لم يعد مستغربا وأنت تشاهد اليوم زيارة العديد من الوفود الدولية والأهلية إلى ادلب وباب الهوى اللذان تسيطر عليهما هيئة تحرير الشام، وتسابق الجولاني وأمراءه وشرعييه إلى إجراء المقابلات الصحفية مع وسائل الإعلام
الفرنسية والأمريكية والغربية
هذا النوع من الاعتراف الخجول بالجولاني – والذي كان إلى الأمس القريب أشد أعداء الغرب في سوريا وأبرز المطلوبين على لوائح الإرهاب- لم يكن ليحدث لولا سلسلة من التنازلات قدمها الجولاني للغرب والخارج في سبيل بقاء سلطانه في إدلب
ولعل اليوم أضحت الصورة أكثر وضوحاً من ذي قبل عن نوعية هذه التنازلات وحجمها، ومنها تسليم كامل منطقة شرق السكة للنظام وسحب السلاح الثقيل من ريف حماه، كجزء من التفاهمات مع روسيا حول مايعرف بمناطق خفض التصعيد
ومنها أيضاً تفكيك “الفصائل الجهادية” الرافضة للاتفاقيات الدولية، وهذا مايفسر سعار الجولاني ضد غرفة عمليات “وحرض المؤمنين” وغرفة “فاثبتوا” والسعي بكل قوته لاجهاضها وحلها وإعادة حالة الجمود الميداني مع النظام
وأيضاً “الإشراف الخارجي” على ملفات العسكرة والتصنيع والأمن داخل هيئة تحرير الشام ! وإلا فاسألوا عن سبب عزل “عبدالغني العراقي” مسؤول التصنيع في الهيئة وهو أحد القادة القدماء الذين جاءوا مع الجولاني من العراق إبان تأسيس جبهة النصرة
فعبدالغني العراقي رفض أن يكون قسم التصنيع في الهيئة تحت المراقبة من “جهات خارجية” خاصة في ملفات الطائرات المسيرة والصواريخ متوسطة المدى التي كانت تعمل عليها الهيئة، الأمر الذي دفع الجولاني إلى عزله وتعيين “بديل مطيع” مكانه يوافق على تلك الإملاءات .
أما في ملف العسكرة فاسألوا أبو الحسن 600 ومختار التركي وأبو حسين الأردني عن “الجهات الدولية” التي تراقب وتحضر تخريج ألوية الهيئة وكتائبها ! عدا أن الجولاني وافق على فتح معسكرات العصائب الحمراء وغيرها أمام الصحافة الأمريكية
أما ملف الأمن فهناك مايشبه اليوم غرفة عمليات مشتركة يتم من خلالها تصفية أو إعتقال أو تصفية أو تسليم “الجهاديين ” المطلوبين للخارج ! وقد أكد لي أحد القيادات التهم الموجهة للجولاني بتسليم بعض كوادر تنظيم القاعدة ( حراس الدين ) وأنصار الإسلام لحكومات أجنبية
أما “ملف المهاجرين” وهو نقطة بحثنا اليوم سنفصل فيه بشكل أكبر :
بعد أن خلع الجولاني عباءة القاعدة والمنهج “السلفي الجهادي “وبدأ بلبس “ثوب الاعتدال والانفتاح” طرأت العديد من المتغيرات علي سياسة الهيئة على الأرض خاصة فيما يتعلق بملف “الجهاديين” والمهاجرين الأجانب :
كان ملف المهاجرين السلعة الأغلى التي تاجر بها الجولاني منذ تأسيس جبهة النصرة حتى اليوم، فقديماً حرص الجولاني علي تقديم نفسه كحامي للمهاجرين وحقوقهم وحامل إرث القاعدة الجهادي بما يحويه من عولمة للجهاد والصراع بعيداً عن الوطنية والحدود
وكانت تلك الشعارات تهدف إلى كسب شرعية “القاعدة ” وبالتالي إستقطاب الكوادر الجهادية الأجنبية المتدفقة إلى سوريا للوقوف في وجه منافسة تنظيم الدولة ، ومقاتلة باقي “الفصائل الوطنية” في الثورة مما يساهم في بناء طموحه الشخصي
الا أن هذه الشعارات لم تكن تترجم فعلياً على الأرض فظل “المهاجرون” خاصة الأبرز منهم أصحاب الشهرة والتاريخ الجهادي ظلوا مهمشين داخل جبهة النصرة ولم يكن لهم دور بارز في توجيه سياستها ورسم استراتيجيتها
بل إن بعضهم تعرض للإقصاء والاضطهاد والاعتقال عند محاولتهم تعديل بعض سياسات جبهة النصرة أو التأثير فيها كخلية خراسان الشهيرة التي كانت التحدي الأول الذي واجهه الجولاني في ملف “المهاجرين”
