New article from Shaykh Ḥussayn bin Maḥmūd: “Between Peaceful Protest and Jihād"

بسم الله الرحمن الرحيم

لا ندري ما أصاب عقول بعض المسلمين في هذا الزمان ؟ كنا نحسن الظنّ بفكر وعقل بعض محللينا السياسيين الذين تستقبلهم الفضائيات ، والذين ملأوا الدنيا بالكتب واللقاءات والمقالات والبيانات والتغريدات !! لا ندري إن كان هؤلاء يخادعون أنفسهم ويمنونها الأماني أم يخادعون الله والذين آمنوا ؟ يقف العقل حائراً أمام هذا الكم الهائل من الغباء السياسي ، والغياب العقدي ، والخواء الفكري لأناس كنا نظن أنهم عمالقة السياسة !!

ليس الخطاب عن شخص بعينه ، وإنما عن أناس كنا نظنهم قادة الفكر فينا ، وقادة الجموع ، وقادة الوعي والإرشاد ، كنا نقرأ لهؤلاء ونسمع لهم ونحمل كلامهم محمل الجد حتى أتت هذه الحرب فاكتشفنا أن كثيراً منهم لا يكاد يفقه شيئاً ولا يعقل في السياسة الشرعية أو الواقع الدولي فضلاً عن الأمور الحربية وطبيعة علاقات الأمم بعضها ببعض أو طبيعة العدو الذي يحارب المسلمين ، بل حتى كنْه هذا العدو أصبح لغزاً عصياً على الفهم والتفكيك عند كثير من هؤلاء العباقرة !!

كنا ، ولا زلنا ، وسوف نقول بأن هذه الحرب عقدية بالدرجة الأولى : هي حرب صليبية يهودية كفرية ضد الإسلام أولاً ، والمسلمين ثانياً ، وأي تحليل سياسي لا يُبنى على هذه الحقيقة الشرعية المحسوسة المرئية : هو تحليل خارج كلياً عن المنطق لأنه لم يُبن على أساس سليم ، فالبعض يُشرّق ويُغرّب ويأتِ بالعجائب من التبريرات لهذه الحرب التي اجتمع فيها رؤوس الكفر والردّة في الأرض على حرب الإسلام في الأرض كلها ، وليس في العراق والشام ، فضلاً عن أن تكون الحرب على “الدولة الإسلامية” ..

إن الرعب الذي أحدثته هذه الدولة – الإرهابية المتنطّعة الغالية الخارجية الوهابية التي لا تمثّل الإسلام الوسطي المعتدل ، والتي هي عميلة لإيران وأمريكا و”السعودية” والنصيرية والموساد وجزر واق الواق – لم تُحدثه جماعة ولا دولة منذ أكثر من ثلاث مائة سنة ، وقد صرّح بعض الساسة الغربيين بأنه “لا بد من قتال هذه الدولة التي أعلنت “الخلافة” وإلا ضاع جهد الغرب لأكثر من أربعة قرون في إضعاف وإسقاط الخلافة وإبقاء الدول الإسلامية متشتتة متناحرة ضعيفة” ..

هذه الحقيقة الكبرى يتجاهلها الكثير من المحللين والمفكّرين عندنا ، وقد أُغلقت عقولهم على قضيّة أن “الدولة الإسلامية” هي التي جلبت الغرب لحربنا ، كما قالوا عن أسامة وقاعدة الجهاد ، وهذه الفكرة انحراف كبير عن الوحي الرباني الذي بيّن بما لا بيان بعده أن هؤلاء الكفار يقاتلوننا لإسلامنا {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (البروج : 8) ، وهذه النقمة منذ أن حمل قابيل تلك الصخرة ورضخ بها رأس هابيل فسنّ للبشرية سنة الحسد على الطاعة {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (البقرة : 109) ، فهذه النفسية المريضة علمت يقيناً بأن المقابل هو الحق ، ولو أنها أعملت العقل لاتّبعت الحق ، ولا يمنعها من اتباعه إلا شعور بغيض دنيئ بتمني زوال النعمة عن الغير ، ولشدة فساد هذ العقلية آثرت عدم قبول الحق فتعيش مطمئنة ، وقبلت الباطل والنار والكفر وانعدام الإنسانية لتَمكُّن الحقد والكراهية والبغض منها ، فهي نفسية مريضة خبيثة مجرمة لا ينفع معها إلا الإستئصال ، ولا علاج لها غيره ، وهذا ما أشار الله تعالى إليه في قوله سبحانه {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} (الأنفال : 67) فعملُ النبي أن يطهّر الأرض من هذه العناصر الخبيثة الفاسدة من البشر ، ولو احتاج الأمر إلى إبادة جماعية على مستوى عالٍ في سبيل إحياء البشرية فليكن ، كما قال نوح عليه السلام {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا} (نوح : 26-27) ، فقد وصل الفساد في عهده إلى مرحلة لم يكن يصلح معها غير استئصال البشرية كلها ، فكان الجواب الإلهي : إغراق الكوكب بمن عليه من البشر ، ونجاة الفئة المؤمنة فقط لتستأنف الحياة في الأرض ..

