السؤال: هل يعدُّ القتال تحت راية الثورة السورية من الرايات العُمِّيَّة التي حدّث عنها النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: الحمد لله، وبعد: جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ :(وَمَنْ قَاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أو يَدْعُو إِلى عَصبَةٍ، أو يَنْصُرُ عَصَبَة، فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِليَّةٌ) رواه مسلم.
والمعنى من (عُمِّيَّة): أي العماء والجهالة وعدم الاستبانة. قال النووي: “هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه، كذا قاله أحمد بن حنبل والجمهور، قال إسحاق بن راهويه: هذا كتقاتل القوم للعصبية”.
وقال الطيبي: “(تحت راية عمّيّة)”: كناية عن جماعةٍ مجتمعين على أمرٍ مجهول، لا يُعرف أنه حقٌ، أو باطلٌ”.
وقتال المجاهدين في سوريا الآن عن حقٍ جليٍّ واضحٍ، وهو إقامةٌ للدين ودفعٌ للظلم والطغيان، بل هو واجبٌ على القادر عليه، قال الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: ٣٩].
بل من أوضح الواضحات جهاد المرتدين، ومقارعة الكافرين، ورفع سلطانهم عن بلاد المسلمين، ومن أعماه الله عن هذا الحق الظاهر فلن تملك له من الله شيئاً.
قال الإمام ابن تيمية: “وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحُرمة والدين فواجب إجماعاً، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يُشترط له شرط، بل يُدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم”.
اللّجنة العلميّة في الإدارة العامّة للتّوجيه الشّرعي
_______________
Source: Telegram
To inquire about a translation for this fatwā for a fee email: [email protected]