وظل “الخرسانيون” داخل جبهة النصرة على مدى ٣ أعوام بعيدين تماماً عن دائرة صناعة القرار فيها وتم التضييق عليهم وتهميشهم بشكل كبير مما دفعهم للانشقاق عن جبهة النصرة والتوجه نحو تنظيم جند الأقصى
الا أن بعض الوساطات أقنعتهم بالرجوع إلى النصرة مقابل وعود من الجولاني بالاستماع لمشورتهم وتنفيذ مطالبهم وهو ما لم يحصل فعاد التوتر بين الجانبين وصرح بعضهم في مجالس خاصة مع بعض القياديين في شكوكهم بالجولاني و بفساده وفشله وأنهم بصدد رفع توصية لقيادة القاعدة تطالب بعزله
ف بدأت على إثرها حوادث اغتيال وتصفية أعضاء خلية خراسان سواء بالقصف الجوي أو العبوات اللاصقة فقتل جلهم في حوادث متسارعة ( بقي منهم 2 فقط )، إضافة إلى العديد من قيادات القاعدة الموثوقين من قبل الظواهري وسيف العدل وأبو محمد المصري
وكان لابد من تقديم كبش فداء لتبرئة الجهاز الأمني داخل جبهة النصرة من تورطه في كشف ومراقبة “المغدورين” فتم فبركة اتهامات لأبي عبدالله الفرنسي وهو المقرب من أبي الهمام السوري الأمير الحالي لتنظيم القاعدة في سوريا ومرافقه ومقاتل سابق في أفغانستان
فأشاعت النصرة أن أبا عبدالله الفرنسي على صلة بالتحالف الدولي وأنه مسؤول عن عمليات الاغتيال التي طالت قادة القاعدة وأشاعت انها أعدمته بعد ذلك ! إلا أن الفرنسي مازال معتقلا في سجون الجولاني وتعرض لتعذيب شديد لاجباره على الاعتراف بالتهم الملفقة ضده دون جدوى
وبعد انسلاخ الجولاني عن “السلفية الجهادية” والتمسح بالغرب والمجتمع الدولي ومغازلته عاد مجدداً للمتاجرة بملف “الجهاديين المهاجرين” لكن هذه المرة مع الغرب عبر خطفهم وقتلهم ليثبت للغرب أن بإمكانه أن يكون “كلبهم الوفي ” في سوريا في حال أعطوه الفرصة لذلك !
أولاً : من يقف خلف سياسة البطش بالمهاجرين وتصفيتهم أو حتى تسليمهم للغرب ؟! طبعآ الجولاني والقحطاني و عطون والويس هؤلاء من رؤوس الاجرام المعلومين للجميع لذلك سنتجاوزهم ونتحدث عن عن البقية :
1- أبو أحمد حدود : واسمه “أنس خطاب” ينحدر من محافظة ريف دمشق درس هندسة الاتصالات ٣ سنوات ولم يكمل دراسته والتحق بعدها بتنظيم الدولة وكانت مهمته إدارة المضافات الخاصة بالتنطيم على الجانب السوري من الحدود
والتي يتم من خلالها إستقبال وتجهيز العناصر الراغبة بالالتحاق بالتنظيم في العراق – ولذلك سمي أبو أحمد حدود – وكانت معظم عمليات التجنيد تلك تتم بتسهيل من المخابرات السورية حتى عام ٢٠١٠
بعد قيام الثورة ومجيء الجولاني إلى سوريا بتكليف من أميره البغدادي عمل أبو أحمد حدود معه بإعتبار الإثنين – الجولاني وأبو أحمد – ينتميان لنفس التنظيم (الدولة) ولهما بيعة للبغدادي
ظل أبو أحمد محتفظاً ببيعته للبغدادي حتى عام ٢٠١٢ ليبايع بعدها الجولاني وتقلد عدة مناصب في جبهة النصرة آخرها المسؤول الأمني العام للهيئة ومسؤول الملف الخارجي مع “صبيه المدلل أبو عائشة” (سنفتح ملفه لاحقاً)
حاول أبو أحمد جلب أجهزة تساعده في صنع بطاقات شخصية في مناطق الهيئة ( في سبيل خطته الشيطانية) وذلك من خلال التواصل عبر وسطاء مع دولة خليجية(أ)، كما أتم تجنيد العديد من الأمنيين لمعرفة أرقام وتحركات ومواقع “المهاجرين” في المناطق المحررة
وتخيل أن أبو أحمد حدود التي ماتزال عائلته تقيم في مناطق سيطرة النظام السوري وفي كنف الأسد هو نفسه الذي ينكل بالعائلات المهاجرة التي تركت ديارها وجاءت مهاجرة إلى المناطق المحررة !
