New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Among Other Things That Confuse Me"

بسم الله الرحمن الرحيم

لم أستغرب من موقف اليهود تجاه غزة ، فهؤلاء يهود .. ولم أستغرب من موقف السيسي من غزة ، فهذا ابن اخت يهود .. ولم أستغرب من موقف الحكومات العربية من غزّة ، فهؤلاء أبناء عم اليهود .. الذي يحيرني هو موقف إيران وقردها حسن نصر اللات من غزة !! هل يعتقد هؤلاء أنه بقيت بقيّة غباء في الأمة الإسلامية تصدّق كلامهم الممانع المقاوم !!

الذي يحيرني أننا كنا نظن بأن في بعض هذه الحكومات بقية عقل بحكم الخبرة والتجربة الطويلة جداً والمملّة في السياسة ، ولكننا صُدمنا بكمّ الغباء الذي يسري في الفضاء السياسي في وقتنا !! يُنفقون على بشار والمالكي وحفتر والسيسي والحوثيين والعلمانيين مئات المليارات من أموال المسلمين التي لو أُنفق رُبع عُشرها على أصحابها (الشعوب) لكسبوهم وملكوا قلوبهم وارتاحوا واطمأنوا على الكراسي !! أنا في حيرة من أمري : هل كل هذا من باب الحقد على الدين !! ألا يكفي الحقد الدفين حتى يخاطر هؤلاء بإظهاره فيُثيروا الشعوب عليهم وهم قادرون على كسبها بأقل التكاليف !! المعادلة غاية في السهولة : انفق دولاراً تكسب مسلماً ، وانفق ملياراً تستعدي جموع المسلمين !! بل المعادلة اليوم أصبحت أقل كُلفة : لا تُنفق شيئاً على أعداء الدين ، تكسب قلوب المسلمين !! لماذا الإصرار على استعداء الشعوب بأغلى الأثمان مع امكانية كسبهم بلا مقابل !!

الذي يحيرني أن الكل يعمل لصالح البغدادي !! لا داعي للإستغراب ، فهذه حقيقة : هذا الكم الهائل من الخيانة يصب في صالح البغدادي .. وهذا الكم الهائل من الكبت والطغيان يصب في صالح البغدادي .. كل أمرأة سُجن زوجها ، وكل أمّ سُجن ابنها ، وكل ولد سُجن أباه أو سُجنت أمه ، وكل أسرةِ مقتولٍ في الحروب ، وكل فردٍ مقهور مظلوم يتمنى أن يأتي البغدادي إلى بلاده ليُذيق مَن ظَلمهُ مرارة القهر والذلّ ، الناس باتوا لا يرضون إلا بقطع الرؤوس وسحل الجثث .. كل قتل ، وكل عنفٍ ، وكل ذلّ ، وكل مهانة ، وكل سرقة ، وكل اغتصاب للثروات ، وكل تضييق على المُصلحين والدعاة ، وكل قانونٍ جائرٍ باسم محاربة الإرهاب ، وكل نشرٍ للرذيلة ، وكل طمسِ للفضيلة ، وكل عمالة وخيانة للأمة ، وكل تعاون مع العدو الصهيوني أو الصليبي أو الرافضي ، وكل تجبّر ، وكل تعسّف وتكبّر في أي بقعة من الأرض ، وكل تشريد للمسلمين واحتلال لبلادهم يجعل البغدادي يضع رجلاً على رجل ويقول لأتباعه : كُفينا التجنيد ..

لا أدري لماذا لم تجتمع قاعدة الجهاد مع الدولة الإسلامية إلى الآن !! الدين واحد ، والمنهج واحد ، والهدف واحد ، والمسار واحد ، والأساس واحد ، والقِبلة واحدة ، والعدو واحد ، والقاعدة واحدة ، والمصير واحد ، فأي شيء بقي لأي مجموعتين في العالم تجعلهما لا يلتقيان إلى الآن !! ألم تكتشف قاعدة الجهاد حقيقة بعض الجماعات في سوريا !! ألم تعِ الدولة بأن الوحدة والعمل المشترك الذي حصل في العراق أفضل من التصادم الذي حصل في سوريا !! التقى الكاثوليكي والأرثوذكسي والبروتستانتي والماروني والدرزي واليهودي والإثنا عشري والمرتد والعلماني والطاغية المدّعي للإسلام والبوذي والهندوسي والشيوعي والنصيري على حربنا في سوريا والعراق وأفغانستان !! ألَم يأنِ للظواهري والبغدادي أن يلتقيا ويعتصما بحبل الله ولا يتفرقا !! الدولة الإسلامية حقيقة واقعة ، وقاعدة الجهاد أصل المجاهدين ومنبعهم ، والتقائهما في حد ذاته فتح ، فلماذا لا تجتمع الحقيقتان لتصبح حقيقة واحدة تهتزّ لها الدنيا !! لعلي أبيّن حكماً قد يغفل عنه الجانبان : أيّ جانب يعلم يقيناً أن في اختلاف المسلمين وتنازعهم : فشلهم وذهاب ريحهم ، ثم لا يعمل جاهداً وبنيّة خالصة لجمع الكلمة ، فهو عاصٍ لله وإن قيل شيخ المجاهدين أو أمير المؤمنين ، أمة الإسلام أغلى من الجماعات والأفراد ..

الذي يحيرني أن حماس استطاعت في سنة واحدة من حكم مرسي أن تصنع وتجمع أسلحة وصواريخ فتاكة رغم وجود السيسي على رأس الإستخبارات الحربية ثم وزارة الدفاع في مصر !! كيف استطاع مرسي تسليح حماس دون معرفة ابن أخت اليهود وهو في هذه المناصب الحساسة !! الذي يحيرني أكثر أن كل هذا كان في سنة واحدة من فصيل ضعيف محاصر مُنهك !! كيف لو كانت حماس غير محاصرة ، أو كانت بمقومات دولة ، وكيف لو اجتهدت دول إسلامية كما اجتهد الإخوة في غزّة !! تُرى ما نوع الأسلحة التي تكون عندنا ؟ وكم يصمد يهود أمامها !! والذي يحيرني في حماس أنها تقاتل الصهاينة الشرقيين فقط ، في حين أن الغربيين أشد ضرراً عليها !! لو أن حماس اجتاحت مصر وقاتلت حكومتها الصهيونية فإنها تفتحها في بضع ساعات ، فجنود الكفتة والمكرونة ليسوا أكفاء القسام والجهاد ، والشعب المصري مع حماس ، وبهذا تضمن حماس فتح المعابر على مصراعيها ، وتضمن عمقاً استراتيجياً لها ، وتريح الأمة من شرور صهاينة مصر ، وباستعادة مصر تتحرر نصف الدول العربية ، بل نصف الأمة الإسلامية ..

الذي لم أستطع فهمه ومعرفته على حقيقته بعد ، هو : إصرار اليهود على إعلان الخسائر المادية على الملأ كل يوم ، فهذا ليس من عادة من يخوض حرباً مع مجموعة صغيرة مسلّحة تريد انهاكها اقتصادياً !! لماذا الإعلان عن الخسائر المليارية من جميع قطاعات الصناعة والتجارة والسياحة ؟ لمن هذه الإعلانات يا ترى ؟ من سيعوّض يهود !! نحن نعلم أن أمريكا وأوروبا منهكتان اقتصادياً !! الأمر مُحيّر فعلاً ، وهو يشبه نداءات السيسي بحاجة مصر للمليارات لمحاربة الإخوان ودعم الإقتصاد ..

مما يحيرني ويقلقني : إصرار بعض علماءنا ومثقفينا على تسمية الصهاينة : “إسرائيل” !! إسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه السلام ، ونسبة هذه العصابات اليهودية الصهيونية إلى نبي كريم من أنبياء الله تعالى إهانة له عليه السلام ، فهؤلاء ليسوا من نسله ، بل هم يهود شذاذ من شتى بقاع الأرض ، واليهودي في الغالب لا يعرف أباه ، فهم يتسمون بأسماء أمهاتهم لكثرة الزنا فيهم ، فكين ننسب هؤلاء لنبي من أنبياء الله تعالى !! كنا نقول “عصابات صهيونية” ثم “فلسطين المحتلّة” ثم “الدولة الصهيونية” ثم “الدولة العبرية” ثم “إسرائيل” بين قوسين ، ثم أزلنا القوسين وأطلقنا على بعض أراضي فلسطين المحتلة كلمة فلسطين ليثبت في عقول الأجيال أن الباقي هو ملك اليهود ، وخدعنا الأجيال “بمطالبتنا” بدولة فلسطينية (غزة والضفّة) عاصمتها القدس !!

ينبغي أن لا نحيّر هذا الجيل : ففلسطين هي فلسطين من النهر إلى البحر ، وهؤلاء اليهود المحتلين لا مكان لهم في فلسطين المسلمة !! كنا نقول “قضيّة الإسلام” ثم “قضيّة إسلامية” (نكِرة) ثم “القضية العربية” ثم “قضية عربية” (نكِرة) ثم “القضيّة الفلسطينية” ثم اختزلنا القضية في العلماني “ياسر

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Fatwas Of the Timid"

بسم الله الرحمن الرحيم

من الأمور الغريبة التي رأيناها في زماننا هذا : عزوف الكثير من العلماء عن بيان الحق صريحاً دون تورية ، فالبعض يعتمد على ذكاء العامة في فهم مراده ، والبعض يظن أن التلميح بالفتوى من باب الدهاء والحنكة السياسية ، وهذا قطعاً ليس مراد الله تعالى في قوله سبحانه {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ …} (آل عمران : 187) ، فالبيان يقتضي التوضيح بما يزيل الإشكال وتحصل به المعرفة والعلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول “من سُئل عن علمٍ فكتمه ، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار” (صحيح : صحيح الجامع) .. 

بمثل هذه العقلية الغريبة يُصبح الدين غريباً عند الناس ، فتجد كثير من العوام – وبعض طلبة العلم – لا يعلم حقيقة الجهاد ولا حكمه ، ولا يعرف ما دار حرب ودار إسلام ، ولا حكم من لا يحكم بما أنزل الله ، ولا حكم من يوالي أعداء الإسلام ويعينهم على حربهم ضد المسلمين ، فأصبح الدين من هذه الناحية غريباً ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ..

