New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "Duty of the Anṣār (Supporters) in Light of the Interruption of the Jihādī Forums"

الحمد لله رب العالمين رب المستضعفين والموحدين وناصرهم وقاصم الجبارين والظالمين وهازمهم، القائل{ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عم دينكم إن استطاعوا}، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد الحرب القائمة بيننا وبين أعدائنا حرب شاملة وواسعة الأطراف، تغطي ساحات وميادين كثيرة جداً، أبرزها اليوم ما يسمى بالحرب الإعلامية، ونحن نسميها جبهة الإعلام الجهادي التي لا تقل خطورة وإيذاء للعدو من جبهات القتال المتنوعة والمترامية الأطراف على طول وعرض بلادنا الإسلامية. ما يحدث من انقطاع لبعض منابر الجهاد على الشبكة العنكبوتية (والشموخ مثال بارز في هذا المجال) شيء منتظر ومحطة طبيعية في مسيرة الدعوة وسط هذا الحصار الشامل والحرب المضروبة والمعلنة على أصحاب الحق وبخاصة هذا الإعلام الجهادي المبارك الذي يفضح أعداء الله وينشر الحقائق كاملة غير ناقصة عما يحدث في ساحات الجهاد المختلفة فالشموخ تعتبر منبراً بارزاً ورأس الرمح للإعلام الجهادي اليوم على الشبكة، ذلك أنه بات مرجعاً لاستقاء الأخبار والبيانات والتحاليل بالنسبة للعدو قبل الصديق، وصار يؤرق مضاجع العدو بما يظهره من حقائق مؤلمة عن خسائره في مختلف الجبهات التي دخل فيها لمواجهة المد الجهادي المبارك، وتوجيهات ثاقبة لكل أنصار هذه الصحوة الجهادية عبر بيانات ومقالات وأبحاث القادة والعلماء العاملين المؤيدين لهذه المسيرة الجهادية الواسعة والمتصاعدة. فلا ريب أن نرى هذه الهجمات المتواصلة وهذا الحصار الخانق على الشموخ وأخواته، ومن هنا ينبغي أن يدرك الأنصار ورواد هذه المنتديات – قبل القائمين على هذه المنتديات – أن هذه سنة جارية وجزء من الضريبة التي ينبغي دفعها في طريق الدعوة والجهاد، وليبشروا أنهم في الطريق الصحيح، وبأن الضربة التي تقصم ظهرك تقويه ، وهذا ما تعلمناه من ديننا وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم. فحينما ترى العدو يكثر من أخطائه ويخبط خبط عشواء في حربه لأهل الحق فاعلم أنه ضعيف وأن التعب قد بلغ منه مبلغه ولم يعد لديه أسلحة وأوراق رابحة يمكن أن يلعبها في ساحة الصراع، فيلجأ إلى هذه الأساليب الصبيانية وهو يعلم يقيناً أنها ليست حلاً في إيقاف مسيرة الإعلام الجهادي بقدر ما هي دوافع للقائمين على هذا الإعلام بتطوير وسائل عملهم وتقوية أنفسهم وإيجاد بدائل متعددة لمواصلة جهادهم الإعلامي في مستقبل الأيام. فلئن غابت الشموخ لظروف قاهرة ولأسباب تقنية أو فنية فإن هناك من ينوب عنها ، وينبغي أن تحمل أخواتها الحاضرات (شبكة الفداء وشبكة أنصار المجاهدين) الراية في انتظار عودتها، أو يتقاسمون مسئولية التبليغ وأداء الرسالة الإعلامية، فتنوع الوسائل والأساليب من نقاط القوة التي ينبغي الحرص عليها وتطويرها وتوفيرها في كل وقت وفي كل المجالات. أما عنا نحن معشر الأنصار فأكيد أننا مقصرون اتجاه ما يحدث أمام أعيننا، فهذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها، فالذي ينبغي أن نعلمه هو أن هذه المنتديات قوية بنا وبمشاركاتنا وتفاعلنا معها ومع الأحداث من حولنا، فهي مجرد وسائل وقنوات لتمرير الخطاب الجهادي والدعوي إلى الفئات التي يمكن أن تلعب دوراً فاعلاً في الصراع القائم بيننا وبين قوى الباطل في كل مكان، كما أنها روافد لإيصال هذه الحقائق إلى المنتديات والمنابر الأخرى الأقل اهتماماً بهموم الأمة. وفي الوقت ذاته يمكننا أن نحكم على هذه المنابر الجهادية بالفشل أو الفتور بإحجامنا عن المشاركة الفعلية الإيجابية فيها، وأقصد بكلامي هذا أن الكثير من الإخوة والأخوات قد يتواجدون في منبر ما ولكن تواجدهم سلبي إلى أقصى حد، حيث نراهم يكتفون – بالكاد -بالقراءة ، والقليل بل النادر منهم من يضيف تعليقاً أو حتى مجرد شكر لكاتب المقال أو لناقل الخبر، بينما المطلوب والواجب هو المشاركة الحقيقية والتفاعل الحقيقي مع ما يُنشر في المنتديات ثم السعي بعد ذلك إلى غزو المنتديات والمنابر الأخرى لنشر هذا الخير حتى يصل إلى أكبر عدد من الناس. لا أريد أن أتحدث عن واجب النشر خارج الشبكة، وذلك بأن نجتهد في طبع ما هو مفيد وانتقاء الناس الذين ينبغي أن تصل إليهم المواد النافعة. فقط لكي أنبه الإخوة والأخوات أن الشبكة ليست غاية في حد ذاتها كما أنها ليست الوسيلة الوحيدة للدعوة والتبليغ بل هي وسيلة من بين الوسائل الكثيرة المتوفرة فلا نجعلها كل شيء في حياتنا فتستهلك جل أوقاتنا حتى لا تدع لنا مجالاً ووقتاً لممارسة واجباتنا الدعوية الأخرى بعيداً عن الشبكة. فالذين لا يدخلون إلى الشبكة بالملايين ويمثلون النسبة الأكبر مقارنة مع الذين يدخلون إلى الشبكة، فلا نكونن من المدمنين على النت بدون فائدة تُذكر، فتكون هذه المنتديات سبباً في تعطيل أو تأخير الكثير من واجباتنا اليومية، بل ينبغي أن نعتبر هذه المنتديات خزاناً من المعلومات نستقي منها ما نحتاجه في مسيرتنا الدعوية والتربوية على الأرض وفي الأوساط التي نتحرك فيها ، ولعل حديث النبي التوجيهي في هذا المجال يكون محفزاً لنا لبدء التواصل مع كل فئات المجتمع والتكثيف منه : عَنِ اِبْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا، قال: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – “اَلْمُؤْمِنُ اَلَّذِي يُخَالِطُ اَلنَّاسَ, وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنْ اَلَّذِي لَا يُخَالِطُ اَلنَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ” أَخْرَجَهُ اِبْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ هذا والله تعالى أعلى وأعلم ، والحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً وله الأمر من قبل ومن بعد.

