بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..
هذا بيان مهم جداً أكتبه نصحا للأمة ليهلك من هلك عن بينه ويحيى من حيّ عن بينه، وأسال الله سبحانه وتعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه، وقد تمت ترجمته إلى عدة لغات: الإنجليزية والروسية؛ والفرنسية والتركستانية .. لأهميته للمسلمين عامة وللمجاهدين في أقطار الأرض خاصة، أسميته: (الخامس من رمضان) وذلك لأن هذا اليوم هو يومٌ فارق في المتابعين لهذه القضية أعني: (قضية جماعة البغدادي)..
أما بالنسبة لي: فلم يكن هذا اليوم فارقاً عندي؛ حيث إن الأمر لدي في غاية الوضوح منذ أمد، ولكن ليس من رأى كمن سمع، فهذا اليوم يشكل فارقاً عند كل باحث للحق قد طالت حيرته ولم يتضح له الأمر في شأن (تنظيم البغدادي) لأجل جلد أنصارهم وقوة إصداراتهم، فكلما قلنا عنهم قولاً وبيَّناه للأمة ظهر أنصارهم يردّون وينافحون، مدعّمين ذلك بإصداراتهم القوية، فحار المستمع وقال: القضية بين طرفين، وقول الطرف لا بد له من بيّنة! وبدأ يبحث عن البينات، فجاءوه بادّعاءات ملفقة زورًا وبهتاناً، فحار أكثر الناس في الأمر، وآثر البعض السكوت والتوقف!
أما اليوم (الخامس من رمضان) فقد سقط بإذن الله القناع، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يفضح متحدثهم ، على رؤوس الأشهاد في قضية جوهرية فارقة في الحكم على هذه الجماعة المارقة، أعني: قضية تكفيرهم للمسلمين بغير حق.
نعم لقد كنت منذ مباهلة العدناني وذكره أن لعنة الله عليه ، إن كانوا يكفرون من خالفهم كنت منذ ذلك الحين أنتظر سنة الله بفضحه ، وكنت على يقين من ذلك ولم أكن أظن أبداً أن يفضحه الله بعد سنة وبلسانه هو فسبحان الله ، له الحكمة البالغة !
وقد علم الجميع أن من أبرز صفات الخوارج قتلهم للمسلمين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يقتلون أهل الإسلام” وإنّ قتلهم للمسلمين يكون بتكفير لهم، فالصفات في الجماعات كما ذكر أهل العلم في الفرق والنِّحَل صفات مؤسسة، وصفات مشبهة، فالصفات المؤسسة: كوصف فرقة الخوارج بقتلهم أهل الإسلام واستباحتهم للدماء وتكفيرهم للمسلمين بغير حق، وما عدا ذلك فهي صفات مبينة وموضحة..
ولنقف عند هذه الصفة الخطيرة، وهي تكفيرهم للمسلمين بغير حق:
قد ذكرت قبل عام ونيف من هذه الكلمات أنني أشهد الله سبحانه وتعالى على موقف حصل لي شخصياً مع الرجل الثاني في تنظيمهم ألا وهو الأنباري، فقد دخلت عليه حين انطلقت شرارة القتال في ريف المهندسين في حلب وقلت له:
يا فلان! القتال بدأ يستعر، وإني أسألك بالله هل ترى جيش المجاهدين -وهو تجمع من تجمع الجيش الحر- هل تراهم مرتدين؟ إن كان الأمر كذلك فأبلغني حتى أتوقف عن السعي، فلا داعي لذلك!
فقال لي: والله لو نعلم عنهم ردة لأعلنَّاها.
فقلت له: ولكن حراسك والحواجز عند الباب تزعم أنهم مرتدون، فبيِّن!
فقال لي بالحرف الواحد: نحن أعلم متى نتكلم ومتى نصمت!!
فسكتُّ حينها وخرجت، وأُشهد الله على هذا الكلام..
فلما نشب القتال بينهم وبين الأحرار في مسكنه أعلنوا أنهم يرون ردة الأحرار بل ردة الجبهة الإسلامية!
ولما نشب القتال بينهم وبين جبهة النصرة في دير الزور وصفوا جبهة النصرة هنالك بالمرتدين! ولما نشب القتال في حلب وصفوا جبهة النصرة في حلب بالمرتدين!