كانت الفتاوى واضحة صريحة في الحرب الأفغانية السوفييتية : فالجهاد كان واجباً على الأمة وفرضاً عينياً على القادرين ، وموالاة السوفييت ردّة عن الدين ، ودار السوفييت دار حرب ، والشيوعية كفر وإلحاد ، وقد انتشرت الكتب والأشرطة والدروس في الإعلام والمدارس وفي كل مكان تبيّن هذه الحقائق الشرعية بكل وضوح ، فكانت الحكومات العربية تطبع كتب الشيخ عبد الله عزام وسيّد قطب ، وكانت تنشر فتاوى الشيخ ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وغيرهم ، والأمة كلها مُستنفَرة للجهاد بالنفس والمال والرأي ، وما أن شارف المجاهدون على دخول كابل حتى توقّف كل هذا ، واختفت الفتاوى والدروس والنشرات فجأة ، ثم انقلب الأمر رأساً على عقب : فصار الجهاد فتنة ، والبراء من الكفار تنطّع ، والتحريض على الجهاد دعوة للكراهية والإرهاب ، وانقلبت الحكومات على المجاهدين وعلى الشعوب وأسكتت أهل العلم ، وأبرزت بعض العملاء الملتحين ليغيروا الدين ويبدّلوه ويحرّفوه ، فانتشر الجهل بعد علم ، وظهر جيل خانع للعدو مسالم لا يعرف عقيدة ولا فقه إلا ما ظهر على لسان هؤلاء العملاء ..

لقد حاول أعداء الأمة نشر بعض الأفكار والمصطلحات تحت مضلة المفاهيم الدخيلة ، وهي أفكار بمصطلحات برّاقة في ظاهرها ، ولكنها تنافي عقيدة الإسلام التي لا يكون للدين ظهور إلا بها ، ولا يكون تمكين في الأرض إلا بتطبيقها ، “فالحريّة والعدالة والمساواة” التي ينادي بها البعض اليوم ولا يفهم معناها إلا وفق المفهوم الغربي أطلقها اليهود في الثورة الفرنسية ، ومن لا يعرف عقيدة المسلمين فإنه لا شك يغتر بهذه الكلمات التي قصد بها الأعداء غير حقيقتها :

فالحريّة عندهم : مطلقة ، فللإنسان أن يختار الردّة عن الدين ، ويختار الفسق والفجور والرذيلة كالزنا وشرب الخمر واللواط والسحاق وغيرها من الفواحش والمنكرات التي تأباها النفس المسلمة ، ولا يجوز الإنكار على الناس في حرياتهم الشخصية ..

والعدالة : بمفهومها اليهودي والنصراني ، لا بالمفهوم الشرعي السماوي ، وكل من تابع موقف الغرب من القضايا الإسلامية يعلم يقيناً حقيقة هذه العدالة ..

والمساواة : بمعنى إلغاء عقيدة الولاء والبراء والحب والبغض في الله ، فاليهودي والنصراني والبوذي والهندوسي وعبد الشيطان وغيرهم يكونون مساوين للمسلم والعياذ بالله ، وإن كان الغرب لا يقصد هذا ، وإنما قصد الغرب أن كل هؤلاء يتساوون إلا المسلم فإنه دونهم جميعاً ، واليهود يعتقدون بأنهم فوق الجميع ، فالحقيقة أن هذه الألفاظ وُضعت لخداع غير اليهود ..
لو أردنا “أسلمة” هذه الألفاظ وجعلها طوعاً لمفاهيمنا الشرعية : 

فالحريّة عندنا : هي عبادة الله وحده لا شريك له ، ودعوة الناس إلى ذلك ، ومن أبى فإنه يعيش ذليلاً دافعاً للجزية تحت الحكم الإسلامي ، أو يكون على الدوام مواجِهاً للسيف الإسلامي ، وحرية الفكر والرأي مكفولة ضمن الإطار الشرعي ، فلكل شيء في ديننا ضوابط تضمن الحرية الحقّة ، وتُبطل التعدي على الدين والمجتمع والفرد باسم الحرية الباطلة المزيَّفة ..

والعدالة : هي الأحكام الشرعية الربانية التي نزلت على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل ما خالف هذه الأحكام فهو ظلمٌ ، وجورٌ ، وقد قال الله تعالى عنها في القرآن بأنها : عتوّ، وعنادٌ ، وطغيانُ، وإفكٌ ، وإثمٌ مبينٌ ، وخسرانٌ مبينٌ ، وبهتان ، وحكم طاغوت ، وحكم جاهليّة ، فأين العدل والله تعالى يصف ما يخالف حكمه بهذه الأوصاف !! الله تعالى هو الذي يأمر بالعدل ، فالعدل عندنا أصل أصيل وركن متين حتى مع المخالفين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة : 8) ، فعدلنا إلهي سماوي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..

والمساواة : هي بين المؤمنين ، فهم سواسية كأسنان المشط ، لا فرق بين عربيّهم وأعجميّهم ، ولا أبيضهم ولا أسودهم ، وأكرمهم عند الله أتقاهم ، أما الكفار فهم دون المسلمين ، يعيشون في كنف الدولة الإسلامية وتحت حمايتها يبذلون لها الجزية أذلّة صاغرين ، ولا مكان عندنا لوطنية ولا قومية ولا شعوبية ولا ما يسمونه بالأخوّة الإنسانية (والتي هي شعار الماسونية) ، فالأخوة عندنا مبنية على أساس الدين ، ومساواة المسلم بغير المسلم ظلم لا يقرّه شرعنا {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (القلم : 35-36) .. الله تعالى خلق الخلق ليعبدوه ، فمن عبده كان أفضل ممن أخلّ بسبب وجوده (انظر فصل “جنسية المسلم عقيدته” في كتاب معالم في الطريق لسيد قطب رحمه الله ، فهو – على اختصاره – من أجود ما كُتب في الباب) .. 

ليترك العلماء الحياء جانباً ، وليبيّنوا للناس حقيقة دينهم الإسلامي الذي ينظر إلى المسلم على أنه فوق الجميع ، وأن الإسلام يعلوا ولا يُعلى عليه ، وأن الدين الإسلامي هو الدين الحق الذي لا يقبل الله غيره ، وأن جميع الأديان والمذاهب والنظريات المخالفة للإسلام ليست بشيء ، وأن القانون الذي لا يجوز الحكم بغيره : هو شرع الله الذي من ارتضى الحكم بغيره يكون كافراً مرتداً عن الدين ، وأن أهل الإسلام يداً واحدة لا يجوز لمن يدعي الإسلام أن يعين غير مسلم على مسلم ولو بكلمة ، فإن فعل فإنه كافر مرتد عن الدين ، بل من سرّه ظهور الكفار على المسلمين وفرح بذلك – وإن لم يُعنهم بكلمة واحده – كان من المنافقين الذين قال الله تعالى في شأنهم {إِنْ

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Turn Of the Page"

بسم الله الرحمن الرحيم


عندنا ولد مشاكس كثير الكذب ، ومعرّض دائماً للعقوبة بسبب ضعف تحصيله العلمي ، دخلت عليه مرّة فوجدته ممسكاً بكتاب في وقت الإمتحانات ، قلت له : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، كيف المذاكرة ؟ قال : الحمد لله ، قلت : هل تفهم كل ما تقرأ ؟ قال : بالطبع . قلت : طيّب ، اقلب الكتاب .. كان الكتاب في يده مقلوباً !!

هكذا إعلامنا اليوم : ينقل لنا الأخبار بالمقلوب ، ويريدنا أن نفهم بالمقلوب ، وأن نفكّر بالمقلوب ، فيصبح المقلوب هو الأصل ، والأصل هو المقلوب ، لذلك قررت أن أكتب بالمقلوب ، ثم من شاء فليقلب الأوراق في عقله ليفهم المطلوب :

عندما تقصف الطائرات الأمريكية والإيرانية والعراقية والسورية : الدولة الإسلامية ، فهذا يعني بالطبع أن الدولة عميلة لأمريكا والمالكي وإيران وبشار ، وعندما يأتي خبراء الروس لبغداد ويجلسون مع الأمريكان في غرف مشتركة وهم في أوجّ خلافهم بسبب أوكرانيا ، فهذه بالطبع ليست حرباً على الإسلام !!

عندما تُعلن حكومة الرياض حالة الإستنفار في جنودها وتلغي جميع إجازاتهم بسبب تقدّم الدولة الإسلامية نحو حدودها ، فهذا يعني لزاماً أن الدولة الإسلامية عميلة لآل سعود !! أو أنها دولة كرتونية وهمية ، وأن خوف آل سعود من العشائر العراقية السنّية التي تدعمهم ، وليس من الدولة الإسلامية الكرتونية الوهمية التي لا وجود لها ولا قوّة في العراق ..

الرافضة يبكون رجلاً قُتل من أربعة عشر قرناً حزناً على تسليمه لقتلته ، وينتظرون خروج رجل لم يولد من سرداب لا يتسع لفأر من إثني عشر قرناً ، ويزعمون أن حربهم اليوم مع بني أمية الذين انتهى عهدهم من ثلاثة عشر قرناً .. افتروا على أم المؤمنين فجلدوا أنفسهم بالسلاسل والسكاكين كل سنة ، وادّعوا حب الحسين ليأتي ابنه ويقتلهم شر قتله .. الكل يعلم بأن قائد بني أمية لا بد أن يكون من بني هاشم ، من نسل الحسين !!

عوام الرافضة – الذين زج بهم الملالي في العراق والشام ليموتوا – هرب ملاليهم إلى طهران ولندن !! ليس هذا الغريب ، الغريب أن يرضى الرافضي العربي اعطاء خُمس ماله لمعمّم فارسي ، وفوق ذلك يعطيه ابنته وزوجته واخته يتمتّع بهن !! هل انتكست الفطرة العربية في نفوس هؤلاء الذين رخصت أعراضهم وغُيّبت عقولهم وأصبحوا قرابين لهؤلاء الفرس الذين بشّروا الرافضة بخروج المهدي الذي يقتل جميع العرب !! لو صدَق الرافضي مع نفسه لحظة لاتبع الحسيني البغدادي بدلاً من الخامنئي الفارسي .. نسينا أن نذكر بأن جميع المعممين الفرس هم من آل البيت ، بمعنى أنهم عرب ، وهم يقررون أن المهدي إذا خرج فإنه يقتل جميع العرب !! ليست شعوبية ، ولكنه ذكاء مفرط ..

