مهما قيل في الطالبان فالجواب قطعا: لا
طالبان لا تخجل ولا تستحي من إعلان أنها تسعى لإقامة إمارة إسلامية
كما يفعل غيرها ممن يتبرؤون من ذلك ؛ويطمئنون العالم بأنهم لا ينوون إقامة إمارة إسلامية ؛ولا فرض أحكام الشريعة؛ ظنا بأن الغرب سيرضى عنهم! وانظر أقاويلهم هنا > قادة حماس يُخَيّبون كلّ مَن حَامَىٰ عنهم
وطالبان تقيم الحدود فيما قدرت عليه من المناطق التي تحت سيطرتها
وغيرها يبرر له أتباعه بحجج عدم التمكين؛وهو على مخالفيه من المسلمين طاغوت يفرض عليهم ما يشاء من الأأحكام والقوانين! ويطارد ويقتل ويسجن ويصادر وينهب ويفعل ما يشاء!
ولو لم يكن بينهم وبين الطالبان إلا هذان الفرقان المهمان ؛والبونان الواسعان الشاسعان؛وهما الإصرار على إعلان الغاية والهدف ؛وتطبيق المقدور من الشريعة بصدق على أرض الواقع (الإمارة الإسلامية ؛وتحكيم الشريعة)
لكفى ذلك فرقا مبينا ؛وخزيا وعارا لكل من قارن جماعته المتخاذلة والمتلونة بالطالبان!
لست ممن يدافع عن أخطاء الطالبان ؛ولا أمتهن مهنة الترقيع لأحد؛ بل مهنتي التي أعتز بها هي الدعوة إلى التوحيد أولا ودائما؛ومناصحة كل من غبّش التوحيد وعراه الوثقى ؛أو شوّشه بتصريح أو سلوك؛ كائنا من كان
لذلك لم أستثنِ من مناصحاتي أحدا رأيت أنه احتاجها في وقت من الأوقات
فقديما ناصحت الطالبان حين طالبت بمقعد في الأمم المتحدة وناصحتهم في تسميتهم لمرسي الرئيس الشرعي
وناصحتهم في بعض بنود اتفاقية الدوحة (وانظر هنا مثالا قديما من مناصحاتي لهم قبل 12 سنة)
ولكن ما يُركّز عليه بعض الناس في هذه الأيام ؛وربما استعمله بعضهم في تكفير الطالبان كلما سمعوا اجتماعا لمندوبي الطالبان مع دولة من دول الجوار أو غيرها
فهذا أراه من ضيق الأفق
ما لم يكن عند المنتقد أو المتكلّم تفاصيل مخالفة للشرع في مخرجات هذه الحوارات؛لتُعطى كل مخالفة حجمها الحقيقي من الإنكار والتوصيف!
أما ذم مطلق الجلوس والحوار دون بيان تفاصيله المخالفة ؛فضلا عن جعل كل شيء من ذلك سببا من أسباب التكفير أو ناقضا من نواقض الإسلام ؛فهذا شأن المتسرعين و الغلاة!
ومعلوم عند جميع العقلاء أن كل مَن سيقيم دولة ؛فلا بد له من التواصل مع العالم القريب منه والبعيد.
ومبدأ التواصل لا حرج فيه؛ وقد فعله النبيﷺ لمصالح كثيرة ؛فحَيّد بعض الأعداء بمهادنات أواتفاقات أو عهود؛
ليتفرغ لأعدائه الأقرب أو الأخطر
وهذا من السياسة الشرعية التي لا يفقهها شرّ الرعاء؛ الذين هم حطمة لا أرضا قطعوا ؛ولا ظهرا أبقوا!
فلا يُعاب على الطالبان ولا غيرها مجرّد التواصل ؛وإنما الخوف والكلام في مخرجات هذا التواصل وما يتمخض عنه من تفاصيل!
ويعظّم البعض موضوع التواصل مع إيران لأنها الدولة الرافضية التي تُكفّر الصحابة؛ وتطعن في أعراض أمهات المؤمنين
ومعلوم أنه حين لا يقوى الإنسان على مواجهة عدو مهما كان خبثه؛ فله أن يؤجل مواجهته
وهل يظن المعترض بمثل هذا أنّ قريشا التي هادنها رسول الله ﷺ في صلح الحديبية؛ لم تكن تسبّه وتطعن في عرضه وعرض أصحابه!؟
هناك شيء لا يفقهه بعض المتعنتين يُسمى(سياسة شرعية نبوية) ولذلك تضيع دولتهم حين تقوم لهم دولة!
والمهم الذي نتابعه الآن ونتخوف منه ليس مُجرّد التواصل والجلوس مع أيّ كان؛وإنما هو تفاصيل هذا التواصل؛لنعرفه فننكر المنكر منه ؛ونضعه في نصابه وحجمه الحقيقي؛ ولا نُطَفّف أو نداهن!
وتواصل حماس الذليل مع إيران وحزبالة وبشار؛ قائم على مبدأ الشحدة؛ والاستجداء ولذلك ينتج عنه تمجيد الروافض وأئمة كفرهم ؛والترحّم على أكابر مجرميهم!
وتواصل الهيئة مع المخابرات التركية يتمثل بما ثبت عليها من تعاونها الأمني ضد مخالفيها بتسليمهم للنظام التركي ؛وتسليم اعترافاتهم وبصماتهم وملفات التحقيق كاملة وغير ذلك!
وهذا وذاك ليس كتواصل مَن يعتبر نفسه ندا لإيران أو غيرها ؛فاستحيوا مِن المقارنة على الأقل في المرحلة الحالية!
ولسنا ننزه كلّ تواصل بطبيعة الحال؛ولا نعصم أحدا؛إنما نتكلم عن هذه المرحلة تحديدا؛ولكل حادث حديث يناسبه.
وحين نرى الخطأ فلن نواصل الجدال عن كل تواصل!
وإنما ننكر الآن على مَن مَنَع من كل تواصل؛وشنّع عليه؛ بل جعله من نواقض الإسلام!
وكما قلنا فالعبرة بمخرجات التواصل؛ وما هي ؛وكيف هي ؛وما تفاصيلها وطبيعتها!
فحين تكون أُخوّة وتَوَلّيا ؛فلن تجد منا إلا الإنكار والتبرّى؛ سواء كان ذلك من الطالبان أم غيرها
والذي أقصده هنا ؛إبطال الإنكار الذي يتحمس له الشباب دون علم؛ على كل مَن تواصل مع كفار في زماننا ليُحيّدهم أو يهادنهم ؛أويفتح طريقا له؛ أويتفرغ لغيرهم؛أو ينال مكاسب سياسية بالاعتراف به كدولة ؛وغير ذلك من المصالح التي لا حرج من السعي إليها.. ولو قرأ هؤلاء المتشنّجون كتاب السير الكبير للشيباني؛ لعلموا أنّ إقامة الدول تحتاج لهذه الاجتهادات والمعاملات والتواصلات؛ وأنّها حين تكون منضبطة بالسياسة الشرعية النبوية فلا حرج فيها؛وحين تخرج عن ذلك إلى الركون أو الأخوّة أو التولي أوالمظاهرة على المسلمين؛ فلن تجد منا ترقيعا بحول الله؛بل لن تجد منا غير التبري والإنكار.
فلسنا هنا لنعطي أحدا صكوك غفران؛أو شيكات مفتوحة على بياض تشمل جميع التصرفات والتصريحات والأفعال!
فهذا ليس من شأن دعاة التوحيد بل هو شأن المرقعين والمطبلين
ومصلحة التوحيد عندنا أولا ودائما
________________
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]