New statement from Dr. Iyād Qunaybī: "God's Mercy Upon You Oh Muḥammad Qutb"

رحمة الله عليك يا محمد قطب…رحمة الله عليك يا شقيق سيد قطب الذي هو من أحب الناس إلى قلوب المؤمنينتوفي اليوم الجبل الراسخ الشيخ محمد قطب عن حوالي 97 عاما قمريا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من طال عمره وحسن عمله).كان فاهما لسنن التغيير فتعلمناها منه ومن أخيه سيد رحمهما الله…تأمل قوله النفيس رحمه الله في كتابه (واقعنا المعاصر): ومن ثم فالجماعات الإسلامية – الداخلة في التنظيمات السياسية لأعداء الإسلام – هي الخاسرة في لعبة الدبلوماسية، والأعداء هم الكاسبون! سواء بتنظيف سمعتهم أمام الجماهير، بتعاون الجماعات الإسلامية معهم، أو تحالفها معهم، أو اشتراكها معهم في أي أمر من الأمور؛ أو بتمييع قضية الإسلاميين في نظر الجماهير، وزوال تفردهم وتميزهم الذي كان لهم يوم أن كانوا يقفون متميزين في الساحة، لا يشاركون في جاهلية الساسة من حولهم، ويعرف الناس عنهم أنهم أصحاب قضية أعلى وأشرف وأعظم من كل التشكيلات السياسية الأخرى، التي تريد الحياة الدنيا وحدها، وتتصارع وتتكالب على متاع الأرض، ولا تعرف في سياستها الأخلاق الإسلامية ولا المعاني الإسلامية. فضلاً عن مناداتها بالشعارات الجاهلية، وإعراضها عن تحكيم شريعة الله. ولم يحدث مرة واحدة في لعبة الدبلوماسية أن استطاع المستضعفون أن يديروا دفة الأمور من داخل التنظيمات السياسية التي يديرها أعداؤهم، لأن “الترس” الواحد لا يتحكم في دوران العجلة، ولكن العجلة الدائرة هي التي تتحكم في “التروس”! وما حدث من “إصلاحات” جزئة عارضة في بعض نواحي الحياة على يد “الإسلاميين” لا تطيقه الجاهلية ولا تصبر عليه، وسرعان ما تمحوه محواً وتبطل آثاره. وتظل الآثار السيئة التي ينشئها تمييع القضية باقية لا تزول، وشرها أكبر بكثير من النفع الجزئي الذي يتحقق بهذه المشاركة، حتى لكأنما ينطبق عليه قوله تعالى تعالى:(فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) أما توهم من يتصور أن الجاهلية تظل غافلة حتى يتسلل الإسلاميون إلى مراكز السلطة، ثم – على حين غفلة من أهلها – ينتزعون السلطة ويقيمون الحكم الإسلامي، فوصفه بالسذاجة قد لا يكفي لتصويره! وتجربة الجزائر تكفي – فيما اعتقد – لإبطال هذا الوهم – إن كان له وجود حقيقي في ذهن من الأذهان….)

____________

To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Sharī'ah Between Sovereignty and Patchwork"

كلام نفيس من المهندس أحمد سمير-حركة أحرار بمصر

هذا الشاب (في السادسة والعشرين من عمره) عقلية فذة نادرة. أسأل الله أن يحفظه ويكف شر المجرمين عنه.

ننشر كلامه دون التقليل من أي جهد في الاتجاه صحيح لأي مسلم.

للتذكير، هو ذاته صاحب مقالة (لا تقولوا تطبيق الشريعة بل إقامة الشريعة، لماذا؟):

طُلب مني أن أصيغ بوضوح الفارق الرئيسي بين ما نقدمه وبين ما يقدمه ما يُسمى تيار الإسلام السياسي كمشروع ورؤية للتغيير بعيدا عن الخلاف في آلية التحرك أو عن الخلاف الثوري والشخصي مع بعض أفراده، خاصة والذي يظهر هو نفس الشعارات أحيانا، وفي ذلك أقول:-

إن الفارق الرئيسي بين ما نقدمه وبين ما يقدمه تيار “الإسلام السياسي” هو أن تيار “الإسلام السياسي” يسعى – كما يعلن هو – إلى “”تطبيق”” الشريعة في هذا الواقع القائم، فهو يطرح مثلا البنوك الإسلامية كحل إسلامي للاقتصاد داخل نفس المنظومة النقدية والاقتصادية القائمة عالميا ومحليا، فالدولار هو المرجع والعملات بلا غطاء من الذهب والرأسمالية هي المذهب الاقتصادي المعتمد دون تغيير، فقط هو يريد بنكا لا يتعامل بالربا المباشر لكن يظل قابعا تحت حكم نفس المنظومة الاقتصادية والنقدية (الربوية أيضا بالمناسبة)!

بينما نرى نحن أن الشريعة لا يمكن أن تتصالح مع هذا الواقع نفسه، وإن إقامة الشريعة كنظام سياسي يتطلب بوضوح تام هدم هذا الواقع وبناء واقع جديد ينبع من قيم هذه الشريعة الراقية وعلى أسسها لا على قيم وأسس منظومة الاحتلال الدولي التي نقبع تحت حكمها، إن تفرقة الشريعة وتجزئتها وأخذ بعض جوانبها دون بعض في محاولة لترقيع هذا الواقع الفاسد لن يخرج إلا مسخا سياسيا وشرعيا بل وإنسانيا!

وماذا أضاف النظام السياسي في “السعودية” المحسوب على أنظمة “تطبيق الشريعة” إلا صورة ممسوخة من الدين والعقل، فأي شريعة يمكن أن تتوافق مع منظومة احتلال إمبريالية كافرة غاشمة ترسي قواعدها العسكرية على أرضنا وتعيش على أقواتنا وتعبث بديننا وتدعم سائر أعدائنا وعلى رأسهم اليهود المغتصبين لأقصانا …. مقابل قطع أيدي بعض الناس وأرجلهم!!
وأي شريعة يمكن أن تقام متوافقة مع قيم الرأسمالية الجائرة الناهبة ومع مواثيق الأمم المتحدة وقوانين سائر المنظمات الدولية “المستعمرة”…. مقابل جلد بعض الظهور!! (أؤكد هنا –أنا إياد- على أن المهندس أحمد سمير لا يقصد بذلك أبدا الانتقاص من الحدود أو تعطيلها بل اجتزاءها دون المنظومة الإسلامية).

إن التيارات السياسية بشكل عام تطرح صورا مختلفة من التكيف مع الواقع المريض، وليست هذه هي الأزمة الكبرى، الأزمة الكبرى هي أنهم يطرحون التكيف مع المرض على أنه علاج وشفاء، رغم أن التكيف مع المرض ليس دليل صحة، وتزداد الأزمة سوادا حينما يُلبس هذا التكيّف مع المرض ثوب الدين والشرع، فيُطرح الإسلام على أنه فقط مصحح لبعض التفاصيل السلوكية لهذا الواقع الفاسد دون التطرق لأصل الواقع الذي يناقضه الإسلام ويهدمه، ودون التطرق إلى أن إقامة الإسلام لا تعني إلا مسح هذا الواقع الذي رسمه غيرنا والبدء في رسم واقع جديد ينبع بالأساس من قيم ديننا
إذن ما نطرحه يختلف تماما عن أطروحات “السياسيين” كلهم أفرادا وكيانات، وذلك لأن “السياسيين” يطرحون حلولا داخل هذا الواقع، يطرحون صورا للتغيير لكنها تظل كلها في نفس المنظومة، إن لم تكن المنظومة المحلية فالمنظومة الدولية القائمة، بينما نحن تكمن مشكلتنا بالأساس مع هذه المنظومة القائمة محليا ودوليا، تكمن مع الواقع نفسه لا مع بعض تفاصيله، نحن نطرح استقلالا تاما عن هذه المنظومة وانقطاعا تاما عن قيمها والبدء في بناء منظومتنا نحن، والتي لا تجعلنا عبيدا عند أحد، ولا تجعل ثرواتنا منهبا للخارج، ولا تجعل قيم ديننا شيئا هامشيا لصالح قيم أخرى مستوردة، ولا تجعل مصالح الشعوب آخر ما تفكر به الأنظمة!

نحن بصدد هدم قيم تربى الناس على تقديسها ورسم غيرها، ولذلك ما نقوله لا يشبه بأي حال من الأحوال ما عاشه الناس ولا ما اعتادوا على سماعه، ومستعدون لتحمل عقبات ذلك فجميع الأفكار التي تعلن القطيعة مع ما اعتاده الناس وألفوه تبدأ دورتها التاريخية بالرفض والسخرية والتشغيب عليها، ولكنها تنتهي للسيادة الكاملة في ظل سؤال عام حينها: لماذا لم نفكر في هذه الأفكار منذ زمن بعيد؟!

نعم إننا نسعى بوضوح إلى إقامة نظام جديد على كوكب الأرض – جديد الآن – ولا نرى في ذلك غرابة ولا نستحي من إعلان ذلك، وإذا أردت أن أصيغ مشروعنا في جملة واحدة فسأقول: (الاستقلال عن منظومة الاحتلال الدولي والانقطاع التام عن قيمها ثم بناء نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جديد ينبع بالأساس من قيم ديننا).

ومن هنا تفهم الرابط بين طرحنا للتحرر وطرحنا للشريعة، وتفهم أيضا أن التغيير الثوري هو عملية وليس حدثا  (process not event) وأن المشوار يبدأ من تغيير التصورات ومقاومة الفساد على كل المستويات (الوعي والمقاومة) وينتهي بالسلطة لا العكس!

___________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Massacres Against Muslims in Central Africa: Political Reasons and the Role Going Forward?"

