For prior parts in this article series see: #7, #6, #5, #4, #3, #2, and #1.
—
احذر — أيها العامل لبناء هذه الدولة المباركة — أن يتسلّل الكِبْرُ إلى قلبك ..
فالكبر ليس مجرد احتقار الناس لسيارة فارهة تسلمتها أو منصبٍ رفيع نلته، بل أخطره ذلك الكبر المستتر الذي يختبئ في ثوب العمل الصالح؛
فتحتقر غيرك لأنك شاركت في الثورة،
وتستعظم أخطاءهم وتستصغر أخطاءك،
وترى النصيحة إذا جاءت ممن تظنّه دونك كأنها طعنٌ في مكانتك لا تذكيرٌ بعيبك،
وتستنكف عن أمورٍ كنت تراها عادية قبل النصر؛ كأن تترفّع عن سيارةٍ أو مكتبٍ أو مقرٍّ أو حتى سلاحٍ كان بالأمس زادك وعدّتك، بينما التواضع زينة المنتصرين، وخلُق الأتقياء إذا مكّنهم الله.
هذا كلّه من الكبر…
وقد قال النبي ﷺ: «الكبر: بطر الحق وغمط الناس»؛
فمن ردّ حقًا تكبّر، ومن احتقر خلقًا تعاظم، وإن لبس ثوب المجاهد أو العامل أو الباني.
وتذكّر — أيها المبارك — قوله ﷺ:
«لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذرّةٍ من كِبْر».
فطهّر قلبك؛ فإن الدول تُشيّدها الأيدي القوية، لكن الذي يحفظها ويزكّيها هو نقاء القلب، وتواضع الروح، وصدق النية؛ فبالتواضع يثبت النصر، وبالكبر تُهدم الدول قبل أن تُهدم الجدران
_______________
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]
