نعتذر عن قسوة العنوان؛
فنحن نقصد الفكرة ولا نقصد أحدا بعينه؛
فقد صدّع المشايخ المطبلون لأردوغان -سراً وعلانية- رؤوسنا بالفتح المبين المتمثل بعودة الأذان؛ وقريبا الصلاة في آيا صوفيا بعد أن بقيت متحفا لقرابة ثمانين سنة منذ قرار عدو الله أتاتورك بذلك؛ وغيره من القرارات التي بدل بها وغير كثيرا من معالم الشرع والدين ؛
والغريب أنّ هذا الفتح المضخّم؛لم يُغيّر من مكانة أتاتورك وتعظيمه عند النظام التركي الحالي؛فالتطبيل والتعظيم لإعادة الأذان عنده؛ لم يُلغِ التطبيل والتعظيم لمن كان سببا في منعه
ولا شك أن هذه الفتوحات مع هذه التناقضات؛ إنما تُعظّم عند الأصاغر؛ حتى يُنزل البعض عليها أحاديث الملاحم والفتوحات
وإنما الأمر كما قال المتنبي:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ*
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها*
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العظائم
ولكن المتابع للأحداث المتبصّر بألاعيب الأنظمة وطواغيتها ؛ولو كان عاميا ؛يرى أن المبالغة في نفخ الحدث إعلاميا؛ وراءه ما وراءه
خصوصا إنْ لم تكن ذاكرتُه كذاكرة السمك ؛واستحضر ردّ أوردغان قبل سنة فقط منذ الآن؛ على المطالبين بإعادة الصلاة في آيا صوفيا؛حيث خاطبهم قائلا:(هل امتلأ مسجد سلطان أحمد؛ ومسجد السليمانية؛ وغيرها حتى نحتاج آيا صوفيا⁉️مَنْ يصلي الفجر في مساجدنا؛ يرى أن المصلين لا يُكملون صفين)اهـ.
إذن ما السبب وراء هذا التطبيل والتزمير اليوم يا أوردغان⁉️هل امتلأت المساجد وضاقت واحتجتم لآيا صوفيا الآن⁉️
أم أنك تلعب على عاطفة الأتراك الدينية والقومية؛ لتستجلب لحزبك الأصوات التي تناقصت منذ آخر انتخابات؛حتى اضطررت للتحالف مع خصومك للتمكن من إحراز النصاب الذي يمكن حزبك من الاستمرار في الحكم
أمس رُفع الأذان في آيا صوفيا ورأينا الضجة المبالغ فيها إعلاميا؛ليس من النظام التركي وحزب العدالة وحسب لتحسين شعبيّته بين الشعب التركي ذي العاطفة الدينية.
بل بلغت هذه الضجة والحماس وسَرَت إلى المنظّرين والمفكرين؛ وكثير من الجهاديين
وبعد أسبوعين يُتوقّع أن يُسمح بصلاة الجمعة فيها؛ وستنفخ القضية من جديد؛ وسيطبل المنظرون والمفكرون؛ وكثير من الجهاديين من جديد
يظننا بعض السفهاء والسطحين؛حزانى لرفع الأذان على مآذن آيا صوفيا؛ويظنوننا حزانَى على كل ما يفرح به المسلمون ويعدونه نصرا
عجيب والله هذا البهت؛فمتى أظهرنا ما يدل على مثل هذا⁉️
كيف وقد أبدينا فرحنا لعودة الصدح بكلمة #التوحيد فوق ما كان يوما معقلا للشرك والوثنية؛ونتمنى أن نرى مثل ذلك ونسمعه لمساجد الأندلس وإشبيلية وغرناطة وغيرها التي تحولت إلى متاحف بل وكنائس
لكن هذا الفرح لا تقرّ به العيون حين ينبع من قرارات البرلمانات الشركية نفسها التي تُشرّع للردة وللمثلية والطاغوتية والملة الشركية والقوانين الوضعية
إنما نرجو الفرح وننتظره بتحقّق ذلك تحت راية #التوحيد والجهاد.
ومع ذلك فلم نحزن كما ادعى المفترون علينا -كما حزن المشركون- لرفع الأذان على آيا صوفيا.