2 – أبو محجن الحسكاوي وهو مروان العلي من سكان مدينة حلب وأصله من مدينة القامشلي كان قبل الثورة يقيم في الإمارات ويعمل في مجال السيارات مع بداية الثورة عاد إلى سوريا والتحق بصفوف فصيل صقور الشام قبل أن يبايع تنظيم القاعدة لاحقاً
عمل بدايةً كمحقق في سجن العقاب سيئ الصيت التابع لجبهة النصرة في محافظة إدلب، والذي يشبه سجن تدمر العسكري بالفظائع والجرائم التي تجري فيه وكان أبو محجن مسؤول عن كثير من عمليات التعذيب التي كانت تجري بداخله
وبسبب حسه الإجرامي وولائه للجولاني وأبي أحمد حدود تم تعيينه مسؤولاً أمنيا في إدلب ثم “محافظاً عليها ” وهو المسؤول الأبرز عن مجزرة عرب سعيد بحق قيادات وعناصر حراس الدين اليوم صاير يلبس بدلة ومشيّك حاله !
3- أبو حفص بنش واسمه حذيفة بدوي كان نكرة قبل الثورة ، ومع بداية الثورة بايع البغدادي ثم بايع الجولاني على مضض ولا يملك اي مؤهلات تعليمية أو عسكرية اللهم إلا مصاهرته للجولاني فكانت هذه كافية ليتقلد الكثير من المناصب الهامة في الهيئة !
فتسلم الملف الاقتصادي والاستثمار ومسؤول المعابر ومسؤول المنطقة الوسطى وملفات أمنية وخارجية والكثير من المناصب الأخرى في آن واحد .. طبعاً حتى يرضي الجولاني زوجته ( أخت أبو حفص )
واليوم يدير أبو حفص بالاضافة لمناصبه تلك مافيا إقتصادية وأمنية كما يدير عدة محلات للألبسة الغربية من وكالة imza وهذا سبب إطلاق عليه لقب أبو حفص imza في إدلب صورته قبل حلق اللحية ولبس البدلة الرسمية
4 – أبو بلال قدس (ابو بلال تل أبيب) كما يسميه الأخوة المهاجرون واسمه عبدالقادر طحان من حلب ، أسس كتيبة القدس التابعة للجيش الحر والتي كانت مسؤولة عن الكثير من عمليات الخطف في حلب بهدف طلب فديات ، ثم بايع جبهة النصرة في حلب وتدرج بعدة مناصب فيها
إلى أن أصبح مسؤولاً أمنيا في مايتعلق في ملف الفصائل ، ومسؤول عن قطاع جسر الشغور والساحل ويعد مسؤول مباشر عن كثير من عمليات التصفية والاعتقال بحق قيادات حراس الدين وأنصار الإسلام وجماعة جند الله
إضافة إلى من ذكرناهم هناك العديد من القيادات المتورطة باعتقال وقتل المهاجرين ، منهم : -حسام أبو مأمون (أبو رواد الغوطاني) -أبو الحسن ٦٠٠ ( قائد المجلس العسكري ) -مختار التركي -أبو عزام التركماني -خطاب الالباني -أبو زيد الجزائري -أبو الخير تفتناز وغيرهم
سباب توحش الجولاني في مواجهة المهاجرين: يمكن تلخيص أسباب حملة الجولاني ضد القيادات الجهادية الأجنبية والسورية بالتالي ١-أسباب داخلية وهي عدم السماح للمهاجرين بتشكيل أي فصيل عسكري يشكل خطراً على سلطة الجولاني خاصة أن كثير من جنود الهيئة مازال يتأثر بالخطاب “السلفي الجهادي”
٢-أسباب خارجية : حيث يهدف الجولاني من حملات اعتقال وتصفية المهاجرين والشخصيات الجهادية أن يبرهن للمجتمع الدولي أن “الجولاني الجديد” معتدل ويتشاطر مع الغرب نفس الهواجس والأهداف فيما يتعلق بمحاربة الارهاب والتطرف وأن بمكانهم الاعتماد عليه كخادم مطيع
أيضاً يهدف الجولاني للحصول على أموال وصفقات من خلال تصفية بعض “الشخصيات الجهادية” التي تسعى مخابرات بلدانهم لقتلهم أو إعتقالهم وهذا مايفسر إصرار الجولاني وأمنييه على تصفية بعض القيادات الجهادية حتى بعد إعتقالهم ورضوخهم لمطالبه وشروطه
أمثال الشيخ “أبو زيد الأردني ” القيادي بتنظيم القاعدة والمطلوب أمريكياً على لوائح الإرهاب! وطارق التركي وفاروق التونسي وأبو يونس الألماني وأبو معاذ الفرنسي وأبو عائشة الطاجيكي وغيرهم ممن تمت تصفيهم وقتلهم من قبل عصابة الهيئة
