New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "What After the Raising of the Two Shaykhs Abū al-Walid al-Maqdisī and Abū Barā' al-Maqdisī: Congratulations and Advice"

الحمد لله رب العالمين رب المستضعفين وناصرهم وقاصم الجبارين وهازمهم، والحمد لله الذي كتب الشهادة على هذه الأمة لتكون شاهدة على بقية الأمم، وينتقي رب العزة شهداء من عباده ليكونوا مصابيح هدى لمن بعدهم وليسقوا شجرة الإيمان والتوحيد حتى تظل قوية وثابتة، {أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها في كل حين بإذن ربها}، فطوبى لمن اختاره واصطفاه الله شهيداً ، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين الذي قال : ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلَ ، ثُمَّ أَحْيَا ، ثُمَّ أُقْتَلَ ” يَقُولُهَا ثَلاثًا”.
وعلى آله الأطهار الأبرار وصحبه الكرام الأخيار وعلى من اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين، وبعد

فها نحن مرة أخرى نقف أمام سنة الشهادة وقمة السعادة لمن اختارهم الله إلى جواره بعد أن استنفذوا ما عندهم لنصرة دين ربهم، وحانت ساعة الارتقاء والانتقاء، وفرحة الانضمام واللقاء، بركب الأخيار من الأنبياء والصديقين والشهداء.

إنها لحظات نعيش أطوارها كل مرة وتمر علينا مشاهدها سراعاً ولا نعير لها كثير اهتمام إلا من رحمه الله وهداه وربط على قلبه ليقرأ المخبوء وراءها والحكمة من وقوعها، ولو تعمقنا في الحدث لوجدنا أنه مليء بالمواعظ والحكم الربانية والمصالح العديدة للشخص وللجماعة وللدعوة التي يحملها، وحسبنا في هذا المقام أن نقف على بعض المكاسب للمنهج والجماعة بعدما علمنا أجر الشهيد والخصال التي اختصه الله بها منذ ساعة مفارقته لهذه الحياة الدنيا الفانية.

فأما المنهج الذي لقي “الشهيد” ربه عليه فيتقوى ويتجذر بين أتباعه ويصير أغلى وأبهى وأنقى وأصفى في النفوس، وهذا بفضل دماء الشهيد وتضحيته في سبيل نصرته، وكأن الله تعالى يسقي هذا المنهج وهذه الدعوة بما سكبه الشهيد من دمه الطاهر، وهو جزء من معنى قوله تعالى {إن تنصروا الله ينصركم} ، أي ينصر دعوتكم ومنهجكم حينما تنصروه أنتم وخاصة حينما تقدموا أغلى ما لديكم وهو دمكم وروحكم لله عز وجل.

وكذلك هذه الدعوة تنتشر بين الناس حينما يرون أن أصحابها يقدمون لها أغلى ما يملكون، ولا يأبهون بمكاسب مادية أو شخصية، فإن هذا من شأنه أن يؤثر في نفوس هؤلاء ويكون كافياًً بأن يجعلهم يراجعوا أنفسهم ويسارعوا إلى الانتماء لهذه الجماعة واعتناق هذا المنهج الرباني الأصيل، القائم على بيعة فريدة لا خسارة فيها، بل هي تجارة لن تبور ، { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُممِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِوَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُوَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌوَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ(13)} [الصف].

إن الدعوات تنتشر وتنتصر بالتضحيات الجسام، وقد جعل الله باب الشهادة من أنجع الوسائل لتحقيق هاتين الغايتين، ولعلنا نعي وندرك بعضاً من حِكَمِ الله تعالى الكامنة وراء هذه الثمرة المباركة للفريضة الغائبة، وكون الشهيد يصل إلى أعلى وأسمى مقامات الشرف عند الله عز وجل، وأعلى الدرجات في دنيا الناس، بحيث يظل حياً في النفوس ولا تنطفئ شعلته مع مرور الزمن بل تزداد نوراً وإشعاعاً .

بعد هذه المقدمة الموجزة انتقل مباشرة لأقدم التهاني والتبريكات لأهل الشيخين أبي الوليد وأبي البراء المقدسيين ([COLOR=window****]أبي الوليد هشام السعيدني و أبي البراء أشرف صبّاح[/color]) على ارتقاء الحبيبين إلى المقام الذي كانا يتمنيانه وإلى تحقيق الأمنية الغالية التي تعبوا وضحوا في سبيل نيلها، فهنيئاً لكم هذا الشرف الذي تتقاسمونه معهما بصبركما وثباتكما واحتسابكما لهذين البطلين عند الله عز وجل، فكل الناس تموت وستموت حتماً ورغماً على أنوفها، ولكن الشهداء فقط هم من يستشهدون وينالون أعلى المقامات وأشرفها في الدارين، نحسب الشيخين منهم بإذن الله وفضله وكرمه.

وأنتقل إلى الإخوة الأحبة، رفاق درب الجهاد ومسيرة الدعوة والتوحيد، في كل قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي كل شبر من فلسطيننا المحتلة وكذلك في إقليم سيناء شبه المحتل وأقول:

1 – اعلموا أيها الأحبة أن استشهاد القادة سنة وقاعدة ، وما كان ينبغي أن يحيد أصحاب المنهج الجهادي عن هذه السنة ولا أن يزهدوا فيها، لأنها مصدر قوتهم وعزهم وشرفهم، فالقادة هم من يتقدم الصفوف ومن الطبيعي أن يكونوا أول من يسبق إلى هذا الشرف العظيم، فافرحوا بدلاً من أن تحزنوا، واحمدوا الله أن أراكم هذه الآيات ليثبث بها قلوبكم على الحق، ويرسخ بها منهجكم في نفوس الخلق .

2 – ذهاب القادة يعطي قوة دفع لمسيرة الجهاد، ويعتبر الأساس القوي والركن الركين للبناء الذي أنتم بصدد إقامته وأقصد ” مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس” ، آمل أن تتكرر سنة الله وآيته هنا في فلسطين كما حصل فخوانكم في دولة العراق الإسلامية المباركة، ولقد بدأت المسيرة بجماعة التوحيد والجهاد، ثم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ثم مجلس شورى المجاهدين ( حلف المطيبين) وأخيراً ” دولة العراق الإسلامية”، وقد أدوا ثمناً غالياً في هذا المسار حيث تقربوا إلى الله بالشيخ المؤسس ، أسد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي وقبله بالشيخ عمر حديد وأبي أنس الشامي وآخرين ، تقبلهم الله وأعلى منازلهم في عليين.

3 – الأصل في العمل الجهادي هو الجماعة بجمع الكلمة وتوحيد الصف، وهذا ما أقدمتم عليه في الآونة الأخيرة، حتى تذوب كل التجمعات وطوائف الجهاد في بوتقة واحدة تكون بمثابة الإطار الشرعي والنواة الصلبة لدولة الخلافة الراشدة بحول الله، فاحرصوا عليها وواصلوا جهودكم في هذا الاتجاه، ولتذب كل العصبيات والحساسيات في هذه البوتقة المباركة، وهاهي دماء قادتكم تسقي هذه البذرة المباركة، والتي ستعطي ثمارها قريباً يانعة مزهرة.

4 – سارعوا إلى تعيين خلفاء للشيخين تقبلهما الله، وأبقوا على السرية واكتموا أسماء قادتكم حتى تفوتوا على أعدائكم فرص اصطيادهم ثم تصفيتهم، وليكن إخوانكم في دولة العراق الإسلامية مثلاً وقدوة في هذا المجال، لتغيظوا قلوب أعدائكم وتحرقوها وتقتلوها غيظاً وكمداً، وتحرصوا على مواصلة أعمالكم بالسر والكتمان، وتشتتوا بذلك جهود وقوات أعدائكم.

5 – وسِّعوا تنسيقكم وتعاونكم مع إخوانكم خارج القطاع وبخاصة مع جبهة سيناء فهي ستكون عون كبير لكم، وساحتها ستكون متنفساً لمسيرة الجهاد المباركة

al-Ma’sadat Media Foundation presents a new article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "Support for Anṣār al-Sharī'ah in Yemen #4: Provocative Message: Message to the Brothers Released in the Arabian Peninsula"

NOTE: Click here for previous articles in this series: #3, #2, and #1.


Click the following link for a safe PDF copy: Abū Sa’d al ‘Āmilī — “Support for Anṣār al-Sharī’ah in Yemen #4- Provocative Message- Message to the Brothers Released in the Arabian Peninsula”
__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Abū Sa’d al ‘Āmilī: "Campaign: Support for the Messenger of God"