إنما الذي أحزننا وآلمنا انطلاء ألاعيب وأساليب الطواغيت؛ باستعمالهم الدين لمخادعة الشعوب؛ فهذا لا شك مِن فتنة الأئمة المضلين التي هي من جنس فتنة المسيح الدجال؛والتي أمر كل نبي أمته أن تستعيذ منها؛ ولا تنخدع بها
وإلا فكيف تنقلب علمانية أردوغان إلى فتح مبين
تُنزل عليه أحاديث الرسول ﷺ ؛لمجرد أن رفع الأذان على مآذن آيا صوفيا؛ لولا انطلاء فتنة الدجال عليهم
وكيف ينقلب الجهاد الدستوري والتضحية في سبيل العلمانية المُحسّنة؛ والسجن في سبيل النضال الدستوري؛ والتشريعي والبرلماني؛ إلى تضحيات دعاة صادقين؛ وشهداء ومجاهدين أوصلت إلى هذه الفتوحات⁉️
أيّ مجاهدين ودعاة تقصدون⁉️
هل جاهد إخواننا في شتى الساحات الجهادية مثلا لتلميع عِجل العلمانية؛ لمُجرّد رفعه للأذان على مآذن آياصوفيا⁉️
وهل استشهد الشهداء الصادقون والدعاة المخلصون لتلميع العلمانية وحزب العدالة كما يجري اليوم على أرض الواقع لأجل هذا الإنجاز⁉️
إن قلتم: لا، طبعا.
قلنا: فمَنْ يقصد المشايخ بعباراتهم العاطفية التي واكبت موجة التطبيل والتدجيل والتزمير⁉️
هل يقصدون بالشهداء من شُنقوا في تركيا كمندريس؛
أم من سجنوا كأربكان وأردوغان⁉️
نحن نحب الكلام الواضح والصريح
ونكره الكلام الهلامي المائع؛ الذي يُوجهه كل من يريد؛ إلى حيث يريد
سألت بعض إخواننا الأتراك: ماذا سيفهم العامي التركي من تطبيل الدكتور الفلاني لرفع الأذان على آيا صوفيا؛ ومبالغته بوصفه بالفتح المبين⁉️
وماذا سيفهم من ثناء الشيخ العلاني على الجهاد والتضحيات التي أثمرت هذا الإنجاز ⁉️
فقال: لن يفهموا من ذلك إلا تمجيد حكم أردوغان؛ وتلميع حزب العدالة؛الذي يمر اليوم بضائقة في الانتخابات؛ وبحاجة لهذه الدعاية الإعلامية؛ التي شارك بها هؤلاء الدكاترة والشيوخ؛ قصدوا أم من حيث لا يقصدون
وبعد أسبوعين حين تُقام الصلاة ستكرر الضجة من جديد؛ وأردوغان يتمنى أن يعترض خصومه ومنافسوه؛ليظهر عند الشعب التركي وكأنه الفاتح العظيم؛وكأنّ جميع خصومه أعداء للإسلام؛فوقفيّة محمد الفاتح لآيا صوفية مشهورة بين الأتراك ؛وجاهزة للاستعمال؛وفيها لعنة الله وملائكته والناس أجمعين؛على كل من مَنَع الصلاة في آيا صوفيا.
وهم يعرفون كيف ومتى يستعملون مثل هذه الأوراق في لعبتهم؛التي هي من جنس فتنة المسيح الدجال؛في استعمال الدين في تصحيح دجلهم.
فسيستعملون هذه اللعنة ضد منافسيهم الانتخابيين
مع أنهم لم يستعملوها ضد أتاتورك الملعون في يوم من الأيام
لذلك نكرر ونؤكد بأننا لا يُحزننا لا رفع الأذان على آيا صوفيا؛
ولا حتى استغلال أردوغان وحزب العدالة ذلك لفوزه في الانتخابات
فقد قلنا مرارا أن الخيارات الأخرى المتوفرة حاليا هي أسوأ من أردوغان
إنما تُحزننا الحالة المزرية التي وصل إليها بعض الدكاترة والشيوخ والمنظرين من التماهي والانسياق مع التيار العام
والمشاركة في التطبيل والتزمير والتضخيم لتضحيات الديمقراطيين والعلمانيين؛ وللإنجازات المسخّرة للاستعمالات الديمقراطية والانتخابات الوطنية
والله الهادي إلى سواء السبيل
نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية على لسان مدير الثقافة والسياحة في إسطنبول، جوشكون يلماز، إن السبب في ترك تلك المنطقة المربعة👆الواقعة خلف المكان المخصص للمؤذن، من غير سجاد وظهرت دون مصلين في وسط آياصوفيا يعود لـ”مراعاة خصوصيتها التاريخية حيث أنها 👈🏻هي المكان الذي كان ينصب فيه الآباطرة من قبل البابوات”.
