بسم الله الرحمن الرحيم
حــصـريـــاً “ على شبكـــة الـفـداء الإســلامـيـة “
كَـذَلِـكَ نُـنـجِـي الْمُـؤْمِـنِـيـنَ
قـصة الهـروب مـن سـجـن رومـيـة المـركـزي فـي لبـنـان
محمد الدوسري ( أبو طلحة الكويتي )
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ثم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَ هو خَيْرُ الْمُنزِلِينَ سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
قال الله تعالى { وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } وقال عز وجل {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ }
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : ” كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي وقال :” حديث حسن صحيح “.
وفي رواية الإمام أحمد : ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .
مقدماً أستهل كلامي بالتعريج على موضوع أسري في لبنان مؤخراً، بعد فترة وجيزة من خروجي من الأسر في الكويت الذي دام ما يقارب السبع سنوات وردني اتصال من المخابرات الامريكية المركزية، حيث طلبوا مني الحضور الى السفارة الامريكية في الكويت، فكان ردي لهم أنه لا مانع لدي من ذلك شريطة أن يستصدروا لي ترخيصاً بذلك من وزارة الخارجية الكويتية، فضحك المتصل الأمريكي ( مستهزئاً ) قائلاً: ( أقول لك مخابرات أمريكية وأنت تقول تريد أذناً من الحكومة الكويتية ….) وتابع مهدداً ( إذا لم تمتثل لطلبي، فانتظر مصيراً كمصير صاحبك أبو الليث الليبي ) .
– في اليوم التالي حضرت إلى محيط منزلي في الكويت أربع سيارات ( جيب ) تحمل على متنها أشخاص من ذوي الملامح الأوروبية غير المألوفة في منطقتنا، حيث لازموا محيط المنزل على مدار ساعة تقريباً، يتحينون لحظة خروجي من المنزل لينفذوا تهديدهم لي، فقررت الخروج من الكويت واستقر بي المطاف في لبنان بعد أن كنت قد تنقلت بين عدد من الأمصار ( وهذا سبب خروجي من الكويت )
– في لبنان تمَّ أسري من قبل مخابرات الجيش، بعد دخولي من مطار بيروت بساعات قليلة، حيث تمّ اقتيادي إلى أحد المراكز التابعة لهم في بيروت، وخضعت للتحقيق هناك ما يقارب الستة أشهر، والأمر اللافت هنا هو أن أسئلة المحققين تركزت في غالبيتها حول ما يخص الأمريكان، ومصالحهم، وكأن المحقق الذي يدير التحقيق كان أمريكياً من شدة اهتمامه وحرصه على أمن امريكا، بعدها تمَّ نقلي إلى سجن رومية في بيروت ..
– دخلت سجن رومية، وكان في نفسي ما يواسيني مسبقاً مما كنت أسمعه حول وجود أخوة طيبين في ذاك السجن، وكنت مبتهجاً لأنني كنت أقدر أنني سوف أمضي ما قدره الله تعالى لي من أسر بين أخوة أفاضل من أهل بلاد الشام، لكن الواقع أذهلني ونسف ما كنت أرسمه في خاطري، إذ فوجئت بسلوكيات لبعض الأخوة المأسورين هناك، لم أعهدها في أي من ساحات الجهاد ولا في معاشر الأخوة والمجاهدين، من سوء تعامل بين الأخوة، وقلة الاحترام، وادعاء البعض منهم ما ليس له به حق أمام الأخوة فبعضهم يدعي أنه أمير الشام، وآخر ينازعه فيها، والمهاجر لا ينبغي له أن يجالس الأمراء إلا بميعاد ؟؟؟!!!! والله المستعان ..
استثني من ذلك أخوةً أفاضل مقاتلين شجعان أسود الشام بحق، عاشرتهم فعرفتهم وعرفت أصالة معدنهم، ورصانة منهجهم، وحبهم وإخلاصهم لهذا الدين، هم أخوتي في فتح الإسلام، وأقول قولي هذا لما لمسته منهم فلئن كثرت أخطائهم وتعددت زلاتهم خلال مسيرة عملهم، فهذا لا يبرر لأحد أن ينزع عنهم ما اتسموا به من إخلاص والتزام وجهاد، ألا يكفي أنهم كانوا موضع ثناء الشيخ أيمن الظواهري، وأبي عمر البغدادي، وأبي يزيد المصري ذات يوم ؟؟!!
– أما عن مسألة هروبي من الأسر، فقد حاولت الهروب لأول مرة قبل سنتين من المبنى (ب) إلا أنها كانت محاولةً بائسة صادمة لي، هي كذلك ليس لأنني أخفقت في الهروب، بل لأن من سعى لإفشالها بعض من كنت أعتبرهم ( أخوة ) مع أسفي الشديد، والله إن أسري وتعذيبي لأسهل عليَّ من أن أعيش تلك اللحظة التي أجد فيها من لبسوا عباءة الدين والجهاد في سبيل الله، يقفون في وجه أخوتهم، ويضعون يدهم بيد الجلاد …
– كنت قد عقدت العزم أنا وبعض الأخوة بعد التوكل على الله عز وجل، بنية الهروب،غير أن واحداً ممن يعتبر نفسه علماً من أعلام الجهاد، ويدعى وسيم عبد المعطي، أبلغ مشغِّليه، وأولياؤه ( المخابرات اللبنانية ) بالأمر عن طريق آخر هو أيضاً يتستر تحت عباءة الدين والدين منه براء، هو المدعو إيهاب البنا، ولعل من غير المستغرب عن هذا الأخير فعلةً كهذه فقد بلغكم جميعاً ما تشدق به جهاراً على شاشات التلفزة اللبنانية من أنه ساعد في إحباط محاولتي هروب للأخوة، بالإضافة إلى محاولات أخرى أبلغ فيها السلطات اللبنانية في حينها، وإذا كان هذا الأمر معلناً فإن ما عايناه من الأمور غير المعروفة للأخوة الكثير الكثير، فهاكم عبد المعطي الذي يتحدث أمام الأخوة والعوام في السجن بكل وقاحة وقلة احترام وقلة أدب قائلاً ( لو أن الشيخ أسامة بن لادن هنا، لأرغمته على تطبيق نظامي ( أخلاقه البائسة )
– وهناك بعض من كانوا يسمون بـ طلبة العلم، ويدعون لأنفسهم فضلاً على الأخوة في ساحات الجهاد، قد أصدروا فتاويهم في منع الأخوة من الهروب من ما يعرف بـ طابق الإرهاب حيث هم، مشيرين إلى من يفكر بالهروب بضرورة، البحث عن مكان آخر للهروب منه، وإذا ما انكشف لهم أمر أخ لديه هذا التفكير سارعوا إلى نقله لمكان آخر مشهود له بسوء المقام، وهل تعلمون يا أخوتي هذا كله مقابل ماذا ؟؟!!! طبعاً لا بد لمن يدعي الأخوة في الله والجهاد في سبيله، أن يضمن رغد المقام، وحسن المعاملة من أسياده الطواغيت، ويكفل بقاء مفتاح (مكان الخلوة ؟؟) في الجيب، وهذا لا يمكن أن يتوفر لهم إلا بدفع ثمن وأجر متمثل في التعطيل على الأخوة في هروبهم، وحريتهم ، وعودتهم إلى الساحات، وما أنا إلا مثال شاهد عن هذه الحالة . والله المستعان
لعلي هنا أطلت عليكم لكني ارتأيت أن أضعكم في صورة ما حصل لي، وشأني شأن من تبقى من أخوتي