New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "Message on the Recent Raid of Jindūbah"

1962744_1431495513763018_1453333286_n_small

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ}، إن سنة ترصد المشركين والكافرين وأعداء الدين سنة نبوية ثابتة ، الغاية منها تقوية شوكة المسلمين، وإضعاف شوكة العدو، سواء في المجال العسكري أو السياسي أو الإقتصادي، وقد بادر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أول قدومه إلى المدينة، حيث مكث سبعة عشر شهراً كاملة يترصد عير وقوافل قريش التي تمر إلى الشام، واختتمت بسرية عبد الله بن جحش في إحدى الأشهر الحرم، ولكن رغم ذلك أنزل الله تعالى قرآناً يؤيد صنيع هذه السرية بعدما تعللت قريش أن المسلمين ينقضون حرمة الأشهر الحرم بقتلهم أحد المشركين وأسر آخر وغنم عير لقريش، فكان الرد واضحاً وحاسماً من رب العزة أن المشركين هم من بدأوا الظلم والاعتداء على المسلمين وهم بعد في مكة، فاخترقوا بذلك الأشهر الحرم والمكان الحرام في آن واحد ، وذلك في قوله تعالى {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام، والفتنة أكبر من القتل }.
ثم اختتمت هذه السلسلة من السرايا بغزوة بدر الكبرى التي سما الله يومها بيوم الفرقان نظراً لأهميتها وثقلها في ميزان الله.
فماذا نقول يا ترى في هؤلاء المشركين الجدد، المتمثلون في هذه الأنظمة المرتدة وجنودها الأشرار، الذي لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا قرابة ولا وطنية زائفة، ويضربون بيد من حديد فيقتلون ويحرقون ويهدمون ويأسرون ويطاردون الموحدين والموحدات إلا أنهم قالوا ربنا الله وطالبوا بتطبيق شرع الله في بلدهم.
ماذا نقول في جلاديهم الذين يعذبون أسرانا وأسيراتنا بأنكى وأبشع أساليب العذيب البدني والمعنوي ؟ ألا يحق لنا أن نوقف جرائمهم ونقتص من مجرميهم ونحرر أسرانا المعذبين من سجونهم ؟
فاستهداف تقويض العدو وإرعابه أو إرهابه من أعلى مراتب الجهاد والتقرب إلى الله تعالى لما في ذلك من مكاسب عظيمة للجماعة المسلمة ولدين الله عز وجل، وهو أمر رباني .
كما أن شأن الصحابي أبي بصير رضي الله عنه، بعد صلح الحديبية، من النماذج الظاهرة الثابتة في هذا المجال، حيث كان يتعرض لقوافل قريش التي تمر على الساحل، وكان يغنمها ويقطع عليها الطريق لما في ذلك من أضرار بالغة على قريش، وقد مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :” ويح أمه مسعر حرب لو كان معه رجال”.
ونحن نقول لإخواننا الموحدين، ويحكم، مسعرو حرب لو كان معكم رجال، فحرضوا من خلفكم من المسلمين واجمعوا الرجال وأعدوا العتاد لمقارعة هؤلاء الظالمين، وتصيدهم في الطرقات والحواجز ليذوقوا بعض وبال أمرهم وحصاد أعمالهم، فمن ظلم سيُقتص منه ولو بعد حين، فإن الله يمهل ولا يُهمل، وليعلم أعداء الله من جنود الطواغيت أنهم سيألمون كما نألم، إلا أننا نرجو من الله ما لا يرجون، فهم يرجون رضا الطواغيت عنهم وفتات الدنيا الزائل بينما نحن نرجو الفوز بالجنة والنجاة من النار ورضوان من الله أكبر.
ويقول رب العزة {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}
فقتال هؤلاء ينبغي أن يكون ابتداء وطلباً وليس فقط دفاعاً ودفعاً، لأسباب عدة على رأسها تأييدهم ونصرتهم لنظام مرتد كافر يحكم العباد بقوانين الكفر الظاهرة الصريحة، فضلاً عن محاربته لشريعة الله عز وجل وقتاله وقتله لأنصار الشريعة في البلاد رجالا ونساء، أو الزج بهم في السجون والتفنن في تعذيبهم لفتنتهم عن دينهم، أو مطاردتهم ونفيهم عن ديارهم وأهليهم، أو اغتصاب أموالهم وممتلكاتهم ظلماً وعدواناً، أو محاربتهم في أرزاقهم ومحاصرتهم ،وغيرها من الجرائم التي ترتكب في حق الموحدين تحت مبرر محاربة الإرهاب والتطرف وبغطاء من أمم الكفر قاطبة وكل مؤسساتهم ومجالسهم وهيئاتهم التي ما أسسوها إلا من أجل استعباد الناس وعلى رأسهم أمة الإسلام.
فلا يشترط في حرب هؤلاء سوى القدرة وامتلاك الشوكة المطلوبة، فالأمر الرباني واضح وصريح ، ومن باب أولى خينما يتعلق الأمر بأئمتهم ورؤوسهم
{ وقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم}.