نبدأ الآن سرد اسماء المعتقلين والمختطفين من المهاجرين وقيادات الجماعات ونبدأ بحراس الدين ( تنظيم القاعدة في سوريا ) :
أولا : قيادات الصف الأول في تنظيم القاعدة : ١-الشيخ أبو عبدالرحمن المكي ( قائد جيش الملاحم التابع للقاعدة) ٢-الشيخ أبو حمزة الدرعاوي (عضو مجلس شورى تنظيم القاعدة) ٣-سهل الجزراوي (قاضي التنظيم) ٤-الشيخ أبو سليمان الليبي ٥-الشيخ أبو يحيى الجزائري
٦- الشيخ أبو عبدالرحمن الأردني ٧- الشيخ أبو الزبير الليبي ٨-الشيخ أبو مريم الجزائري ٩- الشيخ أبو ذر المصري ١٠- الشيخ أبو بصير الشامي ١١- الشيخ أبو عبدالله السوري ١٢- الشيخ أبو غادية الجزراوي
ثانياً القادة العسكريين والكوادر الميدانية في تنظيم القاعدة : ١-خلاد الجوفي (قائد عسكري) ٢-أبو عمر الفرنسي (قائد ميداني) ٢-أبو رضوان التركي (قائد ميداني) ٤-أبو مصعب التركي (قائد ميداني) ٥-زيد الكردي ٦-أبو حسين التركي ٧-ابو سليمان الملا ٨-أبو صفية الفرنسي
٩-أبو الليث المصري ١٠أبو انس المصري ١١-أبو صطيف الخشير ١٢-أبو بلال درغام ١٣-أبو هريرة المصري وغيرهم ممن لم تصلنا اسمائهم بعد بسبب ندرة التواصل بين القواطع والقيادات والكوادر .
ثالثاً القيادات والشخصيات المهاجرة المستقلة : -أبو أسامة الجزائري -أبو الدرداء الجزائري -أبو بصير الليبي -عبدالرحمن الفرنسي -عبدالرحيم التركي -تراب التركي -جند الله التركي -خطاب الإيراني -أبو أحمد الليبي – أبو أيوب المغربي
رابعاً المعتقلين من “المهاجرين الفرنسيين ” : وبعد حديث “عطون” شرعي الهيئة مع الصحيفة الفرنسية وتلميحه بإمكانية التعاون مع فرنسا وطلب مساعدتها بدأت حوادث اعتقال وخطف “الجهاديين الفرنسيين” من قبل الهيئة وهم :
-عمر أومسن (أمير فرقة الغرباء الفرنسية) -أبو بصير الفرنسي ( القائد العسكري في فرقة الغرباء الفرنسية ) -أبو صالح الفرنسي ( قائد ميداني) -أبو يوسف الفرنسي -سيف الله الفرنسي -موسى الفرنسي -أبو آسيا الفرنسي
خامساً معتقلي قيادات وكوادر جماعة أنصار الإسلام : -عبدالمتين الكردي ( قائد عسكري ) -أبو شهاب الكردي ( قائد ميداني ) -عمار الكردي -أبو عبدالرحمن الشامي -أبو علي القلموني -خطاب التركي
وهناك تقديرات بوجود أكثر من ١٧٠ مهاجر معتقل عند الهيئة إضافة لأكثر من ١٠٠ من المغيبين لم نستطع تحديد هوياتهم بعد ، وأيضاً العديد من النساء المهاجرات المختطفات أمثال أم آسيا الفرنسية وأطفالها ومارية الأسبانية وغيرهن
والخطير أن بعض هؤلاء المعتقلين يتم التحقيق معهم وتعذيبهم بحضور “جهات خارجية” ويتم استجوابهم حول نشاطاتهم في أفغانستان وأوروبا قبل مجيئهم إلى سوريا ! فتحولت إدلب إلى ما يشبه “غوانتانامو كبير “
لا بل أن عدد قيادات القاعدة وقيادات الجماعات الجهادية وكوادرها من المعتقلين عند الجولاني يفوق عدد المعتقلين بغوانتنامو أو صيدنايا !! وربما الأجدر أن تعطي أمريكا 10 مليون دولار للجولاني على خدماته هذه بدل أن ترصدها في مسرحية المكافئة لقتله أو الإبلاغ عنه !
وقد حدثني بعض “المهاجرين” وقيادات الجماعات الجهادية المطاردين في إدلب اليوم أنهم باتوا يرغبون بالخروج من سوريا أو إلى مناطق درع الفرات للهرب من بطش الجولاني وإجرام حملاته الأمنية التي ضيقت عليهم الخناق بشكل كبير مؤخراً
نكمل لاحقاً إن شاء الله
_______________
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]