الحمدُ لله الذي أمر بالجَماعة ورَضي عنْ أهلها، فقال – وهو أصْدق القائلين -: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}، والصّلاة والسّلام على إمام المجاهدينَ نبيّنا محمّد، وعلى آله وأصحابه، الّذين ساروا على نَهْجه ونَصَروا سُنّته، والتزموا بالجماعة في جهادهم ودعوتهم.
أما بعد…
فبعْد أن دهَمَت جحافلُ الصّليب وأشياعهم من الرّافضة والعلمانيين؛ دارَ الخلافة بغداد، وضَرَبوا المُسْلمين عن قوسٍ واحدة، طلباً لنُصرة كفْرهم وتحقيقا لأحلام اليهود أسيادهم.
وخلالَ أكثر من سنتين ونصفٍ مضت، تقلّبت الأحداث في بلاد الرافدين، وتَسارعَت وتيرَتُها صعوداً، بعْد أن بارَك الله في جهادِ الفئة القليلة من طلائع هذه الأمّة، لنقف أخيراً على مشْهدِ اجتماعٍ كفريّ متعدّد الأطراف ومتنوّع المشارب.
فكان لِزاماً على الموحّدين مِن أهلِ السنّة والجماعة، ممّن اختار درْبَ الجهاد ومناجزة الكفّار – بكلّ صُنوفه وكافّة أشكاله -؛ الاجتماعُ على نُصرة الحقّ، متآلفين مُتحابّين، نابذين للشّرك، طالبين لمقصد لا حياد عنْهُ ولا تراجُع: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه}.
وشتّان ما بين اجتماع أهل الحقّ، وجمْع أهْلِ الباطل، فالأول محبّةٌ ونُصرةٌ للدّين، والثاني طمعٌ في مصلحة زائلة، وبُغضٌ لتوحيد ربّ العالمين.
وقد قرّرت الجماعات الجهاديّة الآتية؛
1) تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، 2) جيشُ الطائفة المنصورة، 3) سرايا أنْصار التّوحيد، 4) سرايا الجهاد الإسلاميّ، 5) سرايا الغُرباء، 6) كتائبُ الأهوال.
تشكيلَ مجلسٍ تحت اسم “مجلسِ شورى المجاهدين في العراق”، وذلك لتحقيق المطالب الشّرعية الآتية؛
أولا: قيادةُ الصّراع في معركةِ المُواجهة، لدفْعِ الكفّار الصّائلين وأذنابهم من المرتدّين.
ثانياً: جمعُ كلمة المجاهدين ورصّ صفوفهم، تحقيقاً لواجبِ الاعتصام بحبل الله، استجابة لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، ونبذ الفُرقة والاختلاف لحِفْظ الشّوكة، امتثالا لقوله تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}.
ثالثاًً: الإعلانُ عن منْهج الإسلام الواضح في جهادِ الكفّار، والذي لا يلقي السّلاح حتى يُحقّق مُقتضى قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه}.
رابعاً: الوقوف جمعاً متراصّا متّبعا لهدي النّبي صلّى الله عليه وسلّم في الجهاد، لإعلاء كلمة الدّين ودحضِ راية المشركين، وقطْع الطّريق على أذناب الكفّار الصّائلين مِنَ العلمانيين وغيرهم، في جنْي ثِمار الجهاد ونِتاج جهود الباذلين لأنفسهم في سبيل الله تعالى.
حيثُ وعى المجاهدون دروسَ التّأريخ جيّدا، وسيسْتفرغون جُهدهم لمقاتلة كلّ من يقفز إلى الواجهةِ في الحُكم وغيره، للحيلولةِ دون تحكيم الشّرع والتّمكين للمسلمين، فالمجاهدون يعلمون حقيقة ما يٌدبّر للأمة، ويؤكدّون على عدم التّفريق بين طاغوتٍ عربيّ أو أعجميّ، فالطّاغوت؛ هو، هو، أياً كانت جنسيّته ومهما كان انتماؤه.
خامساً: تحديد موقفٍ واضحٍ من الأحداث والنّوازل، لكي يُرفع الغَبش عن أعيُن النّاس، ولا يلتبس الحقّ بالباطل، ويُعرف أنّ للحقّ رجالاً مجاهدين مثلما أنّ للباطل أتباعا مُناصرين.
سادساً: ننبّه إلى أنّ هذا المجلس يدعو إخوانه المجاهدين إلى الاجتماع والتّكاتف، ورصّ الصّفوف، ونذكّر بأن باب اللّحاق به والانظمام إليه مفتوحٌ لكلّ طالب لنُصرة الدّين ونيل محبّة ربّ العالمين، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}.
كما ويدعو المجلس المسلمين في بلاد الرافدين وخارجها؛ للّحاق بركب الجهاد في بلاد الرافدين نُصرةً لدينهم ودفعاً عن المُستضعفين وإقامةً لدار الإسلام وتحكيمِ شرع الله على أرضِه، قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.