الحمد لله معز المؤمنين ومذل الكفر والكافرين ، ثم الصلاة والسلام على قائد الغر المحجّلين محمد الهادي الأمين المبعوث بالسيف ليذيق الكافرين وبال كفرهم وغدرهم ومكرهم بالإسلام والمسلمين .. أما بعد ..
فهذا نداء إلى أهل اليمن .. نداء في هذه الأيام الحُبلى بالأحداث .. إنها أيام من أيام الله تعالى .. ها قد جائكم الصليبيون بقدّهم وقديدهم يقصفونكم بطائراتهم ويقودون قطيع غنم من بني جلدتكم إلى هاوية الردّة والكفر والعصيان ..
لقد اتفق السلف والخلف من فقهاء ومحدثين ومفسّرين وعٌبّاد وزُّهّاد من أصحاب المذاهب الأربعة والزيدية وسائر مذاهب المسلمين المعتبرة على مرّ العصور والأزمان من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا : بأن العدو الكافر إذا دخل بلاد الإسلام مُحارباً فإن الجهاد يكون فرض عين على المسلمين في البلاد المقصودة ، فرضُ لا يسعهم تركه كالصلاة والزكاة ، وهذا الحكم تجدونه في جميع كتب الفقه المعتبرة على مر العصور والأزمان ..
ها قد دخل الصليب بلاد اليمن في حادثة نادرة قلما تكرّرت على مرّ تأريخ هذه البلاد الطاهرة المسلمة ، ولعل آخر صليبي حاقد دخل اليمن بجيوشه كان أبرهة الحبشي .. لقد خدعكم الناس حين جاؤوا بنائب علي صالح الذي سرعان ما أظهر وجهه القبيح ، وأسلم اليمن الحرّة للأمريكان ، ونثر الدولارات الأمريكية على شيوخ القبائل اليمنية في محاولة لشراء الذمم !!
نقول لعبد الأمريكان المخذول : إن قبائل اليمن الشريفة الطاهرة الأبيّة المسلمة ليست للبيع ، وشباب اليمن الحُرّ الذي خرج في صنعاء وعدن وغيرها من محافظات اليمن بصدره العاري لإسقاط سيّدك الخبيث علي صالح ليس للبيع .. إنها اليمن يا مخذول ، إنها الأرض التي باركها الله ببركة دعاء نبيّه صلى الله عليه وسلم ، “اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا … اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا …” (الترمذي وقال : حديث حسن غريب ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب) ، ولا والله تجتمع بركة دعاء نبيّ الله تعالى وجنود الصليب وأعوانهم في مكان واحد ..
الله الله يا شيوخ القبائل : هذه أيام تٌكتبُ فيها الأعمال .. هذه أيام مواقف يعلوا فيها من يعلوا ويسفل فيها من يسفل ، فلا تخذلوا المسلمين ولا تُلحقوا العار بقبائلكم التي ضربت في التأريخ جذوراً سقتها دماء الرجال .. إنها أيام يعزّ فيها العزيز ، ويذلّ فيها الذليل ، ويُعرف فيها الرجال ، وتنكشف الأستار عن أنصاف الرجال ، فمن باع قبيلته بثمن بخس فقد ألحق العار بنفسه وبقبيلته ، ولا والله لن تكون الغلبة إلا للمجاهدين ، جاء ذلك على لسان نبي الله موسى عليه السلام إذ {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف : 128) ، فمن استعان بالدولارات الأمريكية وبالحكومة العميلة فهو الخائب الخاسر ، ومن صبر واحتسب واستعان بالله تعالى فهو وارث الأرض : قضاء من الله في كلامه المنزّل لا معقّب لكلماته ولا رادّ لقضائه عزّ وجلّ ..
لقد غاظ الكفار أن يروا شريعة الله تطبّق في أرضه ، وانقلبت الدنيا على الصليبيين واليهود أن رأوا ثلّة من أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم يحملون السلاح ليقيموا حدود الله في دولة مسلمة ، فاجتمع الأوروبيون والأمريكان وعملائهم من العرب على هؤلاء الرجال ليمنعوا حدود الله أن تقام ، وشرعهُ أن يَحكُم ، ودينه أن يَعلوا ، فأتوا بطائراتهم وصواريخهم ودباباتهم وجنودهم ناصرين لإبليس اللعين ، محاربين لدين رب العالمين ، والله غالب على أمره {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} (آل عمران : 21-22) ..
يا أهل اليمن ويا رجالها :
إن فضلكم ليس بمال ولا بأرض ولا بقبيلة ولا بحزب سياسي أو مذهب بدعي ، بل فضلكم أعظم من ذلك وأكبر ، فقد جاء على لسان نبيّكم محمد صلى الله عليه وسلم :
“أتاكم أهل اليمن هم أرقّ أفئدة وألين قلوباً ، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة” (متفق عليه) ، فمن أراد أن يصيبه حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويكون من أهل الحكمة ورقّة الفؤاد ولين القلب فليختر لنفسه اليوم راية يشرف بها ويلحق بها فوج المسلمين الذين يرِدون حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحساب ..
