New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Allowing Women to Drive"

ﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺓ

ﻫﺬﺍ ﺟﺰﺀ ﻣﻌﺪَّﻝٌ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻗﺒﻞ 4 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ :
1. ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺩﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺟﺐ ﻛﺒﻴﺮ : ﻭﺍﺟﺐ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺃﺫﻧﺎﺑﻪ ﻭﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﺑﺔ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﻊ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻠﻬﺎ .
ﻓﻲ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ – ﻛﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺓ – ﺻﺮﻑٌ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﺗﻬﺰﻳﻞٌ ﻟﺼﻮﺭﺗﻬﻢ ﻟﻴﺒﺪﻭﺍ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﺧﺼﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺸﻨﺠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺠﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻌﻮﻫﺎ ” ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ” ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﺗَﺼَﺪُّﺭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻟﻤﻬﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻﺀ ” ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ” ﺍﻟﻤﻔﺘﺮَﺿﻴﻦ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻐﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﻌﺎﺭﻙ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ .

2. ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﺑﺪﺍ ﺭﺳﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ! ﺑﺤﻴﺚ ﺇﺫﺍ ﻣﻨﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺣﻤﺖ ﺑﻴﻀﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺣﺮﺳﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ !! ﻓﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﺫﺭٌّ ﻟﻠﺮﻣﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﺻﻠﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ !

3. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ، ﺗﺸﻤﻞ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺟﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺒﺚ ﺑﻘﻨﻮﺍﺕ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﻔﺬﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﺛﻢ ﺇﺳﻜﺎﺕ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻜِﺮﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻭﺗﻐﻴﻴﺐ ﺍﻟﻘﺪﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﺛﻢ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﻨﻘﻞ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺭُﻓﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺭﺓ ﻟﺘﻄﺒﻖ ﻫﻲ ﻭﻳﻄﺒﻖ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﻔﺬﻳﻦ !!
ﻓﺒﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺓ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺜﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﻭﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ . ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ” ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﺮ ” ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻳﺼﺪﺭﻭﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ !
ﻟﻜﻦ ﻧﻨﺒﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺃﻋﻼﻩ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺗﺸﺘﻴﺖ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ، ﻭﺍﺩﺧﺎﺭ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻟﺠﺬﻭﺭ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ .

4. ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﺎﻛﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ : ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﺎﻛﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﻴﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺫﺍﺗﻬﺎ !
ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﺎﻛﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﻭﺯﻭﺟﺎﺕ ﻭﺃﺧﻮﺍﺕ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻌﺘﻘﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﻌﺸﻦ ﻛﺎﺑﻮﺳﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻭﻳﺘﺠﺮﻋﻦ ﺍﻷﺳﻰ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻫﻦ ﻳﻌﻠﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺫﻭﻳﻬﻦ !
ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﺎﻛﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻼﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﺘﻤﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺴﻦ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺁﺑﺎﺋﻬﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ، ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻦ ﻛﻢ ﺳﺘﻤﺘﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ !
#ﻗﻴﺎﺩﺓ_ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ

د. إياد قنيبي

____________
Source: Telegram

New release from Dr. Iyād Qunaybī: "The Cost of Saving the Muslims of Burma – A Simple Calculation"

مسلمو بورما يفرون من الحرق في بلادهم، تمتنع كثير من البلاد عن السماح لهم باللجوء إلى أراضيها، فيموتون في عرض البحر جوعا أو غرقا.
حسبت حسبة بسيطة: في بورما حوالي 8 ملايين مسلم. لو استضافتهم إحدى دول المسلمين الغنية ونصبت لهم الخيم في عرض الصحراء وأعطتهم الحد الأدنى من الطعام والشراب، لا علاج ولا تعليم ولا ترفيه…المهم ألا يُحرقوا ويغتصبوا ويقطعوا على أيدي البوذيين!
كم سيكلف الفرد؟ لا أظنه يكلف اكثر من 3 دولارات. اي أن تكلفة هذا الشعب المضطهد يوميا 24 مليون دولار.