الحمد لله رب العالمين، رب الأولين والآخرين، خالق الإنس والجن أجمعين، باعث الرسل والنبيين،وعلى رأسهم سيد المرسلين وخاتم النبيين، ليكون رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد  كأني بهذا النداء النبوي يقرع آذاني وآذان كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر. كأني بهذه الكلمات تنبعث من فم النبي الشريف وقد أعاد الله روحه إلى جسده الطاهر، وينادي أتباعه كلما قام زنديق أو عدو من أعداء الله ينهش عرض نبينا بلسانه أو يحرف سنة من سننه الخالدة، لا فرق ، فالرسول صلى الله عليه مرتبط بهذا الدين، وهو لم يحظ بهذه المكانة العالية والمقام الرفيع عند الله إلا لأنه رسول الله وخاتم النبيين.  ومن أجل هذا فالدفاع عن رسول الله إنما هو دفاع عن دين الله عز وجل، فاسمه دائما مقرون ومرتبط بالله تعالى، كون الرسالة التي يحملها رسول الله قد حمّلها إياه رب العزة {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس}، فالله عز وجل عاصم رسوله في حياته، حيث لم يستطع أعداؤه النيل منه وهو حي إلا ونال جزاءه من القصاص العادل على أيدي أسود الحق، لكنه نال قسطاً وافراً من السب والإهانة والاستهزاء وحتى من الإيذاء البدني الذي لا يصل إلى القتل، وهذا كان لابد أن يطاله كجزء من ضريبة الإيمان والثبات على المنهج، أما ما يطال رسولنا الكريم من أذى معنوي وتطاول على شخصه الكريم وعلى عرضه وأهل بيته اليوم فلا بد أن يقوم المسلمون من رد عاديات أعداء الله، وإن لم يفعلوا فسوف يأتي الله بقوم آخرين يقومون بهذا الفرض خير قيام.  إن ما يتعرض له ديننا الحنيف ورسولنا الكريم على ألسنة السفهاء والزنادقة ثم على أيدي المرتدين من الداخل والخارج لهي سنة جارية لن تتوقف حتى والإسلام له كيان قوي ومنعة وشوكة يصول ويجول، فما بالك والمسلمون مشتتون ومطاردون بل ومحتلون من قبل الأعداء إلا في بعض المواقع التي شاء الله أن تتقوى فيها شوكة الإسلام وينهض المسلمون الصادقون لإعادة اللبنات الأولى للخلافة الراشدة.  وهذه السنة لن تتغير ما بقيت السماوات والأرض، والأعداء لن يتوقفوا عن هذا الأذى لأنه جزء من حربهم الجارية على أهل الحق ووسيلة من وسائل هجومهم، وما دام الأمر كذلك فينبغي على أصحاب الحق أن يعدوا العدة اللازمة لصد هذه الوسيلة الخبيثة حتى يبقى تأثيرها محدوداً ولا تمنعنا من مواصلة الحرب الشاملة مع أعدائنا أو ربما تلهينا من أجل تحريف مسارها.  إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمز لهذه الحرب وهو رأسها وقائدها، وهو ينادينا – كما نادى بالأمس وهو في مكة وما حولها- : من يؤويني ؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي. وها هو النداء يتكرر من جديد، فرسول الله بحاجة إلى إيواء وإلى نصرة، ليس في شخصه ولكن في سنته، ومنهجه الذي جاء به.  ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى هذه السنة وإلى هذا المنهج لنحرر أنفسنا أولاً مما نحن فيه من عبودية وظلام وظلم، ثم نحرر من حولنا ونطهرهم من رجز الأوثان وظلام الجاهلية لكي نخرجهم بعد ذلك إلى نور الإسلام.  ومن صور نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الدفاع عن عرضه والضرب على أيدي المعتدين وقطع ألسنتهم وقطف رقابهم كما فعل سلفنا الصالح، وهذه هي السنة التي ينبغي أن نحييها من جديد بعد أن كادت تُهجر وتُمحى من قاموس المسلمين.  أما الصراخ والصخب والاستنكار دون عمل فلا أرى فيه أي نصرة بل قد يكون فيه مضيعة للوقت والجهد وربما إزهاق لأنفس نحن بجاجة إليها وقت النصرة الحقيقية {حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منًّا بعد وإما فداءً حتى تضع الحرب أوزارها}.  من ينصرني ؟ من يؤويني؟  إن الإسلام بحاجة إلى نصرة حقيقية تتجسد في عدة أفعال في الواقع الفعلي وليس مجرد أقوال حتى لو كانت صادقة وحارة بل ومحرقة.  نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لابد أن تتجسد هي الأخرى – كما تجسدت بالأمس- في بيعة على الموت وبنودها معروفة معلومة، على رأسها: أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأولادكم، ولكم الجنة يا من بايعتم ونصرتم.  نصرة رسول الله تتجلى اليوم في نصرة سنته وإحياء سيرته، وتتجسد أيضاً في الدفاع عن عرضه فإن لم نفعل فما نصرناه.  وهل نرضى أن نسمع ونرى من يسب رسول الله وأمهات المؤمنين ويتجرأ على حرق المصاحف جهاراً نهاراً ويهدم أو يحرق أو ينجس بيوت الله على مرأى ومسمع ثم نهنأ ونواصل الحياة وكأن ذلك لا يعنينا.  نصرة رسول الله تعني أيضاً نصرة أتباعه وكل من ينصر دين الله ويذب عن سنته، وعلى رأسهم المجاهدين الأخيار الذين رفعوا رأس الأمة عالياً ومرغوا أنوف الأعداء في الحضيض.  ننصرهم ونؤويهم ونقدم لهم كل غال ورخيص كما قدم الصحابة الكرام أنفسهم وأموالهم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم وفازوا برضا الله تعالى واختصهم الله عز وجل بشرف نصرة دينه وإعلاء كلمته.  وأيضاً كما نصر الأنصار مهاجري المسلمين حينما قدموا عليهم من مكة هاربين بدينهم وفارين إلى رب العالمين، فقسموا معهم أموالهم وبيوتهم وكل ممتلكاتهم، فهل نصل إلى ما وصلوا إليه من قمة الإيثار والتضحية ونعيد تسطير هذه الصفحات المشرقة من تاريخنا العتيد؟  إن قوتنا تكمن في ارتباطنا وتمسكنا بهذا الدين، ثم بمدى تجسيدنا لسنة نبيه قولاً وفعلاً وهذه هي الحياة الحقيقية { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.  إن لنا في القصاص حياة، حياة حقيقية قائمة على الحق وخالية من كل باطل، إحياء لنفوسنا وإراداتنا وكراماتنا لأنه يمنح القوة والمنعة لديننا من أن تنال منه ألسنة السفهاء والمنافقين أو أيدي الكفار والمشركين.  فسب دين الله وسب رسوله صلى الله عليه وسلم أمر مخرج من الملة وحدُّه هو القتل بدون استتابة ويجوز لآحاد المسلمين إقامة هذا الحد بدون الرجوع إلى ولي أمر المسلمين – حتى وهو موجود ويقيم شرع الله في أرضه – فكيف إذا لم يوجد هذا الولي الشرعي أصلاً، فإن هذا يصبح من أوجب الواجبات وأولى الأولويات.  كما أن نصرة نبينا الكريم وديننا الحنيف تتجسد أيضاً في الدفاع عن المؤمنين والمؤمنات، خاصة الغافلات منهن واللاتي لا يجدن من ينصرهن، وأخص بالذكر أخواتنا المسلمات اللاتي اعتنقن الإسلام في أرض الكنانة ممن كن على دين النصرانية، وعلى رأس هؤلاء الأخت وفاء قسطنطين والأخت كاميليا شحاذة، فكلاهما هربتا من جحيم الكنيسة وقصدتا المسلمين ليحموهما من بطش طغاة الكنيسة في مصر، وما زالتا حبيستين في دهاليز الكنيسة يُمارس عليهما شتى أنواع التعذيب البدني والنفسي ليرتداّ عن دينهما ويعودا إلى دين النصرانية من جديد. 

إن أسر أخواتنا على أيدي طغاة الكنيسة في أرض الكنانة له أبعاد خطيرة جداً ويُعتبر رسالة قوة موجهة

New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "And in the Heaven is Your Provision, and That Which You Are Promised"

