بسم الله الرحمن الرحيم
أسئلة الإخوة للشيخ حسين بن محمود حول الثورات (14)
س: قُتل القذافي
ج: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
س: هل تعتقد أنه قُتل في الإشتباك أم أُعدم من قبل الثوار؟
ج: الظاهر أنه أُعدم.
س: هل كان القبض عليه أفضل أم إعدامه
ج: كنا نريد أن يقبضوا عليه لفترة يذيقوه العذاب في الدنيا قبل الآخرة، ولكن قدّر الله وما شاء فعل. ربما إذا قبضوا عليه حياً وسلّموه للسلطات يقومون بمسرحية يسمونها محاكمات كما يحدث في مصر الآن ويشغلون الليبيين عن الأولويات كما يفعلون في مصر. في قتله راحة لليبيين وتطلّع للمستقبل بأسرع وقت، وفي إبقائه إشغال لهم عن التخطيط للمرحلة القادمة.
س: سيف القذافي استطاع الهروب.
ج: لعله يسقط في يد الثوار قريباً أو يُقتل. كل من شارك في قتل الليبيين وهتك أعراضهم يجب أن يُقتل.
س: البعض ينادي بالعفو والصفح.
ج: العفو والصفح مع الرجال، أما أهل الدياثة والخيانة والعمالة فلا عفو عنهم لأنه ليست لديهم مبادئ ولا مواقف ثابتة، ولذلك الغرب يحاول أن يُبقي على أكبر قدر ممكن من هؤلاء ليستخدمهم في المرحلة القادمة. هؤلاء عناصر فاسدة نتنة في المجتمع يجب التخلص منهم بالقتل.
س: هل من دليل على هذا!
ج: قول الله تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} (الأنفال : 67)، فالإثخان في الأرض لتطهيرها من رؤوس المشركين ولكسر شوكتهم أمر ضروري في بداية المرحلة الجهادية وفي بداية مرحلة تكوين الدولة الإسلامية، لا بد من التظيف والتمهيد قبل وضع قواعد للبناء.
س: البعض قال بأنه ما كان للمجاهدين أن يعاملوا القذافي بتلك المعاملة الغليظة!
ج: الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار. القذافي أتى بأقذر عبدة الأصنام من أدغال أفريقيا وأعطاهم السلاح والمال ثم وزّع عليهم حبوب “الفياجرا” ليهتكوا ستر المسلمات الطاهرات في ليبيا، وقد فعلوا. كيف كان المفروض أن يتعاملوا معه! نحن نلوم الثوار على هذا التعامل اللّيّن معه، كان المفروض أن يناله التعذيب والتنكيل قبل قتله. لكن الذي يسلّينا أن الله – جل وعلا- شديد العقاب.
س: الدليل!
ج: قال تعالى {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} (النحل : 126)، وقصة العرنيين: النبي صلى الله عليه وسلم قطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم بالحرة حتى ماتوا لأنهم فعلوا ذلك بالرعاة، فالذي فعله القذافي بالليبيين لا يقارن بما فعله العرنيين، فهو يستحق أكثر مما فُعل بالعرنيين. القذافي كان حرباً على دين الله وهو من أكبر المفسدين في الأرض، والله تعالى يقول {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة : 33)، فميتة القذافي بهذه الطريقة كانت مخرجاً له سهل. الغرب يريد أن يُظهر أن عنده إنسانية ورحمة، ويتناسى هؤلاء الكفار ما تفعل طائراتهم بأطفال الباكستانيين والأفغان واليمنيين والصوماليين وغيرهم، ونسي هؤلاء ملايين المسلمين الذين قتلوهم في كل بقعة من الأرض، ونسوا ما فعلوه بالدول الإسلامية قبل أقل من قرن واحد من سفك للدماء وهتك للأعراض وبقر لبطون الحوامل وإحراق الأحياء وقطع أطرافهم واتخاذها قلائد، فهؤلاء الخبثاء يفعلون الأفاعيل بالمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها من البلاد ثم يطالبون المسلمين بالرفق واللين بأعداء الإسلام!
س: ماذا تعتقد أن يحدث الآن في ليبيا.
أنا أتابع القنوات الإعلامية الغربية كالبي بي سي والفرنسية والقنواتة الأوروبية وغيرها هذه الأيام، وهم منذ مدة يضربون على وتر القبليّة والجماعات الإسلامية الليبية والإرهاب والأسلحة وحقوق الإنسان وغيرها من المبررات للتدخّل المستقبلي. ينبشون كل صغيرة يجعلونها كبيرة، ويحاولون أن يجدوا لأي موقف أو عبارة أو كلمة أو شخص أو أي شيء دلالات وعلامات يختلقونها ليفرّقوا بين الشعب الليبي. لن يتركوا ليبيا حتى يزرعوا الشقاق بين أهلها ويضمنوا كفر حكومتها وعمالة حكامها لهم، وعندهم وقت طويل قبل الإنتخابات لفعل كل هذا. طبعاً لا ننسى الإعلام العربي الرسمي.
ج: وماذا يفعل أهل ليبيا.
س: عليهم معرفة خبث ومكر وغدر هؤلاء وأن يجعلوا قول الله تعالى نصب أعينهم {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (البقرة : 105)، وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى. ما دمنا مسلمين فإنهم لا يريدون لنا الخير، ومن قال غير هذا فهو معاند مكابر مخالف لصريح القرآن. فرنسا نصرانية، وكذا أمريكا وإيطاليا وألمانيا والدنمارك والناتو، فكل هؤلاء لا يريدون الخير لأهل ليبيا، لأن أهل ليبيا مسلمون. أكثر الحروب الصليبية على الأمة الإسلامية كانت بقيادة فرنسا.
س: سيدفنون القذافي في مصراته.
ج: لو دفنوه في الصحراء لكان أفضل. مصراته أرض طهر وجهاد لا ينبغي أن يُدفن فيها هذا النجس.
س: نجس!
ج: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}.
س: البعض دعا للصلاة عليه!
ج: سبحان الله! لا تجوز الصلاة عليه ولا الترحّم عليه ولا دفنه في مقابر المسلمين. القذافي كافر مرتد يُدفن في الصحراء أو في مقابر الكفار لا مقابر المسلمين. لا يجوز دفنه في مقابر المسلمين. من حق أموات المسلمين أن لا يُدفن الكفار معهم. سبحان الله! عذّبَهم في الدنيا ويجاورهم في القبور!
س: ماذا ينبغي للمجاهدين في ليبيا فعله الآن بعد موت القذافي، خاصة وأن الأنظار والتركيز الإعلامي عليهم!
ج: عليهم أن يخرجوا للوجود وأن يبرزوا في الإعلام كقوة محررة لليبيا ومخلّصة لشعبها، لا ينبغي لهم أن يتقوقعوا بحجة الضغط الغربي، ولا أن يتركوا الساحة الإعلامية لعملاء الغرب. عليهم أن يكسبوا الشارع الليبي وأن يتغلغلوا في القبائل والمدن وأن يدعوا إلى الله على بصيرة، مع التركيز على وحدة الصف، فهم الآن حماة ليبيا الحقيقيون. يجب أن يعرف الشعب الليبي هذا جيداً: معرفة لا غبش فيها. يجب أن لا يغفلوا عن أسلحتهم: سواء القتالية أو الدعوية أو السياسية، يجب أن ينخرطوا في المجتمع الليبي بكل قوة وبكل ثقة، ويجب أن يُعلنوا إسلامهم ويعتزوا به ويزرعوا العزة في صفوف رجال ليبيا، العزة بالإنتماء للإسلام. كما يبنغي لهم أن يحرصوا على المناصب القيادية في الدولة.
س: ربما يُحدث هذا مشاكل مع الغرب.
ج: هذا يقوله من وقع تحت إرهاب الإعلام الغربي. الشعب الليبي كله مسلم، فلماذا يغيّر الشعب كله هويته لإرضاء الكفار! ولماذا يترك كل الشعب الليبي دينه ليرضوا شرذمة من المرتدين (العلمانيين) من عملاء الغرب! ما للغرب وما يختاره الشعب الليبي لنفسه! الليبيون الآن تحت الإختبار: فقد كانوا في المعارك يهتفون “الله أكبر” وقد نصرهم الله، فهل يهتفون بعد المعارك “الكفار أكبر” أم سيبقون على عقيدة “الله أكبر”!
س: لو توضح!
ج: الإستغناء عن الهوية الإسلامية تحت الضغط الغربي دليل على أن الكفار في قلوبهم أكبر من الله، والحكم بأحكام الكفار في البلاد وترك حكم الله دليل على أن الكفار أعظم وأكبر في قلوبهم من الله. بعض الناس يَرضون أن يُغضبوا الله ليرضى عنهم الغرب ولا يرضون أن يُغضبوا الغرب ليرضى عنهم الله، ولو فعلوا ذلك لأعزّهم الله، ولكنهم يفتقدون إلى الثقة بالله والإيمان بوعده وقوته وقدرته! إغاظة الكفار عبادة، والحكم بما أنزل الله من أعظم الواجبات، وهو داخل في توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، فلا يستقيم توحيد بدون التحاكم لشرع الله، والحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وهؤلاء الشهداء الذين استُشهدوا في ليبيا لم يقاتلوا من أجل الكفر.
س: ماذا تقترح!
ج: أقترح أن تُشكّل لجنة – أو مجلس أعلى – من العلماء والإعلاميين والسياسيين والإقتصاديين والقادة المخلصين تكون مهمتها: الحفاظ على هوية ليبيا الإسلامية، وردّ وصدّ كل مكر يمكره الكفار في ليبيا، فالكفار لن يتركوا ليبيا حتى يحدثوا فتنة، وعلى هذا المجلس أن يتصدى لهذه الفتن وأن يكشف مكر الكفار ويحافظ على وحدة الشعب الليبي وعلى مصالحه. لو يقيموا بعض القنوات الفضائية وتكون مهمتها: تثقيف الليبيين ثقافة إسلامية واعية شاملة لكان في ذلك خير كثير. يجب أن يجعلوا الرجال المناسبين في الأماكن المناسبة وأن يتوفر فيهم شرطي العمل: القوة والأمانة، فمثلاً: جميع الدول ستتسابق لعقد صفقات إعادة الإعمار في ليبيا، فأموال النفط سيذهب الكثير منها إلى هذا الباب، وما يحدث في العادة أن هذه الشركات العالمية ترشي الموظفين الكبار بملايين الدولارات لضمان المناقصات، ولهذا يحرص اللصوص على المناصب، فلا بد أن تكوّن لجان تكون خبيرة وأمينة، ولا بد أن تُعطى الأولوية للشركات الليبية أو الإسلامية، ولا بد أن تُنشأ مصانع لمواد البناء في ليبيا حتى لا تخرج النسبة الأكبر من أموال النفط خارج ليبيا. وقل هذا عن تسليح الجيش وجميع الخدمات التي تحتاجها ليبيا في السنوات القادم. لذلك: لا بد من القوة والأمانة في الحكومة الليبية القادمة.
