كنتُ ولا زلت أرى أنّ الحل في معضلة الشام المعاصرة؛ يكمن بالتغلب والاستئصال لكل فصيل عميل؛
وبالأكل والجرف والتغيير من الداخل أو الخارج؛ لكل جماعة مستعملة تتماهى مع المشاريع الدولية.
فالفصائل العميلة الوثنية التي صُنِعت على عين الطواغيت؛ وتُوَجّه من الخارج بحسب رغبات طواغيت العرب والعجم؛ هؤلاء لا حَلّ معهم إلا التوبة وترك العمالة؛أوالإستئصال.
والفصائل المستعملة وهي التي تتماهى مع المشاريع والاتفاقات في كل حركاتها؛وسكناتها وتُطبّقها مرحليا بخبث ومكر وتمويه؛ كما يرى ويتابع الناس؛ ودعك من الفقاعات الإعلامية التي تدغدغ بها مشاعر الأتباع ؛ فهذه لا قيمة لها على أرض الواقع؛وإن كانت ضرورية لمخادعة المخلصين من الجنود والأتباع؛واستعمالهم بطيبتهم إلى أطول أمد في المشاريع المنحرفة.
هذه الفصائل المستعمَلة تعمل في حقيقة الأمر عمل الفصائل العميلة؛ وإن لم تمتهن العمالة رسميا حتى الآن؛ ولكنها في الحقيقة مستعملة للأتراك بغطاء من التبرير المقاصدي؛ وفقه الإضطرار؛والإيغال في تتبع ما يحقق مصالح الجماعة تحت دعاوى المصالح الشرعية ؛ وتستقوي بترقيع شرعيين ومشايخ لم يتعلّموا من التجارب السابقة؛ وصاروا لهذه الفصائل كالمداخلة والجامية.
وتتمتع كذلك بتحرّج أغلب المشايخ حتى الآن من تسميتها باسمها؛ وكشف انحرافاتها؛ والتحذير منها؛ ولذلك فقد أمسى خطرها في إضلال واستغفال واستعمال الشباب الجهادي أشد من الفصائل العميلة المفضوحة❗️
حتى صارت تستعملهم في حراسة الدوريات التركية جهارا نهارا؛ وفي المنع من استهداف الدوريات الروسية بكل صراحة ووقاحة؛وتبعثهم لتتبع الصادقين وأنصار الشريعة والمناهجة ؛وأخذهم بالحبس والقتل والتفتيت؛والمصادرة وإغلاق المقرات؛والمنع من تكوين الغرف الموحدة لقتال أعداء الدين❗️
وكل ذلك يبرر للشباب شرعا؛وتستدعى له أدلة البيعات العظمى ؛ والسمع والطاعة؛وقتال كل من شق العصا❗️
وتتماهى هذه الفصائل المستعملة مع المشاريع التركية ؛ والاتفاقات والمعاهدات المعلنة؛وهي أقوى من يُطبقها على أرض الواقع في المحرر.
وكل من يتابع تحركاتها وأفاعيلها على الأرض يبصر هذا؛ ويشاهده واضحا جليا؛
ولا قيمة لبصر وعمش من وضع الكمامة على عينيه؛ وأطلق فمه للترقيع❗️
وبينما أكتب هذه الكلمات؛ تصلني أخبار مداهمة أكبر هذه الفصائل المستعملة بمصفحاتها؛وسلاحها الثقيل؛وأمنييها وحلفائها من مجاهدي العجم الذين؛ كانوا بالأمس في خندق واحد مع إخوانهم الحراس وغيرهم من مكونات غرفة فاثبتوا؛واليوم يعينون على حصارهم واعتقالهم ومصادرة سلاحهم فياحسرتا على الجهاد❗️
لقد أماتت الفصائل المستعملة جهاد الشام؛وفتّته؛وأخضعته للأتراك العلمانيين؛وسيّرته بحسب الإتفاقات الدولية المعلنة؛ دون أن تعلن موافقتها عليها؛ واستعملت لهذا التفتيت والإخضاع طغاة أمنيها؛وبسطاء مجاهديها؛على حد سواء؛وساقت معها لذلك كثيرا من المهاجرين العرب والأعاجم؛ببركة فتاوى شرعييها؛ومن يدعمها من الشيوخ.
ولذلك فإني أختصر المشهد؛والنصيحة لإخواني الصادقين؛ بكلمات قصيرة نابعة من واقع معايشتي أو متابعتي للتجارب الجهادية السابقة فأقول:
??وهذا كلامي أنا لا يتحمل مسؤوليته غيري
إذ لا تواصل لي بالجماعات على أرض الشام ولا ارتباط؛ ولا أحد منهم يتحمل مسؤولية ما أقول:
?لن تقوم للجهاد سوق حقيقية في ما تبقى من المحرر إلا بإحدى طريقتين:
1️⃣ الأولى:
-استئصال الفصائل العميلة
-وجرف الفصائل المستعملة
-فاستئصال العملاء واجب وضرورة لإقامة دين الله ؛ وعدم الإبقاء على طابور خامس وسط المجاهدين يتربص بهم ؛ ويُعطي إحداثياتهم لأسياده ؛وينتظر ثمرة الجهاد ليقطفها ويعطبها.