ولما نشب القتال بينهم وبين جبهة النصرة بالقلمون وصفوا جبهة النصرة بالقلمون بأنهم مرتدين!
وهكذا كلما قاتلهم فصيل وصفوه بالردة، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
واليوم لم يقاتلهم الأخوة في جند الأقصى ولا الأخوة في أنصار الدين، ولو أنهم قاتلوهم لوصفوهم بالردة، وستذكرون ما أقول لكم!
قد يقول قائل: ما دليلك على هذا الكلام؟ وأين برهانكم؟ فإنهم يقولون خلاف ذلك!
أقول: كان الأمر كذلك، أما اليوم بعد الخامس من رمضان فلا تسأل عن دليلي، فدونك إقرار متحدثهم الرسمي، فالإقرار سيد الأدلة كما هو معلوم عند أهل العلم..
أقول: إن الذي حدث في اليوم الخامس من رمضان -إي والله- علامة فارقة لكل صادق وأقول (صادق) من مناصريهم أو من باحث عن الحق في هذه القضية..
فما إن باهل متحدثهم ولعن نفسه قبل عام حتى أظهر الله الحق وفضح الله زيفه وكذبه على لسانه، وإن هذه لمن عجائب هذه المحنة التي حلت بالأمة الإسلامية!!
دعك من قولي وقول فلان بأن القضية اليوم في الخامس من رمضان قضية اعتقاد وتوحيد وتحريف في دين الله سبحانه وتعالى، فقبل عام من الآن ذكرتُ وذكر من قبلي آخرون أنهم يكفّرون من قاتلهم، وثار أتباعهم وأنصارهم ومؤيدونهم يكذّبون ذلك وينفونه، وخرج متحدثهم الرسمي ينكر ذلك، بل ويا للعجب يباهل ويلعن نفسه إن كانوا هم كذلك –أي: إن كانوا يكفرون من قاتلهم- وذلك في تسجيل أعلنه قبل عام من الآن بعنوان: (ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) فكان مما قال: “وزعموا أن الدولة ترى كل من قاتلها قد صار محارباً للإسلام خارجاً عن الملة، وأنها تكفّر باللوازم والشبهات والاحتمالات والمآلات”، ثم قال: “اللهم إني أُشهدك أن هذا كذب وافتراء، وأنه ليس منهجًا تعتقد به، اللهم من كان كاذباً فاجعل عليه لعنتك وأرنا فيه آيتك”.
ثم بعد هذا التسجيل وهذا الكلمات من هذا المتحدث -عليه من الله ما يستحق- خرج لنا في (الخامس من رمضان في عام 1436ه) يقول في تسجيل بعنوان: (يا قومنا أجيبوا داعي الله) فقال ما نصه: “فاحذر؛ فإنك بقتال الدولة الإسلامية تقع بالكفر من حيث تدري أو لا تدري” فيا لله!! إنها عبارة عظيمة تهتز لهولها الجبال، أن يكفّر كل من قاتل دولته وباهل ولعن نفسه قبل عام إن كانوا يقولون بمثل هذا القول، ونحن نقول: آمين.. اللهم آمين..
وأنتم فأمِّنوا أيها المسلمون! وأيُّ دليل ترجو بعد هذا أيها المناصر الصادق، يا من ما زلت متردداً في شأنهم من الجماعات المجاهدة من العرب والعجم في مشرق الأرض ومغربها..
أقول: إني لأحسب والله أن من سمع هذا الكلام الخطير في تكفيرهم وقتلهم، وتيقّن من ذلك، وهو يعلم ما معنى خطورة التكفير بمثل هذا التعميم، ثم لم يحسم أمره ولم يتغير موقفه من ذلك فإني أحسب ما منعه من ذلك إلا الهوى، فقد علمنا أن نواقض الإسلام عشرة، وهؤلاء قد أضافوا ناقضًا آخر من نواقض الإسلام! فأي هدم وأي تحريف للعقيدة والتوحيد ولدين الله سبحانه وتعالى ولملة إبراهيم جاء به هؤلاء؟!
