بسم الله الرحمن الرحيم
—————————————————————————
الحمد لله القائل: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120] والصلاة والسلام على رسوله المبعوث بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، أما بعد:
فما زالت أمة الإسلام تتوالى عليها الأحداث الجسام، وتواجهها التحديات العسيرة، وتحاك ضدها المؤامرات التي يتولى كبرها طواغيت العرب والعجم، وإن حرب أمم الكفر على الإسلام أمر متقرر عند المسلمين، بينه القرآن كما قال سبحانه: {…ِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا…} [البقرة: 217] ولقد كان ذلك من المعالم الواضحة في سير الدعوة النبوية، ومن سار على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فلابد أن تواجهه الابتلاءات والمحن.
وإن المتزعم لحرب الإسلام في هذا العصر أمريكا، التي حملت الراية ورفعت الصليب، وسعت بكل ما أوتيت من قوة لإضعاف الإسلام، وإذلال أهله، تُجلب بكل قوتها في الحرب، تسفك دماء المسلمين لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا ترعى حرمة لزمان أو مكان أو شخص.
وكان آخر ما قاموا به إرسالهم الطائرات بدون طيار على إخواننا في المسلمين في العراق بحجج واهية وتبرير بارد ساذج، ونحن نسائل أمريكا أين كانت ولم لم تتحرك لإنقاذ مئات الآلاف من أهل السنة في العراق من البراميل المتفجرة التي كان المالكي يرسلها إلى الفلوجة وديالى والموصل، وأين كانت مشاعر أوباما الإنسانية واعتباراته الأخلاقية بعد أن بان للقريب والبعيد عدوان حكومة المالكي الرافضية على أهل السنة وسفك دمائهم وهتك أعراضهم، ولا عجب ولا غرابة فجرائم أمريكا وجيشها في العراق خلال فترة الاحتلال لم ولن تمحى من ذاكرة المسلمين بسهولة.
وهذا هو ديدن الغرب المنافق الكاذب وعلى رأسه أمريكا ينصرون ملل الكفر على أهل الإسلام ويتعاملون بازدواجية مع الشعوب، فالعدوان اليهودي على غزة دفاع عن النفس، وتوسع المجاهدين في العراق اعتداء خطير على حقوق الإنسان والأقليات، وجهاد أمريكا وحلفاءها الغربيين والشرقيين إرهاب وعنف أما اعتداء ملل الكفر على المسلمين وقتل الشعوب المؤمنة والتنكيل بها فمهمة سامية شريفة تلقى الدعم الدولي والتأييد العالمي من قبل مجلس الأمن ومنظمات السيطرة الدولية.
إن إعلان أوباما الحرب على المسلمين في العراق وما تبعه من استهداف المجاهدين بالطائرات الأمريكية يظهر جلياً أن العدو الصهيوصليبي مازال هو الأخطر على أمة الإسلام قد يتوارى أحيانا ولكنه يظهر مدافعاً عن مصالحه التي اغتصبها من الشعوب المسلمة ومنافحاً عن وجوده المرفوض في بلاد المسلمين ويضطر إلى الظهور العلني إذا خسر عملاءه وضعفوا عن تنفيذ أوامره كما ينبغي؛ ولذا كان الشيح أسامة بن لادن -رحمه الله- ومن بعده الشيخ أيمن الظواهري -حفظه الله- يوصيان دائماً بقطع رأس الأفعى أمريكا حتى يسهل التخلص من عملائها الأذيال حكام بلاد المسلمين.
وهنا وتعليقاً على هذا الحدث فإننا نعلن تضامننا مع إخواننا المسلمين في العراق ضد هذه الحملة الصليبية، فدماؤهم دماؤنا، وجراحهم في قلوبنا، ونصرتهم حق علينا، وما وجدنا من سبيل للإثخان في أمريكا فسنسلكه –بإذن الله- جهادا في سبيل الله، ونصرة لإخواننا، وإبرارا لقسم شيخنا أسامة رحمه الله.
كما ندعو كل الجماعات الإسلامية أن تنصر إخوانها بالإثخان في أمريكا، وأن تجعل ضمن خطة جهادها النيل من أمريكا، عسكريا واقتصاديا وإعلاميا، وندعو كل مسلم في أي مكان -خاصة من يستطيع الدخول إلى أمريكا- أن يناصر إخوانه بحرب أمريكا بكل ما يستطيع، ومن عجز فلن يعجز عن دعوة صادقة؛ فإن أمريكا هي العقبة الأولى دون تحرر الشعوب المسلمة وتحكيم الشريعة، وإذا زالت فما بعدها-بإذن الله- يسير.
إن الذي نظنه أن هذا القصف الأمريكي لن يقتصر على جماعة دون أخرى أو تنظيم دون آخر، وأنه سيشمل -ضمن الحرب الصليبية السافرة- كل من يجعل من هدفه تحرير بلاد المسلمين وتحكيم الشريعة وهذا مشاهد في أكثر من بلد، ونسأل الله أن يكون كيد العدو ومكره وحربه على المسلمين جميعاً سببا في جمع كلمة الأمة لجهاد الصليبيين، “إن المصائب يجمعن المصابينَ”.
وبحسب تجربتنا مع الطائرة بدون طيار نبشر إخواننا أنها وإن أصابت المسلمين وطليعتهم المجاهدة بشيء من الأذى فإنها لا تهزم من استعان بالله فـ “لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى” فكم قصفت هذه الطائرات في اليمن، وقبل ذلك في خراسان، والصومال ولازال الجهاد ماضيا، ولا زالت الأمة حبلى تنجب الأبطال المجاهدين يتوارثون الجهاد والتضحية جيلاً بعد جيل.
كما نعطي إخواننا بعض الوصايا، وهي خلاصة تجربتنا مع هذه الطائرات:
– أخذ الحيطة والحذر من الجواسيس والمندسين على الأرض لأنهم عنصر أساسي في تحديد الأهداف.
– أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع الهواتف وشبكات الإنترنت.
– عدم التجمع بأعداد كبيرة أو التحرك في أرتال كبيرة.
– في حالة وجود كثافة للطيران يجب الانتشار في المزارع أو تحت الأشجار.
– الاهتمام بحفر الخنادق والتفنن فيها لأنها ناجحة في التقليل من نتائج القصف.
– ونذكركم بالمحافظة على الأذكار فهي خير ما يحفظ الله به العبد من شياطين الجن والإنس والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
وختاماً: فإننا نعيد التأكيد لأمتنا المسلمة أننا نقف في خندق واحد مع إخواننا المسلمين في العراق ضد التآمر الأمريكي الصليبي والإيراني المجوسي وعملائهم من حكام الخليج المرتدين.
ونقول لأوباما: لا تمن نفسك يا عدو الله بما لن تناله، ولا تتوهم أنك إذا اعتديت على أي مسلم مجاهد أو غير مجاهد أن فعلتك ستمر بلا عقاب، فإننا أمة تتداعى إلى نصرة المظلوم لا تحول بيننا السدود ولا الحدود ديننا واحد وعدونا واحد والله ناصرنا ومعيننا وهو مولانا ونعم النصير.
تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب
___________
To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]