س: ماذا عن محمود جبريل وأمثاله في المجلس الإنتقالي!
ج: كل من عُرفت خيانته وعمالته للغرب عليه أن يرحل. كل من لم يكن أميناً في يوم من الأيام عليه أن يرحل. كل من اعتاد تقديم التنازلات فعليه أن يرحل. يجب أن يحكم ليبيا رجال شرفاء عقلاء لا مياعة فيهم ولا تلوّن. يجب أن يُعلن الثوار بأنهم لا يريدون أي لص في الحكومة القادمة.
س: ماذا لو أعلن المجلس الإنتقالي تحكيم الشريعة في ليبيا!
ج: علينا دائما أن ننظر إلى الأفعال لا الأقوال. الله تعالى يقول {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ}، المنافقون كلامهم جميل معسول، لكن الأفعال والمواقف هي التي تفضحهم. نحن نسأل الله أن يطبّقوا الشريعة. لا يهمنا الإعلان، ما يهمنا هو الواقع. الكلام رخيص، والشريعة غالية دفع الليبيون ثمنها: أكثر من 20 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى وهُتكت الأعراض ودُمّرت البلاد، فبعد كل هذا يقبلون بغير الشريعة! يجب أن يقف الليبيون وقفة رجل واحد ليُعلنوا تطبيق الشريعة في بلادهم ويحاربوا كل من يتلاعب بالأمر، يجب أن تكون الشريعة من أعظم ثوابت الثورة، وإلا تذهب كل هذه التضحيات هدرا.
س: خرجت فتوى تقول بأنه “فرض” على المسلمين التصويت في الإنتخابات!
ج: هذه فتوى قديمة للرافضة في العراق!
س: فتوى جديدة للناخبين في مصر!
ج: هذا غريب! كيف يكون هذا فرض! الذي يختار الحاكم هم أهل الحل والعقد، فالواجب على هؤلاء وليس على غيرهم. والحاكم هو من يختار أعوانه وفق المصلحة العامة. الإنتخابات التي يشترك فيها العوام والخواص ليست انتخابات شرعية لأنها تساوي بين المختلفين! بمعنى أن العامي ورجل من أهل الحل والعقد لهما نفس القيمة في اختيار الحاكم، لأن كل واحد له صوت واحد، وهذا لا يستقيم شرعاً ولا عقلا، فكيف يكون فرضاً ما لا يستقيم شرعاً ولا عقلاً! العامي لا يستطيع التمييز، والمرأة لا دخل لها بهذا الأمر لأنه من أمور الرجال، فكيف يكون التصويت فرض! من قال هذا! من يزعم أن الله فرض – من فوق سبع سموات – على المسلم والمسلمة أن ينتخبوا! سبحان الله!
س: إذاً، لا ينتخبوا!
ج: لم أقل هذا. إذا كانت المصلحة الشرعية تقتضي الإنتخاب فلينتخبوا ليدفعوا شراً لا يندفع إلا بالإنتخاب أو يجلبوا خيراً للمسلمين لا يُجلب إلا بالإنتخاب، أما أن نقول بأن الله فرض عليهم الإنتخاب فهذا غريب!
س: أليس جلب المصالح ودرء المفاسد من الواجبات!
ج: نعم، ولكن من يستطيع تحديد المصالح والمفاسد! هل العوام هم من يحددون المصالح والمفاسد! إذا قالوا نعم فنقول لهم: لم إذاً تشنّعون على المجاهدين إذا فجّروا مكاناً أو قتلوا إنساناً لإجتهادهم في وجود المصلحة! مع العلم بأن قادة المجاهدين ليسوا من العوام، بل هم من أهل الحل والعقد. ثم هل يجزم أحد بأن الذي لا ينتخب يكون عاصياً لله! تارك الواجب – أو الفرض – عاصٍ لله، فهل أنا عاصٍ إذا لم أنتخب! من قال هذا!
س: إذا كان الحاكم هو الذي يختار أعوانه فهذا ربما يؤدي إلى المحاباة ثم إلى الفساد!
ج: أهل الحل والعقد يستطيعون مطالبة الحاكم بعزل من لا يصلح ممن اختارهم، وهذا واجب من واجباتهم، وقد عزل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بعض كبار الصحابة في العراق لمطالبة الناس له بذلك، فاختيار الحاكم لممثّليه ليس مطلقاً، ولأهل الحل والعقد الإعتراض على الإختيار إذا كان هؤلاء يمثلون الشعب فعلاً.
س: وماذا لو قال قائل بأن هذه الإنتخابات مما لا يتم الواجب إلا به!
ج: هذه القاعدة “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب” يفهمها بعض الناس على غير حقيقتها. الأمر ليس هكذا بدون ضوابط. مثلاً، في حالة مصر: من هو الواجب اختياره! لو كان الأمر بين مسلم وكافر، وكان الوصول إلى الحكم لا يكون إلا بالإنتخابات العامة لقلنا بهذه القاعدة، ولكن في مصر أكثر من مرشَّح مسلم، فمن تنطبق عليه القاعدة! لو رشّحت أنا فلان ورشّح غيري آخر فواحد منّا عاصٍ. المشكلة الأساسية في الإنتخابات ذاتها: هل هي وسيلة شرعية للوصول إلى الحكم بالطريقة المعمول بها الآن! هل يحق شرعاً للنصارى -مثلاً- أن ينتخبوا الحاكم في الدولة المسلمة! هل الحاكم القادم يستطيع أن يخرج عن الدستور ويجعل الحكم إسلامياً خالصاً في مصر! إذا كانت هذه القاعدة معمول بها هنا فلا بد من التفصيل، فيقال: الواجب اختيار المرشَّح الأقرب لتحقيق المصالح الشرعية، فلو كان برنامج مرشّح من المرشَّحين أنه سيحكم بشرع الله في مصر، وعُلم صدقه، وجب اختياره، ولا يجوز اختيار غيره ممن لن يحكموا بالشّرع. لا بد من مثل هذا التفصيل، والأفضل تعيين المرشّح بإسمه حتى لا تتشتَّت الأصوات.
س: من هم أهل الحل والعقد في مصر الآن!
ج: العلماء والقادة العقلاء الذين ينقاد لهم الناس والذين تحصل بهم القوة والمنعة.
س: قد يقول قائل بأن قادة النصارى يدخلون تحت هذا التعريف!
ج: النصارى ليسوا علماء، المقصود هنا: علماء الإسلام. والنصارى ليسوا عقلاء، لأنه لو كان عندهم ذرّة عقل لدخلوا في دين الله تعالى، فهم يستطيعون قراءة القرآن ويعيشون بين أظهر المسلمين لقرون ومع ذلك ظلوا على دينهم المحرّف! والنصارى ليسوا قادة في دولة إسلامية. ليس للنصارى دخل في شؤون الحكم في مصر. مصر دولة إسلامية، والنصارى فيها: إما أن يكونوا أهل ذمة أو أهل عهد، فمن لم يكن كذلك فهو حربي حلال المال والدم.
س: مواطنون.
ج: هذا المصطلح لا معنى شرعي له، بل معناه المتعارف يخالف الشرع، الفرد في الدولة الإسلامية: إما أن يكون مسلماً أو يكون من أهل العهد (ذمّي أو مُستأمن أو مُهادَن).
س: هل تنصح المسلمين في مصر وتونس وليبيا بالتصويت!
ج: نعم. أنصحهم بالإجتماع على أصلح الناس وأفضلهم لدينهم ودنياهم. المطلوب: رجل قوي في الحق أمين على الدين والدنيا. عليهم أن يتأكدوا من أن الإنتخابات نزيهة ليس فيها تزوير، ولا يجوز بأي حال اختيار علماني أو يساري أو عقلاني أو شيوعي أو فاسق. يجب على العلماء تنبيه العوام. المشكلة في مثل هذه الإنتخابات أن العوام لا يعرفون الأشخاص ولا يعرفون توجّهاتهم ولا أمانتهم ولا دينهم، فالمنافق قد يكون عليم اللسان فيخدع العوام، ولذلك كان اختيار الحاكم – في الشريعة – منوط بأهل الحل والعقد من العقلاء والعلماء والقادة العارفين، وهذه هي المشلكة التي وقع فيها الغرب اليوم، وإلا فكيف ينتخب شعب مثل بوش وساركوزي وبرلسكوني وأمثالهم!
س: ما رأيك فيما حدث في حادثة الكنيسة!
ج: لا يجوز للنصارى بناء كنيسة في بلاد المسلمين. كل كنيسة يُحدثونها يجب أن تُهدم، وهذا باتفاق علماء الإسلام. يجب أن يصدر قانون في الدولة المسلمة يحرّم بناء أي دار للعبادة من غير المساجد. ثم لنسأل أنفسنا: ماذا لو فعل بعض الشباب المسلم ما فعله النصارى من قتل لأفراد الجيش وحرق لآلياته، هل كان الجيش سيتعامل معهم بنفس الطريقة التي تعامل بها مع هؤلاء النصارى! بل حتى بعض العلماء الذين حاولوا “تهدئة” النصارى وكسب ودّهم، هل كانوا يتعاملون مع شباب المسلمين بنفس الطريقة أم يُطلقون الفتاوى الصاروخية التي تدين الإرهاب والتخريب والعنف والجهل والتخلّف والتشدّد والتنطّع وغيرها من المسميّات! اعرفوا هذا جيداً: صفة أتباع محمد صلى الله عليه وسلم {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} فمن كانت هذه صفته فهو من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ومن لم يكن كذلك فليتبع من شاء فإنه ليس من الذين آمنوا مع محمد صلى الله عليه وسلم {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} فمن كان رحيماً متودّداً للكفار شديداً على المسلمين فهو على نقيض أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لهذا تجد أن النصارى يفعلون الطوام العظام ثم يأتي من يقبّل أيديهم وأرجلهم ويزعم أنه يفعل ذلك للمصلحة العامة ولدرء الفتنة الطائفية، ثم إذا فعل شباب الإسلام ربع عُشر ذلك: كشّر عن أنيابه وأبرز مخالبه كالقطّ الجائع.