_________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "Lessons and Treasures from the Battle of Toulouse"

UPDATE 4/11/12 8:48 AM: Here is an English translation of the below Arabic article:

Click the following link for a safe PDF copy: Abū Sa’d al ‘Āmilī — “Lessons and Treasures from the Battle of Toulouse” (En)
___________


بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين


الحمد لله رب العالمين رب المستضعفين وناصرهم، ومذل المستكبرين وهازمهم ، وأصلي وأسلم على نبي المرحمة ورسول الملحمة، القائل: ” بعثت بالسيف بين الساعة حتى يعبد الله، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم”، وبعد

لقد أجمع أعداء الأمة أمرهم ووحدوا صفوفهم وجعلوا همهم الأكبر ومحورمخططاتهم ومشاريعهم الكيد لهذه الأمة باستغلال ثرواتها وتحطيم قيمها ومعالمنهضتها، لكي تظل هكذا منبطحة وجامدة بدون مقاومة ولا حتى القدرة على التنديد فضلاً عن التفكير أو السعي إلى رفعه ورد الصاع صاعين.

ولقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة في كتابه العزيز حيثقال﴿ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} وقوله عز من قائل﴿ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةًيُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْفَاسِقُونَ [التوبة: 9]،وفي قوله عز من قائل﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهُمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِه وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونْ.[الصف:8].


جيل القاعدة الجديد من عقر دار الكافرين

لقد شاء الله عز وجل لهذه الأمة أن يكتب لها الخروج من هذا المستنقع وبلوغ الرفعة والترفع على السفاسف على أيدي أبنائها، وهم من جنود الله عز وجل الذين تربوا على موائد الإيمان وتشبعوا بالقيم والسمات الإيمانية في مواطن التدافع مع أهل الباطل، ليظهروا بغتة كما أظهر الله موسى عليه السلام لمواجهة فرعون {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى، وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي[طه:41] ، فأمر الله عز وجل هؤلاء الفتية – كما أمر موسى عليه السلام من قبل – أن يذهبوا لملاقاة فراعنة عصرهم لكي ينسفوا عروشهم ويقتلعوها من جذورها، وهم من كانوا بالأمس لا قيمة لهم ولا وزن عند هؤلاء الفراعنة.
فتية لا قيمة اجتماعية لهم ولا مناصب تُذكر ولا وزن ولا اعتبار، منبوذون من قبل هذه الأنظمة الصليبية ، قضوا معظم سنين أعمارهم بين مطرقة التهميش وسندان العنصرية البغيضة، وكأنهم ليسوا بشراً ولا حق لهم أن ينعموا بحقوق إنسانهم الأبيض بالرغم من حصولهم على جنسية البلد الأصلي، بل أكثرهم ولدوا في بلاد الغرب وتربوا في مدارسهم وعلى أيديهم، لكنهم ما داموا مسلمين ويسعون إلى مخالفة قوانينهم ودساتيرهم الكفرية ويسعون إلى التميز فإنهم وُضعوا على الهامش وألصقت بهم تهم الإرهاب والتطرف حتى يظلوا دوماً في مواقع الدفاع لا الهجوم.


يمثل هؤلاء الجيل الثالث وبعضهم الرابع مما يسمى بالأجيال المهاجرة، نسبة إلى الهجرة الأولى لآبائهم وأجدادهم إلى بلاد أوروبا وأمريكا في بداية الستينيات من القرن الماضي، بحثاً عن حياة اقتصادية أفضل، ولقد استغلهم الغرب الصليبي فساهموا في بناء بنياته التحتية في ظروف معيشية قاهرة أقرب منها إلى حياة العبيد القادمين من إفريقيا الذين بنوا وشيدوا معظم معالم أمريكا وكانوا مادة للاستهلاك مثلهم مثل باقي المواد الخام.


لقد خطط الغربيون الصليبيون أن يكون أبناء وأحفاد هؤلاء المهاجرين الثمرة الرابحة التي يستفيدون منها ليصبحوا الخدم الجدد لحضارتهم المادية الظالمة، طمسوا عقيدتهم وأبعدوهم عن قيمهم ليتحولوا إلى أجيال تائهة بدون هوية ولا عقيدة ولا قيم، لا لون ولا طعم ولا رائحة إلا ما يرسخون فيهم من تبعية عمياء لقيمهم المادية وإغراقهم في الفساد الخلقي والقيم البهيمية، والكثير منهم سقط في عالم الرذيلة والجريمة المنظمة وتجارة وإدمان المخدرات، حتى يضمنوا انفصالهم النهائي ونسيانهم التام لدينهم.


لقد تم لهم ما أرادوا في فترة من فترات القرن الماضي حتى حدود نهاية الثمانينيات، ومع بداية ما اصطلح عليه بحرب الخليج وبداية ظهور طالبان في أفغانستان وبعدها بزوغ نجم قاعدة الجهاد، وانتشار المنهج الجهادي في أوساط الشباب في بلاد الغرب، بدأت الأمور تأخذ منحى آخر ومختلف، ذلك أن هذا الشباب التائه رغم انحرافه الخلقي وبعده عن تعاليم دينه إلا أنه كان يتميز بأخلاق أخرى أقرب ما تكون من أخلاق العرب قبل الإسلام، مثل الكرم والأنفة والشجاعة والحمية، لأنهم تربوا في بيئة بعيداً عن قهر طواغيت أنظمتنا المرتدة وسياسة الإذلال وزرع الخوف والرعب في النفوس وترسيخ سياسة التبعية والخضوع للطواغيت، فوجد هؤلاء الشباب في بلاد الغرب هوامش واسعة من الحرية، لم تعرف قلوبهم الخوف والرعب بل نشأوا على الشجاعة ومواجهة الصعاب وتفر الوسائل التقنية بين أيديهم وعدم الاعتماد على الغير والثقة بالنفس وغيرها من الصفات التي أهلتهم ليكونوا أفضل جنود في صفوف المجاهدين، بل ليتحولوا إلى نوع خاص ومتميز من جنود الخفاء لا يأبه لهم كثير من الناس ولا يستطيع العدو أن يكتشفهم مهما سخر من أساليب ووسائل.



