ، يغبطهم النبيون والشهداء” (الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح) ، ومعنى “لهم منابر من نور” : أي يجلسون على منابر من نور ، ليست منابر خشبية ولا عاجية ولا ذهبية ، بل منابر من نور يتمنى النبييون والشهداء أن يكون لهم مثل ما لهؤلاء !! آآه لو كنت معكم فأفوز بهذا الحب عَلّي أرى تلك المنابر ، لستُ أطمع اعتلاء مكان أساويكم فيه حتى أصنع ما صنعتم ، فلا يستوي القاعد والمجاهد ، لا يستوون عند الله ..
أذكر لك خبر لعله يفرحك ، ويفرح من يحبك من إخوانك ، وهو “عن أبي إدريس الخولاني رحمه اللَّه ، قال : دخلت مسجد دمشق فإذا فتىً برّاق الثنايا ، وإذا الناس معه ، فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه ، فسألت عنه، فقيل : هذا معاذ بن جبل ، فلما كان من الغد: هجّرت [أي : بكّرت] فوجدته قد سبقني بالتهجير ، ووجدته يصلي ، فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قِبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت: والله إني لأحبك لله ، فقال : آلله ؟ فقلت: ألله. فقال : آلله ؟ فقلت : ألله . فأخذ بخبوة ردائي فجبذني إليه ، فقال : أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال اللَّه تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتجالسين فيّ ، والمتزاورين فيّ ، والمتباذلين فيّ” (حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح).
وكل محبة في الله تبقى … على الحالين من سَعة وضيقِ
وكل محبة فيمن سواه … فكالحلفاءِ في لهـبِ الحريقِ
[الحلفاء : نوع من الشجر]
إنما ذكرت لك هذا الخبر لأدخل السرور إلى قلبك ، وذلك أن “من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن : تقضي عنه دينا ، تقضي له حاجة ، تنفس له كربة” (ذكره الألباني في السلسة الصحيحة) ، ولئن كنت ذكرتُ لك حديثاً فأنت قضيت حوائج الأمة ، ونفّست عنها كُربات ، وقضيت عنها بعض دينها ، وأرغمت أنف عدوها ، فكل ذلك يُدخل من السرور على القلوب ما لا يعلمه غير علّام الغيوب ، فأنت أهل الثناء والشكر ..
سأجعل ما حَييتُ جميل شكري … لما أسدَيْتَ من نِعَمٍ غِدَائي
ولستُ أرى الحياة تطيب ، إلا … بحسن تحَمُّدي لك والثناءِ
لقد زاد حبي لك لمِا وصفك الله به في كتابه ، وعلى لسان نبيه ، بأنك : هيّن ليّن ذليل رحيم خافض جناحك للمؤمنين ، وبأنك : عزيز شديد غليظ مرعب مُرهب مترصِّدٌ ضاربٌ قاطعٌ
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Session with Dr. Always"
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد كتابة مقالة بعنوان “المفاصلة هي الحالقة” تعليقاً على بحث كتبه الدكتور “مظهر الويس” ، نشر الدكتور – غفر الله لنا وله – رد فيه بعض الإتهام وبعض اللمز ، ومن تابع ما أكتب علم أنني لا أحب الردود على الردود ، ففيها مضيعة للوقت وصرف عما هو أهم ، ولكنه لما كان الرد من أحد طلبة العلم الذين هم في الثغور ، كان اللائق كتابة تعليق على تعليقه حتى يزيل بعض اللبس إن شاء الله ..
عنْون الدكتور رده بـ “الرد على صاحب الحالقة الذي يدافع عن دين المارقة” ، وسأجعل ما اخترت الرد عليه أعلى التعليق وبين معكوفين […] كالعادة :
قال الدكتور : [ورغم أن الكاتب قد مدح البحث وأثنى عليه إلا أن هذا الثناء أراده لكي يظهر أنه موضوعي فيمرر على القارئ ما ذكره من مغالطات, ولقد عُرِف كاتب هذا المقال بتقلبه ولم يعرف له موقف ثابت وذلك عبر مقالاته العديدة وإنما موقف الضبابية المتذبذبة التي قد يعتبرها حكمة !!!]