س: ماذا كان يجب أن يحدث!
ج: كان بالإمكان أن يخرج مليون أو مليونين من شباب المسلمين ليردوا هؤلاء النصارى إلى جحورهم خاسئين أذلاء، فهؤلاء ليسوا بأفضل من حسني. يجب أن يُظهر الشباب المسلم في مصر قوة الإسلام، ويجب أن يعرّفوا النصارى بأن الدولة لهم وأن الحكم لهم وأن الأمر لهم.
س: لعل في ذلك استثارة للغرب وسبب للتدخّل في مصر.
ج: إيش دخّل الغرب في مصر! لماذا يتدخّل الغرب بين المصريين! هذه أمور داخليّة تمس السيادة المصرية فلا دخل للغرب فيها. نحن لا نتدخّل في البلاد الغربية فلماذا يتدخلون في بلادنا! نحن نتكلّم هنا بلغتهم، وإلا فإن الواجب إخضاع الشرق والغرب لحكم الإسلام، وسيكون هذا بإذن الله -تعالى – بعزّ عزيز أو بذُلّ ذليل. ألم يحن الوقت لتقف الشعوب الإسلامية وتقول للغرب: كفى تدخلاً في شؤوننا الداخلية!
س: يقولون: حماية أقليات!
ج: أين هذه الأقلّيات: في مصر أم في أمريكا! ألا تكفي الحماية المصرية لهذه الأقليات حتى يحتاجوا إلى حماية من الخارج! أكبر الكنائس النصرانية في العالم توجد في مصر! الكنائس في مصر أكبر من المساجد، بل المساجد لا تُقارَن بالكنائس من حيث المساحة والبنيان والمرافق، فأين الإضطهاد! الفاتيكان ملحق من ملاحق في كنيسة مصرية! أوقاف الكنائس لازالت بأيدي القساوسة، وأوقاف الأزهر اغتصبت وهي في يد السلطة! شنودة يتكلّم وكأنه يحكم مصر ويهدد ويتوعّد الجيش والحكومة، وشيخ الأزهر لا يساوي عنده جناح بعوضة، فمن يحتاج الحماية! النصارى يبنون الكنائس الضخمة في الأحياء المسلمة بدون تراخيص حكومية، وهم إلى الآن يأسرون المسلمات في كنائسهم، والجيش المصري عاجز عن فكاك الأسيرات المسلمات، فمن الذي يحتاج حماية! فليحجز بعض المسلمين نصرانية في مسجد وانظروا ماذا يحصل! قتلوا أفراد من الجيش المصري أمام الكاميرات والجيش يبحث عن أفضل السبل للإعتذار للنصارى! القساوسة يختارهم القساوسة أنفسهم، وشيخ الأزهر والمفتي المسلم يختاره الحاكم وفق تقارير أجهزة المخابرات وبعد موافقة السفارة الأمريكية واليهودية. الذلّ الذي فيه الجيش المصري والحكومة المصرية لن يرفعه الله إلا بالرجوع إلى دينه وتحكيم شرعه. ولكن: أين الشعب المصري المسلم من هذا الذل وهذه الدونية!
س: بما أننا في موضوع مصر، ما حقيقة الخلاف بين التيارات الإسلامية فيها!
ج: أكثر الخلاف مُفتَعل لإضعاف الجانب الإسلامي لصالح الجانب المرتدّ الذي يسمونه علماني، وهناك بعض الخلافات من بعض قصار النظر بين المسلمين، وأقول قصار نظر لأن الوقت والظروف لا تسمح بمثل هذه الخلافات الآن. يجب على المسلمين أن يتحدوا في لمواجهة النصارى والمرتدين وعملاء الغرب وبقية الحكومة السابقة، هم في خندق واحد ولا يصلح الخلاف الآن. يجب أن يُرجؤوا الخلافات إلى ما بعد التمكين.
س: الخلاف بين المفتي والحويني!
ج: هذا مفتي حسني مبارك، يجب أن يُطرد من مصر كلها وليس من منصبه فقط. يجب أن يضربه الشعب بالجِزَم على أمِّ رأسه هو وشيخ الأزهر الحالي، كلاهما من بقايا النظام السابق، وليست لهما أخلاق ولا دين ولا حتى رجولة. الشعب المصري يجب أن يطرد أمثال هؤلاء من جميع المناصب. هؤلاء أوجدهم حسني لخلق الفتنة والبلبلة بين المسلمين، هذه هي وظيفتهم أيام حسني وإلى الآن.
س: تبادل الأسرى في فلسطين.
ج: الحمد لله. أسأل الله أن يفك أسر جميع أسرى المسلمين.
س: أكثر من ألف مقابل يهودي واحد!
ج: لعل الشعوب العربية تتعلم من اليهود قيمة فرد من أفراد الشعب عند الحكومة.
س: والحكومات!
ج: يئسنا منهم. لن يتعلموا. هذا علي صالح وبشار وغيرهما يرون إخوانهم يُقتلون ويُسجنون ومع ذلك كل واحد يقول: أنا لست مثل فلان! الشعوب يجب أن تتعلم وتعرف حقوقها وواجبات الحكومات تجاهها ليطالبوا بها بعد إسقاط هذه الحكومات الحقيرة.
س: هل هذا نصر لحماس!
ج: فكاك أكثر من ألف مسلم ومسلمة من سجون اليهود ليس بالأمر الهيّن، وهؤلاء صبروا لخمس سنوات من الحصار والجوع والقتل في سبيل هذه اللحظة. هذا خير لأهل فلسطين وغيرهم، فجزاهم الله خيراً، وأسأل الله أن يبارك في جميع أعمالهم الصالحة وأن يجعلهم دعاة للحق مجاهدين في سبيله. الله تعالى أعزّهم بالجهاد ولا ينبغي أن يبحثوا عن العزة أو عن الحلول إلا من هذا الباب. أذلّوا اليهود بعملية جهادية واحدة، فكيف لو كانت عشر عمليات أو مائة أو ألف عملية!
س: هم الآن يقتربون من فتح وسيعقدون انتخابات معها!
ج: هذا خطأ كبير جداً، حذرناهم منه سابقاً ولا زلنا نحذرهم منه. عباس بهائي كافر من صميم عقيدته: الحفاظ على دولة يهود في فلسطين. لا ينبغي أن يخلطوا الأوراق. عليهم بالجادة، لا ينبغي لهم الرجوع إلى الوراء. من الغباء أن تُدخل الجواسيس في بيتك وتطلعهم على أسرارك وأنت في حالة حرب.
س: وماذا عن وساطة الجيش المصري في مسألة الأسرى!
ج: هذا يدل على مدى ثقة اليهود بقادة الجيش المصري الذين عيّنهم حسني مبارك، وعلى رأسهم الطنطاوي رجل أمريكا الأول في مصر.
س: لا زال البعض يكفّر حماس!
ج: ماذا ينفعهم هذا! لقد حذرنا كثيراً من قضية التكفير، ومن التعميم في الحكم، قادة الجهاد لم يكفّروهم. ينبغي النصح بالحسنى وكسب ودّ المسلمين، وهذا صعب، والمواجهة والجدال والتصعيد والتكفير أسهل شيء لأنه لا يحتاج إلى إعمال كثير عقل وفكر. أنصح الإخوة في غزة خاصة – وفلسطين عامة – بعدم الصدام، وبالعمل بعيداً عن المواجهة مع إخوانهم المسلمين. عندك عدو يهودي هو أشد الناس عداوة للذين آمنوا، فاشتغل بهذا العدو، ومن لم يشاطرك رأيك فتعاون معه في الأمور الأخرى، فإن لم تستطع فحاول الإبتعاد عنه واترك مسافة للإصلاح والتقارب. النبي صلى الله عليه وسلم – دعا في مكة “اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك” والعمران كانا من أشد الكفار على المسلمين، ومع ذلك يدعوا النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يسلم أحدهما وأن يُعز الله به دينه، وكان إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والرجل الثاني هو عمرو بن هشام (أبو جهل)! تخيّل، النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا أن يُسلم أبا جهل! نحن نقول: اللهم أعز الإسلام بحماس وبالقسّام وبجيش الإسلام وبغيرهم. نحن نريد عزّة الإسلام ولا يهمنا من أين يأتي. لو أن معمّر القذافي أسلم قبل موته وأراد عزة الإسلام فإننا ندعوا له ونؤازره، ولو أن آل سعود أرادوا عزة الإسلام فإننا معهم. ارجو أن يكون هذا واضحاً، هدفنا: عزة الإسلام، والله تعالى ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر ومن لا خلاق له، وقد رأينا في صفوف ثوار ليبيا من يشرب الدخان، ورأينا الحليق، ورأينا أموراً كثيرة، كثير من الأفغان صوفية وكثير منهم ليس ملتزماً بالدين ولكن الله نصر بهم الحق. نحن نتمنى أن يكون جميع أنصار الحق على الجادة بلا منغّصات، ولكن هذا لم يحدث حتى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: الرماة نزلوا من الجبل في أحد وعصوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفرّ أكثر الصحابة يوم حُنين، وتخلّف البعض عن تبوك، وحاطب – رضي الله عنه – أرسل رسالة إلى قريش قبل فتح مكة، وهذه خيانة عظمى. الأمور لا تسير وفق ما نشتهي، ولكن المطلوب أن نتعامل مع المواقف بحكمة، ونحن لسنا معصومين من الخطأ والزلل. لا بد من المنغّصات، ولا بد من الحكمة.
س: ننتقل إلى سوريا. لماذا هذا التأخير في الحسم!
ج: لأن جميع حكومات العالم – بلا استثناء – تقف مع النصيرية ضد المسلمين، حفاظاً على أمن يهود في فلسطين.
س: السوريون لم يحملوا السلاح بعد!
ج: البعض حمل السلاح. المشكلة في بعض العلماء وفي الإعلام الذي أقنع البعض بجعلها سلمية مع أن العدو نصيري وهو من أشد الناس عداوة للمسلمين، وما يفعله النصيرية لم يفعله اليهود. هناك بوادر خير في سوريا، ونسأل الله أن يعجّل لهم بالفرج.