نجد هؤلاء الأنصار يقومون بأعمال كثيرة تصب في نصرة المجاهدين، سواء في ميادين الدعوة أو الإعلام أو الميدان الاقتصادي والأمني ويسعون في الوقت ذاته إلى الإعداد لجهاد الطلب داخل بلدان الكفر المحتلة لبلداننا والمعتدية على ديننا وأعراضنا وإنساننا بمساعدة ومباركة أنظمتنا المرتدة، وقد فهموا جيداً أن عليهم أن يترصدوا هؤلاء الكفار في عقر ديارهم لأنهم يعلمون أنهم مصدر كل شر ومصدر بقاء واستمرار لهذه الأنظمة المرتدة في بلداننا المحتلة، فلا فرق بين الكفار الأصليين وبين الحكام المرتدين على مستوى ضرورة جهادهم، فهم وجهان لعملة واحدة، ففقهوا أن قتال المرتد الأقرب لا يمكن أن يتم بطريقة ناجعة إلا إذا أضعفنا وأبعدنا العدو الكافر من حلبة الصراع ليكون هؤلاء المرتدين هدفاً سهلاً لسواعد المجاهدين.


فغزوات القاعدة السابقة في عقر ديار الصليب علمتهم أن يكونوا في الصف الثاني وفي أهبة دائمة لمواجهة الحرب الصليبية، وغرست فيهم الإحساس بالعلو والقوة مع الحذر والحيطة، وذلك حينما رأوا

New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "Awaiting the Call to Arms (Advice and Guidance)"

بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب الحمد لله رب العالمين حمداً يليق بحلال وجهه وعظيم سلطانه ، نسأله سبحانه أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والثبات عليه والدوران معه حيثما دار، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد الكلام عن النفير ومقدماته وشروطه أصبح حديث الساعة عند المخلصين من أبناء هذه الأمة، فالناس تهتم بدنياها وما زالت مثقلة بقيود الملذات والشهوات، بينما هم مهتمون بمصير أمتهم ولا يغمض لهم جفن ولا يهنأ عيش حتى يجدوا موطن قدم لهم في ساحات الجهاد المفتوحة، من أجل نصرة إخوانهم من جهة وفي سبيل البحث عن مواقع الإعداد الحقيقي الذي يفتقدونه في بلدانهم الأصلية المحتلة. فبينما الناس يجمعون فتات الدنيا ويحرصون عليها ويتنافسون في امتلاكها وأنى لهم ذلك، نرى هؤلاء الغرباء قلوبهم معلقة بالسماء ويتلهفون إلى اليوم الذي يأذن الله فيه بالرحيل تاركين وراءهم الدنيا بحذافيرها، بل تراهم يبيعون كل شيء في سبيل الحصول على زاد يكفيهم في الطريق لكي يبلغوا موقعاً من مواقع التدافع المتعددة في عالمنا الإسلامي الفسيح. فاعلم أخي الحبيب أن الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة في هذا العصر، وكل ما يوصل إليه من إعداد واستعداد يصبح واجباً، لأنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وطلب العلم من واجباته وأدواته التي تساعد وتعين على الجهاد وليس في درجة فرض العين لكنه ضروري لمن سهله الله عليه، فالعلم قبل العمل، والجهاد يتطلب علماً أولياً والتسلح بعقيدة صحيحة تكون الأساس التي يقوم عليها وينطلق بها المجاهد إن شاء الله. أعتقد أن هذا النصاب من العلم الشرعي متوفر لدى الكثير من الإخوة الراغبين في النفير، فأغلب الشباب المسلم اليوم لديهم رغبة جامحة في تعلم دينهم وفقه أولوياته ومنها ترسيخ عقيدة التوحيد في نفوسهم، وهم في انتظار أن تحين ساعة الرحيل والنفير ليلتحقوا بالهدف الذي يحلمون به وينتظرونه منذ زمن. في انتظار ذلك ، اعلم أخي الحبيب أن المؤمن في عبادة لربه، حيثما كان وأينما حل وارتحل، ولعل رباطه في المحيط الذي يعيش فيه قد يكون فيه أجر المجاهد وأكثر لما في ذلك من مصلحة عظيمة لمن حولك، ولما تنشره من خير وتقوم به من تحريض، وكل شيء بقدر وأجل ، لهذا ينبغي على المؤمن أن يشغل نفسه ويملأ وقته بالعمل الصالح والإعداد للجهاد بتعلم كل العلوم اللازمة والفنون الضرورية ، فقد يتعذر عليه ذلك وهو في الجبهة نظراً لعدم توفر الوسائل هناك أو لعدم توفر الوقت اللازم ، لأنه سيكون مشغولاً بأمور تخص العلوم الجهادية والأوامر الميدانية اليومية. لهذا أنصح الإخوة جميعاً بتوفير وتحصيل أكبر قدر ممكن من المعرفة، سواء في العلوم الشرعية أو العلوم التقنية مثل المعلوماتية أو الإلكترونية أو تعلم اللغات والترجمة أو غيرها من العلوم النافعة، وذلك لكي تنفعه في رحلته الجهادية ويفيد إخوانه بها وهو في معسكرات التدريب والإعداد ، فإن المجاهدين بحاجة إلى كل هذا وزيادة، والمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف، والضعف هنا يتجلى أساساً في الجهل بهذه العلوم كما أن القوة تتجلى في استيعاب هذه العلوم والتقنيات بل والتعمق في استعمالها . أكيد أن نية نفيرك هو من أجل نصرة إخوانك في المقام الأول، ولابد أن تشوبه كذلك نية الذهاب من أجل الإعداد وقبلهما نية نصرة الدين وإعلاء كلمة الله ابتغاء نيل الشهادة كجزاء أخروي يتمناه كل مسلم، ويكفيك شرفاً أنه كان أمنية خير البشر أجمعين ، محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه أجمعين. هذا فيما يخص تهذيب وتصويب هذه الرغبة الشديدة لديك للنفير، وقبل ذلك ينبغي تكثيف طلبك للعلم الشرعي الصحيح النافع الذي سيساعدك في عالم الدعوة والتحريض أخي الفاضل، فلا تستهن بهذا الثغر العظيم الذي يحتاج إلى مخلصين، ولا تنس ميدان الإعلام الجهادي الذي هو الآخر بحاجة إلى أمثالك، وهذا جهاد عظيم الفائدة لو تعلم، أقول هذا في انتظار أن يأمر الله ويأذن بالنفير. فلا تحزن على عدم نفيرك إلى ميادين القتال كما تتمنى، فلكل أجل كتاب ، وعسى أن يكون في هذا التأخير خير عظيم لا تدركه، بل افرح أن منحك الله ما لديك من مواهب وإرادة التغيير لتنفع الإسلام ولكي تفجر طاقاتك فيما ذكرت، فهناك الكثير من الإخوة والأخوات يهجرون مواقع قد تكون في أشد الحاجة إليهم بحجة أنهم يريدون النفير للفوز بالشهادة، بينما هم يستطيعون إدراك هذا الأجر العظيم وحتى أجر الشهادة نفسها وهم جالسون في محيطهم وبلدهم الذي هو ربما في أشد الحجة إليهم. أقول هذا الكلام عن تجربة أخي الفاضل، فنحن لا نعلم أين الخير والمصلحة، هل في النفير أم في الرباط في المحيط الذي نعيش فيه لنكون سبباً في هداية غيرنا ونشر الفهم الصحيح عن ديننا وتحريض المسلمين من أجل المشاركة في مختلف أعمال الخير والتفقه في الدين، ومحاربة المذاهب البدعية، ونشر الوعي الجهادي في النفوس، وهذه أعمال قد لا نجد أحداً يقوم بها لو أننا هاجرنا جميعاً بحثاً عن الشهادة، وقد ننال هذه الشهادة في المحيط الذي نتحرك فيه. هذا ليس تثبيطاً ولكنه عمل لابد منه في انتظار أن يفتح الله ويسهل لك طريقاً للنفير حيثما تريد ولكن حينما تتوفر الشروط الشرعية والظروف الواقعية لذلك. مسألة النفير وشروطها تختلف من جبهة إلى أخرى، فكل واحدة لها خصوصياتها والمرحلة التي تتواجد فيها المسيرة الجهادية ، من قدرات متفاوتة على مختلف الأصعدة ، الدعوية واللوجستية وتأمين القواعد ووجود المربين والكوادر الكافية لاستيعاب القادمين الجدد وغيرها من الظروف والشروط الواجب توفرها في الأرض التي يود الأخ أن ينفر إليها. فكما سبق القول، ليس النفير غاية في حد ذاته بل هو وسيلة لتقوية صفوف المجاهدين وتحقيق واجب النصرة قبل كل شيء، ثم بعد ذلك يمكن للأخ أن يبحث عن الأجر والشهادة حينما يتوفر عنصري الصدق والإخلاص. ومن هنا يمكننا القول أن ساحة جنوب الجزيرة العربية تختلف عن الساحة الصومالية التي بدورها تختلف عن ساحة المغرب أو الساحل الإسلامي، وهذه الأخيرة تختلف كذلك عن الساحة في بلاد خراسان مثلاً أو بلاد الشام وهي الجبهة الأخيرة التي فُتح فيها باب الجهاد والتي تتطلب شروطاً خاصة في الذي يريد النفير إليها.