معلومة: دخل السعودية اليومي من النفط يصل إلى مليار دولار…يعني أكثر من 40 ضعف المبلغ المطلوب!
التكلفة السنوية لإنقاذ هذا الشعب على الحسبة أعلاه أقل من 10 مليار دولار. بينما صفقة اليمامة للسلاح من بريطانيا كلفت إحدى الدول الخليجية 86 مليار دولار! وصفقة نفس الدولة للسلاح مع أمريكا عام 2010 كلفتها 60 مليار دولار. وهاتان صفقتان من بين عشرات الصفقات يبرمها “””ولاة الأمر””” في بلاد المسلمين.
لن نسأل ضد من يُستخدم هذا السلاح –إن استخدم ولم يصدأ في المخازن- ولن نتكلم عن إمكانية تشغيل مسلمي بورما ليعولوا أنفسهم بأنفسهم. فقط لك أن تحس بالقهر وأنت ترى هذا الشعب يقطع ويحرق بينما أمواله…نعم أمواله (فالثروات ثروات المسلمين) تعطى لأعداء المسلمين بدل أن تحفظ به حياة هذا الشعب المسكين….
“هنيئا” لكم بهذا السلاح الذي لن يحميكم من عذاب الله إن نزل! (ولو رحمتم هذا الشعب المسكين لكان لكم مصدر أمان حقيقي ورحمة من الله)
وهنيئاً لأصحاب أكبر شجرة عيد ميلاد!
ولأصحاب أغلى نمرة سيارة، وأغلى رقم موبايل…
تلقون الله بهذه الاموال التي أهدرتموها وحرمتم منها أصحابها الحقيقيين.
د. إياد قنيبي
– تاريخ المقال 07/06/2015 –
__________
Source: Telegram
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]

Minbar al-Tawḥīd wa-l-Jihād presents a new audio message from Dr. Iyād Qunaybī: "Is Anyone Interested in Real Sharī'ah Rule? Burning of the Pilot and Burning Dūmā As the Same"

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Is Islām a Religion Of Sorrow Actually?"

إخوتي الكرام من الناس من يظن أن الدين يرتبط بالحزن، وأنه إن أراد أن يفرح فلا بد له أن يتناسى دينه قليلا!

وهذا أحد المفاهيم الخاطئة التي ساهم بعض الوعاظ في نشرها. ويستدلون بكلام لا يثبت عن قدواتنا، كما نُسب إلى الحسن البصري أنه قال: (المؤمن يصبح حزينا ويمسي حزينا ولا يسعه غير ذلك)

وما نسب إلى ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (كيف نفرح والموت من ورائنا والقبر أمامنا والقيامة موعدنا وعلى جهنم طريقنا وبين يدي الله موقفنا)

وما نسب إلى صلاح الدين أنه قال: (كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير؟).

روايات لا تثبت، ولو ثبتت فالحجة ليست فيها وإنما في قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.

لذا، فكلمتنا هذه هي لبيان أن الحزن بحد ذاته ليس أمرا محمودا ولا مطلوبا شرعا.

كما أن الفرح بحد ذاته ليس مذموما ولا دليلا على غفلتنا عن الآخرة وعدم اهتمامنا بهموم المسلمين.