أقول : أما مدحي لرسالته لإرادة إظهار بأني موضوعي ، فالله أعلم بالسرائر .. وأما التقلّب والتذبذب والضبابية فمقالاتي بالمئات في الشبكة العالمية فليقرأها الدكتور ويستخرج منها ما تفضل به ، وقد كتبت مقالة قبل فترة قريبة بعنوان “مع من أنت” ذكرت فيه موقفي من بعض الأحداث ..
قال الدكتور : [والحق أن حسين بن محمود لم يوفق في رده هذا وما نرى هذا الرد إلا جاء بناءً على طلب من إخوة منهجه من الدواعش الذين دأبوا على استجداء أهل العواطف المتقلبين ليطيروا بها كعادتهم في مثل هذه الأمور]
الجواب : لم يطلب مني أحد الرد على رسالة الدكتور غفر الله لنا وله ..
قال الدكتور : [ومن أبرز المغالطات التي ذكرها الكاتب : أولاً: كلامه عن الدكتور طارق عبد الحليم حفظه الله فالشيخ حفظه الله تصدى للخوارج المارقة من العوادية وتحمل في هذا الأمر الكثير وإن كان في بعض كلامه قسوة ولكنه لا يخرج عن نطاق الأدب كما ادعى الكاتب]
أقول : نقلنا عنه ما خرج به عن نطاق الأدب في حق نساء المسلمين ما نستحي من تكراره ، ونحن نحترم الدكتور طارق ، وكتبنا فيما مضى تعليقاً على بعض كلامه لم نتجاوز فيه الأدب ، وقد وصله وعرف كاتبه .. بعض كلام الدكتور طارق لا يليق بسنِّه ولا بالعلماء ، فنحن نربأ به أن يصدر عنه مثل هذا ، وقد نصحناه ، فنسأل الله أن يجعلنا وإياه ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأن لا نكون وإياه ممن قال الله فيهم {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ} (البقرة : 206) ..
قال الدكتور : [وكان الأحرى بالكاتب أن يتوجه إلى أنصار العوادية الذين اشتهروا بالبذاءة والفحش بدل التركيز على قضية كهذه]
الجواب : نصحنا أنصار المجاهدين من جميع الجماعات أن يلتزموا الأدب في الحوار ، وكتبنا مقالات قديمة وحديثة في هذا الصدد ، ولا زلنا نقول ونكرر وننصح الجميع بالتزام الآداب الشرعية ، ولا يكاد يسلم من التنابز بالألقاب أحد ، نسأل الله لنا وللجميع المغفرة ..
قال الدكتور غفر الله لنا وله : [وكنا نتمنى من الكاتب أن تكون غيرته لدماء أهل السنة من المجاهدين وللمشروع الجهادي أكثر من حساسيته لقضية تافهة أم أنه الورع البارد والتنظير القتّال الذي ابتلينا به من مشايخ النت المجاهيل !!!.]
الجواب : غيرتنا على دماء المسلمين جعلتنا لا نتوقف عن الكتابة والنصح والبحث لعقد ونصف منذ أن بدأت الأحداث في زماننا هذا ، ونسأل الله أن يجعل الغيرة خالصة لوجهه الكريم .. أما المشيخة فلم أدعها يوماً ، وذكرت هذا في مقال “مع من أنت” وقبل هذا بسنوات ، وأما الجهالة : فالله أعلم بنا ، ونسأل الله الستر ، وأن يحشرنا في جملة المغمورين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وما يضر المسلم أن لا يعرفه غير الله ، نسأل الله السلامة والعافية والإخلاص في القول والعمل ..