الجهاد اليوم في سوريا – بالرغم من أنه فرض عين على كل المسلمين من أجل نصرة إخوانهم ، إلا أنه لو قام ما يكفي من المسلمين لسد هذه الثغرة والقيام بهذا الواجب سقط عن الباقين -، لكن هذا الجهاد يحتاج إلى مجاهدين من نوع خاص نظراً لظروف المرحلة التي يمر بها المجاهدون في سوريا بسبب شدة

New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "They are the Supporters of Sharī'ah of Your Lord Who Champions His Supporters"

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهديه اهتدى، واتبع سنته واكتفى، ثم أما بعد

فإنه قد آن أوان نهوض هذه الأمة بعد أن تكالبت عليها الأمم وتداعت كتداعي الأكلة على قصعتها، ولم يعد هناك ثمة لحظة للانتظار أو التشاور أو ثمة فرصة للتردد والإحجام بعد أن بدأت أحزاب الكفر والردة والنفاق تُنزل جنودها وعتادها في جزيرة العرب، مهبط الوحي ومكان قبلة المسلمين وبيت الله الحرام، وصارت هذه الأماكن المقدسة على مرمى حجر من هؤلاء الكفار على مختلف مللهم ونحلهم، تجمعهم غاية واحدة ووحيدة {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} ، وصار من الواجب على المسلمين أن يجمعوا أمرهم بكل حزم وقوة ليردوا الصاع صاعين أو على الأقل يصدوا عداء هؤلاء بتنفيذ أمره سبحانه وتعالى { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين}.

ولن يبقى هناك مبرر للقعود والانتظار وهانحن نرى بأم أعيننا وصول البعثات الأولى من جند الصليب إلى أرض اليمن بعد أن رأوا سقوط عملائهم وعجزهم عن صد أحفاد الصحابة عن تحرير البلاد، وتثبيت أركان شريعة رب العباد.

أهمية جزيرة العرب 

لكي نفهم أكثر هذه المسألة ويكون لدينا قوة الدفع المطلوبة لعملية النهوض، لابد لنا من التذكير بأهمية منطقة جزيرة العرب، فقد ورد في الحديث النبوي : ” يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم”
[الراوي: عبد الله بن عباس المحدث: أحمد شاكر – المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 5/33
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح ].

ومن طريق آخر : ” يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ، ينصرون الله و رسوله ، هم خير من بيني و بينهم ”
[الراوي: عبد الله بن عباس، المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 2782
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين].
الحديث عن الجهاد في جزيرة العرب حديث ذو شجون ويحتاج إلى تفصيل وإسهاب نظراً لخطورة المرحلة التي يمر بها ونظراً لأهمية المنطقة وقداستها بالنسبة لنا وخطورة الأهداف التي يسعى الأعداء إلى تحقيقها هناك.