سيقول قائل: كيف لا تريدنا أن نحزن؟ ألا ترى أوضاع المسلمين؟

الجواب: إخواننا المسلمون في أنحاء الأرض ليسوا بحاجة إلى حزننا السلبي، بل قد أصبحنا نخدر أنفسنا ونقنعها بأن اجترار الألم والهم يعفينا من شيء من واجبنا تجاه إخوتنا، مع أننا لا نترجم حزننا هذا إلى عمل! ننظر إلى الصور والمقاطع المؤلمة ثم نطلق التنهيدات ونكتئب، ثم تتعكر حياتنا ونحس بالمهانة والفشل لأوضاع أمتنا، وتنكسر همتنا لممارسة مهماتنا في مهننا ودراستنا وعلاقاتنا الأسرية والاجتماعية ونحس فيها باللاجدوى، ثم تتبلد أحاسيسنا. فإذا ما تاقت أنفسنا للفرح أحسسنا أنه لا بد من التغافل عن هموم أمتنا بل وعن ضوابط شريعتنا ونقول: (كفى كآبةً، كفى نكداً) –عبارات أصبحت تعني عند البعض: (كفى دينا وكفى إحساسا بالانتساب لأمة الإسلام)! فلا يفرحون بعدها إلا بمعصية الله، لأن الطاعة مقترنة في حسهم بالكآبة والحزن. وهكذا، في انتظار نكبة جديدة لنجتر عندها حزنا سلبيا مرة أخرى، نقنع به أنفسنا أننا لا زلنا منتسبين إلى ديننا وأمتنا.

وحقيقة الأمر أننا لا بحزننا السلبي هذا أطعنا الله ولا بفرحنا المتفلت من ضوابط الشريعة أطعناه، وعلى الحالين لم ننفع أمتنا.

إخوتي، علينا أن ننظر إلى الحزن والهم بإيجابية على أنها مشاعر مؤقتة، تعدل المسار وتتحول إلى قوة دافعة لننطلق في الحياة بنشاط وشعور بالمسؤولية وترفُّع عن السفاسف. كلما مِلنا إلى حياة الغفلة نتذكر آلام أمتنا فنترفع عن الدون ونتلمس طريق المعالي. حتى إذا قطعنا شوطا أحسسنا بالابتهاج وفرحنا فرحا حقيقيا في محله، فرحا بالطاعة، وليس الضحكات الهستيرية التي يطلقها الغافلون ليقنعوا أنفسهم ومن حولهم أنهم فرحون بينما قلوبهم خاوية.

الحزن محمود إذا تحول إلى وقود يسير في مساربه المناسبة فيدفعك إلى الأمام، فإذا لم تُسَيِّره في هذه المسارب والأعمال المنتجة فإنه يحرقك!

الحزن محمود بمقدار ما يوجد لديك اليقظة ويؤلمك عند التقصير ويعكر عليك لذة المعصية. إذا عصيت أحسست بالذنب والتقصير في حق أمتك وجراحاتها، فتحزن، فيدفعك هذا إلى الطاعة فتفرح بطاعتك. وبهذا تقترن الطاعة بالفرح والمعصية بالحزن، وليس العكس كما هو حالنا الذي ذكرناه!

علينا أن نتذكر أن الذي يحصل للمسلمين هو كله بقدر الله (ولو شاء ربك ما فعلوه)…قدره الله على الأمة إذ قصرت في القيام بأمره تعالى..وقد قدَّره لحكمة:

(ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض)…فعلينا أن نتلمس الطريق لننجح في الابتلاء، لا أن نجتر الأحزان.

ليس الحزن أمرا مطلوبا شرعا، ولا ينبغي أن يقترن في حسنا بالدين، وحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان “متواصل الأحزان” ليس صحيحا، وقد قال عنه ابن القيم في مدارج السالكين: (إنه حديث لا يثبت وفي إسناده من لا يعرف، وكيف يكون (صلى الله عليه وسلم) متواصل الأحزان؟ وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها، ونهاه عن الحزن على الكفار، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فمن أين يأتيه الحزن؟ بل كان دائم البشر ضحوك السن) انتهى كلامه رحمه الله.

ولابن تيمية رحمه الله كلام جميل في الجزء العاشر من الفتاوى قال فيه:

(وأما الحزن فلم يأمر الله به ولا رسوله، بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين)

يعني لا تبرر لنفسك بأن حزنك ليس من أجل نفسك بل لأوضاع المسلمين. حتى هذا لا يبرر لك غلبة الكآبة عليك باستمرار- لاحظ قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}

هذا بعد معركة أحد وما تعرض له المسلمون فيها من مصائب، ومع ذلك يقول الله لهم: (ولا تحزنوا)،

وقوله تعالى: {ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون} وقوله: {ولا يحزنك قولهم}

يعز على النبي أن يكفر الناس ويرفضوا دعوته فيأتيه الأمر من الله: (ولا تحزن عليهم)

وقوله تعالى: { إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا }…وغيرها من الآيات.

