بسم الله الرحمن الرحيم
حوار مع الشيخ أبي قتادة حول النصر والوحدة وفقه التغلب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم أما بعد:
الشيخ أبو قتادة حفظه الله من الشخصيات ذات النظرة الشاملة والأفق الواسع والفهم العميق، والتي دائما تفاجئ من يقرأ لها، فعند كل نقاش لمسألة حتى ولو أُشبعت بحثا من قبل، فتجد شيخنا أبا قتادة حين يتكلم يأتي من وجهة لم تخطر على بال أحد، ويأتي بما هو جديد. فصدق من سمّاه بمكتبة تمشي على الأرض.
بعد ما حدث في حلب مؤخرا من تقدم النظام واضطرار المجاهدين للانحياز من بعض الأحياء المحاصرة والتي سقطت بيد النظام ومليشياته الرافضية، وما كان هذا ليحدث لولا القصف الروسي الغير مسبوق والذي حول حلب لغروزني ثانية، فقد ساد جو من الحزن واليأس في الساحة وتسلل الإحباط إلى القلوب، وهذا أمر مخيف أن تسيطر الهزيمة النفسية على المجاهدين لأنه يعني الانكسار والهزيمة الساحقة، بينما الهزيمة الميدانية في معركة مع بقاء الروح القتالية المعنوية فهذا أمر متوقع في كل حرب لأن الحرب سجال. فمع هذا اليأس الذي أطل برأسه، قام شيخنا أبو قتادة حفظه الله بكتابة بعض التغريدات عن اليأس وخظورته وحرض المجاهدين على الاستمرار وأن مثل هذه المنعطفات متوقعة خلال طريق الجهاد الطويل كي يسقط من لا ينتسب لهذا الطريق ولا يدخل في النصر من لا يستحقه.
وعلى ضوء هذه التغريدات الرائعة دار هذا الحوار بيني وبين شيخنا حفظه الله.
تنبيه: كلامي باللون الأحمر كي لا يختلط بكلام شيخنا حفظه الله.
شيخنا ما هذه التغريدات الرائعة التي جاءت في وقتها لرفع الهمم وتطييب الخواطر، سبحان الله دائما تأتي بما هو جديد.
صدقني هذا من فضل القران علي
سبحان الله، فعلا القرآن يغير الإنسان
أنا أثق بالله وفقط
كل ما يراه الناس وهم
ولا أثق به
صدقني خائف من النصر
أما الفتن والبلاء فأمرها أهون
شيخنا لماذا تخاف من النصر مع أن النصر شيء مفرح
أخاف أن يأتينا فننسبه لنا
أخاف منه حتى لا يقع التنازع فالنصر يتنازعه الناس
أخاف أن يكون فتنة
ولذلك قال تعالى:” وأخرى تحبونها”
يعني هو لنا
الله تعالى يحب لنا المغفرة والجنان
وهذا حاصل بلا هوامش مع البلاء
بلا تنازع
لا أحد ينازعك على سجنك
ولا على فقرك
ولا على سيلان دمك
أنت وحدك معها
تبكي لمولاك
تتجرد من كل قوة
ومن كل حول
وتذهب داعيا سائلا
مع الفقر يقينا
ومع العجز تماما
لا يمكن لنا أن نعيش نصرا يحبه الله حتى يبلغ منا اليأس نهايته فيأتي النصر فننسبه لله
ترى الناس اليوم يشكرون دولاً
ويشكرون قادة ومتبرعين
لذلك النصر لا يخاف منه إن نزل على المتقين، لأنهم ينسبونه لله ويستقبلونهم بالاستغفار كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
لو حصل النصر اليوم سيطلب كل من دفع قرشا جزءا من الغنيمة
ولكن اصبر
سيهرب هؤلاء جميعا
وسيصرخون أنهم غيروا وبدلوا
حتى إذا جاء النصر لم يكن أهله إلا من ثبت فقط
ومن باع نفسه لله فقط
اليوم يظن من يعيش في الفنادق أنه مجاهد
وكل هذا لا يتلاءم مع نصر الله لهذا الدين
ولا من أن النصر مربوط في القرأن مع المغفرة
النصر مع الجهل هزيمة للإيمان
هزيمة للتقوى
ولا يُستبعد أبدا أن يسرق
وأن يتقلده فاسدون
ونحن نعيش أيام النبوءات
وهذا يعني انتصار الدين
وغلبة الإيمان
وازالة الكفر
ولذلك لا بد من هذه المقدمات من الفتن والبلايا
ولذلك لما قلت: أخاف أن يأتي النصر اليوم كنت أفهم أنه لو جاء لتنازعه المنافقون
ولغلبوا عليه لكثرتهم يومها
شيخنا يعني كنت تتوقع ما يحدث في الشام الآن من تراجع وضياع للبوصلة
نعم، كنت أفهم أن النصر لن يقع بلا منعطف ، بل بلا منعطفات كثيرة تسقط فيها الكثير من الأوساخ
أنا توقفت منذ مدة عن تصور الأحداث الآتية، لإني اكتشفت أن الغيب مليء بالعجائب مما لا نتوقعه ، سواء كان لسوء الظن أو لحسنه
سنفاجأ دوما بالغرائب
والوقائع العجيبة
لكن عندي يقين أن هناك منعطفات كبرى ستقع
منها انسياح الجهاد لأراضي أخرى
تغير معالم القيادات والجماعات
دخول الكفار الأصليين على الخط بوضوح أكثر
كشف مزيد من الساقطين تحت دعاوى فقه المصلحة
شيخنا يعني سيكون انسياح آخر للجهاد إلى مناطق اخرى.