في البداية أنوه بالإخوة في قاعدة الجهاد على الخطوة المباركة التي تمثلت في توحيد عملهم والتحامهم فيما أسموه بتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بدلاً من التنظيمين السابقين : تنظيم القاعدة في اليمن وتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الحرمين، فهذا الاسم أنسب وأشمل وأقرب للحقيقة والواقع، كما أن هذه الخطوة في حد ذاتها تُعتبر أكبر ضربة للعدو وإغاظة لشياطين الجن والإنس أيما إغاظة، لأنها حطمت صنم التفرقة الذي ساد به الأعداء دهوراً في بلداننا.
إنها خطوة كبيرة نحو تأصيل وحدة المجاهدين ثم المسلمين، وتطبيق عملي لمسألة الوحدة التي طالما رددناها بأفواهنا ولم تلق إلى الآن طريقاً لتكون واقعاً على الأرض.
فجزيرة العرب وحدة متكاملة وليست قابلة للتقسيم إذ أنها تعتبر كلها أرض الوحي والرسالة الخاتمة، ومركز المسلمين قاطبة.

وإذا نظرنا في جانب مصلحة الأعداء فإننا سنجد حرصهم الكبير وتركيزهم المكثف على هذه المنطقة المركزية، وهم يريدون تحقيق أهداف عديدة منها الدينية والاقتصادية والسياسية.
فالدينية تتمثل في طمس المعالم الإسلامية وتمييع مفاهيم ديننا بتنصيب حكومات مرتدة تواليهم في كل صغيرة وكبيرة، تحارب دين التوحيد وتنشر ديناً محرفاً قائماً على طاعة هؤلاء الحكام المبدلين وسدنتهم من علماء النفاق والتسول.

أما اقتصادياً فغايتهم هو استغلال ثروات النفط الهائلة المتواجدة في باطن أراضي الجزيرة التي تُعتبر الخزان الأكبر لهذه الثروة الثمينة، وأكبر احتياطيي العالم لهذه المادة النفيسة ، ثم الثروات الكبيرة التي يحصدونها خلال موسمي الحج والعمرة ، التي تحولت إلى مواسم سياحية تدرُّ الأرباح الطائلة على العائلات المالكة.

وأما سياسياً فغاية الأعداء هو تنصيب أنظمة مستقرة تابعة لسياسته، لها صبغة دينية لكي تكون موضع ثقة للمسلمين بينما الحقيقة هو أنهم مجرد سماسرة للأعداء يضمنون له مصالحه المادية الكبيرة وصفقاته الضخمة في المنطقة،و هؤلاء يمثلهم أصحاب النفوذ والسيطرة المطلقة في العالم وهم رؤوس ما يُسمى بحكومة العالم الخفية.

ويبقى هدف أعدائنا الرئيس هو محاولة إجهاض أي محاولة لاسترجاع الخلافة الإسلامية وإقامتها من جديد، فحرب الأعداء استباقية على مجاهدي القاعدة في المنطقة، وما تواجد قواعدهم العسكرية والأمنية الضخمة في المنطقة إلا دليل قاطع على هذه الإستراتيجية الحذرة واستعدادهم الجدي للتغيرات القادمة وللنهوض الجهادي القادم.

بداية أنصار الشريعة وغاياتها

ينبغي أن نتذكر أن جماعة أنصار الشريعة هي امتداد لتنظيم قاعدة الجهاد في جنوب جزيرة العرب، أسس أصلاً من أجل تطهير جزيرة العرب من رجز اليهود والصليبيين، وكان شعارها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أخرجوا المشركين من جزيرة العرب” [متفق عليه]، فما دام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكد على هذه المسألة وهو على فراش الموت إلا وأنها مهمة للغاية ، وتخص مستقبل الإسلام في هذه البلاد.
وهذا الحديث يدل أيضاً على حرص المشركين على البقاء فيها واستغلال ثرواتها والحرص على القضاء على معالم الخلافة وطمسها.

فجزيرة العرب تُعتبر المركز للمجاهدين وقبلة جهادهم التي لا يمكن أن يفرطوا فيها بحال. قد يؤجلوا المعركة الحاسمة لأسباب ذاتية أو خارجية ولكن أبداً لن يهملوها ويتركوها لقمة سائغة في أفواه التحالف الصهيوصليبي ليعيثوا فيها الفساد ويطمسوا معالم ديننا في نفوس العباد بمساعدة هذه الزمرة الحاكمة الخبيثة، ملوكاً كانوا أو أمراء أو رؤساء.

لقد انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته من مكة المكرمة، ولبث فيها ما شاء الله له أن يلبث، محاصراً ومُكذبا من عشيرته الأقربين قبل الأبعدين، فخرج منها مُكرهاً وهو يبحث عن قاعدة آمنة وأنصار صالحين لينشر بهم دين الحق، ولم يكن في خلد رسولنا الكريم أن يُهمل مكة أو ينساها بالرغم من تمكنه في المدينة، بل بقيت في خلده يتحين فرصة الرجوع إليها لكي يفتحها، وقد تحقق له ذلك بعد ثماني سنوات من الهجرة.

وهاهو التاريخ يعيد نفسه اليوم، ورأينا خروج مجاهدي القاعدة من جزيرة العرب وعلى رأسهم شيخهم وأمير حربهم أبو عبد الله أسامة بن لادن – تقبله الله في عليين -، خرجوا طلباً للإعداد والنصرة، وقد مكثوا سنين عدداً خارج أرض الوحي كانت سنين إعداد واستعداد، وشاء الله أن يعودوا إلى مهد الخلافة لكي يبنوا قواعد هذه الخلافة الراشدة، ويحققوا أمر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بإخراج المشركين من جزيرة العرب ومعهم أذيالهم ومواليهم من حكامنا المرتدين، ويطهروها من رجسهم وأنجاسهم.

