بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد
انطلاقا من حديث المصطفى الذي أخرجه الإمام أحمد وأبو داود من حديث أبي هريرة والأشعث ابن قيس رضي الله عنهما عن النبي قال: ” لا يشكر الله من لا يشكر الناس ” .
ومن حديث صحيح عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله( ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه).
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما
وعن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء)) رواه الترمذي
في بداية الأمر أوجه رسالتي التي تحمل في طياتها الشكر والثناء لكل العاملين بأعمال دعوية مرئية أو مسموعة في المنتديات والمواقع الإلكترونية وغيرها.
وإننا ومن هذا الباب في إنزال أهل الفضل والإحسان منزلهم نوجه لهم كامل شكرنا, ونقول لهم جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء, ووالله لقد وقفتم وقفة عظيمة في الصف الأول للدعوة إلى دينكم, ومنهج نبيكم, وبأعمالكم العظيمة أيقضتم الأمة, وحركتم مشاعرها وهمتها لتقوم من نومها وسباتها.
فلكم منا خالص التحايا, ولكم منا جزيل الشكر.
أنتم يا مَن تعملون عملا قد لا يعلم مقداره منكم إلا عندما تنظرون أن أبناء المسلمين في كل بقاع المعمورة يشاهدون, وينظرون لعملكم الجليل ثم بسبب هذا العمل المتواضع في حجمه الكبير في وقعه يذهبون ليسألوا, أو يجدوا ليبحثوا عن الحقيقة المغيبة عنهم, ثم يهديه الله على يديك بفضل الله تعالى ثم عملك العظيم.
أخي وأنت تجدُّ لتصنع مقطعا مرئيا, ومعه مقطعا مسموعا مؤثرا في نفوس الناس, لا تستصغر هذا العمل لأنه يستنهض أنفسا كبيرة, وهمها كالجبال, فينفع الله به الإسلام والمسلمين.
ووالله لقد رأينا وسمعنا من بعض الشباب أن سبب هدايتهم, أو سبب ذهابهم إلى أراضي الجهاد هو بسبب مشاهدتهم لمثل هذه الأعمال الطيبة التي أيقظتهم, وأشعلت نار الغيرة على دينهم عندما يشاهد ويرى هذه المقاطع المؤثرة.
ولذا أخوة الدين والإيمان القائمين على هذا الثغر المنير حينما تعملون هذه الأعمال المباركة بعد الإخلاص لله تعالى تمثّل قول نبيك { لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم}.
ولا تنسى أخي وأنت تصنع وتصيغ مادتك أن تحرص على جميل أدائها, وتختار ما ينفع الله به.
وأهيب بكم أيها الأبطال في العمل قدما, وأن تستمر قوافل أعمالكم, وأن تُحيوا الأمة بهذا العمل الدعوي, وكما تعلمون أن أعداء الإسلام أيضا يعملون جادين لإغواء الشباب بنقيض عملكم, ويسعون لصنع المقاطع التي تضيع المسلمين سواء كانت هذه الأعمال شبهات, أو شهوات, فلا يكون أهل الباطل أقويا مضحين لباطلهم, وأهل الحق والدين ضعفاء ومتهاونون متقاعسون في نصرة دينهم والحق الذي يحملونه.
فالله الله أيها الرجال جدوا في إخراج الكثير من هذه الأعمال, وابذلوا وسعكم في صناعة هذه المواد الرائعة التي توصل رسالة الدين والعز والجهاد إلى الناس.
لا تبخل على دينك وأمتك أن تبذل الكلمة في الحق, أو الرسالة الدعوية الناصحة, أو المقطع المؤثر.
فأنتم على باب خير عظيم, وثغر من ثغور الإسلام والجهاد في سبيل الله تعالى, وما الدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله إلا عينان في رأس واحد, بل إن الجهاد نوع من أنواع الدعوة إلى الله.
وأكرر مرة أخرى أشكر كل القائمين على مثل هذه الأعمال, وأقول كتب الله لكم الأجر وشكر الله لكم هذا السعي المبارك.
فالشكر بعد شكر الله عزَّ وجلَّ لكم يا من جعلتم الدعوة قضيتكم في هذا الوقت, وأنتم من أهل الدعوة والإصلاح، ممن آثروا العمل بتخفٍ ابتغاء ما عند الله تعالى.
قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33
صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه أخوكم محب المجاهدين القاضي/ أبوبشر ناصر الدين بن عبدالله
__________
To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]