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين وعليه التكلان، وبعد
الحمد لله رب العالمين، الملك الحق المبين، الذي خلق فسوى ورزق فهدى وأخرج لعباده من الأرض الثمرات وأنزل عليهم من السماء البركات، وعلى رسوله الخاتم أزكى الصلوات وأتم التسليمات ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه حتى يقوم الناس لرب البريات، ثم أما بعد
فإن هذا المقال جزء من جواب على سؤال أحد الإخوة الأفاضل حول أسباب تأخر الرزق، وقد توسعت فيه بعض الشيء وأحببت أن أنشره في هذه الصيغة طمعاً في أن تعم الفائدة المرجوة فيه، والله من وراء القصد.
اعلم أخي الفاضل أن الأرزاق مكتوبة مثلها مثل الآجال، ولن يستوفي المرء أجله حتى يستوفي رزقه، فما كتب الله لك من رزق في هذه الحياة لابد أن تناله عاجلاً أم آجلاً، فمن الناس من يدرك ذلك على فترات متفرقة ، ومنهم من يناله في فترة معينة أو متقدمة من عمره ومنهم من يؤخره الله له إلى آخر أيام عمره وهكذا يختلف الناس في هذا الأمر.
وقد يحرمك الله تعالى من بعض الرزق الوافر رحمة بك وحرصاً منه سبحانه على عدم الافتتان بهذا الرزق، لأنه سبحانه يعلم أنك لن تستطيع الصبر على هذه النعم، وقد تنفق ذلك في معصيته وفيما يُُشغلك عن طاعته، مصداقاً لقوله تعالى {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْافِي الأَرْضِ}، فمن العباد من لا يصلح حاله وتقربه إلى ربه إلا بالفقر والكفاف ومنهم من هم عكس ذلك، لا يصلح حاله إلا بالغنى وقد يفسد بالفقر والعسر، وهكذا الناس معادن، لا يعلم حقيقتها وما يصلحها إلا خالقها الحكيم العليم الخبير.
ونقطة أخرى مهمة ينبغي إدراكها جيداً وهو أنه لابد من الأخذ بالأسباب القدرية لنيل ما فرضه الله علينا شرعاً، فالتوكل يستلزم الأخذ بالأسباب، وكذلك مسألة الرزق لابد من حسن التدبير والتسيير لتحقيق النجاح في الأعمال التي تريد إنجازها.
وإذا ما أخذ المرء بالأسباب فلم يكن هناك نجاح ولم يحصل على النتائج التي يريد في الوقت الذي يريد وبالحجم الذي يريد، فينبغي أن يعلم أن هذا ابتلاء من الله لهذا العبد لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى وقد يكون فيها خير كثير مخبوء ومستور لهذا العبد دون أن يدري ، فإن الله تعالى يقول {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} ويقول عز من قائل{وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
هذا فيما يخص الحالة العامة التي يعيشها المسلم المطيع لربه في ظل هذه المجتمعات القائمة على محاربة الله ورسوله والسعي إلى إغراق العباد في المعاصي والذنوب ومحاربتهم في أرزاقهم بشتى الوسائل والحيل، أما فيما يخص الإخوة الدعاة وأنصار الجهاد بصفة خاصة فإن حالهم يختلف كثيراً ويتميز عن الآخرين كونهم لا تتوفر لديهم فرص للعمل مثلاً أو فتح مشاريع تجارية بدون التعرض للمراقبة الشديدة تنتهي سريعاً بتوقيف المشروع تحت ذرائع شتى على رأسها تهمة تمويل الإرهاب ولو كان المشروع ذو صبغة شخصية بحتة يسعى الأخ من ورائه إلى سد حاجياته وحاجيات أسرته، لكنه غالباً ما يلقى هذا المصير.
أو أحياناً – وهذه حرب غير مباشرة – يضطر الأخ لأن يتعامل مع المؤسسات الربوية وتطبيق بعض القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية كشرط لمواصلة مشروعه، مما يدفعه تلقائياً إلى إيقاف مشروعه والبحث عن مصادر رزق أخرى في ظل السرية والمطاردة المستمرة، وهذه غالبية حالات الإخوة في هذا المجال.
وهذا من ابتلاء الله لعباده الموحدين لكي يعلموا ويستشعروا حقد أهل الباطل على أهل الحق، ومدى التضحية التي تتطلبها الاستقامة على الحق ليكون المنهج غالياً على أصحابه فلا يفرٍّطوا فيه بمجرد الحصول على بعض متاع الدنيا الزائل، إنها تربية وإعداد للنفوس المؤمنة لكي تصبر وتترفع على زينة الحياة الدنيا وتتمسك بدينها ولو أدى ذلك إلى نقص في الأموال والأنفس والثمرات.
كم هو ميسر أن يسلك المرء طرقاً ملتوية ويقدم تنازلات عن المنهج لكي يحوز الدنيا بحذافيرها، بل وقد تأتيه هذه الدنيا صاغرة مقابل بيع دينه وآخرته، وماذا سيمثل هذا الربح الزائل الزهيد أما رأسماله العظيم الذي خسره وهو عقيدته ودينه ؟!.
فاحرص أخي الفاضل على مرضاة ربك وابتغاء ما هو مباح لنيل ما كتب الله لك، ولا تيأس ولا تمل من إعادة المحاولة تلو المحاولة حتى تحين ساعة الفرج ونضوج الثمرة، فإن الثمر يأتي مع التعب والنصر مع الصبر ، دبٍّر حتى تنال ما الله قدَّر، واتهم نفسك بالتقصير وسوء التدبير وإياك أن يَنْْفَذَ إلى قلبك مثقالُ ذرة من شك وريب في وعد ربك ومولاك، فلا تساوي الدنيا كلها عند الله جناح بعوضة، فكيف تحدثك نفسك الأمارة بالسوء أن ربك يمنعك قسطاًً منها وهو سبحانه يمنحها للملحد والكافر والعاصي ؟!
من الأمور التي تساعد على جلب الرزق إجمالاً كثرة الصدقة ولو بالقليل المتيسر والدعاء مع إخوانك في الغيب وتقديم يد العون للمحتاجين باليد واللسان والحض على أعمال الخير والتفريج عن المسلمين ورفع الضيق عنهم وخدمتهم بالليل والنهار، فهذا من أعظم وسائل جلب الرزق وهو أمر مجرب.
ثم عليك أخي الفاضل بقيام الليل وداوم على تخصيص الثلث الأخير أو أوله أو نصفه للتبتل والبكاء بين يدي الله عز وجل بأن يزيل عنك عوائق الطريق ويتقبل منك أعمالك ويغفر ذنوبك ويتجاوز عن معاصيك، فإن المعاصي والذنوب من أعظم موانع الرزق.
ثم عليك بالمداومة على قراءة سورة الواقعة بعد صلاة العشاء، كأن تصلي ركعتين نافلة بها وتكون لك عادة ولا تتركها أبداً، فإن سورة الواقعة من مجلبات الرزق كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه من الله أفضل السلام وأزكى التسليم.
ثم عليك أخيراً وليس آخراً بصلة أرحامك وذويك، فإن في ذلك أجر عظيم لمن علم، وجلب للرزق إن شاء الله تعالى، وقد رأينا الكثير من عباد الله يزهدون في ذويهم وأقربائهم ويقطعون الرحم التي أمر الله بها أن توصل، فكانوا كما ترى من ضيق في العيش وفتنة عن أداء الواجبات وتشتت في الفكر وغياب للبركة في أوقاتهم وأرزاقهم وهي كلها عقوبات ونتائج مباشرة لما جنت أيديهم في هذا الباب.

ونقطة أخرى ينبغي عدم نسيانها أيها الأفاضل في ظل هذا الواقع الجاهلي الذي نعيش فيه، اعلموا أن الرزق الحقيقي لا يُنال إلا بالجهاد وقتال أعداء الله المغتصبين لحقوق العباد، فهؤلاء الظالمين من الحكام وأتباعهم ممن ابتلانا الله بهم، هم من استولوا على خيرات الشعوب وحرموها من حقوقهم وأرزاقهم، وبادروا إلى عمليات الإسراف والتبذير، فصارت أموالنا بأيدي هؤلاء السفهاء واللصوص، ينفقونها على شهواتهم ويساهمون

New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "Congratulations on ‘Īd to the Jihādī Media Lions and Our Righteous Mujāhidīn"

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هو خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}

أتقدم إليكم أيها الأفاضل ، أسود المنتديات الجهادية وجنودها الأخفياء بالتهنئة المناسبة والمستحقة لجهودهم وأعمالهم الجليلة التي تقدمونها على هذه الثغور الإعلامية المباركة، ولستم بحاجة لمن يذكركم بأهميتها القصوى في هذه الفترة الحرجة والحساسة من عمر الصراع القائم بيننا وبين أعدائنا، فأنتم هنا جنود ووقف لله تعالى، لا ينبغي أن تراوحوا أماكنكم ولكم في قصة الرماة يوم أحد درس وعبرة لمن يعتبر، فاتقوا الله في هذه الصروح ولا تنسوا أنكم تعتبرون امتداد لمن سبقكم من إخوانكم، والذين قدموا أرواحهم وحرياتهم وأمنهم ثمناً لكي تقوم هذه المنابر وتأخذ مكانها الطبيعي في هذا الصراع وتزاحم بل وتؤرق مضاجع الأعداء وتنسف مخططاتهم بعون الله وقوته.

اعلم أن طعم العيد ناقص بسبب جراح أمتنا المتعددة وبسبب غياب أحبة لنا أحببناهم وكانوا هم أوتاد وأسس هذا الصروح المباركة العتيدة، سواء منهم من قضى نحبه صادقاً مع ربه وثابتاً على نهجه ، أو من غيبتهم السجون والمعتقلات ولا يزالون صابرون ومصابرون ومرابطون لم يتزعزعوا قيد أنملة عن مبادئهم ودينهم.

أو من وفقه الله فالتحق بجبهات القتال وثغور الجهاد تاركاً وراءه الدنيا بحذافيرها، وتركنا نحن الغارقون في ذنوبنا والقاعدون الذين ينتظرون رحمة الله وعفوه ومغفرته.

أو أولئك المطاردون الأخفياء الذين لا يعلمهم ولا يأبه لهم الكثير منا، وهم رغم ذلك لا يتوانون عن نصرة هذا الدين وتقديم خدمات جليلة عظيمة لإخوانهم على كل الجبهات رغم ظروفهم الصعبة، ولن ننسى أحبتنا في القسم التقني،الذين يحملون ثقل المسئولية والقسط الأكبر من هذا الواجبات والمهمات في هذا الصروح الإعلامية المتميزة، فلولاهم – بعد الله عز وجل – لما قامت لهذه الشبكات قائمة، فإليهم أتقدم بالتهنئة والدعاء، وأدعو الله تعالى أن يجزيهم خير الجزاء على ما يقدمونه من أعمال جليلة مباركة.

عيدنا كما قلت سيبقى ناقصاً ولكنه سيكون لنا ولكم محفزاً على مواصلة الطريق بعزيمة أقوى، وذلك بعد شهر كامل من التدريب والتزود، والصبر على تربية النفس وسد الثغرات العديدة لديها وفي صفوفنا كذلك.
كما لا يمكن أن ننسى مجاهدينا على الثغور الذين يقدمون نحورهم فداء لدينهم ودفاعاً على شعوبهم المستضعفة المظلومة المقهورة، وعلى رأسهم قادتنا الأبرار في كل مكان وعلماءنا ومشايخنا، ولهذه الشعوب الصابرة نقول صبراً فإن بعد العسر يسراً ، واعلموا أن دماءكم وتضحياتكم لن تذهب سدى ولن تضيع عند ربكم، بل هي اللبنات الصلبة لغد مشرق يسدوه الحق والعدل، وهو غد أبنائكم في ظل شريعة ربهم، ولن يطول ليل الظلم ليعقبه فجر الحق الناصع القوي بإذن الله.

سيكون هذا العيد أيضاً فرصة لنا لنشكر الله عز وجل على نعمه التي نتمرغ فيها والتي يفتقدها الكثير من إخواننا سواء المطاردين أو المأسورين أو غيرهم ممن شغلتهم واجبات الجهاد والإعداد وهم كثر ولله الحمد.
سامحوني على التقصير وعدم استطاعتي التواجد معكم بكثافة بسبب ظروفي، وحسبي أن أخي وحبيبي متبصر معكم على هذا الثغور العتيدة ويربطني بكم بشكل متواصل، وأنا اعتبر نفسي جندياً معكم ولن أتردد في تلبية كل مطالبكم قدر المستطاع للمساهمة في تطوير هذه المنابر وأداء الرسالة والمهمة التي قمنا من أجلها ولن نتوقف بإذن الله حتى تنفرد سالفتنا ونلقى الله مقبلين غير مدبرين، ثابتين على العهد، نواصل ما بدأه إخواننا من قبلنا دون تبديل أو تغيير أو تحريف أو تمييع، نسأل الله العون والسداد، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ويستعملنا في طاعته وخدمة أوليائه المجاهدين ونصرة أسرانا وفك أسرهم.