وهل تعتقد ان هذا المنعطف سيحقق الوحدة او انتقال المخلصين إلى من يرونه الأقرب للحق ويقوم بمقاصد الجهاد
الإنسياح سيسقط القطرية
ويسقط العصبيات الفاسدة التي صنعها جند الشيطان
ويقضي على توهم السيطرة المفترضة من الكفار على بلادنا
وسيمنع تحصيل موطيء القدم في مساحة ضد مساحة أخرى مشتعلة
توسع المساحة الجهادية يقينا من مصلحتنا
مع شيء من الجهد والتعب
لكن محصلته للأمة
شيخنا هل تعتقد ان هذا المنعطف سيحقق الوحدة او انتقال المخلصين إلى من يرونه الأقرب للحق ويقوم بمقاصد الجهاد
الوحدة مطلب شرعي، لكنه لمَ بعيد، فلا يوجد مقدماته ولا شروطه
ومنذ مقتل عثمان لم تجتمع الأمة
انتهى هذا الأمر
فلنتعامل معه كتعامل الرجل مع زوجته
استمتع بها، ولا تصلح رأسها، لكنك لو أصلحته كسرته، ولذلك سيفرض بعضهم حل السيف، وهو حل آثم اجرامي منبوذ شرعا، وعاقبته المزيد من الدم بلا تحقق مقصده
البون بين الناس موهوم لكنه مجذر من خلال صبغة شرعية رقيقة ولكنها في النفوس غليظة
شيخنا لا أخفيك اني كنت أتوقع فشل الاندماج وكنت ارفضه عقلا لكني معه شرعا
رأيت البعض اليوم من يدعو لترك الجماعات من أجل الإنضمام لجماعة واحدة
لما قرأته تعبت
وقلت هكذا تصنع الأوهام
بالنسبة للإندماج، والصراخ الذي رافقه، أولا الحمد لله أنه لم يؤثر عني كلمة واحدة ضده، بل رأينا ممن صدع الرؤوس بوجوب الوحدة أن صار ضدها، وهذا يبين لك عمق الأهواء في النفوس
اما توقع الوحدة فهذه أمنية لكنها أماني بعيدة
شيخنا طيب ما البديل عن الوحدة لتحقيق مقاصد الجهاد
البديل
هو التعاون ما أمكن، والتناصح ما أمكن وتمني الخير للجميع، وعدم نشر السوء على الآخر لأنه ربما كلمة أورثت دما،
شيخنا لكن الساحة فيها السيء والمنافق والعميل
ولا بد من اتباع اُسلوب الغلبة معهم لانهم من العوائق
هذا غير صحيح
الغلبة عند المسير للهدف يعني الدم والفتن وتغير الهدف
وتجربة الدولة أكبر برهان
لا يجوز الآن الحديث عن الغلبة
ولا بعد ألف سنة
الحل هو المسير للهدف وكل من يقاتلنا نسحقه، أما أن نبتديء الآخرين بهذه المفاهيم من وجوب طاعتنا فهذا يعني الدم المنهي عنه
وصدقني سيصيبهم السعار في وقت ما، وسيقاتلوننا، حينها لنا الحجة في إفنائهم
شيخنا أليس هذا سيمنع وجود قوة مركزية تحكم
التوفيق الإلهي هو من سيفرض الصالح، إذا أخذنا بالتقوى والسنن