بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله، وصل اللّهمّ على محمد وآله وصحبه وسلّم
قال تعالى: “يا أيّها الذين آمنوا لا تخونوا الله و الرّسول و تخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون” الأنفال 27.
و في الصحيحين عن أبي هريرة-رضي الله عنه-أنّ رسول الله- صلى الله عليه و سلم-قال “آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب، و إذا وعد أخلف،و إذا إئتمن خان” و بعـد:
فإن مكائد أعداء الله المرتدّين للجهاد بأرض الجزائر هي مسلسل طويل كان آخر حلقاته محاولة ضربه بأيد محسوبة عليه،لبست لباسه،و تشبّهت بزيّه،و أظهرت نصرته و تأييده، وإن المتأمّل لمسيرة الجهاد المبارك بهاته الأرض الطيّبة يدرك سرّ لجوء الطّواغيت إلى هذا الصّنف من النّاس ،ممّن باعوا دينهم و ذممهم بعرض من الدّنيا قليل،ذلك بأنّ التّلبيس بهم أشدّ و أعمّ، و الفتنة بهم أكبر و أطمّ.
و قد سبق لنا أن لمّحنا و أشرنا إلى مخطّط خبيث يتزعّمه إسماعيل العمّاري (رئيس إدارة الأمن الدّاخلي) في البيان التحذيري المؤرّخ بتاريخ 23 جمادى الثّانية1421هـ، و يعلم الله أنّنا تجنّبنا فيه التّشخيص و التّشهير،و بينّا ما بيّنا دون ذكر لأسماء من باب”ما بال أقوام” كما كان فعله عليه الصّلاة و السّلام، و ماهذا إلاّ رغبة منّا في أن يحصل المقصود، فيتنبّه الغافل، و يفيق المعتوه، و يتوب المسيء، و لكن هيهـات هيهـات، فإنّه مع مرور الأيّام، وتتابع الأحداث، وتظافر الأدلّة و القرائن تبيّن أنّ الأمر أكبر من أن يكون غفلة أو سهوا، ولكنّه مكيدة لا بدّ من فضحها، وموالاة لأعداء الله لابدّ من البراءة منها و كشف الذين تولّوا كبرها، على رأسهم عبد الناصر المدعو: أبو حفص البليدي، وعبد الرحمن ماضي المدعو: أبو هاجر و على هذا الأساس كان هذا البيان.
إنّ الشّخصين المذكورين آنفا معروفان منذ القديم بتبنّيهما للخطّ الجهادي، و نصرتهما له، و كانا من جماعة الملياني ـرحمه الله ـ، فسُجنا لأجل ذلك، و لكن كما قال ربّنا عزّ و جل ( و من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا) المائدة 41، فبعد إطلاق سراحهما أحسنّا الظنّ فأتّصلنا بهما إيمانا منّا بأنّه لا بـــد لهذا الجهاد من دعاة ينصرونه و علماء يبصّرونه، و قد كان ممّا إقترحاه لنا محاولة ربط إتّصال و تحقيق الوحدة المنشودة مع إخواننا المجاهدين بالغرب الجزائري، و هو الأمر الذي رحّبنا به كثيراً، و لكن بعد لقاءات متكررّة نضح الإناء بما فيه، و تبيّن لنا بوجه لا ريب فيه أنّ الشّخصين المذكورين هما عميلان للطّاغوت إسماعيل العمّاري إستعملهم لتمرير مخطّطه الخبيث الذي يسعى من خلاله لتوقيف الجهاد المبارك تحت شعارات مغرية و برّاقة، كالهدنة تارة، و فسح المجال للدّعوة تارة أخرى……
و بناءا على ما سبق ذكره من حقائق، وإحساسا منّا بخطورة المكر السيء، و تبرئة للذمّة أمام الله أولا، ثمّ الأمّة و الأجيال من بعدنا، فإنّ أمير الجماعة السّلفية للدّعوة و القتال يبرأ إلى الله من الشّخصين المذكورين ومن سار في ركابهم على بيّنة من أمرهم، ويبرأ كل البراءة من المخطّط الخبيث الذي سعوا لتحقيقه.
و إنّها لسذاجة ما بعدها سذاجة أن يدور في خلد هؤلاء أن يتوقّف الجهاد بمثل هاته الإغراءات بينما الدّين مُداس و مهان، ولم تحكم شرعة السماء، وقد سالت دماء ودماء، و هتكت أعراض النساء، وسجون الطّواغيت ملئى بخيرة الأبناء….
بل إنّنا فوق هذا نجدّد العهد مع الله على الإلتزام بالمبادئ الثابتة للجمـاعة السـلفّية للدّعوة والقتال :
لا حــوار لا هـدنـة لا مصــالحة مع الـمرتدّيــن
و ندعو إخواننا في المناطق إلى تكثيف الأعمال القتالية لتذهب و ساوس أعداء الدّين،و تطيش أحلامهم وينقشع ضباب الأوهام الدنيئة، عن شمس الحقيقة، قال تعالى: “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدّين كلّه لله ” الأنفال39 ،و قال عزّو جلّ: “و لينصرنّ الله من ينصره إن الله لقويّ عزيز” الحج40.
حرّر بتاريخ :26 محرّم 1422هـ.
أمير الجماعة السّلفيّة للدّعوة و القتال
أبو حمزة حسان حطّاب