إلى الإخوة الذين يقولون: هل انتصرت غزة؟
-
صمود شعبها أكثر من خمسين يوما محتسبين عند الله القتل والإصابات وهدم المنازل فيما نحسبهم راضين صابرين دون أن يرضخوا لليهود رغم ذلك كله
-
الذل والهوان والخوف الذي أصاب اليهود، وسقوط هيبة جيشهم وانهزام روحهم المعنوية وفشل لأهدافهم التي وضعوها لحربهم وتحول قبتهم الحديدية إلى أضحوكة!
-
فشل تآمر الأنظمة في بلاد المسلمين، والتي دعمت الحرب على مسلمي غزة ماليا واستخباراتيا وافتضاح أمرها
-
فشل الدعم الأمريكي وتسليحه للصهاينة
-
ارتفاع الروح المعنوية لدى المسلمين ورؤيتهم نموذجا من فئة قليلة مستضعفة بلا مقومات ولا موارد تأخذ بالأسباب المادية قدر الاستطاعة فتحقق ما لم تحققه الجيوش الجرارة
كل هذه أمور يُفرح بها ولا ينبغي التهوين من شأنها، ويمكن اعتبارها نصرا نسبيا.
لكن هل الفرحة كاملة غير مشوبة؟
بل يشوبها أمور منها:
– ظهور قيادة السلطة والقيادة المصرية في صورة التفاوض وضمان تنفيذ الشروط وكأنهما مسهمان في النصر مؤتمنان على ثماره ! والجميع يعلم ما كان لهما من دور ! فمن المخيف تصور أن تقطف “السلطة” الثمرة بعد ذلك كله، ولا تغرنا أبدا تحركاتها الموهمة باستقلالية قرارها فضلا عن علمانيتها وسجلها المعروف في خدمة النظام الدولي وتنفيذ أجنداته!
– المآخذ القديمة الحديثة على حركة حماس كموقفها من الديمقراطية وسيادة الشريعة وتحالفاتها واللهجة الوطنية المعترفة بحركة فتح وقياداتها. لكن قرائن حال مقاتلي القسام الذين رأينا منهم التضحية والصبر على قتل نسائهم وأبنائهم تجعلنا نرجو من الله تعالى أن يكرمهم بتعديل المسار ولا يكل الحركة إلى نفسها في قابل الأيام. ووجود هذه المآخذ المهمة لا يسوغ التقليل من شأن ما حققه مجاهدو غزة. بل يتوجب التواصي معهم بتدارك الخلل ونصرتهم في جهادهم المشروع والاستفادة من تجربتهم بدراسة عوامل النصر التي أخذوا بها لتدارك ساحات الجهاد الأخرى.
– دندنة “الوسطاء” و”الرعاة” للاتفاقيات حول “الهدنة الدائمة” و”الحل الجذري” و”التسوية”، والتي تدفع باتجاه الاعتراف بالكيان الصهيوني، الأمر الذي يتطلب من مجاهدي غزة الإصرار على لغة مواصلة الجهاد لئلا تتسرب مصطلحات التسوية إلى نفوس الناس شيئا فشيئا.
ومع هذا كله، ومع خوفنا مما ستسفر عنه الأيام، إلا أن واجب المسلمين نصرة غزة ومسلمي فلسطين عموما، لا الاقتصار على النقد والتحليل وتوقع الزلل، ولا تحميل الثلة المجاهدة والشعب الصامد بغزة ما لا يحتملون والتعويل عليهم أن ينتصروا وحدهم انتصارا شاملا في مواجهة كيد الصهاينة والنظام الدولي وأذنابهما في بلاد المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يلطف بأهلنا في غزة وينصرهم على عدوهم وينقي مناهجهم ويسدد رأيهم ويصوب رميهم ويعيننا على نصرتهم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
____________
To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]