ولا تنسوا أخاكم من صالح دعائكم، وتقبل الله منا ومنك طاعاتنا وعيد مبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم / أبو سعد العاملي.

___________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

al-Ma’sadat Media Foundation presents a new article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "Tips and Guidance of Dearness To Our Monotheistic Brothers in Gaza"


Click the following link for a safe PDF copy: Abū Sa’d al ‘Āmilī — “Tips and Guidance of Dearness To Our Monotheistic Brothers in Gaza”
________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

al-Ma’sadat Media Foundation presents a new article from Abū 'Abd Allah Anīs and Abū Sa'd al 'Āmilī: "Foods and Drugs: The Enemies Lethal Weapons"


Click the following link for a safe PDF copy: Abū ‘Abd Allah Anīs and Abū Sa’d al ‘Āmilī — “Foods and Drugs- The Enemies Lethal Weapons”
___________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

al-Ma’sadat Media Foundation presents a new article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "And Throw What Is In Your Right Hand; It Will Swallow Up What They Have Crafted"

 

Click the following link for a safe PDF copy: Abū Sa’d al ‘Āmilī — “And Throw What Is In Your Right Hand; It Will Swallow Up What They Have Crafted”
_________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "Workshops, Dissemination, and Jihādī Work: Two Sides of One Coin"

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب المستضعفين وناصرهم وقاصم الجبارين وهازمهم، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وخاتم أنبيائه ورسله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، ثم أما بعد
فلا زال الحديث عن الإعلام الجهادي قائماً، والتحريض على ممارسته متواصلاً، فإن المقام يحتم ذلك وزيادة، ويكفي أن نلتفت إلى الجهود العظيمة والنفقات الطائلة التي يبذلها أعداؤنا لإيقاف هذا الإعلام من أجل تشويهه أو تحريفه لندرك مدى تأثيره في ساحة المعركة، وعظم الضرر الذي يحدثه في مؤسسات العدو المختلفة، وكذلك مدى الدعم المعنوي الكبير الذي يمثله لصفوف المجاهدين في مختلف الساحات والثغور.
إن العمل في هذا الميدان والانتماء إلى كتائب الإعلام الجهادي يعتبر جهاد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني وأبعاد، وهذا يتطلب توفير شروط واضحة تكون بمثابة تزكية للفرد ليكون مقبولاً ضمن هذه الكتائب، مثلما هو الشأن بالنسبة للجهاد في جبهات القتال القائمة.
إن الجهاد بالسنان والجهاد بالبيان خطان متوازيان وسلاحان متكاملان ووجهان لعملة واحدة، لا يمكن أن يؤتي الواحد منهما أكله وثماره دون الآخر، ويمكننا القول تحديداً أن ميدان الإعلام هو رافد من روافد القتال، وقاعدة خلفية له لا يمكن أن نتجاوزها.
ذلك أن جبهة الإعلام تقوم بدور المحرض على الجهاد وتنقل الصورة الحقيقية على الثغور كما وتنقل المنجزات والمكاسب التي يحققها المجاهدون في ساحات القتال على مدار الساعة، وهذا من شأنه أن ينسف كل شبهات العداء وأسوارهم التي ينصبوها بين المجاهدين والشعوب المسلمة، فأنصار الجهاد يعتبرون معول هدم لهذه الأسوار والسدود، حتى تصير الطرق معبدة للأنصار والمهاجرين للالتحاق بالجبهات والثغور المفتوحة.
إن المنتمي إلى الكتائب الإعلامية – في هذه الفترة الحرجة والحساسة من عمر الصراع مع أهل الباطل – ينبغي أن يكون أحد نوعين ، محرض أو ناشر، ولا نقبل غير هذين الصنفين وإن كان تكثير سواد المنتديات الجهادية أمر مطلوب ومحمود ولو من باب إغاظة أعداء الله وإدخال السرور على قلوب عباده الصادقين لما يقرأونه من أخبار سارة عن إخوانهم المجاهدين، ومن كلام تحريضي طيب للانتماء الحقيقي لهذا الدين.
أقصد بالمحرض : الكاتب والمحلل والناقل الذكي والحكيم للمواضيع النافعة التي تكون زاداً لمسيرة الجهاد، وهنا لابد من دعوة خاصة وأخوية قوية لكل كُتَُّابنا الأفاضل ومشايخنا الأبرار ومحللينا الحكماء أن يعودوا بقوة إلى ثغر الإعلام ليغنوا مسيرته ويطرحوا ما حباهم الله من قوة الحجة والكلمة الطيبة التي ستكون سلاحاً وموجهاً لمسيرة الجهاد المباركة.
فساحة الجهاد متشعبة وثغورها متعددة والمسائل المستجدة كثيرة وهي بحاجة إلى تواجدهم ومتابعتهم المستمرة، فلا معنى للنكوص والتخفي في هذه المرحلة الهامة من عمر الصراع، ولا حكمة في عزلة عن الميادين مهما كان المبررات والأعذار، وهل رأيتم جندياً من جنود الطواغيت وخبيراً من خبراء الأعداء اعتزل المعركة في عز قوتها وأخطر مراحلها لنعتزلها نحن أصحاب الحق ؟!
أعلم أن في هذا الأمر تضحية وفداء ولكنه نصرة لأوليائه المجاهدين وأسرانا الصابرين، وشموخ لهذا الدين العظيم ولرايته الغراء، لن نسمح أبداً بأن تسقط أو تتهاوى بسبب تقاعسنا ونفورنا من ساحات العمل والفداء، إنها الضريبة التي لابد من أدائها عن طيب خاطر وبدون ضغوط أو ابتغاء أجر من أحد، ليكون المردود قوياً والثمار طيبة مباركة.
وأما الناشر، فأقصد به صاحب الهمة العالية والتقنية الفذة والعلم النافع لينشر كل ما تكتبه الفئة الأولى، في قالب مناسب لنقدمه للسامع والقارئ الكريم في أبهى حلة وأنسب إطار، فإن الفئة الأولى تقوم بجهد كبير وعظيم لا يمكن أن نضيعه بعدم الاهتمام أو النسيان بل نحرص على تقديمه ونشره مستفيدين من التقنيات المتوفرة بين أيدينا لنبدأ بغزو الأعداء في عقر ديارهم وإيصال كلمة الحق والصورة الحقيقية والكاملة لمواقع القتال في كل مكان، ومنها التركيز على خسائر العدو وإظهار الإثخان الذي يحدثه فيهم مجاهدونا الأبرار على مدار الساعة وليس اليوم فحسب.
كما أنه من الواجب على جنود النشر أن يكشفوا جرائم الكفار والمرتدين على حد سواء في حق إخواننا وأخواتنا في الأسر، وفتح ورشات أو أعمال تنشر قضايا هؤلاء المظلومين والمنسيين في ظلمات السجون، فهذا من شأنه أن يؤثر على معنويات العدو ويسارع بالتالي إلى طي صفحة الأسر مرغماً لتحسين صورته أمام الرأي العام خوفاً من تبعات لا تُحمد عقباها.
ومن الأهداف والغايات النبيلة لهذه الورشات الإعلامية هو نصرة شعوبنا المقهورة والمحاربة في كل بلدان المسلمين المنسية، وأقصد أساساً الأقليات المسلمة في الدول الصليبية أو البوذية أو الملحدة ، سواء في دول آسيا الوسطى أو جنوب شرق آسيا أو في إفريقيا جنوب الصحراء وغيرها من الأماكن التي يتعرض فيها المسلمون إلى حرب إبادة حقيقية ونحن لا نقدم لهم أي دعم يُذكر لا 
مادي ولا معنوي.
اجعلوا هذا الشهر الفضيل شهر جهاد وغزوات إعلامية متواصلة على مدار الساعة، واعتبروها بمثابة صيام وقيام وقراءة للقرآن وهي بلا شك كذلك، فلا خير في صيام أو قيام لا يأمر صاحبه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة إخوانه المظلومين.
أدخلوا عليهم من كل باب، واجعلوا نهارهم سواداً، وليلهم رعباً وخراباً، افضحوهم في محفل وادخلوا عليهم في نواديهم وانشروا الحق ناصعاً مدوياً والحقائق كاملة واضحة ليعلموا أن وراء هذا الدين رجال عظماء لا ينامون على الضيم، ويصلون الليل بالنهار لنصرة إخوانهم وخدمة منهجهم طمعاً في أجر ربهم.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه أبو سعد العاملي – 6 رمضان 1433 هجري.