المجزرة ضد المسلمين في إفريقيا الوسطى…الأسباب السياسية والقدرية والدور القادم على من؟ السلام عليكم ورحمة الله. إفريقيا الوسطى دولة غنية جدا بثرواتها (الماس والذهب واليورانيوم)، ومع ذلك فشعبها من أفقر خمسة شعوب في العالم! حيث ابتلعتها فرنسا بالكامل واشترت ولاء حكامها. عدد سكانها عام 1991 2.8 مليون نسبة المسلمين منهم 55% والنصارى 25% والوثنيين 20% حسب كتاب التاريخ الإسلامي للشيخ محمود شاكر، بينما تقلل إحصائيات الأمم المتحدة من نسبة المسلمين وتزعم انها 25%. ازدادت المطامع الدولية في الثروات الطبيعية لإفريقيا الوسطى، وبدأ الرئيس الأسبق فرانسوا بوزيزيه بتغيير ولائه والاستغناء عن حرسه التشاديين (فرنسيي الولاء) والاستعاضة عنهم بجنود من جنوب إفريقيا، وفتح المجال لأمريكا والصين وجنوب إفريقيا الوسطى لنهب ثروات البلاد. أثار ذلك غضب فرنسا فساعدت مجموعات (سيليكا) مسلمة الهوية للوصول إلى قصر الرئاسة وتنصيب ميشيل دجوتوديا بدلا من بوزيزيه. وميشيل هذا اسمه الأصلي محمد، غير اسمه ليتمتع بميزات النصارى كالتعليم المتقدم. ولم يغير ديانته رسميا، بل صلى الجمعة أمام الجماهير بعد تولي الرئاسة. على إثر هذا الانقلاب قامت ميليشيا نصرانية تحمل اسم (أنتي بالاكا) بحملة مجازر مروعة ضد المسلمين بطرق وحشية للغاية، من تقطيع للمسلمين بالسواطير وحرقهم وأكل لحومهم! وشاركتهم القوات الحكومية في الجريمة. لم تستمر فرنسا في دعم السيليكا بل سحبت منهم الأسلحة، مما أضعفهم أمام أنتي بالاكا، واستقال ميشيل دجوتوديا لتحل محله الرئيسة كاثرين سامبا بانزا، والتي تعهدت بوقف اعتداءات أنتي بالاكا دون تنفيذ ذلك فعليا، بل لا زالت المجازر مستمرة ولا زال المسلمون يهاجرون البلاد. إذن فهو صراع مصالح ضحيته المسلمون الذين يُقتلون بوحشية عجيبة…هذا سياسياً. أما قدريا، فــ(إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون). علينا التفكير لماذا يحصل هذا بالمسلمين؟ إخوتي، هذا السيناريو الأليم يتكرر كثيرا في الأماكن التي يختلط فيه المسلمون بغيرهم ويستمرون فترة على حالة من التعايش السلبي: تقصير في دعوة الآخرين إلى الإسلام بل والتطبع بطبائعهم، ضعف في إظهار الهوية الإسلامية. ليست لدينا معلومات كافية عن وضع المسلمين في إفريقيا الوسطى ومدى تدينهم، ولهم علينا حق النصرة بما نستطيع، ولا بد أن يكون فيهم صالحون يهلكون مع كثرة الخبث، لكنا نقول هذا الكلام لأن الخلل يقينا ليس في عدل الله وحكمته، بل فينا نحن المسلمين المنكوبين في كل مكان. حيثما وجد مسلمون سنة مع نصارى أو يهود أو شيعة أو نصيرية أو هندوس أو بوذيين، فإن المسلمين مكلفون بدعوة هؤلاء الذين أخرجنا الله لهدايتهم: (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). لكن ما نراه عادة هو العكس، فبدل أن يؤثر فيهم المسلمون فإنهم يتأثرون بهم وترى النقاش حول (هل هؤلاء كفار أم لا؟)، (هل يجوز تهنئتهم بأعيادهم؟)! أما دعوتهم إلى الإسلام فشبه محذوفة من قاموسنا! إذ المسلمون بحاجة إلى دعوة أنفسهم أولا! فيسلط الله هذه الفئات على المسلمين، فبدلا من أن يكونوا في ميزان حسناتنا بدعوتهم إلى الإسلام يصبحون جزارين يحرقون أجسادنا ويغتصبون نساءنا ويذبحون أطفالنا! تأمل ذلك في البوسنة والهرسك، والهند، والعراق وحال السنة مع الرافضة وتفاخر البعض بحالة التعايش السلبي قبل الاحتلال الأمريكي (ما كنت تفرق سني عن شيعي وما نتكلم في الدين)!!!، وسوريا وحال المسلمين مع النصيرية قبل انقلاب حافظ الأسد، والصين، ونيجيريا، وغيرها وغيرها. تأمل في ذلك التاريخ وغزو التتار للعالم الإسلامي: كان المسلمون في حالة ركود وركون إلى الدنيا وتوقفت الفتوحات الإسلامية في شرق العالم الإسلامي فسُلط من كان بالإمكان دعوتهم أو مجاهدتهم على المسلمين. بينما استمر عز دولة المرابطين وحكمت ثلث إفريقيا ثم الأندلس، وكان من أهم أسباب ذلك تبنيها للدعوة التي رفع لواءها أبو بكر بن عمر اللمتوني والجهاد الذي رفع لواءه يوسف بن تاشفين. لذا إخوتي، فإفريقيا الوسطى مأساة جديدة، والسبب القدري هو هو. الدور القادم على من؟ كل مكان يقصر فيه المسلمون في الدعوة والجهاد ويتفاخرون بـالتعايش السلمي السلبي ويلتمسون فيه رضا الناس ولو بسخط الله، ويجاملون على حساب الدين، فهو مرشح أن يكون المحطة القادمة! اللهم رد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا. والسلام عليكم ورحمة الله.

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New statement from Dr. Iyād Qunaybī: "Appeal to the Brothers That Came to al-Shām Concerning Their Parents"

إلى إخوتي الذين خرجوا لنصرة المستضعفين ورفع راية الدين: السلام عليكم ورحمة الله. وفقكم الله وسددكم وتقبل منكم تضحيتكم وبيعكم نفوسكم –فيما نحسبكم- لله عز وجل. إخوتي، ومن قبيل (فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، نذكركم بضرورة استرضاء آبائكم وأمهاتكم أثناء جهادكم، حتى لو كانوا معترضين على خروجكم ورأيتم أنه واجب في حقكم فلم تستأذنوهم فيه. فهذا لا يسقط فرضية البر بهم والتلطف معهم وجبر خواطرهم بطيب الكلام وخفض الجناح والتذلل. ولنتذكر بما أمر الله به مع الوالدين الذين يجاهدان ولدهما على الشرك به سبحانه!: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا). هذا في والدَين يضيقان على ولدهما ويحاربانه ليشرك بالله! ومع ذلك (وصاحبهما في الدنيا معروفا). فلا شك أن أباك المسلم وأمك المسلمة أحق بهذا المعروف وإن جادلاك جدالا عاطفيا غير شرعي، وإن قالا لك: (لن نرضى عنك حتى ترجع)، (سندعو عليك إن لم ترجع)، وحتى إن طعنا في مشروعية الجهاد بالشام جملة بجهل ودون علم، وحتى إن أحسست أن مكالمتك معهما تضعف عزيمتك وتعكر صفوك وتهبط معنوياتك. أخي الحبيب، تحمل ذلك كله منهما والتلطف معهما جهاد أيضا، ولا خلاف على فرضيته عليك عَيْناً. ومن باع نفسه له فليس له أن يختار جهادا دون جهاد ما دام يرى كليهما واجبا. وهنا أحب أن أشير إلى أمرين:لطالما دافعت عن مشروعية الجهاد وعن المجاهدين، ولكن في الوقت ذاته، لم أُفْتِ أحدا بوجوب خروجه هو شخصيا للجهاد في سوريا، وامتنعت دوما عن إعطاء إجابة عن سؤال: (ما حكم ذهابي للجهاد؟)، ولدي قناعتي بأن المشروع الجهادي (كجزء من المشروع الإسلامي) يُخدم بوسائل شتى، وليس حمل السلاح فحسب. أيضا، عندما بدأت الثورات في الشام وغيرها كنتُ مأسورا. فلست ممن دعا الشعوب إلى الثورة بهذا الشكل. وأفرق تماما بين دور العلماء والدعاة إذا سؤلوا (هل نثور أم لا؟) ودورهم بعد وقوع الثورة ووصولها مرحلة اللارجعة، وقد وضحت ذلك في كلمة (دور العلماء في الثورات). هذان التوضيحان لعلهما يجيبان عن توهم من يتوهم أننا نحرض الناس على الثورة بغض النظر عن مقوماتها وإمكانياتها ودراسة مآلاتها ثم نفتي الناس بوجوب جهادهم بالسلاح بينما نحن في بيوتنا آمنون! والسلام عليكم ورحمة الله.