قال ابن تيمية: (وذلك لأنه –أي: الحزن- لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة، فلا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به).

ثم بين رحمه الله أن الحزن المحدود على مصائب الدنيا لا إثم فيه ما لم يقترن بإثم أو تسخط، كمن يحزن على فقد ولده، وأن الذي يحزن على مصائب المسلمين فإنه لا يثاب على الحزن نفسه، وإنما على خيرية قلبه وحبه لإخوانه المسلمين. فهناك أعمال قلوب يثاب المسلم عليها، كحب الله وخشيته وحب المسلمين. أما الحزن فليس من أعمال القلوب التي يثاب المرء عليها. فلا ينبغي لمسم أن يستزيد من الحزن ويلازمه ويظن أنه بذلك مأجور عليه.

ثم ختم ابن تيمية كلامه بقوله: (ولكن الحزن على ذلك –يعني مصائب المسلمين- إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة نهي عنه).

نعم، هذا هو الحزن السلبي الذي نتكلم عنه. الحزن الذي يحطم المعنويات ويقعد عن العمل المنتج، هذا هو الحزن الذي يريده أعداؤنا لنا!

لذا، فإن من مقاصد الشيطان إدخالَ الحزن على المؤمنين. ومن مقاصد الشريعة إدخالُ الفرح والسرور على المؤمنين. قال تعالى:

(إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون)

من مقاصد أولياء الشيطان أن يوقعوك في الحزن والمشقة. قال تعالى فيهم: ((ودوا ما عنتم))، أي يتمنون لكم العنت والمشقة.

في الإعلام العالمي، أعداؤنا يحجبون خسائرهم لأنهم لا يريدون للمسلمين أن يفرحوا وترتفع معنوياتهم.

بينما لا حد ولا قيد على تناقل ما يكرس الهم والغم والحزن من صور ومقاطع. ينشرون صورا لتعذيب المسلمين وإهانتهم في السجون. هذه ليست تسريبات، بل عمل ممنهج لتحطيم معنوياتك أيها المسلم وجعلك تعيش حزنا سلبيا مستمرا.

بينما لا يسمح إعلامهم بعرض صورٍ فظيعة لقتلاهم، ويقتصرون على صور الجنائز وكفكفة الدموع بالمقدار الذي يشحن الناس ويشعرهم بالرغبة في الانتقام دون تحطيم معنوياتهم.

في المقابل، إدخال السرور على المسلم

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Was Gaza Victorious?"

إلى الإخوة الذين يقولون: هل انتصرت غزة؟

صمود شعبها أكثر من خمسين يوما محتسبين عند الله القتل والإصابات وهدم المنازل فيما نحسبهم راضين صابرين دون أن يرضخوا لليهود رغم ذلك كله

الذل والهوان والخوف الذي أصاب اليهود، وسقوط هيبة جيشهم وانهزام روحهم المعنوية وفشل لأهدافهم التي وضعوها لحربهم وتحول قبتهم الحديدية إلى أضحوكة!

فشل تآمر الأنظمة في بلاد المسلمين، والتي دعمت الحرب على مسلمي غزة ماليا واستخباراتيا وافتضاح أمرها

فشل الدعم الأمريكي وتسليحه للصهاينة

ارتفاع الروح المعنوية لدى المسلمين ورؤيتهم نموذجا من فئة قليلة مستضعفة بلا مقومات ولا موارد تأخذ بالأسباب المادية قدر الاستطاعة فتحقق ما لم تحققه الجيوش الجرارة

كل هذه أمور يُفرح بها ولا ينبغي التهوين من شأنها، ويمكن اعتبارها نصرا نسبيا.