قال الدكتور : [ضرب الكاتب على وتر أني قلت “دين المارقة” وفهم من هذا الكلام أن المارقة لهم دين غير دين الإسلام وهو بذلك يوحي للقراء أني أكفر جماعة الدولة لكي يقول للناس أني وقعت فيما حذرت منه ,وقد كنت أتمنى أن لا يصدر من الشيخ أسلوب البتر الذي نقدني به ولكنه لم يأت على ذلك ولو بمثال واحد] ، وقال [وأما أني قلت “دين المارقة ” فإني أربأ بالشيخ أن يصل به الأمر أن يظن أن كلمة الدين لا تطلق إلا على الملة وأبسط طلاب العلم يعلم استعمالات لفظ الدين لغة واصطلاحاً وأنها تطلق على الرأي والطريقة والعادة ,وواضح أني قصدت بدين المارقة أي طريقتهم و أراؤهم وهذا معروف عند السلف الذين يطلقون هذا على أهل البدع]
الجواب : أما لفظ “الدين” فإذا أطلق يصير إلى معنى واحد ، ومن أراد صرف المعنى فعليه أن يذكر الصارف في محله ، ونعتذر للدكتور إن أسأنا فهم كلامه ، ولكن هذا الذي ظهر لنا في العنوان ،كما نشكر الدكتور على النقولات التي نقلها لنا في هذه المسألة وغيرها ..
قال الدكتور [وبعد هذه النقول فإني أتمنى من الشيخ أن يكون قد علم استعمالات مصطلح الدين وأنه يطلق على المعتقد والرأي وليس محصوراً بالدين الذي هو بمعنى الملة ولكن الشيخ اتبع وللأسف أسلوب الغلاة الذين يتصفون بالعقلية الأحادية والإلزام باللوازم كشنشنة أهل البدع] .
الجواب : نسأل الله السلامة والعافية لنا وللدكتور ولجميع المسلمين من الغلو والعقلية الأحادية والإلزام باللوازم وشنشنة أهل البدع ..
قال الدكتور : [ثالثاً: أما أني لم أذكر حسنة واحدة لدولته الميمونة ! فإني أسائله عن هذه بعض هذه الحسنات إلا إذا كان إعلان الخلافة و ضرب رقاب المجاهدين في الشام والعراق و تسليم المناطق للرافضة واستجلاب التحالف الصليبي وترهيب الناس وسلب أموالهم وتشويه الإسلام والجهاد وفتنة الناس في دينهم و دنياهم حسنة !]
الجواب : الدولة الإسلامية قتلت الآلاف من الرافضة والنصيرية وضربت أعناقهم ، وحررت آلاف الأسرى من الرجال والنساء
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "They Plotted a Huge Wily Plot"
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرنا في مقالة سابقة (فهم عاصفة الحزم) أن هذا التحالف الذي يقصف اليمن لا يجتمع لمصلحة المسلمين ، وأننا عرفنا هذا بتتبعنا واستقراءنا تاريخه الطويل في العمالة والخيانة ، وقلنا قبل أيام في مقالة بعنوان “صولة العصافير” أن هناك مخطط لتدخل خارجي تركي إيراني عربي في العراق والشام ، وذكرنا في مقالة “مع من أنت” : “هذه العاصفة [عاصفة الحزم] ستهدأ قريباً لأن أعضاءها غير مخلصين ، وليسوا على قلب رجل واحد ، وكلهم أصحاب مصالح شخصية ، وتتحكم فيهم الأنانية ، وتغلب عليهم الإنتهازية ، وإيران ستلتف حولهم مستغلة هذه الثغرات ، وما يهمنا منها هو إضعاف الحوثيين وعلي صالح ، ولن يستطيعوا القضاء عليهم بالقصف” (انتهى) ..
