New release from Hay’at Taḥrīr al-Shām’s Dr. Maẓhar al-Ways: “Trio: The Revolution, Idlib, and Hay’at Taḥrīr al-Shām”

z3fyyopy

‏بسم الله الرحمن الرحيم
١-تابعت شيئاً من تعاطي وكالات الأخبار و ومواقع التواصل وحسابات بعض الأفراد حول زيارة الصحفي الأمريكي إلى محافظة إدلب وتغطيته لها على مدار ثلاثة أيام، وبعيداً عن النقاشات الساذجة والشكلية أو الحاقدة.

‏٢- فإن القاسم المشترك الذي يستخلصه المراقب المنصف للحدث هو ثلاثية: الثورة وإدلب والهيئة، الثورة السورية اليتيمية التي خذلها القريب والبعيد وتآمر عليها الجميع، وإدلب الشموخ التي غدت قلعة الثورة وبقيتها، إدلب العزة بالجهاد وأبناء سوريا الأحرار بل بالغيارى من أصقاع الأرض.

٣- إدلب الخضراء التي غدت بزيتونها الأخضر وصخرها الأسمر وترابها الأحمر أيقونة الحرية ومأوى المظلومين ومهوى قلوب الثائرين، في هذه الثلاثية الرائعة يأتي دور الهيئة التي استطاعت بتوفيق الله ثم بحكمة قيادتها وتماسك صفها أن تدير المشهد باقتدار وتوازن أجبر الجميع على الإنصات والاستماع له بشغف سواء أحب أو كره ،فلا يمكن أن يغطى ضوء الشمس بغربال.

٤- فلقد فرضت الهيئة إيقاعها و أثبتت أنها استطاعت أن تخرج من قوقعة التنظيمات والأحزاب إلى سعة الأمة والمجتمع وأن تكون حمالة لمشروع وضع مصلحة أهل السنة في سوريا نصب عينيه حماية لوجودهم وضمانة لكرامتهم وتحقيقاً لهويتهم المسلوبة.

‏٥- حتى بدأت تظهر شخصية اعتبارية للمحرر أصبحت حديث الساعة ووكالات الأنباء ومراكز الأبحاث والدراسات بشكل أغاظ الحساد والحاقدين الذين جن جنونهم بشكل هيستيري ولا غرابة أن يكون الطعن مزدوجاً من اليمين إلى اليسار من طواويس المنهج إلى طواويس السياسة.

٦- طرف يريد أن تترك السلاح والجهاد ليثبت لنفسه المريضة انحرافاً موهوماً مصطنعاً وطرف يريد لك أن تنغلق ويضع حولك أسواراً من العزلة لإقصائك عن ميدان السياسة التي يزعم أنه رائدها بناء على تصور ساذج لمعنى السياسة، فلا تعارض بين التمسك بالثوابت الشرعية والثورية مع المرونة السياسية.

‏٧- ولا معنى لهذا الفصام النكد بين الجهاد والسياسة المشروعة، فلا انفكاك بينهما لأنهما من شريعة واحدة محكمة وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام شاهدة على ذلك، ولكنها السياسة المنبثقة من الواقع و صنع الحدث و امتلاك أوراق القوة لا سياسة الخنوع و الاستجداء و التسول الذي تتقنه دكاكين الارتزاق

٨- السياسة التي تحمي المكتسبات وتسوق لها وتحافظ على السمعة و تنقل الصورة وتحمي الثورة من دعايات الأعداء و شيطنة المنافقين، السياسة التي تعتمد على قوة الداخل وتماسكه كرأس مال لا يمكن المغامرة به.

‏٩- ومن هنا كانت الطفرة الجهادية والثورية عبر ترسيخ مبدأ المشاركة مع الشعب والناس نخباً و مثقفين و أكاديميين و أطباء و مهندسين و وجهاء وعمالاً و تجاراً وفلاحين في إدارة المحرر عبر مشروع الحوكمة الذي أضحى ضرورة واقعية لنثبت للعالم أجمع أن ثورتنا ثورة بناء وحضارة وأننا قادرون على إدارة شؤوننا لا كما يزعم النظام الفاسد المجرم.

‏١٠- الذي يصور للناس زوراً و بهتاناً بأن الثورة عبارة عن ميليشيات مسلحة متناحرة فاشلة ولكن تطورات الواقع أثبتت عكس ذلك بالعلم و التعليم و المعاهد والجامعات والمساجد والأسواق وإرادة الحياة الكريمة، في وقت يسهر فيه المجاهدون على حماية الثغور و حماية أمن المجتمع.

‏١١-إننا في معركة شرسة مفتوحة مع عدو مجرم لا يرقب في مؤمن إلاً و لا ذمة و لا يدخر وسعا في حربنا بكل طريقة فلا خيار لنا إلا المواجهة والثبات أو الذل والهوان ولا حلول وسط ولا مصالحات بل علينا الاستنفار على كل الصعد ووفق الإمكانيات المتاحة و بكل السبل المشروعة.

١٢- فمعركتنا معركة وجود و معركة حياة أو موت وندرك ذلك ولا نجمل الواقع لكن لا خيار لنا إلا أن نستمر بثورتنا وجهادنا حتى تنفرد سالفتنا أو نهلك دونه، متسلحين بسلاح الإيمان والعزيمة والإصرار ونشر عدالة قضيتنا ويقيننا بأن النصر في النهاية حليف المظلومين وأن العاقبة للمتقين.

‏١٣- إننا اليوم في لحظة حرجة، نعم لقد ضاعت منا الكثير من الفرص بعد أن ظهر الخوارج وبعد اتفاقيات العار و التسليم ولا نعفي أنفسنا من المسؤولية والتقصير ولكننا لن نجلد ذاتنا و نعيش على أطلال الماضي بل لا بد من المضي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و الانطلاق منه لإكمال معركة البناء والتحرير.

‏١٤- ولن نسمح لمن يريد جرنا إلى ميدان الجدال و الخصومات و تصفية الحسابات فالمشغول لا يشغل و الميدان ميدان عمل لا مناكفة، فطوبى لمن لان بأيدي إخوانه وداس على أهوائه ولحق بالقافلة (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
‏والحمد لله رب العالمين.

كتبه/ د. مظهر الويس -حفظه الله

_______________

Source: Telegram

To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]