لكن هل الفرحة كاملة غير مشوبة؟

بل يشوبها أمور منها:

– ظهور قيادة السلطة والقيادة المصرية في صورة التفاوض وضمان تنفيذ الشروط وكأنهما مسهمان في النصر مؤتمنان على ثماره ! والجميع يعلم ما كان لهما من دور ! فمن المخيف تصور أن تقطف “السلطة” الثمرة بعد ذلك كله، ولا تغرنا أبدا تحركاتها الموهمة باستقلالية قرارها فضلا عن علمانيتها وسجلها المعروف في خدمة النظام الدولي وتنفيذ أجنداته!

– المآخذ القديمة الحديثة على حركة حماس كموقفها من الديمقراطية وسيادة الشريعة وتحالفاتها واللهجة الوطنية المعترفة بحركة فتح وقياداتها. لكن قرائن حال مقاتلي القسام الذين رأينا منهم التضحية والصبر على قتل نسائهم وأبنائهم تجعلنا نرجو من الله تعالى أن يكرمهم بتعديل المسار ولا يكل الحركة إلى نفسها في قابل الأيام. ووجود هذه المآخذ المهمة لا يسوغ التقليل من شأن ما حققه مجاهدو غزة. بل يتوجب التواصي معهم بتدارك الخلل ونصرتهم في جهادهم المشروع والاستفادة من تجربتهم بدراسة عوامل النصر التي أخذوا بها لتدارك ساحات الجهاد الأخرى.

– دندنة “الوسطاء” و”الرعاة” للاتفاقيات حول “الهدنة الدائمة” و”الحل الجذري” و”التسوية”، والتي تدفع باتجاه الاعتراف بالكيان الصهيوني، الأمر الذي يتطلب من مجاهدي غزة الإصرار على لغة مواصلة الجهاد لئلا تتسرب مصطلحات التسوية إلى نفوس الناس شيئا فشيئا.

ومع هذا كله، ومع خوفنا مما ستسفر عنه الأيام، إلا أن واجب المسلمين نصرة غزة ومسلمي فلسطين عموما، لا الاقتصار على النقد والتحليل وتوقع الزلل، ولا تحميل الثلة المجاهدة والشعب الصامد بغزة ما لا يحتملون والتعويل عليهم أن ينتصروا وحدهم انتصارا شاملا في مواجهة كيد الصهاينة والنظام الدولي وأذنابهما في بلاد المسلمين.

نسأل الله تعالى أن يلطف بأهلنا في غزة وينصرهم على عدوهم وينقي مناهجهم ويسدد رأيهم ويصوب رميهم ويعيننا على نصرتهم.

والسلام عليكم ورحمة الله.

____________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]
 

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Acquittal Of Islām From the Crimes That Have Taken Place In the Fields Of al-Shām"

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

  1. أهم أمر بالنسبة لي هو تنزيه الشريعة عن الممارسات المشوهة والجرائم التي تتم باسم الإسلام وتصحبها صيحات (الله أكبر) والإسلام منها براء!

  2. فليسمعها أهل الشام والمسلمون والعالم: إنا برآء إلى الله من القتل العشوائي الذي نراه في الشام، وليس هذا من الشريعة في شيء. فلا تقولوا لنا غدا حين ندعو إلى الشريعة والخلافة (قد جربناها). فما هذه الشريعة التي ندعو إليها ولا الخلافة ولا الدولة الإسلامية التي ننادي بها!

  3. الإسلام براء من قتل أسرى مسلمين لمجرد مبايعتهم لجماعة من الجماعات. فإعدام أسير مسلم بتهمة انتمائه لجماعة ما ومبايعتها هو جريمة أيا كان القاتل وأيا كانت جماعة المقتول. إن أتى الأسير المسلم ما يوجب القصاص بعد ثبوت ذلك بالقضاء الشرعي فلولي المتضرر إيقاعه، وإلا فمجرد الانتماء لجماعة لا يـُحل دمه أيا كان ضلال ممارسات بعض منتسبيها.

  4. والإسلام براء من وصف مجموعة بأنهم مرتدون دون بينة، وحتى لو غدرت هذه المجموعة أو العشيرة بجنود جماعة أخرى، أو حتى بجنود دولة على فرض شرعيتها، فإن هذا لا يعني ردة هذه المجموعة. بل الغدر معصية تُعامَل بما ذكرنا أعلاه من تمكين أولياء القتلى من القصاص أو العفو.