New article from Abū Sa'd al 'Āmilī: "The Duty of Support and Victory for Jabhat al-Nuṣrah"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب المستضعفين وناصرهم ومذل المستكبرين وهازمهم، خلق الإنسان في كبد وجعل هذه الحياة الدنيا دار بلاء واختبار لإيمانه، والصلاة والسلام على النبي المختار، خاتم النبيين وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فإنه من الأهمية بمكان أن نقف وقفة تذكير على الدور الذي ينتظرنا في هذه الأحداث القائمة اليوم في بلدان الإسلام ، والتي باتت فيها أرواح المسلمين من نساء وأطفال ورجال مستضعفين ثمناً ووقوداً لتلك النار المشتعلة في بلداننا، تستهدف في الدرجة الأولى ديننا وعقيدتنا ثم أعراضنا وأموالنا وديارنا ، {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ، والله متم نوره ولو كره الكافرون} ، وقوله سبحانه وتعالى { ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، وقد عاد الفراعنة الجدد يستنون بسنة جدهم وسلفهم الأول الفرعون الأكبر {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً، يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين}.

إن دورنا كأمة خاتمة هو أن نقف صفاً واحداً وسداً منيعاً في وجه هذه الهجمات، كل بما يستطيع، باليد والمال والبيان وكل ما فرضه الله علينا من وسائل شرعية يمكنها أن تدفع عن الأمة هذا الصائل الجارف، ولا عذر لأحد مهما كان أن يتنصل عن هذه المهمة، لأنه بإمكانه أن يشارك ويساهم ولو بأدنى ما يملك وهو مستطيع لا محالة، والله يعلم السر وأخفى.

ومن باب أولى حينما نتحدث عن فئة متميزة في هذه الأمة وهي فئة العلماء، الذين يعلمون ويفقهون ما يحاك لأمة الإسلام من كيد ومكر في السر أو في العلن، فإن هذه الفئة مطالبة أكثر من غيرها بالمساهمة والتضحية والقيام بواجباتها اتجاه أمتها، وليس هناك مجال للتراجع أو التنصل أو القعود مهما كانت الدوافع والأعذار {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، بل إن هذه الفئة مطالبة بأن تقود جموع الأمة بنفسها وتتقدم الصفوف لتكون قدوة في العطاء والتضحية والفداء، وعدم الاكتفاء بالتوجيهات البيانية والتنظير النظري.

هذا هو دور العلماء الربانيين، ومن أجل هذا استحقوا أن يرفعهم الله تعالى في الدنيا والآخرة درجات، وبدون أداء هذه الواجبات سوف يكون عذابهم مضاعفاً في الدنيا والآخرة لأنهم كفروا بنعمة العلم الذي يتطلب أول ما يتطلب، العمل والقدوة.

بعد هذه المقدمة أنتقل إلى صلب الموضوع وهو ضرورة نصرة ومساندة أهل الرباط من المجاهدين الأخيار، وهو موقف اعتبره من أضعف الإيمان في قاموس العمل، فضلاً عن أنه واجب وفرض عين على كل مسلم ومسلمة خاصة فيما يخص جهاد الدفع، وهي الحالة التي تتواجد فيها الأمة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها دون استثناء.

تبرز الحالة الأصعب والجبهة الأهم تلك التي فُتحت في بلاد الشام المباركة، حيث الإثخان في المسلمين على أشده إلى درجة الإبادة وكفر النظام النصيري بات واضحاً لكل ذي عقل، وواجب قتاله لم يعد فيه أدنى شك حتى لغير العاقل فضلاً عمن يدعي أنه مسلم ويؤمن بالله واليوم الآخر، كما أن الصفوف قد تميزت وبوضوح لا يقبل النقاش، فئة الطاغوت وجنوده من الجيش وقوات الأمن وما يُسمى بالشبيحة، وبقية فئات الشعب المنقسمة إلى مشارك فيما يُسمى بالجيش السوري الحر وبعض الكتائب المستقلة في مختلف مدن وقرى سوريا وغالبية الشعب الذي يتظاهر بشكل يومي معبراً عن رفضه لهذا النظام الظالم ويقدم شهداء وأسرى في كل لحظة، زيادة على طرف جديد انضم إلى الساحة بطريقة رسمية وهي “جبهة النصرة” التي تمثل التوجه الجهادي السلفي أو بعبارة أكثر قرباً إلى المصطلح الشرعي ” نواة من الطائفة المنصورة ” إن شاء الله ، التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم ومدحها في أحاديث كثيرة متواترة، والتي نجد الكثير بل معظم صفاتها في هذه الجبهة المباركة الوليدة.

1 – ” قائمون بأمر الله: أي ملتزمون بشرعه وأمره، وذلك بالجهاد والقتال وإعلان الحق والتزامه والأمر والنهي به، والدفع عن أهله إذا دخل عليهم الصائل فهذا أوجب الفرائض بعد الإيمان.

2 – مُكذّبون من الغالبية: أي أنهم في غربة من الناس لما درس من أمور الدين، فإن مجيبهم قليل ومعارضهم كثير، كما جاء في كثير من أحاديث الغربة.

3 – مُخذَلون من العموم: أي غير منصورين فعلياً حتى ممن وافقهم في الرأي فإنه لا ينضم إليهم عملياً إلا القليل.

4 – ماضون ثابتون لا يضرهم التخذيل والتكذيب: أي أنهم أصحاب همة وثبات وعناد في الحق يدْعون فيُكذّبون إلا من القليل، ويعملون فيخذلون إلا من النادر، ومع ذلك فهم معلنون للحق ثابتون عليه.

5 – يقاتلون إلى قيام الساعة: وهذه من أخص خصائصهم، والنصوص طافحة في ذلك بشكل علني ثابت يصعب معه التمحك لنفي صفة القتال عنهم وجعلهم من أهل المناظرة أو العلم بلا قتال كما قال البعض.

6 – قاهرون لعدوهم: إما أنهم قاهرون لهم بالنصر الحقيقي والظفر في نهاية الصراع – كما بشر بذلك الله سبحانه وتعالى ورسوله الله صلى الله عليه وسلم في كثير من الآيات والأحاديث – بالرغم من أنهم قد يُهزمون في بعض معاركهم ومواقعهم، وإما أنهم قاهرون لهم بعدم تراجعهم عن الحق رغم هزائمهم المؤقتة، فهم ثابتون ثباتاً يقهر العدو.