س: لا تعتقد بأن الحراك السلمي كافٍ؟
ج: لعلي أضرب مثالاً: لو أن المسلمين في فلسطين خرجوا سلمياً على حكومة نتنياهو وطالبوا بإسقاطه فأذعن بعد أن قتل ثلاثة أو أربعة ملايين فلسطيني، فإن النصيرية لن يذعنوا وإن قتلوا جميع أهل سوريا. بمعنى: الفلسطينيون عندهم أمل في السلمية مع الصهاينة أكثر من السوريين مع النصيرية. لن ينال السوريون أي حق بدون دم. لا أقصد دمهم هم، ولكن: دم النصيرية. يجب أن يجري دم النصيرية في شوارع دمشق وحمص وحلب حتى ينتهي حكمهم. ولذلك قلنا من البداية: السلاح السلاح.
س: المجلس الإنتقالي السوري!
ج: صنيعة غربية خالصة.
س: وماذا عن تدخل الجامعة العربية!
ج: هذه جامعة “بريطانية” صنعتها الحكومة البريطانية، وليست عربية. هذه الجامعة لا تشك خيطاً في إبرة بدون أمر أمريكي. ما يجري الآن بخصوص سوريا هو عين ما يحصل في فلسطين من تضييع للقضية الأساسية وتشتيت الأنظار عن جرائم النصيرية، والكل مشترك في هذه الألاعيب السياسية، ونحن علينا أن ننظر إلى الواقع على الأرض ولا نلتفت إلى هذه الألاعيب والتصريحات والمؤتمرات والمؤامرات.
س: وماذا عن اليمن!
ج: نفس الأمر. يجتمعون ويصرّحون ويأتمرون ويرسلون رسائل وقرارات ومبادرات كلها كلام فارغ ومحاولة لكسر روح المتظاهرين وإيصالهم إلى حالة يأس.
س: الحل!
ج: الجهاد. لا حل غير الجهاد. وأنا أنصح باستهداف أحمد علي صالح وقتله قبل أبيه لأن القوة عنده. إذا قتلوه فسينهار علي صالح. ليت الإخوة في قاعدة الجهاد يُهدون أهل اليمن رأس ابن علي صالح وقادة حرسه الجمهوري.
س: الغرب يطالبونه بالتوقيع ورفضوا الضمانات!
ج: الأمريكان يدعمونه بالمال والسلاح، وكذا السعوديون. علي صالح أحقر من أن يقتل ذبابة بدون موافقة أمريكية. الأمريكان ظهره. لولا الأمريكان لكان الآن مع علي زين العابدين عند آل سعود.
س: انتخابات تونس.
ج: عليهم الحذر من التزوير.
س: الأردن فيها مظاهرات.
ج: يجب قتل ابن الماسوني الخبيث في الأردن وإرجاع الأردن إلى حضيرة الإسلام. أهل الأردن لم يصبهم الذل ولا يعرفونه، ولذلك لا يوجد قمع ولا قتل، ولكن يستخدمون معهم الأساليب السياسية لتهدئة الوضع. نجحوا إلى حد ما في تفريق الأردنيين، ولو قدّر الله واتّحد الشعب الأردني فإن الأمور ستتغيّر. هذا قُطر وُلد فيه الأمير الزرقاوي. وكم زرقاوي في الأردن ينتظر الوثبة.
س: الجزائر.
س: لا زلنا ننتظر أحرار الجزائر. إن كان الليبيون قدّموا أكثر منأكثر من 20 ألف شهيد فإن أهل الجزائر لا يقلون عنهم تضحية وفداء في سبيل كرامتهم. الجزائر دولة نفطية غنيّة ترتيبها العالمي (16) من حيث احتياطيات النفط والخامسة عشر من حيث الإنتاج والثامنة من حيث احتياطي الغاز العالمي. كل هذه الأموال تسرقها الطغمة الجاثمة على صدور الجزائريين بينما يقبع أكثر أهل الجزائر تحت خط الفقر. 35 مليون جزائري في الجزائر، أكثرهم فقراء! الجزائر تزخر بالعلماء الأجلاء وتزخر بالمجاهدين، والشعب الجزائري متديّن حر لا يقبل الضيم ولا ينحني لطاغية، ولذلك يتعامل العسكر معهم بكل شدة وقسوة، ومع ذلك يبقى أهل الجزائر أحرار.
س: ما هي المشكلة إذاً!
ج: لا بد من العزيمة والنية للعمل، ولا بد من قيادة تحرّك الشارع الجزائري. لا بد من تقدّم العلماء للواجهة. هناك فرصة تأريخية الآن لتحرك الشعب الجزائري وتوحيدهم تحت غاية إسقاط نظام الجنرالات المتفرنسين. الآن عندهم سند في ليبيا وتونس، فالفرصة مواتية.
س: لم نر أية ثورات في جزيرة العرب خلا البحرين وعمان على استحياء!
ج: الناس في جزيرة العرب يختلفون من حيث الثقافة عن بيقة الشعوب الإسلامية، ليس في ثقافتهم الخروج في مظاهرات وهتافات، فهذا غريب عليهم. المظاهرات في البحرين إيرانية صرفة، أما عُمان فالمظاهرات فيها ضعيفة وليست عامة وهي ترتكز على المطلب الإقتصادي دون غيره. شعب الجزيرة أفضل من غيره من الناحية الدينية، فحكام الخليج لم يعتدوا على دين الشعوب بدرجة ظاهرة كما في بقية الدول، وبعض الدول تعيش في بحبوحة مادية نسبية، والشعوب – وخاصة العوام – تحركها الظروف المادية بالدرجة الأولى.
س: القوات الكينية التي توغّلت في الصومال واحتلّت بعض المدن!
ج: لعلهم احتلوا بعض القرى. أرى أن يرسل الشباب مجموعة إلى عاصمة كينيا ويحدثوا فيها أمراً. وأرى أن يتقهقروا أمام هذه القوات داخل الصومال ويتركوهم يتقدمون ثم يلتفوا حولهم ويقطعوا عليهم خطوط الإمداد ويكثروا لهم من الكمائن ويبيدوهم عن بكرة أبيهم، ويكون هذا في نفس وقت الهجوم في العاصمة الكينية حتى لا يفيق عباد الصليب من الصدمة، والمصريون يقولون “ضربتين في الراس توجع”.
س: أداء الشباب المجاهدين في الصومال!
ج: رجال. نسأل الله أن يمكن لهم بالنصر التام على العدو. الشباب أصحاب حنكة وحكمة، وهم يواجهون إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وأثيوبيا وكينيا والسعودية داخل الصومال. كل هؤلاء يساندون الدمى في مقديشو، وكل خططهم فشلت في إضعاف المجاهدين، فلله وحده المنّة والفضل سبحانه.
س: إعلان أمريكا الحرب على شبكة حقاني!
ج: يجب أن ننتبه إلى هذا المكر وهذا الخبث، أمريكا تريد أن تفرّق بين المجاهدين فتقول: قاعدة، وجماعة حكمتيار، وشبكة حقاني، وطالبان، وطالبان باكستان، هؤلاء كلهم جبهة واحدة تحت إمرة أمير المؤمينين الملا عمر حفظه الله، ولكن الكفار يريدون التفريق بينهم بهذه المسميات. يجب أن ينتبه المجاهدون لهذا الأمر ويُعلنوا أنهم تحت راية واحدة وبقيادة مركزية واحدة. هذا أمر غاية في الأهمية. وينبغي على المجاهدين أن يفرقوا بين الكفار فيقولون: الجيش البريطاني والجيش الفرنسي والجيش الأمريكي وهكذا فيعلنوا العمليات ضد كل جيش على حده للتفريق بينهم، فينبغي أن نعمل نحن على تفريقهم وأن تجتمع رايتنا. هذا هو الأصل. ليس هناك شيء إسمه شبكة حقاني، هؤلاء مجاهدون تحت إمرة الإمارة الإسلامية.
س: هل هناك مشاكل بين باكستان وأمريكا!
ج: لا مشاكل بينهم. هذه كلها ألاعيب لكسب تعاطب الشعب الباكستاني من قبل الحكومة الخائنة المرتدّة. مثل الحكومة السورية والإيرانية: يسبان ويلعنان أمريكا علناً ويتعاملان معها في السرّ. “السعودية” تدّعي التوحيد وتُرسل الأسلحة والأموال للنصارى في جنوب السودان وللشيوعيين في اليمن وللحكومة الباكستانية الرافضية وللنصيرية في سوريا وللماسونية في الأردن، كله كذب واستخفاف بالمسلمين. لا ينبغي أن نصدّق الأقوال، بل ينبغي أن ننظر إلى الأفعال. الكل متّفق على محاربة الإسلام لأنه الخطر الذي يهدّدهم جميعا.
س: ماذا عن المظاهرات في أمريكا وغيرها من الدول الشرقية والغربية ضد الرأسمالية والمضاربين!
ج: سؤال مهم. لنسأل أنفسنا: أين الإعلام عن هذه المظاهرات! يضخّمون الذرّة في بلاد المسلمين ولا يتكلّمون عن طوامّهم في بلادهم! فرنسا ستوزّع الطعام على شعبها! يأتوننا في بلادنا أساتذة وخبراء، وبلادهم تسقط وتفتقر بسبب سياساتهم ونظرياتهم التي يريدوننا أن نعمل بها! مظاهرات تعم العالم كله لا يتكلمون عنها ولا يأبه بها الإعلام! أليس هذا غريب! يبحثون عن المشاكل في بلادنا بالمناقيش وبلادهم تئن بالمشاكل الكبرى من إجرام وفقر وإفلاس وعنصرية وتفسّخ وانحلال خلقي! الديمقراطية فشلت في بلادهم، والرأسمالية فشَلَت، والحريّة التي يتشدّقون بها جلبت عليهم المصائب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، ولا زال بعض الجهلة عندنا مبهورون بما عند الغرب! ما من نظرية على وجه الأرض إلا وتبيّن فشلها، وتبقى الحقائق الشرعية مُغيَّبة عن واقع العالم! يعاندون ويُكابرون وهم يعلمون أن الحل في الشريعة الإسلامية. الناس يصرخون: نريد ديمقراطية، نريد ديمقراطية، والديمقراطيات تتهاوى أمام أعينهم! أموال العالم في يد حفنة قليلة من الناس بسبب هذه الديمقراطيات والرأسماليات والأسواق المتحررة – من الرقابة الشرعية – التي تسمح بالإحتكارات، وحدّث عن المضاربات والمعاملات الربوية ولا حرج.
س: هل تعتقد أن الغرب سيتغلب على المشكلة بسرعة!
ج: هناك أمر مدبّر يحدث الآن في العالم. العالم مُقبل على كوارث إقتصادية وسياسية وإجتماعية، ولعلّي أخص هذه المسألة بمقالة خاصة قريباً إن شاء الله.
