New release from Shaykh ‘Abd al-Razāq al-Mahdī: “The Ruling on Congratulating Someone For a Position, Including Winning Membership In the People’s Assembly”

لا تشرع التهنئة فليس من السنة وسواء كان منصبا رفيعا كالخلافة أو دونها كالوزارة والإدارة ومجلس الشعب والقضاء..
لأن المنصب ابتلاء واختبار لصاحبه
فكيف يتم تهنئة من هو في حالة اختبار وابتلاء فهذا يدعى له بأن يقوم بأعباء ذلك فإنها مسؤولية..
قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر:
“يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها” رواه مسلم.
قال النووي: هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات، لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية. اهـ.

وفي الصحيحين عن أبي موسى قال: قال رجلان من قومي: أمرنا يا رسول الله فقال: “إنا لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه”
قال ابن حجر في الفتح: ظاهر الحديث منع تولية من يحرص على الولاية إما على سبيل التحريم أو الكراهة، ولكن يستثنى من ذلك من تعين عليه. اهـ.

فالمنصب تكليف لا تشريف وأمانة لا غنيمة ومحنة لا منحة بخلاف ما يظنه أهل الدنيا
ولذا كان سلفنا الصالح يرفضون المناصب وقصة أبي جعفر المنصور لما ارسل إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله النخعي يطلبهم لتولي القضاء فرفضوا وتم سجن أبي حنيفة وأما الثوري ففر إلى اليمن وعاش زمنا متخفيا وأما شريك فرهبوه وخوفوه فتولى القضاء.
فكتب إليه الثوري فزجره وقال: لا اكلمك حتى تترك القضاء.

ولما ولي هارون الرشيد الخلافة أرسل إلى الفضيل بن عياض ليأته وكان له منزلة عند هارون فرفض الفضيل فذهب هارون إلى بيت فضيل فقال: عظني فوعظه وكان مما قال له:
“إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله، ومحمد بن كعب، ورجاء بن حيوة، فقال: إني قد ابتليت بهذا البلاء، فأشيروا علي! فعد الخلافة بلاء، وعددتها أنت وأصحابك نعمة؟!

فتذكر يا صاحب المنصب أنك ستسأل عما عملت وقدمت .. فأعد لكل ذلك سؤال جوابا بين يدي العزيز الجبار..
يروى أن بعض الفضلاء عرض عليه القضاء أو الوزارة فرفض وقال:
وألذ من نيل الوزارة أن ترى
يوماً يريك مصارع الوزراء

وقال أحدهم يصف واليا بعد عزله:
تولّاها وليس له عدو
وغادرها وليس له صديق!

وقلما أفلح صاحب منصب وأدى حق الله وحق العباد! قال صلى الله عليه وسلم قال:
«إنكم سَتَحْرِصُونَ على الإِمَارَة، وستكون نَدَامَةً يوم القيامة، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ».البخاري عن أبي هريرة.
فنعم المرضعة: اي يتمتع صاحب المنصب بالمال والجاه والخدم..
وبئست الفاطمة: بعد أن يجرد من منصبه بعزل أو موت فالويل له كل الويل.

– الزجر في هذا الحديث وحديث أبي ذر مع ما ذكرنا من رفض أعلام السلف للمناصب لما كان يحكم بشرع الله! فكيف الحال هذه الأيام؟!!

تنبيه: بعض أصحاب المناصب يرى نفسه أنه على ثغر عظيم وأنه مجاهد ويجاهد!! وحقيقة الأمر أنه مسكين منغمس في المخالفات الشرعية دون أن يشعر!!
نسأل الله السلامة والعافية وأن نموت غير مبتدعين ولا مبدلين لشرع الله سبحانه وتعالى.

________________

To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]