فوضوح راية التوحيد التي ترفعها في قتالها، والغايات التي تسعى لبلوغها وهو تحكيم شرع الله والكفر بما سواه من مناهج ودساتير كفرية، هي السمة الأهم التي على أساسها يمكننا تمييزها عن بقية الفصائل المقاتلة في الساحة ، وعلى رأسها ما يُسمى بالجيش السوري الحر، هذا الجيش الذي انشق أصلاً عن الجيش النظامي وأغلب أعضائه اناس عاديون للم يُعرفوا بالتزام بالإسلام ولا تجربة جهادية سابقة، بل أغلبهم كان يحمي النظام النصيري الكافر وهم كانوا أداة قمع وحصار للشعب السوري منذ عقود وبخاصة العناصر القيادية فيه.

ليس هذا الموضع موضع إطلاق أحكام شرعية على هؤلاء الجنود أو محاكمتهم في هذا الظرف الحساس، بل إننا نحكم على ظاهرهم ونرجح أنهم أناس أرادوا التوبة والتبرؤ من النظام النصيري الكافر وبدأوا في حماية الشعب السوري مما يتعرض له من إبادة جماعية على أيدي من تبقى من أجهزة الجيش والأمن والشبيحة ما زالوا يوالون النظام ويقدمون أرواحهم فداء له.

لن أدخل أيضاً في الاعتبارات السياسية المحلية والإقليمية والدولية اتجاه هذا “الجيش الحر” ولا لما يسمى بـ “المجلس الوطني السوري” وعلاقته بالغرب الصليبي ومدى التجاوب والتعاطف الذي يلقاه من هؤلاء، والدعم الإعلامي الذي يلاقيه في وسائل إعلاهم، ومدى استعداد هذا الغرب الصليبي لكي يعترف به كممثل وحيد للشعب السوري بل حتى إمكانية تسليحه من قبل بعض الدول الصليبية والأنظمة العربية المرتدة مطروح على في الحسبان.

هذا في الوقت الذي نجد فيه تخويف وتهويل من هذه

New statement from Abū Sa'd al 'Āmilī: "The Scattered Scent in the Obituary of Shaykh Rafā'ī Surūr"

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى، وجعل لكل أجل كتاب، يبتلينا ربنا بالشر والخير فتنة، ويبتلينا بهذه الحياة الدنيا ليبلونا أينا أحسن عملاً، فطوبى لمن كانت حياته لله وبالله ، وخرج من هذه الحياة الدنيا ولم يترك وراءه ما يحاسب عنه أو يثقل ميزان شبهاته فضلاً عن ميزان سيئاته، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، الذي خرج من هذه الدنيا ودرعه مرهون عند جاره اليهودي وهو الذي كان بوسعه أن يملك الدنيا وكنوزها، ثم أما بعد

فهانحن اليوم مع موعد جديد مع هادم اللذات ليأخذ علماً من أعلام هذا الدين ورجلاً وهب نفسه لله عز وجل وأنفق ما يملك في سبيل ذلك، بل لقي الابتلاء تلو الابتلاء في سبيل رفع راية الحق والثبات عليها ، فكان نعم الصابر والشاكر والراضي بما قدره الله له – ولا نزكيه على الله -، ذلك هو شيخنا وأستاذنا ومربينا رفاعي سرور.

مهما حاولت أن أكتب عن هذا الرجل الصالح فلن أوفيه حقه، ويكفي أن نقول بأنه عاش لدينه وجسد صفات الربانية في أجل صورها وصفات الصبر والثبات على دينه في أرقى وأصدق مقاماتها وصفات البذل والعطاء في أسمى مراتبها.

لم يركن شيخنا طيلة حياته – رغم الضيق والحصار والخصاص الشديد الذي تعرض له – لأحد من الطواغيت ولو من باب التقية والمداراة، فقد كانت نفسه تأبى الدنية في أدنى صورها ولو بمقدار ذرة، حتى لو كان ذلك سيفتح له آفاقاً لتحرك أوسع يمكن أن يخدم بها دينه، كما يفعل الكثير من دعاة زماننا هذا، وهم يرخصون لأنفسهم ذلك من باب المصلحة المرسلة أو تغليب مصلحة الدعوة مقابل تنازلات يعتبرونها هينة وهي عند الله عظيمة.

كانت هذه الصفات وهذا الثبات وهذا التميز في الإخلاص والتضحية لدى الشيخ رفاعي هي اللبنات التي شكلت بناء شخصيته المتميزة الفريدة، وجعلته في موقع الاحترام والتقدير والمهابة في عيون أعدائه قبل أحبابه، وقد بقي هكذا في كل مراحل حياته الدعوية، ينافح عن دينه وتجده فارساً في كل ميدان يحتاج فيه الإسلام إلى فرسان.

لم يكن للشيخ أملاك ومصالح دنيوية مادية يخاف على زوالها أو يحرص عليها أو يوليها بعض اهتمامه لتزاحم مهامه الدينية البتة، فقد كان متفرغاً لربه ووقفاً لهذا الدين، لا يحمل هماً لدنيا أو يولي اهتماماً لعرض من أعراضها الزائلة.

لقد كان يتميز بعقيدة سلفية ربانية منذ نعومة أظفاره وقدم في سبيل الحفاظ عليها والثبات عليها أفضل سنين عمره وهي ما يزيد عن عشرين سنة في سجون الطواغيت بين سجن وحصار في بيته ومنعه الطغاة الظالمون من التواصل مع الناس ومع شباب الدعوة خلال سنين الجمر التي عرفتها مصر الكنانة في ظل حكم الطواغيت المتتابعون عليها.

ولكن شاء الله أن تكون كتاباته القيمة منارة هدى ومصدر إشعاع انتشرت في العالم أجمع واخترقت كل سدود الطواغيت وتجاوزت كل حدودهم المصطنعة فوصلت إلى الناس جميعاً بل منها ما تُرجم إلى لغات عديدة مثل كتاب ” عندما ترعى الذئاب الغنم” وكتاب ” أصحاب الأخدود” ، كان هذا في فترة المحنة وأوج غربة الإسلام الثانية في نهاية الستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومعظم الناس يومئذ بين غارق في ملذات الدنيا وغارق في متاهات البدع والضلالات.