أوباما يريد إعطاء 500 مليون دولار للجماعات المعتدلة في سوريا لتقاتل الدولة الإسلامية كي يخفف عن أعدائه الرافضة الممانعين المقاومين في العراق .. أوباما فقير لم يكن في رصيده شيء ، فاستلف من صديقه الأعرابي الغني في الرياض .. هذا العطاء متدفّق من حكومة الرياض لهذه الجماعات التي سلّمت المدن المحررة للنصيرية في خطّة تكتيكية باهرة .. هي ذات الجماعات التي تظلمها الدولة الإسلامية الإرهابية الشريرة .. “الدولة الإسلامية” سحبت الجنود الرافضة من سوريا إلى العراق ، وأشغلت الحكومة الإيرانية والعراقية عن إمداد النصيرية في سوريا ، فكان أفضل شيء تعمله بعض “الجماعات المجاهدة” في سوريا في مثل هذا الموقف : مهادنة النصيرية ، وقتال الدولة الإسلامية في الشرق السوري نُصرة للإسلام في الشام ، وإغاظة للرافضة في العراق ، ونكاية بأمريكا !!

لا شك أن المالكي هو من صَنع “الدولة الإسلامية” ، ولذلك يقصفها بالطائرات ، ويرسل الأرتال العسكرية في طلبها لترجع مهزومة مدحورة ، فالمالكي اتفق مع البغدادي على ذبح الجيش الرافضي في العراق ، ليُسقط حلفائه حكومته في بغداد !! خطة مُحكمة ..

دول الممانعة والمقاومة اليوم تستنجد بالشيطان الأكبر ليعينها على قتل أحبابهم وجيرانهم من أهل السنة !! إيران تقول بأن أمريكا لا تؤدي دورها على الوجه المطلوب في العراق ، والمالكي يقول بأن الخبراء لا يكْفون ولا بد من تدخّل الطيران الأمريكي في العراق ، وإيران والمالكي يصرون على أن “الدولة الإسلامية” عميلة للأمريكان ، وهم طبعاً ممانعة ومقاومة وجنود آل البيت الأبيض ضد الشيطان الأكبر ، لذلك ينادون “يا باراك حسين” أغثنا !! يقولون أن “باراك حسين” أصله سامرائي ، من قرية المسردب ، قاطع المهدية !!

“الدولة الإسلامية” عميلة للأمريكان لأنها تطبق خطتها لتقسيم العراق ، فالأمريكان لم يكن بوسعهم تقسيم العراق يوم كانت تحت قبضتهم ، كان لا بد من مسرحية طويلة يُقتل فيها آلاف الجنود الأمريكان وملايين من الشعب العراقي وتُنفِق أمريكا مئات المليارات لينهار اقتصادها ، وتظهر جماعة جهادية إرهابية تحتل نصف العراق وتغنم أسلحة الأمريكان وتسيطر على آبار النفط لتكتمل الخطّة الأمريكية في التقسيم ، ثم تأتي أمريكا وتقصف هذه الجماعة وتقتلها لتمحوا كل دليل ضدها خوفاً من أن تكتشف مملكة البحرين ألاعيبها !!

الجامي الذي يدندن حول عَمالة “الدولة الإسلامية” لإيران وعلاقاتها الوطيدة بها يقول ذلك على أساس أن دولته التي يعيش فيها ليس فيها سفارة لإيران ، ولا يزور ولاة أمره طهران ، وليس بينهما تبادل تجاري ولا ثقافي ولا علاقات سياسية ولا شيء من هذا القبيل ، ولا يُقبّل سفرائها رأس روحاني ، وليس عندهم وزير رافضي والعياذ بالله ..

عندما تتشرف الدول العربية بزيارة “جون كيري” الذي يغيّر سياساتها الخارجية في لمح البصر ، ويعيّن ويعزل من شاء من الأمراء والمسؤولين فيها ، فهذا دليل واضح على استقلالية القرارت في هذه الحكومات الموقّرة ذات السيادة .. نحن نخشى أن تكون هذه الحكومات : ممانعة !!

الحكومة التي تدعم الإنفصاليين والشيوعيين والرافضة الحوثيين في اليمن ضد المسلمين ، وتدعم المالكي الرافضي في العراق ضد المسلمين ، وتدعم العلمانيين والنصارى في مصر ضد المسلمين ، وتدعم النصارى في جنوب السودان ضد المسلمين ، وتدعم بشّار النصيري في سوريا ضد المسلمين ، وتدعم الحلف الصليبي في أفغانستان ضد المسلمين ، وتدعم اليهود في فلسطين ضد حماس ، وكل مجاهد أو عامل من أجل الدين تسميه إرهابي ، وفي سجنها أكثر من ثلاثين ألف معتقل سياسي وطالب علم وعالم ، وتستقبل الملحد الكافر المرتد ابن علي في قصر ، وتسجن الحرائر لسنوات في الإنفرادي .. هذه الحكومة لا بد أن تكون راعية التوحيد وحامية حمى الدين .. اللهم لا حسد ..

جميل أن ترى المعمم الرافضي الفاضل يتكلم الآن عن ظلم المالكي ، وعن تقارب السنة والشيعة ، وعن الوطن الواحد والبيت الواحد والدين الواحد ، طبعاً هم لا يريدون مخاطبة العشائر

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Upon the Manhaj of Prophecy"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مالك الملك القادر القاهر فوق عباده ، ثم الصلاة والسلام على من بُعث بين يدي الساعة بالحُسام لقتال الناس حتى يعبدوا الله وحده أو يصيبهم الذل والصغار لمخالفتهم أمره .. أما بعد ..

تواترت الأخبار عن النبي المختار بأن الخلافة كائنة في آخر الزمان ، وأنها بعد الحكم الجبري البغيض ، ولم يخبرنا صلى الله عليه وسلم عن كيفية إحياء هذه الخلافة ، إلا أنه قال بأن مآلها “خلافة على منهاج النبوة” .. متى ستكون هذه الخلافة بهذه الصفة ؟ وكيف ستصل الأمور من الحكم الجبري إلى المنهج النبوي ؟

ليس في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى هذا التسلسل أو إلى حلقة الوصل ، إلا أن الأحاديث تخبرنا بأن آخر هؤلاء الخلفاء “محمد بن عبد الله” المهدي الحسني القرشي الذي في عهده ينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام على المنارة البيضاء بدمشق ، فالأخبار توحي بأن الشام ستكون تحت الحكم الإسلامي إلا فلسطين سيكون فيها اليهود الذين سيقاتلهم الجيش الإسلامي ، واليمن وجزيرة العرب فيها المجاهدون وخيار المسلمين الذين سيبايعون المهدي عند الكعبة ، وستكون ملحمة كبرى مع الروم (ربما الغرب حالياً) الذين سيأتون بأساطيلهم الحربية لقتال المسلمين الذين سبوا منهم ، ففي هذه الأخبار إشارة أن سنّة السبي سترجع في آخر الزمان ، وأن الغرب الصليبي أعداء هذه الأمة إلى آخر الزمان ، وأن الخلافة سترجع قبل المهدي بزمان ..

إذاً الخلافة ستقوم ، شاء من شاء وأبى من أبى ، ولكن هل بداية رجوع الخلافة هي التي على منهاج النبوة ، أم نهايتها أم خلالها ؟ لا أعلم نصوصاً تطرقت لهذه المسألة ، فالأمر من علم الغيب ، ولكن الذي نعرفه أن النبوّة قد مضت على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، والخلافة الأولى التي على منهاج النبوّة هي فترة خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة (وقد ضم بعضهم فترة خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه) ، وهذه الخلافة قامت على البيعة الشرعية ، وهذا بعض تفصيلها :

توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف أحداً ، وإنما أشار إشارات ولمّح تلميحات توحي بأفضلية الصدّيق رضي الله عنه ، ولما اجتمع الأنصار في السقيفة ذهب إليهم صدّيق هذه الأمة وفاروق هذه الأمة وأمين هذه الأمة وتناقشوا برهة ثم اختاروا الصدّيق رضي الله عنه وبايعوه ، ثم بايعه كبار الصحابة وأهل الحل والعقد فصار بذلك خليفة للمسلمين .. لما أحسّ الصدّيق بدنو أجله شاور كبار الصحابة في استخلاف عمر ، فرضي أكثرهم واعترض البعض ، فما زال بهم الصديق حتى وافق الجميع ، ثم خاطب الصديق أهل المدينة وطلب منهم الموافقة على من يستخلف ، فوافقوا ، فاستخلف عمر ، فصار عمر خليفة بعد أن بايعه ورضيه أهل الحل والعقد في الأمة ..

بعد أن طُعن عمر رضي الله عنه ، ترك الأمر شورى في الستّة ، وكلّهم من المبشرين بالجنة ومن كبار الصحابة الذين يرضاهم الناس ، فجعل الستّة الأمر لعبد الرحمن بن عوف يختار بين علي وعثمان رضي الله عنهم أجمعين ، فشاور عبد الرحمن أهل المدينة كبارهم وصغارهم فلم يعدلوا عن عثمان ، فبايع عثمانَ وبايعه الناس في المدينة فصار خليفة بعد مبايعة أهل الحل والعقد .. ثم قُتل عثمان ، وعَرض الثوار الخلافة على بعض كبار الصحابة فأبوا ، ثم ألحّوا على علي فوافق بشرط أن يبايعه الناس علانية في المسجد ، فخرج الناس لمبايعته وراسل امراء الأمصار فبايعوه إلا أهل الشام ، فصار علي – بمبايعة أهل الحل والعقد في المدينة ، ومبايعة عموم المسلمين – خليفة شرعي ، ولم ينازعه أهل الشام في الخلافة كما يعتقد البعض ، وإنما قالوا بضرورة تسليم قتلة عثمان للقصاص ..
أما خامس الخلفاء الراشدين “عمر بن عبد العزيز” رضي الله عنه لما آل إليه الأمر بالإستخلاف : خلع نفسه وجعل الأمر للمسلمين وأرجعها شورى ، فبايعه المسلمون من أهل الحل والعقد ، فصار بذلك خليفة شرعي ، بل خليفة راشد ومجدّد للخلافة على منهاج النبوّة ..

