الحمد لله حقّ حمْده، والصّلاة والسّلام على عبْد الله ورسوله إمام المُجاهدين محمّد وآله وصحبه وجنده، وبعد:
فقد بلغنا ما أعلنَت عنه رافعةُ لواء الصّليب وقائدة فسطاط الكفر أمريكا عن واقعةٍ أفجعتنا وهزّت نُفوسنا، وبقينا نترقّبُ كما المسلمون في كلّ مكانٍ بين الرّجاء والخَوف، وفي القُلوب لوعةٌ مكظومةٌ حتّى تأكّد الخبَر، فلا حول ولا قوّة الا بالله، وإنّنا والله على فراقك يا أبا عبد الله لمحزونون، وأيّ حُزن؛ لكنْ لا نقول إلا ما يُرضي ربّنا، فإنّ لله ما أخذ وله ما أبقى، وكلّ شيءٍ عنده بأجَلْ، وإنّا لله وإنّا اليه راجعون.
والقتل عادتهم والقتل مكرمةٌ *** ولا يموتون من داءٍ ولا هرم
وبالوجوه جراحٌ ما تشينهم *** وما بهم طعنةٌ في ظهر منهزم
فنم قرير العينِ يا رجلاً بأمّة، ووالله لئِن سُئلنا لنصدقنّ ولئِن استشهدنا لنشهدنّ: أنّك جاهدتَ في الله حقّ جهاده، وأدّيت الذي عليك، قُلتَ فعمِلتَ، وعاهدتَ فوفّيت، ولم تغدر ولم تنكث، ولم تُعطِ الدّنية في دينك، ولم تَنم على ضيمٍ أو تُداهن في الحقِ أحداً، مضيت إماماً زاهداً مهاجراً مجاهداً في سبيل الله مستيقناً على طريق الحقّ ولم ترتدّ لكَ بحمدِ الله راية، عزيزاً على الكافرين ذليلاً على المؤمنين ناصحاً لهم ومُحرّضاً على القتال حتّى اتاك من ربّك اليقين… اللهمّ هذه شهادتُنا في عبدك أسامة نلقاكَ بها فتقبل منّا.
ونقول لجرذ البيت الأسود: إخسأ عدوّ الله فلن تعدو قدْرك، ولتكن لك في سلفك أية وقد ضاقت به أرض أمريكا وسماؤها وقواعدها العسكريّة بما فعلهُ بضعة عشر نفراً من رجالِ أسامة، فكيف بك اليوم!، وها هي الدّنيا تضيق عليكم بعد رحيله خوفاً ورُعباً، فصار موتُه كحياته شوكةً في حُلوقكم، وحِملاً ثقيلاً عليكم يُنكّد عَيشكم ويُهدّد أمنَكم ويستنزفُ أموالكم؛ فقد حُقّ لرجال أسامةَ اليوم أنْ يبرّوا قَسَمه..
وأقول لأبنائي وإخواني المجاهدين وشباب الأمّة الغيور على دينه: إنّ المُصاب جلَل والخطبُ عظيم فاصْبروا واحْتسبوا واستعينوا بالله وتوكّلوا عليه، فقد أدّى الشّيخُ ما عليه وعاش حياته رجلاً ليس كالرّجال، لمْ يرضَ إلا حياةَ الأحرار، فعاشَ عزيزاً ومات شهيداً مُقبلاً غير مُدبر، نحسبُه كذلك والله حسيبُه، فسيروا على دربه وموتوا على ما ماتَ عليه من الخير، ومن شابه كرامَ الأمّة فما ظلم..
ولسنا كمن يبكي أخاه بعبرةٍ *** فيعصرها من جفن مقلته عصرا
ولكننا نشفي الفؤاد بغارةٍ *** تلهّب من قطري جوانبه جمرا
وإنّي وإن كنتُ واثقاً من أنّ استشهاد الشّيخ لن يزيد إخوانّه المُجاهدين إلا تماسكاً وثباتاً، فإنّي أقولُ لإخواننا بتنظيم القاعدة وفي مقدّمتهم الشّيخ المجاهد أيمن الظّواهري حفظه الله وإخوانه في قيادة التّنظيم: عظّم الله أجركم وأحسن الله عزائكم في هذا المُصاب، وسيروا على بركة الله فيما ترونه من أمركم، وأبْشروا؛ فإنّ لكم في دولة العراق الإسلاميّة رجالاً أوفياءَ ماضُون على الحقّ في دربهم لا يَقيلونَ ولا يَستَقيلون، ووالله إنّه للدّم الدّم، والهدْم الهدْم..
اللّهم ارحم عبدكَ أسامة وتقبّله عندك في الشّهداء، اللّهم اغفِر له، وأكرِم نزُله ووسّع مدخله، واجعَله ممّن يرى مقعده منَ الجنّة، اللّهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب، ألّلهم نقّه من الخطايا كما يُنقّى الثّوب الأبيضُ من الدّنس، واغسله بالماء والثّلج والبرَد، اللّهم ارفع درجته واجعله مع الصّديقين والشّهداء والصّالحين وألحِقْنا بهم… واللّهم يا حيّ يا قيّوم أجرنا في هذه المُصيبة واخلف لنا خيراً منها..
أبو بَكر الحُسينيّ البَغداديّ
خادمُ الإسلام والمسلمين
_____
2 Replies to “New statement from Abū Bakr al-Ḥussaynī al-Baghdādī of the Islamic State of Iraq [al-Qā’idah in Iraq]: "On the Martyrdom of the Mujāhid Shaykh Usāmah Bin Lāden"”
Comments are closed.