الحقيقة أنني كنت شبه متأكد مما سيحصل في بلاد الحرمين ، وقلت لبعض الأحبة : بأن القوم يريدون ترتيب البيت “السعودي” بتسليم الحكم “لابن نايف” ثم “لابن سلمان” ، وجعل الحكم في عقب سلمان وفي البيت السديري إن استطاعوا ، وقد حاول “عبد الله بن عبد العزيز” جعل الأمر في عقبه عن طريق ولده “متعب” ، ولم يستطع ..
لعل البعض يتسائل : ما دخل هذا بعاصفة الحزم التي أصبحت “إعادة الأمل” ؟
إذا تقرر لدينا بأن القوم ليست لهم نية في نصرة دين ولا شعب ، وأن الأمر مصالح : فقد كانت “عاصفة الحزم” لتلميع “ولد سلمان” الصغير الذي نيطت به قيادة الدفاع لتَعرفه العامة ، فهذا الولد الذي لم يبلغ الثلاثين بعد ، والذي لا يعرفه أحد : صار أشهر شخصية قيادية في جزيرة العرب بعد “عاصفة الحزم” وأختها ، فتدمير البنى التحتية لليمن ، وقصف الجيش اليمني والحوثيين كان سببه الأكبر إظهار “محمد بن سلمان” وتعريف الناس به ..
لم يكتفوا بالمكر بغيرهم ، بل هو بينهم أشد : حيث أمر ملكهم “الحرس الوطني” الموالي لمتعب – ومن قبله والده عبد الله – بالتدخل في اليمن ، ولم يأمر الجيش كما هو العرف في الحروب ، والهدف من ذلك : إضعاف الحرس الوطني ، ومن ثم “متعب” ، فإن نجح “متعب” فالفضل لملكهم سلمان الآمر بالتدخل ، فمتعب خاسر في كلا الحالين ، ولذلك لم يتدخل بقواته إلى الآن ، ولا أظنه يفعل إلا أن يُحاط به ، فهذا جانب من المنافسة على الحكم الذي أُقصي بسببه كثير من الأمراء الكبار في السن من أحفاد عبد العزيز ليتقدّمهم شاب لا خبرة له ولا دراية ، ولنا أن نتخيل حجم الحنق والغضب الذي أثارته هذه القرارات ..
ما الذي حصل ؟
بعد موت “عبد الله بن عبد العزيز” : عمل “ابن نايف” على طرد حاشيته التي قلبت البيت “السعودي” رأساً على عقب وابعدت القسم “السديري” عن الحكم ، ثم اتفق مع سلمان وابنه لإبرازهما كقياديين ، فكان قرار التدخل في اليمن الذي يجمع لهم بعض المصالح الأخرى التي منها : إظهار سلمان بمظهر القيادي ، وأنه مخلّص الأمة من المد الرافضي ، وأنه لا داعي للجماعات الجهادية في وجود حكومة “سعودية” قوية تحمي مصالح الأمة ، وإضعاف الحكومة اليمنية ومن ثم إدخال اليمن في بيت الطاعة “السعودي” ، والتخلص من الشغب الحوثي جنوب حدود البلاد ، وقطع الباب أمام إيران إن أرادت خلق المشاكل في اليمن وباب المندب ، والتحضير للتدخل العسكري في الشام ضد المجاهدين وبأسم محاربة الحكومة السورية ، وغيرها من الفوائد والمصالح !!
كانت عقبة التدخل هي إيران ، فاتفق القوم صورياً مع “نواز شريف” و”أردوغان” على دعم “المملكة” ، وأمريكا حاضرة تراقب الأمر برمته ، وقدّمت الإستشارات والدعم المعنوي والسياسي والمخابراتي ثم العسكري لاحقاً ..