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "After the Arab Revolutions and Pauses With the Minhaj: Reminders and Tips"


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه التكلان،
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، القائل في كتابه العزيز {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} والصلاة والسلام على أشرف خلقه وخاتم رسله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وبياني، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً ولا يسير إلا ما جعلته ميسراً، فأنت إذا شئت جعلت الصعب سهلاً.
ملحوظة وتهنئة:
انتهيت من تحرير الموضوع قبل أسبوع من الآن ، وكنت أنتظر عودة شبكة الشموخ المباركة لتشاركني هذا الأجر، وفي الوقت ذاته أحتفل وأتقرب إلى الله تعالى بالمشاركة في هذا المنبر العتيد، إقراراً لأعين الموحدين وإغاظة لأعداء الله من الكفار والمنافقين، ولنقول لهم بأننا ما زلنا على عهد التضحية والفداء والعطاء ماضون، ولن توقفوا هذه المسيرة الإعلامية المباركة مهما كدتم وتربصتم وألحقتم بنا من أضرار وتأخير لهذه المسيرة، فإن كيدكم لا يعدو أن يكون مجرد أذى كما قال رب العزة {لن يضروكم إلا أذى} وهو جزء من ضريبة الحق التي نتشرف ونتقرب إلى الله عز وجل بأدائها عن طيب نفس لنصرة إخواننا ونشر الحق لهداية الخلق أجمعين. أغتنم فرصة حلول شهر رمضان لأبارك لجميع الموحدين قدومه ونسأله سبحانه أن يوفقنا فيه لخير القول والعمل، ويتقبل منا ما نقدم وما نؤخر ويتجاوز عن تقصيرنا، وأتقدم بالتحية والدعاء إلى قادتنا ومشايخنا ومجاهدينا في كل مكان بأن يمكن الله لهم دينهم الذي ارتضى لهم ويحفظهم من كل سوء، ويختم لنا ولهم بشهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين، وقبل ذلك بإثخان في أعداء الله بالسنان والبيان وتمكين لدينه وشريعته، إنه سميع مجيب.
ولن أنسى بأن أتقدم بسلامي ودعواتي لإخواننا وأخواتنا في سجون الكفار والمنافقين بأن يربط الله على قلوبهم ويثبتهم على الحق المبين، وان لا ينسونا من دعائهم فهم على ثغر عظيم وفي رباط متواصل، نسأله سبحانه أن يعجل فرجهم ويعين إخوانهم المجاهدين على فك أسرهم عاجلاً غير آجل.
كما لن أنسى إخواننا وأهالينا المرابطين الصابرين في كل مكان، في بلاد الشام وبلاد الرافدين وبلاد خراسان وبلاد القوقاز وبلاد المغرب الإسلامي والساحل الإفريقي وسائر بلاد المسلمين. والله أكبر ، ولله الحمد والمنة على أفضاله ونعمه. ــــــ
قبل البدء
لقد أثار هذا الموضوع الكثير من النقاش ولا يزال، وحُقَّ له ذلك فهو يمثل منعطف خطير وحاسم وفريد في تاريخ أمتنا المعاصرة، وأهم ما يميز هذه الثورات هو عنصر المفاجأة لمؤيديها ومعارضيها، للشعوب التي ساهمت في صنعها وللحكام وأزلامهم الذين استهدفتهم وسقطوا غير مأسوف عليهم، وهذا ما جعل الكثير من الفرقاء غير مستعدين لاستقبالها وقطف ثمارها أو بالأحرى استغلالها بطريقة جيدة وحكيمة، لأنهم لم يكونوا على استعداد لذلك والكثير منهم لا يمتلكون الكفاءات اللازمة لاستيعاب هذه الثورات، وعلى رأسهم التيار الجهادي الذي يهمنا في المقام الأول.
ففي مصر على وجه الخصوص كما هو الحال في تونس وليبيا، فإن أغلب الجهاديين خرجوا من السجون والمعتقلات وانتهت مرحلة مطاردتهم وحصارهم عقب انتهاء الثورة مباشرة، مما جعلهم غير قادرين على مسايرة هذه الثورات والتأثير أو المساهمة فيها بشكل مباشر فضلاً عن قيادتها وقطف ثمارها كما سبق القول، وهذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها وإخواننا يعترفون بهذا وليس هذا نقصاً أو عيباً أو دليلاً على تقصيرهم أو فساد منهجهم، ولكن لكل مرحلة أعمالها وخطتها المناسبة في التحرك بهذا الدين مراعاة لظروف الواقع وللكفاءات التي تتوفر عليها سواء كانت مادية أو بشرية.
لقد شاركوا في هذه الثورات بشكل جزئي وتفاعلوا معها ووقفوا حيث ينبغي أن يكونوا وفقاً للشرع الحنيف ومراعاة لواقع وظروف هذه الثورات ولكنهم لم يقودوها لكي يصلوا بها حيث ينبغي أن تصل نظراً لعنصر المباغتة الذي ذكرت آنفاً.
ومن هنا نفهم حكمة تقسيم الدعوة النبوية إلى مرحلة مكية وهي مرحلة الضعف وتأسيس القواعد المتينة للتجمع الإسلامي ثم المرحلة المدنية التي اتسمت باكتمال هذه القواعد وامتلاك الشوكة والمنعة وإعلان مرحلة الدولة، وهذه سنة قدرية وشرعية لا يمكن الخروج عنها ومخالفتها وحرق مرحلة من مراحلها.
انطلاقاً من هذه الثوابت ننتقل للحديث عن هذه الثورات وما بعدها، وكيفية التعامل مع ما تمخضت عنه من أحداث وتغيرات، وأهمها وصول ما أسميناهم بالإسلاميين الجدد في مقال سابق بعنوان: ” لكم دينكم ولنا دين : الديموقراطية والإسلاميون الجدد ” – (منشورات مؤسسة المأسدة الإعلامية).
ثمار الثورات
فقد علم القاصي والداني من المسلمين ما عرفته العديد من بلدان هذه الأمة من تدافع وأحداث عظام انتهت بتغيير رؤوس الحكم فيها ولا زال الحبل على الجرار في بلدان أخرى والتدافع على أشده، ولا زالت دماء الشعوب المسلمة تهرق بكل وحشية وعنف من قبل عصابات الحكم، دون رحمة ولا شفقة، ولا تفريق بين محارب مشارك ومحايد مستضعف من النساء والولدان والعجزة، الكل يوضع في محرقة الطواغيت وتُهدم بيوتهم على رؤوسهم وهم نيام وتنتهك أعراض نسائهم ويُذبح أطفالهم قرباناً للشيطان وتأجيجاً لنار العصبية البغيضة والطائفية المقيتة، سعياً من هؤلاء إلى الحفاظ على كراسيهم ومواصلة نهب ثروات الشعوب على حين غفلة منها.
لابد أن نكون منصفين اتجاه هذه الثورات الأخيرة، فقد مكنت هذه الأحداث أو ما اصطلح عليه بثورات الربيع العربي من كسر جزء كبير من حاجز الخوف الذي كان يمنع ويكبل الشعوب المسلمة من مجرد الأنين أو الصراخ جهراً في وجه الطغاة فضلاً عن الشكوى أو الاحتجاج وصولاً إلى الانتفاض، فكان هذا فضل كبير وانجاز عظيم تحقق بفضل الله تعالى ورحمة بهذه الشعوب المظلومة، مما فتح مجالات واسعة للحركة كما سمح كذلك بخروج كل المعتقلين من سجون الطواغيت والتحاقهم بأهليهم وذويهم بعد عقود من الحرمان والغياب المهين، وأدى ذلك أيضاً إلى هدم آلة الرعب والقهر التي كان يمتلكها هؤلاء الطواغيت ويروضون بها شعوبهم لتبقى تحت خط الفقر وفي حظيرة الحيوانية والعبودية المطلقة.
فهناك إذن مصالح كثيرة تحققت من جراء هذه الثورات لا يمكن أن ينكرها عاقل فضلاً عن منصف ينبغي أن ينظر بعين الحكمة للأحداث التي تدور من حوله فيستفيد منها لخدمة مبادئه، والإعراض عن الاستفزازات وتفادي العقبات التي ستعطل مسيرته أو ستوقفها نهائياً.
واقع الحركة الجهادية في مصر
لا ننسى أيها الأفاضل أن الحركة الجهادية اليوم ما زالت تعيش – جزئياً- مرحلة الضعف أو ما يصطلح عليه بالمرحلة المكية المعاصرة في الكثير من البلدان وعلى رأسها أرض الكنانة، مع فارق واضح وجلي وهو اكتمال الشريعة والدين بخلاف المرحلة المكية الأولى حيث كانت الشريعة غير نهائية والدين غير مكتمل بعد، وفي هذا الإطار ينبغي أن يتحرك الموحدون بمزيد من الحكمة والحنكة ليكملوا بناء مؤسساتهم ونشر دعوتهم وتجنيد الموحدين الجدد استعداداً للمرحلة المدنية القادمة، والتي تتسم أساساً بالخروج القوي والحسم النهائي وبسط نفوذ الشرع ولو كره المخالفون، وهو ما يشير إليه قوله تعالى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}.
ولكن هذا لا يعني أنه محرم علينا بيان الأحكام الشرعية النهائية في المستجدات والمسائل العظيمة، أو أننا مطالبون بمداهنة الكفر وأصحاب الأهواء حتى نتفادى مكرهم فيكون ذلك على حساب مبادئنا وأصول ديننا، كلا، بل إن الحكمة الحقيقية تكمن في التصدي لكل هذه الاستدراجات وتحدي كل الاستفزازات وتجاوزها بالثبات على المبادئ وقول كلمة الحق غير ناقصة رغم الحصار المضروب علينا حتى يتبين للناس الحق.
فالغالب على الساحة المصرية اليوم وكذلك في جل البلدان الأخرى هو التوجه الإسلامي المعتدل أو المدجن وهو هذا الخليط من الشعارات الإسلامية والمذاهب الكفرية الأخرى مثل الديموقراطية والعلمانية، فقد انخدعت الجماهير بهذا التوجه ورأت فيه الخلاص المؤقت لما تعانيه من قهر وحرمان، وقد عاينت بعض الانفراج والتغيير بعد هذه الثورات مما زاد من ترسيخ هذا المنهج في نفوسهم واعتقادهم بأنه هو السبيل الأمثل لهم نحو حياة أفضل.
يجد الإخوة أنفسهم أمام هذا الواقع وهذه الحقائق الصارخة، وعليهم أن يتعاملوا معها ويبحثوا عن سبل الخروج مع تثبيت أقدامهم على الأرض وترسيخ منهجهم في النفوس ،مع مراعاة طاقاتهم المحدودة والمرحلة التي يعيشونها والتي تتسم بمداواة جروحهم بعد فترات السجن الطويلة والحصار المحكم ثم محاولة رص الصفوف وبناء القواعد المتينة والبنيات التحتية التي ستكون حضناً لهذه الجموع الغفيرة التي تنتظرهم في الشارع.
فليس من الحكمة بمكان في هذه الظروف أن يقوم الإخوة بتطبيق مواقفهم المتضاربة مع هذا الواقع المعيش، من قبيل الدخول في صدام أو صراع مع باقي التيارات الحاضرة في الساحة وعلى رأسها المجلس العسكري والجماعات “الإسلاموديوقراطية” أو الإسلاميون الجدد والذي يشكل ” الإخوان” و ” السلفيون” عمودها الفقري ، إضافة إلى باقي التجمعات العلمانية والجالية النصرانية وهما العدوان المباشران للإسلام والمسلمين. تفادي الصدام ليس ضعفاً بقدر ما هو تقدير للأوضاع بحكمة وروية، وبعد نظر تحتمه المرحلة، وهو بمثابة امتلاك للنفس وكبح جماحها طمعاً في تحقيق ما هو أعظم للمنهج مقابل نتائج قد لا تتحقق لو دخل الإخوة الآن في صراع وتدافع وبدأوا في استدراج خصومهم بواسطة حرب كلامية والإعلان عن مواقفهم بحدة. الشعب المصري – وغيره من الشعوب المسلمة- لا زال بحاجة إلى جرعات زائدة من الوعي والمعرفة فيما يتعلق بأصول منهج التوحيد، وهذه الدروس سيتلقاها بطريقة عملية على أرض الواقع بواسطة سفراء التوحيد بثباتهم وصبرهم وحكمتهم، وهو الاستعلاء الإيماني دون التنازل عن مبادئهم، والنزول إلى الساحات للاحتكاك بهذا الشعب قصد الارتفاع به إلى النصاب المطلوب من الالتزام والتضحية والفداء لهذا الدين العظيم، وهي المرحلة التي تصل فيها شعوبنا بأن تفرق بين الحق والباطل وتميز بين الصادق والكاذب ، ومن ثم تتخذ الموقف الصحيح من كل طائفة تدَّعي خدمة مصالحها والدفاع عنها.
لا ينبغي أن نتصور أننا سننجح في ضم غالبية الشعب إلى جانبنا ويصير هؤلاء جنود مجندة ووقف لهذا الدين، هذا لم يتحقق حتى للأنبياء والرسل الكرام من قبلنا مع ما كان معهم من تأييد وآيات ربانية، فكانت القلة هي التي تلتزم وتضحي وتصبر وتواصل المسير حتى يحقق الله بها النصر والتمكين، بينما الكثرة تكون دوماً تبعاً ويكون انضمامها بعد تحقيق النصر، وهو ما يشير إليه قوله تعالى في سورة النصر.
الغايات الخفية من وراء الانتخابات في مصر
إن معركة الديموقراطية أو حرب الانتخابات العصرية تعتبر بديلاً ممسوخاً لمعركة الجهاد المشروعة، وهي فخ محكم نصبه أعداء الله تعالى لكي يزجوا بالقوى الإسلامية في هذه المتاهات وفي هذه المعارك الناعمة دون تقديم أي تضحيات أو دماء لتحقيق النصر.
كل ما يتطلب الأمر هو مجرد تصويت ورمي لورقات داخل صناديق زجاجية ثم ب”قدرة قادر” وفجأة يتحقق النصر والتمكين لهؤلاء المغفلين السذج ويستحوذون على مجالس التشريع ثم الحكومة التنفيذية بل حتى رئاسة الدولة نفسها، وما أسهلها من طريقة وما أرخصها من تكاليف!!!
بل قل ما أفلسها من صفقة تلك التي يقدم فيها المرء رأس ماله كله مقابل ربح غير مضمون، بل ربح موهوم لا يلبث أن يتحول إلى سراب ثم خزي وندامة.
ما كان ستؤول إليه هذه الانتخابات ليس بجديد ، فاستراتيجية أعدائنا من الخارج وغايتهم حتى من دون أن يعترفوا أو يصرحوا بها، هو تقديم الإسلاميين المعتدلين إلى الحكم الصوري، فقد لمسناها منذ مدة ليست بالقصيرة عبر المنهجية الجديدة التي ينتهجونها في تعاملهم مع الإسلاميين الديموقراطيين، سواء في تركيا أو تونس أو المغرب، والتسهيل لهم في الساحة لكي يصلوا إلى مراكز الحكم الصوري كواجهة تزين كفرهم وفسادهم ، ومن أجل تنفيذ سياسات أسيادهم الذين بيدهم القرارات الحقيقية والحكم الحقيقي.
الجديد في الأمر هو أن المعركة القادمة ستكون بين هؤلاء الإسلاميين الديموقراطيين أو المعتدلين بدعم مما يسمى بالنظام العالمي الجديد أو المنظمات الدوليةمن جهة، وبين الحركات الجهادية بشكل عام وتنظيم قاعدة الجهاد بشكل خاص، وهو التوجه الذي يمثل الإرهاب في نظر أعدائنا.