نعم والله! لقد كان اليوم الخامس من رمضان علامة فارقة لكل باحث عن الحق والله المستعان، أقول بعد ذلك: يا من تناصر هؤلاء أو تشك في أمرهم وتتردد في شأنهم دونك ما ذكرتُ آنفاً، وإني أقول: إني أُشهد الله أني ما رأيت جماعة أسوأ خُلقًا ولا أبعد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الجماعة، فقد خالفنا أعداء الدين من الرافضة والنصيرية وغيرهم، وقاتلناهم وأثخنَّا فيهم، فوالله ما سمعنا سباباً ولا لعاناً كما سمعنا من هؤلاء، وخالفنا أعداء الدين من كل صنف فما والله تحمّلنا ولاقينا أبعد عن أخلاق الإسلام كما لاقينا ورأينا من هؤلاء، وحسبك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً”.
فلئن كان ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم فإنّا نُشهد الله أن هؤلاء من شر الناس أخلاقًا، ونحسبهم أبعد الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله ما رأينا قوماً أشد تقية من هؤلاء، فلقد كنا نعلم هذه الخصلة في الروافض فإذا بنا نراها فيهم أضعاف أضعاف! وما فعلهم هذا –أعني: تكفيرهم للناس بقتالهم لهم، وتستُّرهم عن هذا لعام كامل- إلا من استخدام التقية، بل من تقيتهم أنهم يكفّرون الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة، فكفّروا الجبهة الإسلامية وأصدروا في ذلك بياناً واستخدموا التقية في جبهة النصرة فلم يصدروا فيها بياناً في ردتها إلى الآن، مع أن هذا القول سارٍ عندهم مشتهر بين أفرادهم منذ أمد بعيد، إلا أنهم أرادوا أن يستميلوا بقية أفرع إخواننا في تنظيم القاعدة فما أرادوا أن يفجعوهم بتكفير أحد، وإلا فهم يكفّرون كل مخالف لهم، ويكفّرون جبهة النصرة منذ أمد بعيد، ولا نريد أن نقول بلازم أقوالهم وإن كانوا يعاملون الناس باللازم، ولو قلنا باللازم فإنهم يكفّرون الشيخ أيمن حفظه الله ويكفّرون باقي أفرع الجماعة، ومع ذلك نقول: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً…
وأقول: والله ومما أُشهد الله عليه، أني ما رأيت جماعة أو أنصاراً أشد افتراءً واستخداماً للكذب من هؤلاء، ولا أعمّم بإطلاق، ففيهم من أنصارهم من لا يكذب ولكنه يعلم أن إخوانه في تنظيمه يكذبون ويفترون الكذب فيسكت على ذلك على مضض، أو ربما يسكت على ذلك على مبدأ: لم آمر بها ولم تسؤني!
ولن أتكلم عن وقائع كثيرة، ولكن أتكلم عما شهدت عليه من أمور كثيرة، من أشدها: (قضية أبي الحارث الحمصي) التي افتروا كذباً وبهتاناً أني قد استلمت أسلحة قضية أبي الحارث التي أخذوا فيها منا أسلحة وأموالاً فلفّقوا فيها تلفيقات كبيرة، والله المستعان..
ومن ذلك: (قضية تفجير دار كوش) كما ذكرت أن تفجيرهم لم يفجر فيه صاحبهم إلا نفسه، فزعموا أنه قد قَتل عشرين شخصاً من الأعداء!! ووضعوا لذلك إصداراً، وخلطوا بين تفجيرين، ثم صدّقهم أتباعهم وغيرهم من عامة الناس، فلما أنكرنا ذلك عليهم أخرجوا إصدارات طويلة، فلما طلبتُهم للمباهلة قبل ثلاثة أشهر -والله يشهد إنهم لكاذبون- إذا بهم يخنسون، وإلى اليوم أناشدهم أن يباهلوا في هذه وفي غيرها وفي كثير من أكاذيبهم؛ فيرفضون لأنهم يعلمون أنهم يكذبون، والله المستعان!