ج: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
س: هل تعتقد أنه قُتل في الإشتباك أم أُعدم من قبل الثوار؟
ج: الظاهر أنه أُعدم.
س: هل كان القبض عليه أفضل أم إعدامه
ج: كنا نريد أن يقبضوا عليه لفترة يذيقوه العذاب في الدنيا قبل الآخرة، ولكن قدّر الله وما شاء فعل. ربما إذا قبضوا عليه حياً وسلّموه للسلطات يقومون بمسرحية يسمونها محاكمات كما يحدث في مصر الآن ويشغلون الليبيين عن الأولويات كما يفعلون في مصر. في قتله راحة لليبيين وتطلّع للمستقبل بأسرع وقت، وفي إبقائه إشغال لهم عن التخطيط للمرحلة القادمة.
س: سيف القذافي استطاع الهروب.
ج: لعله يسقط في يد الثوار قريباً أو يُقتل. كل من شارك في قتل الليبيين وهتك أعراضهم يجب أن يُقتل.
س: البعض ينادي بالعفو والصفح.
ج: العفو والصفح مع الرجال، أما أهل الدياثة والخيانة والعمالة فلا عفو عنهم لأنه ليست لديهم مبادئ ولا مواقف ثابتة، ولذلك الغرب يحاول أن يُبقي على أكبر قدر ممكن من هؤلاء ليستخدمهم في المرحلة القادمة. هؤلاء عناصر فاسدة نتنة في المجتمع يجب التخلص منهم بالقتل.
س: هل من دليل على هذا!
ج: قول الله تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} (الأنفال : 67)، فالإثخان في الأرض لتطهيرها من رؤوس المشركين ولكسر شوكتهم أمر ضروري في بداية المرحلة الجهادية وفي بداية مرحلة تكوين الدولة الإسلامية، لا بد من التظيف والتمهيد قبل وضع قواعد للبناء.
س: البعض قال بأنه ما كان للمجاهدين أن يعاملوا القذافي بتلك المعاملة الغليظة!
ج: الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار. القذافي أتى بأقذر عبدة الأصنام من أدغال أفريقيا وأعطاهم السلاح والمال ثم وزّع عليهم حبوب “الفياجرا” ليهتكوا ستر المسلمات الطاهرات في ليبيا، وقد فعلوا. كيف كان المفروض أن يتعاملوا معه! نحن نلوم الثوار على هذا التعامل اللّيّن معه، كان المفروض أن يناله التعذيب والتنكيل قبل قتله. لكن الذي يسلّينا أن الله – جل وعلا- شديد العقاب.
س: الدليل!
ج: قال تعالى {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} (النحل : 126)، وقصة العرنيين: النبي صلى الله عليه وسلم قطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم بالحرة حتى ماتوا لأنهم فعلوا ذلك بالرعاة، فالذي فعله القذافي بالليبيين لا يقارن بما فعله العرنيين، فهو يستحق أكثر مما فُعل بالعرنيين. القذافي كان حرباً على دين الله وهو من أكبر المفسدين في الأرض، والله تعالى يقول {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة : 33)، فميتة القذافي بهذه الطريقة كانت مخرجاً له سهل. الغرب يريد أن يُظهر أن عنده إنسانية ورحمة، ويتناسى هؤلاء الكفار ما تفعل طائراتهم بأطفال الباكستانيين والأفغان واليمنيين والصوماليين وغيرهم، ونسي هؤلاء ملايين المسلمين الذين قتلوهم في كل بقعة من الأرض، ونسوا ما فعلوه بالدول الإسلامية قبل أقل من قرن واحد من سفك للدماء وهتك للأعراض وبقر لبطون الحوامل وإحراق الأحياء وقطع أطرافهم واتخاذها قلائد، فهؤلاء الخبثاء يفعلون الأفاعيل بالمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها من البلاد ثم يطالبون المسلمين بالرفق واللين بأعداء الإسلام!
س: ماذا تعتقد أن يحدث الآن في ليبيا.
أنا أتابع القنوات الإعلامية الغربية كالبي بي سي والفرنسية والقنواتة الأوروبية وغيرها هذه الأيام، وهم منذ مدة يضربون على وتر القبليّة والجماعات الإسلامية الليبية والإرهاب والأسلحة وحقوق الإنسان وغيرها من المبررات للتدخّل المستقبلي. ينبشون كل صغيرة يجعلونها كبيرة، ويحاولون أن يجدوا لأي موقف أو عبارة أو كلمة أو شخص أو أي شيء دلالات وعلامات يختلقونها ليفرّقوا بين الشعب الليبي. لن يتركوا ليبيا حتى يزرعوا الشقاق بين أهلها ويضمنوا كفر حكومتها وعمالة حكامها لهم، وعندهم وقت طويل قبل الإنتخابات لفعل كل هذا. طبعاً لا ننسى الإعلام العربي الرسمي.
ج: وماذا يفعل أهل ليبيا.
س: عليهم معرفة خبث ومكر وغدر هؤلاء وأن يجعلوا قول الله تعالى نصب أعينهم {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (البقرة : 105)، وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى. ما دمنا مسلمين فإنهم لا يريدون لنا الخير، ومن قال غير هذا فهو معاند مكابر مخالف لصريح القرآن. فرنسا نصرانية، وكذا أمريكا وإيطاليا وألمانيا والدنمارك والناتو، فكل هؤلاء لا يريدون الخير لأهل ليبيا، لأن أهل ليبيا مسلمون. أكثر الحروب الصليبية على الأمة الإسلامية كانت بقيادة فرنسا.
س: سيدفنون القذافي في مصراته.
ج: لو دفنوه في الصحراء لكان أفضل. مصراته أرض طهر وجهاد لا ينبغي أن يُدفن فيها هذا النجس.
س: نجس!
ج: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}.
س: البعض دعا للصلاة عليه!
ج: سبحان الله! لا تجوز الصلاة عليه ولا الترحّم عليه ولا دفنه في مقابر المسلمين. القذافي كافر مرتد يُدفن في الصحراء أو في مقابر الكفار لا مقابر المسلمين. لا يجوز دفنه في مقابر المسلمين. من حق أموات المسلمين أن لا يُدفن الكفار معهم. سبحان الله! عذّبَهم في الدنيا ويجاورهم في القبور!
س: ماذا ينبغي للمجاهدين في ليبيا فعله الآن بعد موت القذافي، خاصة وأن الأنظار والتركيز الإعلامي عليهم!
ج: عليهم أن يخرجوا للوجود وأن يبرزوا في الإعلام كقوة محررة لليبيا ومخلّصة لشعبها، لا ينبغي لهم أن يتقوقعوا بحجة الضغط الغربي، ولا أن يتركوا الساحة الإعلامية لعملاء الغرب. عليهم أن يكسبوا الشارع الليبي وأن يتغلغلوا في القبائل والمدن وأن يدعوا إلى الله على بصيرة، مع التركيز على وحدة الصف، فهم الآن حماة ليبيا الحقيقيون. يجب أن يعرف الشعب الليبي هذا جيداً: معرفة لا غبش فيها. يجب أن لا يغفلوا عن أسلحتهم: سواء القتالية أو الدعوية أو السياسية، يجب أن ينخرطوا في المجتمع الليبي بكل قوة وبكل ثقة، ويجب أن يُعلنوا إسلامهم ويعتزوا به ويزرعوا العزة في صفوف رجال ليبيا، العزة بالإنتماء للإسلام. كما يبنغي لهم أن يحرصوا على المناصب القيادية في الدولة.
س: ربما يُحدث هذا مشاكل مع الغرب.
ج: هذا يقوله من وقع تحت إرهاب الإعلام الغربي. الشعب الليبي كله مسلم، فلماذا يغيّر الشعب كله هويته لإرضاء الكفار! ولماذا يترك كل الشعب الليبي دينه ليرضوا شرذمة من المرتدين (العلمانيين) من عملاء الغرب! ما للغرب وما يختاره الشعب الليبي لنفسه! الليبيون الآن تحت الإختبار: فقد كانوا في المعارك يهتفون “الله أكبر” وقد نصرهم الله، فهل يهتفون بعد المعارك “الكفار أكبر” أم سيبقون على عقيدة “الله أكبر”!
س: لو توضح!
ج: الإستغناء عن الهوية الإسلامية تحت الضغط الغربي دليل على أن الكفار في قلوبهم أكبر من الله، والحكم بأحكام الكفار في البلاد وترك حكم الله دليل على أن الكفار أعظم وأكبر في قلوبهم من الله. بعض الناس يَرضون أن يُغضبوا الله ليرضى عنهم الغرب ولا يرضون أن يُغضبوا الغرب ليرضى عنهم الله، ولو فعلوا ذلك لأعزّهم الله، ولكنهم يفتقدون إلى الثقة بالله والإيمان بوعده وقوته وقدرته! إغاظة الكفار عبادة، والحكم بما أنزل الله من أعظم الواجبات، وهو داخل في توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، فلا يستقيم توحيد بدون التحاكم لشرع الله، والحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وهؤلاء الشهداء الذين استُشهدوا في ليبيا لم يقاتلوا من أجل الكفر.
س: ماذا تقترح!
ج: أقترح أن تُشكّل لجنة – أو مجلس أعلى – من العلماء والإعلاميين والسياسيين والإقتصاديين والقادة المخلصين تكون مهمتها: الحفاظ على هوية ليبيا الإسلامية، وردّ وصدّ كل مكر يمكره الكفار في ليبيا، فالكفار لن يتركوا ليبيا حتى يحدثوا فتنة، وعلى هذا المجلس أن يتصدى لهذه الفتن وأن يكشف مكر الكفار ويحافظ على وحدة الشعب الليبي وعلى مصالحه. لو يقيموا بعض القنوات الفضائية وتكون مهمتها: تثقيف الليبيين ثقافة إسلامية واعية شاملة لكان في ذلك خير كثير. يجب أن يجعلوا الرجال المناسبين في الأماكن المناسبة وأن يتوفر فيهم شرطي العمل: القوة والأمانة، فمثلاً: جميع الدول ستتسابق لعقد صفقات إعادة الإعمار في ليبيا، فأموال النفط سيذهب الكثير منها إلى هذا الباب، وما يحدث في العادة أن هذه الشركات العالمية ترشي الموظفين الكبار بملايين الدولارات لضمان المناقصات، ولهذا يحرص اللصوص على المناصب، فلا بد أن تكوّن لجان تكون خبيرة وأمينة، ولا بد أن تُعطى الأولوية للشركات الليبية أو الإسلامية، ولا بد أن تُنشأ مصانع لمواد البناء في ليبيا حتى لا تخرج النسبة الأكبر من أموال النفط خارج ليبيا. وقل هذا عن تسليح الجيش وجميع الخدمات التي تحتاجها ليبيا في السنوات القادم. لذلك: لا بد من القوة والأمانة في الحكومة الليبية القادمة.
