الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أولاً : معلومٌ أننا نُحاكم ونُحكم من قِبَل محاكم عسكرية حتى ولو كانت قضايا بعضنا فكرية محضة وهذه المحاكم في جيبة المخابرات كما قال لي محقق مسؤول في دائرة المخابرات وقال أنه يقدر أن يحكمني بالحكم الذي يريد .. أقول : رغم هذا فمن يُحال إلى محكمتهم العسكرية يُتَعمَّد إطالة فترة محاكمته فمعنا قضايا لا يزال أصحابها موقوفين منذ أكثر من ثمانية سنوات ولهم منذ أكثر من سنة لم يجلسوا جلسة واحدة كما أن زيارة المحامين تابعة لرغبة المخابرات تمنع من تشاء وقد مُنِعَ عني المحامي منذ أن نُقلت إلى هذا المركز وبالإمكان مراجعته والتأكد منه وأُذَكِّر بأنه قد تم توقيفي من قبل في دائرة المخابرات لثلاث سنوات متتالية من غير قضية ولا محاكمة ولم يُسمح لي بأي محامي بالوصول إلي والمنظمات الحقوقية ومنها المركز الوطني يعرفون ذلك وقبل أيام قالت المخابرات لأحد أصحابي أنهم سيُبْقوني هكذا لا حيا ولا ميتا لا أكاد أنتهي من قضية حتى يُلَفقوا لي قضية جديدة فهم حتى قوانينهم التي يُحاكموننا على مخالفتها لا يحترموها ويعترفون بتلفيق القضايا إلينا ..
ثانيا : كل من يُحكم من خلال المخابرات بواسطة محاكمهم العسكرية لا تنتهي عقوبته بالحكم الذي تُصْدِرُه محكمة أمن الدولة عليه بتنسيب من المخابرات كما صَرَّحَ لي محقق بل يبقى مُلاحقا بأنواع من العقوبات طوال فترة مكوثه في السجن محاربةً لدينه وعقيدته وفكره فيُعاني من الحصار الثقافي والإجتماعي والحقوقي والصحي إضافة إلى الحصار الجسدي فيُحرم من حقوق من أدنى حقوق الإنسان التي يتمتع بها أعتى المجرمين في هذه السجون فيُعاني من التمييز في مجال الزيارات والإتصالات والكتب والتشميس والدراسة والمحامين بل وحتى الطعام والعلاج وغير ذلك .. فجميع السجناء هنا يُسمح لهم بزيارة الأصدقاء بينما نحن نُمنع من ذلك بل نُمنع حتى من زيارة الأقارب الذين ليسوا من الدرجة الأولى ..
جميع السجناء مهما كانت جرائمهم وخطورتها يُسمح لهم بالإتصال بكل من يشاؤون من الأصدقاء وغيرهم بينما نحن لا يُسمح لنا إلا بالإتصال بأرقام محددة من أقاربنا وبشرط أن يُرفع الرقم قبل ذلك إلى إدارة السجون والمخابرات طبعاً حتى لو كان رقم والدتك أو والدك أو ولدك وربما تنتظر أشهر للموافقة عليه ثم يأتي الرد بالرفض كما جرى معي في رقم هاتف والدتي ..
يُسمح لجميع السجناء بمختلف قضاياهم وجرائمهم بالتشميس والرياضة في ملاعب السجن ونحن نُمنع من ذلك وَتُحَدَّدُ لنا ساعات قليلة في الساحة الداخلية الضيقة للمهجع فقط ..
ويُسمح لجميع السجناء بزيارة مكتبة السجن ونحن نُمنع من ذلك بل حتى الطعام والمشتريات يُسمح لجميع السجناء الشراء من دكان السجن ونحن نُمنع من إرسال مندوب ليشتري لنا حاجاتنا بل نُعطى قائمة محددة ونحن في غرفتنا نختار منها أشياء يُوافَق على بعضها ويُمنع كثير منها وقبل أيام منعوا عنا التمر والتفاح وبعض الفواكه التي كنا نشتريها على حسابنا بحجة أن بعض السجناء يُخَمِّرون التمر وهذه حُجَّة سخيفة منهم يعرفون أننا لا نفعل مثل هذا وليس فينا حتى من يُدَخِّن فضلا عن من يصنع خمرا ولكنه التضييق المُمَنْهَج ثم أي حُجَّةٍ أسخف من هذه فقوانينهم تُرَخِّص لبيع الخمور وَتُبِيحُ شِرَائَهَا وأسواقهم ممتلئة منها ..