فاليوم لابد أن تنقلب الصورة وينتقل الموحدون بفضل وقوته ومدده إلى مواقع الهجوم على العدو بأن يقعدوا لهم كل مرصد ويثخنوا فيهم دفعاً لصائلهم وشفاء لصدور قوم مؤمنين طالما ذاقوا الأمرين على أيدي هؤلاء الظالمين المرتدين ولا يزالون.
فأقل ما يمكن أن يقوم به المجاهدون اليوم هو المعاملة بالمثل، وإذاقة العدو مرارة العلقم الذي يذيقونه لأهالينا في كل مكان، وبالأخص طواغيت تونس القدماء والجدد، هؤلاء الذي تحالفوا على ضرب الموحدين وقتالهم وقتلهم بلا أدنى رحمة، فهل يتردد الموحدون بعد أن رزقهم الله القوة والشوكة – في أوقات وأماكن محددة – في رد عادية هؤلاء المجرمين ؟
وهل يشترط في قتال هؤلاء المرتدين سوى القدرة وامتلاك الشوكة المطلوبة ؟ فما لنا نتقهقر عن أداء هذا الواجب بعد أن منًّ الله علينا بما يسوء عدونا ويغيظهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ؟

وقد وفق الله سرية من سرايا أنصار الشريعة في منطقة أولاد مناع، حيث نصبوا كميناً وهمياً بلباس الحرس الوثني، وقامت بإيقاف بعض جنود الطاغوت المتورطين في تعذيب الموحدين في السجون وتتبع الأحرار منهم، فسقطوا في فخ الإخوة فقتلوا منهم وهرب الباقي ، وقد كانت العملية دقيقة جداً ومحكمة التنظيم أدخلت الرعب في قلوب الطواغيت وأفزعتهم وأغاظتهم أيما إغاظة، وقد انسحب الإخوة سالمين ولله الحمد إلى قاعدتهم، إلى أن شاء الله بعد مرور شهر على الغزوة أن يُكتشف مكانهم فحاصرهم العدو ، فقاتلوا بثبات حتى رزقهم الله الشهادة نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله.
إن هذه الغزوة تدل على أن الموحدين جاهزون لأداء فريضة الجهاد ضد طواغيت الحكم وجنودهم المرتدين، وهم يتحينون الفرص المناسبة لتؤتي ثمارها المنتظرة، وليتأكد شعبنا المسلم في تونس أن أبناءه في أنصار الشريعة لن يخذلوه ولن يسلموه للطواغيت يعيث في أرضهم فساداً وفي عقيدتهم تمييعاً وتحريفاً وفي ثرواتهم اغتصاباً وسلباً، فلسنا من ينكث العهد مع الله ومعكم بأن ننصر المستضعفين من شعبنا المسلم المظلوم، استجابة لنداء ربنا العزيز {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً}، ولسنا ممن يجبنون يوم اللقاء أو يغفلون عن واجباتهم اتجاه دينهم وشعبهم، وأنتم تعلمون أننا نقدم الغالي والأنفس والأموال وأمننا وأهلنا فداء لهذ الدين ووفاء بهذا العهد الغليظ.
فما نريده منكم شعبنا الأبي هو إيمانكم بوعد الله لنا جميعاً أن الباطل مهما تجبر وعلا فهو إلى زوال، وأن فجر الحق أقرب مما تظنون، بشرط أن نظل مخلصين وصادقين مع الله عز وجل، وصابرين ثابتين على أمره، لا يضرنا من خالفنا أو من عادانا أو سخر منا ومن قيمنا، فنحن الأعلون بإيماننا، والغالبون بإخلاصنا لربنا، وبصبرنا على ما أوذينا في سبيله، لا نضجر ولا نجزع، بل نحتسب ونعد العدة ونتقرب إلى الله بقتال هؤلاء المجرمين ورد عاديتهم، حتى يحق الله الحق بأيدينا أو بغيرنا من جنوده المخلصين.

ونبشر أعداءنا بما يسوؤهم، ونقول لهم مهما تجبرتم ومهما بطشتم ومهما كدتم ومكرتم، فإن ذلك كله إلى زوال ولن يثنينا عن غاياتنا قيد أنملة ولا أدنى من ذلك، بل سنتعقبكم ونترصدكم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً
{ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم}.

الشيخ المجاهد

أبو سعد العاملي حفظه الله وبارك فيه

بتاريخ الإثنين 23 جمادى الأول 1435 الموافق لــ 24 مارس 2014

____________


To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]