هذا اختصار قصة المبايعة في عهد الخلافة التي على منهاج النبوّة ، ولم تكن بينها مبايعة بالسيف رغم الناس ، فكلها مبايعات بالرضى من أهل الحل والعقد ومن عموم المسلمين ، ولعلّ أوّل خلافة بالغلبة كانت لعبد الملك بن مروان الذي قاتَل منافسه ابن الزبير وقتله في مكّة ، وقد أفتى العلماء بجواز حكم المتغلّب حقناً للدماء ، وليس هذا الحكم أصلاً في اختيار الخليفة ، بل هو اجتهاد لضرورة ألمّت بالأمة ، وإلا فإن الأصل في اختيار الخليفة أن يكون من قبل أهل الحل والعقد في الأمة ، وهذا يزيد بن أبي سفيان لما بويع بالخلافة أرسل إلى والي المدينة ليأتيه ببيعة ابن الزبير والحسين رضي الله عنهم بأي ثمن ، وذلك لعلمه أن حكمه لا يستقر إلا ببيعة أمثال هؤلاء المتبوعين من أهل الحل والعقد في الأمة ، وهذا ما كان متعارفاً عليه بين الصحابة والتابعين وتابعيهم ، وإلا لاكتفى يزيد ببيعة من عنده ، خاصة وأن عنده الشوكة والقوة ، وهذان رجلان فقط في المسلمين ..

إن إرجاع الخلافة على منهاج النبوّة لا يكون إلا بما كان في عهد الخلافة الأولى من أحكام ، ولا يصلح أخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، فلا بد من مبايعة أهل الحل والعقد في الأمة حتى يكون الخليفة شرعياً ، وقد ذكرنا في غير هذا الموضع أن أهل الحل والعقد اليوم هم العلماء الربانون وقادة الجهاد في خراسان والقوقاز وجزيرة العرب والمغرب والصومال وغيرها من الثغور التي فيها القتال تحت راية إسلامية واضحة ، ولو بايع هؤلاء فإن البيعة تكون صحيحة وملزمة للمسلمين في الأرض ، ولا مجال بعدها للاجتهاد ولا الجدال ..

لقد طالبني البعض بذكر موقفي الواضح الجلي من إعلان “الدولة الإسلامية” للخلافة ، ومبايعة البغدادي – حفظه الله – ، وهل هي شرعية ، وهل تلزمنا البيعة ، ولأن هذه المسألة من أعظم المسائل وأخطرها ، لا بد أن يكون البيان واضحاً جلياً مستوفياً حتى لا تكون ضبابية ، فأقول مستعيناً بالله :

أولاً : لست شيخاً للإسلام ولا مفتياً للأنام ، وإنما أنا رجل من المسلمين أجتهد بعقلي القاصر وعلمي البسيط ، فما كان حقاً فبفضل الله ، وما كان خطأً فمني ومن الشيطان ، والدين من الخطأ براء ..

ثانياً : رأيي واجتهادي القاصر لا يُلزم أحداً ، وإنما هو ما أدين الله به ، وما أرضاه لنفسي ، فلا يقول أحد بأن هذا هو رأي الشرع ، وإنما هو رأيي واجتهادي القاصر الذي يحتمل الخطأ والصواب ..

ثالثاً : رأيي في البيعة هو رأي عبد الله بن عمر رضي الله عنه حين قال : “إنما أنا رجل من المسلمين ، ابايع إذا بايعوا” أو كما

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Jihādī Tweets"

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه نصائح قليلة تحمل معاني غزيرة مستلّة من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، ثم ما تفتق عنه عقول الرجال من أهل الإسلام الذين عركتهم التجارب وصقلتهم المواقف ، ومعها بعض الرسائل القصيرة التي لا يستغني عنها المجاهدون ، جاءت مختصرة ليسهل نشرها وحفظها :

1- شُرع الجهاد لإعلاء كلمة الله ، وتحكيم شرعه ، وإذلال الكفار ، وإصلاح الأرض ، وحماية المستضعفين ، وتحصيل المغفرة والرحمة والجنة ، وتحقيق التوكل والتقوى …
2- “الغزو غزوان : فأما من ابتغى وجه الله ، وأطاع الإمام ، وأنفق الكريمة ، وياسَر الشريك ، واجتنب الفساد ، فإن نومه ونَبْهَه أجرٌ كله ، وأما من غزى فخراً ورياءً وسمعة ، وعصى الإمام ، وأفسد في الأرض ، فإنه لم يرجع بالكفاف” (حسنه الألباني) ..
3- الجهاد واجب مع الأمير البر والفاجر ، وقد ينصر اللهُ الدينَ بقوم لا خلاق لهم ، ولا طاعة في معصية .. 
4- كلمة الجهاد إذا أُطلقت في القرآن أو السنّة أو كلام العلماء فالمقصود بها : قتال الكفار – غير المعاهدين – لإعلاء كلمة الله ، ولا تنصرف عن هذا المعنى إلا بدليل ..

5- الحرب : الاقتتال بين الشعوب ، والقتال : يكون ضد بعض المسلمين وغيرهم ، والغزو : قصد العدوّ للقتال ، والرباط : المقام في الثغر ، والجهاد : قتال الكفار وغزوهم لإعلاء كلمة الله ..
6- الجهاد من أفضل الأعمال بعد الإيمان ، وهو أفضل ما يتطوّع به الإنسان ، ولا يستوي القاعد والمجاهد ، وأكثر الأحاديث جاءت في الصلاة والجهاد ..
7- من قاتل لراية عميّة ودعى لعصبية حزبية أو قُطرية أو قبلية أو شعوبية ، فمات : مات ميتة جاهلية ..
8- الديمقراطية والدولة المدنية والقومية والوطنية من دعاوى الجاهلية ، والحكم الإسلامي والدولة الإسلامية هي الدعوة الشرعية ..
9- من قاتل لمغنم أو لإظهار شجاعة أو رياء أو مكاثرة أو ليُقال أو لأي غرض من أغراض الدنيا ، فلا أجر له .. 
10- على كل مخلصٍ يعمل من أجل الدين أن يوطّن نفسه لعداوة كل كافر ومنافق وعميل ومرتد وزنديق في الأرض ..
11- أعداء الإسلام على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وأديانهم وشدة خلافاتهم دائماً يجدون طريقاً للإجتماع على حرب المسلمين ..
12- القتال يكون ضد الكفر البواح ، ولا يكون بين المسلمين قتال إلا دفع الباغي أو الصائل بما يكف عاديته ، مع الحرص على رجوعه وتوبته ..
13- كثرة القتل والإثخان في العدو سنّة شرعية في بداية كل حرب ضد الكفر والطغيان {حتى إذا أثخنتموهم} ، {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض} ..
14- قطع الرؤوس سنّة نبوية عمل بها الصحابة في الفتوحات ، فليحدّ المجاهد شفرته ، وليُرح ذبيحته ..
15- الإعداد فرض على المسلمين لإرهاب العدو ، ويشمل الإعداد المادي والمعنوي ، فالإعداد وسيلة ، والإرهاب غاية ..
16- القوة الرمي ، وخير الرمي اليوم بالطائرات والدبابات والصواريخ ، والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ..
17- العقل يقتضي تحييد من لا حاجة لنا بقتاله في وقت معيّن ، ومن لا نستطيع كسبه لا ينبغي استعداءه ..
18- لاينبغي خوض معارك جانبية لا حاجة لنا بها ، ولا التدخّل في قضايا الناس الداخلية إلا بالإصلاح ، وينبغي تأمير من يرضاه الناس بعد الفتح ، مع المراقبة ..
19- ليس كل من قاتل المجاهدين كافر ، بل قد يكون جاهلاً أو باغياً أو مغرراً به أو مبتدعاً ، وهؤلاء ليسوا كفار ، ويجب الحذر الشديد من مسألة التكفير ..
20- ينبغي غزو القلوب مع فتح البلاد ، والصحابة لم يُجبرون الناس على نمط من الحياة غير تطبيق الحدود ثم الشروط العمرية ، فالإلتزام كان عن قناعة بعد الدعوة بالحكمة ..
21- يجب أن تكون للمجاهدين حاضنة شعبية في كل بقعة يقاتلون فيها ، وينبغي أن يتبنى الناس الجهاد ويعتقدون وجوبه وفضله وجدواه ..
22- أمر المؤمنين شورى بينهم ، وأهل الشورى هم القادة العسكريون والعلماء الربانيون الثقات والعقلاء من أهل الحكمة والدراية والتجربة .. 
23- ينبغي معرفة العدو حق المعرفة ، وعدم الإستهانة به ، واختبار ردات أفعاله ، والعمل على زعزعة استقراراه ..
24- ينبغي امتلاك زمام المبادرة ، ومباغتة العدو ، ومعرفة نقاط ضعفه وتضخيمها واستغلالها ، وتشتيت صفوفه وخلخلتها ، ومنعه التقاط أنفاسه ..
25- أهل الكفاءة هم الأمراء ، والثقات هم الرقباء ، وخير أمير : ذو البسطة في العلم والجسم ، القوي الأمين ..
26- التنازع والتحزّب والفرقة من أعظم أسباب الهزيمة ، والإتّباع وصلاح النية والإعداد المادي والمعنوي الجاد مع التوكّل على الله من أعظم أسباب النصر ..
27- من خصائص المؤمنين عدم الطعن واللعن والفحش والبذاءة واللمز والتنابز بالألقاب ، وحسن الظن بالمسلمين والعفو والصفح والتجاوز ، والبعد عن الضغينة والحسد والبغضاء ..
28- الحرب خدعة ، والتورية ضرورة ، والكذب في الحرب مباح ، فينبغي معرفة كل ما أمكن عن العدو ، وتغييب كل تحرّك عنه ..
29- ينبغي أن يعرف الجميع حقيقة راية المسلمين والأهداف التي يقاتلون من أجلها ، و في هذا الوضوح إعذار للعدو ، وجذب للأنصار .. 
30- لا بد من التعامل مع من يدعي الإسلام بحذر شديد ، فلا يتحدث الناس أن المجاهدين يقتلون أصحابهم ..
31- المؤمنون أشداء على الكفار رحماء بينهم ، يوالون بعضهم ، ويتوادون ، ويتحابون في الله ، وينصرون بعضهم ، ولا يُسلمون بعضهم لأعدائهم ، ولا يظلم بعضهم بعضا ..
32-ما حدث في العراق قد يحتاج إلى مراجعة شاملة لإستراتيجية الجهاد في العالم أجمع ..
33-نحن لوحدة الصف أحوج منا لدحر العدو في معركة ، فدحر العدو في الحرب كلها قد يكون نتاج طاعة الله في وحدة الصف ..
34-لا ينبغي أن تشغلنا المعارك عن مراقبة الولاة ، فعزل أمير كل يوم خير من ظلم مسلم يتسلط علينا بالدعاء ..
35-معركتنا في سوريا مع النصيرية ، والتاريخ يشهد بأن جند الشام من أعقل أهل الأرض ، فلا يكونوا فريسة مكر العدو في التحريش بينهم ..

