السؤال: ما حكم ما قاله الشيخ الجولاني عن الحكم البرلماني؟
الجواب: الحمد لله، وبعد: فعندما سُئِل الشيخ عن مستقبل سوريا، لم يذكر البرلمان، بل ذكر بناء المؤسسات من المجالس الاستشارية، والشورية، والقانون والدستور، وكلها ذكرها في ضمن الحديث عن الحكم الإسلامي، وعليه فإن الجواب عن السؤال سيكون في النقاط التالية:
أولاً: لقد دافع الشيخ عن الحكم الإسلامي ولم يتنصّل منه، وحدد المشكلة التي تُثار حوله وهي إما نابعة في الفهم له أو الممارسات الخاطئة، وما أكثرها للأسف!
ثانياً: بيّن الشيخ الحلَّ، وأنه من خلال وجود قوانين ناظمة تحدد الحقوق والواجبات، وتكون بلا شكٍ غير مخالفةٍ للشريعة الإسلامية ومتوافقةٍ معها بعد التشاور مع أهل الحل والعقد وأهل العلم والفتوى.
وهذا هو الحل الصحيح والأمثل لحلِّ المشاكل التي ورَّثها النظام المجرم لعموم السوريين، والذي حاول فعلاً خلط الأوراق من خلالها.
وهاتان النقطتان ذكرهما د. مظهر الويس في تعليقٍ له على المقابلة:
https://t.me/alshameealshamee/132
ثالثاً: البرلمان في نفسه ليس محذوراً ولا منكراً، بل المنكر هو جعله منبراً للتشريع من دون الله.
فأما إذا كان مجلساً لتشريع الأمور الدنيوية ونحوها مما لا يعارض شرع الله، فليس فيه أكثر من كونه مجلساً للشورى، وهو من الأمور التي حثَّ عليها الشرع الكريم، فقال تعالى: {وَأَمرُهُمۡ شُورَىٰ بَينَهُمۡ}[الشورى: ٣٨].
رابعاً: الواجب على المسلمين إحسان الظن بإخوانهم جميعاً، ومن بابٍ أولى إحسان الظن بقيادتهم التي ما رأوا منها في خلال سنوات الجهاد الماضية إلا كل خير، وأن يحملوا ما يرونه و يسمعونه على أحسن محامله وأقربها لما علموه من صدقهم وحرصهم على أمر المسلمين.
ونسأل الله تعالى أن يلهم المجاهدين وقادتهم رشدهم ويسددهم ويصوبهم في كل شأنهم، إنه سميع قريب مجيب، والحمد لله رب العالمين.
اللّجنة العلميّة في الإدارة العامّة للتّوجيه الشّرعي
________________
Source: Telegram