اصطدم نواز شريف بالبرلمان الباكستاني الذي فيه نسبة كبيرة من الرافضة ، فاكتفى بإعلان دعم باكستان للمقدسات الإسلامية ، وحرّك “ابن نايف” الجماعات الإسلامية في باكستان لتُعلن في مسيرات مليونية استعدادها للتدخل عسكريا لحماية بلاد الحرمين من أي تدخل إيراني لترهب إيران وتضغط على الحكومة الباكستانية ، ثم أعلن أردوغان وقوفه بجانب “آل سعود” ، وكان شرط أردوغان : إنهاء حكم بشار في سوريا ، وإيقاف دعم آل سعود للإنقلاب في مصر ، وبالطبع : تحركت المدمرات الأمريكية إلى مضيق باب المندب لتؤكد لإيران جديّة الأمر ، فسكتت إيران ، وقصفت الطائرات “السعودية” والعربية مواقع الحوثيين وجيش علي صالح ودمرت البنى التحتية لليمن لتصبح في المستقبل عالة على المساعدات “السعودية” ، ولا نستبعد أن تضم “السعودية” بعد الأراضي اليمنية الجديدة إلى حدودها مقابل نصرة “الشرعية” ..
الدعم الأمريكي لعاصفة “الغبار” هذه لا بد أن يكون له ثمن ، والثمن هو : ضمان أمن حدود يهود في فلسطين ، والقضاء على المجاهدين عامة ، وعلى الدولة الإسلامية وجماعات قاعدة الجهاد خاصة ، وتمويل القصف الصليبي على العراق الشام ، وقد تحرك القوم لتنفيذ هذه الخطة : فاستطاعوا تدريب وتسليح بعض الجماعات ، وقامت بعض طائراتهم بقصف مواقع النصيرية إعلاناً لبدئ المرحلة القادمة ، ولعل بعض النصيرية ينقلب على بشار في الأمد القريب بعد أن أيقنوا أن الأمور قد تحسم لصالح التحالف الصليبي العربي التركي ..
هذه الخطة طبقوها في أفغانستان – ابان الحرب السوفييتية – فأتوا بصبغة الله مجددي ليحكم أفغانستان ، ولم تستقر الأمور لضعفه ولوجود قوى منافسة ، فقامت الحرب الداخلية التي انتهت بظهور الطالبان ، واستطاعوا القضاء على طالبان بنفس الخطة ، وطبقوا هذه النظرية في الصومال وفي مالي والبوسنة وفلسطين ، وفي كل مرة يقع المسلمون بكل سذاجة في فخهم بسبب انعدام الثقة فيما بينهم ، وبسبب العداوة التي أوجدها العدو بينهم ، وبسبب جهل البعض بطبيعة الراية الشرعية التي ينبغي أن يقاتل تحتها المسلمون ..
لعل الأيام القادمة تكشف لنا عمق الغباء السياسي لبعض الجماعات مقابل مكر وخبث الأعداء ، فالجماعات التي دخلت تحت كنف هذا التحالف باسم تحرير الشام من النصيرية ستجد نفسها خارج اللعبة السياسية قريباً كما حصل لرباني وسياف ، وسيأتي القوم ب”كرزاي” سوري ليحكم الشام ، وقد يستخدم القوم هذه الجماعات المقاتلة لقتال الدولة الإسلامية وقاعدة الجهاد والجماعات المخلصة مقابل وعود
New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Image of the Birds"
بسم الله الرحمن الرحيم
جدّت أمور ، وانقشع الغبار عن بعد مخططات الأعداء ، وتبيّن أن الحرب الإعلامية على الدولة الإسلامية لها أبعاد محددة يخطط لها المتربصون بالأمة .. لاشك أن تشويه الدول الإسلامية القصد منه تشويه الإسلام عامة ، وأهل الجهاد خاصة ، ولكن القوم لهم أهداف وخطط يأملون أن تنتهي بعض خطواتها ليُتموا ما يحلمون به من تدمير العمل الجهادي برمته في العراق والشام ..