__________

To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Discussion in Response to the [Islamic] State on Mubādarah al-Ummah"

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، هذه مناقشة لبيان الدولة حول مبادرة الأمة التي أطلقها الشيخ المجاهد عبد الله المحيسني وأيدها العلماء والفصائل المجاهدة بالشام. وقد طالب البيان أصحاب المبادرة (أنْ يلتزموا هم أولاً ثمّ يُلزموا الأطراف المعنية بهذه المبادرات أمرين مهمّين). فأقول، بصفتي من مؤيدي المبادرة: الأمران اللذان ذكرهما البيان مهمان حقا: بيان الموقف الشرعي الصريح بلا مواربة من المناهج المناقضة لتحكيم الشريعة الإسلاميّة في الشّام والهيئات التي تمثل هذه المناهج المناقضة، وبيان الحكم الشرعي الصريح للأنظمة الحاكمة في المنطقة. وأتفق مع ما ذكره البيان إذ قال: (وإننا لنحسبُ أنّ تبيان الموقف الشّرعي في هذه المسائل واجبٌ في هذه المرحلة الخطيرة على أيّ جماعة جهادية تقاتل في سبيل الله أو تنسب نفسها لفسطاط المجاهدين في سبيل الله، حتى يعرف الجميع مواطن أقدامهم ومع من يتعاملون، وليحيى بعدها من حيّ عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة). نعم أتفق مع ذلك، خاصة وأن الغبش في تحكيم الشريعة قد أدى إلى انتكاسات ومصائب كما في مصر، وأن الأمة قد عانت من تطويع مشاريع جهادية سابقة، وأن أنظمة المنطقة تعمل جاهدة على إفساد الجهاد الشامي أيضا. فلا بد من الوضوح في هذه المسائل وعدم التهاون فيها أبدا. لا بد أن يرفض المجاهدون دعاوى القبول بدولة ديمقراطية بزعم أنها أفضل من البقاء تحت ظلم النصيرية. ولن نتحمل منهم أي تخليط في فقه المصلحة والمفسدة الذي يُتخذ ذريعة لذلك. ولا بد أن يكون واضحا لديهم أن أنظمة المنطقة جميعها، كما أنظمة العالم، لا يوصف أي منها بالإسلامي، وليست أي منها دولة صديقة، بل جميعها تابعة للنظام الدولي وشريكة في محاولة إجهاض المشروع الإسلامي بالشام، و”الدعم” الذي تقدمه لا يخرجها عن هذا الإطار. كما أننا نتفق مع البيان على أن هيئة الأركان والائتلاف ومن يقاتل تحت مظلتهم معادون للمجاهدين ولمشروع تحكيم الشريعة. ونزيد أن قبول بعض هؤلاء بمبادرة التحكيم لا يعني أبدا أمن جانبهم ولا حسن الظن فيهم ولا أن مشاكلنا معهم تحل بتحكيم مستقل. بل هم في فسطاط والمجاهدون في فسطاط آخر. ولا يُقبل من أي فصيل أن يكون موقفه منهم ومن ائتلافهم وأركانهم غامضا. هذه الأمور كلها لا نختلف مع البيان عليها بل نؤكدها. ولا نزعم أننا راضون تماما عن موقف الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين منها، وليس الهدف من هذه الكلمة ادعاء أن خصوم الدولة حققوا المطلوب ولم يدعوا لمنتقد مقالا. لكن ما لا نتفق مع الدولة عليه أمور: 1.    تشنيع البيان على تسمية القتال الدائر فتنة بين مجاهدين، مستدلا بوجود جماعات معروف وعفش والمجرمين واللصوص ضمن خصوم الدولة. والبيان بهذا يجعل خصوم الدولة صنفا واحدا ويأخذ البعض بجريرة الآخرين، وهذا ليس من الإنصاف! وإعلان الشيخ المحيسني عن فصيل أنه قبل بالمبادرة لا يعني تزكيته ولا حسن الظن به، بل هو إلزام له بنتائج التحكيم وإن كانت القصاص، ولا يتعارض مع دفعه عند بغيه. وقد نص الجولاني والمحيسني وغيرهما على أن القتال (في معظمه) قتال فتنة وأن (عامة) المقتتلين مسلمون. فهل غفل بيان الدولة عن تقييدات (في معظمه) و(عامة)؟! ثم مَن مِن المجاهدين والعلماء المعتبرين قال إن الكتائب (التي لا تُخفي منهجها العلماني العفن ورفضها لتحكيم الشريعة أو أي طرحٍ لمشروع إسلاميّ ولو بالاسم) كما عبر البيان، أن هؤلاء مجاهدون؟! ولماذا التغافل عن أن خصوم الدولة ليسوا هؤلاء فحسب، بل عامتهم فصائل مشهورة بجهادها وتعلن في مواثيقها إرادة إقامة الشريعة؟ وإن كان البيان يقصدهم بقوله (مطايا آل سلول ومخابرات أمريكا وفرنسا) فهذا الذي يحتاج إلى تحكيم لإثباته أو نفيه بدلا من عبارات الإسقاط والتخوين بالجملة. أليس حريا بالدولة أن تقبل التحكيم ليتمايز لها وللأمة أصحاب العقيدة والمنهج السليم فتؤاخيَهم وتتولاهم وتتناصر معهم أمام عصابات الائتلاف والأركان، بدل أن تضعهم جميعا في بوتقة واحدة؟! 2.    لا نتفق مع اشتراط الدولة أن تبين الكتائب موقفها من الأركان والائتلاف والأنظمة قبل أن تقبل الدولة بالتحكيم. إذ أين في ديننا نجد أن المرء إذا دعي إلى كتاب الله ليحتكم إليه فإن له أن يشترط أولا أن يكون خصمه سليم العقيدة؟! أما قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحكم سعد بن معاذ وخصومه يهود؟! وقد نقل صاحب (عون المعبود) الإجماع على وجوب الحكم إذا ترافع كافر مع مسلم. فهل هذا الاشتراط بحد ذاته هو احتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله أم أنه مناقض لهذا الشعار الذي ترفعه الدولة وتعتبر نفسها متميزة به على غيرها؟! هل إن ملكت الدولة زمام الأمور غدا ثم جاء فرد من الرعية يتظلم فإن لها أن تشترط عليه بيان عقيدته ومنهجه قبل أن تقبل النظر في مظلمته؟! أتفهَّم تماما أن تشترط الدولة هذه الشروط في المحكَّمين الذين نصت مبادرة الأمة على أنهم سيفصلون في نزاعاتها مع باقي الفصائل، لأنه إن اختل منهج هؤلاء المحكمين فإن حكمهم سيكون مختلا تبعا لذلك. وقد نصت المبادرة على أن المحكمين: (هُمْ جميعاً مجاهدونَ مرْضيو العقيدةِ فيما نحسبُهم). وقائل ذلك مركز دعاة الجهاد الذي يرأسه د. المحيسني المعروف بنقاء عقيدته ومنهجه فيما نحسبه. أما اشتراطها في الخصوم فهو ما لا دليل عليه. فلماذا هذه الحيدة؟ الفصائل تشكو على الدولة أمورا لا علاقة لها بالمنهج، بل مظالم في الدم والمال والسلاح. فلماذا يُزج بالمنهج لمنع التحكيم في هذه المظالم؟! 3. ولا نتفق مع الدولة في إلزام كل أحد بأن يفصح عن عقيدته ومنهجه في الأنظمة. لكننا نتفق معها بأن الجميع مكلفون ألا يقولوا في ذلك باطلا. فأي تصريح يمكن أن يصدر عن أية جهة بإضفاء الشرعية على هذه الدول، أو أن ما يحصل فيها شأن داخلي لا يحق لأحد أن يتدخل فيه، أو تصريح بقطرية الدولة الإسلامية المنشودة بالشام بحيث لا تتعدى حدود سايكس بيكو…أي تصريح كهذا فهو تهمة ومثلب في منهج صاحبه. 4.    إن كانت الدولة تتهم خصومها باختلال مواقفهم من الأمرين المذكورين (تحكيم الشريعة والأنظمة) فحري بها أن تقبل المبادرة لتثبت صحة تهمتها بالتحكيم المستقل، لا أن تجعل التهمة مانعا من الاحتكام! فنحن، كما الدولة، لا نرضى بوجود دخن لدى المجاهدين في هذين الأمرين، وحريصون على كشف الخلل ومعالجته وكشف من لا يقبل العلاج ليَحذره الناس. لكن هذا كله لا يأتي إلا بالتحكيم المستقل الذي تُعرض فيه البينات ويظهر فيه صحة التهمة من عدمها، ودرجتُها وعلاجُها وتجاوب الفصيل المنسوبة إليه هذه التهم مع حكم المحكمين أو امتناعه. أما مع استمرار القتال وتقاذف التهم وتدفق الدماء فإن أيا من هذا لا يتحقق، وصحة التهمة لا يظهر، فتُهدر دماء جنود الفصائل الذين يحسبون قياداتهم على خير وأن جهادهم هو من أجل دولة إسلامية وأن الدولة إنما تقاتلهم بغيا، ثم تهدر دماء أهلهم الذين ينتصرون لقتلاهم، وغيره مما ينتج عن وضع العصا في العجلة وجعل التهمة مانعا من الاحتكام الذي يثبتها أو ينفيها! 5.    في الوقت الذي لا نبرئ خصوم الدولة تماما من وجود خلل في الأمرين المذكورين، فإننا لا نبرئ الدولة أيضا! فقد كان بإمكان خصومها أن يقولوا: (لن نقبل بالمبادرة حتى تبين لنا الدولة موقفها الشرعي الصريح بلا مواربة من سلوكها المناقض لتحكيم الشريعة الإسلاميّة، إذ تقتل دون بينة ولا شهود ولا قضاء معلن ثم تدعي على من قتلته ما لا دليل عليه، كالخيانة على جلال بايرلي والردة على الحضرمي. فهذا حكم بغير ما أنزل الله، لا ينفع معه رفع شعارات إسلامية والمزايدة على الناس بها!). كان بإمكانهم أن يقولوا: (إن كانت الدولة تتهم مصادر تمويلنا فلن نقبل بالمبادرة حتى تبين موقفها مما ننسبه إليها من أنها تستمد الدعم من غصب الممتلكات والمقرات والأسلحة بغير حق، وليس هذا الظلم دون الظلم الذي تدعيه علينا، ولا هو من الحكم بالشريعة الذي ترفعه شعارا). فليس للدولة أن تتعامل وكأنها بريئة من التهم وغيرها محط ريبة، وإنْ فُتح هذا الباب لتقاذف التهم فخصومها لديهم ما يقولونه. فلمصلحة من يستمر هذا التقاذف بدلا من الهدنة والقبول بالاحتكام؟! 6.    بعض ما طلبته الدولة كانت الجبهة قد بينته في ميثاقها، كتحكيم الشريعة وموقفها من الديمقراطية والدولة المدنية. فإن قيل: (الأقوال تخالف الأفعال) قلنا: هذا ما يثبته التحكيم أو ينفيه، ولا ينفع معه بيان الموقف الشرعي إذن، والذي طالبت به الدولة. 7. 8.    طالبت الدولة بـأن يبين خصومها الموقف الشرعي الصريح الواضح تجاه الجماعات والفصائل والتكتلات المنضوية تحت الهيئات الرافضة لتحكيم الشريعة، والموقف الشرعيّ تجاه الجماعات والفصائل التي تتعامل مع أنظمة المنطقة أو مع مخابراتها أو مع مخابرات الدّول الغربية.  فما الرد المتوقع من خصوم الدولة؟ إن قالوا: (موقفنا هو البراءة من الائتلاف والأركان وفصائلهما ومن الأنظمة ومخابراتها، لكننا لا نرى بوجوب قتالهم في هذه المرحلة مع ما بنا من ضعف، حتى نتفرغ لمن يقتلنا ويشردنا ويعذبنا ويغتصب نساءنا). إن قال خصوم الدولة: (موقفنا أن الشر يجتنب ولا يمتحن، وأن ترتيب الأولويات يقتضي أن نقتصر على دفع الصائل، وإن وقع عدوان من كتائب السوء فإننا نحاول إيقاع القصاص الشرعي بالتحكيم المستقل وإلا فردعهم بما يكفهم عن معاودة العدوان، دون فتح جبهة جديدة معهم، إلى حين التمكين الذي يكون لنا معهم وقته شأن آخر). فهل هذا الرد سيرضي الدولة؟ وإن قالت الدولة حينئذ: (بل قتال الصحوات أولى من قتال النصيرية)، من الذي سيرجح هذا القول أو ذاك؟ ومن الذي سيحكم إن كان الواجب اتباع الدولة على اعتبار الائتلاف والأركان وأوباشهما أهدافا مشروعة في هذه المرحلة أو يحكم بأن استهدافهم يشتت عن المعركة الأصلية ويلحق الضرر بالجميع وبالتالي يـُمنع من استهدافهم؟ من يحكم بأن هذه قضية عقدية يكفر المخالف فيها أو اجتهاد فقهي في باب السياسة الشرعية؟ فما فائدة اشتراط بيان الموقف من هذه الأمور والخلاف حاصل لا محالة بعد بيانه ولا يرجِّح فيه إلا التحكيم المستقل؟! ومن الذي يحكم إن كان كل أشكال التعامل مع المتآمرين محرما بإطلاق، أو أنه لا فرق بين تلقي السلاح مباشرة أو تلقيه من السوق السوداء التي تتلقاه من المتآمرين، وإنما العبرة بما يُستخدم له هذا السلاح، من قتال الكافر الصائل أو قتال المسلمين تحت مسميات الصحوات والخوارج، أو بتقديم تنازلات وضمانات تبعية مقابله؟ ومن الذي يحكم أي الفصائل ينطبق عليها قول الدولة: (تُعين هذه الحكومات وأجهزة المخابرات لتنفيذ مشاريعها الخبيثة في الشام)، أهم الذين يدارون الحكومات أم الذين يستَعْدون الجميع ويشغلون المسلمين بالاقتتال الداخلي تحت مسمى محاربة الصحوات فيعينون الحكومات والمخابرات على تنفيذ مشاريعها فعلا؟! ومن الذي يحكم بأن الجهتين قد تكونا أسهمتا في ذلك بنصب محرقة استقطاب بين إفراط وتفريط يضيع نتيجته شباب المسلمين؟ ومن الذي يحكم إن كان تصريحٌ أو موقفٌ ما مناقضا للبراءة في قوله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء) أو أنه مبرَّر باتقاء الشر كما في قوله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) من أجل هذا كله، فلا بد من القبول بالهدنة والتحكيم المستقل، غير مشروط بما اشترطته جماعة الدولة. أما تهديدها بالاستمرار في سياسة (الاقتصاص ممن ظلمها وكسر شوكته بلا هوادة، والكفّ عمّن كفّ عنها)، فهو يعني مجددا أنها تأبى إلا أن تكون الخصم والحكم معا، وأن تستأثر هي بتعريف “من ظلمها”، وتعريف الأساليب لــ “كسر شوكته بلا هوادة”، وهذا يعني استمرار حمام الدم والفوضى، وتزايد المظالم. فيا عقلاء الدولة، هذه الفرصة تبدو الأخيرة لحقن الدماء ورأب الصدع، فاتقوا الله ولا تحملوا أوزاركم وأوزار أمتكم برفض مبادرة أطبقت عليها الفصائل النقية وأهل العلم المعتبرون، وهي قبل ذلك وفوق ذلك ببساطة شديدة دعوة إلى تحكيم كتاب الله الذي خرجتم من أجله.. وتذكروا ذم الله تعالى لمن يُدعى إلى الحكم بشرعه فيعرض، وثناءَه على من يطيع: (( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون (48) وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين (49) أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون (50) إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون (51) )) نسأل الله أن يهدينا جميعا لما يحب ويرضى. والسلام عليكم ورحمة الله.