36-لا بد أن يربط المسلمين في العراق رابط أقوى من بغض تسلط الرافضة ، ولا يبنغي إهمال هذا الجانب لما بعد النصر بإذن الله ..
37-الإقتتال الداخلي في الشام نَزع البركة من الجهاد ، فلا بد من نبذ الفرقة ، ولابد من الصلح والوحدة لتحقيق النصر الموعود ..

38-لا بد من استغلال وجود الكثير من المجاهدين من الجبهات الأخرى في الشام لتوطيد العلاقات وتبادل الخبرات وتواصل القيادات ..
39-الفرس في إيران أقلية ، وهناك أعراق تحارب الحكومة المركزية ، وإذكاء الخلاف يُشغل الرافضة عن الدول العربية ، والشعب الإيراني كاره لحكم الملالي ، واستعادة بلاد فارس ليس بالمستحيل ..
40-متى يكون للمجاهدين سلاح طيران يدك به معاقل العدو ، وسلاح بحرية ،

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Politics For Beginners"

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هي السياسة ؟ سؤال قديم قدم ظهور المصطلح ، وقد بحث العلماء والفلاسفة في معنى هذه الكلمة وأطالوا النفس ، ولسنا بصدد خطاب فلسفي ، ولكن المراد هنا فهم الواقع المندرج تحت هذا المُسمّى بطريقة أو بأخرى ..

مادة السياسة في اللغة العربية من “السَّوْس” بمعنى الرياسة ، وساس السلطان الرعية أي تولّى أمرها ودبّرها وأحسن النظر إليها ، وساسَ الأمر سياسة إذا قام به ، وسَوَّسه القوم إذا جعلوه يَسوسهم ، ويقال : سُوِّس فلان أمر بني فلان أي كُلِّف بسياستهم ، وفي الحديث “كان بنو إسرائيل يسوسهم أنبيائهم” [لم أجده بهذا اللفظ] ، فالسياسة : “القيام على الشيء بما يُصلحه” (انظر لسان العرب لابن منظور) ..

لا يبتعد التعريف اللغوي للسياسة عن التعريف المعاصر لها ، فالجامعات العالمية والنظريات الحديثة تعرّف السياسة بأنها “فن إدارة الشؤون العامة” ، وقد ربطه البعض بالقوة والبعض بالإقتصاد والبعض بالتفاعل الإنساني ، أما في الشريعة الإسلامية فالسياسة هي “تدبير شؤون الراعي والرعية بما يتفق وأحكام الشريعة الإسلامية” ، أو كما قال ابن خلدون – رحمه الله – في تعريف الخلافة : “حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها ، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة ، فهي في الحقيقة : خلافة صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا” (المقدمة) ، فهذا التعريف الجامع للسياسة (أو الخلافة) من أفضل ما كتب العلماء ، وصاحب الشرع هنا هو الرسول صلى الله عليه وسلم ..

لو نظرنا إلى عالمنا اليوم نجد أن مفهوم السياسة غائب عن أكثر حكومات الأرض ، وهو أشد غياباً في الدول العربية ، فالحكومات في أكثر دول الأرض نخر فيها الفساد الإداري ، وطغت المصلحة الشخصية فيها على المصلحة العامة ، فلا تجد حكومة تراعي مصالح مواطنيها إلا ما ندر ، وأكثر الحكومات لها مصالح شخصية تقدمها على المصالح العامة ..

نستطيع أن نعرّف السياسة في واقعنا المعاصر بأنها “فن إدارة المصالح الشخصية” ، وهذه المصالح الشخصية في الغالب تُدار بالنظرية الميكافيلية “الغاية تبرر الوسيلة” ، ومن الغريب أن ميكافيلي في كتابه “الأمير” يصف ما ينبغي على الحاكم أن يعمله من استغلالٍ للدين وللقوة وللتنصل من مكارم الأخلاق وللتصنّع الكاذب وكأنه يصف حال حكامنا في هذا الزمان ، فكتابه جدير بالدراسة لأنه يُطلعنا على حقيقة السياسيين الذي طبقوا نظرياته حرفياً ، بل زادوا عليه الكثير : كمحاربة الدين بدل إظهار التديّن ، ومحاربة الفضائل بدل إظهار الفضيلة ، وغيرها من الأمور ..

هذه بعض النقاط التي تساعد المبتدئين على فهم ما يدور حولهم اليوم من سياسات متقلبة كالريشة يتلاعب بها الريح في أرض فلاة ، ونقصد بها السياسيين الذين ليست لهم مبادئ ثابتة ، وهم الأكثرية اليوم ، فكل موقف سياسي يعرض للمرء يستطيع إنزاله على قاعدة من القواعد المذكورة أدناه ليعرف حقيقته إن شاء الله ، وهذه القواعد جاءت بعد بحث وتتبع واستقراء للمنظومة السياسية المحلية والعاليمة :

1- لا ينبغي الإلتفات أبداً لما يقوله السياسيون ، فالسياسة عند الكثير هو “فن الكذب” ، فكلام السياسي لا وزن له ، ولا بد من التركيز على العمل ، وليس العمل الواحد ، بل العمل المتسلسل التاريخي للسياسي ، فالسياسي دائماً يحاول إقناع الناس بأنه صاحب مبادئ ، ولا ينكشف أمره إلا إذا وقعت حوادث كبيرة تتطلب مواقف صريحة ، وسرعان ما يبدّل السياسي مبادئه ، بل حتى دينه ، والكذب حبله قصير ..

2- العلاقة بين الحكومات هي علاقة مصالح متبادلة ، وليست علاقات أيديولوجية كما بين الشعوب .. قد تكون المصلحة مع هذه الدولة اليوم فتكون صديقة وجارة ، ثم تكون المصلحة مع دولة أخرى ، أو تتضارب المصالح ، فتُصبح ذات الدولة : عدوّة أو غير صديقة في لمح البصر ، ثم قد ترجع العلاقات طبيعية بعد فترة ، وهذا التغيير في المواقف يحدث سريعاً بين الحكومات ، وهو بطيء نوعاً ما بين الشعوب ..

3- الفساد ينخر في أكثر حكومات الأرض ، وخاصة الدول العربية ، وكثير من الناس لا يتصور حجم هذا الفساد وإن رآه بالأرقام ، ففي الدراسة التي أعدها كل من شهرزاد رحمان وحسين عسكري من جامعة جورج واشنطن الأمريكية (بتاريخ 2010) ذكرا أن مجموع السكان في الستة وخمسين دولة التي تمثل الأمة الإسلامية هو مليار ونصف (قرابة ال 22% من تعداد السكان في الأرض) ، وهذا العدد يُنتج (6%) فقط من الإنتاج العالمي ، ويصدّر (9%) فقط من الصادرات العالمية ، ومعدل دخل الفرد في الأمة الإسلامية هو (3,600) دولار في السنة ، بينما المعدل العالمي هو (5,600) دولار .. دخل الأمة الإسلامية مجتمعة (3.2) تريليون دولار ، بينما دخل أمريكا السنوي (13.9) تريليون دولار ، أي أن دخل الأمة الإسلامية يساوي (23%) فقط من دخل أمريكا وحدها ، ليست هذه المفاجئة !! المفاجئة أن رجلاً واحداً من الأمة أورث أبناءه أكثر من تريليونيّ دولار (التريليون يساوي ألف مليار ، والمليار يساوي ألف مليون ، والمليون يساوي ألف ألف) ، هذا يعني أن هذا الرجل كان عنده ما يقارب ال (63%) من دخل الأمة الإسلامية مجتمعة ، وهذا الشخص لم يكن ملكاً ، بل كان وزير دفاع ثم ولي عهد !!

4- أكثر السياسيين يركبون الأمواج الشعبية ، بمعنى أنهم ينظرون إلى الشعوب : فإن كان الشعب في موجة تديّن تراهم متدينين ، وإن كان الشعب ليبرالياً يُظهرون الليبرالية ، وفي الغالب يتبع السياسيون من يظنون أنهم الأغلبية أو أنهم أصحاب النفوذ والقوة ، وهذا رأيناه واضحاً جلياً في مصر ما قبل الثورة وأثنائها وبعد الإنقلاب ، فالغالب أن السياسي لا دين له ، فدينه مصلحته ..