يعني: مكان تنصيب الطواغيت
ونشرت الوكالة التركية
صوراً لموقع تتويج الاباطرة في مسجد آيا صوفيا خلال أداء صلاة الجمعة حيث يظهر تطويقه وعدم تغطيته بسجاد الصلاة.لأنها معلم ثقافي يجب أن يبقى ظاهرا للجميع
هذا الخبر نهديه لمن وصفوا كوكتيل (المصلى والكنيسة والمتحف) بالفتح المبين
والحقيقة أنّ الأمر مع بقاء تصاوير الشرك التي لم يعاد طمسها لأجل قيمتها الفنية؛ومع بقاء السماح للسياح بكافة الملل بالتردد على المكان
الحقيقة المُرّة التي لا يريد المطبلون استيعابها؛ أن وضع أياصوفيا كما قال الإمام الشعبي رحمه الله لمّا سأله سائل:أيجوز أن أصلي في البيعة أو الكنيسة⁉️
فقال:نعم؛ ويجوز أن تَخْرَأ فيها
ويقصد رحمه الله أن لا مزيّة للصلاة فيها
وسيظل وضع أياصوفيا كما قال الإمام الشعبي؛ حتى تُنفَى الكنيسة والتصاوير الشركية والمتحف وذكرى تتويج الأباطرة؛ من الكوكتيل العلماني
لتصبح مسجدا محضا؛ كما جَعلها محمد الفاتح
حين طمس التصاوير والتماثيل فيها؛التي أعيد ترميمها في زمن أتاتورك
أحيانا يُرى كلامنا شديدا وصادما
فنقول: ربما على العوام يكون كذلك؛ وهذا ضروري لنفي تدليس وغش الخواص عنهم؛والذين لا ينبغي أن يكون كلامُنا صادما لهم؛ وهم يعرفون كثيرا من الحقائق التي نتحدث عنها ؛ويتعامون عنها؛ويشاركون في بهرجة انتصارات العلمانيين؛ وترسيخ مكانتهم المُلمّعة في عقول العوام
👈🏻نتفهّم الهزائم التي مرّت بها أُمّتنا في العصر الحديث؛ ونستوعب استماتة عوام الناس في بحثهم عن انتصارات؛ يَتسلّون ويُعزّون أنفسهم بها؛فيُبالغون في تضخيمها ولو كانت مزيّفة
لكن أن يفعل ذلك المفكرون والمنظرون والدعاة والمشايخ والدكاترة
فنعوذ بالله من الضلال والإضلال
أعجبني تعليق أخ تركي متبصّر بألاعيب السلطان
فقد قال لي هذا الصباح كلاما هذبته ورتبته هكذا:
بداية لا يوجد مسلم لا يفرح لارتفاع التكبير على أي صرح من صروح الشرك والوثنية؛
ولكن
آياصوفيا كانت في زمن النصارى كنيسة
فجاء محمد الفاتح فحولها إلى مسجد
ثم جاء أتاتورك الدكتاتور العلماني فحولها إلى متحف
وأما أوردغان العلماني الناعم فحولها متناغماً مع علمانيته التي تساوي بين جميع الملل والمذاهب والأديان إلى:كوكتيل(مصلى وكنيسة ومتحف)
فخلط السابق باللاحق؛وجمع الكفر مع الإيمان؛وهذا هو مقتضى علمانيته؛وشيء من ثمارها
ومع ذلك فلا زال البعض يبارز عنه؛ويعدّ فعله هذا فتحا مبينا؛يبني عليه الآمال العريضة
ولا شك أنّ من علامات إفلاس الإسلامي؛أن يعلق آماله ويبني مشروعه على العلماني
آياصوفيا وأوردغان لم يفتن العوام
من فتن العوام هم من طبلوا لأوردغان ورمّزوه من الخواص
اللهم إنا نعوذ بك من شرّ فتنة المسيح الدجال
_______________
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]