هناك مخطط لضرب الجهاد عن طريق الزج بالجيش المصري والتركي في سوريا ، والدفع بالجيش الإيراني مع العراقي والأردني في العراق ، مع الغطاء الجوي الأمريكي والفرنسي والبريطاني والخليجي والعربي .. هذا المخطط لا بد له من حاضنة شعبية داخل حدود الدولة الإسلامية ، ولا بد له من مساندة الجماعات المقاتلة في العراق وسوريا ، فهذا الحرص على إذكاء روح العداوة بين الجماعات المقاتلة في سوريا وبين الدولة الإسلامية : هو خطوة ضمن هذا المخطط الخبيث لاستئصال شأفة الجهاد في الشام خاصة ، وحفظ حدود الدولة الصهيونية في فلسطين ، والإبقاء على الحكومة النصيرية خنجراً في خاصرة المسلمين ..
الذي يؤخر مخططهم في الشام هو عدم وجود جماعات “معتدلة” قوية تحارب “إرهاب” الدولة الإسلامية ، ولمعرفة حقيقة المخطط : ينبغي معرفة قصدهم من الإرهاب والاعتدال ؟!
أما الجماعة المعتدلة : فهي الجماعة التي توالي الأمريكان والمرتدين ، وتعمل على تحقيق مصالحهم في سبيل تحصيل مكاسب مادية أو سياسية ، وتُصنع على عين أمريكا عسكرياً وسياسياً ، وتدعهمها أمريكا بالتدريب والتسليح ومخابراتياً ، وتموّلها الدول النفطية ..
أما الإرهاب : فهو الإسلام ، فكل جماعة غير “معتدلة” – بمعنى الإعتدال أعلاه – هي جماعة إرهابية وإن حاربت الدولة الإسلامية ، فصفة الإرهاب ملازمة لكل جماعة مسلمة تريد قتال أعداء الإسلام لتقيم – بعض أو كل – شعائر الإسلام في بلاد المسلمين ، ولنأخذ “جماعة الإخوان المسلمين” مثالاً : الإخوان جماعة إرهابية رغم إعلانها عدم إرادة الحكم بالشريعة ، ورغم إعلانها الدولة المدنية ، ورغم إعلان إيمانها بالديمقراطية والتعددية ، ورغم تقربها وتوددها للنصارى والكنيسة المصرية ، ورغم إعلان احترامها للمعاهدات الدولية عامة ، ومعاهدة كامب-ديفد خاصة ، ورغم إعلان حكومة الإخوان الحرب على الجماعات “الإرهابية” في سيناء ، ورغم إعلانها الوسطية والاعتدال والعقلانية وإعتمادها المواثيق الدولية !! لم يشفع لها كل هذا ، وبقيت جماعة إرهابية لأنها جماعة “إسلامية” ، وهم “إخوان مسلمون” ، وهذا الوصف كافٍ لوصمهم بالإرهاب رغم محاولة الإخوان تفريغ الوصف من محتواه ، ولكنهم فشلوا في الوصول بالتفريغ إلى مستوى الإعتدال المطلوب ..
إذاً : أمريكا تحتاج في سوريا إلى “الإعتدال” بمنظورها – والذي هو “الردّة والكفر” بالمنظور الشرعي – لمحاربة “الإرهاب” الذي هو الإسلام ، فهي لا تريد قتال جماعة بعينها كما يعتقد البعض ، فالنصارى حربهم على الإسلام ، لا على جماعة مسلمة ..