  5. ووصف مجموعة بالكفر من إثمه أنه يرتد على الواصف إن لم يكن الموصوف كافرا حقا كما بين نبينا صلى الله عليه وسلم. ومن وصف مسلمين بالردة وليست فيهم فإنه يتحمل إثم قتلهم بالطرق البشعة التي نراها من حز رؤوس وصلب وإعدام جماعي.

  6. وأيما جماعة تصدر بيانا تصف فيه طائفة بالردة دون بينة وترتب عليه القتل فإنها لا تحكم في هذا بما أنزل الله.

  7. والإسلام براء من الاقتصاص الجاهلي الذي نراه، والذي تَرُدُّ فيه جماعةٌ (ردا قاسيا ورادعا) يتجاوز الحد في القتل ويأخذ البريء بجريرة المذنب، ولا يخير ولي القتيل بين القصاص والعفو. فإن هذا ما كان يُفعل في الجاهلية وليس من الحكم بالشريعة في شيء. بينما في الإسلام: ((ومن قُتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)).

  8. والإسلام براء من إطلاق أوصاف الصحوات و الخوارج دون تمييز على جماعات بأكملها وترتيب القتل عليها.

  9. والإسلام براء من استخدام نصوص في المسلمين مع أنها نزلت في الكفار، كقوله تعالى: ((فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم))، وبراء من محاولة الانتصار على المسلمين بالرعب وبالبغي في القتل !

  10. من ثبت إسلامه بيقين لم يزل عنه اسم الإسلام إلا بيقين. ومن الجهل والضلال أن يصدق بعض المتعصبين جماعة في تكفير مسلمين مع أن هؤلاء المكفِّرين لم يأتوا ببينة، ومع أنه قد سبق منهم أن حكموا على ثقات مجاهدين بالردة دون بينة، كأبي سعد الحضرمي رحمه الله، حيث قالوا فيه: (وما قضية أﺑﻲ سعد الحضرمي عنكم ببعيد؛ فإن الدولة الإسلامية قبل ثلاثة أشهر ﻟﻢ تتردد أبدًا في إمضاء حكم لله تعالى فيه بعدما ثبتت ردته بإقراره وبشهادة شرعي فصيله على فعله أنه ردة وكفر). هكذا في مبهمات لا دليل على أي منها! وقد علمنا أن الله تعالى قال: ((لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين)).فهذا توجيه من الله أن نكذب من يتهم مؤمنا بلا بينة. فكيف إذا جاء الحكم بالردة من أناس لا يُعرف حالهم من حيث العلم والثقة والعدالة؟! فلا يكفي في العلم والعدالة أن يكون المرء مقاتلا شرسا يحارب الكفار ويحاربونه، فكم قاتلت طوائفُ ضالة في تاريخ الإسلام وحكمت!

  11. المسلم لا يستمتع بالقتل، ولا يتفنن في قتل الكافر. قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة)). وحين قتل رجال بني قريظة اليهود الذين غدروا بالمسلمين كان يُذهب بجماعةٍ جماعةٍ منهم يُقتلون بعيدا عن أعين رفاقهم فلا يرونهم، ولم يرِد أن المسلمين استهزؤوا بهم أثناء قتلهم أو ركلوا رأس أحدهم. هذا وهم يهود غادرون. وقد اختلف الفقهاء في هل يعامل الكافر الذي مثل بالمسلمين بالمثل؟ فمن وجد نفسه يستمتع بالقتل وحز الرؤوس وتصويرها فليعلم أنه أصيب بانتكاسة للفطرة وتشوه في نفسيته! فكيف إن فعل شيئا من هذا بالمسلمين؟!