وعلى ذكر كتاب ” عندما ترعى الذئاب الغنم” فإني أود أن أذكر بخاصية متميزة للشيخ رفاعي سرور – رحمه الله – وهي كونه من أول من اهتم بمعركتنا الأبدية مع الشيطان، ومن أبرز من تطرق إليها بنظرة شرعية سلفية قرآنية، بعيداً عن كل تفريط وإفراط أو شعوذة وتخريف، فكان كتابه سالف الذكر مرجعاً ونطقة إشعاع في هذا المجال، أثار انتباه الناس عامة والدعاة خاصة إلى حقيقة هذه المعركة وضرورة الإهتمام بها وأخذها بعين الاعتبار كونها حرب حقيقية ومصيرية تنبثق منها كل هذه الحروب أو المعارك التي نراها مشتعلة ومفتوحة على أمتنا وديننا من قبل أتباع الشيطان.

كما ركز الشيخ بطريقة متميزة وفريدة على الاهتمام بالسنن القدرية والشرعية في هذه الحرب القائمة بيننا وبين أعدائنا وضرورة استيعابها كوسيلة ناجعة لكسب هذه الحرب ضد أعدائنا، وقد استفاض في هذا الباب في كتبه الأخرى : ” قدر الدعوة” –” حكمة الدعوة” وكتاب ” علامات الساعة” وكتاب ” التصور السياسي للحركة الإسلامية”، ففي هذه الكتب تعمق الشيخ رحمه الله كثيراً في الحديث عن السنن القدرية والشرعية وارتباطها بالدعوة والجهاد وضرورة إلمام الدعاة بها وفهمها الفهم الصحيح.

وبخصوص كتاب” عندما ترعى الذئاب الغنم” فقد كنت بدأت كتابة هوامش وتعقيبات عليه، انطلاقاً من تجربتي المتواضعة وما اكتسبته من دروس وما عاينته من تجارب شخصية في ميدان صراعنا مع الشيطان، وسوف أعد القراء الكرام وأطلب منهم الدعاء لكي ييسر الله إكمال ما بدأته، نظراً لقيمة الكتاب وأهميته وحاجتنا إلى تفصيل ما جاء فيه من توجيهات قيمة، لا بأس من ربطها بواقع الحركة الدعوية والجهادية للأمة، فإن كان في العمر بقية ومن الله التوفيق سأواصل الكتابة في هذا الباب الخطير والحساس جداً، لعلي أصل وأقف على بعض ما يحتاجه الدعاة من دروس وعبر في معركتنا مع الشيطان.

وفي الختام لا يسعني سوى أن أتضرع إلى الله العلي القدير، الحنان المنان، الغفور الكريم، التواب الوهاب، أن يتقبل شيخنا الفاضل وعلامتنا الغالي العزيز، عبده المخلص الصادق الفقير، رفاعي سرور، فيجعله من السعداء ويكتب له أجر الشهداء ويلحقه بمحمد وصحبه، دون حساب ولا عتاب ولا عقاب، وأن يرزقنا وأهله وذويه والأمة جمعاء الصبر على فراقه وأن يبارك في أولاده فيجعلهم خير خلف لخير سلف ، ويرزقنا الإخلاص والثبات على أمره ، وإنا على فراقك يا رفاعي محزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وموعدنا الجنة إن شاء الله.

وكتبه الفقير إلى عفو ربه: أبو سعد العاملي – فاتح ربيع الثاني -1433 هجري.

_________

To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]

al-Ma’sadat Media Foundation presents a new article from Abū Sa’d al ‘Āmilī: “Lessons Through Education On The Best Biography of the Land: Continuing the Display of Da'wah Upon the Tribes and Steps That Lead to the First Hurdle #12"

NOTE: For previous lessons in this series see:



Click the following link for a safe PDF copy: Abū Sa’d al ‘Āmilī — “Lessons Through Education On The Best Biography of the Land- Continuing the Display of Da’wah Upon the Tribes and Steps That Lead to the First Hurdle #12″
__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]

al-Ma’sadat Media Foundation presents new research from Abū Sa'd al 'Āmilī: "For You Is Your Religion, And For Me Is My Religion: Neo-Islamists and Democracy"

NOTE: The first part of the title of this research is verse 109:6 of the Qur’ān (Sūrat al-Kāfirūn; The Disbelievers). For those interested, here is some Qur’ān tafāsīr (exegesis) from classical mufassirūn (exegetes) on this particular verse:
Asbāb al-Nuzūl (Occasions of Revelation) al-Wāhidī:
(Say: O disbelievers! …) [109:1-6]. These verses was revealed about a group of people from the Quraysh who said to the Prophet, Allah bless him and give him peace: “Come follow our religion and we will follow yours. You worship our idols for a year and we worship you Allah the following year. In this way, if what you have brought us is better than what we have, we would partake of it and take our share of goodness from it; and if what we have is better than what you have brought, you would partake of it and take your share of goodness from it”. He said: “Allah forbid that I associate anything with Him”, and so Allah, exalted is He, revealed (Say: O disbelievers!) up to the end of the Surah. The Messenger of Allah, Allah bless him and give him peace, then went to the Sacred Sanctuary, which was full of people, and recited to them the Surah. It was at that point that they despaired of him.
Tafsīr al-Tustarī:
(You have your religion and I have a religion). You have your choice (ikhtiyār) for your religion and I have my choice for a religion. Then [this verse] was abrogated by the verse of the sword [9:5]. His words, Exalted is He.
Tafsīr al-Jalālayn:
You have your religion, idolatry, and I have a religion’, Islam: this was [revealed] before he was commanded to wage war [against the idolaters] (all seven Qur’ānic readers omit the yā’ of the genitive possessive construction [in wa-liya dīni] whether with a pause or without; Ya‘qūb, however, retains it in both cases).
Tanwīr al-Miqbās min Tafsīr Ibn ‘Abbās:
(Unto you your religion) of disbelief and ascribing partners to Allah, (and unto me my religion) Islam and faith in Allah. The verses of fighting then abrogated this and the Prophet (pbuh) did fight them.’
Tafsīr Ibn Kathīr:
(To you be your religion.) means disbelief. (and to me my religion.) means, Islam. This is the end of the Tafsir of Surat Qul ya Ayyuhal-Kafirun.


Click the following link for a safe PDF copy: Abū Sa’d al ‘Āmilī — “For You Is Your Religion, And For Me Is My Religion- Neo-Islamists and Democracy”
_________