إن البعثة النبوية هي ثورة على الكفر والظلم والطغيان ، وهذه الثورة – كما كل ثورة – تحتاج إلى مقارعة الباطل وقهره واستئصال شأفته ومحوه من الوجود ، وإذا بقي الباطل وبقيت عناصره فإن الثورة تبقى في خطر دائم ، ولا يمكن أن يهدأ للباطل بال إلا بالكيد والمكر والثورة المضادة التي تستأصل شأفة الحق وأهله ، فكما أن الله بيّن أمنية هذه النفس المريضة في قوله تعالى {يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} (البقرة : 109) فإنه – سبحانه – بيّن أنها لا تكتفي بالأمانيّ ، بل تعمل بموجبها {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة : 217) ، وهذا ما حصل في مصر التي أعلن أهلها “السلمية” المخالفة للحقيقة الكونية وللحكمة الشرعية وللطبيعة البشرية ، وكان الرد على هذه السلمية : مجازر جماعية دون مقاومة تُذكر ، وحرب على كل ما يمت للإسلام بصلة ، والعجيب الذي لا يستسيغه العقل أن تكون “سلمية” رغم هتك الأعراض !! نحن نفهم أن لا يُشهر الرجال السلاح إذا قُتل الرجال والنساء والأطفال ، فهذا قد يُعقل ، أما أن تُساق النساء إلى أقسام الشرطة وتنتهك أعراضهن وتبقى “سلمية” فهذه لم نجد لها وصفاً في قاموس العرب ، لا لعجز اللغة العربية ، ولكن ربما لأن العرب ما كان يخطر ببالها أن مثل هذا يحصل ، فلا هي دياثة ولا قوادة ، بل هي أمر آخر لم يخترع لها العرب وصف فيما نعلم ..

لا يمكن لثورة “سلمية” أن تتغلب على ظلمٍ وفسادٍ متجذّر في المجتمع ، وهذا ما لا يريد البعض فهمه ، وقد رأينا هذا في مصر واليمن وتونس ، ولو بقي هؤلاء ألف سنة فإن ثورتهم “السلمية” ستبقى عديمة التأثير في مثل هذا المحيط الفاسد ، إلا أن يسمح أهل الفساد لأهل الحق بنشر حقهم بين الناس فينشأ جيل كامل محب للحق مبغض للباطل ، وأهل الباطل أخبث من أن يتركوا الحق ينتشر .. أو أن يحتاج أهل الباطل لبعض هؤلاء لأداء دور معيّن ثم يكرّوا عليهم من جديد ويُعملوا فيهم السيف ..

إن قتال أهل الباطل هو الطريق الصحيح لاستئصاله ، خاصة إذا كان لهذا الباطل قوة مادية ، أما في حال قوة أهل الحق وتمكّنهم في الأرض وكون الباطل تحت قهر وسلطان الحق : يكون البيان والحجة الداحضة للباطل هو المقدّم ، ومن عجيب أمر البعض أنهم يرون وجوب قتال “أهل البغي” و”الخوارج” (ويقصدون بهم المجاهدين) ويحثّون الحكام على فعل ذلك ويبررونه بأنه أمر مشروع ،

New statement from Jabhat al-Nuṣrah: "Clarification on What Was Stated In an Interview of Shaykh Abū Mālik al-Shāmī"

kalamon2
Click the following link for a safe PDF copy: Jabhat al-Nuṣrah — “Clarification on What Was Stated In an Interview of Shaykh Abū Mālik al-Shāmī”
______________

To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]