ومن أكاذيبهم أيضاً: أنه حينما انشغل المجاهدون في سبيل الله بقتال النظام في إدلب وتتابعت فتوحاتهم، جاء هؤلاء ليوقفوا عجلة الفتوحات، ويُلقوا بحبل الإنقاذ لنظام بشار، فيضربوا المجاهدين ويطعنونهم طعنة نجلاء ويشغلوهم في حلب الشهباء، ثم إذا بهم يكذبون على أتباعهم ويلفقون أن من بدأ هم المجاهدون، وتنطلي فِريتهم على كثير من الناس لكثرة تزويرهم وكذبهم في إعلامهم، ولكن سيظهر الله الحق ولو طال الزمان، وقد قيل: يمكن أن تكذب على بعض الناس بعض الوقت، لكن لا يمكن أن تكذب على كل الناس كل الوقت!
ومن أكاذيبهم أيضاً: أنهم قطعوا الآن المواد النفطية كالديزل (المازوت) عن الناس وهم يعلمون أن حياة المستضعفين في أرض الشام تقوم على هذا، فالناس لا تشتغل برَّاداتهم ولا تشتغل مكيفاتهم إلا على المولدات التي تقوم بالديزل، فأشتد الأمر على الناس وارتفعت أسعار الخبز، وباتوا شهر رمضان في صيف حار اجتمع عليهم فيه الجوع والعطش والحر، مع طول النهار هذه الأيام، فهم والله يدعون على البغدادي وزمرته ليلاً ونهاراً، ثم يزعمون كذباً أن من قطع المازوت هي الفصائل، وأنا الآن أيضاً أدعوهم لأن يباهلوا على أن من قطع المازوت ليسوا هم، وإني على استعداد أن أذهب إلى خط التماس التي تدخل منه صهاريج المازوت وأعمل في ذلك مقابلات طويلة؛ ليتبين للناس من الذي حاصر أهل السنة في الشام كما حاصرهم النصيرية، فالنصيرية يحاصرون أهل السنة في حلب وإدلب، والدواعش أيضاً يحاصرونهم من جهتهم، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل..!
من أجل ذلك فإني أدعو نفسي وإخواني الأئمة والخطباء وعامة الناس أن يبتهلوا إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء على هؤلاء وأن ينتقم الله منهم ويقتص لنا منهم؛ لما فعلوه بأهل السنة في الشام، ولما قتلوا من خيرة رجالات المجاهدين، والله المستعان!
ختاماً أقول: يا أيها الصادق من أبناء الدولة الذي ما جئت إليهم إلا ابتغاء نصرة دين الله سبحانه وتعالى وإقامة الخلافة الإسلامية فغرَّك هؤلاء القادة الكاذبون على دين الله المستغلون حماس الشباب للجهاد في سبيل الله لتفريق صف المجاهدين وتدمير الجهاد:
اتق الله في نفسك! فإن القضية اليوم قضية دماء وقضية تكفير مسلمين، قف مع نفسك وقفة صادقة، دعك من موقفك مع كاتب هذه الكلمات فإني وإياك غداً سنودّع هذه الدار بطلقة أو قذيفة أو شظية أو صاروخ أو موت يريده الله سبحانه وتعالى لنا، ثم سنقف بين يديه سبحانه ليقتص من الظالم للمظلوم، فأقول لك أيها الصادق: إني والله لا أشك يوماً أنها جماعة زائلة!
فإنها لو كانت على الحق لزال بظلمها، فكيف وهي على الباطل وعلى منهج الظلم؟!
كيف وهي على منهج تكفير المسلمين بغير حق واستباحة دماءهم؟!
كيف وقد جمعت مع فساد المنهج ظلماً عظيماً تُوقعه على المسلمين، فكيف لا تزول؟!
إن سنة الله في كل ظالم أن يزول، وإن سنة الله سبحانه وتعالى في كل من اتبع دين الخوارج أنه يزول، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كلما خرج منهم قرن قُطع”!
أقول لك: إن كان قد التبس عليك الحق فوالله إنَّ وقفة صادقة مع نفسك وإن دعاءً وتضرعًا وابتهالاً صادقاً منك في هذا الشهر الكريم أن يهديك الله إلى ما اختُلف فيه من الحق بإذنه، هذه بإذن الله كافية أن يتبين لك الحق وأن تستبين لك سبيل المجرمين..
