New statement from Minbar at-Tawḥīd wa-l-Jihād: "On the Martyrdom of Shaykh Abū al-Walid [al-Maqdisī]"

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مقدر الأقدار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه الأبرار، وبعد:

فلقد بلغنا ذلك الخبر المفرح المحزن، عن ذلك الأسد المؤمن، حيث قامت طائرات اليهود بقصف فضيلة الشيخ المجاهد أبي الوليد المقدسي ليتجندل البطل شهيداً حميداً –كما نحسبه والله حسيبه-.

تجندل الشيخ رحمه الله بعد حياة حافلة قضاها في العلم والتعليم، والدعوة والإرشاد، والتحريض والإعداد والجهاد، وبعد تشريد ومطاردة وسجن وبلاء، وما يقابل كل ذلك من صبر ومصابرة وإباء.

قال الله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)) [آل عمران].

ونحن إذ ننعي فضيلة الشيخ فإننا نشهد له أنه كان شامخاً بين كتب الفقه والحديث، وبين أكداس السلاح والحديد، بين المكاتب والدفاتر والأقلام، وبين تجهيز الصواريخ والقنابل والألغام، بين “منبر التوحيد والجهاد” والإفتاء والتدريس، وبين “جماعة التوحيد والجهاد” والإعداد والتأسيس، ليعيد للأذهان سير أولئك الأعلام، من أئمة الإسلام؛ كالإمام أبي إسحاق الفزاري رحمه الله الذي قال عنه الإمام أحمد العِجْلي رحمه الله: “هو الذي أدَّب أهل الثغر، وعلمهم السنة، وكان يأمر وينهى، وإذا دخل الثغر رجلٌ مبتدع أخرجه”.اهـ [سير أعلام السجناء 8/540-541].

وكالإمام عبد الرحمن الأوزاعي رحمه الله الذي قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله: “كان يسكن بمحلة الأوزاع.. ثم تحول إلى بيروت مرابطاً بها إلى أن مات”.اهـ [سير أعلام النبلاء 7/107].

وكأننا بالشيخ يردد في سريرته ومسيرته، ما عبر به الإمام ابن حزم رحمه الله عن أمنيته:

مُنايَ من الدنيا عُلومٌ أبُثها وأنشرها في كلِّ بادٍ وحاضرِ
دُعاءٌ إلى القرآن والسننِ التي تَنَاسى رِجالٌ ذِكرَها في المحاضرِ
وأَلزمُ أطرافَ الثغورِ مجاهداً إذا هيعةٌ ثارتْ فأوّلُ نافرِ
لألقى حمامي مُقبلاً غير مُدبرٍ بِسمرِ العوالي والرِّقاق البواتِرِ
كِفاحاً مع الكفارِ في حومةِ الوغى وأكرمُ موتٍ للفتى قتلُ كافرِ
فيا ربِّ لا تجعل حِمامي بغيرها ولا تَجعلني من قطينِ المقابرِ

فرحمك الله من عالم عامل شهيد، وطبت حياً وميتاً يا شيخنا أبا الوليد، وإن غرساً غرسته ليس بميت بموتك، بل إن بداية حياته بنهاية حياتك! فليمت الشانئون في لجلجات صدورهم، فإن طلائع الفتح في الأقصى يلوح نورهم، (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)) [آل عمران].

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين..
إخوانكم في منبر التوحيد والجهاد 
عنهم أصغرهم أبو همام الأثري
28 من ذي القعدة 1433هـ

_________


To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]