الحمد لله وحده لا شريك له والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ولا وصي له .
أما بعد :
إن شعباً عظيماً بمستوى عظمة الشعب الفلسطيني لا بد له من قيادة عظيمة بمستوى تضحياته وثباته لتعزز لهذا الشعب ثقته بنفسه وتمسكه بقضيته ولتزيد من ثباته وصموده على الأرض .
إننا نرزح تحت وطأة المحتل منذ أكثر من قرن حين دخل الجنرال اللنمبي القدس واحتلها تمهيداً لتسليمها لأحفاد القردة والخنازير من الصهاينة وهذا الإحتلال المجرم لم يكن وليد اللحظة بل هو نتاج لعشرات السنين والمؤتمرات ومكر الليل والنهار ليتم تهيئة المنطقة برمتها سياسياً وجغرافياً وديمغرافياً لتستقبل جسداً غريباً عنها ليسكن ويستقر في قلبها النابض ومنارتها منذ أن فتحها عمر رضي الله عنه .
إنها البقعة التي تهوي إليها قلوب المليارات من البشر حول العالم لأنها مهد الرسالات السماوية وهي الأرض التي بارك الله فيها وبارك حولها .
ومن المعروف أن معظم الإمبراطوريات التي حكمت العالم احتلت القدس خاصة وبلاد الشام عامة فمن حكمها عبر التاريخ بسط سيطرته على الأرض .
لا أريد أن اطيل عليكم وسوف أدخل في صلب عنوان المقال .
ولكي نفاوض عدواً لا بد لنا من معرفة .
اولاً : أدواته .
ثانياً : إمكانياته البشرية والمادية والمعنوية .
ثالثاً : حلفاءه وأصدقاءه .
رابعاً : ما هي نقاط القوة ونقاط الضعف .
ثم بعد ذلك لا بد لي أن أقيم نفسي ومعرفة .
اولاً : من أنا .
ثانياً : ما هي غايتي .
ثالثاً : ما هي ادواتي .
رابعاً : ما هي إمكانياتي البشرية والمادية والمعنوية .
خامساً : ما هي نقاط القوة ونقاط الضعف لدي .
سادساً : من هم حلفائي واصدقائي ومن منهم سيقاتل معي في الصف الأول ومن منهم سيقول قلوبنا معكم والله يرعاكم .
سابعاً : لا بد لي أن أجلس في مخيلتي مكان عدوي وأقوم بوضع الخطط بناء على معرفتي بما سبق وكيف لي أن أحارب وأنتصر وأرغم عدوي على الرضوخ والإستسلام لشروطي أثناء المفاوضات .
ثم على أن أعود إلى مكاني واقوم بوضع رؤية وخطة أستثمر فيها نقاط ضعفي قبل نقاط قوتي ثم علي أن أتبع الآتي .
اولاً : تحييد ما أمكن من حلفاء عدوي وأصدقائه .
ثانياً : إبراز مظلوميتي للعالم وإن لم يستجب أحد .
ثالثاً : إستغلال الإعلام بطريقة محترفة وعدم ترك المجال لمن لا يجيدون إستخدامه فلا مجال للأخطاء وتأليب الآخرين .
رابعاً : رفع الروح المعنوية لدى جبهتي الداخلية ومن خلفي من شعوب الأمة والحلفاء .
خامساً : الصبر على الأذى إلى أبعد الحدود .
سادساً : ضرب ما أمكن من نقاط القوة عند عدوي .
سابعاً : هز ثقة شعب عدوي بقيادته .
ثامناً : تغيير الوفد المفاوض الذي يمثلني بعد كل ثلاث جلسات .
تاسعاً : إعطاء هدنة ذاتية من مصدر قوة بحجة الحالات الإنسانية لدى العدو .
عاشراً : الإبقاء على بعض الحلفاء غير المرغوب بهم .
الحادي عشر : توسيع دائرة الصراع كلما اقتضت الضرورة .
الثاني عشر : إعطاء مرونة تفاوضية في القضايا الجانبية .
الثالث عشر : زيادة المطالب لتصل إلى تحيقيق ما لم تكن لتحققه من قبل .
الرابع عشر : إياك أن تبرز نقاط ضعفك مهما كانت تؤلمك .
الخامس عشر : لا تعطي قراراً أثناء المفاوضات واجعل لك مرجعاً ترجع إليه في كل شيء حتى لا يتمكن منك العدو .
السادس عشر : في كل جلسة مفاوضات خذ معك مطالب جديدة .
السابع عشر : قبل أي جلسة مفاوضات كثف من إبراز قوتك في الميدان لتتمكن من انتزاع أكبر كم من التنازلات .
الثامن عشر : إذا شعرت بضعف أثناء المفاوضات اطلب التأجيل بأي شكل وبأي حجة مثل المرض مثلاً .
التاسع عشر : لا تذهب للمفاوضات دون دعم شعبي .
العشرين : لا تقبل بهدنة طويلة وإن كانت حاجتك لها أكثر من عدوك .
الواحد والعشرين : شاور أصحاب الإختصاص وإن كان رأيهم لا يعجبك فقد يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار .
الثاني والعشرين : إياك أن تشرك في المفاوضات من لهم مصلحة عند الأعداء أو الوسطاء لكي لا يغلب مصلحته على مصلحة أمته .
هذا ما فتح الله به علي في هذا اليوم المبارك الأول من أيام عيد الفطر المبارك .
وهناك الكثير من النقاط بحاجة إلى شرح وتفصيل والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه على عجالة
العبد الفقير إلى عفو ربه
إسماعيل بن عبد الرحيم حميد
أبو حفص المقدسي
غزة فلسطين المحتلة
الخميس الأول من شهر شوال لعام ١٤٤٢ هـ
الموافق 13 _ 5 _ 2021
________________
Source: Telegram
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]