____________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "To Those Who Justify Rejecting Mubādarah al-Ummah With the 'Flaws' of Others"

قبلت فصائل عديدة بالشام بمبادرة الهدنة والتحكيم، ولا زلنا ننتظر جواب آخرين. في هذه الأثناء، نرى من يثير التهم ضد الفصائل الراضية بالمبادرة، فيما يبدو مبررا مسبقا يحضرونه إن رفض فصيل ما المبادرة أو أعرض عنها. فيقولون: (كيف يقبل الفصيل الفلاني بالاحتكام مع هذه الفصائل الأخرى التي عندها كذا وكذا من العيوب؟). أقول لهؤلاء هداهم الله: ما ترمون به الفصائل الأخرى من عيوب لا يمكن معرفة صحتها من بطلانها من نسبتها من سوء الفهم فيها إلا بهدنة تجلو الغبار ثم تحكيم تُستعرض فيه البينات ويُتخلص فيه من نزغ الشيطان ودسائس المتآمرين. ومع ذلك، افترضوا أن خصومة فصيلكم مع أناس فساق، لا بل منافقين، لا بل كفار ! وهبوا أن هؤلاء الكفار قالوا: (مستعدون للاحتكام إلى الشرع في نزاعنا هذا)، فهل يبرر كفرهم لفصيلكم أن يرفض الاحتكام؟ هذا، إن قصده قائله، انحراف خطير جدا، وخطأ رُكب على الخطأ الأول في التخوين وإلقاء التهم. ولنا هنا أن نسأل أسئلة: 1.    الأخطاء التي يوردها بعض “المناصرين” –ولا والله ما هم بذلك بمناصرين بل يؤذون المشروع الجهادي برمته- هذه الأخطاء على فرض ثبوتها كلها، هل تجعل إخوانهم مباحي الدم والمال بحيث لا داعي لمعرفة إن كانوا ظُلموا في بعض الحوادث ولا داعي لرد المظالم إليهم؟ 2.    هل لو كانت فصيلكم هو من رضي أولا بالتحاكم فإنا سنقبل من مناصري الفصائل الأخرى أن يقولوا: (وكيف نحتكم وإياهم وهم عندهم من الأخطاء كذا وكذا)؟ أم أن الواجب علينا أن نقول لهم حينئذ: (ما علاقة هذا بذاك؟). 3.    إذا مُكن المجاهدون في الشام ووقعت خصومة في الدماء أو الأموال بينهم وبين أحد الفساق، بل الكفار الصرحاء، ودعا الكافر إلى التحكيم الشرعي، فهل يُقبل منا أن نقول له: كيف تريد منه أن يجلس وإياك سواء على الأرض وهو مجاهد مؤمن حرر البلاد وأنقذ العباد وأنت كافر من حطب النار؟ أهذا العدل الذي جاء به الإسلام؟ أهذا هو فرض سيادة الإسلام على الجميع في مفهومنا ؟ إذن ما المعنى في أن يَعقد بعض المنتقدين مقارنة بين الطرفين ليثبت أفضلية أحدهما كردٍّ على دعوة التحكيم؟ أسأل الله أن يهدينا جميعا ويجمع كلمة المجاهدين على ما يحب ويرضى. والسلام عليكم ورحمة الله.

_________


To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Is It Possible to Participate in the Geneva 2 With Adhering to Strict Conditions?"