5- أعدى أعداء الدولة الظالمة هو الشعب المتعلّم المثقّف ، وأعدى أعداء الدولة العادلة هو الشعب الجاهل ، ولذلك تعمل الحكومات الظالمة على تغييب الوعي الشعبي ، بينما تحرص الحكومات العادلة على زيادة الوعي بين شعوبها .. والسبب في ذلك أن الحكومات الظالمة تعتمد على الكذب في سياساتها ، والشعب الجاهل لا يستطيع ربط الأحداث ولا معرفة العلاقة بينها ، مثال ذلك : ادعاء حكومة “آل سعود” بأنها مع أهل السنة في العراق ضد الرافضة ، فمن ربط هذا بإغلاق الحكومة المصرية للقنوات العراقية السنيّة وبيعها السلاح للرافضة علم أن “حكومة الرياض” كاذبة لأنها تستطيع أن تأمر عبدها السيسي

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "The Puppet al-Baghdādī State"

بسم الله الرحمن الرحيم

ليس خطأ ما قاله البعض من أن هذه الفتوحات العراقية في الأيام البيض من شعبان (1435هـ) هي مؤامرة كبيرة نفذتها جماعة عميلة .. هذا الكلام – وللأسف – اكتشفنا حقيقته مؤخراً بعد أن وقع الفأس في الرأس ، نسأل الله السلامة والعافية .. لا بد للجميع من قراءة هذه الكلمات بتمعّن حتى لا يقعوا في هذا الفخ المُحكم .. إنها مؤامرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، والذي لا يرى هذا فعليه أن يزيل الغشاوة التي على عينه ليرى الحقيقة الواضحة .. إنها مؤامرة نفذتها المخابرات الإيرانية والعراقية والأمريكية ، وربما الصهيونية ، ولا شك أن الوهابية ضالعة في هذه المؤامرة ..

أما المخابرات الإيرانية فإنها دعمت “الدولة الإسلامية” لتقتل معمميها وجيش المالكي الرافضي في العراق ، ولتزحف على المراقد في سامراء ، وتزحف إلى بغداد وكربلاء ، فالإيرانيون تعبوا وملوا من الشرك الذي يريدون التخلص منه عن طريق الدولة ، فأوحوا للدولة بالزحف إلى سامراء وكربلاء والنجف لتخليصهم من الشركيات والبدعيات والخرافات والمراقد ، فالدولة من سنّتها إذا دخلت مدينة تسوّي المقابر بالأرض .. وهناك نظرية تقول بأن إيران تريد أن تصبح وهابية ، وأن تتخلّص من حكم العراق وعميلها المالكي !!

أما المخابرات العراقية التي تأتمر بأمر المالكي فهي ضالعة في هذه المؤامرة التي تريد بها التخلص من نفوذها في الشمال والوسط والغرب العراقي بعد أن أثقل الحكم كاهلها ، فهي تريد تسليم الحكم لأهل السنة عن طريق تصفية أكبر قدر ممكن من الجيش الرافضي في هذه المواقع ، فهم يعلمون تمام المعرفة أن أي جندي رافضي يقع في يد الدولة فمصيره – في الغالب – الذبح ، ولو وقع المالكي في يد الدولة الإسلامية فإن نصيبه لا شك قبلة حميمة على رقبته ، وهذا ما يريده المالكي من هذه المؤامرة : أن يحلّ ضيفاً على الأمير البغدادي .. وهناك نظرية تقول بأن المالكي يريد إخلاء هذه المواقع من أهل السنة بسبب الحرب ، ثم يحل محلهم الرافضة ويغير التركيبة السكانية لهذه الولايات بعد أن تسلمها الدولة له على طبق من الأشلاء الرافضية !!

ولا ننسى أمريكا راعية المؤامرات التي تريد للقاعدة والدولة أن يكون لهما حدود من إيران إلى فلسطين ، وأن تلغي حدود سايكس-بيكو ، ولذلك عملت أمريكا على تقوية “الدولة” وغدرت بإيران والرافضة في العراق ، وتنازلت عن النصيرية في سوريا بتسليمها جميع أسلحتها وعتادها في العراق للدولة الإسلامية ، ولتكتمل المسرحية : أمر الأمريكان جنودهم بالفرار من العراق بأسرع وقت حتى لا يقعوا في يد “الدولة الإسلامية” فتنكشف المؤامرة ، لأن الدولة ستعاملهم أحسن معاملة وتحتضنهم بكل حب وتفانٍ ، وستفضح الأمريكان وتفسد كل شيء ، فكان لا بد أن يكون الأمريكان أوّل من يهرب من بغداد لتكتمل المسرحية !! وهناك نظرية تقول بأن الأمريكان يريدون الرجوع إلى العراق التي لم يخرجوا منها أصلاً ، ويريدون قصف المدن العراقية التي يحتلونها ، ويريدون تدمير العراق المُدمّرة ، ويريدون تقليل النفوذ الإيراني لأجل أن يتقربوا إليها ، ويريدون سرقة النفط الذي يأخذون منه ما يشاؤون بالمجان ، ويريدون “القضاء على عميلتهم “داعش” !!

أما الوهابية فلا شك أنهم مع “الدولة الإسلامية” التي تريد – في العلن – الزحف إلى جزيرة العرب ، بينما هي في السر حركة جامية توالي آل سعود ، فهذا ما يقوله الإعلام الإيراني الذي تعمل “الدولة الإسلامية” لحساب حكومتها ، بغض النظر عن عمالة “داعش” لأمريكا ولبشار وللصهيونية العالمية ، والكويت لما تُحرّك جحافلها باتجاه حدودها الشمالية فإنها تريد صد الرافضة الهاربين من “الدولة الإسلامية” العميلة للمالكي والسعودية وإيران وأمريكا والصهوينية العالمية وامبراطورية زيمبابوي ، وقد بلغنا أن “البغدادي” ارتعدت فرائصة لما سمع بتحرّك الجيش الكويتي المهيب ..

ومن التحليلات الجميلة الموضوعية التي أبهرت العقول : ما قاله رئيس مجلس الشورى الإيراني “علي لاريجاني” من أن أحداث العراق سببها : “البعثيين والتكفيريين والأمريكيين” !! البعثيين الذين قتلهم الأمريكان وسلبوا ملكهم ، والأمريكان الذين يدعمون المالكي ، والتكفيريين الذي يكفّرون البعثيين والأمريكان والمالكي !! هذا ما يحدث عندما تأخذ عقول السامعين إجازة مفتوحة ..

وسمعت كلمة في فضائية من بعض من يدعي العلم قال فيها بأن “داعش” صنيعة إيران وبشار والمالكي !! وفي نفس الكلمة يقول بأن “داعش” قتلت قادة الصحوات ، صحوات المالكي !! وأن داعش دولة وهمية ، وهي تقتل المجاهدين في الشام وتطعنهم في ظهورهم !! وأن داعش ليست موجودة في الأنبار ، مع أنه قال بأن ثورة العراقيين كانت سلمية لمدة سنة ، نحن نتسائل : هل داعش وهمية أم تطعن المجاهدين من الخلف !! وهل قتلت الصحوات المالكية أم هي صنيعة المالكي ، وهل تقاتل المالكي في الأنبار أم أن المالكي يقاتل نفسه هناك !! ذكرني كلام هذا المسكين بقطّة صغيرة رأيتها مرّة تدور حول نفسها تحاول الإمساك بظلها ، فالفكرة في رأسه ولكن عقله خانه .. العملاء يا هذا لا ينحرون (1700) جندي من جنود أسيادهم في يومٍ واحد ، والأمريكان لما احتلوا جزيرة العرب لم يُقتَل منهم جندي واحد ، بل حُملوا على أعناق وأكتاف أسيادك حتى جاءهم المجاهدون وفجروا فيهم ، وقتَل ولاة أمرك هؤلاء المجاهدين الذين تبكي عليهم اليوم في سوريا ..

الحقيقة التي لا يعلمها الجميع ، والتي سنذكرها هنا حصرياً حتى نبرئ ذمتنا ويكون الناس على بينة ، وحتى لا يكون هناك التباس : “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وأميرها البغدادي وجميع جنوده هم في الحقيقة كانوا – ولا زالوا – عملاء للإمبراطورية السيلانية العظمى ، ولملكها المفدّى الذي لا نعرف اسمه .. اللهم سلّم عقولنا ..

حينما نتحدث عن قتل الرافضةُ للمسلمين نقول “حرب طائفية” ، أي أن الرافضة يقاتلون من أجل عقيدتهم التكفيرية الإقصائية البدعية الشركية ، ولكن عندما يتقدم أهل السنة ويأخذوا زمام المبادرة نقول “مؤامرة” ، ونستكثر على مجاهدين قدموا من جميع أقطار الأرض أن يقاتلوا من أجل عقيدتهم !! للرافضة أن يقاتلوا عن عقيدة ، أما أهل الإسلام فلا يجوز ، ولا ينبغي ، ولا يُقبل ، بل هو مستحيل .. يجب على أهل الإسلام أن يتلقوا الضربات ولا يتقدموا شبراً واحداً ، وإن فعلوا فإنها مؤامرة ..

المصيبة أن

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Satisfactory Words on the Iraqi Conquests"

بسم الله الرحمن الرحيم

ما حدث في الأيام القليلة الماضية ليس معجزة عسكرية لا يمكن تفسيرها وفق النظرية القتالية ، ولا مؤامرة كبرى لأمريكا وإيران والرافضة والنصيرية والصهيونية العالمية كما يحلو للبعض الدندنة حولها ، وإنما هي نتيجة منطقية لعملية عسكرية خاطفة قام بها جنود يقاتلون عن عقيدة راسخة ضد أفراد عصابات اعتادت التطفل على موائد الحرام بالسلب والنهب فكان همها العيش الرغيد بغض النظر عن مصدره ..

العملية الخاطفة كانت نتاج استعدادات كبيرة وتخطيط طويل وجهد جهيد بذله المجاهدون عسكرياً وسياسياً وتربوياً وتنظيمياً أتى أكله فيما شاهده العالم من فتح للمدن والمحافظات العراقية الواحدة تلو الأخرى .. لقد استطاع المجاهدون الوصول إلى العشائر العراقية المسلمة في هذه الأماكن واقناعهم بضرورة التخلص من الإحتلال الرافضي ، واستطاعوا استكمال العدة والعتاد لهذه المعركة ، واستطاعوا شحن قواتهم معنوياً للقيام بهذه المهمة الخطيرة ، واستطاعوا تنظيم صفوفهم بحرفية عالية واعداد خطة محكمة أبهرت العالم ..

لعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن : إن كانت “الدولة الإسلامية” مخترقة على مستوى القيادة فلماذا لم تصل معلومات الحملة العسكرية للروافض في بغداد !! كيف استطاع المجاهدون أخذ الروافض على حين غرّة وقتل أعداد كبيرة من أفرادهم وقادتهم والزحف نحو بغداد إن كانوا مخترقين على جميع المستويات !! سؤال يطرح نفسه ..