إنهم يستعجلون المواجهة بيننا وبين هؤلاء الإسلاميون الجدد ويقومون باستدراجنا واستفزازنا إلى ساحة المعركة، وهي خطة مكشوفة سيضربون بها عصفورين بحجر واحد، إضعاف المد الجهادي وإشغاله في معارك هامشية وجانبية بعيداً عن المعركة الأساسية معهم، والغاية الثانية هو تشويه الحل الإسلامي في نظر الشعوب حينما يرون الصراع على أشده بين فرقاء تنتمي إلى المنهج الإسلامي وتقاتل على المناصب والمصالح الدنيوية كما ستفهمه الشعوب.
هذهالثورات العربية التي حدثت ولا تزال قائمة في عالمنا العربي، تمخضت عنميلاد هذا التوجه المسخ ، وهو خليط من شعارات إسلامية خالية من التطبيق وهو ما يسمونه بالإسلام المعتدل الذي يتصالح مع الغرب ويقبل بالتعاملمع قوانينه الدولية المخالفة لشريعة الإسلام، وغايتهم الكبرى ليست تطبيقهذه القوانين على الشعوب المسلمة فحسب بقدر ما هي محاولة لاستئصال التوجهالمعادي لهم وهو هذه الجماعات الجهادية والتوجه الجهادي بشكل عام في الأمة.
فالمعركة ستكون طويلة ومكلفة، كما أنها ستكون بحاجة إلى حكمة بالغة في تسييرها من قبل قادة الجهاد في كل مكان، فالساحة مليئة بالألغام، والشعوب بدورها ستكون مادة الصراع، نسأل الله أن ينصر عباده الموحدين على هذه الأحزاب مجتمعة.
نصائح وتوجيهات للإخوة الموحدين في مصر
لقد صُدم الشعب المصري المسلم وخاصة أنصار الجهاد وأصحاب التوجه السلفي الجهادي، من هول ما رأوا وسمعوا على ألسنة قادة الإخوان وعلى رأسهم الرئيس المنتخب ” محمد مرسي”، وتنكرهم المستهجن للشريعة الإسلامية ووقوفهم إلى جانب النصارى والعلمانيين والحداثيين بحجة تغليب كفة الوطنية على كفة العقيدة، وكأن الوطنية قد نسخت الإسلام ولم يعد لعقيدة الولاء والبراء مكان في الدين الجديد لهؤلاء، فصارت الوطنية هي المقياس الأساسي للتعامل مع الناس، ثم تليها القوانين الدولية التي تشرعها المؤسسات الصهيوصليبية العالمية التي يفرضون علينا احترامها والانضباط بتعاليمها.
هذا الواقع المرير لاشك أنه سيستفز إخوة التوحيد في مصر وسيدفعهم إلى المسارعة لكسب المزيد من الأنصار وامتلاك المزيد من المواقع في المجتمع إذا كانوا قدوة لمن حولهم وجسدوا تعاليم دينهم رغم هذا الحصار وهذه الحرب المفتوحة عليهم.
فأهم شيء في هذه المعركة هو امتلاك النفس وعدم الانجرار وراء استفزازات الخصوم والأعداء، وتوقيت الخروج والإحجام والانتظار بكثير من الحكمة وبعد النظر، حتى تفوتوا على هؤلاء فرص توريطكم في معارك لستم مستعدين لخوضها، أو إقحامكم في مواقف ستُحرجون فيها بسبب عدم اكتمال القدرات اللازمة.
فمن السهل جداً أن نفتح على أنفسنا أكثر من معركة على أكثر من صعيد، ولكن من الصعب جداً أن ننهي كل معركة فتحناها بنصر وتمكين، خاصة في مرحلة التكوين وبناء المؤسسات والهياكل الأولى، وهذا ما ينبغي أن يتنبه له الإخوة الموحدون في مصر، ويتسلحوا بالصبر الإيجابي البناء في مقابل الإقدام المتعجل الهدام.
من بين أكبر وأهم التحديات التي تنتظر الإخوة هو السعي الحثيث نحو نشر المنهج واستغلال هذه الظروف والهوامش المتاحة لتأسيس البنيات التحتية وبناء النفوس المؤمنة لتكون هي الرصيد الجوهري والأساس للعمل والتوسع المستقبلي، ولا بأس من وجود بعض التشنج وبعض المخاض فهو نافع جداً في مرحلة التكوين، حتى لو اضطر الإخوة إلى خلقه من وقت لآخر لأنه يشكل البيئة المناسبة والمثلى لعملية التكوين والتربية المطلوبة.
فلا تنسوا أنكم تريدون تكوين جيل من المربين والمضحين والبناءين للنفوس والجنود المؤمنة، وهذا لا يتأتى لرجال تنقصهم صفات الربانية إلى جانب الصبر على المحن والشهوات علىمختلف أنواعها.
نريد منكم أن تكونوا قادة ومربين وموجهين وجنوداً في نفس الوقت، لقد مضى عهد العمل الترقيعي الأعرج الذي يعتمد على القائد فقط، بحيث يكون هذا الأخير هو الجماعة كلها حتى إذا فُقد تجمد العمل وتشتتت الجماعة وبقي الأعضاء مشردين كالأيتام وربما تعرضوا للفتنة وانقلبوا على أعقابهم. فهذه المنهجية في العمل لن تقود إلى التمكين ولن تؤهلكم لكي تكونوا أئمة تهدون بأمر الله، فالواقع أصبح اليوم من التعقيد بحيث يتطلب جنوداً من نوع خاص يتمكنون من إطفاء كل نيران الفتنة التي يشعلها أعداؤنا بيننا وبين شعوبنا ونسف كل الشبهات المطروحة حول المنهج بغية تشويهه وصرف الناس عنه، وقادرين على بناء عمل دعوي وجهادي مستقل حتى لو كانوا بعيداً عن القيادة الفعلية للجماعة ، بالرجال فقط دون الحاجة إلى العتاد، لأن الرجال بإمكانهم أن يوفروا كل ما يلزم لإنجاح كل عمل يقوم في سبيل الله.
لا نريد أن تتكرر الكبوات وتكثر فتصير هي الأصل في العمل بينما تحقيق التقدم وتثبيت المنهج يكون هو الاستثناء، أمامنا تجارب عديدة ونماذج فريدة لابد أن نستفيد منها ونكمل ما تبقى من البناء لأننا نؤمن بالتكامل ونرضى بالتعاون والتنسيق مع كل إخواننا ونقبل نقل تجاربهم إلى أرضنا، ونحن نعتبر إخواننا في المنهج جزء لا يتجزأ منا ومشروعهم هو مشروعنا وكل جهودهم لابد أنها ستصب في خدمة مشروعنا في الداخل، فنحن كتلة واحدة وإن تعددت الأذرع والفروع.
وليكن لنا في أعدائنا قدوة في هذا المجال، وانظروا كيف تتكاثف جهودهم وتجتمع آراؤهم وتتوحد قواتهم من أجل محاربتنا وحصارنا ، ويتبادلون الخبرات والتجارب في السر والعلن ويتناسون أو يغضون الطرف عن خلافاتهم بينما نبقى نحن مشتتون ويعمل كل واحد منا على حدة في جبهته فيكون في ذلك تشتيت للجهود وتكون الجماعة عرضة للهزيمة.
إنزلوا إلى المجتمع وتقربوا من الناس وانغمسوا بينهم وعيشوا مشاكلهم وهمومهم لتكسبوا ثقتهم فتضمنوا سماعهم لخطاباتكم ومن ثم انضمامهم إلى صفوفكم لتحمل جزء من مسئولياتهم اتجاه نصرة دينهم.
هذا هو رصيدكم الحقيقي الذي ينبغي الاعتماد عليه – بعد معية الله عز وجل وتوفيقه -، فالناس قد ملوا من الخطابات المنافقة الجوفاء، التي ليس لها أي صدى وتأثير في الواقع، لقد يئسوا من هذه الأحزاب المتلونة كالحرباء، ومن هذه الجماعات التي لبست لبوس الدين،كل يوم مع منهج ودين ومبدأ مخالف يتلون حسب المحيط والظروف القائمة، في حين أنكم تتميزون بالمفاصلة عن الواقع الفاسد وكل مؤسساته الفاسدة ثم الثبات المتواصل على هذه المفاصلة مهما طرأ من أمر.
لا تكونوا مثل هؤلاء ” السلفيين” ، ملأوا الدنيا كلاماً وشعارات وخطباً حول الكفر بالطاغوت والقوانين الوضعية ثم الكفر بالديموقراطية كوسيلة لبلوغ الحكم، ثم حينما طرأت على الساحة المصرية بعض التغييرات على مستوى رؤوس النظام وليس النظام نفسه، سارعوا إلى المشاركة في اللعبة السياسية تحت قبة شرعية المجلس العسكري، ثم أعطوا ولاءهم لهذا المجلس المرتد بحجة الحفاظ على المصالح الوطنية وأن هذا الجيش هو حامي حمى الدين والوطن، وبعد ذلك أحلوا الديموقراطية كوسيلة شرعية للوصول إلى الحكم، ولبَّس عليهم الشيطان وأعمى أبصارهم حينما توهموا أنهم بالوصول إلى مجلس الشعب سوف يقومون بكتابة دستور إسلامي، ثم بعدما أوقعهم في هذا الشرك والفخ ، زادوا من انبطاحهم وتنازلاتهم فاختاروا لجنة من الجاهلين والعلمانيين والقوميين والمتأسلمين لكي يقوموا بمهمة تدوين الدستور، وهذه كانت طامة الطوام ومصيبة المصيبات، وهنا الدليل القاطع على أن من سلك طريقاً غير سبيل المؤمنين لتحكيم شرع الله عز وجل فإنه سينتهي به المطاف أن يكون ألعوبة بأيدي الطواغيت وأضحوكة السفهاء ، ويكون الشيطان بذلك قد صدق عليهم ظنه ولات حين مندم، وأعظم من هذا وذاك سيكون هؤلاء من الذين سقطوا في كفر التشريع من دون الله تعالى وهو الزيادة في الكفر بعد أن رضوا بالحكم بغير ما أنزل الله، فجعلوا الشعب هو المشرع من دون الله عز وجل وصار بذلك رباً وإلهاً برضاهم.
إياكم والإغترار بالسلطة الملوثة والركض وراء المكاسب السياسية دون تقديم التضحيات المطلوبة لذلك، فإن نصر الله وتمكينه لا يؤتى لمن بدل دين الله أو أطاع أعداء الله أو حتى مجرد تنازل عن جزء من دينه، فطريق النصر دونه الدماء والأشلاء والجراح والآهات والتشريد والمطاردات، ليس هناك طريق غيرها، فهي صراط الله المستقيم وغيرها سبل الشيطان فلا يغرنكم كثرة سالكيها (أي هذه السبل) كما لا ينبغي أن يثبطكم قلة سالكيه (أي الصراط)، ومن هنا ينبغي عليكم أن تعدوا العدة اللازمة والمطلوبة لسلك هذا الطريق، فلكل سفر زاده، ولكل معركة عدتها، ولكل حرب رجالها وجنودها، فاجمعوا بين السيف القلم، وبين العقل والحلم، وبين الصبر والشجاعة، وبين التضحية والعزة.
اعتبروا ” محمد مرسي” كأنه واحد من عامة الشعب الذين غلَّبوا واتخذوا الوطنية البغيضة ديناً، وتعاملوا معه على أنه رئيس دولة جاء بديلاً عن اللامبارك المجرم، في خضم أحداث الثورة ، حيث تجَمَّع القوم وفكروا وقدروا وأجمعوا على جعل ” محمد مرسي” رئيساً للبلاد لأنه الشخص الأنسب للمرحلة، ولأن جماعة ” الإخوان المسلمون” هم من يمتلك المؤهلات والميزات التي تجمع بين الوطنية وشعارات إسلامية وبين الديموقراطية لكي يتترس بهم المجتمع الدولي في مواجهة المد الجهادي القادم، وفي الوقت ذاته يكسب به ولاء الشعب ويُخمد به شرارات الثورة التي لا تزال متوقدة والتي يخافون أن تنتقل إلى بقية شعوب المنطقة (منطقة الخليج) لتحرقها وتحرق معها مصالحهم ومشاريعهم البعيدة المدى، وعلى رأسها أمن اليهود واستقرارهم. عليكم أن تستغلوا هوامش الحركية الممنوحة لكم في الساحة إلى حين امتلاك القوة والشوكة التي تمكنكم من بدء بسط نفوذكم ونشر منهجكم، وليس من الحكمة بمكان أن تستعجلوا المعركة مع خصومكم ما لم يكتمل بنيانكم التنظيمي وتضمنوا تعاطف عدد لا بأس به من جماهير الأمة.
تعاملوا مع هذه التجمعات والأحزاب المحسوبة على الإسلام كأنها أحزاب سياسية، ما دامت لم تلتزم بتعاليم الإسلام الحقيقية في تعاملاتها واحكموا في هذه المرحلة على الأقوال والفعال ولا تحكموا على الأعيان لأن ذلك لن يفيدكم في شيء، لأن بيان المنهج وكشف عواره وفساده هو المطلوب حتى لا تدخلوا في متاهات وتبتعدوا عن الغايات العظمى لدعوتكم وجهادكم.
هناك الكثير من المخدوعين والمغفلين في صفوف هؤلاء بحاجة إلى حكمتكم وصبركم واستقامتكم لكي تهدوهم إلى سواء السبيل، فركزوا جهودكم عليهم واعتبروهم جزءاً من وسائل النصر والتمكين لهذا الدين، فأنتم دعاة وهداة قبل كل شيء، ومن حق هؤلاء عليكم أن تخرجوهم مما هم فيه من تيه وضياع وبدعة وضلال.
إن أعداءكم ينتظرون منكم أن تدخلوا في صدامات مع خصومكم قبل الأوان، فكونوا أذكى منه وأكثر فطنة ، وبينوا للناس حقيقة المنهج وما غاب عنهم من أصول الدين وأسسه في مسائل الإيمان والكفر ومسائل الحاكمية ومسائل الولاء والبراء ليكتشفوا بأنفسهم حقائق الرجال ومدى بعدهم أو قربهم من المنهج الحق.
نصائح لأنصار الجهاد
أنتم جزء من هذا الصراع القائم ولستم بمنأى عما يحدث في مصر أو غيرها من البلدان التي سيطرت فيها الديموقراطية على زمام الأمر، فأنتم تتابعون الأوضاع هناك أولاً بأول ويحس الواحد منكم كأنه يعيش في قلب الحدث، وهذا من فضل الله على هذه الأمة التي جعلها كالجسد الواحد، ويحمل المسلم هموم إخوانه مهما أبعدتهم الحدود المصطنعة عنه، لكنه يعتبر نفسه جندي للدفاع عن الدين وعن أعراض إخوانه وأخواته في كل مكان. من هذا المنطلق يتحرك المؤمن ويتابع الأحداث ويعلق عليها ويشارك في صنعها ويبحث عن الحلول المناسبة لكي يتقدم المنهج الصحيح ويحقق انتصارات في نهاية المطاف.
اعلموا أيها الأفاضل أن ما ترونه من بنيان ومكاسب لهؤلاء الإسلاميين الجدد إنما هو سراب سرعان ما يسقط على رؤوس أصحابه لأنه بني على باطل وأساسه هش وأهون من بيت العنكبوت، فلا تغتروا بما نالوا ولا تأسوا على ما فاتكم من نصر مزيف ملغوم، فالعاقبة تكون لمن رضي بالله رباً واتبع دينه وهدي نبيه، فلا تستعجلوا قطف الثمرة قبل أوانها، ولم تخسروا شيئاً ما لم تخسروا عقيدتكم وثباتكم عليها، فإن الله تعالى يدَّخر لكم كنوزه من النصر والتمكين والأتباع للوقت المناسب فأيقنوا واصبروا وصابروا وأعدوا ما يلزم من أوقاتكم وأموالكم وأنفسكم.
أنتم اليوم أمام جموع من أنصار الباطل وأتباع الهوى، وكلهم مجمعون في صعيد واحد يزين لهم الشيطان أعمالهم وما جنوه من مكتسبات، فيحسبون أنفسهم على شيء وهم أبعد الخلق عن الحق، وأقربهم إلى الباطل.
كونوا أنصار الله بالانتصار على أنفسهم وإخضاع أهوائكم للحق الذي جاءكم به نبيكم، فما لم تنتصروا على حظوظ أنفسكم فلن تنصروا حقاً ولن تهدموا باطلاً، واعلموا أن النصر والتمكين ما هو إلا ثمرة هذا الجهاد العظيم الذي لابد من خوضه قبل خوض غمار المعارك بالخيل والعتاد.
دور الأنصار والمجاهدين