سأجيب هنا في عجالة وقد أفصل لاحقا. كان السلف يقولون: (من علامة فتنة المرء أن يرى حلالا ما كان يراه من قبل حراما)…ويُحمل كلامهم على أن المقصود به مَن غير رأيه دون دليل شرعي ظهر له. قبل عام من الآن كان الجميع يرى المشاركة في هذه المؤتمرات خيانة لله ثم لعباده. ونخشى أنَّ تطاول أمد المحنة ثم ما حصل من فتنة أليمة في الأسابيع الأخيرة قد يجعل البعض يرونها مسألة قابلة للنقاش والتفكير. ولا شك أن التحريش الدولي في هذه الفتنة كان من أهدافه دفع الكتائب بهذا الاتجاه، فاللهم لا تقر لهم عينا. نقول بلا تردد: لا يُقبل أبدا من أي فصيل مقاتل المشاركة في هذه مؤامرة جنيف 2، لأسباب عديدة منها: 1.    هذا المؤتمر يتم برعاية النظام الدولي وتحت مظلته وسلطانه وبإشراف أمريكي روسي. فهو الداعي إليه وهو المؤطر لحدوده والمشرف على تنفيذ بنوده. وهو يفرض مبدأ أن الأطراف المشاركة ممثلة للشعب السوري، والالتزام بما يتمخض عنه (أيا كان) فيه التزام بــ”الشرعية الدولية” وآلياتها. فلا يمكن بحال قياسه على صلح الحديبية الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم مستقلا عن أية مظلة كافرة ولا يخضع لرعايتها بل مستقلا بقراره وشروطه. 2.    مشاركة بعض الفصائل فيها خيانة للفصائل الأخرى. حيث يُسلط الضوء إعلاميا على الفصائل المشاركة على أنها تريد حلولا سلمية وتقبل بمبدأ التفاوض، بينما الأخرى مشاغبة متمردة لا تحتكم إلا إلى لغة “العنف” مع أن “رفاق نضالها” قبلوا بالمشاركة، مما يسهل محاربة تلم الفصائل المعتزلة إعلاميا وعسكريا، وتصنيفها ضمن لائحة الإرهاب وتضييق منافذها ومحاسبة داعميها. ومن حل ذلك يصر النظام الدولي على إشراك أكبر قدر من الفصائل لتبدو ممثلة بالفعل للشعب بالشام وتبدو الأخرى شاذة عن السياق. 3.    كنا نقول للفصائل التي اختارت الجلوس مع أدوات النظام الدولي: ليس الجلوس بحد ذاته محرما، لكن ما يجلس من أجله، فهذا حقل ألغام يسهل فيه الانزلاق ويحتم عليكم القبول برقابة ومناصحة العلماء والدعاة واضحي المنهج منعا للانزلاق. مع حملة جنيف 2 يتوقع لهؤلاء العلماء والدعاة والمتابعين أن يتعرضوا لحملة من تكميم الأفواه والتغييب. فبعدما تكلم العديد منهم عن خطأ الجانب الآخر من الطيف (الغلو والتخوين والصحونة) وأتى دورهم ليناصحوا ويحذروا الطرف الآخر من الخيانة والانزلاق إذا بهم يغيبون. فحتى على فرض أن الفصائل تقدمت بــ”شروط صارمة”، فإن هذه الشروط ستتساقط شيئا فشيئا ويزداد الانحراف يوما بعد يوم ولا منذر ولا نكير! 4.    القبول بالمشاركة يسقط دعوى “الدعم غير المشروط” من الدول الوظيفية، ويبين أن هذا الدعم قد أدى في النهاية إلى ارتهان قرار هذه الفصائل بيد “داعميها”. 5.    قبول بعض الفصائل بعد امتناع علامة ضعف أمام النظام الدولي يسهل ابتزازها ومطالبتها بالمزيد من التنازلات. 6.    هذا المؤتمر استمرار لجنيف 1 واستكمال له ومحدد بمحدداته، والتي أملاها مجلس الأمن والنظام الدولي. فالحديث عن “شروط صارمة” لا مكان له هنا! ولعل هذا من كيدهم ألا تُدفع الفصائل إلى المشاركة في المؤتمر الأول فيظهر الابتزاز بل إلى مؤتمر مبني عليه لا يخرج عن إطاره. 7.    على ماذا يتفاوض المشاركون في جنيف 2؟ على إقامة دولة إسلامية؟ لم يقيموها بالقوة أفيقيمونها بالمفاوضات؟! أم على وقف القتال مع النظام؟ وما دور المجاهدين بعدها إذن؟ وما موقفهم من الفصائل التي ترفض المشاركة؟ وماذا سيصبح دور السلاح الذي بأيدي المتفاوضين؟ هل سيطلب منهم حراسة مقررات المؤتمر من “المتمردين” المغردين خارج السرب؟ أم سيتم التفاوض على سقوط النظام بكافة أركانه؟ وما الذي يدفع النظام إلى هذا والمجاهدون الآن في حالة ضعف نسبي مع الاقتتال بين الفصائل؟! بل قد يمعن النظام في القتل والإبادة قبيل وأثناء المؤتمر لتركيع المفاوضين وإلجائهم إلى القبول بشروطه، وكل هذا بالطبع بضوء أخضر من النظام الدولي. من أجل ما سبق جميعا فإن الموقف من هذا المؤتمر يجب أن يكون الاعتزال والتبرؤ وإعلان أنه غير ملزم لأحد ولا ممثل للمسلمين في الشام، وتركه للخفافيش الذين أمضوا سنوات الثورة بين الفنادق يبحثون عن كرسي على أشلاء وجماجم شعبهم الذي نبذهم ولم يعترف بهم. كما ينبغي للفصائل المجاهدة أن تحذر من سوء تمثيلها سياسيا، وأن تحذر من أن تكون الثوابت والمسلمات التي لا يقبل المقاتلون التفاوض عليها محل نظر وتردد لدى الشق السياسي منها، فإن هذا يعني أن قتالها في النهاية يصب في غير ما قاتلوا وبذلوا الدماء والأرواح من أجله. أسأل الله أن ينجي إخواننا في الشام ويحفظهم من مكر الماكرين وكيد المتآمرين. والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

___________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Dr. Iyād Qunaybī: “Disarmament So To Defuse the Fitnah in al-Shām #2"

NOTE: Click here for the first part in this article series.