الملفت للنظر أن جميع القنوات العربية حاولت بكل ما أوتيت من مكر وخبث صرف وجهها عن هذه الفتوحات ، وكل القنوات تحاول إشغال متابعيها بأي شيء غير “الدولة الإسلامية في العراق والشام” في هذه اللحظات ، وقد رأينا “قناة الجزيرة” مثلاً تركّز أكثر وقتها على “كأس العالم” وعلى مؤتمرات يعقدها الأمريكان هنا وهناك ، والغريب هو التكرار الغير معهود لهذه المواد في وقت تمثّل العملية العسكرية في العراق كنزاً إعلامياً لأي قناة جادّة !!

قرأت الكثير من التحليلات “المنطقية” و”العقلانية” عن مؤامرة كبرى تقودها حكومة المالكي مع “داعش” لكسر شوكة “الثورة العراقية” التي تدعمها “الدولة الإسلامية” وتقودها ، وقرأت أن “بشّار النعجة” يدعم “داعش” ضد حكومة بغداد التي تدعمه ضد “الدولة الإسلامية” في سوريا !! وقرأت عن مؤامرة إيرانية “داعشيّة” للنيل من أهل السنّة في العراق الذين على رأسهم “الدولة الإسلامية” ، وقرأت عن مؤامرة أمريكية “داعشية” لإسقاط حكومة المالكي الأمريكية ، وقرأت عن مؤامرة “خليجية” “داعشية” لإسقاط حكومة المالكي الرافضية التي تعادي حكومات الخليج التي تموّلها بالمال والمعلومات لاستئصال “داعش” الإرهابية !! هذه كلها تحليلات منطقية عقلانية رزينة تحكي تخبّط العدو وصدمته الكبيرة بسبب هذه العملية الخاطفة ..

المشكلة أننا كمسلمين نغفل عن حقائق النفس البشرية وعن دقائق وصف القرآن للمشاهد التأريخية فأصبحنا ننظر إلى المواقف نظرة ماديّة بحتة لا تجعل في حسابها العامل النفسي الذي هو أعظم المعطيات في الحرب ..

لننظر إلى هذا المشهد المنطقي العقلاني في القرآن ، ولنقارنه بواقعنا المعاصر ، قال تعالى : {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة : 21-24) ..

إن القرار المنطقي المرتكز على النظرة المادية المدروسة دراسة عقلانية هو قرار قوم موسى بعدم دخول الأرض المقدّسة للتباين الكبير في القوة العسكرية بين الفريقين ، وهذا التباين وهذا الخوف نتج منه إحجام شديد ثم قلة أدب وتطاول على رسول الله موسى عليه السلام ، أما القرار الغير منطقي والغير عقلاني والغير مبني على الحسابات الأرضية فكان للرجلين اللذان قالا {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ} !! بأي منطق وأي علم يتحدث هذان الرجلان !! كيف تدخل على العمالقة الجبابرة الذين لا قبل لأحد في الأرض بهم ، والذين وقف فرعون ذاته على حدودهم لا يجرؤ تجاوزها لشدّة بطشهم !! إنّه منطق اللاعقلانية في نظر كثير من الناس .. إنّه منطق العاطفة المفرطة .. إنه منطق اللامنطق !!

إنه – يا سادة – منطق التوكّل على الله .. إنّه منطق العقيدة الراسخة .. إنه منطق الإرادة الجادّة .. إنه منطق العزيمة الأكيدة .. إنه منطق {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} .. إنه منطق اليقين الذي لا يساوره شك .. منطق التسليم المطلق لأمر الله .. منطق التصديق الكامل بوعد الله ..

هناك منطقان : منطقٌ إبليسي شيطاني يُنسي صاحبه قدرة الله وعظمته {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران : 175) ، ومنطق قرآني رباني يعتمد كلياً على قاعدة التوكّل على الله {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران : 173) وهذا المنطق مآله {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (آل عمران : 174) ومآل المنطق الأوّل خزي في الحياة والدنيا وعذاب أليم في الآخرة ..

إن الذي يحسبه البعض منطقاً وعقلانيّة ورشَداً ونضجاً وسياسةً وذكاءً وحنكة وخبرة ودراية يكون في كثير من الأحيان عبثاً فكرياً لا يمت للواقع الكوني بصلة ، فضلاً عن الحقيقة الشرعية ، فحساب القوة المادية في الحرب وإغفال الجانب النفسي خطأ فادح في حسابات الحروب ، والإعتماد على الجانب التنظيمي والإعدادي وإغفال الجانب الروحي كارثة عسكرية ، والإعتماد الكلي على العتاد وإهمال الجانب الإيماني العقدي الذي هو أصل النصر وسببه الأوّل والأعظم أمر لا يمكن تبريره لدى المسلمين

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Reflections on the Reality of [February] 17"

بسم الله الرحمن الرحيم

ليبيا ..

إذا رأيت فلول القذافي يجتمعون في شرق ليبيا تصلهم أموال النفط من الخليج والمعلومات والدعم اللوجستي والعتاد العسكري من المخابرات الحربية المصرية ، ورأيت في صفوفهم ضباطاً من الجيش المصري ، ورأيت الجزائر تحشد أربعين ألف جندي على حدود ليبيا الغربية ، ورأيت الأمريكان يحشدون جنودهم في جزيرة صقلية تحسباً لوقوع أحداث في أفريقيا فاعلم أن وراء الأكمة ما وراءها ، وعلى المسلمين في ليبيا أن يعدو العدة لجولة جديدة من الثورة ضد الثورة المضادة التي “خفتر” صورتها الخارجية فقط .. لقد جرفت دولارات النفط قلوب الكثير من ضباط القذافي في الجيش الليبي الذين وقفت الثورة سداً منيعاً أمام أيامهم الخوالي يوم كانوا يأكلون السحت ويمتصون دماء الشعب الليبي ، فدغدغت الدولارات مشاعرهم وذكّرتهم بتلك الأيام السعيدة ، أيام المال الحرام والظلم والجبروت ، وها هم يريدون إعادة الكرّة من جديد في ظل غفلة كثير من المسلمين الذين نزلوا من جبل الرماة ابتغاء جمع الغنائم !!
ألا فليعلم كل مسلم بأنه إذا قال “لا إله إلا الله” مخلصاً بها قلبه ، وكان في يده سلاح فهو عدوٌ لكل نصراني ويهودي وكافر ومشرك ومنافق ومرتد في هذه الأرض ، وإن قالها وكان في يده مصحف فقط فهو كذلك ، وإن قالها ولم يكن رأس ماله غير الكلام فهو كذلك ، وإن قالها وسكت ولكن تكفهر وجهه في وجه الظلم كان كذلك ، وإن قالها وسكت وبشّ وهشّ وانحنى ليركب ظهره كل كافر وطاغية ومنافق ومرتد : كان هو المسلم الوسطيّ اللاإرهابي اللاغالي اللامتنطّع المتحضّر الديمقراطي الليبرالي العلماني العقلاني التنويري …
يا أحفاد عمر المختار : تعصبوا بعصابة عكاشة ، وألقوا تمرات ابن الحمام ، واكسروا جفون السيوف ، واستعدوا للنزال ، فهذه جولة ثانية من جولات الحرب ، فلا تخلدوا إلى الأرض ، ولا تثاقلوا ، ولا تتخلفوا ، وكونوا أشداء على هؤلاء العملاء ، واضربوا فوق الأعناق ، واضربوا منهم كل بنان ، وأثخنوا فيهم ، وشرّدوا بهم من خلفهم ممن تسوّل له نفسه اللعب في مراتع الأُسد الضارية ..
النصيحة لـ “غرفة ثوار ليبيا” : لا تنزلوا بثقلكم في بداية المعركة ، وحرضوا الجيش على ضرب قوات حفتر بالطائرات والقذائف الصاروخية ، وليقاتلوا أمامكم ، فإن من مع حفتر ليسوا كل الخونة ، وانظروا من تثقون به ثقة خالصة فاجعلوه في غرفة الشورى ولا تُطلعوا أحداً على أسراركم ، ولتكن دائرة القرار ضيّقة ، وبثوا دعاتكم يحرضون الشباب على الجهاد في سبيل الله ويلهبون حماسهم ، فهم وقود كل حرب ، وهذه حرب إيمان وكفر ، فتوقعوا الغدر من كل مائع أو فاقد للدين ، واحذروا الإنكشاف للعدو فليبيا كبيرة ، وليكن سلاحكم الرمي بالطائرات والصواريخ البعيدة المدى ولا تلتحموا إلا للضرورة ، وباغتوا الخونة في وقت وكيفية لا يتوقعونها ثم أبيدوا خضرائهم واحصدوهم حصدا ، وخاطبوا قبائل الشرق والغرب والشمال والجنوب وبينوا لهم حقيقة الأمر وذكّروهم بالله وبوعده ، وأشعلوا جذوة الإيمان في قلوبهم ، ، وقبل كل هذا : استعينوا بالله على عدوّكم وتوكّلوا عليه ، وأجمعوا أمركم ، وتشاوروا فيما بينكم ، وكونوا يداً واحدةً على من سواكم ، واجتنبوا المعاصي صغيرها وكبيرها فإنها أعظم داء الجيوش وأشدها خطراً وأكثرها سببا للخذلان .. نسأل الله لكم النصر والتمكين ..

قيمة العرش !!