  12. ترفُّقي ببعض شباب هذه الجماعات عند خطابها إنما هو لاستمالتهم للحق والرشد، فهم ليسوا سواء. وإني أعلم أن عددا منهم تأثر بفضل الله وترك هذه الجماعة. وليس ليني في الخطاب عن جهل بالجرائم التي يمارسها بعض أفراد الجماعات، ولا عن جهل بانحراف وفساد قياداتها والأمنيين فيها، وقد بينت ذلك في مقالي (المحرقة). فلا يظنن ظان أني أترفق بمن يذبح المسلمين منهم وغلاة التكفير! بل هؤلاء مجرمون أبرأ إلى الله من أفعالهم وجناياتهم على الجهاد.

  13. كثر الخبث في ساحة الشام، ففي مقابل الغلو هنالك الاجتماع مع العملاء الصرحاء في “مجالس قيادة”. فليس الغلو المشكلة الوحيدة، بل عبث الأنظمة العربية والعالمية بثورة الشام واستجابة عدد من الفصائل لها، والتخاذل عن حرب العدو الكافر مع حصر المشكلة في الغلو، وقتالُه لإقرار أعين الطواغيت، كل هذا بات يهدد ثورة الشام بالضياع. ولا يجوز لمسلم أن يقاتل تحت رايات هذا حالها. ولا يعني هذا عدم وجود رايات نقية في ساحة الشام.

  14. لم نذكر أسماء الفصائل هنا مع أنها معلومة، وذلك حتى يُعلم أنا إنما نوالي ونتبرأ على أفعالها التي ذكرناها، لا على المسميات.

  15. وليسمعها أهل الشام والمسلمون والعالم: ما ذُكر من الحكم بالردة بلا بينة والقتل بناء عليه وحز الرؤوس هي جرائم لا يجوز التقليل من شأنها فضلا عن تبريرها. بل الإسلام منها براء. ومن يقوم بها ليسوا إخوة منهج! بل ضُلال نبرأ إلى الله من ضلالهم. وعوام المسلمين البسطاء أحب إلينا من هؤلاء بما لا يقارَن. ومع هذا ففي العديد من هذه الجماعات أخلاط من صالحين وطالحين، ولها أفعال خير وأفعال شر. وإن كنا نرى بحرمة القتال مع أي منها ممن كثر فيه أنواع الخبث المذكورة، إلا أننا لا نملك من مكاننا هذا إلا التبرؤ من باطلها وتبرئة الشريعة منه وتحذير منتسبيها من الظلم والعدوان والمتعصبين لها من الدفاع عنه وإقراره.

  16. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]
 

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Lesson From the Strikes Of America To [The Islamic] State"

مع تقدم جنود “الدولة الإسلامية في العراق والشام” باتجاه المناطق الكردية واليزيدية، تصاعد التحشيد الإعلامي باتهام الجماعة أنها قامت بجرائم ضد الإنسانية، ثم بدأت أمريكا بتنفيذ “ضربات محدودة”، في أول تدخل لها بعد دخول الجماعة إلى الشام منذ ستة عشر شهرا.
 
هذه الضربات كرست القسمة الثنائية لدى البعض، فراح يؤكد بأنها دليل على أن “الدولة” على الحق، بينما خصومها على الباطل، وإلا فلماذا ضربت أمريكا الأولين ولم تضرب الآخرين؟
 
ليس هدفي هنا إعادة حصر الحق المبين بطائفة والباطل المبين بأخرى، إنما توسيع مداركنا بما يقرب الفصائل المقاتلة ويبصرها بالعدو المشترك لها جميعا.
 
بنفس الــ”منطق” السطحي: (من حاربتهم أمريكا فهم على الحق، ومن تركتهم فهم على باطل)، كان يمكن أن يقال: (تركت أمريكا جماعة الدولة تقتتل مع جماعات أخرى بالشام ثمانية شهور ولم تتدخل ضد الدولة. بينما تدخلت عندما هجَّرت الدولةُ النصارى وعندما قاتلت أصدقاء أمريكا في المناطق الكردية. وهذا يدل على أن أمريكا كانت مسرورة بإضعاف خصوم الدولة، فخصوم الدولة إذن على حق)!
 