وإني لأعلم أن خروجك منهم صعب جدًّا، ولكن: كما خاطرتَ بنفسك وجئت من أقصى الأرض لأجل نصرة دين الله سبحانه وتعالى ولأجل الشهادة فإنك قادر بإذن الله على أن تترك هذه الفرقة، وإني أقول لك أيها الصادق: دعك من موقفك من قائل هذه الكلمات، فالقضية ليست قضية شخصية، بل هي قضية دين ومصير عند الله ووقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى، وماذا ستفعلون بلا إله إلا الله إذا جاءتكم يوم القيامة؟! وماذا ستفعلون بتكفير المسلمين؟! وماذا ستفعلون بتفريق ساحات الجهاد إذا وقف العبد بين يدي الله رب العالمين؟! فإن التبس عليك الحق فإني أقول: إنه قد بين الله لك سبحانه وتعالى موقفك حين يلتبس عليك الحق فقال: (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وإن من رحمة الله للأمة في هذه المحنة أن علماء الأمة على مختلف مشاربهم ومدارسهم قد أجمعوا على ضلال هذه الطائفة، بل جمهور علماء الأمة قد صرحوا وبينوا أن هذه الجماعة جماعة من جماعات الخوارج التي قد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عنهم: ” كلاب أهل النار”!
فحذاري أن تغرر بنفسك وأن تخاطر بها، وإنما هي نفس واحدة وقتلة واحدة، فلتكن في سبيل الله، فلو لم يكن من ذلك إلا فتوى العالم الحبر الشيخ المحدث الطريفي حفظه الله حيث قال: “والله الذي لا إله غيره لا أشك لحظه أنهم خوارج وأن من يُقتل على أيديهم أعظم أجراً ممن يُقتل على يد النظام” وفتوى الشيخ العلامة الأصولي أبو قتادة كذلك، وغيرهم كثير من العلماء الكبار الذين عُرف عنهم نصرتهم للجهاد وأهله ونصرتهم لدين الله وصدعهم بالحق وأنهم لا يخافون في ذلك لومة لائم!
وهنا أقول: من سألني عن رأيي في هذه الجماعة فإن رأيي لا يخرج عن رأي مشايخنا وعلمائنا كالشيخ الطريفي والشيخ أبو قتادة طرفة عين، وأقول: أيها الحائر اتبع العلماء فإنهم نور للأمة، وإنّ من سأل عالماً فأفتى فإنما إثمه على من أفتاه، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصّرك وأن يبين لك الحق..
أما أنت أيها المناصر لهذه الجماعة.. يا من غرَّك الإعلام وناصرت من بعيد وأنت لا تدري وقد رأيت العلماء في داخل الساحات وخارجها يتكلمون ليل نهار، وأنت تعلم أن هؤلاء الذين تكلموا حينما يتكلمون لا يُرضون بذلك حاكماً ولا يتزلفون بذلك إلى طاغية ولا يخطبون ودّ أحد، بل إنهم يعرّضون أنفسهم للخطر ليل نهار حينما يتكلمون بهذه الكلمات، فإنهم يزيدون على أنفسهم بالإضافة إلى خطر النظام النصيري خطر الاغتيال والمفخخات التي تلاحقهم هنا وهناك، ولكن مع ذلك فإن القضية دين ندين الله سبحانه وتعالى.
إذاً: ما الذي يجعلك تناصر هؤلاء وأنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله) قال العلماء في تفسيرها: أي من قال (اق) الألف والقا ولم يكمل كلمة: اقتل، لقي الله يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله، فإنك والله حينما تناصرهم تزعم أنك تناصرهم لأجل محاربة الطواغيت لهم أو لأجل محاربة الصليبيين لهم أو غير ذلك، لكنك في الحقيقة تناصرهم على قتل المسلمين وتبرر لهم كل ما يفعلونه، وتغرر بشباب المسلمين في اتباعهم، وإنك والله حامل لوزر كبير تلقى الله به يوم القيامة، وإن لك خصوم بين يدي الله، وعند الله تجتمع الخصوم.
أسأل الله أن يهديني وإياك وأن يهدي شباب المسلمين للحق، وأن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، أقول هذا ديانةً لله، وإبراءً للذمة، وأفوض أمري إلى الله، والله بصير بالعباد
________________
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]
2 Replies to “New release from Dr. 'Abd Allah bin Muḥammad al-Muḥaysinī: "The Fifth of Ramaḍān"”
Comments are closed.