السلام على كل من نصر الله ورسوله وذب عن دينه وضحى في سبيل تطبيق شريعته، وعلى كل من نصر هؤلاء وأولئك ورحمة الله وبركاته
يقول رب العزة “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا،ولينصرن الله من ينصره .[الآية]
لا معنى لالتزام بدين الله بدون تدافع مع اهل الكفر والباطل،ولا تواجد لأهل الحق ولا تعايش لهم إلى جانب أهل الباطل بله الرضا بباطلهم
فلابد من التميز ولابد من المفاصلة،ولن يرضى طرف على الطرف الآخر،وإن كان ثمة رضا فأكيد ان هناك ثمة تنازل أو احتواء أو انحراف
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم” واهل الردة والبدعة يدخلون في هذا المعنى لأنهم في نهاية المطاف تبع لهؤلاء أ و أولئك
وهذه الآية تحذير للمؤمنين من مغبة السقوط في مسار التنازل أو الاحتواء أ والانحراف كما هي دعوة لهم للثبات والصبر والاستقامة
اهل البدعة وانصارها والداعين اليها وكذا اهل الأديان الباطلة لابد أن يعلنوا عداءهم وحربهم على المؤمنين،وهذا من طبيعة دينهم
يدخل في هذا هؤلاء الذين يؤمنون بدين الديموقراطية ورضوا بأن يتحاكموا الى الطاغوت واتخاذ الخلق مشرعين من دون الله
مهما رفعوا من شعارات اسلامية أو ادعوا أو وعدوا بتطبيق العدل ونصرة المظلوم فإنهم كاذبون وفوق هذا فاسقون وظالمون وكافرون
لن يقبل هؤلاء بوجود مؤمنين يذكرونهم بالله وبتطبيق شريعته والكفر بما سواه من شرائع وأديان،مثلما لا يقبل ابليس بوجود اهل الإيمان
إنهم أولياء الشيطان في مواجهة أولياء الرحمن،لن يهنأ لهم بال ولن يهدأ لهم قرار حتى يدخل هؤلاء المؤمنون في دينهم، رغبا أو رهبا
لن يغرنا هؤلاء الذين رضوا بالديموقراطية دينا ولن يرهبونا ولن يردونا عن دين التوحيد مهما جدوا واجتهدوا أو مكروا وكادوا
إخواننا أنصار الشريعة في كل مكان قاموا لينصروا دينهم وأنفقوا أموالهم وأنفسهم في سبيل هذه الغاية السامية، بالبيان والسنان
إخواننا في تونس الإسلام جزء من هؤلاء،ونحن نشهد انهم قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه،فأبلوا البلاء الحسن ولم يخافوا في الله لومة لائم
ونشهد كذلك أن حكومة النهضة قد أبلت البلاء الحسن في نصرة الباطل وفي محاربة أنصار الشريعة وهو ما يعني محاربة شرع الله والصد عن الحق
انهما فريقان اختصموا في ربهم،فريق ينصرالحق وفريق ينصر الباطل وكلاهما يقدم في سبيل ذلك الأموال والأنفس،فأي فريق احق بالاتباع والنصرة؟
إن حكومة النهضة قد صارت تحمي دين الكفر وتدافع عنه وتفرضه على المسلمين فرضا،فأين هذا من شعار الإسلام الذي يرفعونه؟
وكل من يخالفهم أو يدعوهم الى الكفر بالطاغوت وتحكيم شريعة الله فهو ارهابي وخارج عن القانون وينبغي محاصرته ومحاربته
إنها تعليمات وتوجيهات اليهود والنصارى وما يسمى بالنظام العالمي الجديد لكي يكملوا مشروعهم في بلداننا حتى مابعد الثورات الأخيرة
لقد ارعبهم اقبال الشباب التونسي على جبهات القتال الساخنة وادركوا خطورة التجمع الأم الذي انطلقوا منه فسارعوا الى بدء الحرب
كما اغاظهم تحرك ونشاط الإخوة في الداخل وانتشارهم في خدمة العباد وتجسيد تعاليم الإسلام فانكشفت حقيقة عبيد الديموقراطية
ان حكومة النهضة لا تعدو ان تكون اداة صهيوصليبية للبطش بإخواننا تحت مسميات عدة والمبرر جاهز:محاربة الإرهاب،والتهمة :مخالفة القوانين
لقد طمس الله بصيرتهم وصاروا يخربون بيوتهم بأيديهم ويمزقون ما تبقى من ثوبهم السابري فانكشفت سوءاتهم وظهر مكرهم ووجههم القبيح
ظهر عداؤهم لشريعة الرحمن وانحيازهم ودفاعهم عن قوانين الشيطان،لقد سقطوا في الفخ الذي نصبه لهم اولياء الرحمن،خابوا وخسروا
من قدر الله أن مؤتمر الإخوة كان فخا محكماً واستدراجا ذكيا وجس النبض لغباء وتهور النظام واجهزته المهترئة،ان كيدهم كان ضعيفا
لقد ثبت الله عباده واعلى رايتهم ونكس راية هؤلاء المشركين وزلزلهم فلم ينالوا من إخواننا ما كانوا يكيدون له،فانقلبوا بفضل الله خاسرين
وفي المقابل صال الإخوة وجالوا وأظهروا معالم دين الله فكانت جولة للحق واستعلاء بالإيمان وكسر لكل الحواجز،انه بداية فتح مبين
سيكون للمعركة صولات أخرى،فالإخوة انصار الشريعة لم يبدأوا الحرب بعد ولم يظهروا اسلحتهم،إذعانا في تخويف العدو ومباغتته وخلط اوراقه
سيراجع الأعداء حساباتهم وسيغيروا مواقفهم وسيذعنوا للحق قاهرين،اتوقع ان يحاولوا الطمع في هدنة مع الإخوة تفاديا لبركان سيهز عروشهم
المؤتمر الثالث اجل الى أجل غير مسمى لكنه حقق اكثر من اهدافه وغاياته،وهذا تفسير لقوله تعالى”ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”
اسأل الله تعالى أن يزيد الإخوة حكمة وصبرا وثباتاً ويزيد اعداءهم تخبطا ورعبا وغباء،وأن ينصر دينه ويعلي رايته ويعز جنده،آمين.
كتبه:الشيخ أبوسعد العاملي حفظه الله
__________
To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]