إخوتي، ما دفعني إلى كتابة هذه الكلمة ابتداء هو أحداث مسكنة وما عقبها من تصرف الطرفين في جماعتي الأحرار والدولة مع الحادثة. سالت دماء، وخرجت روايات متضاربة لسنا مُلزمين أن نرجح إحداها على الأخرى. فتناقُل روايةٍ غير مُوثقة على أنها الحق المبين وإلزامنا بما جاء فيها هو من التعصب وانعدام الحكمة. وليس قبول رواية أمير جماعة الدولة بمسكنة بأولى من قبول رواية شرعي الأحرار. بل ولا علاقة لقضية التحكيم بقبول أية رواية أو ردها. ما يهمنا الآن هو أن الطرفين دُعيا إلى التحكيم الشرعي، وهذا هو الجزء البين الظاهر للجميع من القضية، فلا ينبغي أن يشغَّب عليه بروايات متضاربة أو بالطعن في منهج أية جماعة، كم بينت في كلمة (الأخطاء المركبة)، ولا أن يشغَّب عليها بمحاولة إثبات شرعية الدولة، فرفضها للتحاكم المستقل لا يزيد “شرعيتها” إلا نفيا. الأمر البين الظاهر أن الأحرار أحسنوا معاملة أسيرهم أبي دجانة وأطلقوه، ثم استجابوا لدعوات التحكيم كدعوة الدكتور يوسف الأحمد. وفي المقابل لا زالت جماعة الدولة تحتجز بعض الأسرى من الأحرار، ولا زالت مغتصبة لبعض مقرات وأسلحة الأحرار في مسكنة، ولم تستجب لدعوات التحكيم من طرف محايد، ولم تعلن عن أسبابها لعدم الاستجابة. وأقول هنا وبصراحة: هذا كله من الظلم والبغي والإعراض عن حكم الشرع! ولا بد من تسمية الأشياء بمسمياتها. ومثل هذا التصرف الظاهر يجعلنا آسفين لا نتسرع في رد ما سمعناه من حوادث كثيرة عن وضع جماعة الدولة يدها على مقرات وأسلحة وممتلكات الفصائل المجاهدة الأخرى دون وجه حق. وحقيقة إخواني الوضع لا يتحمل المجاملة و”الطبطة” على التجاوزات الخطيرة. فالنظام يحشد ضد حلب والتظالم بين المجاهدين أنفسهم موجود! لماذا ترفض جماعة الدولة الاحتكام إلى الهيئة الشرعية في حلب؟ أو إلى أي طرف شرعي ثالث؟ بأي شرع وبأي عقل تريد الجماعة أن تكون الخصم والحكم في الوقت ذاته؟ أصدرت جماعة الدولة في حلب عقب امتناعها عن التحكيم بيانا تقول فيه أنها لا ترفض الاحتكام إلى الشرع بدليل أنها أنشأت محاكم مشتركة في العديد من القضايا. طيب وما الفائدة في هذه المحاكم إن كان صاحب الخصومة مع الدولة يصر على رأيه وروايته وتصر جماعة الدولة على رأيها وروايتها، فلا يبت في الأمر طرف ثالث، فتبقى القضية معلقة؟! ما الفائدة إذا كانت الجماعة لا تمكن طرفا ثالثا من التحري وتقصي الحقائق ولا تعتبر حكم أحدٍ غيرها ملزما؟! ثم هل الوقت مناسب لترك الدولة أسبوعا وأسبوعين قبل أن تقبل بتحكيم ثالث، ثم مثلها أو أكثر لتحديد هذا الثالث، ثم مثلها أو أكثر لعقد الجلسة الأولى؟؟!! النظام يتوجه لحلب ويدكها يا عباد الله! والكل يستعد لسحق المجاهدين قبل جنيف2 ! هل تقبل الدولة حقيقة برقابة الأمة ومحاسبتها وتوجيهها؟ أم أن الناصح الطليق مشكوك في أمره لأن الطواغيت تركوه، والأسير لا يُقبل حكمه لأنه محجوب عن الواقع، والذي خارجَ ساحة الجهاد قاعد لا يفتي لمجاهد، والذي في الساحة خالطَ فصائل “ملوثة” فغسلوا دماغه؟! لماذا لا يُقبل بالدكتور عبد الله المحيسني مثلا كمحكم؟ فالرجل صاحب علم شرعي ومجاهد وصاحب منهج نقي –نحسبه والله حسيبه- وساع على الأرملة والمسكين وقريب إلى المجاهدين جميعا ولم يتكلم في أحد منهم بسوء. وإذا كانت جماعة الدولة لا ترى إلا نفسها فهل مشروعها مشروع أمة بالفعل؟! وإذا كانت لا تقبل بهيئة شرعية مستقلة فإلى من يتحاكم عوام الناس ممن ليس لديهم قدرات إعلامية ليطلعوا الناس على مظلمتهم مع الدولة؟ سيقول قائل: (تنصب نفسك محاميا عن هؤلاء الناس؟). نعم! وإلا فماذا نفعل بالأحاديث الكثيرة عن منع إنكار الظلم وتغييره وإلا يعم العقاب وندعو فلا يستجاب؟! إنها سفينة خرقها في جانب يؤدي إلى غرق الجميع. عندما تقع مظالم، ويرى عامة الناس في حلب مثلا أن “الشريعة” ليست أمرا متفقا عليه بين المجاهدين أنفسهم. فالمحكمة الشرعية التي رضي بها المجاهدون ليست شرعية عند جماعة الدولة، وتقع عليهم مظالم فلا يستطيعون الشكوى إلى إلا فئة من ظلمهم نفسه، فماذا نتوقع من عامة الناس إن اجتاح النظام حلب في قابل الأيام، وهو ما تظهر له إرهاصات؟ وهل سنكفرهم حينئذ إن لم يثقوا بالمجاهدين ولا بدعوتهم إلى الشريعة؟ وهل سنضع اللوم كله عليهم إن نشأت صحوات؟ ونتغنى بمظلومية الدولة بعدها؟! ثم لو أصدرت محكمة شرعية ارتضاها عامة المجاهدين حكما بحق أحد أفراد جماعة الدولة فامتنعت الجماعة عن تسليمه لها فماذا يعني هذا إلا عدم الاعتراف بشرعية هذه المحكمة؟ وما سبب عدم شرعيتها عندكم يا شباب الدولة؟ ألأنها تحكم بغير الشرع؟ فبينوا هذا للناس وأثبتوه، وإلا فما المانع من نفاذ قضائها فيكم؟ رفض التحاكم إلى هيئة مستقلة ليس خطأ ثانويا يمكن تجاوزه، بل هو نقض لما شُرع الجهاد من أجله. ثم بأي حق تحتجز جماعة الدولة أسرى من المجاهدين؟! دخلت النارَ امرأة في هرة حبستها على هيئة ظالمة. فكيف بمن يحبس مسلما، بل مجاهدا في وقت جهاد والعدو بالأبواب؟! ثم بأي حق تستولي على مقراتٍ وأسلحة للأحرار؟! وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لـَيُّ الواجد يحل عرضه وعقوبته))، أي تأخر القادر على سداد بالمال يحل إغلاظ القول له والتشنيع عليه ويحل للقاضي عقوبته كالحبس. هذا في المال المأخوذ عن طيب نفس من أخيك وتأخرت في سداده، فكيف بممتلكات مغصوبة، بل بأسلحة في وقت حرب؟! فهل يلام إخوانكم إن نالوا منكم وأغلظوا لكم القول لأجل ذلك؟! وهل يتفرغ عاقل للومهم بدل أن يأمركم أنتم بأداء ما عليكم وحسم المشكلة؟! وإن كان يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدَّين كما روى مسلم، فكيف بسلاح مغصوب وقت حرب يا شباب الدولة هداكم الله؟ أقول ذلك كله بصراحة ووضوح في الوقت ذاته الذي أهدئ فيه إخواني الأحرار وأدعوهم إلى ضبط النفس. وحتى تكون دعوتي هذه مقبولة فلا بد من إنصافهم وبيان أنهم أحسنوا بإطلاق الأسير وقبول التحاكم وأساء الآخرون. أقولها من أجل هذا المولود الذي انتظره الجميع وبشر به النبي صلى الله عليه وسلم…جهاد الشام. أقولها لحقن الدماء ولأستحث هممكم يا أحبتي عقلاء الدولة ويا من هاجرتم في سبيل الله نحسبكم. أقولها وأنا أعلم أني أهيج عش دبابير النت. أقولها وأنا أعلم أن الإصلاح والتصويب أمر لا يروق للنظام العالمي البوليسي الذي يغذي الغلو وخطاب الكراهية لتشويه صورة الجهاد فإن كان كلامي سيؤدي إلى الهجوم علي أو أذيتي من هؤلاء جميعا فأنا فداءكم وفداء الحفاظ على هجرتكم وجهادكم، فوالله إني لأحب عقلاءكم الأشداء على الكفار  الرحماء بالمؤمنين. ولقد رأيت في حياتي أناسا يسعى أحدهم على أرملة أخيه الذي توفي في الجهاد ليُعِفها وأطفالها عن طلب العون من أحد على الرغم مما كان بينه وبين أخيه من خلاف، في الوقت ذاته الذي يقعد فيه سفهاء من خلف الشاشات يطعنون في هذا المخلص -نحسبه- بدعوى الانتصار للمتوفى في هذا الخلاف، وهم لم يعينوا الأرملة وأيتامها بشيء !! فارتفع في عيني الناصح الرحيم وسقط المجعجع مُدعي المناصرة! فيا قادة الدولة اتقوا الله ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها، ولا تسحبوا من رصيدكم عند الله ثم عند الناس. ويا شباب الدولة، يا من يُشهد لكم بالشدة على الكفار والاستبسال في سبيل الله فيما نحسبكم، أربا بكم أن تقعوا فيما نشنع عليه عند غيرنا فتكونوا ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب ولا يشعرون! فتأمرون الناس بالتحاكم إلى كتاب الله وتتلون قوله تعالى: (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا) ثم إذا دعيتم إليه قلتم عندنا محاكمنا فتحكمتم بالنص وعطلتم دلالته! وإن استجزتم شيئا من الظلم لـ”مصلحة الإسلام” في نظركم فعلتم كما فعل أصحاب الشعارات الإسلامية في مصر إذ عصوا بحجة المصلحة! وإن أطعتم قادتكم طاعة عمياء أو خفتم مساءلتهم ومراجعتهم شابهتم في هذا جنود الجيوش النظامية ببلاد المسلمين وهربتم من فتنة الطواغيت إلى فتنة الأمراء! ولا تلتفتوا إلى من يوهم بأن البديل عن مشروع الدولة هو المشاريع “الديمقراطية” المسيسة، بل في الساحة فصائل عديدة دعوتها دعوتكم. وأقول هنا: نحن اليوم نهدئ النفوس وننفر عن رفع السلاح ضمن معطيات الحاضر، لكن إن استمر رفض الاحتكام ووقعت فتن أخرى لا يمكن تحديد الباغي فيها دون احتكام فانفلت زمام الأمور ووقع ممن نهدئهم اقتصاص -بل وبغي- فلا يعيرنا أحد بفعلهم، بل ليقل لنفسه: (يداك أوكتا وفوك نفخ)! ختاما: من أجل #نزع_فتيل_الفتنة_بالشام، فإن على الأطراف التي ترفع شعار أنها مشروع الأمة وتريد دعم الأمة أن تقبل برقابة الأمة، خاصة من الذين يعينون المجاهدين بعلمهم ودعوتهم وما يملكون على جعل كلمة الله هي العليا والدينِ كله لله، لا لديمقراطيات ولا تطويع لنظام الاستعباد الدولي. على الجبهة الإسلامية أن تقبل هذه الرقابة وأن تتمتع بمصداقية كاملة وهي تسير في حقل ألغام بين مشاريع الاحتواء والتطويع، وأن تؤكد براءتها من أية مشاريع مشوبة لمن يدعون بها وصلا، وعلى جماعة الدولة أن تقبل هذه الرقابة والتوجيه وتثبت قدرتها على إشراك الأمة في مشروعها، وتسارع إلى إطلاق أسرى إخوانها من الأحرار وتخلية مقراتهم وسلاحهم وقبول التحاكم إلى هيئة مستقلة في القضايا العالقة والتي ستستجد. وعلى مناصري الجهاد أن يعلقوا مناصرتهم لأي فصيل على ما سبق. والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