في اعتقادي أن أسهل طريقة وأفضلها لكشف عوار هؤلاء المنحرفين هو مواصلة الثبات على الحق ونشر منهج المجاهدين الأخيار، وتبني قضايا الأمة الكبيرة والمصيرية قولاً وعملاً، والانغماس وسط الشعوب المسلمة والوقوف إلى جانب المستضعفين في السراء والضراء قبل أن نطلب منهم أن يكونوا تبعاً لنا وأنصاراً لهذا الدين، فالمنهج الصحيح يدخل إلى قلوب الناس انطلاقاً من أعمال أصحابه وتضحياتهم وثباتهم عليه،ولا يحتاج صاحب الحق إلى كثير كلام لكي يُقنع الناس بأنه على الحق، فيكفي أن يكون هو صادقاً مع ربه ومع المنهج الذي يحمله، وحينئذ سترى كرامة الله وهدايته لمن حولك من حيث لا تحتسب، وستجد أنصاراً وجنوداً لم تكن تنتظرهم يعملون في السر والعلن لنصرة هذا الدين ويكفرون بالطاغوت وبأعوانه وفي طليعتهم هذا الطابور من علماء السوء وطوائف البدعة ومنها هؤلاء الإسلاميون الجدد أتباع دين الديموقراطية.
وفي الوقت ذاته ينبغي على المجاهدين وأنصارهم أن يكثفوا من نشر سير علمائنا الصادقين الصادعين بالحق ونشر علمهم بين الناس، والتسلح بالعلم الشرعي والمسارعة إلى تكوين علمائهم وطلبة العلم الجامعين بين العلم والجهاد والحرص عليهم ليسدوا الثغرات الموجودة لدى الناس في هذا المجال.
وهناك فئات من أهل العلم (علماء وطلبة علم) يمكننا اعتبارهم فئات وسط، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، بمعنى أنهم ليسوا مؤيدين للمنهج الجهادي مطلقاً ولا أنصاراً للطواغيت وهم كثر، ينبغي التركيز عليهم ومحاولة استقطابهم وكسب تعاطفهم وذلك بأن نوصل إليهم أخبار المجاهدين في الثغور وأبحاثهم الشرعية ونشراتهم السياسية التي تتبنى قضايا الأمة وتوجه الناس لنصرة الدين والتضحية في سبيله. 