بعد موت أكثر أبناء عبد العزيز آل سعود ، واحتدام المنافسة بين أبناء الأبناء لخلافة آبائهم ، استطاع عبد الله بن عبد العزيز أن يعقد صفقة مع الأمريكان ليثبّت ابنه متعب بن عبد الله في ولاية العهد ويكون المُلْك في ذريّته بعده .. فما هي هذه الصفقة ؟ وما طبيعة هذا الإتفاق ؟
تركّزت الصفقة على ضرب الثورة العربية في مصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن ، والحيلولة دون وصول أي جماعة ترفع شعار الإسلام للحكم في أي بقعة من الأرض ، فالمبادرة الخليجية وبضعة مئات من الملايين كانت كفيلة باجهاض الثورة اليمنية والسكوت عن جماعة الحوثي الرافضية لتحتل شمال اليمن ..
بضعة مليارات من الدولارات ، مع قتل بضعة آلاف من المسلمين والتمثيل بجثثهم ، وسجن عشرات الآلاف ، وهتك أعراض الرجال والنساء في السجون ، وإعلان الإخوان منظمة إرهابية ، وشراء ذمم بعض الساسة الأوروبيين (كبلير وغيره) ، ودعم اللوبي اليهودي في أمريكا في هذا الإتجاه كان ثمن الإطاحة بحكومة الإخوان في مصر ..
دعم التيارات الليبرالية في تونس واقناعها بالخروج في الشوارع رغم خوفها الشديد من الجماعات المجاهدة ، ودعم الجيش التونسي لضرب الجماعات المجاهدة ، والإيعاز للحكومة التونسية بالتضييق على هذه الجماعات ، وضرب التيارات الإسلامية بعضها ببعض أتى أُكله في تونس ..
أما ليبيا فجاري العمل على رشوة زعماء القبائل في الشرق الليبي وكل من يقبل الخيانة من الجيش وضباطه لإعمال الفوضى في ليبيا ومحاولة تقسيمها وتبرير التدخل الأجنبي فيها لضرب التيار الإسلامي المسلّح ابتغاء نزع السلاح منه وتركيع الشعب الليبي والتسلّط عليه مرة أخرى ..
وفي سوريا دعموا بشار بالأموال ، ومنعوا جمع التبرعات الواجبة للمجاهدين ، ومنعوا الناس من النفير للجهاد أو التحريض عليه ، وأحدثوا جماعات مسلحّة في سوريا هدفها نشر الفوضى والاقتتال الداخلي ، وتقاربوا مع إيران علانية للوقوف في وجه المد الجهادي الشامي ، وضغطوا على تركيا لوقف مساعداتها للداخل السوري ، ويعملون على إيجاد وطن للنصيرية غرب سوريا حفاظاً على أمن دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة ..
وضغطوا على الجنرالات في الجزائر وأقنعوهم بضرورة ترشيح المومياء بوتفليقة للحكم فيها ..
كل هذه الأموال التي أُهدرت (والتي هي أموال المسلمين) ، وكل هذه الدماء التي سالت من أجساد المسلمين ، وكل هذه الأرواح التي أُزهقت ، وكل هذه الأعراض التي انتُهكت ، وكل هذه البلاد التي دُمّرت كانت ضمن صفقة بين عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والحكومة الأمريكية لتدعم ابنه “متعب” ضد منافسيه في السلطة !!
بمثل هذه الصفقات سقطت فلسطين ، وبمثلها تربّع على عروش البلاد العربية من لا خلاق لهم ولا دين ، وبسبب غفلة المسلمين وسكوتهم وتثاقلهم إلى الأرض وتركهم الجهاد أذلّهم الله تعالى وسامهم سوء العذاب على أيدي هؤلاء الطغاة ..

همسة في أذن أهل الجهاد وأنصارهم 

هذه بعض الملاحظات التي تستحق أن ينظر فيها أهل الجهاد وأنصارهم ، وهي بوادر لأمور يُخشى أن تستفحل فلا تجد من يردها أو ينصح بردها وإبطالها :
الملاحظة الأولى : كثير من الإخوة المجاهدين والأنصار لا يكادون يذكرون غير ثلاثة أو أربعة علماء عند حديثهم في الأمور الشرعية ، وجل هؤلاء في السجون ، وليس هذا من العدل ، ففي الأمة غير هؤلاء ، وفيها من هم أعلم منهم ، وإن كنا نحفظ منزلة هؤلاء ومكانتهم لما بذلوا

New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: "Is It a Charter of Honor?"

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأ أمير جماعة أحرار الشام أبو عبد الله الحموي – غفر الله لنا وله – بياناً في وسائل الإعلام بعنوان “ميثاق شرف ثوري للكتائب المقاتلة” مؤرخ بيوم السبت 18 رجب 1435هـ ، وقد جاء في أحدعشر بنداً طارت به وسائل الإعلام ونشرته وقامت بتحليله والترحيب به على أو سع نطاق ، وبما أن التحليلات الإعلامية معروفة التوجّه ولا تبالي بالجانب الشرعي ، كان الرأي أن يتم التعليق وفق هذا الإتجاه ، فمما جاء في البيان :


البند الأول “ضوابط ومحددات العمل الثوري مستمدة من أحكام ديننا الحنيف بعيداً عن التنطّع والغلو” ، وهذا أمر لا غبار عليه ولا يرتضي أحد غيره ، فكل جهاد لا بد يستمد ضوابطه ومحدداته من الأحكام الشرعية بعيداً عن التنطّع والغلو ..



البند الثاني :”للثورة السورية المسلحة غاية سياسية هي إسقاط النظام برموزه وركائزه كافة وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة بعيداً عن الثأر والإنتقام” ..
هذه الجملة حصرية ، فإن كانت هذه هي الغاية من هذا الجهاد ، فأين إعلاء كلمة الله الذي هو غاية كل مجاهد !!


ثم ذكر الحموي – غفر الله لنا وله – في البند الثالث أن الثورة السورية ” تستهدف عسكريا النظام السوري الذي مارس الإرهاب ضد شعبنا بقواه العسكرية النظامية وغير النظامية ومن يساندهم كمرتزقة إيران وحزب الله ولواء أبي الفضل العباس ، وكل من يعتدي على أهلنا ويكفّرهم كداعش ، وينحصر العمل العسكري داخل الأرض السورية …” 
هذا البند ساوى بين النظام السوري ومرتزقة إيران وحزب الشيطان ولواء أبي الفضل العباس وبين الدولة الإسلامية في العراق والشام ، وهذا من الإجحاف والظلم الذي لا يقع من أناس ضوابطهم ومحدداتهم الأحكام الشرعية ، فالدولة تقاتل النصيرية والرافضة في العراق والشام ، والغلو من بعض قادة السرايا وبعض الأفراد وليس من القيادة ، وتكفير الشعب السوري والإعتداء عليهم من قبل الدولة أمر يعرف بطلانه من تابع الجهاد السوري وتابع تصريحات القيادة العليا في الدولة ، وإنما جاء التكفير لبعض الفصائل التي رأت الدولة أنها خانت الجهاد بتعاونها مع أعداء الأمة ، وقد نصحنا الإخوة في الدولة مراراً وتكراراً بعدم الخوض في مسائل التكفير لأنها لا تخدم الجهاد وتحتاج إلى فتوى جماعية من العلماء وليس اجتهاد بعض الأفراد ، وهذا ما وقع فيه بعض الإخوة في الدولة غفر الله لنا ولهم ، وبعض هؤلاء مندوسون في الدولة يزيدون الأمور اشتعالاً نسأل الله أن يستأصل شأفتهم ويرد كيدهم في نحورهم ..


وجاء في البند الرابع “انطلاقاً من وعي هذه القوى للبعد الإقليمي والدولي للأزمة السورية فإننا نرحب باللقاء والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية المتضامنة مع محنة الشعب السوري بما يخدم مصالح الثورة” ..
لا ندري من يقصد الحموي –غفر الله لنا وله – بالقوى الإقليمية ، فإن كان يقصد بعض الممولين – كالسعودية وأخواتها – فإن هذا يدل على سطحية كبيرة لهذه القوى الثورية وجهلاً كبيراً بالتاريخ الحديث للأمة عامة وللجهاد خاصة ، وأما “القوى الدولية” فإن كان يقصد أمريكا وأوروبا فهذا أمر غاية في الغرابة أن تجد من يعلن في بنده الأول أنه يستمد ضوابطه ومحدداته من الأحكام الشرعية ثم يتعاون مع النصارى الصليبيين المتصهينين في الوقت الذي يعلن فيه الحرب على إخوانه المسلمين !! من هو أولى بالتعاون : أناس خرجوا من ديارهم ومن بين أهليهم لينصروا الإسلام في الشام ويذودوا عن حرمات المسلمين أم النصارى والمرتدين والمنافقين والمتصهينين !!


وجاء في البند السادس : “قوانا الثورية تعتمد في عملها العسكري على العنصر السوري ، وتؤمن بضرورة أن يكون القرار السياسي والعسكري في الثورة سورياً خالصا ، رافضة أية تبعية للخارج” .. وهذه قومية ووطنية وقطرية ما أنزل الله بها من سلطان ، وهي تنافي البند الأوّل وتعارضه ، وكان الأولى أن يقال “قوانا الثورية تعتمد في عملها العسكري على العنصر الإسلامي ، وتؤمن بضرورة أن يكون القرار السياسي والعسكري في الثورة إسلامياً خالصا” فهذا هو اللائق بمن يعلن الإسلام ضابطاً ومحدداً لعمله ..

لقد أعز الله تعالى وأكرم أهل الشام بالجهاد ، وهذا الجهاد إن لم يكن خالصاً في سبيل الله فلا خير فيه ، فإن الله تعالى لا يرضى من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه ، “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” (متفق عليه) ، وإن ظن الحموي – غفر الله لنا له – أن هذا البيان يُرضي الأطراف الإقليمية والدولية فهو واهم ، وقد جرّب غيره أكثر من هذا ولم ترض عنه القوى الإقليمية والدولية ..

كان الأولى بالحموي – غفر الله لنا وله – أن يكسب ود إخوانه المجاهدين من المهاجرين وغيرهم ، وأن يتحالف مع القوى المجاهدة لصد العدوان النصيري الرافضي النصراني على الشام ، ومما لا شك فيه أن أهل الشام ستكون لهم مواجهة مع القوى الصليبية ، جاء الخبر على لسان خير البرية ، ولكن السؤال المطروح : أي القوى المجاهدة ستكون في مواجهة هذه القوى الصليبية !!


جاء في البند السابع مصطلح “دولة العدل والقانون والحرية” ونحن نعتقد بأن الشيخ الحموي يقصد بهذا “العدل”: الإسلام ، و”بالقانون” : الشريعة ، و”الحرية” : وفق الضوابط الشرعية ، ونعتقد بأن ما جاء في البند الثالث من أن نظام ورموز النظام السوري سيقدمون إلى “المحاكمة العادلة” أنها وفق الشريعة الإسلامية لا غير ..هذا ما نعتقده وفق ما جاء في البند الأول من هذا الميثاق ..


أما البند الثامن