_________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Disarmament So To Defuse the Fitnah in al-Shām #1"

1.    اخترت وسم #نزع_فتيل_الفتنة_بالشام حتى نكون أكثر واقعية وصراحة،إذ #الصلح_بين_المجاهدين جميعا أمنية، لكن صرف الجهود كلها عليه حل ناقص 2.من أسوأ الأخطاء في التعامل مع أزمة الشام إعطاء وصف مجمل لفصيل ما.بل في كل منها تيارات تتفاوت خيرا وسوءا.فينبغي تعزيز وتغليب التيار الأفضل. 3.كذلك من الأخطاء إعطاء تصنيف سلبي لمسلم والتعامل معه على أساسه باستعداءٍ دون محاولة تغليب جانب الخير في نفسه وتألُّفه والثناء على تحسنه 4.كذلك من الخطأ إنزال (فقاتلوا التي تبغي) على واقع الشام اليوم.فقتالها هدفه أن (تفيء إلى أمر الله) وتكف عن بغيها، وهذا لا يمكن تحقيقه بالقتال في الواقع الحالي بالشام 5.بل هذا القتال سيكون شرارة لنار يصب النظام الدولي لها الوقود ليفني جهاد الشام كله ويعيد الشام إلى حظيرة الرق الدولي، وينفر الداعمين المخلصين 6.فتخلو الساحة لدعم مسيَّس مشروط.كما أن القتال إن تصاعد بين المجاهدين فإنه سيجعل كثيرا منهم يتركون الجهاد برمته. 7.لأجل هذا كله يجب الإعراض عن الصوت المهيج والمحرض على قتال مجاهد أيا كان مصدره، وحتى إن كان جرمه يبيح في غير هذا الظرف قتاله 8.ولأجله أيضا لا ألتفت إلى الأصوات التي تلومني لثنائي على إحسان أي مجاهد وإن أساء في مواطن أخرى، ما دمت لا أضفي بثنائي شرعية على إساءته 9.بل لو عقل اللائمون لعلموا أنه ولو وقع مقاتل في انحراف منهجي فإنه لا يجوز الانشغال به عن عدو كافر يسب الله وينتهك الحرمات! 10.وعند وقوع الاقتتال فلا ينفع القادة من أي فصيل قولهم خطأ أفراد، بل يُحملون و”أنصارهم” مسؤولية خطابهم التحريضي الذي يقود للاستهانة بالدماء 11.ما سبق كله لا يعني أن نسكت عن ظلم أو بغي أي فصيل. فالسكوت عن رد الحقوق إلى أصحابها يعمق المشكلة ولا يحلها، ويولد القهر عند المظلوم ويدفعه للانتقام. 12.فإذا انفجر المظلوم بغى هو الآخر. قول المصلح للمسيء أسأت فيه مواساة للمظلوم وإشعار بإنصاف الناس له تجعله أقرب للعفو. وتأمل ذلك في قوله تعالى: 13.(ومن قُتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا) فبين أن القتيل مظلوم وأن لوليه سلطانا شرعيا وأنه منصور. 14.، فلما هدَّأ نفسه بذلك وأشعره أنه في موضع قوة وتأييد رتب عليه الأمر ألا يسرف في القتل فكان أدعى للاستجابة. 15.ودعوات السكوت عن بيان أخطاء المجاهدين بعضها من مخلصين فيما نحسبهم، لكن كثافتها وصياغتها تشعر بأيدٍ استخباراتية تريد أهدافا عديدة: 16. تشويه صورة المجاهدين بسوء الأدب في الردود التي يحسبها الناس على المجاهدين أنفسهم، وصد الفضلاء من العلماء والدعاة عن ممارسة دور الرقابة والتوجيه مع التأييد والمناصرة 17.وتعزيز الغرور لدى التيار الباغي من الفصيل الذي يزعمون نصرته وإعطاؤه أكبر من حجمه وإشعاره بالتأييد ليتمادى في بغيه،وطمس صوت التيار الأحكم، 18.وإثارة الضغائن بين المجاهدين، وتيئيس الناس برسم صورة سوداوية عن العلاقة بين المجاهدين.وتظهر طريقة الرافضة لإثارة الفتن في تعليقات هؤلاء! 19.فالرافضة أظهروا محبة طائفة فغلوا في مدحها على حساب الطعن بأخرى ليشقوا الصف.ومشبوهو”المناصرين” يغالون في طائفة ويسخرون من الآخرين فيحرشون 20.ثم يتهمون الناصح بأنه يبث سمه الزعاف في ثوب النصيحة، على طريقة (رمتني بدائها وانسلت!وكل إناء بالذي فيه ينضح).وأول ضحايا غلوهم طائفتهم التي “يناصرون” 21.والوقوف مع هؤلاء تبريرا وردا ودفاعا يشغل عن مخاطبة العقلاء والمخلصين الموجودين في كل فصيل، وهذا من أهدافهم فلا ينبغي أن نحققها لهم! 22.بعدها أقول:في جماعة الدولة إخوة عرفني عليهم الأسر،أحسبهم بنقاء الثلج الذي كسا ربوع الشام والله حسيبهم.ونرى للجماعة جهودا ليس من الإنصاف إنكارها 23.ومن الظلم اختزال جهودهم في العراق بأنهم “دمروا الجهاد فيه”! بل قدموا وعانوا الحبس والتعذيب والإعدام والبعد عن الأهل والأولاد في سبيل الله 24.نحسبهم والله حسيبهم،وحصل منهم أثناء ذلك ويحصل أخطاء لا نبررها ولا نهون منها لكن لا تنسف جهادهم. فنسأل الله أن يجبر نقصهم ويغفرلهم ويتقبلهم. 25. ثم رصعوا تاج الشام بالدرة (جبهة النصرة) أعزها الله،ولا ينبغي نسيان هذا لهم.وكثير من الإخوة بالدولة على تواد وتراحم مع إخوانهم في فصائل أخرى. 26.وفي الجبهة الإسلامية إخوة نحسبهم على خير عظيم.سجنوا في شر سجون الأرض ما يصل إلى عشرين عاما فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا 27.ولما خرجوا من سجونهم أنشأوا كتائب بأموالهم وأحيوا الجهاد في أرض الشام بعدما غاب عنها عقودا.وتحملوا أعباء تنوء بها الجبال فأحبهم الناس والتفوا حولهم. 28.وجعلوا مشروع الجبهة سفينة تحمل المسلمين وتتألفهم وتقيل عثراتهم وتعزز خيرهم وتصوب خطأهم.وتنازل القادة في سبيل ذلك عن حظوظ النفس فيما نحسبهم 29.ولهم جهاد وفتوحات ودعوة.وعدم الإنصاف الذي ينسف خيرهم لتغريدات بعض قادتهم أو لانسحابات حصلت هو ذاته الذي نسف خير الدولة بالعراق لأخطاء حصلت 30.ولا ينتظر من الناصحين أن يحيطوا علما ثم يتكلموا بتفاصيل على الأرض تخفى دوافع وملابسات أكثرها حتى على من هم في الساحة، كالانسحابات. 31.وإلا فلو قبلنا قول فصيل عن إخوانه أنهم ينسحبون فعلينا القبول بقولهم فيه أنه ينسحب ويهتم بفرض السيطرة على الأراضي المحررة أكثر من القتال وغيرها مما لا نملك التوثق منه 32.لذا لزمنا الاقتصار على مواثيق الجماعات وبياناتها وخط سيرها العام والحوادث التي ظهرت تفاصيلها بتوثيق كافٍ وتعامل الجماعات معها 33.وبناء عليها بينت موقفي وملاحظاتي على كل من الإخوة في الجبهة الإسلامية وفي الدولة في كلمات عديد منها: (إجراءات ملحة:https://twitmail.com/email/532700952/228/إجراءات-ملحة-من-إخواننا-في-الشام-قبل-فوات-الأوان) 34.بخصوص الجبهة الإسلامية: https://twitmail.com/email/532700952/241/، الأخطاء المركبة لدى بعض إخواننا من “مناصري” المجاهدين: https://twitmail.com/email/532700952/255/ 35.وتواضعا مع من ينصح لهم عموما،مما يبشر بخير وبأن مشروعهم منفتح على الأمة،لا يستعلي على مناصحة وتوجيه إخوانهم ولا يرون فيه انتقاصا من قدرهم 36.وهذا بحد ذاته صمام أمان يُرجى معه أن يُجبر النقص وتُزال الشوائب ويُمنع الانحراف بإذن الله، ما داموا أعلنوا الاحتكام إلى الشرع ويقبلون بالمحاسبة على أساسها 37.وهذا الذي يجعلني وإخوة من الناصحين نستبشر بالجبهة وإن حُفت بمخاطر الاحتواء، ونفرق بينها وبين المشاريع الفاقدة للحصانة المنهجية ابتداء. 38.بعد التأكيد على ما قدمت به من أن مبادأة جماعة مجاهدة بالقتال ليس خيارا، وأن في كل جماعة تيارات متفاوتة،وأن الصلح الكامل لا يبدو واقعيا أقول: 39.إن مما يسهم في #نزع_فتيل_الفتنة_بالشام عامة، وبين فصيلي الجبهة الإسلامية والدولة خاصة، أن يُعزز في كل منهما الجانب الجيد ويُرفض الجانب السلبي بوضوح 40.ولا بد لهذا الرفض ألا يقتصر على الإنكار بل يؤثر على ما يردف هذا الجانب ليضمحل لحساب الجانب الآخر. ويخاطب في كل جماعة خيارها ليأخذوا بحجز الباقين 41.من الإجراءات: منع بث خطاب الكراهية الذي فيه تحريض أو تعميم جائر أو استهزاء أو سوء ظن بلا بينة شرعية. وتحميل القادة مسؤوليته وما ينتج عنه 43.حتى وإن كان ردا على إساءة،بل يُلزم الطرفان بـ(ادفع بالتي هي أحسن).وما أحسن ما  قاله أحد القادة: 44. (قد يشجر بيننا وبين إخواننا ما يشجر وقد نخطئ ويخطئون أو نصبر على أذاهم ويصبرون ولكننا لن نبيع ديننا وذممنا بعد أن أكرمنا الله بذروة السنام) 45.وكم نتمنى أن نسمع من الطرف الآخر مثل هذا الكلام الذي يطرد نزغ الشيطان ويهذب الأتباع 46.ومن الإجراءات إيقاف التصرفات الاستفزازية للقادة، من مثل إرسال طلب حضور إلى قائد مجاهد ذي مكانة من قِبل مخفر شرطة يتصف بالإسلامية!وتلقيبه ب(المدعو) 47.فثقافة التحقير هذه التي انتشرت بين الشباب ليست من السنة في شيء.بل خاطب نبينا هرقل بـ(عظيم الروم) وقال لسعد: (ألا تسمع ما قال أبو حُباب؟) 48. يريد عبدالله بن أبي رأس المنافقين! فكيف بقائد مسلم مجاهد! وإنا لا نعير جماعة بقلة عدد،لكن نقول أن صدور مثل هذا دون توافر دواعي الكبر أقبح 49.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: (شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر) 50.فهؤلاء جميعا لم تتوافر فيهم دواعي المعصية فكانت منهم أقبح. فليتق الله إخواننا وليكفوا عن مثل هذا السلوك الاستفزازي وليمنعهم عقلاؤهم.

