New article from a member of the Shamūkh al-Islām Arabic Forum Abū Usāmah al-Kūbī: "Oh Men: Behold the Kindle of Women"

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين،
ثم أما بعد؛
فإن ما حدث ويحدث في جنوب بلاد الحرمين في جامعة الهالك خالد هو أمر محزن مفرح، وهذا أصعب إحساس يمر على المرء حيث تختلط عنده المشاعر، ولقد ترددت كثيراً في كتابة هذا المقال، ولولا أن هناك من يتربص الفرص ليتاجر بدماء النساء بين مقتولة ومصابة وبحريات رجال تحركت فيهم النخوة والغيرة والشهامة بعد ما سفكت دماء النساء، وهذا والله المحزن أن لا تتحرك غيرة الرجال حتى يقتل النساء!، وأما أن تملأ السجون وتنتهك الأعراض الطاهرة وتعذب السنين الطوال وتخرج الصرخات تلو الصرخات ولا مجيب، وعندما قتلوا وسفكت دماؤهم تحركت الغيرة.
والله أعلم كم تحتاج هذه الأعراض المأسورة؛ من نساء يقتلن حتى يتحرك الرجال لنصرتهن!، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والأصل أن يتقي النساء بالرجال، ولكن نعوذ بالله من عجز المؤمن وجلد الفاجر.
وقد ذكرني هذا بموقف أم عمارة -رضي الله عنها- عندما انكشف الرجال في غزوة أحد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقامت بالسيف تذب عنه بأبي وأمي أنت يا رسول الله حتى أُثخنت بالجراح، ويقول عنها وعن تضحيتها ووقوفها دونه -صلى الله عليه وسلم-: “ما التفتُ يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني” -رضي الله عنها-.
ويعلم الله أن بقاء النساء في بيوتهن أحب إلي من خروجهن، ولكن ما دام وقد خرجن فواجب عليّ وعلى كل مسلم غيور نصرتهنّ وتوجيههنّ، وهنّ لم يخرجن إلا لنصرة المظلومين في سجون آل سعود، وفك العاني واجب على كل مسلم قادر، فكم من أمّ وزوج وأخت وبنت حُرمنَ السنين الطوال من أقاربهن المأسورين.
فيا أخواتنا الفاضلات العفيفات نوصيكن بتقوى الله في أنفسكن، واحفظن الله يحفظكن، واعلمن أن العالم كله يتابعكن لا لينصركن؛ ولكن ليحول مسار خروجكن إلى المطالبة (بحقوق المرأة الكافرة المخالفة لكرامة المرأة المسلمة)، فالله الله في حفظ صفكن من الداخل، وليكن منكن محتسبات في أوساطكن يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر والتزمن بمظاهر الدين في اللباس الساتر، والحفاظ على تجمعاتكن من الاختلاط بالرجال (لو خرجوا معكم!)، ومن الشعارات الفاسدة المخالفة للإسلام، وكن بخروجكن دعوة إلى الطهر والعفاف، واعلمن أنكن قد تصدرتن أمراً انخذل عنه كثير من الرجال، وقد يكون الفرج على أيدكن وفضل الله يؤتيه من يشاء، وأسأل الله العظيم أن لا يكون هذا من سنة استبدال النساء بدل الرجال في فريضة الجهاد التي خص الله بها الرجال من دون النساء كما بين – صلى الله عليه وسلم- عندما سألت عائشة -رضي الله عنها- هل على النساء جهاد، قال: ” نَعَمْ جِهَادٌ لاَ قِتَالَ فِيهِ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ جِهَادُهُنَّ”، والله يقول: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
وأما الرجال؛ فلا أدري والله ماذا أقول لهم، وهي فتنة عظيمة، وقد اقترب موعود أرض الحرمين، وكل متربص، وكل قد أعد لهذا الموعد وهذا الوقت، وأهل السنة وأهل الدين – إلا من رحم الله – معلق أمله على فتوى جواز الاستعانة بالكفار، وجواز دخول النصارى معهم في حلف مع المسلمين، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور.
ووالله لو يعلمون ما يحاك في القصور والمواقع العسكرية في الجيش والحرس الوطني وغيرها من سفارات صليبية وحسينيات رافضية لما ناموا في بيوتهم ساعة، ولأعدوا لدينهم ولأنفسهم ولأعراضهم؛ ولكن حب الدنيا وكراهية القتال!.
ومع هذا كله أقول لرجال الدين والغيرة والشهامة: دونكم هذه الأعراض أنصروها بكل وسيلة شرعية، واتقوا الله فيها لعلكم تنصرون على عدوكم، وكونوا حصن أهل السنة، وأعدّوا لما هو آت، ولا تخذلوا أنفسكم، وتذكروا الأندلس وما حل بها وأهلها!، والسعيد من اتعظ بغيره.