س: ماذا عن محمود جبريل وأمثاله في المجلس الإنتقالي!
ج: كل من عُرفت خيانته وعمالته للغرب عليه أن يرحل. كل من لم يكن أميناً في يوم من الأيام عليه أن يرحل. كل من اعتاد تقديم التنازلات فعليه أن يرحل. يجب أن يحكم ليبيا رجال شرفاء عقلاء لا مياعة فيهم ولا تلوّن. يجب أن يُعلن الثوار بأنهم لا يريدون أي لص في الحكومة القادمة.
س: ماذا لو أعلن المجلس الإنتقالي تحكيم الشريعة في ليبيا!
ج: علينا دائما أن ننظر إلى الأفعال لا الأقوال. الله تعالى يقول {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ}، المنافقون كلامهم جميل معسول، لكن الأفعال والمواقف هي التي تفضحهم. نحن نسأل الله أن يطبّقوا الشريعة. لا يهمنا الإعلان، ما يهمنا هو الواقع. الكلام رخيص، والشريعة غالية دفع الليبيون ثمنها: أكثر من 20 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى وهُتكت الأعراض ودُمّرت البلاد، فبعد كل هذا يقبلون بغير الشريعة! يجب أن يقف الليبيون وقفة رجل واحد ليُعلنوا تطبيق الشريعة في بلادهم ويحاربوا كل من يتلاعب بالأمر، يجب أن تكون الشريعة من أعظم ثوابت الثورة، وإلا تذهب كل هذه التضحيات هدرا.
س: خرجت فتوى تقول بأنه “فرض” على المسلمين التصويت في الإنتخابات!
ج: هذه فتوى قديمة للرافضة في العراق!
س: فتوى جديدة للناخبين في مصر!
ج: هذا غريب! كيف يكون هذا فرض! الذي يختار الحاكم هم أهل الحل والعقد، فالواجب على هؤلاء وليس على غيرهم. والحاكم هو من يختار أعوانه وفق المصلحة العامة. الإنتخابات التي يشترك فيها العوام والخواص ليست انتخابات شرعية لأنها تساوي بين المختلفين! بمعنى أن العامي ورجل من أهل الحل والعقد لهما نفس القيمة في اختيار الحاكم، لأن كل واحد له صوت واحد، وهذا لا يستقيم شرعاً ولا عقلا، فكيف يكون فرضاً ما لا يستقيم شرعاً ولا عقلاً! العامي لا يستطيع التمييز، والمرأة لا دخل لها بهذا الأمر لأنه من أمور الرجال، فكيف يكون التصويت فرض! من قال هذا! من يزعم أن الله فرض – من فوق سبع سموات – على المسلم والمسلمة أن ينتخبوا! سبحان الله!
س: إذاً، لا ينتخبوا!
ج: لم أقل هذا. إذا كانت المصلحة الشرعية تقتضي الإنتخاب فلينتخبوا ليدفعوا شراً لا يندفع إلا بالإنتخاب أو يجلبوا خيراً للمسلمين لا يُجلب إلا بالإنتخاب، أما أن نقول بأن الله فرض عليهم الإنتخاب فهذا غريب!
س: أليس جلب المصالح ودرء المفاسد من الواجبات!
ج: نعم، ولكن من يستطيع تحديد المصالح والمفاسد! هل العوام هم من يحددون المصالح والمفاسد! إذا قالوا نعم فنقول لهم: لم إذاً تشنّعون على المجاهدين إذا فجّروا مكاناً أو قتلوا إنساناً لإجتهادهم في وجود المصلحة! مع العلم بأن قادة المجاهدين ليسوا من العوام، بل هم من أهل الحل والعقد. ثم هل يجزم أحد بأن الذي لا ينتخب يكون عاصياً لله! تارك الواجب – أو الفرض – عاصٍ لله، فهل أنا عاصٍ إذا لم أنتخب! من قال هذا!
س: إذا كان الحاكم هو الذي يختار أعوانه فهذا ربما يؤدي إلى المحاباة ثم إلى الفساد!
ج: أهل الحل والعقد يستطيعون مطالبة الحاكم بعزل من لا يصلح ممن اختارهم، وهذا واجب من واجباتهم، وقد عزل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بعض كبار الصحابة في العراق لمطالبة الناس له بذلك، فاختيار الحاكم لممثّليه ليس مطلقاً، ولأهل الحل والعقد الإعتراض على الإختيار إذا كان هؤلاء يمثلون الشعب فعلاً.
س: وماذا لو قال قائل بأن هذه الإنتخابات مما لا يتم الواجب إلا به!
ج: هذه القاعدة “ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب” يفهمها بعض الناس على غير حقيقتها. الأمر ليس هكذا بدون ضوابط. مثلاً، في حالة مصر: من هو الواجب اختياره! لو كان الأمر بين مسلم وكافر، وكان الوصول إلى الحكم لا يكون إلا بالإنتخابات العامة لقلنا بهذه القاعدة، ولكن في مصر أكثر من مرشَّح مسلم، فمن تنطبق عليه القاعدة! لو رشّحت أنا فلان ورشّح غيري آخر فواحد منّا عاصٍ. المشكلة الأساسية في الإنتخابات ذاتها: هل هي وسيلة شرعية للوصول إلى الحكم بالطريقة المعمول بها الآن! هل يحق شرعاً للنصارى -مثلاً- أن ينتخبوا الحاكم في الدولة المسلمة! هل الحاكم القادم يستطيع أن يخرج عن الدستور ويجعل الحكم إسلامياً خالصاً في مصر! إذا كانت هذه القاعدة معمول بها هنا فلا بد من التفصيل، فيقال: الواجب اختيار المرشَّح الأقرب لتحقيق المصالح الشرعية، فلو كان برنامج مرشّح من المرشَّحين أنه سيحكم بشرع الله في مصر، وعُلم صدقه، وجب اختياره، ولا يجوز اختيار غيره ممن لن يحكموا بالشّرع. لا بد من مثل هذا التفصيل، والأفضل تعيين المرشّح بإسمه حتى لا تتشتَّت الأصوات.
س: من هم أهل الحل والعقد في مصر الآن!
ج: العلماء والقادة العقلاء الذين ينقاد لهم الناس والذين تحصل بهم القوة والمنعة.
س: قد يقول قائل بأن قادة النصارى يدخلون تحت هذا التعريف!
ج: النصارى ليسوا علماء، المقصود هنا: علماء الإسلام. والنصارى ليسوا عقلاء، لأنه لو كان عندهم ذرّة عقل لدخلوا في دين الله تعالى، فهم يستطيعون قراءة القرآن ويعيشون بين أظهر المسلمين لقرون ومع ذلك ظلوا على دينهم المحرّف! والنصارى ليسوا قادة في دولة إسلامية. ليس للنصارى دخل في شؤون الحكم في مصر. مصر دولة إسلامية، والنصارى فيها: إما أن يكونوا أهل ذمة أو أهل عهد، فمن لم يكن كذلك فهو حربي حلال المال والدم.
س: مواطنون.
ج: هذا المصطلح لا معنى شرعي له، بل معناه المتعارف يخالف الشرع، الفرد في الدولة الإسلامية: إما أن يكون مسلماً أو يكون من أهل العهد (ذمّي أو مُستأمن أو مُهادَن).
س: هل تنصح المسلمين في مصر وتونس وليبيا بالتصويت!
ج: نعم. أنصحهم بالإجتماع على أصلح الناس وأفضلهم لدينهم ودنياهم. المطلوب: رجل قوي في الحق أمين على الدين والدنيا. عليهم أن يتأكدوا من أن الإنتخابات نزيهة ليس فيها تزوير، ولا يجوز بأي حال اختيار علماني أو يساري أو عقلاني أو شيوعي أو فاسق. يجب على العلماء تنبيه العوام. المشكلة في مثل هذه الإنتخابات أن العوام لا يعرفون الأشخاص ولا يعرفون توجّهاتهم ولا أمانتهم ولا دينهم، فالمنافق قد يكون عليم اللسان فيخدع العوام، ولذلك كان اختيار الحاكم – في الشريعة – منوط بأهل الحل والعقد من العقلاء والعلماء والقادة العارفين، وهذه هي المشلكة التي وقع فيها الغرب اليوم، وإلا فكيف ينتخب شعب مثل بوش وساركوزي وبرلسكوني وأمثالهم!
س: ما رأيك فيما حدث في حادثة الكنيسة!
ج: لا يجوز للنصارى بناء كنيسة في بلاد المسلمين. كل كنيسة يُحدثونها يجب أن تُهدم، وهذا باتفاق علماء الإسلام. يجب أن يصدر قانون في الدولة المسلمة يحرّم بناء أي دار للعبادة من غير المساجد. ثم لنسأل أنفسنا: ماذا لو فعل بعض الشباب المسلم ما فعله النصارى من قتل لأفراد الجيش وحرق لآلياته، هل كان الجيش سيتعامل معهم بنفس الطريقة التي تعامل بها مع هؤلاء النصارى! بل حتى بعض العلماء الذين حاولوا “تهدئة” النصارى وكسب ودّهم، هل كانوا يتعاملون مع شباب المسلمين بنفس الطريقة أم يُطلقون الفتاوى الصاروخية التي تدين الإرهاب والتخريب والعنف والجهل والتخلّف والتشدّد والتنطّع وغيرها من المسميّات! اعرفوا هذا جيداً: صفة أتباع محمد صلى الله عليه وسلم {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} فمن كانت هذه صفته فهو من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ومن لم يكن كذلك فليتبع من شاء فإنه ليس من الذين آمنوا مع محمد صلى الله عليه وسلم {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} فمن كان رحيماً متودّداً للكفار شديداً على المسلمين فهو على نقيض أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لهذا تجد أن النصارى يفعلون الطوام العظام ثم يأتي من يقبّل أيديهم وأرجلهم ويزعم أنه يفعل ذلك للمصلحة العامة ولدرء الفتنة الطائفية، ثم إذا فعل شباب الإسلام ربع عُشر ذلك: كشّر عن أنيابه وأبرز مخالبه كالقطّ الجائع.
س: ماذا كان يجب أن يحدث!