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Dr. Iyād Qunaybī: "Regarding the Call of Dr. Yūsuf al-Aḥmad to the Two Shaykhs al-Baghdādī and al-Ḥamawi"

بخصوص نداء الدكتور الفاضل يوسف الأحمد حفظه الله، والمعنون (نداء عاجل إلى الشيخين الكريمين: أبي بكر البغدادي وأبي عبد الله الحموي وفقهما الله. من أخيكم: يوسف الأحمد) فأود هنا أن أعلن تأييد البيان والتأكيد على بعض مضامينه: 1.    ضرورة إسقاط أية قدسية يضفيها الأتباع على أي من قادات الجهاد. فليس أحد منهم فوق مستوى المساءلة والمحاسبة. 2.    بيان أن خروج المرء للجهاد لا يعطي لصاحبه تفويضا أن يفعل ما يشاء مغفورا ذنبه مستورا عيبه، بل إن لم يحقق شطر ((أذلة على المؤمنين)) وهَدَر دماء معصومة فإنه يتحول إلى مفسد يستحق حد الحرابة. وليس ما يفعله حينئذ خطأ يُسكت عنه أو يهون من شأنه بحجة أنه مجاهد. 3.    بيان أن المقاتلين، قادة وأفرادا، إن امتنعوا عن الاحتكام إلى القضاء الشرعي أو منحوا أنفسهم أو بعض أفرادهم حصانة تمنع إنفاذ الأحكام القضائية فيهم، فإنهم بذلك يعرضون ويمتنعون عن الشرع الذي يرفعون شعار نصرته، وهذا في الأصل دأب الظلمة والطواغيت، فلا يليق بمجاهد صادق بحال، وليس من صغائر الذنوب ولممها. ولا ينفع أحدا منهم في ذلك أن يكون الخصم والحكم! فهو أمر مرفوض شرعا وعقلا. 4.    تذكير الأفراد المقاتلين بأن طاعتهم لأمرائهم في معصية الله بمقاتلة مسلمين أو سلب مقراتهم أو الاستحواذ على أسلحتهم هو مشاركة في الجريمة لا ينفعهم معها قولهم: (أطعنا سادتنا وكبراءنا)، ولم تُشرع البيعة لأمير لمثل هذه الطاعة، وإلا شابهنا من ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) بأن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم! 5.    بين الدكتور يوسف الأحمد حفظه الله فساد مقولة “من قاتلَنا قاتلناه” بيانا شافيا مهما جدا. 6.    تحديده حفظه الله لأمدٍ محددٍ لقادة الجماعات لإبداء تفاعلهم مع المبادرة أمر لا بد منه، إذ كم انطلقت من قبلُ مبادرات ودعوات. فلا بد أن يكون الناس على بينة: مَن من الجماعات يستجيب ويستمع القول فيتبع أحسنه، ومن لا يستجيب وكأن الأمر لا يعنيه، ولا يبدي أسباب عدم تغييره لما ينصحه فيه الناصحون، ولا يبرره شرعا. فإن تبيُّن ذلك أدعى إلى معرفة أقرب الطوائف إلى العدل في مثل هذه المسائل. نسأل الله أن يوفق الأطراف كلها إلى ما يحب ويرضى. وأخيرا، بخصوص قول الدكتور يوسف حفظه الله أن الذي يثبت إفساده يجب إقامة حد الحرابة عليه فلا أظنه حفظه الله قصد هنا البت في مسألة إقامة الحدود بأشكالها في الحرب وفي الأرض التي لم يحصل فيها تمكين حقيقي مستقر، وإنما يتكلم عن الحالة الموصوفة في سياقه. أسأل الله أن يوفق القائدين وقادة الجماعات إلى الاستجابة لنداء الدكتور يوسف، فهو علم في الاحتساب ونصرة الحق والإنكار على الظلمة، وقد تحمل في ذلك ما نسأل الله أن يتقبله منه، وليس مثلي الذي يزكيه. وفيما يلي نص ندائه حفظه الله وأكرمه: نداء عاجل إلى البغدادي والحموي د. يوسف بن عبدالله الأحمد @yusufalahmed بسم الله الرحمن الرحيم إلى الشيخين الكريمين: أبي بكر البغدادي وأبي عبدالله الحموي. وفقهما الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد. فأتقدم إليكما وإلى جميع أعضاء الدولة والأحرار في هذا النداء العاجل بالصلح على إثر النزاع والاشتباكات التي حصلت مؤخراً بين الجماعتين، استجابة لأمر الله تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” (الأنفال1) وقوله تعالى: “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ..الآية” (الحجرات9) وقوله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (الحجرات10) وقوله تعالى: “لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” (النساء114). وتتلخص بنود الصلح بين الطرفين في الآتي: 1. إيقاف القتال مع سحب القوات العسكرية من مواقع الصدام من الطرفين. 2. الإفراج عن الأسرى من الطرفين. 3. تسليم المقرات والأموال والأسلحة المغتصبة إلى أصحابها من الطرفين. 4. التنفيذ الفوري والإعلان عنه للبنود الثلاثة الأولى من الطرفين. 5. التزام القادة من الطرفين بإيجاد آلية واضحة وسريعة للتواصل بينهما عند الحاجة، والحذر من التغيب أو المماطلة. 6. أن يكتب الطرفان مع جميع الجماعات الجهادية في الشام تعهداً شرعياً بالآتي: أ‌- الالتزام التام بحفظ دماء المجاهدين وأموالهم وأعراضهم وأسلحتهم ومقراتهم وعدم الاعتداء عليها. ب‌- عدم رفع السلاح على مسلم في الحواجز وغيرها. ت‌- عدم إطلاق النار على من لم يتوقف عند الحواجز أو غيرها. ث‌- عدم الاعتقال والتفتيش والتحقيق والحبس إلا بحكم قضائي نافذ من محكمة شرعية مستقلة. 7. إنشاء محكمة شرعية مستقلة لفض النزاع بين الجماعات الجهادية في الشام والقبول بها من الجميع، وتبدأ بالحكم في هذه القضية الجنائية، وتعمُّ المحكمةُ الولايات القضائية الثلاثة: قضاء التحقيق وقضاء الموضوع وقضاء التنفيذ. 8. رفع الحصانة القضائية من أي أحد كان حتى القادة، وخضوع الجميع للتقاضي في الحق العام والخاص، أما منحُ الحصانة القضائية لبعض الأمراء أو الجنود أو تقييدها بموافقة الأمير، فهي من صور الامتناع عن إقامة الشريعة، ومما دأب عليه الظلمة والطواغيت، ولا يليق بحال أن يتورط في ذلك المجاهدون في سبيل الله تعالى. 9. إذا ثبت أن الشيخ البغدادي أو الشيخ الحموي أو غيرهما من القادة قد أمر بقتال بعض المجاهدين، أو اقتحام مقراتهم، أو الاعتراض عليهم في الطرقات، ورفع السلاح عليهم واعتقالهم، أو قتلهم، أو أخذ أموالهم، وحصل ذلك، فالواجب محاكمته بتهمة الإفساد في الأرض، وإقامة حكم الله فيه، قال الله تعالى: “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (المائدة33). وهذه وصية لإخواني الأفاضل المجاهدين في سبيل الله: إذا أمر القائدُ بقتال إخوانك المسلمين أو اقتحام مقراتهم أو الاستيلاء على أسلحتهم وأموالهم فلا سمع له ولا طاعة، وإن أطعته فأنت شريك له في الجريمة، وتبوء بإثم أخيك المسلم في الدنيا والآخرة، وتحولتَ حينها من مجاهد في سبيل الله إلى مفسد في الأرض، يجب شرعاً إقامة حد الحرابة عليك، وتأمل أخي المجاهد هذا الوعيد المخيف الوارد في هذه الأحاديث الثلاثة الآتية: فعن علي رضي الله عنه :”أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً، فَأَوْقَدَ نَارًا، وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذَكَرُوا لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ لِلآخَرِينَ: لاَ طَاعَةَ فِى مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِى الْمَعْرُوفِ” متفق عليه واللفظ للبخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِىَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لاَ يَدْرِى الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلاَ الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِى النَّارِ” أخرجه مسلم. وعن الأحنف بن قيس رحمه الله قال:”ذَهَبْتُ لأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ، فَلَقِيَنِى أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ. قَالَ: ارْجِعْ، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِى النَّارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ” متفق عليه. أما القاعدة التي يتناقلها بعض المجاهدين: “من قاتلنا قاتلناه” ففيها إجمال خطير جداً، بل الصواب دعوة الذين رفعوا السلاح فيقال لهم: ماذا تنقمون؟ فإن قالوا حقاً قُبل منهم، وإن قالوا باطلاً بُيِّن لهم، فإن أصروا دُعوا إلى المحكمة الشرعية، فإن رفضوا وبدؤوا بالقتال، فهو صائلٌ مسلم يُدفع بالأخف كإطلاق النار في السماء، ثم دفعه بما دون قتل النفس، فإن لم يندفع إلا بقتله جاز قتله. أما استباحة دمائهم وأخذ أموالهم وأسلحتهم ومقراتهم بمجرد بدء القتال فهذه أحكام جاهلية وليست من الشريعة، وكلام الفقهاء مستقرٌ واضح في هذا الباب. وختاماً : أدعو إخواني قادة الجهاد وأهل العلم وعموم المجاهدين في سبيل الله في الشام إلى قبول هذا الصلح لنزع فتيل سفك الدماء بين المجاهدين، فنحن في كرب عظيم يتجاوز النظر إلى حظوظ النفس، فلا يستحوذ الشيطانُ علينا، وتأخذُنا العزةُ بالإثم، فنتجاهل هذه الدعوة الأخوية إلى الصلح، فأهلُ الإيمان يتذللون لإخوانهم، ويخفضون لهم الجناح، قال الله تعالى:”وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ” (الحجر88)، وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” (المائدة54). وعليه فإني أنتظر من أخويَّ الفاضلين الشيخ البغدادي والشيخ الحموي وبقية القادة ردهم على عرض هذا الصلح بالموافقة أو الرفض، وحتى لا يكون مصير هذا المشروع إلى عدم الإنجاز فإنه لابد من تحديد أمد لنهايته وهو مغرب يوم الأحد 12/ 2/ 1435هـ، أما إيقاف القتال، ورد الأسرى والأموال فلابد فيه من البت الفوري من الآن، فمن امتنع عن قبول الصلح وأصر على قتال المجاهدين فلابد أن يبين رأيه وأسباب ذلك علانية من أجل توضيح الموقف الشرعي تجاهه حقناً لدماء المسلمين. حفظكم الله بحفظه وأيدكم بنصره وزادكم من فضله. اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في الشام، اللهم وحد كلمتَهم على أمرك، وصفوفَهم في سبيلك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم الداعي لكم بالخير: يوسف بن عبدالله الأحمد الأربعاء 8/ 2/ 1435هـ.

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]