الغاية هو أن نوصل حقيقة المجاهدين للناس جميعاً ليقفوا إلى جانب الحق ويفرقوا بين من ينصر الحق ومن يخذله، هذا واجب وفرض عين على كل مسلم لأنه داخل في قوله تعالى ﴿ وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوانفهذا أمر رباني بأن نقف إلى جانب الحق وأهله وننصرهم بما نستطيع، ومن صور نصرة المجاهدين أن ننشر أخبارهم وأعمالهم التي يخدمون بها دين الله ويدافعون بها عن العباد من أجل إخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة ربهم الأحد.
وأما وسائل إيصال هذا الحق للناس ومنهم العلماء، خاصة العلماء الذين نتوخى فيهم الخير وننتظر منهم مواقف تتلاءم والعلم الذي يحملونه، أقول بأن هذه الوسائل تختلف من محيط لآخر ومن بيئة لأخرى، فأهل البلد أدرى بما يتناسب مع بيئتهم وظروفهم الأمنية والاجتماعية. ومن بينها استغلال الشبكة العنكبوتية بما فيها من منابر طيبة نوصل من خلالها ما نريد من أخبار وحقائق عن هؤلاء المجاهدين وعن جهادهم ضد أعداء الدين.
أما في المناطق التي يتعذر على أهلها استعمال الشبكة فالمطلوب أن نوصل مطبوعات وتسجيلات المجاهدين إلى هؤلاء العلماء – بطرق مباشرة أو غير مباشرة- لأسباب أمنية لا تخفى على كل عاقل،وعدم الاندفاع بالعاطفة الجياشة حتى لا يصبح الإخوة أوراقاً محروقة فتتوقف بسببهم أعمال خير كثيرة.، فلا تنسوا أيها الأحبة أنكم تعيشون وسط ألغام وكمائن تترقبكم وتترصد تحركاتكم وتنتظر منكم أدنى غفلة وتفريط لكي تحصدكم.
هناك الكثير ممن يُحسبون على العلم ويعتبرون أنفسهم أو يعتبرهم الناس علماء أو طلبة علم ، لهم موقف وسط، بحيث لا ينصرون باطلاً ولا ينصرون حقاً، خوفاً من الطواغيت وهم لا يدخلون في صفوف هذه الأنظمة المرتدة المحاربة لله ولرسوله وقد تراهم في بعض التجمعات الخاصة يعلنون عداءهم لهذه الأنظمة وتعاطفهم مع المجاهدين إجمالاً، ولكن في نفس الوقت تراهم ينقدون بعض مواقف المجاهدين الناتجة عن الصورة السيئة التي يحملونها عن هؤلاء، وهذا لعمري تناقض كبير وغريب، بحيث يتعذر على أصحاب العقول فهم هذه الظاهرة الفريدة والعجيبة لدى هؤلاء، ولكنها موجودة ومستشرية في أوساط هذه الأصناف من أهل العلم.
أما بخصوص أسباب هذه الظاهرة ففي اعتقادي تتلخص في جهل هؤلاء بواقع المجاهدين وحقيقتهم وهذا راجع إلى وجود العديد من الشبهات الرائجة والمنتشرة على ألْسِنة خصوم المجاهدين، سواء من قبل علماء السوء المؤيدين للحكومات المرتدة أو من قبل الجماعات البدعية التي تعادي التوجه الجهادي مبدئياً مثل أدعياء السلفية أو الفرق الصوفية أو الروافض وأذيالهم في بلداننا أو من طرف بعض الكتاب الإسلاميين/ العلمانيين الذين يسمون بالمتنورين الجدد أو من قبل الإسلاميين/ الديموقراطيين – وما أكثرهم هذه الأيام – وغيرهم من الفرق الضالة المعادية للتوجه الجهادي بشكل عام.
وكرد فعل على هذا التوجه، يجدر بأنصار الجهاد من الكتاب والعلماء وطلبة العلم أن يشحذوا الهمم لدحض هذه الشبهات بالحجة والبيان ويواصلوا نشر المنهج الجهادي في أوساط الناس بثباتهم وصدقهم وتضحياتهم لكي ينسفوا هذه الشبهات ويهدموا هذه السدود ويتخطوا هذه العقبات ويصلوا إلى قلوب الناس وعلى رأسهم هذه الفئات التي تُحسب على العلم والتي ينبغي استهدافها لتصبح من جنود الحق بدلاً من معاداتها فتصير جنوداً للباطل أو تخذل الحق في أضعف الحالات.
وبعد،
فإن ما تحقق من مكاسب بعد ما يسمى بالثورات العربية لا يمكن إهماله بل المطلوب استغلاله في خدمة الدين ونشر المنهج الحق في ظل ما توفر من هوامش للحركة بالبيان والعمل، ولا ينبغي أن يكون سبباً في تشتيت صف الإخوة الساعين إلى التغيير وفق المنهج الإسلامي الصحيح { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.
قد تختلف وجهات النظر والرؤى والاجتهادات حول هذه المسألة ولكن أبداً لا ينبغي أن تكون سبباً في التنافر والتناحر وخلق أجواء من الشحناء فيما بيننا، سواء بالنسبة للإخوة في داخل مصر أو خارجها ، وأنا اعتبر أن من بالخارج يقع على عاتقهم قسط وافر من