For prior parts in this article series see #2 and #1.
—
(سلسلة مقالات مفيدة: المقال الثالث: (الشورى في الإسلام) إن الشورى من مبادئ الإسلام الأساسية وإن عدم المشورة يعني الاستبداد والعمل بالرأي الواحد وهو مذموم وقد وجه الله المؤمنين للعمل بالشورى بقوله سبحانه وتعالى:(وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُم). قال ابن كثير في تفسيره: أي: لا يبرمون أمرا حتى يتشاوروا فيه ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها كما قال تعالى: (وشاورهم في الأمر) ولهذا كان عليه الصلاة والسلام؛ يشاورهم في الحروب ونحوها.. ولما حضرت عمر رضي الله عنه الوفاة حين طعن ، جعل الأمر بعده شورى في ستة نفر ، وهم : عثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن بن عوف، فاجتمع رأي الصحابة على تقديم عثمان. انتهى فالشورى مستحبة في عامة الأمور، وهي أكثر وجوباً على الحاكم، وليست منحة منه أو تكرمة، فهي حق شرعي للأمة لتستشار في أمورها، ويرجع إليها الحاكم فيما يهمها ويعود عليها، وذلك بمقتضى النصوص الشرعية، وبما تقتضيه المصلحة. قال أبو بكر بن العربي: المشاورة أصل في الدِّين وسنّة الّله في العالمين. وهي مسبار العقل وسبب الصواب وإننا مأمورون بتحري الصواب في مصالح الأمة, وما يتوقف عليه الواجب فهو واجب. قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: قال ابن خويز منداد: واجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون، وفيما أشكل عليهم من أمور الدين، ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، ووجوه الناس فيما يتعلق بالمصالح، والوزراء والعمال فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها. ونقل القرطبي عن ابن عطية الأندلسي: والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام، ومن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب، هذا ما لا خلاف فيه. ومن مهام مجلس الشورى بيان مشروعية الأنظمة، أو دستورية القوانين لبقاء السيادة للشرع، وإبداء الرأي في السياسة العامة للدولة، وأمور المجتمع كالحكم والتعليم والصحة والاقتصاد، ومحاسبة الحكام والمسؤولين، ومراقبة أعمال الدولة، واختيار الحكام والولاة والقادة. ومجلس الشورى ينبغي أن يضم لفيفا من أهل العلم وخبراء عسكريين وسياسيين وأن يكون حقيقيا فاعلا لا أن يكون مجلس تصفيق كمجلس الشعب!!
_______________
Source: Telegram
To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]