-وجرف الفصائل المستعملة لا يلزم منه الاستئصال ؛ بل قد يكون بالعمل على استقطاب الصادقين فيها لجماعات لا تجاهد إلا لإقامة دين الله ولا يضرها من خالفها ؛وعلى كل حال فلن يقوم سوق الجهاد إلا بالتغلب على تلك الجماعات سواء من داخلها أو خارجها؛ فهذه ضرورة لا نتحرج من الدعوة إليها؛وكيف نتحرج من أمر لا تتحرج منه الفصائل المستعملة نفسها ؛فالناس كلهم يرونهم الآن يسعون للتغلب على الجماعات الصادقة لإخضاعهم للمشروع المنحرف الذي يخضعون المحرر له؛فلماذا لا يجوز للصادقين -إن قدروا- أن يتغلبوا عليهم ليخضعوهم لشرع الله⁉️
وهذا أمر لم نستحِ من تكرار طرحه مرارا سابقا؛ولم نكترث بالمشغبين علينا. لأنّ الواجب هو النصح بصراحة ودون مداورة لدين الله وللجهاد والمجاهدين حتى وإن جاء النصح صادماً غير محتمل للبعض.
والجماعات المستعملة اليوم لا تتحرج من أن تقتل وتسجن وتسفك الدماء؛ وتصادر السلاح وتفكّك الجماعات ؛ وتحتل مقراتها ؛وتفعل كل ما يفعله الطواغيت؛لتفرض على الناس مشروعها المشوه؛ المتماهي مع الاتفاقات الدولية؛فمن قدر على تغيير هذا المنكر ؛ ودفع هذا الظلم ؛ وحفظ الجهاد والمجاهدين؛من هذا الطغيان ؛ وجب عليه ذلك.
وأنا أطرح هذا الحل كحل أصيل؛ وأعرف أن الصادقين في الشام حاليا ؛ومن التجارب المتكررة معهم ؛غير قادرين عليه.
فلم يبق إذن لهم إلا الحل 2️⃣الثاني :
والمتمثل بإعلان حَلّهم جماعاتهم ؛ وتركهم لمسمياتهم والكمون ؛والتربص ؛تجنبا للاستئصال الذي يُخَطّط لهم؛وعدم بعثرة الجهود في غرف تفرضها عليهم الجماعات العميلة أوالمستعملة ؛ مادامت هذه الجماعات أقوى منهم وتمنعهم بالقوة والتغلب والاعتقال والقتال؛مِن الإجتماع بغرفهم الطيبة ذات الرايات والغايات النظيفة؛خوفاً من أن تصبح نظافتها وتميّزها جاذبا لعموم الشباب المجاهد؛فلا حل مع ضعف هذه الجماعات أنصح به؛ إلا الكمون والتربص؛ والحفاظ على شبابها وطاقاتها؛ وعدم المشاركة في مشاريع العملاء والمستعملين؛ وعدم مصادمتهم أو الدخول معهم في معارك؛ وهذا هو عين ما نصحت به إخواني الجهاديين قديما في غزة مع حماس.
وليصبروا فلعل الله أن يهيء بحكمته من داخل بعض الفصائل المستعملة الكبيرة من يجرف قيادتها وشرعييها وعتاولتها وأمنييها؛ وينقلب على طغاتها؛ ويضعهم في سجونهم مكان الشرفاء؛ ليتولى الشرفاء إدارة ما تبقى من إمكاناتها؛ بعيدا عن المشاريع الطاغوتية؛وساعتها أضمن لكم بأنه لن يتردد مجاهد صادق في القتال مع هذه الجماعة الوليدة التي تحررت من هيمنة الخبثاء؛ وتخلصت من البراجماتية والتلون ؛ والمكر والغدر والطغيان.
وما لم يحصل ذلك وبقيت جماعات الصادقين على ضعفها وتورّعها في الجماعات العميلة والمستعملة؛ في الوقت الذي تسعى فيه الفصائل المستعملة بالتعاون مع العميلة على تفتيت جماعات أنصار الشريعة؛ أوإخراجهم أو مصادرتهم؛ بل واستئصالهم❗️ أو أن يكونوا وقودا وسُلّما لهم؛ فلا يُسمح لهم بالقتال إلا معهم؛ وتحت قياداتهم ؛ووفق برنامجهم المنحرف ؛وضمن مشروعهم المشوّه؛وتحت هيمنة قيادتهم وغرفهم.
فلا حاجة لكم أيها الصادقون والحالة كذلك بمثل هذا القتال؛ الذي سيكون سلما يتسلق به الذين لا يوقنون؛ على أشلاء الصادقين ؛ ليقيموا مشروعهم المسخ؛ الذي لن يكون أفضل من مشروع حماس؛ أو مشروع رباني وسياف؛أو مشروع شيخ شريف ومحاكمه في الصومال.
اللهم أصلح أحوال المجاهدين
وولّ عليهم خيارهم
ولا تولّ عليهم شرارهم
بقلم الشيخ أبي محمد المقدسي حفظه الله
_______________
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]