ج: كان بالإمكان أن يخرج مليون أو مليونين من شباب المسلمين ليردوا هؤلاء النصارى إلى جحورهم خاسئين أذلاء، فهؤلاء ليسوا بأفضل من حسني. يجب أن يُظهر الشباب المسلم في مصر قوة الإسلام، ويجب أن يعرّفوا النصارى بأن الدولة لهم وأن الحكم لهم وأن الأمر لهم.
س: لعل في ذلك استثارة للغرب وسبب للتدخّل في مصر.
ج: إيش دخّل الغرب في مصر! لماذا يتدخّل الغرب بين المصريين! هذه أمور داخليّة تمس السيادة المصرية فلا دخل للغرب فيها. نحن لا نتدخّل في البلاد الغربية فلماذا يتدخلون في بلادنا! نحن نتكلّم هنا بلغتهم، وإلا فإن الواجب إخضاع الشرق والغرب لحكم الإسلام، وسيكون هذا بإذن الله -تعالى – بعزّ عزيز أو بذُلّ ذليل. ألم يحن الوقت لتقف الشعوب الإسلامية وتقول للغرب: كفى تدخلاً في شؤوننا الداخلية!
س: يقولون: حماية أقليات!
ج: أين هذه الأقلّيات: في مصر أم في أمريكا! ألا تكفي الحماية المصرية لهذه الأقليات حتى يحتاجوا إلى حماية من الخارج! أكبر الكنائس النصرانية في العالم توجد في مصر! الكنائس في مصر أكبر من المساجد، بل المساجد لا تُقارَن بالكنائس من حيث المساحة والبنيان والمرافق، فأين الإضطهاد! الفاتيكان ملحق من ملاحق في كنيسة مصرية! أوقاف الكنائس لازالت بأيدي القساوسة، وأوقاف الأزهر اغتصبت وهي في يد السلطة! شنودة يتكلّم وكأنه يحكم مصر ويهدد ويتوعّد الجيش والحكومة، وشيخ الأزهر لا يساوي عنده جناح بعوضة، فمن يحتاج الحماية! النصارى يبنون الكنائس الضخمة في الأحياء المسلمة بدون تراخيص حكومية، وهم إلى الآن يأسرون المسلمات في كنائسهم، والجيش المصري عاجز عن فكاك الأسيرات المسلمات، فمن الذي يحتاج حماية! فليحجز بعض المسلمين نصرانية في مسجد وانظروا ماذا يحصل! قتلوا أفراد من الجيش المصري أمام الكاميرات والجيش يبحث عن أفضل السبل للإعتذار للنصارى! القساوسة يختارهم القساوسة أنفسهم، وشيخ الأزهر والمفتي المسلم يختاره الحاكم وفق تقارير أجهزة المخابرات وبعد موافقة السفارة الأمريكية واليهودية. الذلّ الذي فيه الجيش المصري والحكومة المصرية لن يرفعه الله إلا بالرجوع إلى دينه وتحكيم شرعه. ولكن: أين الشعب المصري المسلم من هذا الذل وهذه الدونية!
س: بما أننا في موضوع مصر، ما حقيقة الخلاف بين التيارات الإسلامية فيها!
ج: أكثر الخلاف مُفتَعل لإضعاف الجانب الإسلامي لصالح الجانب المرتدّ الذي يسمونه علماني، وهناك بعض الخلافات من بعض قصار النظر بين المسلمين، وأقول قصار نظر لأن الوقت والظروف لا تسمح بمثل هذه الخلافات الآن. يجب على المسلمين أن يتحدوا في لمواجهة النصارى والمرتدين وعملاء الغرب وبقية الحكومة السابقة، هم في خندق واحد ولا يصلح الخلاف الآن. يجب أن يُرجؤوا الخلافات إلى ما بعد التمكين.
س: الخلاف بين المفتي والحويني!
ج: هذا مفتي حسني مبارك، يجب أن يُطرد من مصر كلها وليس من منصبه فقط. يجب أن يضربه الشعب بالجِزَم على أمِّ رأسه هو وشيخ الأزهر الحالي، كلاهما من بقايا النظام السابق، وليست لهما أخلاق ولا دين ولا حتى رجولة. الشعب المصري يجب أن يطرد أمثال هؤلاء من جميع المناصب. هؤلاء أوجدهم حسني لخلق الفتنة والبلبلة بين المسلمين، هذه هي وظيفتهم أيام حسني وإلى الآن.
س: تبادل الأسرى في فلسطين.
ج: الحمد لله. أسأل الله أن يفك أسر جميع أسرى المسلمين.
س: أكثر من ألف مقابل يهودي واحد!
ج: لعل الشعوب العربية تتعلم من اليهود قيمة فرد من أفراد الشعب عند الحكومة.
س: والحكومات!
ج: يئسنا منهم. لن يتعلموا. هذا علي صالح وبشار وغيرهما يرون إخوانهم يُقتلون ويُسجنون ومع ذلك كل واحد يقول: أنا لست مثل فلان! الشعوب يجب أن تتعلم وتعرف حقوقها وواجبات الحكومات تجاهها ليطالبوا بها بعد إسقاط هذه الحكومات الحقيرة.
س: هل هذا نصر لحماس!
ج: فكاك أكثر من ألف مسلم ومسلمة من سجون اليهود ليس بالأمر الهيّن، وهؤلاء صبروا لخمس سنوات من الحصار والجوع والقتل في سبيل هذه اللحظة. هذا خير لأهل فلسطين وغيرهم، فجزاهم الله خيراً، وأسأل الله أن يبارك في جميع أعمالهم الصالحة وأن يجعلهم دعاة للحق مجاهدين في سبيله. الله تعالى أعزّهم بالجهاد ولا ينبغي أن يبحثوا عن العزة أو عن الحلول إلا من هذا الباب. أذلّوا اليهود بعملية جهادية واحدة، فكيف لو كانت عشر عمليات أو مائة أو ألف عملية!
س: هم الآن يقتربون من فتح وسيعقدون انتخابات معها!
ج: هذا خطأ كبير جداً، حذرناهم منه سابقاً ولا زلنا نحذرهم منه. عباس بهائي كافر من صميم عقيدته: الحفاظ على دولة يهود في فلسطين. لا ينبغي أن يخلطوا الأوراق. عليهم بالجادة، لا ينبغي لهم الرجوع إلى الوراء. من الغباء أن تُدخل الجواسيس في بيتك وتطلعهم على أسرارك وأنت في حالة حرب.
س: وماذا عن وساطة الجيش المصري في مسألة الأسرى!
ج: هذا يدل على مدى ثقة اليهود بقادة الجيش المصري الذين عيّنهم حسني مبارك، وعلى رأسهم الطنطاوي رجل أمريكا الأول في مصر.
س: لا زال البعض يكفّر حماس!
ج: ماذا ينفعهم هذا! لقد حذرنا كثيراً من قضية التكفير، ومن التعميم في الحكم، قادة الجهاد لم يكفّروهم. ينبغي النصح بالحسنى وكسب ودّ المسلمين، وهذا صعب، والمواجهة والجدال والتصعيد والتكفير أسهل شيء لأنه لا يحتاج إلى إعمال كثير عقل وفكر. أنصح الإخوة في غزة خاصة – وفلسطين عامة – بعدم الصدام، وبالعمل بعيداً عن المواجهة مع إخوانهم المسلمين. عندك عدو يهودي هو أشد الناس عداوة للذين آمنوا، فاشتغل بهذا العدو، ومن لم يشاطرك رأيك فتعاون معه في الأمور الأخرى، فإن لم تستطع فحاول الإبتعاد عنه واترك مسافة للإصلاح والتقارب. النبي صلى الله عليه وسلم – دعا في مكة “اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك” والعمران كانا من أشد الكفار على المسلمين، ومع ذلك يدعوا النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يسلم أحدهما وأن يُعز الله به دينه، وكان إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والرجل الثاني هو عمرو بن هشام (أبو جهل)! تخيّل، النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا أن يُسلم أبا جهل! نحن نقول: اللهم أعز الإسلام بحماس وبالقسّام وبجيش الإسلام وبغيرهم. نحن نريد عزّة الإسلام ولا يهمنا من أين يأتي. لو أن معمّر القذافي أسلم قبل موته وأراد عزة الإسلام فإننا ندعوا له ونؤازره، ولو أن آل سعود أرادوا عزة الإسلام فإننا معهم. ارجو أن يكون هذا واضحاً، هدفنا: عزة الإسلام، والله تعالى ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر ومن لا خلاق له، وقد رأينا في صفوف ثوار ليبيا من يشرب الدخان، ورأينا الحليق، ورأينا أموراً كثيرة، كثير من الأفغان صوفية وكثير منهم ليس ملتزماً بالدين ولكن الله نصر بهم الحق. نحن نتمنى أن يكون جميع أنصار الحق على الجادة بلا منغّصات، ولكن هذا لم يحدث حتى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: الرماة نزلوا من الجبل في أحد وعصوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفرّ أكثر الصحابة يوم حُنين، وتخلّف البعض عن تبوك، وحاطب – رضي الله عنه – أرسل رسالة إلى قريش قبل فتح مكة، وهذه خيانة عظمى. الأمور لا تسير وفق ما نشتهي، ولكن المطلوب أن نتعامل مع المواقف بحكمة، ونحن لسنا معصومين من الخطأ والزلل. لا بد من المنغّصات، ولا بد من الحكمة.
س: ننتقل إلى سوريا. لماذا هذا التأخير في الحسم!
ج: لأن جميع حكومات العالم – بلا استثناء – تقف مع النصيرية ضد المسلمين، حفاظاً على أمن يهود في فلسطين.
س: السوريون لم يحملوا السلاح بعد!
ج: البعض حمل السلاح. المشكلة في بعض العلماء وفي الإعلام الذي أقنع البعض بجعلها سلمية مع أن العدو نصيري وهو من أشد الناس عداوة للمسلمين، وما يفعله النصيرية لم يفعله اليهود. هناك بوادر خير في سوريا، ونسأل الله أن يعجّل لهم بالفرج.
س: لا تعتقد بأن الحراك السلمي كافٍ؟
ج: لعلي أضرب مثالاً: لو أن المسلمين في فلسطين خرجوا سلمياً على حكومة نتنياهو وطالبوا بإسقاطه فأذعن بعد أن قتل ثلاثة أو أربعة ملايين فلسطيني، فإن النصيرية لن يذعنوا وإن قتلوا جميع أهل سوريا. بمعنى: الفلسطينيون عندهم أمل في السلمية مع الصهاينة أكثر من السوريين مع النصيرية. لن ينال السوريون أي حق بدون دم. لا أقصد دمهم هم، ولكن: دم النصيرية. يجب أن يجري دم النصيرية في شوارع دمشق وحمص وحلب حتى ينتهي حكمهم. ولذلك قلنا من البداية: السلاح السلاح.