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الإيمان يمانٍ ، وهم مني وإليّ ، وإنْ بعد منهم المربع ، ويوشك أن يأتوكم أنصاراً وأعواناً ، فآمركم بهم خيراً ” (قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه الطبراني وإسناده حسن) ، فأهل الإيمان في اليمن هم وصيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعند البزّار “عن عثمان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” الإيمان يمان [وردء] الإيمان في قحطان ، والقسوة في ولد عدنان ، حمير رأس العرب ونابها ، ومذحج هامتها وعصمتها ، والأزد كاهلها وجمجمتها ، وهمدان غاربها وذروتها ، اللهم أعز الأنصار الذين أقام الله الدين بهم الذين آووني ونصروني وجموني وهم أصحابي في الدنيا وشيعتي في الآخرة وأول من يدخل الجنة من أمتي” (قال الهيثمي في مجمع الزوائد : إسناده حسن) . فأي شرف أن يذكركم النبي صلى الله عليه وسلم بأسماء قبائلكم ، وأي رفعة أن يجعل كل هذا الفضل فيكم ، فكونوا أنصار الله وشيعة نبيّه في الآخرة كما كان أجدادكم (الأوس والخزرج) أنصاراً لله ، وانصروا دين الله وحاربوا الراية الصليبية التي أتى تحتها المنافقون والمرتدون يقتلون المسلمين في لودر وعدن وسائر اليمن ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يخرج من عدن أبين إثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم” (أخرجه أحمد وصحح إسناده أحمد شاكر في المسند 5\33 والألباني في السلسلة الصحيحة 2782) ، فيا لله ما أعظم هذا الشرف الذي يغبطكم عليه المسلمون في سائر الأرض ، ولله درّ جيش “عدن أبين” ، نسأل الله أن يرينا هذا الجيش وأن نكون تحت رايته ، وأن لا نخذله في بداياته ..
إن أكثر الأحاديث الواردة في فضل أهل اليمن إنما وردت في باب النصرة لدين الله تعالى ، فالأوس والخزرج أوّل القبائل نُصرة لدين الله ، فهم الأنصار إذا أُطلق الإسم ، وهم شيعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة و”آية الإيمان حب الأنصار وآية المنافق بغض الأنصار” (البخاري ومسلم) ، والنبيّ صلى الله عليه وسلم قال “إنهم منّي وأنا منهم” (أحمد والطبراني وإسنادهما حسن) ، وليس لمن اختار نصرة أهل الكفر على أهل الإيمان نصيب من هذه الأحاديث ، فالفضل لمن نصر دين الله وبذل نفسه وماله في سبيل تطبيق شريعته ، و”من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله” (أحمد وصححه الألباني) ..
يا رجال اليمن :
جاء في سنن ابن ماجه من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري في علامات الساعة “ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا” (صححه الألباني) ، وفي رواية أن النار تخرج من “حضرموت” .. لا شك أن النار تخرج من اليمن ، ولا شك أنها تحشر الناس إلى أرض المحشر ، ونحن نهيب برجال يمن الإيمان أن يهبّوا في وجه الصليبيين ويكونوا لهم ناراً – قبل تلك النار – وأن يقتلوهم شر قتلة ، ويعجّلوا بهم إلى جهنّم : هم ومن وقف تحت رايتهم الكفرية من أبناء الأسود العنسي ومسيلمة الكذاب النجدي ..
اللهم انصر الإسلام بأهل اليمن كما نصرته بهم في مدينة رسولك صلى الله عليه وسلم .. اللهم اجعل جندك المؤمنين في اليمن اليوم نواة لجيش عدن أبين المنصور .. اللهم أرنا في رجالات اليمن : الإيمان والحكمة ، فلا يكونوا إلا تحت راية “لا إله إلا الله” يفتكون بها أجساد عُبّاد الصليب ومَن والاهم .. اللهم اهد شباب اليمن للحق ، واجعل الحق على لسانهم وفِعالهم وأرنا في أعدائك في اليمن عجائب قدرتك .. اللهم كن للمسلمين في اليمن ولا تكن عليهم .. اللهم إنهم أحبّاء نبيّك وشيعته وناصري دينك فكن لهم ناصراً ومُعينا .. اللهم عليك بعرق الأسود العنسي الخبيث : اللهم استأصل شأفته ، وطهّر بلاد اليمن منه .. اللهم دمّر الصليبيين في اليمن . اللهم دمّر الرافضة في اليمن .. اللهم دمّر المنافقين والمرتدّين في اليمن .. اللهم اجعل اليمن قاصمة لظهر الكفر في الأرض كما كان أنصار رسولك صلى الله عليه وسلم .. اللهم اجعل أهل اليمن عدّة المسلمين ، وحماة الدين ، أُسدٌ على الكافرين ، سلماً للمؤمنين ، عوناً للمجاهدين ، ناراً تحرق الصليبيين وأعوانهم المرتدّين ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم ..
كتبه
حسين بن محمود
25 جمادى الآخرة 1433هـ
__________
To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]