السؤال: أنا متحمسٌ جداً للجهاد والقتال، ومستعدٌ لذلك، لكن مما قلّل حماسي بشكلٍ كبير هو البيانات السياسية، التي فهمتُ منها أن المرحلة القادمة ستكون (مدنية) أو ما شابه ذلك!! فهل من توضيح بارك الله فيكم؟!
الجواب: الحمد لله، وبعد: هذا من تلبيس الشيطان، وصدِّه لك عن سبيل الله، قال الله تعالى: {فَقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفسَكَۚ}[ النساء: ٨٤].
وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلمُستَضعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلوِلدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخرِجنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهلُهَا وَٱجعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}[النساء: ٧٥].
وقال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصرِهِمۡ لَقَدِيرٌ}[الحج: ٣٩].
إلى غير ذلك من النصوص الشرعية التي تبين أن من أعظم مقاصد الجهاد رفع الظلم عن الناس أجمعين.
فالغفلة عن هذا الباب، وفتح الوساوس في أمورٍ أخرى ليس إلا من تلبيس الشيطان!
وقولك عن المرحلة القادمة (مدنية)، فهذه الكلمة تحتمل عدة معانٍ؛ فإن كان مقصدك أنها ستكون مرحلة تُبنى فيها البلاد والمؤسسات، ويُخدم فيها الناس، فليس هذا الأمر منكراً، وقد لبث محررنا ما يقرب من خمس سنواتٍ في استقرار وإعداد إلى أن أذن الله له بهذا الفتح العظيم، وإن الجهاد في عقيدة أهل السنة والجماعة ماضٍ إلى قيام الساعة، ولعلنا في القريب العاجل نرى دمشق وحمص وكل بلاد الشام محررةً آمنة إن شاء الله.
وإن كان قصدك بأنها مدنية: أي علمانية، فهذا منكرٌ ولا شك، لكن فهمك الذي ذكرتَه لا يعدو أن يكون ظناً، والله تعالى يقول: {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعضَ ٱلظَّنِّ إِثمٞۖ}[الحجرات: ١٢].
ويقول سبحانه: {إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغنِي مِنَ ٱلحَقِّ شَيـًٔا}[يونس: ٣٦].
والمعلوم قطعاً من حال المجاهدين خلال السنوات الماضية كلها هو تحكيم شرع الله تعالى، نسأل الله العون والثبات والسداد.
وعلى كل حال، فألح على الله عز وجلَّ بالدعاء أن يهديك ويوفقك لما يرضيه.
اللّجنة العلميّة في الإدارة العامّة للتّوجيه الشّرعي
______________
Source: Telegram
To inquire about a translation for this fatwā for a fee email: [email protected]