س: المجلس الإنتقالي السوري!
ج: صنيعة غربية خالصة.
س: وماذا عن تدخل الجامعة العربية!
ج: هذه جامعة “بريطانية” صنعتها الحكومة البريطانية، وليست عربية. هذه الجامعة لا تشك خيطاً في إبرة بدون أمر أمريكي. ما يجري الآن بخصوص سوريا هو عين ما يحصل في فلسطين من تضييع للقضية الأساسية وتشتيت الأنظار عن جرائم النصيرية، والكل مشترك في هذه الألاعيب السياسية، ونحن علينا أن ننظر إلى الواقع على الأرض ولا نلتفت إلى هذه الألاعيب والتصريحات والمؤتمرات والمؤامرات.
س: وماذا عن اليمن!
ج: نفس الأمر. يجتمعون ويصرّحون ويأتمرون ويرسلون رسائل وقرارات ومبادرات كلها كلام فارغ ومحاولة لكسر روح المتظاهرين وإيصالهم إلى حالة يأس.
س: الحل!
ج: الجهاد. لا حل غير الجهاد. وأنا أنصح باستهداف أحمد علي صالح وقتله قبل أبيه لأن القوة عنده. إذا قتلوه فسينهار علي صالح. ليت الإخوة في قاعدة الجهاد يُهدون أهل اليمن رأس ابن علي صالح وقادة حرسه الجمهوري.
س: الغرب يطالبونه بالتوقيع ورفضوا الضمانات!
ج: الأمريكان يدعمونه بالمال والسلاح، وكذا السعوديون. علي صالح أحقر من أن يقتل ذبابة بدون موافقة أمريكية. الأمريكان ظهره. لولا الأمريكان لكان الآن مع علي زين العابدين عند آل سعود.
س: انتخابات تونس.
ج: عليهم الحذر من التزوير.
س: الأردن فيها مظاهرات.
ج: يجب قتل ابن الماسوني الخبيث في الأردن وإرجاع الأردن إلى حضيرة الإسلام. أهل الأردن لم يصبهم الذل ولا يعرفونه، ولذلك لا يوجد قمع ولا قتل، ولكن يستخدمون معهم الأساليب السياسية لتهدئة الوضع. نجحوا إلى حد ما في تفريق الأردنيين، ولو قدّر الله واتّحد الشعب الأردني فإن الأمور ستتغيّر. هذا قُطر وُلد فيه الأمير الزرقاوي. وكم زرقاوي في الأردن ينتظر الوثبة.
س: الجزائر.
س: لا زلنا ننتظر أحرار الجزائر. إن كان الليبيون قدّموا أكثر منأكثر من 20 ألف شهيد فإن أهل الجزائر لا يقلون عنهم تضحية وفداء في سبيل كرامتهم. الجزائر دولة نفطية غنيّة ترتيبها العالمي (16) من حيث احتياطيات النفط والخامسة عشر من حيث الإنتاج والثامنة من حيث احتياطي الغاز العالمي. كل هذه الأموال تسرقها الطغمة الجاثمة على صدور الجزائريين بينما يقبع أكثر أهل الجزائر تحت خط الفقر. 35 مليون جزائري في الجزائر، أكثرهم فقراء! الجزائر تزخر بالعلماء الأجلاء وتزخر بالمجاهدين، والشعب الجزائري متديّن حر لا يقبل الضيم ولا ينحني لطاغية، ولذلك يتعامل العسكر معهم بكل شدة وقسوة، ومع ذلك يبقى أهل الجزائر أحرار.
س: ما هي المشكلة إذاً!
ج: لا بد من العزيمة والنية للعمل، ولا بد من قيادة تحرّك الشارع الجزائري. لا بد من تقدّم العلماء للواجهة. هناك فرصة تأريخية الآن لتحرك الشعب الجزائري وتوحيدهم تحت غاية إسقاط نظام الجنرالات المتفرنسين. الآن عندهم سند في ليبيا وتونس، فالفرصة مواتية.
س: لم نر أية ثورات في جزيرة العرب خلا البحرين وعمان على استحياء!
ج: الناس في جزيرة العرب يختلفون من حيث الثقافة عن بيقة الشعوب الإسلامية، ليس في ثقافتهم الخروج في مظاهرات وهتافات، فهذا غريب عليهم. المظاهرات في البحرين إيرانية صرفة، أما عُمان فالمظاهرات فيها ضعيفة وليست عامة وهي ترتكز على المطلب الإقتصادي دون غيره. شعب الجزيرة أفضل من غيره من الناحية الدينية، فحكام الخليج لم يعتدوا على دين الشعوب بدرجة ظاهرة كما في بقية الدول، وبعض الدول تعيش في بحبوحة مادية نسبية، والشعوب – وخاصة العوام – تحركها الظروف المادية بالدرجة الأولى.
س: القوات الكينية التي توغّلت في الصومال واحتلّت بعض المدن!
ج: لعلهم احتلوا بعض القرى. أرى أن يرسل الشباب مجموعة إلى عاصمة كينيا ويحدثوا فيها أمراً. وأرى أن يتقهقروا أمام هذه القوات داخل الصومال ويتركوهم يتقدمون ثم يلتفوا حولهم ويقطعوا عليهم خطوط الإمداد ويكثروا لهم من الكمائن ويبيدوهم عن بكرة أبيهم، ويكون هذا في نفس وقت الهجوم في العاصمة الكينية حتى لا يفيق عباد الصليب من الصدمة، والمصريون يقولون “ضربتين في الراس توجع”.
س: أداء الشباب المجاهدين في الصومال!
ج: رجال. نسأل الله أن يمكن لهم بالنصر التام على العدو. الشباب أصحاب حنكة وحكمة، وهم يواجهون إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وأثيوبيا وكينيا والسعودية داخل الصومال. كل هؤلاء يساندون الدمى في مقديشو، وكل خططهم فشلت في إضعاف المجاهدين، فلله وحده المنّة والفضل سبحانه.
س: إعلان أمريكا الحرب على شبكة حقاني!
ج: يجب أن ننتبه إلى هذا المكر وهذا الخبث، أمريكا تريد أن تفرّق بين المجاهدين فتقول: قاعدة، وجماعة حكمتيار، وشبكة حقاني، وطالبان، وطالبان باكستان، هؤلاء كلهم جبهة واحدة تحت إمرة أمير المؤمينين الملا عمر حفظه الله، ولكن الكفار يريدون التفريق بينهم بهذه المسميات. يجب أن ينتبه المجاهدون لهذا الأمر ويُعلنوا أنهم تحت راية واحدة وبقيادة مركزية واحدة. هذا أمر غاية في الأهمية. وينبغي على المجاهدين أن يفرقوا بين الكفار فيقولون: الجيش البريطاني والجيش الفرنسي والجيش الأمريكي وهكذا فيعلنوا العمليات ضد كل جيش على حده للتفريق بينهم، فينبغي أن نعمل نحن على تفريقهم وأن تجتمع رايتنا. هذا هو الأصل. ليس هناك شيء إسمه شبكة حقاني، هؤلاء مجاهدون تحت إمرة الإمارة الإسلامية.
س: هل هناك مشاكل بين باكستان وأمريكا!
ج: لا مشاكل بينهم. هذه كلها ألاعيب لكسب تعاطب الشعب الباكستاني من قبل الحكومة الخائنة المرتدّة. مثل الحكومة السورية والإيرانية: يسبان ويلعنان أمريكا علناً ويتعاملان معها في السرّ. “السعودية” تدّعي التوحيد وتُرسل الأسلحة والأموال للنصارى في جنوب السودان وللشيوعيين في اليمن وللحكومة الباكستانية الرافضية وللنصيرية في سوريا وللماسونية في الأردن، كله كذب واستخفاف بالمسلمين. لا ينبغي أن نصدّق الأقوال، بل ينبغي أن ننظر إلى الأفعال. الكل متّفق على محاربة الإسلام لأنه الخطر الذي يهدّدهم جميعا.
س: ماذا عن المظاهرات في أمريكا وغيرها من الدول الشرقية والغربية ضد الرأسمالية والمضاربين!
ج: سؤال مهم. لنسأل أنفسنا: أين الإعلام عن هذه المظاهرات! يضخّمون الذرّة في بلاد المسلمين ولا يتكلّمون عن طوامّهم في بلادهم! فرنسا ستوزّع الطعام على شعبها! يأتوننا في بلادنا أساتذة وخبراء، وبلادهم تسقط وتفتقر بسبب سياساتهم ونظرياتهم التي يريدوننا أن نعمل بها! مظاهرات تعم العالم كله لا يتكلمون عنها ولا يأبه بها الإعلام! أليس هذا غريب! يبحثون عن المشاكل في بلادنا بالمناقيش وبلادهم تئن بالمشاكل الكبرى من إجرام وفقر وإفلاس وعنصرية وتفسّخ وانحلال خلقي! الديمقراطية فشلت في بلادهم، والرأسمالية فشَلَت، والحريّة التي يتشدّقون بها جلبت عليهم المصائب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، ولا زال بعض الجهلة عندنا مبهورون بما عند الغرب! ما من نظرية على وجه الأرض إلا وتبيّن فشلها، وتبقى الحقائق الشرعية مُغيَّبة عن واقع العالم! يعاندون ويُكابرون وهم يعلمون أن الحل في الشريعة الإسلامية. الناس يصرخون: نريد ديمقراطية، نريد ديمقراطية، والديمقراطيات تتهاوى أمام أعينهم! أموال العالم في يد حفنة قليلة من الناس بسبب هذه الديمقراطيات والرأسماليات والأسواق المتحررة – من الرقابة الشرعية – التي تسمح بالإحتكارات، وحدّث عن المضاربات والمعاملات الربوية ولا حرج.
س: هل تعتقد أن الغرب سيتغلب على المشكلة بسرعة!
ج: هناك أمر مدبّر يحدث الآن في العالم. العالم مُقبل على كوارث إقتصادية وسياسية وإجتماعية، ولعلّي أخص هذه المسألة بمقالة خاصة قريباً إن شاء الله.
(انتهى اللقاء)
25 ذو القعدة 1432هـ
25 ذو القعدة 1432هـ
___________