والعلاج يُصرف لجميع السجناء ونحن يُصرف لنا بالحبة ولا نُعطى علاجاتنا عند اللزوم رغم حاجتنا لها وأحيانا تُمنع بعض العلاجات من طرف الإدارة رغم كتابة الدكتور لها وأُمَثِّل بركبتي التي هَشَّمَهَا ابن وزير الداخلية الحالي الذي يُتْحِفُنا بين الآونة والأخرى بالكلام عن حقوق الإنسان وافتتاح مراكز حقوقية في المحافظات ابنه ضابط للمخابرات واسمه غيث هَشَّمَ رُكبتي بعقب مسدسه عند اعتقالي ولإصراره على نقلي في صندوق سيارته إلى المخابرات وقد كتب دكتور السجن رباطا طبيا لركبتي ورفضت الإدارة السماح للعيادة بصرفه لي فطلبتُ من أهلي إحضار رباط طبي فرفضت الإدارة استلامه … يعني لا يريدون علاجنا ولا يسمحوا لأهلنا بعلاجنا .. وكذلك يُمنع تحويلنا إلى العيادات الخارجية كعيادة العيون ونحوها إلا نادرا جدا فيتولى طبيب السجن العام التدرب علينا في غير تخصصه فأحد إخواننا جَرَّبَ على عينه دكتور السجن عددا من المراهم والقطرات فالتهبت عينه عليه وأنا طلبتُ تحويلي إلى المستشفى لتصوير ركبتي وظهري منذ ستة شهور ويرفضون ذلك وأُعطى دهون ومُسَكِّنات وحتى الرباط الذي يكتبه الدكتور يُمنع عني يعني عملية قتل بطيء أو تعمد إحداث إعاقات لنا قبل الخروج من السجن ولا يُمكن تفسير هذه الممارسات إلا بذلك ..
هناك تفتيش دوري للغرفة لا تُراعى فيه حرمة الكتب وحصل في أحد التفتيشات أن خُلِطت المصاحف مع الكتب مع الأغراض الأخرى وهذا أمر حصل معنا مرة واحدة حتى الآن ونَبَّهْنَا عليه الإدارة وحذَّرناها منه وقيل لنا أنه غير مُتَعَمَّد وليس بمقصود فإذا تكرر ذلك فليتوقعوا منا غير المُتَوَقَّع لأننا محبوسين لأجل ديننا وقرآننا ولن نعطي الدَّنِيَّةَ في ديننا ..
تُمارس تجاهنا عزلة ثقافية فإضافة إلى منعنا من زيارة مكتبة السجن التي يُسمح بزيارتها لجميع السجناء فكذلك أيضا إدخال الكتب من قِبَل أهلنا عملية معقدة وبطيئة جدا حتى الكتب التي تأتي فيها موافقات من قِبَل إدارة السجون بعد طول انتظار يُماطلوا بتسليمها لنا وتُؤخَّر ..
والصحف المسموح بها هي الرأي والدستور فقط ومع ذلك تُمنع أحيانا عنا وتُؤخَّر حتى المساء ..
يُسمح لأي سجين بالدراسة وتفاخر إدارة السجون بِتَخَرُّج سجناء من مراكزها من مراحل دراسية مختلفة أما نحن فلا يُسمح لمن يرغب منا بذلك تحت أي ظرف ..
التلفزيون يُثَبَّت لنا على محطات دينية ومحدودة لعزلنا عن أحداث العالم ولا يُسمح لنا بمتابعة النشرات الإخبارية التي تُسمح للسجناء الآخرين باستثناء أخبار عمان بينما سجون اليهود يُسمح للأسرى بأجهزة الراديو والمحطات الفضائية والإخبارية ..
يُسمح لجميع السجناء بالزيارة على أية كابينة من كبائن الزيارة فيختار الأوضح صوتا والأنظف زجاجا ونحن محدد لنا خمس كبائن فقط زجاجها مغبش والصوت فيها منخفض جدا بسبب التجسس على زياراتنا ولا يُسمح لنا باختيار كابينة أوضح صوتا أو صورة مما يضطرنا وزوارنا للصياح لسماع بعضنا وهذا غير مناسب أبدا خصوصا للنساء والإدارة ترفض إصلاح الكبائن أو مجرد تغيير الكبائن بكبائن أصلح مع أننا طالبنا بذلك مِرَاراً ..
لدينا في أماناتنا مُبَرِّد ماء وفلتر كان مسموح لنا في سجن سواقة ومنذ ست شهور ونحن نُطالب بتسليمه لنا أسوة بالنزلاء الآخرين الذين لديهم مُبَرِّد ماء وفلتر ويُسمح لهم بتعبئة الماء متى شاءوا لحرية حركتهم أما نحن فلا نتمكن من ذلك إلا نادرا لعدم السماح لنا بالخروج من الغرفة إلا بعد حضور الأمن الوقائي والضابط ولذلك نُمنع من الماء المفلتر الصحي والبارد ويضطر المتمكن منا ماديا من شرائه ..
وهكذا فالتمييز بيننا وبين عموم السجناء حاصل بكل شيء ولا غرر في ذلك فالذي يسرق أموال الأمة فلا بد أن يتلطف مع السارقين ويوسع عليهم بل ويعفو عنهم كما جرى في العفو العام الأخير الذي شمل السرقة والخيانة .. ومن يوالي الأمريكان فلا بد أن يُضَيِّق على من يجاهدهم ويستثني من العفو من يُعاديهم هذا هو الوضع الطبيعي ومن يعزل الشريعة عن الحكم فلا غرابة أن يعزل أنصارها ويُضَيِّق على طلابها ونحن نعلم أن التضييق علينا لإشغالنا بهذه الأمور سياسة تنتهجها المخابرات