الأمر الآخر الذي يؤخر مخطط الأعداء لبدء ضرب الجهاد في الشام هو : “أردوغان” ، فهذا الرجل مصرّ على التخلص من “الأسد” في أي تسوية أو حل للقضية السورية ، وفي ذات الوقت لا يريد التعامل مع “السيسي” لأنه حاكم “غير شرعي” ومغتصب للسلطة “الشرعية” المتمثلة في “مرسي” وحكومته (كما يقول) ، ولا ندري إن كانت هذه قناعات أم أن الرجل لا يريد توريط دولته في حرب مع الدولة الإسلامية ، فالرجل عمل جاهداً على إخراج بلاده من حروب إستنزاف ، وقام بعمل جبار في الجانب الإقتصادي والسياسي ، فدخوله في حرب مع الدولة سيكلفه الكثير لأن تركيا لها حدود كبيرة مع الدولة ، وجنود الدولة “أشباح” لا يمكن التبؤ بما قد يفعلونه بتركيا ، فتركيا ستصير خراباً إن أعلنت الحرب على “الدولة الإسلامية” ، والجيش التركي الذي استنزفه الأكراد العلمانيون لا يمكن أن ينتصر على الدولة الإسلامية ، وبضع تفجيرات في اسطنبول وأنقرة كفيلة بهدم كل ما بناه أردوغان وحزبه ، وهذا ما تريده أمريكا وأوروبا وصهاينة اليهود والعرب والمعارضة التركية الذين يستميتون لجر تركيا في هذه الحرب حتى يسقط أردوغان وحزبه “الإسلامي” ، وتتوقف تركيا عن منافسة دول أوروبا اقتصادياً ، وإحراجهم سياسياً ، ويسقط ويفشل أي نموذج “إسلامي” ناجح ..
إن الحملة الإعلامية المسعورة على الدولة الإسلامية ليس المقصود منها الوقوف عند تشويه صورتها ، بل المقصود إقناع الجماعات المقاتلة في سوريا بضرورة محاربة الدولة الإسلامية ، وعندما فشلت الجهود الإعلامية والدبلوماسية والسياسية لتحقيق أهدافها المرجوة : لجأ القوم إلى استغلال الدين برمي الدولة بالخارجية لإقناع الجماعات المقاتلة بقتال الدولة من منطلق شرعي ، وهذا هو سر إصرار الكثير من أعداء الدولة اليوم على وصف “الخارجية” ، فالأمر ليس عشوائي ، بل هو مخطط مدروس ينفذه البعض عن علم أو جهل ، وهذا سر خروج رسائل وفتاوى ومقالات كثيرة في الآونة الأخيرة موجّهة لأفراد الجماعات المقاتلة – في سوريا على وجه التحديد – تحثها على قتال الدولة من هذا المنطلق ، وإذا نجحوا في إيجاد حاضنة شعبية تستطيع الوقوف في وجه الدولة الإسلامية ، عندها سيقومون بالخطوة التالية ، وهي : التدخل عسكرياً للقضاء على الدولة ، ثم على بقية الجماعات المقاتلة الغير معتدلة التي وقفت متفرجة على الدولة لخلافها معها ، ثم الإتفاق مع المعتدلة على صيغة لحكومة مدنية تحمي الأقليات الدينية في سوريا وتضمن أمن وسلامة حدود يهود الشرقية ، وربما عملوا على تقسيم سوريا بين الطوائف كما فعلوا في العراق ، وهذه هي ذات الخطة بحذافيرها التي نفذت في أفغانستان وقضت على حكم طالبان ، ولكن بدل الخارجية ، قالوا : طالبان بشتون عملاء للباكستانيين ، والقاعدة وهابية حنبلية تريد تغيير دين الأفغان ومذهبهم الحنفي ، والمجاهدون العرب أتوا لنكاح الفتيات الأفغانيات وسبيهن ، وخرجت فتاوى ودراسات ورسائل في بلاد العرب قررت “خارجية” القاعدة وبدعية طالبان !!
الحرب الإعلامية على الدولة الإسلامية في العراق عجيبة : فهي خارجية عند بعض السنة ، ناصبية عند الرافضة ، وهابية عند الصوفية ، مسلمة عند النصارى واليزيدية والعلمانيين ، بعثية عند الموتورين والمغفلين ، غالية متنطعة عند “المعتدلين” ، سلفية جهادية جاهلة مفسدة للعملية السياسية السلمية عند الإخوان ، سنّية عربية عند إيران ، طموحة في توسعها عند الدول العربية ، تطمع في تحرير