لكننا لا نتعامل بهذا المنطق، ولا نحكم على منهجٍ وطائفةٍ بالحق والباطل من خلال موقف الكفار منه. وحين كانت طائرات النصيرية تقصف حلب بالبراميل وتترك الرقة لشهور متتالية لم نتخذ هذا ذريعة للتصنيف الثنائي المذكور.
 
إنما نحتاج أن ندرس موقف أعدائنا منا لنعلم ماذا يريد، فنتجنب أن نقر عينه وننساق وراء مخططاته ونحن لا نشعر!
 
أعلم يقينا أن المتآمرين على الإسلام سعوا في ضرب جماعة الدولة والجماعات الأخرى المقاتلة في الشام، برها وفاجرها، ببعضها البعض. وتنامت ظاهرة التسلح، وأُعلنت دولة، ثم خلافة، في أكثر مناطق العالم حساسية وأهمية، منطقة تعتبر ركيزة أمنية وعسكرية وسياسية للنظام الدولي برمته. في الوقت الذي لم تتحمل قوى الكفر إقامة مجتمع إسلامي صغير على يد جماعة (أنصار الدين) في قلب الصحاري المقفرة (في مالي)! فهاجمتها دول أوروبية بقيادة فرنسا، ومعها قوات إفريقية وتسهيلات جوية من دول المغرب العربي، وبتمويل شاركت فيه دول الخليج! للقضاء على هذا المجتمع البسيط في منطقة مهملة نسبيا إذا ما قورنت بالشام.
 
تَرَكَ النظام الدولي الفصائل تتقاتل دون محاولة التدخل المباشر لحسم الصراع لصالح أي طرف منها، وترك أحدها ينشئ “دولة”، ثم يتصارع مع ثورات داخلية (كما في الشرقية). ترك هذا كله، بل وغذى الاقتتال وأجج ناره، ولم يتحرك إلا عندما مُست مصالحه في مناطق الأكراد، وكان تدخلا “محدودا” يعيد الجماعة إلى “الهامش المتاح” ولا يستأصلها حاليا.
 
وعلى فرض أن جماعة الدولة ستحاول التمدد على الناحية الأخرى -جنوبا- فإن النظام الدولي قد يتدخل ليعيد التوازن للمشروع الصفوي الفارسي في العراق، والذي هو أداة للنظام الدولي في اختراق العالم الإسلامي.
 
هذا كله يبدو وكأنه وضع أُطُر بين “المسموح” و”غير المسموح”! مما ينبغي أن يوصل رسالة واضحة إلى “الدولة” والفصائل المقاتلة كلها حتى تعرف عدوها الحقيقي وتتجنب إقرار عينه وإنفاذ مخططاته.
 
عدونا قد يغض الطرف عن هامش نتحرك فيه، لتظهر للعلن نزعات الهوى والخلل الفكري والمنهجي الموجودة لدينا للأسف، ثم يغذي عدونا ما ينتج عن هذه النزعات من سلوكيات ظالمة تناحرية تمزق الصف المسلم وتضعفه، بينما نحن نبررها بأنها ضرورية لتحقيق تمايز الصفوف، استعدادا لمعركة التحرير الكبرى! حتى إذا ما خرجنا عن هذا الهامش وهددْنا مصالح عدونا، وجه لنا الضربات لنعود إلى الحدود المرسومة، فلا ظهرا بعد ذلك قطعنا ولا ظهرا أبقينا!
 
وكأني ببعض محدودي الفهم سيقولون: (تدس في كلامك طعنا في…) بل دسائس الجهل والهوى والمزايدة هي في عقول من يغيبون عن المشهد الكلي والصالح العام للإسلام وأهله ويحجبهم الولاء الأرعن للجهاد وأهله واختزاله في طائفة دون أخرى.
 
لا يعنيني هؤلاء، بل ندائي هو لإخوتي من عقلاء جماعة الدولة وسائر الجماعات، نداء الحريص على جهدكم وتضحيتكم ألا تصب في غير مرضاة ربكم وأنتم لا تشعرون.

اللهم اجعل كيد الكفار في نحرهم وألف بين قلوب المسلمين
____________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]