– للأسف بتنا نعيش في الشام اليوم حالة من عمى الأبصار والبصائر وبات يستطيع الكثير من الكوادر والقادة وطلبة العلم تجاهل ما يحدث في الشام خشية أو تأييدا أو تعصبا لجماعة بعينها.. ولكن هل يمكن تغطية الشمس بغربال؟! بالطبع لا، وإنما يجري في الشام اليوم هو تطبيق حرفي ودقيق لاتفاقية سوتشي وقيادة الهيئة هي المسؤول الأول عن ذلك، وسأقوم بتحليل ذلك بشكل واقعي من خلال النظر في بنود اتفاقية سوتشي ثم انزال هذه البنود على أرض الواقع لنعلم هل تم تطبيقها أم لا؟ فسنستعرض بعض بنود سوتشي التي تم تطبيقها:
1- وقف إطلاق النار بشكل تام في إدلب:
وهذا البند قد تم تطبيقه منذ مدة ووافقت عليه الهيئة والجبهة الوطنية (غرفة الفتح المهين)، وطبعا حصل ذلك بأوامر تركية بعد الاجتماع مع الروس، ولذلك نرى اليوم الجبهات متجمدة بشكل تام إلا من قصف الروس والنصيرية على قرى المسلمين، ولا تستطيع الفصائل الوظيفية حاليا فتح معركة وكسر الهدنة بدون إشارة من سيدهم التركي! ولهذا كنا نرى غضب جماعة الهيئة وإعلامهم من مجاهدي غرفة “وحرض المؤمنين” عندما كانوا يخرقون الهدنة ويقومون بغزوات مباركة على مواقع النصيرية، لأن هذه الأعمال المباركة كانت تفضح التزامهم بالأوامر التركية أمام الجميع.
2- تحييد (قتال) الجماعات الرديكالية (الجهادية) وفصلها عن الفصائل المعتدلة:
وهذا ما قامت به الهيئة للأسف حيث تولت قتال الجماعات الجهادية الرافضة للاتفاقيات الدولية وعلى رأسهم حراس الدين خاصة وغرفة عمليات فاثبتوا عامة، وقد تم الإتفاق على قتال وحل غرفة عمليات فاثبتوا قبل مسألة اعتقال أبو مالك التلي من قبل الهيئة، وذلك بسبب الخطر الكبير الذي كانت ستشكله غرفة فاثبتوا على مشروع الإرجاء في الشام وعلى الاتفاقيات الدولية التي كانت ستنهار عند ازدياد قوة المجاهدين، ولكن كانت الهيئة بالمرصاد وقامت بتنفيذ البند الثاني من سوتشي سواء علمت ذلك أم لم تعلم، مع ملاحظة الجميع لوجود تقاطع مصالح رهيب ما بين فعل الهيئة والاتفاقية التركية الروسية!
3- تسيير الدوريات التركية الروسية المشتركة في مناطق إدلب على طريق الM4:
وهذا ما قبلت به الهيئة وسمحت للدوريات الروسية بدخول مناطق إدلب بعد أن كان إعلام وقادات الهيئة يصفون هذا الأمر بالخيانة وأنه تسليم مناطق المسلمين للعدو الروسي بشكل تدريجي وأنهم لن يسمحوا بدخول عسكري روسي واحد إلى مناطق إدلب إلا عن طريق الحرب! لنتفاجئ بعد مدة بأنهم قد سمحوا بذلك وأن أمنيين الهيئة ينتشرون على جوانب طريق الM4 من أجل توفير الحماية للدوريات الروسية! فهل الخيانة تحولت إلى فضيلة، أم أن قيادة الهيئة كانت تبيع الأمة شعارات ريثما تحصل على الحصة المناسبة من كعكة المشروع الوطني الجديد؟!
4- التخلص من المهاجرين وطردهم خارج الشام:
وهذا ما يحصل حاليا على يد الهيئة! حيث تقوم حاليا بشن حملات اعتقال بحق رؤوس المهاجرين الذين يملكون مجاميع من المهاجرين خارج إطار الهيئة ويضعونهم في السجن كأبي عمر الفرنسي والشيخ أبو يحيى الجزائري وكما يحصل اليوم من ضغوط على جماعة مسلم الشيشاني، وهذا ما جعل بند من اتفاقية سوتشي يجري بسلاسة، حيث أننا كل يوم نسمع عن خروج بعض المهاجرين من الشام باتجاه تركيا أو بلادهم أو ساحة جهادية أخرى هربا من بطش الهيئة ورؤيتهم لواقع المنطقة المزري الذي تسببت فيه الهيئة وتسليم زمام المبادرة للأتراك، وهذا عدا عن شهادات شخصية من مهاجرين جلست معهم فكلموني عن عروض أبو ماريا القحطاني لهم (منذ مدة) بأن يخرجوا من أرض الشام إلى تركيا مقابل إعطاءهم مبلغ كبير من المال وتأمين طريق التهريب لهم وتأمين مكان مناسب لهم في تركيا، فهل أبو ماريا يملك هذه الأموال الطائلة ليغدق على المهاجرين هذه العروض أم أن هناك جهات مخابراتية تقف خلف هذا الأمر..؟!
:point_up_2:هذا ما تم ويتم تطبيقه حاليا من بنود سوتشي، ومن كان يخالفنا فيما نقول فلينظر إلى أرض الواقع ليرى الصواب من الخطأ، وما زال هناك بنود أخرى يتم التحضير لها في أروقة المخابرات، وأهمها: التجهيز للعملية السياسية في سوريا: وهذا البند أول خطوة في تحقيقه تبدأ عند إعلان المشروع الوطني القادم (الذي تروج له الهيئة) المتمثل بدمج الهيئة مع الجيش الوطني لتشكيل جسم وطني موحد تشرف عليه تركيا العلمانية بشكل مباشر وتتحكم به، وهذا ما سيسهل عملية تقييد قرارات الفصائل تماما وضبطهم من أجل استكمال المفاوضات مع الروس والنصيرية لأجل التوصل لاتفاق سياسي، ونتمنى أن نكون مخطئين في هذا البند ولكن كما يقال: “البعرة تدل على البعير والأثر يدل المسير”
– ولذلك فإننا نكرر نصيحتنا للمجاهدين الموحدين بأن يأخذوا حذرهم هذه الفترة ويعدوا أنفسهم بدنيا وعسكريا وشرعيا وفكريا للمرحلة القادمة لأنها ستكون حتما أصعب من كل ما سبق لأن الصفوف ستتمايز وسيكون هناك فسطاطان لا ثالث لهما والله أعلم.
فالصبر الصبر والثبات الثبات..
#جلاد_المرجئة
________________
Source: Telegram
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]