بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله، وصل اللّهمّ على محمد وآله وصحبه وسلّم
قال تعالى: “و لا يحيق المكر السيء إلاّ بأهله فهل ينظرون إلاّ سنّة الأولين فلن تجد لسنّة الله تبديلا و لن تجد لسنّة الله تحويلا” فاطر43 .
طالما عوّدتنا التلفزة الجزائرية بين الفينة و الأخرى على القيام بمسرحيات هزيلة الإخراج تظهر فيها الإنتصارات المزيّفة للعساكر المخذولة،و تغطّي هزائمهم،و تلمّع فيها صورتهم القبيحة التي افتضحت و أصبحت لا تخفى على أحد.
و كم ملّ النّاس من تلك المشاهد لأناس أبرياء يجبرون تحت ويلات التعذيب على الإعتراف بأنّهم المرتكبون لذلك الهجوم،أو أنّهم المنفذون لتلك العملية؟!.
و كم هي تلك الأعداد من الذين يقتادون من زنازنهم المظلمة ثمّ يقتلون ببرودة عجيبة ليراهم النّاس بعد ذلك في نشرة التلفزة على أنّهم إرهابيون تمّ القضاء عليهم؟!.
و المتتبّعون للأحداث هذا الصيف يعلمون جيّدا أنّه كان حارّا على الطّاغوت الجزائري، و إنتصارات المجاهدين المتتالية كانت بمثابة الضربات الموجعة التي اسودّت لها تلك الوجوه المظلمة.
و قد تناقل الشّارع ووسائل الإعلام أنباءا يومية عن تلك الضربات القاسية التي خارت لها معنويّات الجيش الجزائري،فمن كمين ميزرانة الذي قتل فيه أكثر من 20 عسكريا،ثمّ كمين بن عروس بأولاد عيسى و فيه أكثر من 10 بين قتيل و جريح،و التفجير الذي إستهدف سيّارة للدرك الأسبوع الماضي بالسوانين ضواحي سيدي داود و الذي أسفر عن سقوط 04 بين قتيل و جريح ومنهم قائد الدرك،ثمّ تلاه الكمين الذي نفذه إخواننا بقادرية والذي إستهدف سيارة للجيش و أسفر عن سقوط أربعة بين قتيل و جريح منهم ضابط برتبة مقدّم ،و قبله بأيّام بنفس المنطقة تمّ إغتيال شرطيين،و منذ يومين فقط برأس جنّات تمّ إغتيال أحد رموز الإجرام المدعو”الصنديد”المعروف بعدائه للمجاهدين والذي سبق و أن أضهرته التلفزة في حصّة لها على أنّه رمز من رموز(مكافحة الإرهاب)،و هذا ناهيك عن الهجومات العديدة المتفرقة هنا و هناك،و عن القتلى من الجيش الذين سقطوا في إشتباكات خلال التمشيطات أو وقعوا في تلغيمات المجاهدين.
لقد كانت هاته الإنتصارات تفنيدا قاطعا لتلك الإدّعاءات المزعومة و التصريحات المتناقضة لأكابر المجرمين من أنّهم مسيطرون على الوضع وأنّ المجاهدين في إضمحلال واندحار،فكان لا بد لهم من تعتيم إعلامي جديد،ومن مسرحيّات تقوم بها التلفزة الوطنية لتغطية تلك الهزائم و للحفاظ على ماء الوجه.
هذا هو السر إذا في المسرحية التي طالعتنا بها التلفزة هذا الأسبوع و هي تظهر 11 من الناّس البسطاء على أنّهم هم المنفّذون لذلك الهجوم الذي استهدف دورية للدرك بضواحي دلّس،وقد إعترف المساكين تحت سياط الجلاّدين بالتهم المنسوبة إليهم،و أنّهم قاموا بذلك مقابل مبلغ مالي يدفع لهم من طرف المجاهدين!.
و هذا الزّيف و الكذب الذي ملّ منه النّاس يراد به طبعا إظهار ضعف المجاهدين،و أنّ إمكاناتهم العسكرية لا تمكّنهم من القيام بتلك العمليات و أنّ قوّات الجيش متحكّمة و مسيطرة على الأوضاع.
و نحن عبر هذا البيان إذ نؤكد تبنّينا لجميع العمليات العسكرية التي إستهدفت العسكريين بالمنطقة الثّانية،فإنّنا نستنكر ما جاء في التلفزة من نسبة بعض الأعمال إلى أولئك الأبرياء الذين ليس لهم صلة من قريب ولا من بعيد،و نحن ندعوا الشعب الجزائري المسلم أن لا ينخدع بهذا التضليل الإعلامي و الذي قد يتكرر في الأيّام القادمة كلّما تكررت إنتصارات المجاهدين.
و الصحافة التي تدّعي أنّها حرّة و مستقلّة هي مدعوة أيضا لأن لا تنساق وراء هذا التهريج الذي يقوده الطاغوت الجزائري،بل عليها أن تنقل الحقائق كما هي بإظهار إنتصارات المجاهدين و إسماع صوتهم،تأدية منها للرسالة الإعلامية،وكدليل وحيد على حريّتها و إستقلاليتها،وإلاّ فإنّها شريك في الجريمة التي ترتكب في حق الشعب الجزائري المسلم المغلوب على أمره.
و بعد هذا فإنّنا نقول:إنّ هذا التهريج للتلفزة ماهو في الحقيقة إلاّ بشرى خير بإذن الله،و دلالة واضحة على تشقق صف هؤلاء المجرمين و انهيار معنوايّتهم،و إلاّ لما لجؤوا إلى هاته الطرق الخسيسة التي تشرد لأجلها عائلات بريئة لتصاغ بآلامهم تلك المشاهد المتلفزة…
قال تعالى: ) و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون( 227 الشعراء.
و قال عليه الصلاة و السّلام:”إنّ الله عز و جل ليملي للظّالم فإذا أخذه لم يفلته” رواه مسلم.
حرّر يوم:الثلاثاء :19 جمادى الأولى 1423هـ
الموافق لـ : 30 جويلية 2002 م
أمير المنطقة الثانية
يحيى أبو الهيثم