يا أهل السنة في بلاد الحرمين: أفيقوا قبل الندم، واحملوا سلاحكم قبل فوات الأوان، فلن تسمح أمريكا وحلفاؤها بحكومة غير حكومة آل سعود، ولا بإسلام غير إسلام آل سعود ومن على شاكلتهم، وما هو حاصل اليوم في أبين عدن وعزان من قصف بالبارجات الأمريكية الفرنسية البريطانية ومن الطيران السعودي اليمني الأمريكي هو شاهد على ذلك.
لماذا ؟؛ لأن شريعة الرحمن التي أنزلت على محمد – صلى الله عليه وسلم – قامت بولائها وبرائها وحدودها وقصاصها وإخائها ووو، وهذا مالا يرضاه الغرب والمرتدون ومن كان في قلبه مرض!.
فالمقصود أن آل سعود قد حان زوالهم، ولكن مَن البديل، ولن يثق الناس بمن كان يأخذ راتباً من أجل أن يمدح حكام الردة والعمالة ويحارب أولياء الله من على منبره ومكتبه؛ فليكن المتصدر لهذا الأمر هم أهل الدين (الصادقون) ليمسكوا زمام الأمور لو قدر الله وسقط الحكم، ولنصبر على حلوها ومرّها ونكون رجال هذه المرحلة وأهلها.
ومن توفيق الله أن الأمر بدأ من الجنوب من أبها، فحافظوا على هذا كظهر لكم، وكونوا على حذر من الرافضة المتواجدين في الشرقية، وعليكم بالحجاز ففيها الخير بإذن الله.
وفي ختام مقالتي؛ أوصيكم بوصايا أسأل الله أن ينفع بها:
أولاً: يا نساء بلاد الحرمين إن ما خرجتن له من مطالبة لفكاك أسراكن هو أمر عظيم ومطلب شرعي، وإذا فرض الجهاد تعين على الرجال والنساء، وكل على قدر طاقته واستطاعته، ولا يخفى على أحد أين وصل العدو الصائل من صهيوصليبي وحكومات مرتدة في أراضينا، ولا يكون على النساء ما يكون على الرجال من حمل السلاح إلا عند الحاجة، ومع هذا فقعودكن عن هذا أحب إلي، وحسبنا الله ونـعم الوكيل.
ثانياً: يا نساء أرض الحرمين؛ عليكن بتقوى الله فيما خرجتن من أجله، ولا تقطف ثمار دمائكن وبلائكن من المفسدين من علمانيين أو رجال دين تصرف رواتبهم من مكتب محمد بن نايف، وسترونهم معكن كما ترونهم اليوم مع إخواننا في سوريا فرج الله عن أهل السنة فيها، فقد بُحّت حناجرهم قبل الثورة بالتعظيم!، وبعد الثورة بالتكفير للحكومة النصيرة!.
ثالثاً: يا نساء أرض الحرمين لتكن بينكن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، واحذرن أن يخرج من تجمعاتكن (توكل كرمان) نسأل الله أن يهديها.
رابعاً: يا رجال أرض الحرمين غفر الله لي ولكم؛ أَوَمثلكم يتقون بالنساء، أإلى هذا الحد وصل الأمر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أمن النصر تخافون!، أم من الشهادة تفرون!.
خامساً: يا رجال أرض الحرمين؛ مالكم!، الأمر حاصل أمامكم في مناطق الرافضة في القطيف وهم أقل منكم عدداً وأنتم والله ثم والله قادرون، والنصر صبر ساعة، فأروا آل سعود ما أريتم الروس وأمريكا في الشيشان وأفغانستان والعراق.
سادساً: يا رجال أرض الحرمين؛ إن رجوع جنوب أرض الحرمين إلى أيدي المشايخ (الصالحين) من أهل الدين والشهامة هو خير للمسلمين وحصن لهم في الجزيرة كلها.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونسألك اللهم برحمتك إن أردت بعبادك فتنة أن تقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين..
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، ونعوذ بك من الحور بعد الكور ومن العجز والكسل..
اللهم احفظ أخواتنا اللائي خرجن يطالبن بفكاك أسرانا، اللهم اكلأهن برعايتك وسخر اللهم لهن رجالاً يحملون عنهن ما حملنه، اللهم كن لهن عوناً ونصيراً، واكفهن اللهم شر كل ذي شر..
اللهم أنت حسبنا على طواغيت آل سعود المجرمين، اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً..
اللهم اشف صدورنا وصدور أيتامنا وأراملنا وأمهاتنا وأهالي أسرانا منهم يا حي يا قيوم..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب؛
أبو أسماء الكوبي
23ربيع الثاني 1433هـ
جزيرة العرب

_________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]